غزة: التهدئة بين العدوان المبيت والاغتيال السياسي




بقلم نقولا ناصر*
بينما المصريون منشغلون ب"التهدئة" علها ، بعد ان نجحوا في  اقناع المقاومة الفلسطينية بها ، تساعد الرئاسة الفلسطينية في "تاهيل" نفسها لاقناع الادارة الاميركية بالوفاء بوعدها لها بتحقيق "رؤية" رئيسها جورج دبليو. بوش حول "حل الدولتين" ، يخرج بوش على الملأ ، من الكنيست ، اعلى منبر في دولة الاحتلال الاسرائيلي ، ليعد باختفاء حماس خلال "ايام او شهور" ، فيعطي الضوء الاخضر الاميركي للاحتلال كي ينفذ عدوانه المبيت على قطاع غزة ، تحت اضواء عالمية وعلى ارفع مستوى ، دون ان يجد أي جدوى في اغتنام مناسبة زيارته لينقل الى الاسرائيليين رسالته التي تعهد بها للفلسطينيين باقامة دولة لهم ، ليحكم بذلك على الجهود المصرية للتهدئة بالفشل وليبدد آخر امل للرئاسة الفلسطينية في ان يفي بوعوده لها ويقضي على ما تبقى من مصداقية لنهج الرئاسة الفلسطينية السياسي ويوجه اكبر ضربة حتى الان لاضعاف الرئيس محمود عباس وهو الذي يقول عنه انه "الشريك" الفلسطيني في "عملية السلام" .
  
ومثل هذه المقدمات ينبغي ان تقود الى نتائجها المنطقية فلسطينيا فيوقف الرئيس عباس المفاوضات والتنسيق الامني مع دولة الاحتلال ، ويمتنع عن لقائه المقبل مع بوش في شرم الشيخ ويستبدلها بالاستجابة لدعوة حماس لزيارة غزة ليبعث رسالة وطنية فلسطينية بان الشعب الفلسطيني سيكون موحدا في مواجهة أي عدوان ، وينهي حملة "الاغتيال السياسي" لحماس حتى لا تكون غطاء وذريعة لاجتياح القطاع .
  
ومما نشرته الاهرام المصرية يوم الخميس الماضي عن "مصدر امني رفيع المستوى" أنه سيتم خلال هذا الأسبوع الاجتماع مع ممثلي التنظيمات الفلسطينية للاتفاق علي أسس التحرك خلال المرحلة المقبلة‏ ، وبداية تنفيذ التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتاكيد المصدر أن المباحثات الاخيرة لرئيس المخابرات العامة الوزير عمر سليمان في إسرائيل "أسفرت عن تأييد وتفهم القادة الإسرائيليين للرؤية المصرية بشأن التهدئة المتزامنة والمتبادلة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي‏‏" لا يسع المراقب الا تسجيل حرص القاهرة على خلق اجواء متفائلة تتناقض الدوافع والأهداف المصرية لخلقها مع كل التجربة التاريخية لدولة الاحتلال الاسرائيلي مع اتفاقيات الهدنة مع العرب ، سواء على المستوى الرسمي ام غير الرسمي ، بقدر ما تتناقض مع وضع دولي واقليمي وحتى فلسطيني يشجعها على مواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني وحصاره .
  
فتصريحات رئيس وزراء دولة الاحتلال ايهود اولمرت ووزير حربه ايهود باراك جميعها خلال الايام الاخيرة تشير في اتجاه معاكس تماما لاي تهدئة ، خصوصا بعد سقوط مقذوف فلسطيني على مجمع تجاري في عسقلان يوم الاربعاء الماضي قال الاول ان الوضع الناجم عنه "لا يطاق وغير مقبول" بينما قال الثاني ان مثل هذا الوضع لا يمكنه ان يستمر ، مع حرص كليهما على التعتيم على شعبهما اولا ثم على الراي العام العالمي انهما واسلافهما قد فرضوا على الشعب الفلسطيني ورئاسته ان "يطيقوا" و "يقبلوا" التفاوض معهم بينما آلتهم العسكرية قد حولت الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال منذ عام 1967 الى "وضع مماثل" طويل الامد في كل مدينة وقرية ومخيم فلسطيني ، وليس لمرة واحدة او اثنتين وكحالة معزولة ، وبينما التوجه الاسرائيلي ل"تابيد" هذا الوضع يحظى بضوء اخضر اميركي وسلبية اوروبية وعربية غير بريئة تجد جميعها ذرائع لها في التناقض بين قول الرئاسة الفلسطينية وبين فعلها او عدم فعلها ، مما يقود عمليا الى استمرار الوضع الراهن في قطاع غزة .
  
واذا كان موقفا الاحتلال الاسرائيلي وراعيه الاميركي غنيان عن البيان بالنسبة للشعب الفلسطيني ، ومثلهما الموقف العربي ، فان موقف الاتحاد الاوروبي ليس كذلك ، اولا بسبب اختبائه خلف الموقف الاميركي وثانيا لكونه "المانح" الاول للرئاسة الفلسطينية وثالثا لان مفاصل هامة برلمانية واعلامية واكاديمية وثقافية تقف الى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره فيخطف تضامنها وتعاطفها الاضواء الفلسطينية بعيدا عن الموقف "الرسمي" للاتحاد الذي لا يستطيع فكاكا من التبعية السياسية للموقف الاميركي لكي ينهي التناقض بين وزنه الاقتصادي وبين فعله السياسي وبين بياناته المؤيدة لانهاء الاحتلال والوقف الكامل لكل الاستعمار الاستيطاني الاستئصالي الاسرائيلي وبين عجزه عن وضع سيفه ويده حيث لسانه ، ليتحول هذا العجز بدوره الى ضوء اخضر اوروبي لدولة الاحتلال كي لا ترتدع .
  
ومناسبة هذه الاطلالة على الموقف الاوروبي ما نسبته اذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي يوم الاربعاء الماضي الى وزير الخارجية الاسباني ، ميغويل موراتينوس ، دون أي نفي من اية جهة لما نسبته اليه حتى الان من دعوته ، خلال حديث مع قادة الاحتلال في اليوم السابق ، الى مؤتمر دولي يضم الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واسرائيل والاردن ومصر يبحث كيفية "اسقاط نظام حماس" في قطاع غزة ! ان مثل هذا الضوء الاخضر الاسباني ، ان صح ما نسب الى موراتينوس ، للعدوان الشامل على القطاع سوف يسقط الصورة الايجابية المعروفة فلسطينيا عن الرجل كصديق للشعب الفلسطيني ورمزه الراحل ياسر عرفات ، لكن الاخطر ان هذا الضوء سيعطي دفعة اوروبية ترجح كفة ميزان المغامرين العسكريين الاميركيين والاسرائيليين الذين يتحينون فرصة او ذريعة او ضوءا اخضر مماثلا لارتكاب مجزرة جماعية في القطاع تقضي على أي جهد مصري او غير مصري ل"التهدئة" .
  
اما موقف الرئاسة الفلسطينية من التهدئة فانه ايجابي لفظا لكنه سلبي عمليا فهي من جهة تصر على ان تكون شريكا في أي تهدئة بالرغم من انها ليست شريكا في "عدم التهدئة" ، في الاقل في القطاع ، مما يدفع المقاومة في غزة الى انتقادها بالقول ان من يحارب هو من يسالم اما من لا يحاربون فلا يحق لهم ان يفاوضوا على التهدئة او يكونوا شركاء فيها ، وهي من جهة اخرى تقف محايدة تماما وكانها غير معنية من اشتراط المقاومة ان تكون التهدئة ، ان تم التوصل اليها ، شاملة للضفة الغربية ايضا ، حيث الاحتلال يواصل عدوانه من جانب واحد بالرغم من التزام الرئاسة التزاما صارما بالتهدئة من جانب واحد لا بل انها تنسق امنيا مع الاحتلال لضمان استمرارها من جانب واحد ، مما شجع الاحتلال في مفاوضات التهدئة على التذرع بموقف الرئاسة هذا ليجادل بان السلطة "الشرعية" في الضفة هي المعنية بالتهدئة فيها وبالتالي فان غزة ليست مخولة للتفاوض عنها ، ومن هنا "مرونة" غزة حول هذا الشرط .  
  
ان عملية الفصل التعسفي المستحيل وغير الواقعي بين حماس وبين الشعب الفلسطيني في القطاع التي تعتمدها الرئاسة ، وهو الموقف ذاته الذي تدعيه حكومة الاحتلال ، والتناقض بين اقوالها كما ترد في تصريحاتها وبيانات حكومتها واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها والتي تطالب برفع الحصار عن القطاع ووقف العدوان عليه وبين مواقفها الفعلية العملية التي تمثل عملية "اغتيال سياسي" يتذرع بها الاحتلال وراعيه الاميركي ليسوغان من جهة اعلان القطاع "كيانا معاديا" يمكن فرض العقوبات الجماعية عليه ثم تصفية هذا الكيان عسكريا من جهة اخرى .
  
