جلسة ساركوزي التي أغضبت العاهل المغربي !

 
كشفت مصادر إعلامية مغربية وفرنسية أن سبب التوتر بين المغرب وفرنسا في الآونة الأخيرة لم يكن جراء المواقف المتناقضة لفرنسا من قضية الصحراء الغربية، ولا في اختلاف وجهات النظر حول المشروع  المتوسطي الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
 
بل كما ذهبت الصحف الفرنسية (بمناسبة مرور سنة على جلوس الرئيس الفرنسي ساركوزي على كرسي الأيليزيه) إلى القول إن هذه الصورة هي سبب كل الخلافات، حيث أساء الرئيس الفرنسي في جلوسه مع نظيره المغربي واضعا رجله بتلك الطريقة التي ضايقت العاهل المغربي محمد السادس كثيرا مثلما ضايقت الصحافة المغربية التي شنت حملة "أخلاقية" على الرئيس الفرنسي وصلت ببعض الصحف إلى "مطالبة الرئيس الفرنسي بضرورة تعلم كيف يجلس على الكرسي قبل التفكير في البقاء فيه".
 
الصحف الفرنسية التي ذكرت بدورها "أسباب الغضب المغربي" على ساركوزي قالت إن العاهل المغربي سبق له أن غضب من نظيره الفرنسي بعد أن فاز هذا الأخير بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، عندما اتصل به محمد السادس على نفس رقم المكتب الرئاسي الذي كان يجلس فيه جاك شيراك، فردت سكرتيرة ساركوزي على العاهل المغربي بسؤاله: من أنت؟
 
فرد عليها: أنا ملك المغرب.
 
فردت عليه السكرتيرة بتهكم: وأنا ملكة بريطانيا! مما أثار استياء القصر الملكي وقتها إلى درجة ألغى فيها الملك المغربي زيارة إلى باريس كانت مبرمجة مسبقا. الحادثة الجديدة تبدو وكأنها سكبت الغاز على النار حسب صحيفة ليبراسيون الفرنسية التي بدورها اعتبرت أن ساركوزي أساء إلى فرنسا بتصرفاته الغريبة!

وكان هدف السنيورة أيار أسود على شاكلة أيلول الأسود

حكومات وسلطات  وشخصيات هزيلة وعميلة, نفخها الرئيس جورج بوش لتكون بالونات بألوان متعددة.

ويجمع بينهم الكذب والنفاق والتواطؤ مع أعداء العروبة والإسلام,  مع بذر بذور الفتنة والشقاق, وهي حال حكومة المالكي في المنطقة الخضراء, وحكومة فؤاد السنيورة في السرايا,وسلطة أبو مازن في المقاطعة برام الله.

حكومات لا تملك من زمام أمرها شيء, وتعيش على أموال بعض أنظمة النفط, وتأتمر بأوامر إسرائيل وجورج بوش, والعملاء من رموز بعض الأنظمة العربية, والذين انخرطوا في التآمر على الأمتين العربية والإسلامية.

وفي ليلة ظلماء, قرر كل من  الأمير سعد الحريري وفؤاد السنيورة ووليد جنبلاط  وسمير جعجع وأمين الجميل ومروان حمادة وأكرم شهيب وغازي العريضي وكارلوس أده والسبع وفتفت, ومن يعتبر نفسه معبود الجنس اللطيف من آل الأحدب, وحلفائهم من قوى الموالاة. والذين هم مطية لإسرائيل والرئيس جورج بوش ومحافظيه وصقوره, ورايس وبعض العملاء من رموز بعض الأنظمة العربية, أن يقدموا للرئيس جورج  بوش وإسرائيل وحلفائهم في احتفالاتهم بالذكرى الستون لاغتصاب فلسطين رأس المقاومة اللبنانية على صينية من ذهب.