والا كيف يمكن التفسير بغير "الاغتيال السياسي" اقدام الرئاسة على حظر الجناح المقاوم لحماس باعتباره "خارجا على القانون" ، واعتبار رئيس حكومة الوحدة الوطنية الشرعية المقالة زعيم "انقلاب" قادته حركته التي حازت على اصوات تفوق كل تلك التي حصلت عليها كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مجتمعة في الانتخابات الاخيرة لانه حسم فلتانا امنيا كانت الرئاسة تشكو منه قبله ، ورفض التعامل مع ادارة الامر الواقع التي اقامها في القطاع مكرها لا مختارا ورفض الحوار مع حركته قبل تلبية شروط اسرائيلية –اميركية صاغتها الرئاسة بلغة عربية موشاة بزخارف لفظية فلسطينية ، وتكرار تغذية الة الدعاية الضخمة للاحتلال باقتباسات فلسطينية على ارفع مستوى لمقولات هي في الاصل صناعة اسرائيلية انتجت في مطابخ الحرب النفسية والاعلامية لمخابرات الاحتلال واستخباراته ، مثل الحديث عن البيئة الحمساوية التي ادخلت "القاعدة" الى القطاع وخدمة اجندات خارجية لدول يتهمها التحالف الاسرائيلي الاميركي بدعم "الارهاب" ، وادانة "العنف" الدفاعي الذي تمارسه جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء لمقاومة ارهاب الدولة الاسرائيلي للاتفاق "مصادفة" مع دولة الاحتلال في تحميل المقاومة المسؤولية عما تسميه "الارهاب" (ويمكن هنا تذكر التصريح الرئاسي المشهور عن ان اسر جندي الاحتلال كلف الشعب الفلسطيني مئات الشهداء مع ان الاف الشهداء الفلسطينيين سقطوا قبل ذلك) ، وعدم الاقدام على أي اجراء عملي لرفع الحصار عن القطاع ووقف العدوان المتواصل عليه يمكن ان يفسر بان هذين المطلبين يمثلان اولوية في الاجندة السياسية للرئاسة وحكومتها ، مثل تعليق التنسيق الامني مع الاحتلال لحين تلبيتهما او اشتراط تلبيتهما لمواصلة المفاوضات او تنظيم حملة دولية موازية في الاقل لا بديلة لحملة الرئاسة من اجل حشد اموال المانحين والمستثمرين لسلطة الحكم الذاتي تضع المطلبين على جداول اعمال المنتديات الاقليمية والدولية "الصديقة" للرئاسة ، الخ .
  
ان دولة الاحتلال تبيت عدوانا على القطاع وهي غير معنية الا بتهدئة فلسطينية من جانب واحد تمليها بشروطها واذا لم تستطع ذلك دبلوماسيا فبالتها العسكرية وهذه هي خلاصة التجربة الفلسطينية مع دولة الاحتلال منذ نجحت الرئاسة الفلسطينية في انتزاع تهدئة من المقاومة وحماس تحديدا منذ اتفاق القاهرة الفلسطيني اوائل عام 2005 ، فماذا كانت النتيجة خلال العامين التاليين قبل "سيطرة" حماس على مقاليد الامور في غزة التي يتذرع الاحتلال بها الان ؟ الا يكفي الوضع في الضفة الغربية ، مقر الرئاسة ، شاهدا على نوايا الاحتلال حيث يواصل عدوانه من جانب واحد بالرغم من التزام الرئاسة ايضا من جانب واحد بالتهدئة حد التنسيق الامني مع الاحتلال ضد "العنف" وعناصره وثقافته واي حاضنة شعبية له حتى لو كانت روضة اطفال تديرها جمعية خيرية !    
  
ان "الوضع الراهن" الذي يريدون استمراره في القطاع ينتظر موعدا لتنفيذ ما سبق لباراك ان قال انه خطة جاهزة لاجتياح القطاع بانتظار موافقة اولمرت عليه وفي هذه الحالة ستدفع المقاومة الى وقفة تاريخية تصنع ملحمة فلسطينية معاصرة لاسطورة "مسعدة (ماسادا)" التي تقول الرواية اليهودية ان الجيش الروماني حاصر القلعة المطلة على البحر الميت حتى اجبر المحاصرين اليهود فيها على "الانتحار الجماعي" ، الذي يمجده اليهود والاسرائيليون باعتباره "بطولة خالدة" حظيت بمبادرة الرئيس الاميركي بوش لتخليدها بدوره بزيارة لما يقول اصحابها انه "اثارها" اثناء زيارته لدولة الاحتلال نهاية الاسبوع الماضي ، غير مكتف ب"احتفاله" بما وصفته غريمته السياسية "الديموقراطية" رئيسة مجلس النواب في الكونغرس نانسي بيلوسي بانه اعظم انجاز للبشرية في القرن العشرين الماضي ، اي انشاء الدولة التي يؤيد كليهما الان "يهوديتها" ويسعيان الى املاء القبول بيهوديتها على العرب وبخاصة الفلسطينيون منهم .
  
لكن الفوارق ستكون اساسية بين الملحمة المحتملة وبين اسطورة مسعدة فعرب فلسطين في القطاع ، الذين يحرم دينهم الحنيف الانتحار ، لن ينتحروا لا افرادا ولا جماعة ولن يقتلوا اطفالهم ونساءهم ثم يقتلون بعضهم كما فعل اصحاب الاسطورة حسب ما يقول رواتها اليهود ، بل سيقاتلون الغازي رجالا واطفالا ونساء حتى يندحر او يستشهدون ، اقتداء بتراث اسلافهم في تاريخهم الوطني والعربي والاسلامي ، في ملحمة لن تكون معركة مخيم جنين عام 2002 الا مصغرا لها ولن تكون نتيجتها بالتاكيد مثل نتيجة الماسادا اليهودية ، لينتهي وجودهم ويزول اثرهم ، بل لتفجر عاصفة وطنية ستكون بالتاكيد اعتى من "العاصفة" التي فجرتها معركة الكرامة في غور الاردن عام 1968 ، لمن ما زالوا يتذكرون "الكرامة" وثقافتها ومرجعياتها الوطنية .

أسر القتلى الأمريكيين في العراق لبوش: تصريحك بشأن اعتزال الجولف يفتقد الاحترام واللياقة

وصفت منظمة أمريكية مناهضة للحرب في العراق الرئيس بوش بـ"افتقاد الاحترام واللياقة"، ردا على تصريحه بأنه اعتزل لعب الجولف تضامنا مع أسر القتلى الأمريكيين في العراق، وهو ما اعتبرته المنظمة تقليلا من قدر تضحيات أسر القتلى الأمريكيين.  وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك اعتبرت منظمة "عائلات العسكريين ترفع صوتها"، التي تضم أسر الجنود الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في العراق، أن تصريح بوش بأنه توقف عن لعب الجولف من أجل القتلى الأمريكيين في العراق يُظهر أن بوش لديه "افتقاد هائل للاحترام والتفهم واللياقة العامة".
 
وكان الرئيس بوش قد صرح في مقابلة صحفية الأسبوع الماضي أنه لم يعد يلعب الجولف؛ معللا ذلك بقوله: "إنني لا أريد من أم مات ابنها مؤخرا أن ترى القائد الأعلى للقوات المسلحة يلعب الجولف".
 
وأضاف بوش في المقابلة: "أشعر أنني مدين بهذا للأسر، أن أكون متضامنا معهم بأقصى ما أستطيع، وأعتقد أن لعب الجولف خلال الحرب يبعث بالإشارة الخطأ".
 
لكن منظمة "عائلات العسكريين ترفع صوتها"، قالت في بيانها: "كيف يجرؤ على مساواة قراره باعتزال لعب الجولف بالتضحية التي طلبها من عائلاتها ومن الجنود الأمريكيين الـ4077 الذين قُتلوا في المواجهات والآلاف الذين قتلوا أنفسهم أو ماتوا نتيجة المخدرات والكحول نتيجة للفظاعات التي شهدوها في العراق؟"
 
وطالبت المنظمة الرئيس الأمريكي بإيقاف الحرب وإعادة القوات الأمريكية.
 
وأضافت المنظمة، في البيان الذي حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: "ما يدين به الرئيس لأُسر الجنود الذين ماتوا في العراق هو إنهاء الحرب التي حطمت حياتنا بقتل أبنائنا وبناتنا، وإخوتنا وأخواتنا، وأزواجنا وزوجاتنا...."
 
وقالت المنظمة إن الرئيس بوش "لن يستطيع على الإطلاق أن يفهم ألم فقدان شخص يحبه في حرب غير قانونية وغير أخلاقية وغير عادلة".
 
وأضاف بيان المنظمة: "نحن لا نطلب تضامنه أو تعاطفه، نحن نطلب أن يقوم بإعادة جميع القوات من العراق إلى الوطن، الآن وقبل أن تتعرض حياة أسرة أخرى للدمار إلى الأبد".
 
يُشار إلى أن منظمة "عائلات العسكريين ترفع صوتها" تضم أكثر من 3800 أسرة أمريكية فقدت أفرادا منها في العراق وتعارض الحرب في العراق.

كاليفورنيا الولاية الأولى في تمويل حروب أمريكا

جاءت ولاية كاليفورنيا كأكثر ولاية أمريكية تمويلا لحروب أمريكا الخارجية، بحسب تقدير لمركز أبحاث أمريكي بارز، كشف أن دافعي الضرائب في كاليفورنيا مولوا الحرب في العراق وأفغانستان بأكثر من 66 بليون دولار منذ بدء الحرب قبل خمس سنوات من الآن.
 
ويأتي هذا التقدير الذي أجراه مركز التقدم الأمريكي، وهو مؤسسة تفكير ديمقراطية بارزة، بعد تقديم الرئيس بوش طلبا للحصول على تمويل جديد الحرب بقيمة 178 بليون دولار.
 
وسوف تذهب 135.4 بليون دولار من هذا التمويل الإضافي لتمويل العمليات العسكرية في العراق لهذا العام، فيما ستذهب 42.6 بليون دولار للعمليات في أفغانستان وأنشطة أخرى في إطار ما تسميه واشنطن بالحرب على الإرهاب.
 
وقد تتبع مركز التقدم الأمريكي نصيب دافعي الضرائب الأمريكيين في كل ولاية من تمويل الحرب.
 
وكشف التقدير، الذي حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، أن ولاية كاليفورنيا هي الولاية الأكثر تمويلا للحرب في العراق؛ حيث كان نصيبها من تمويل الحرب الذي تم إقراره حتى الآن أكثر من 66.6 بليون دولار فيما يُتوقع أن يتجاوز إجمالي التمويل المتوقع منها 83.7 بليون دولار.
 
وجاءت في المرتبة الثانية ولاية نيويورك بأكثر من 47 بليون دولار تم إقرارها حتى الآن، فيما يُتوقع أن يزيد إجمالي تمويلها للحرب عن 59 بليون دولار.
 
وفي المرتبة الثالثة جاءت ولاية تكساس بـ43 بليون دولار حتى الآن، وإجمالي 54 بليون دولار متوقعة.
 
وأشارت التقديرات إلى وجود 8 ولايات أمريكية تدفع كل منها 20 بليون دولار أو أكثر لتمويل الحرب، وهي على الترتيب ولايات كاليفورنيا ونيويورك وتكساس وفلوريدا وإلينوي ونيوجيرسي وبنسلفانيا وأوهايو.
 
وبحسب تقديرات مركز التقدم الأمريكي فإن هناك 16 ولاية أمريكية تقوم كل منها بتمويل الحرب بما يتراوح بين 10 و20 بليون دولار، فيما يمثل نصيب كل ولاية من الولايات الأخرى في تمويل الحرب أقل من 10 بليون دولار.
 
وتعليقا على هذه البيانات قال مركز التقدم الأمريكي في بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: "إن دافعي الضرائب الأمريكيين لديهم ما يكفي كي يقلقوا بشأنه بالفعل. والولايات المتحدة تحتاج إلى تغيير أولوياتها في العراق والشرق الأوسط، بدءا من إعادة ضبط إستراتيجي للسياسات، بما في ذلك إعادة نشر القوات على مراحل من للعراق، جنبا إلى جنب مع زيادة الجهود الدبلوماسية في المنطقة".

يا عامة الناس عليكم بأكل الملوخية ..

محمد سليم
بادئ ذي بدء لـ نتفق أولا في ان مصر هي أم الدنيا وهى أم الملوخية ..؟ على بركة الله ؛ نقطة على السطر .
ولنهبط معا لنبرّهن بالسطر التالي ؛.. ملوك مصر أولاد الآلهة ( المحنطين في المتاحف المصرية ) هم أول من زرع نبتة الملوخية على ضفاف نهر النيل العظيم و منه انتشرت ( الملوخية )على ربوع وقيعان العالم القديم و الحديث ..وكانت ( أكلة ) الملوخية   طعاما ملكيا مفضلا للملك الإله كما كانت أكلة لذيذة لكافة المصريين ..وأستمر هكذا حال.. حتى وصل ( الحاكم بأمر الله ) إلى سدة الحكم على غفلة ( وأهل مصر غارقين فى عشق الملوخية ) فــ أشهر سيفه وسن فرمانه في وجوه العامة وهو يأمرهم ويصرخ فيهم ؛ .. يا عامة الناس عليكم بعدم أكل الملوخية !! .. وزاد فى غيه بقوله ؛ يقتصر أكلها ( يقصد الملوخية تحديدا ) على الأمراء و الملوك من نسله وصلبه من بعده !.. وأرسل العُمال والكتبة والأبواق كجيش عرمرم الجرار ؛ لينشدوا فى الساحات ويهتفوا في الأزقة ويصفقوا فى الحواري ؛ من الآن فصاعد ليعلم الحاضر الغائب ؛ أن الملوخية أصبحت (ملوكية) وأن الإمارة المصرية أصبحت مملكة وراثية شعارها ( ورقة ملوخية مرعرة ومورورة ) وعلى كل مزارع ان يزرع نصف أرضه ملوخية إرضاء للحاكم بأمره ( الله يخليه ويبارك فيه ) !!.... لا لا.. دعك من مقولة المؤرخين والمنظرين والمحللين الأقدمين ؛ أن هذا أمرا سلطويا ديكتاتوريا فى حق الرعية وإلا لماذا لم يختار ( القرع العسلي ) أو ( الباذنجان الأسود ) أو ( البندورة الحمرا )أو غيرها من الخضروات ...السر الخطير الذي اكتشفته أنا ( الباحث الفقير الى الله ) هو التالي ؛..... أكلة الملوخية ( الخطيرة ) ؛ منشط جنسي للزوجين حيث تزيد من إفراز هرموني الذكورة والأنوثة..أذن الحاكم ( الخطير منه لله ) يريد إشعال نار الفتنة و ( شعللة ) جذوة الشجار بين الرجل وزوجه وتفكيك الحياة الأسرية ونقض( مُلة السرير ) الثابتة الأركان على رؤوس الأشهاد    ...والملوخية ؛ تحمى الجسد من الشيخوخة المبكرة وتساعد الجسم على مقاومة هشاشة العظام ...أذن ؛ الحاكم بأمره (رد الله كيده فى نحره ) يتمنى ان لا يُعمر الشعب المصري طويلا.. وإن أطال الله عمره ؛ سيعتلى ظهورهم كالمطايا دونما كلفة أو عبء .. ويولّى عليهم احد أبناءه من بعده وهم صاغرون.. ويطبعون مع أعدائهم وهم مغلوبون ...والملوخية ؛ تقاوم الاضطرابات العصبية وتقاوم الاكتئاب وتزيد الشعور بنوع ما من المقاومة الذاتية وتقلل من حالة القلق والتوتر ....أذن ؛ الحاكم بامره ( فضح الله نيته من بعده ) لا يريد ولا يتمنى اى مقاومة لا على الحدود الدولية ولا فى النفوس الوطنية ويريد شعبا مكتئبا مهموما غارقا فى البحث عن الدواء والعلاج وعن لقمة عيش( تقمن أوده ) وبالتالي لا ولن يقدر الشعب ( المبتلى ) على أية مغامرات قد تضج مخدع الحاكم بأمره   ...والملوخية ؛ تحوى مادة مخاطية غرائية   تهدئ الأعصاب وتدر البول...أذن سيدنا الحاكم بأمره ( الله لا يسيئه) ؛ لا يبغى التماسك ولا التلاحم في صفوف شعبه وإنما جل همه سرعة تبول ( رعيته على نفسها ) كلما هل بطلعته في أول كل شهر ( مع قبض الراتب ) وعند خروجه من خلوته الشهرية ليأخذ الأجندة الخارجية من ولاة أمرهُ ......
 
 السطر الثالث؛ ولماذا يأمرهم بزراعتها ولا يسمح لهم بتذوقها ويحرم أكلها عليهم ؟!... وللحقيقة العلمية ؛ هذا سؤال ( عويص ) يحتاج   محلل استراتيجي ( أكول )و خبير ..ولكنني توصلت بــ( الفكاكة والفهلوة ) بصفتي باحث مسكين الى ان الهدف إشغال وقت الرعية فيما لا يفيدهم ..و ؛ يبث فيهم الصبر على البلوى واحتساب الأجر على الله ..ويدربهم على عمليات ( خلع ) أعواد النبات من التربة ..و ( حش ) رقبة الملوخية   وتربيطها   فى حزم جماعية ربما فيما بعد يصف رعيته بأنها رعية إرهابية تستحق القتل والتنكيل ..ويستمتع هو بأكل الملوخية بالأرانب ( المقلية ) ..
 