والخطة التي انتهجوها بدعم من بعض الأنظمة العربية والإسلامية, كانت تقضي بجعل شهر آبار عام 2008م, على شاكلة شهر أيلول الأسود عام 1970م. حيث شكلوا شركات المرتزقة وسلحوا عناصرها ودربوهم , وأسندوا لهم المهام لإشعال نار الفتنة والحرب الأهلية, وسعى سعد الحريري للسطو على الشارع اللبناني بالمال السياسي تارة, وبالرشوة والترهيب تارة أخرى. ومحاولة عسكرة البعض من الطائفة السنية بذريعة حماية أهل السنة,وترميم منظمات وشخصيات زمن الحرب الأهلية. ووضعت بتصرفه منذ ثلاثة أعوام وسائط الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لبعض الأنظمة العربية والإسلامية , والتي راحت تسوق الفتن الطائفية والمذهبية بين الإسلام والمسيحية, وبين الشيعة والسنة, كفضائيات العربية والمستقبل والmbc وصحف الحياة والنهار والمستقبل والشرق الأوسط والسياسة الكويتية وغيرهم.وحدد توقيت البدء بالعملية هو الهزيع الأخير من ليلة مظلمة تتخذ فيها الحكومة قرارات ضد المقاومة اللبنانية. بحيث  توضع المقاومة اللبنانية تحت خيارين كلاهما مر. فإما أن تسلم سلاحها, أو تجر هي والشعب اللبناني  إلى أتون الحرب الأهلية, لتتهم عل  أنها ميليشيا طائفية.

 إلا أن المقاومة اللبنانية وقوى المعارضة كانت لهم بالمرصاد, وسارعوا ليقلبوا  السحر على الساحر, ويجهضوا المؤامرة ,ويبقوا على شهر أيار ناصع ومشرق أبيض. لذلك لا يسعنا إلا أن نشكر المقاومة ونشكر قوى المعارضة اللبنانية على تحركهم السريع لوأد الفتنة, وإنقاذ لبنان وطنا وشعبا ومعه الأمتين العربية والإسلامية.

واكتشفت أكاذيب فريق ما يسمى بالأكثرية حقيقية المرامي التآمرية لفريق الموالاة أو من يسمون بالأكثرية ,على الأمتين العربية والإسلامية. وانتظر الشعب اللبناني والعربي وقوى المعارضة والقوى الوطنية يومين لعل الحكومة تتراجع عن قراراتها المشئومة. لكن الحكومة وحلفائها أصروا على السير في مخططهم للنهاية. وهنا لم يكن أمام القوى الوطنية وقوى المعارضة سوى التحرك السريع  لوأد الفتنة وإجهاض المخطط الصهيوني الاستعماري الجديد , عملا بمقولة المغفور له الرئيس رياض الصلح : لبنان لن يكون ممرا ولا مقرا للاستعمار.

أدعى الحريري والسنيورة وباقي طاقمهم العفن. أنهم يطمحون لنزع كل سلاح خارج إطار الشرعية, فإذا بالعالم يفاجأ بتسلحهم و الحجم الكبير لسلاحهم, الذي استوردوه  سرا, مستغلين وجودهم في السلطة لتسليح أنصارهم.

وادعوا بأنهم يريدون نزع سلاح المقاومة اللبنانية, ليبقى السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية فقط. فينكشف حالهم على أنهم متورطون, بتشكيل الشركات الأمنية لفرق المرتزقة, لتحل بديلا عن المقاومة. ليحكموا الوثاق على كل حر ووطني وشريف, ويضعوا لبنان تحت الوصاية الأجنبية ,على شاكلة ما هو قائم حاليا في العراق.

وكما حاول بعض العملاء من الشيعة جر الطائفة الشيعية في العراق لغير مكانها الطبيعي بدعم من الرموز العميلة في بعض الأنظمة العربية والإسلامية, لتكون حليفا للمحتل الأمريكي. حاول بعض العملاء من السنة جر الطائفة السنية في العراق لغير مكانها الطبيعي, بدعم من الرموز العميلة ذاتها  في بعض الأنظمة العربية والإسلامية المذكورة, لتكون الحامية للمحتل الأميركي وحلفائه من خلال تشكيل مجالس الصحوات العميلة. وكذلك يفعل فؤاد السنيورة وسعد الحريري ووليد جنبلاط وأمين الجميل وسمير جعجع  بدعم من الرموز العميلة ذاتها في بعض الأنظمة العربية والإسلامية. بخطف طوائفهم,وأخذهم لمكان هو غير مكانهم الطبيعي. والمؤسف أن تشارك بعض المرجعيات الدينية في هذه المؤامرة, وتزج بالدين وطوائفها, لتحقيق مخطط صهيوني أمريكي. وكذلك يفعل محمود عباس وباقي رموز سلطته العميلة والفاسدة, بدعم من ذات  الرموز العميلة في بعض الأنظمة العربية والإسلامية, لجر الفلسطينيين في الضفة والقطاع  لحرب أهلية بهدف الاقتتال فيما بينهم.