السطر الأخير؛ لأمانة البحث العلمي والتحري ؛ الحاكم بآمره (الله يسامحه ) لم تتعدى فرماناته الى ما تسمع الرعية من( خزعبلات) ولا الى ما ترى وتشاهد من( خلافات وخلاعات ) وإنما اقتصرت على ( أكل ) الملوخية دون سائر الخضروات ..رحم الله الحاكم بآمره وأطال الله فى عُمر رعيته ( التقية الصابرة) ..وان لله وان إليه راجعون ...ادعوا له...

عباس يكتشف تقارير خطيرة وسيعلن الإنهيار من رام الله

 
علمت مصادر فلسطينية مطلعة أن الرئيس محمود عباس اطلع قبل مغادرته إلى شرم الشيخ على تقارير خطيرة، تتعلق بالعملية السلمية وتخلي الولايات المتحدة عن متابعة مساعيها لإحراز تقدم في هذه العملية التي بدأت منذ لقاء انابوليس. وكشف مسؤول دبلوماسي أوروبي كبير أن الإدارة الأمريكية تراجعت عن لعب دور في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي غير معنية بممارسة ضغوط على اسرائيل أو التصادم معها، وأنها أبقت لإسرائيل حرية اتخاذ ما تراه من مواقف تخدم سياساتها وأمنها ومصالحها.
  
وذكر المسؤول الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن اسمه أن الرئيس عباس تلقى تقارير دقيقة عن اتفاقيات وتفاهمات بين حركة شاس وايهود أولمرت تقضي ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة حول القدس وفي الضفة الغربية، وذلك في إطار تعزيز أولمرت للائتلاف الوزاري الذي يتعرض لهزات متلاحقة.
  
وكشف المسؤول الدبلوماسي الأوروبي أن الرئيس محمود عباس يستعد للإعلان صراحة من رام الله عن فشل المفاوضات وتحميل اسرائيل مسؤولية ذلك، وسيتحدث عن عدم جدية الإدارة الأمريكية في لعب دور راعي عملية التسوية.
  
وأضاف المسؤول الأوروبي أن الرئيس عباس لن يأخذ هذه المرة في الحسبان الضغوط التي مورست عليه من أطراف عربية ودولية لمنعه من الإعلان عن فشل المفاوضات، بعد عودته من الزيارة غير الناجحة للبيت الأبيض ولقائه الرئيس بوش وأركان إدارته.
  
وأفاد المسؤول الدبلوماسي أن عباس كان ينوي الإعلان عن فشل عملية انابوليس وانهيار هذه العملية فور عودته من واشنطن بعد أن لمس الموقف الأمريكي غير المشجع لمواصلة السير في العملية السلمية، وبعد أن تلقى توضيحات من داخل الولايات المتحدة تؤكد أن ادارة بوش غير راغبة في دفع اسرائيل الى تقديم تنازلات لإنجاح المفاوضات، وعندها طلبت منه بعض الدول العربية تأجيل الاعلان عن فشل أنابوليس، لكن، التراجع الامريكي والمماطلة الاسرائيلية، والعمليات الاستيطانية المستمرة، كل هذه العوامل سوف تدفع الرئيس الفلسطيني الى الاعلان قريبا وبصراحة عن عدم جدوى اية مفاوضات مع القيادة الاسرائيلية الحالية.

بوش: قلبي «ينفطر» للفلسطينيين

 تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش خلال لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ابو مازن» العمل على تحقيق «حلم» الدولة الفلسطينية نافياً انحيازه لإسرائيل. فيما يصل غداً إلى القاهرة وفد حركة حماس لبحث قضية التهدئة مع إسرائيل. وقال بوش في ختام محادثات مع عباس في منتجع شرم الشيخ المصري، الذي وصله أمس، انه يريد المساعدة على «تحديد» دولة فلسطينية لأن «قلبي ينفطر لرؤية قدرات الفلسطينيين الواسعة تتبدد». وأضاف أن «وطناً» فلسطينياً سيوفر فرصة «لوضع حد للمعاناة التي تشهدها» الأراضي الفلسطينية.
 
 
وأضاف موجهاً الحديث لأبو مازن «أتعهد مجدداً أمامكم أن تساعد حكومتي في تحقيق الحلم الذي يراودكم»، موضحاً أن هذا الحلم هو حلم الإسرائيليين أيضاً «بقيام دولتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب». وفي وقت سابق وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأفغاني حامد قرضاي نفى بوش تحيزه لإسرائيل، مؤكداً تفاؤله بفرص الوصول إلى اتفاق سلام يقود إلى إنشاء دولة فلسطينية، وذلك قبل انتهاء ولايته في يناير المقبل.
 
 
وقال بوش رداً على سؤال لصحافيين بشأن الاتهامات التي يوجهها إليه عدد من العرب والفلسطينيين بشأن تحيزه لإسرائيل، «في خطابي غدا (اليوم)، سأقول بوضوح إن في إمكاننا أن نحقق نجاحاً في تحديد دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايتي وسنعمل جاهدين للتوصل إلى هذا الهدف».
 
 
في موازاة ذلك ذكر التلفزيون الإسرائيلي أن «مجموعة كبيرة من كبار رجال الأمن السابقين والسياسيين والكتاب الإسرائيليين بعثت برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك يطالبون فيها بإجراء محادثات عاجلة مع «حماس» للوصول إلى وقف إطلاق النار».
 
 
إلى ذلك أعلنت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة أمس أن وفداً من حركة «حماس» سيصل إلى القاهرة غداً الاثنين برئاسة موسى أبومرزوق ليبحث مع المسؤولين المصريين اتفاقاً للتهدئة مع إسرائيل.

هكذا يتوقع المفكرون الصهاينة زوال إسرائيل

عشية احتفال إسرائيل بالذكرى الستين لإقامتها، زخر النتاج الفكري الإسرائيلي بالكثير من التنبؤات التشاؤمية إزاء مستقبل هذا الكيان، وأصبح المزيد من الساسة والمفكرين الصهاينة يعبرون بصراحة عن قناعتهم بأن هذه الكيان الى زوال. ولأن هذا النتاج وتلك التنبؤات أصبحت ظاهرة، فقد أطلقت عليها الصحافة الإسرائيلية " رؤى آخر الزمان "، والتي تكتسب أهمية ليس فقط بسبب ما تشكله من نسف لمظاهر الثقة التي يحرص قادة إسرائيل على التعبير عنها في مناسبة وبدون مناسبة، بل لأن أصحاب هذه الرؤى هم إما من أولئك الذين كان لهم دور بارز في عملية صنع القرار، أو أنهم من المفكرين الذين ارتبطوا طويلاً بالمؤسسة الحاكمة، وليسوا مجرد نخب تعبر عن الهوامش الفكرية في المجتمع. وعلى الرغم من أن هؤلاء الساسة والمفكرين يصلون الى ذات الإستنتاج، إلا أنهم يستندون الى مسوغات شتى لدعم رؤاهم.
 
تهديدات خارجية وداخلية
  
البرفسور أمنون روبنشطاين، الذي شغل في الماضي منصبي وزير العدل والتعليم في حكومتي رابين وبراك، والذي تفرغ للكتابة حول مستقبل الدولة، بالإضافة الى عمله كمحاضر للقانون في جامعة تل أبيب، يرى أن إسرائيل لا يمكنها البقاء مطلقاً بسبب نوعين من التهديد،خارجي يمثله فشل إسرائيل في ردع العرب عن مواصلة تهديدها والتربص بها، والتهديد الداخلي المتمثل في الفساد وتآكل ما يسميه " منظومة القيم الصهيونية " التي استند إليها الصهاينة في إقامة كيانهم. وفي مقابلة أجرته معه صحيفة " هآرتس "، يقول روبنشطاين أنه على الرغم من أن انتصارات إسرائيل في حروبها الكبيرة مع الدول العربية، إلا أن هذه الإنتصارات فشلت في اجتثاث الرغبة العربية في محاربة إسرائيل. ويرى أن أكثر ما يجعل الأمور أكثر تعقيداً في وجه إسرائيل هو " أسلمة " الصراع، واتخاذه بعداً دينياً، الأمر الذي لا يزيد فقط رقعة العداء لإسرائيل، بل يجعله أكثر تصميماً. ويعتبر روبنشطاين أنه من الحمق الإنطلاق من إفتراض مفاده أن الأنظمة العربية الحالية ستبقى للأبد، مؤكداً أن إسرائيل قد تستيقظ في يومٍ ما وقد احيطت بأنظمة حكم ذات توجه إسلامي، لا ترفض وجود إسرائيل فحسب، بل تتجند من أجل ازالتها. ويسخر روبنشطاين من أولئك الذين يراهنون على التفوق الإسرائيلي في مجال التكنلوجيا الحربية، محذراً من أنه بإمكان العالم العربي تطوير مثل هذه التقنيات عندما تتوفر فيه الإرادة السياسية لذلك. في نفس الوقت، فأن روبنشطاين يرصد مظاهر تحلل منظومة " القيم الصهيونية "، مثل ميل الشباب الإسرائيلي لعدم التضحية من أجل الدولة والذي يعكسه تهاوي الدافعية في صفوفهم للتجند في صفوف الوحدات المقاتلة في الجيش، الأمر الذي جعل عبء العمل العسكري يقع في الواقع على كاهل نسبة قليلة من المجتمع. ويتفق ايرز ايشل مدير مدرسة " اعداد القادة " في تل أبيب مع روبنشطاين في هذه النقطة، ويضيف أن أحد مصادر هدم منظومة القيم هذه تتمثل في حقيقة أن قادة الدولة لم يعودوا مثالاً يقتدى به الشباب الإسرائيلي. ويؤكد أنه في الوقت الذي يصرخ قادة الدولة مهددين بشن مزيد من الحروب، إلا أنهم يستثون أبنائهم من تحمل عبء هذه الحروب، مشيراً الى حقيقة أن ابني رئيس الوزراء الحالي ايهود اولمرت تهربا من الخدمة العسكرية بالسفر للخارج.
 
أيضا الجنرال شلومو غازيت الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية " أمان " يرى أن رفض إسرائيل للتجاوب مع الرغبة العربية لحل الصراع يحمل في طياته دمار إسرائيل. ويشن غازيت انتقاداً حاداً على المستشرق الأمريكي برنار لويس الذي دعا إسرائيل لعدم التفاوض مع العرب، معتبراً أن تخليد الوضع القائم هو الذي سيؤدي الى تصفية اسرائيل. ولا يتردد غازيت بمطالبة قيادة الدولة بالموافقة حتى على هدنة طويلة المدى تتنازل مقابلها عن حدود العام 1967.
 
وجود بلا شرعية
  
ناحوم برنيع كبير المعلقين في صحيفة " يديعوت أحرنوت "، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، وهو الذي توقع فشل إسرائيل في حرب لبنان الثانية من أول يوم فيها، يقول أنه على رغم ان اسرائيل اليوم قوية من ناحية عسكرية وذات منعة إقتصادية، الا أن الناس فيها يفقدون الثقة بمستقبلها وبقدرتها على البقاء. ويروى برنيع حادثة طريفة حدثت مع الكاتب اليهودي الأمريكي غوردس، والتي تعكس انعدام الأمل ببقاء إسرائيل. ويقول أن غوردس ذهب الى طبيب قبل ساعات من اقلاعه الى لوس انجلوس، للحصول على وصفة دواء طلب أخذها قبل السفر بالجو، فسأله الطبيب: "بماذا تعملُ؟". فرد غوردس: أنا كاتب. فسأل الطبيب: ماذا تكتب ؟. قال: حول مستقبل اسرائيل. فضحك الطبيب، وقال: آه "أفهم الان، انت تكتب قصصاً قصيرة !!!. ويضيف برنيع " إجابة الطبيب العفوية تعكس المزاج العام في اسرائيل، وهو مزاج الشعور بنهاية الزمان، مع أنه لا يتحدث عنه أحد لكن الجميع يشعرون به. انه نوع من اليأس، لا ينبع من الحرب التي كانت او من الحرب التي قد تأتي، بل من مصادر أعمق"، على حد تعبيره. ويعتبر برنيع أن مظاهر المنعة العسكرية والإقتصادية التي تتمتع بها اسرائيل مضللة. ويشير الى أنه على الرغم من أن إسرائيل ذات اقتصاد مستقر، وأسعار العقارات فيها تبلغ عنان السماء، وجيشها قوي، وجامعاتها ذات نوعية عالية، ومع ذلك فهي تعجز عن توفير الأمن لليهود الذين يعيشون فيها،وهي لا تعطيهم الحياة الطبيعية. ويؤكد برنيع أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي مجرد وجودها مثار جدل. ويفسر برنيع لماذا يشعر الإسرائيليون بالغيرة من الفلسطينيين، حيث يقول " الحركة الوطنية الفلسطينية أصغر سناً من الصهيونية بكثير. وعلى رغم ذلك لا يشك أحد في العالم في حق الفلسطينيين في دولة، في حين أن حق اليهود في دولة مثار ريبة وشك، مع أن التشكيك في هذه الحق لا ينحصر في العرب والمسلمين ".
 
الصهيونية تقتل إسرائيل
 
وعشية الاحتفالات، عاد رئيس الكنيست الاسبق ابراهام بورغ، نجل يوسيف بورغ، أحد مؤسسي الدولة، والذي أسس حزب " المفدال " الديني، الى ما جاء في كتابه الأخير " أن تنتصر على هتلر "، مؤكداً أن استلاب إسرائيل لخيار القوة كفيل بتدميرها. وشبه بورغ إسرائيل بقلعة تختنق بدروعها وتحصيناتها. ويؤكد بورغ أن المجتمع الإسرائيلي يفترسه الذعر. ويضيف "أرى مجتمعي يذوي أمام ناظري. أردت أن يدرك التيار المركزي أنه عندما ندع الجيش ينتصر، فإنه غير قادر على أن يعي ان القوة ليست هي الحل. ان الحديث عن محو غزة يدل على أننا لم نستوعب الدرس". ويعتبر بورغ أن المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع " مذعور "، ويضيف " إننا معوقون نفسياً. إسرائيل تعاني صدمة نفسية مستديمة... صدمة النازية أفقدتنا توازننا. إننا نعيش بشعور ان كل العالم ينفر منا. التشدد يسيطر على هويتنا... إننا مجتمع يعيش على سيفه، وهذا الشعور ورثناه من المانيا، وكأن ما سلبوه منا خلال 12 عاماً يحتم أن يكون سيفنا كبيراً جداً... أليس جدار الفصل الذي نقيمه في الأراضي الفلسطينية خير دليل على انفصام الشخصية الذي نعانيه؟ ".وأضاف بورغ أن مظاهر الفاشية التي تميز إسرائيل خطر آخر يهدد مستقبل إسرائيل. ويضيف " اسرائيل دولة فاشية، بلطجية ومستقوية وقاسية وامبريالية وسطحية فاقدة لأصالة الروح ومنطوية على نفسها... الدعوات المتتالية إلى قتل الفلسطينيين وهدم منازلهم وترحيلهم والقتل وشرعنة سياسة الترحيل من خلال مشاركة أصحاب هذه السياسة في الائتلاف الحكومي، دليل على انتشار الفاشية". ويشدد بورغ على أن أحد مصادر الخطر على الدولة هو حقيقة أنها غير ديموقراطية، ساخراً من ادعاء الحركة الصهيونية بأن اسرائيل هي دولة يهودية وديموقراطية، معتبراً أنه لا يمكن الجمع بين اليهودية والديموقراطية.
 
مظاهر إنعدام الثقة
  
لا يكتفي المفكرون والكتاب الصهاينة في الحديث عن تنبؤاتهم الآخروية، بل يعددون المظاهر التي تدعم هذه التنبؤات. ابراهام تيروش سكرتير ثاني حكومة شكلها مناحيم بيغن يرى أن أوضح مظهر من مظاهر إنهيار الفكرة الصهيونية هو قرار الوكالة اليهودية بالتوقف عن محاولة اقناع اليهود في إرجاء العالم بالهجرة إلى إسرائيل، معتبراً أن هذا يدلل على فشل الحركة الصهيونية في المحافظة على قوة الدفع الخاصة بأفكارها التي تعتبر الهجرة اليهودية على رأسها. ويؤكد أنه بالنسبة لليهود في أرجاء العالم، فأنهم باتوا يرون مخاطر العيش في إسرائيل أكبر من مخاطر القوى اللاسامية في الشتات. ويشير تيروش الى مظاهر انفضاض اليهود عن إسرائيل، مستنداً الى نتائج دراسة اجريت في أوساط اليهود الأمريكيين دللت على أن 70% منهم لم يزوروا اسرائيل ولا يعتزمون زيارتها؛ 50 في المائة من يهود الولايات المتحدة متزوجون زواجا مختلطا؛ 50 في المائة من الشباب اليهودي هناك لا يهمهم اذا كفت اسرائيل عن الوجود. وينوه تيروش الى حقيقة تفوق الهجرة العكسية من الكيان على الهجرة عليه، الأمر الذي رفع عدد الإسرائيليين الذين يعيشون في الخارج الى 750 الف.
 