نقول لكل هؤلاء وبأختصار: من يعادي فصائل المقاومة الوطنية, إن كان في العراق أو فلسطين أو في لبنان, فهو خائن وعميل. ومن يعادي سوريا فهو خائن وعميل, ومن يعادي الرئيس بشار حافظ الأسد فهو خائن وعميل. ومن يقف مع حكومتي نوري المالكي وفؤاد السنيورة وسلطة محمود عباس فهو خائن وعميل. ومن يحاول إفتعال الفتنة الطائفية أو المذهبية فهو جاسوس أمريكي إسرائيلي مهما كانت ثقافته ودرجاته العلمية أو منصبه الروحي.

متى تستحي بعض الأنظمة العربية المعتدلة من نفسها, وتعشب من بين ظهرانيها الجواسيس والعملاء, الذين يتآمرون على أوطانهم والأمتين العربية والإسلامية, لقاء وعود من إدارة الرئيس جورج بوش, على أنها ستنصبهم الحكام على أوطانهم, أو لأنهم خائفين من أن يفضح المستور عن عهرهم ورشاويهم وعمالتهم؟ أم أنها ستستمر في إهمال هذا الموضوع,فاسحة المجال لمثل هؤلاء العملاء, ليسيئوا لدور هذه الأنظمة ,وليخربوا لها كل علاقة مع سوريا وباقي الدول والأنظمة العربية والإسلامية والقوى الوطنية  وفصائل المقاومة الوطنية الباسلة؟ ونسأل هل كان الهدف من إغنيال رفيق الحريري, إنما هو التخلص من رمز سياسي كبير, يوفر الغطاء للمقاومة اللبنانية, ويؤيدها في مواقفها, لكي يتم الانقضاض عليها والتخلص منها كما يفعل السنيورة وسعد الحريري؟ وخاصة أن مجلة أنتجلنسي رينوا الأميركية أوردت بعددها الصادر بتاريخ 25/ 2/2005م حرفيا: أن إغتيال رفيق الحريري كان عملا تم التخطيط له وتنفيذه بعناية فائقة , بحيث أريد له أن يطلق العنان لسلسة تفاعلات من الأحداث في المنطقة,لتحقيق عقيدة سياسية راسخة بعصبة المحافظين الجدد التي تدير البيت البيض منذ سنوات, والمقصود شرق أوسط جديد تكون إسرائيل فيه هي القوة المهيمنة. وهذا الكلام يدين فريق الموالاة والشيخ سعد.

مضحك حتى السخرية. أن يتباكى البعض عن عدم وجود رئيس جمهورية للبنان, أو عدم الإسراع بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان, لأن ذلك بنظرهم يؤرقهم, ويهدد مستقبل لبنان, والعالم والأمتين العربية والإسلامية. وكأنهم نسوا أنهم هم من قاطع الرئيس أميل لحود حين كان رئيسا للجمهورية. وهم من ساهم بالتواطؤ والمشاركة بالأموال ,وحتى بالتحالف مع الإدارة الأمريكية لإسقاط النظام العراقي ورئيس جمهورية العراق. وراحوا يفاخرون بالغزو,ويعتبرون الاحتلال الأمريكي للعراق من دواعي سرورهم, ومن متطلبات أمنهم الوطني, ومن أسس بناء الحرية والديمقراطية والمجتمع المدني. والأنكى من ذلك أنهم هم أنفسهم من تآمر ويتآمر على بعض الرؤساء العرب والشخصيات الوطنية, ويحاول جاهدا فبركة التهم الكاذبة بحقهم على أمل سوقهم للمحكمة الدولية. وأنهم هم أنفسهم من دفع ويدفع الأموال بكل سخاء للعملاء ولليبراليين الجدد من أمثال عبد الرحمن الراشد ووفاء سلطان وراغدة درغام, وغيرهم من أذناب الصقور والمحافظين الجدد المتصهينيين. حتى وصلت الوقاحة براغدة درغام لأن تفاخر بصداقاتها الوطيدة لهذه الأنظمة, وتشن من إحدى عواصمها حملة شعواء على سوريا وقطر وفصائل المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان. وتقول أن لا جدوى من المقاومة ورفض المشروعين الصهيوني والأمريكي. وأن الاستسلام  للمخطط الأمريكي الإسرائيلي هو الحل  الأمثل والأسلم

لم يؤرق حياة ومشاعر بعض الأنظمة العربية وبعض المرجعيات الدينية إسلامية كانت أم مسيحية. ما يعانيه قطاع غزة والضفة التي يجول ويصول الصهاينة بشوارعهما وأزقتهما فسادا وتقتيلا بحق الفلسطينيين العزل. ولا ما يعانيه الشعب العراقي ,من أعمال إجرامية تندى لها خجلا جبين الإنسانية, وتغضب رب العزة. وإنما أرقهم وجود لبنانين في شوارع بيروت, يحتجون على وجود مراكز لتيار المستقبل وحلفائه, تعج بالمرتزقة والخمور للتغرير بالشباب لسوقهم ليكونوا عملاء ومرتزقة, يخدمون المشاريع الاستعمارية والصهيونية, وليدربوا على استخدام السلاح. ليفعلوا بوطنهم لبنان, ما تفعله المليشيات العميلة في العراق, من قتل وخطف على الهوية.

ولم تؤرق بعض المرجعيات الروحية والدينية والسياسية وبعض الأنظمة العربية, أفعال سمير جعجع ووليد جنبلاط الإجرامية في الحرب الأهلية اللبنانية, أو تسلحهم من جديد لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية. ولكن الذي أرقهم وجود السلاح بيد مقاومة لبنانية, تستخدمه دفاعا عن لبنان, كي لا يستباح أرضه و تنتهك حرماته, ويخطف ويقتل أبنائه المستهدفين من إسرائيل وعصاباتها الصهيونية. كما كانت تفعل إسرائيل فيما ما مضى من عقود.

لم يستحي ويخجل بعض الزعماء العرب, حين زجوا بالمتظاهرين من جماهيرهم,والمحتجين على ما يقوم به جنود الاحتلال في فلسطين والعراق, من أعمال إجرامية, وانتهاكات لحقوق الإنسان في السجون والمعتقلات. ولكن أرقهم وافسد عليهم حياتهم ,عدم  إنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان, وأعتصام سلمي لفريق المعارضة اللبنانية. وكادوا يتفجرون من القهر, لقيام المقاومة اللبنانية بالدفاع عن سلاحها ووجودها وشبكة إتصالاتها. وحتى أنهم لم يكترثوا بما فعله مرتزقة فريق الموالاة لثلاث أعوام من أعمال إرهابية, وتعدي على حقوق اللبنانيين, وسطو على السلطة, و خطف وقتل على الهوية, وتمثيل بجثثهم أحياء وأموات. ولربما قد يخجل جنبلاط والحريري والجميل والسنيورة من أنفسهم على أكاذيبهم , وعلى أفعالهم وممارساتهم الإجرامية والإرهابية والخيانية ويندموا على قراراتهم الغبية, بينما لن يخجل ويستحي بعض هؤلاء القادة من مواقفهم.

لم يخفي سعد الحريري وباقي زعماء الأكثرية, حقيقة أنهم يعتبرون أنفسهم تيار الليبراليين الجدد المتصهينيين  الذي نظمته إدارة  الرئيس جورج بوش ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية, وعينوا له كل من غونداليزا رايس وديفيد ولش, ليكونوا المشرفين والمراقبين عليه وعلى جهوده, والمنسقين لكل خططه وتوجهاته. لكن الغريب إنضمام بعض المرجعيات الدينية والروحية لصفوفه, والأغرب قبول بعض الأنظمة العربية , مهمة توفير كل متطلباته المادية والمعنوية والإعلامية, وتقديم المال والسلاح وحتى رواتب المرتزقة بسخاء قل نظيره.