ويقدم رئيس الكنيست السابق روفي ريفلين القيادي البارز في حزب الليكود مثالاً آخر على تغلغل اليأس في نفوس الإسرائيليين من مستقبل كيانهم، والذي يعبر عنه سعي أعداد متزايدة من الإسرائيليين للحصول على جوازات سفر أوروبية لإستخدامها في الفرار من الدولة عند الحاجة. ويؤكد ريفلين أن هذا السلوك لم يكن يصدر عن هؤلاء الإسرائيليية لولا الشعور المتأصل في نفوسهم بأن الدولة في طريقها للتفكك والزوال. ويحذر ريفلين من أن هذه الظاهرة تؤثر على مدى استعداد الإسرائيليين للتطوع للخدمة العسكرية والقتال والتضحية والمخاطرة من بالنفس من أجل سلامة الدولة، فضلاً عن أنها تؤثر سلباً على التضامن بين الإسرائيليين وبعضهم البعض. ويحزم ريفلين أن هذه الظاهرة ستؤدي إلى ظهور تباينات فكرية وإجتماعية وسياسية بين الإسرائيليين بعد أن بلغت الدولة الستين من عمرها بين الإسرائيليين الذين لا يمكنهم الحصول على جوازات سفر أجنبية ولا يعرفون أن لهم ملاذاً آخر، وبين أولئك الذين يعتقدون أن لديهم خيارات أخرى، مؤكداً أن هذه الظاهرة ستكون القوة التي ستنتج مظهراً آخر من مظاهر الشرخ الإجتماعي والطائفي والسياسي.
 
وهناك من يرى أن عزوف اليهود عن الهجرة لإسرائيل يرجع لكفرهم بالأساطير التي تأسست عليها اسرائيل. وفي مقال نشره في صحيفة " هارتس " الاسرائيلية "، قال يولي جولدشتاين من قادة الجالية اليهودية في كندا أن " الأساطير " التي كانت اسرائيل تحاول اقناع يهود العالم بها لم تعد تنطلي على احد سيما تصوير اسرائيل وكأنها " الحصن الأخير في مواجهة كل الذين يكنزون العداء لليهود "، على حد تعبيره. وأشار الى حقيقة كون 85% من اليهود في مدينة " مونتريال " التي تضم أكبر تجمع يهودي في كندا قد هاجروا أصلاً من إسرائيل. واضاف أن اسرائيل بذلت جهوداً كبيرة من أجل تهجير هؤلاء اليهود من الاتحاد السوفياتي سابقاً، لكنهم بعد أن عاشوا في اسرائيل قرروا تركها والتوجه لكندا، متسائلاً " هل هناك ثمة سبب للاعتقاد بأنهم سيفكرون الآن بالعودة إليها ".

عزيز يضع شريط لاصق على فمه أثناء محاكمته

كشف المحامي بديع عارف عزت أن موكله نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز قرر التزام الصمت ووضع شريط لاصق على فمه خلال مثوله أمام المحكمة الجنائية العراقية أثناء جلستها المقررة في 20 الحالي. وقال عزت لـصحيفة "الغد" الاردنية إن قرار عزيز بوضع الشريط على فمه جاء بعد اقتراح قدمه عدد من المحامين الفرنسيين والإيطاليين ومحام أميركي ممن تطوعوا للدفاع عنه في قضية إعدام تجار عراقيين عام 1992.
 
وأشار إلى أن المحامين الذين طلبوا من عزيز وضع شريط لاصق على فمه يسعون إلى تعبئة الرأي العام العالمي لمصلحة عزيز باعتباره شخصية سياسية ودبلوماسية عالمية معروفه "زج اسمه في قضايا ملفقة".
 
وأكد عزت أن الوضع الصحي لطارق عزيز "في تدهور مستمر رغم مقاومته لتداعيات الأمراض التي ألمت به"، متوقعا أن "لا يخرج طارق عزيز من المعتقل حيا إذا استمر التدهور الخطر في وضعه الصحي".

هدايا خادم الحرمين لبوش: زوج من المها العربي واربع اتفاقيات تنشر "وطن" تفاصيلها

عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء امس, جلسة مباحثات في مزرعته بالجنادرية, مع الرئيس الاميركي جورج بوش.وتم خلال جلسة المباحثات التطرق الى افاق التعاون بين البلدين, وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة.
كما بحث الجانبان مجمل الاوضاع السائدة في منطقة الشرق الاوسط, وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, وكذلك الوضع في لبنان والعراق.
وفي ختام الجلسة جرى التوقيع على اتفاق بشأن التعاون التقني بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية وقعه عن الجانب السعودي وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز وعن الجانب الاميركي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.
كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة الولايات المتحدة الأميركية بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية ومجالات الطاقة الاخرى وقعها عن الجانب السعودي وزير الخارجية الامير سعود الفيصل وعن الجانب الاميركي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.
واصبحت السعودية ثالث دولة خليجية توقع اتفاقا من هذا النوع مع الولايات المحدة المتحدة بعد البحرين والامارات.
وعقب الجلسة صحب العاهل السعودي ضيفه الاميركي الى المقر المعد لاقامته في مزرعة خادم الحرمين الشريفين بالجنادرية, حيث قدم الملك عبدالله الى الرئيس بوش, هدية هي عبارة عن زوج من المها العربي.
واعرب الرئيس بوش عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على هذه الهدية وعدها هدية قيمة من خادم الحرمين الشريفين الى الشعب الاميركي, كما قدم الرئيس الاميركي هدية لخادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة عبارة عن مجسم لطائر الصقر.
من جهته اعلن البيت الابيض عن التوصل الى اتفاق مع المملكة العربية السعودية, يقضي بحماية المنشآت الاساسية للنفط في المملكة وتعزيز الامن على الحدود ومراعاة الاثار البيئية مع تزايد امدادات النفط.
وقال البيت الابيض ان الولايات المتحدة والسعودية ابرمتا اربع اتفاقيات مهمة لتعزيز حماية الموارد النفطية والتشجيع على التعاون النووي للاغراض السلمية, وتوسيع الحرب ضد الارهاب العالمي ومؤازرة نظام حظر الانتشار النووي.
واضاف في بيان »على شكل صحيفة حقائق« ان هذه الاتفاقيات تزيد من تعزيز العلاقات الطويلة والتعاون الوثيق بين البلدين لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ولشعوبها.
وقال البيت الابيض ان السعوديين يضطلعون بمسؤولية خاصة عناحماية المنشآت الاساسية للنفط التي تشكل اهمية عالمية وان الاقتصاد العالمي يعتمد الى حد كبير على مصادر الطاقة السعودية ولذا فإن الولايات المتحدة تولي اهمية كبرى لمساعدة الرياض على صيانة امن بنيتها الاساسية ضد الارهاب وهو ما تجلى خلال الهجوم الذي استهدف محطة انتاج ابقيق في فبراير من العام ,2006 موضحا انه في هذا الاطار تم الاتفاق بين البلدين على التعاون في حماية موارد الطاقة السعودية من خلال حماية البنية الاساسية وتعزيز الامن على الحدود وتلبية الحاجات المتزايدة للملكة من الطاقة بطريقة مسؤولة تراعي عوامل حماية البيئة. واشار البيت الابيض الى ان السعودية وافقت على الانضمام الى المبادرة العالمية لمكافحة الارهاب النووي التي يشارك فيها 70 بلدا.
وفي هذا الصدد سيتم تعزيز قدرات السعودية على المساءلة والحماية لاجهزتها النووية وتطوير قدراتها على رصد ومصادرة المواد النووية المهربة بطريقة غير شرعية وتطوير وسائلها في تأمين المنشآت النووية المدنية وعدم توفير ملاذ امن او موارد تمويل للارهابيين ووضع اطر قانونية للمسؤولية الجنائية للارهابيين وتحسين قدراتها للرد على والتخفيف من اثار اي هجوم ارهابي والتشجيع على تبادل المعلومات الرامية الى وأد اي محاولات للارهاب النووي.
كما يقضي الاتفاق الثاني بانضمام السعودية الى مبادرة الامن لحظر انتشار اسلحة الدمار الشامل التي تضم في عضويتها 85 دولة. وتقضي هذه المعاهدة بمنع نشر اسلحة الدمار الشامل او مكوناتها في اي مكان من العالم والتي قال البيت الابيض انها تضم ايضا الدول المجاورة للسعودية.
ويتضمن الاتفاق الثالث تشكيل لجنة مشتركة لحماية البنية الاساسية للمنشآت الحيوية وللحدود لستيهل التدريب وتبادل الخبراء والمعرفة كما تنوي السعودية وواشنطن في اطار هذه الاتفاقية ابرام اتفاق امني يسمح بتوسيع التعاون بين وزارتي الداخلية السعودية والامن الداخلي الاميركية.
ويقضي الاتفاق الرابع بتوقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون النووي للاغراض السلمية وهو ما سيمهد لحصول السعودية على مصادر للطاقة النووية تحصل من خلالها على مواد نووية ووقود نووي امنة لتشغيل مفاعلاتها لتضرب به السعودية مثلا على الالتزام بعدم الانتشار النووي في المنطقة. وفي هذا الصدد تعهدت الولايات المتحدة بمساعدة المملكة على تطوير موارد للطاقة النووية السلمية لاستخدامها في مجالات الطب والصناعة وتوليد الطاقة. كما اتفقا على تأسيس اطار شامل للتعاون في تطوير مصادر هذه الطاقة النووية من خلال سلسلة من الاتفاقيات التكميلية.
وفي السياق نفسه اعلن مسؤول اميركي رفض الكشف عن اسمه ان السعودية اكدت مجددا انها ستضخ ما يكفي من النفط لتلبية الطلب من المستهلكين, لكنها استبعدت ان يقضي هذا الى اي تراجع في اسعار الوقود بالولايات المتحدة, مضيفا ان اكبر بلد مصدر للنفط في العالم لا يرى الان اي طلب غير ملبى على انتاجه من الخام.