لم تخفي الإدارة الأمريكية وإسرائيل عدائهما لسورية وفصائل المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية والعراقية.أم أن يتطابق مواقف بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع هذين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي فشيء يدعوا للسخرية, وكأن هذه الأنظمة باتت خيالا وظلا لكل من إدارة الرئيس جورج بوش وحكومة إسرائيل الصهيونية.

 برهان كريم*

في ذكرى النكسة بوش يرقص على أنين شعبنا .

لم يعد يخفى على احد في العالم كله وليس في الوطن العربي إن امتنا تعيش مجموعة من النكسات وتقع فلسطين في قلب المأساة منها , فإذا كانت الأقطار العربية قد سعت بشكل فردي او بالتعاون فيما بينها في أواسط القرن الماضي الى التخلص من الاحتلال البريطاني والاحتلال الفرنسي الذي ظل جاثما على صدرها لفترة ليست بالقصيرة ونجحت الى حد ما فان فلسطين ظلت محور النضال العربي في تلك الفترة, وإذا كان الجيل الذي سبقنا قد نجح في تحرير اكثر الوطن العربي فإننا لم نستطع الحفاظ على انجاز آبائنا فأضعنا نصرهم وتحررهم ليس بالفعل او الارادة الشعبية وإنما بالقهر وتسلط حكام يفتقرون الى أدنى درجات الوطنية او المواطنة الصالحة التي كنا نتعلمها في المدارس الابتدائية ونحن صغار .
 
إذا كانت امة العرب قد أرغمت قوى الاحتلال العظمى على لملمة فلولها من أراضيها وولت صاغرة فان حكامنا حولوا انتصارات شعبنا الى نكسات كانت أولها نكسة فلسطين من خلال عمالتهم للأجنبي الذي نصبهم على رقاب شعبنا ووفر الحماية لهم وإذا كان آبائنا قد ثاروا على واقعهم فحققوا الانجاز المطلوب فان قوى الاحتلال قد نجحت في الالتفاف على الثورات العربية المجيدة وإفراغها من محتواها فأصبحنا نعيش النكسات قطرا عربيا اثر آخر . فهل تعب المد الوطني وانحسر النضال القومي فنجح رواد السياسة الحالين قادة الشعب العربي في الانقلاب عليها فأصبح تكريس القطرية هدفها الاول وهل نجحت فيه ؟
 
في البدء لنلاحظ أي من الأقطار العربية لا يتمتع بكامل سيادته على تراب وطنه وإرادته السياسية في اختياره لقراره فبمجرد إن تزور المنطقة السيدة كوندليزا رايز تجد حكامنا على السمع والطاعة , أما الجيوش الامريكية فإنها تحتل بإرادة الحكام او بدونها كامل المشرق العربي وحتى من يعتبر نفسه منهم مشاكسا فانه يغازل البيت الأبيض من بعيد وانه ملبي مطيع لكل أوامره وإلا فهو غير قادر على تصور ما يحل له من مصير .
 
إن من الإنصاف إن نؤشر إن الشعب العربي من المحيط الى الخليج يعيش في وادي والحكام العرب يعيشون في وادي آخر مختلف وبعيد عنه كل البعد ولو أتيحت الفرصة للشعب فانه ومن فرط ما الم به من نكبات قاسية استهدفت حياته نتيجة لمصادرة قراره فان له فعل من الجسارة بمكان يصل الى التضحية بكل شيء يتجاوز المال الولد الى التضحية بالنفس في حالة ما اطمأن الى متابعة المسيرة من بعده , ففي اقرب معركة عربية قومية من نكبة فلسطين الحبيبة كانت في صد العدوان الثلاثي على مصر العروبة اثر قرار ثورة يوليو الخالد في تأميم قناة السويس عام 1956 فقد أفشلت الارادة الشعبية العدوان عندما أيقنت إنها تدافع عن قرارها وعن سيادتها وكذلك الحال في حرب تشرين عام 1973 التي أعادت ثقة المواطن العربي بنفسه وقدرته على الفعل الجسور بعد إن عانى من نكسة حزيران , فللعربي القدرة على صناعة النصر إذا ما أتيحت له الفرصة التي يتعمد حكامه إضاعتها .
 