جلسة ساركوزي التي أغضبت العاهل المغربي !

 
كشفت مصادر إعلامية مغربية وفرنسية أن سبب التوتر بين المغرب وفرنسا في الآونة الأخيرة لم يكن جراء المواقف المتناقضة لفرنسا من قضية الصحراء الغربية، ولا في اختلاف وجهات النظر حول المشروع  المتوسطي الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
 
بل كما ذهبت الصحف الفرنسية (بمناسبة مرور سنة على جلوس الرئيس الفرنسي ساركوزي على كرسي الأيليزيه) إلى القول إن هذه الصورة هي سبب كل الخلافات، حيث أساء الرئيس الفرنسي في جلوسه مع نظيره المغربي واضعا رجله بتلك الطريقة التي ضايقت العاهل المغربي محمد السادس كثيرا مثلما ضايقت الصحافة المغربية التي شنت حملة "أخلاقية" على الرئيس الفرنسي وصلت ببعض الصحف إلى "مطالبة الرئيس الفرنسي بضرورة تعلم كيف يجلس على الكرسي قبل التفكير في البقاء فيه".
 
الصحف الفرنسية التي ذكرت بدورها "أسباب الغضب المغربي" على ساركوزي قالت إن العاهل المغربي سبق له أن غضب من نظيره الفرنسي بعد أن فاز هذا الأخير بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، عندما اتصل به محمد السادس على نفس رقم المكتب الرئاسي الذي كان يجلس فيه جاك شيراك، فردت سكرتيرة ساركوزي على العاهل المغربي بسؤاله: من أنت؟
 
فرد عليها: أنا ملك المغرب.
 
فردت عليه السكرتيرة بتهكم: وأنا ملكة بريطانيا! مما أثار استياء القصر الملكي وقتها إلى درجة ألغى فيها الملك المغربي زيارة إلى باريس كانت مبرمجة مسبقا. الحادثة الجديدة تبدو وكأنها سكبت الغاز على النار حسب صحيفة ليبراسيون الفرنسية التي بدورها اعتبرت أن ساركوزي أساء إلى فرنسا بتصرفاته الغريبة!

وكان هدف السنيورة أيار أسود على شاكلة أيلول الأسود

حكومات وسلطات  وشخصيات هزيلة وعميلة, نفخها الرئيس جورج بوش لتكون بالونات بألوان متعددة.

ويجمع بينهم الكذب والنفاق والتواطؤ مع أعداء العروبة والإسلام,  مع بذر بذور الفتنة والشقاق, وهي حال حكومة المالكي في المنطقة الخضراء, وحكومة فؤاد السنيورة في السرايا,وسلطة أبو مازن في المقاطعة برام الله.

حكومات لا تملك من زمام أمرها شيء, وتعيش على أموال بعض أنظمة النفط, وتأتمر بأوامر إسرائيل وجورج بوش, والعملاء من رموز بعض الأنظمة العربية, والذين انخرطوا في التآمر على الأمتين العربية والإسلامية.

وفي ليلة ظلماء, قرر كل من  الأمير سعد الحريري وفؤاد السنيورة ووليد جنبلاط  وسمير جعجع وأمين الجميل ومروان حمادة وأكرم شهيب وغازي العريضي وكارلوس أده والسبع وفتفت, ومن يعتبر نفسه معبود الجنس اللطيف من آل الأحدب, وحلفائهم من قوى الموالاة. والذين هم مطية لإسرائيل والرئيس جورج بوش ومحافظيه وصقوره, ورايس وبعض العملاء من رموز بعض الأنظمة العربية, أن يقدموا للرئيس جورج  بوش وإسرائيل وحلفائهم في احتفالاتهم بالذكرى الستون لاغتصاب فلسطين رأس المقاومة اللبنانية على صينية من ذهب.

والخطة التي انتهجوها بدعم من بعض الأنظمة العربية والإسلامية, كانت تقضي بجعل شهر آبار عام 2008م, على شاكلة شهر أيلول الأسود عام 1970م. حيث شكلوا شركات المرتزقة وسلحوا عناصرها ودربوهم , وأسندوا لهم المهام لإشعال نار الفتنة والحرب الأهلية, وسعى سعد الحريري للسطو على الشارع اللبناني بالمال السياسي تارة, وبالرشوة والترهيب تارة أخرى. ومحاولة عسكرة البعض من الطائفة السنية بذريعة حماية أهل السنة,وترميم منظمات وشخصيات زمن الحرب الأهلية. ووضعت بتصرفه منذ ثلاثة أعوام وسائط الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لبعض الأنظمة العربية والإسلامية , والتي راحت تسوق الفتن الطائفية والمذهبية بين الإسلام والمسيحية, وبين الشيعة والسنة, كفضائيات العربية والمستقبل والmbc وصحف الحياة والنهار والمستقبل والشرق الأوسط والسياسة الكويتية وغيرهم.وحدد توقيت البدء بالعملية هو الهزيع الأخير من ليلة مظلمة تتخذ فيها الحكومة قرارات ضد المقاومة اللبنانية. بحيث  توضع المقاومة اللبنانية تحت خيارين كلاهما مر. فإما أن تسلم سلاحها, أو تجر هي والشعب اللبناني  إلى أتون الحرب الأهلية, لتتهم عل  أنها ميليشيا طائفية.

 إلا أن المقاومة اللبنانية وقوى المعارضة كانت لهم بالمرصاد, وسارعوا ليقلبوا  السحر على الساحر, ويجهضوا المؤامرة ,ويبقوا على شهر أيار ناصع ومشرق أبيض. لذلك لا يسعنا إلا أن نشكر المقاومة ونشكر قوى المعارضة اللبنانية على تحركهم السريع لوأد الفتنة, وإنقاذ لبنان وطنا وشعبا ومعه الأمتين العربية والإسلامية.

واكتشفت أكاذيب فريق ما يسمى بالأكثرية حقيقية المرامي التآمرية لفريق الموالاة أو من يسمون بالأكثرية ,على الأمتين العربية والإسلامية. وانتظر الشعب اللبناني والعربي وقوى المعارضة والقوى الوطنية يومين لعل الحكومة تتراجع عن قراراتها المشئومة. لكن الحكومة وحلفائها أصروا على السير في مخططهم للنهاية. وهنا لم يكن أمام القوى الوطنية وقوى المعارضة سوى التحرك السريع  لوأد الفتنة وإجهاض المخطط الصهيوني الاستعماري الجديد , عملا بمقولة المغفور له الرئيس رياض الصلح : لبنان لن يكون ممرا ولا مقرا للاستعمار.

أدعى الحريري والسنيورة وباقي طاقمهم العفن. أنهم يطمحون لنزع كل سلاح خارج إطار الشرعية, فإذا بالعالم يفاجأ بتسلحهم و الحجم الكبير لسلاحهم, الذي استوردوه  سرا, مستغلين وجودهم في السلطة لتسليح أنصارهم.

وادعوا بأنهم يريدون نزع سلاح المقاومة اللبنانية, ليبقى السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية فقط. فينكشف حالهم على أنهم متورطون, بتشكيل الشركات الأمنية لفرق المرتزقة, لتحل بديلا عن المقاومة. ليحكموا الوثاق على كل حر ووطني وشريف, ويضعوا لبنان تحت الوصاية الأجنبية ,على شاكلة ما هو قائم حاليا في العراق.

وكما حاول بعض العملاء من الشيعة جر الطائفة الشيعية في العراق لغير مكانها الطبيعي بدعم من الرموز العميلة في بعض الأنظمة العربية والإسلامية, لتكون حليفا للمحتل الأمريكي. حاول بعض العملاء من السنة جر الطائفة السنية في العراق لغير مكانها الطبيعي, بدعم من الرموز العميلة ذاتها  في بعض الأنظمة العربية والإسلامية المذكورة, لتكون الحامية للمحتل الأميركي وحلفائه من خلال تشكيل مجالس الصحوات العميلة. وكذلك يفعل فؤاد السنيورة وسعد الحريري ووليد جنبلاط وأمين الجميل وسمير جعجع  بدعم من الرموز العميلة ذاتها في بعض الأنظمة العربية والإسلامية. بخطف طوائفهم,وأخذهم لمكان هو غير مكانهم الطبيعي. والمؤسف أن تشارك بعض المرجعيات الدينية في هذه المؤامرة, وتزج بالدين وطوائفها, لتحقيق مخطط صهيوني أمريكي. وكذلك يفعل محمود عباس وباقي رموز سلطته العميلة والفاسدة, بدعم من ذات  الرموز العميلة في بعض الأنظمة العربية والإسلامية, لجر الفلسطينيين في الضفة والقطاع  لحرب أهلية بهدف الاقتتال فيما بينهم.