إذا كانت بالأمس لنا نكسة في فلسطين تشرد بعدها أهلها في بقاع الارض فان لنا اليوم نكسات لا تقل عنها خطورة بدأت بتخلي العرب عن بغداد فانكسر حاجز الخوف من ردة الفعل العربي الشعبي فاستبيحت بعدها غيرها فأصبحت لنا نكبات في الصومال ولبنان والسودان وغيرها , وإذا كانت نكبت العرب في فلسطين صنعتها أيادي اليهود فان نكبتنا في أقطارنا الأخرى صنعتها أيادي حكوماتنا التي تلهث لإرضاء امريكا وغيرها فبنت لجيوش الغزاة قواعد في أراضينا فشرعنت وجودها , وإذا كانت نكسة فلسطين قومية فان ما تلاها كان طائفيا بامتياز فأصبح العربي يقاتل ويهجّر أخيه لمجرد انه يختلف معه مذهبيا ونحن نتقاتل بينما الأجنبي ينعم بما يسرق من خيراتنا وحتى فلسطين فقد استهدف أبنائها بعضهم بدل من استهداف عدوهم المشترك .
 
إن من السخرية والوقاحة إن يحتفل بوش مع اليهود على ارض فلسطين فيرقص فرحا معهم على أنين شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من ظلم الحصار القاتل والإبادة الجماعية يوميا ومن حمام الدم الذي لم يستثني حتى الطفل الرضيع وفي الوقت الذي يطالب الشعب الامريكي بمحاكمة هذا القاتل على جرائمه في العراق الذي استباحت حرمات شعبه وانتهكت أعراض ماجداته واصبحت دبابته وطائراته تدك المنازل العرقية على رؤوس ساكنيها من الشيوخ والأطفال والنساء كما يعاني التراب العربي في الخليج العربي والجزيرة العربية من تدنيس مغول العصر ووحوش الارض له , فرغم كل ذلك فان بوش بعد إن ينهي احتفاله بعذاب شعبنا العربي ينوي زيارة أصدقائه الحكام العرب فهل بعد هذا الهوان العربي سيكون هوان .
 
إن شبابنا العربي اليوم بحاجة اكثر من أي وقت الى التمسك بالمبادئ الوطنية القومية والثورة التي بدأت ملامحها تلوح في الأفق على واقع التجزئة والإذلال الذي تكرسه حكوماتنا من خلال انصياعها للمحتل الأجنبي لتعود لأطفالنا ابتسامتهم ولتطمأن أرواح شهدائنا في عليين وليفتح شيوخنا منازلهم بما يحتفظون في جيوبهم من مفاتيح الكرامة فان ساعة الثورة قد حان موعدها ولا يصنع النصر إلا الأبطال .