نقول لكل هؤلاء وبأختصار: من يعادي فصائل المقاومة الوطنية, إن كان في العراق أو فلسطين أو في لبنان, فهو خائن وعميل. ومن يعادي سوريا فهو خائن وعميل, ومن يعادي الرئيس بشار حافظ الأسد فهو خائن وعميل. ومن يقف مع حكومتي نوري المالكي وفؤاد السنيورة وسلطة محمود عباس فهو خائن وعميل. ومن يحاول إفتعال الفتنة الطائفية أو المذهبية فهو جاسوس أمريكي إسرائيلي مهما كانت ثقافته ودرجاته العلمية أو منصبه الروحي.

متى تستحي بعض الأنظمة العربية المعتدلة من نفسها, وتعشب من بين ظهرانيها الجواسيس والعملاء, الذين يتآمرون على أوطانهم والأمتين العربية والإسلامية, لقاء وعود من إدارة الرئيس جورج بوش, على أنها ستنصبهم الحكام على أوطانهم, أو لأنهم خائفين من أن يفضح المستور عن عهرهم ورشاويهم وعمالتهم؟ أم أنها ستستمر في إهمال هذا الموضوع,فاسحة المجال لمثل هؤلاء العملاء, ليسيئوا لدور هذه الأنظمة ,وليخربوا لها كل علاقة مع سوريا وباقي الدول والأنظمة العربية والإسلامية والقوى الوطنية  وفصائل المقاومة الوطنية الباسلة؟ ونسأل هل كان الهدف من إغنيال رفيق الحريري, إنما هو التخلص من رمز سياسي كبير, يوفر الغطاء للمقاومة اللبنانية, ويؤيدها في مواقفها, لكي يتم الانقضاض عليها والتخلص منها كما يفعل السنيورة وسعد الحريري؟ وخاصة أن مجلة أنتجلنسي رينوا الأميركية أوردت بعددها الصادر بتاريخ 25/ 2/2005م حرفيا: أن إغتيال رفيق الحريري كان عملا تم التخطيط له وتنفيذه بعناية فائقة , بحيث أريد له أن يطلق العنان لسلسة تفاعلات من الأحداث في المنطقة,لتحقيق عقيدة سياسية راسخة بعصبة المحافظين الجدد التي تدير البيت البيض منذ سنوات, والمقصود شرق أوسط جديد تكون إسرائيل فيه هي القوة المهيمنة. وهذا الكلام يدين فريق الموالاة والشيخ سعد.

مضحك حتى السخرية. أن يتباكى البعض عن عدم وجود رئيس جمهورية للبنان, أو عدم الإسراع بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان, لأن ذلك بنظرهم يؤرقهم, ويهدد مستقبل لبنان, والعالم والأمتين العربية والإسلامية. وكأنهم نسوا أنهم هم من قاطع الرئيس أميل لحود حين كان رئيسا للجمهورية. وهم من ساهم بالتواطؤ والمشاركة بالأموال ,وحتى بالتحالف مع الإدارة الأمريكية لإسقاط النظام العراقي ورئيس جمهورية العراق. وراحوا يفاخرون بالغزو,ويعتبرون الاحتلال الأمريكي للعراق من دواعي سرورهم, ومن متطلبات أمنهم الوطني, ومن أسس بناء الحرية والديمقراطية والمجتمع المدني. والأنكى من ذلك أنهم هم أنفسهم من تآمر ويتآمر على بعض الرؤساء العرب والشخصيات الوطنية, ويحاول جاهدا فبركة التهم الكاذبة بحقهم على أمل سوقهم للمحكمة الدولية. وأنهم هم أنفسهم من دفع ويدفع الأموال بكل سخاء للعملاء ولليبراليين الجدد من أمثال عبد الرحمن الراشد ووفاء سلطان وراغدة درغام, وغيرهم من أذناب الصقور والمحافظين الجدد المتصهينيين. حتى وصلت الوقاحة براغدة درغام لأن تفاخر بصداقاتها الوطيدة لهذه الأنظمة, وتشن من إحدى عواصمها حملة شعواء على سوريا وقطر وفصائل المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان. وتقول أن لا جدوى من المقاومة ورفض المشروعين الصهيوني والأمريكي. وأن الاستسلام  للمخطط الأمريكي الإسرائيلي هو الحل  الأمثل والأسلم

لم يؤرق حياة ومشاعر بعض الأنظمة العربية وبعض المرجعيات الدينية إسلامية كانت أم مسيحية. ما يعانيه قطاع غزة والضفة التي يجول ويصول الصهاينة بشوارعهما وأزقتهما فسادا وتقتيلا بحق الفلسطينيين العزل. ولا ما يعانيه الشعب العراقي ,من أعمال إجرامية تندى لها خجلا جبين الإنسانية, وتغضب رب العزة. وإنما أرقهم وجود لبنانين في شوارع بيروت, يحتجون على وجود مراكز لتيار المستقبل وحلفائه, تعج بالمرتزقة والخمور للتغرير بالشباب لسوقهم ليكونوا عملاء ومرتزقة, يخدمون المشاريع الاستعمارية والصهيونية, وليدربوا على استخدام السلاح. ليفعلوا بوطنهم لبنان, ما تفعله المليشيات العميلة في العراق, من قتل وخطف على الهوية.

ولم تؤرق بعض المرجعيات الروحية والدينية والسياسية وبعض الأنظمة العربية, أفعال سمير جعجع ووليد جنبلاط الإجرامية في الحرب الأهلية اللبنانية, أو تسلحهم من جديد لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية. ولكن الذي أرقهم وجود السلاح بيد مقاومة لبنانية, تستخدمه دفاعا عن لبنان, كي لا يستباح أرضه و تنتهك حرماته, ويخطف ويقتل أبنائه المستهدفين من إسرائيل وعصاباتها الصهيونية. كما كانت تفعل إسرائيل فيما ما مضى من عقود.

لم يستحي ويخجل بعض الزعماء العرب, حين زجوا بالمتظاهرين من جماهيرهم,والمحتجين على ما يقوم به جنود الاحتلال في فلسطين والعراق, من أعمال إجرامية, وانتهاكات لحقوق الإنسان في السجون والمعتقلات. ولكن أرقهم وافسد عليهم حياتهم ,عدم  إنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان, وأعتصام سلمي لفريق المعارضة اللبنانية. وكادوا يتفجرون من القهر, لقيام المقاومة اللبنانية بالدفاع عن سلاحها ووجودها وشبكة إتصالاتها. وحتى أنهم لم يكترثوا بما فعله مرتزقة فريق الموالاة لثلاث أعوام من أعمال إرهابية, وتعدي على حقوق اللبنانيين, وسطو على السلطة, و خطف وقتل على الهوية, وتمثيل بجثثهم أحياء وأموات. ولربما قد يخجل جنبلاط والحريري والجميل والسنيورة من أنفسهم على أكاذيبهم , وعلى أفعالهم وممارساتهم الإجرامية والإرهابية والخيانية ويندموا على قراراتهم الغبية, بينما لن يخجل ويستحي بعض هؤلاء القادة من مواقفهم.

لم يخفي سعد الحريري وباقي زعماء الأكثرية, حقيقة أنهم يعتبرون أنفسهم تيار الليبراليين الجدد المتصهينيين  الذي نظمته إدارة  الرئيس جورج بوش ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية, وعينوا له كل من غونداليزا رايس وديفيد ولش, ليكونوا المشرفين والمراقبين عليه وعلى جهوده, والمنسقين لكل خططه وتوجهاته. لكن الغريب إنضمام بعض المرجعيات الدينية والروحية لصفوفه, والأغرب قبول بعض الأنظمة العربية , مهمة توفير كل متطلباته المادية والمعنوية والإعلامية, وتقديم المال والسلاح وحتى رواتب المرتزقة بسخاء قل نظيره.

لم تخفي الإدارة الأمريكية وإسرائيل عدائهما لسورية وفصائل المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية والعراقية.أم أن يتطابق مواقف بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع هذين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي فشيء يدعوا للسخرية, وكأن هذه الأنظمة باتت خيالا وظلا لكل من إدارة الرئيس جورج بوش وحكومة إسرائيل الصهيونية.

 برهان كريم*