الزعامات السنيــة أزمة تصنيف أم أزمة توصيف



د.محمد احمد النابلسي
عنـدما تقع الجماعة في أزمة وتفقد توجهها فهي  تلجأ الى نخبها في خطوة عاقلة لإيجاد المخارج من الأزمـة وفي رغبـة صادقة وشجاعة لمراجعة الظروف المفضية الى هذه الأزمـة في أمنية عدم إعادة إنتاج أزمات لاحقة عن طريق التكرار الطفولي لأخطائها.
ان عامـة الجمهور يعيد تكـرار السلوك الطفولي وأخطائه لفقدانه قدرة المراجعة ومن هنا لجوئه الى النخب في الأزمـات. وعندها يدرك الجمهور الخيط الرفيع الفاصل بين الغرائزية السياسية وبين النخب السياسية. كما يدرك الجمهور في هذه الحالات حاجته الى أنواع النخب الأخرى من فكـرية وإجتماعية وإقتصادية وغيرها. فالأزمـة المأزق تهز كبان الجماعة بمكوناتها المعنوية وبمستقبلها كما تهدد دور الجماعة السياسي والمستقبلي عداك عن تحديه لقيمها وعاداتها.
إلا أن فعاليـة تدخل النخب والحلول التي تطرحها مرتبط بالانطلاق من قاعـدة القيم الأساسية للجماعة. حيث غالباً ما تعـود الأزمة في جذورها الى إنحرافات وتحاوزات يمارسها الجمهور على هذه القيم. ويكون الأمر أكثر تعقيداً عندما تكون هذه التجاوزات إراديـة ومدفوعـة الثمن مسبقاً.
من جهتها فان النخب السياسية تعتبر العمل السياسي تكليفاً لا تشريفاً وهي لاتتهافت عليه كمنصب. فاذا ما ترشحت هذه النخب فان طريقها يبتعد عن المال السياسي. واليكم مثال الرئيس الحص الذي خسر مقعده النيابي في انتخابات أشرف عليها كرئيس للحكومة. ولعلكم تذكرون أيضاً من احتل ذلك المقعـد مكانه وبأية وسائل ودوافع. وأهم منه تخلي الرئيس كرامي عن رئاسة الحكومة وعن مقعد نيابي لا يساويان في نظره "جناح بعوضة" كما أعلن وكما تحولت هذه المناصب فعلاً.
هكذا إستبعد امال السياسي نخب السنة السياسية وتعرفون بمن إستبدلها وهذا الإستبدال مكمن أزمة هذه الطائفة. أقله ان الآخرون لا يستطيعون التعاطي مع هذه النخب وفق أسلوب تعاطيهم مع الطواريء السياسية. فهل تراجع الطائفة لياقة البدائل التي قدمها المال السياسي لهذه النخب. واذا كان المال السياسي يشتري المناصب فهل تراه يشتري النخبوية والتجـربة السياسية والمباديء المرتبطة بقيم الطائفة ومصالحها؟!.
هل يراجع النائب الحريري وضعية السنة الجنبلاطيين على ضوء الازمة الحالية؟. وحجم التدخل الجنبلاطي في قيادة السنة وتوجيهها؟. وأيضاً الضغوط الممارسة لدفع الحكومة السنية للمواجهة مع حزب الله عبر قرار شبكة الاتصالات؟. وهل يراجع عزيزنا سعـد كفاءة الفريق المحيط به واهليته في إدارة الأزمات؟. وهل يعتبر بعد ذلك انه أحسن الإختيار او الإستثمار كي يفهمنا؟.
ألم يكن أولى بالنائب الحريري ان يتبين أخبار الفاسقين وأن يقف الى جانب كبار ونخب الطائفة في جنازة والده الشهيد؟. فهل تراه يراجع صور الجنازة ويعيد تقويم الظاهرين فيها على ضوء معطيات الأزمة الراهنـة؟. هل يمكن ان نطلب منه مراجعة أرشيف المستقبل في الأيـام التالية للإغتيال وينتبه الى المطالبين بإستمرارية الكرم الحريري اضافة للمطالبين بتنفيذ وعود إدعوا ان المرحوم قطعها لهم؟. وهل تستوي مثل هذه المطالبات والدم لم يجف بعد!؟.
إن تركيزنا على النائب الحريري يعود الى مسؤوليته كزعيم حالي للطائفة وبالتالي كمهتم بايجاد الحلول لأزمتها الراهنـة. وهو ما يستوجب اولاً مراجعة المشاريع الفاشلة بأشخاصها ومجالاتها وتكاليفها وسرقاتها ونتائجها؟.
واذا كانت الحساسية تحول دون اللجـوء الى النخب اللبنانية فلماذا لا نلجأ الى النخب العربية والإسلامية. وهي نخب محايدة في الموضوع الداخلي اللبناني. فما رايكم بمفكرين من أمثال محمد حسنين هيكل وعبد الوهاب المسيري؟.
إن الإستمرار في تحييد النخب والإصرار على البدائل القاصرة يعني إيغال الجماعة في أزمتها وبقائها في حالة فقدان التوجه والضياع في متاهة السياسات الكبرى التي لم تعد جماعة السنة في لبنان قادرة على تحمل مخاطرها ودفع ضريبتها. خاصة بعد ان أصبحت قيم الطائفة نسبية بما يهدد هويتها. فهل تعود الجماعة للإتفاق على كون إسرائيل عـدوة وعلى كـون المتعاملين معها جواسيس؟!. أم نحن نطلب أكثر من المستطاع؟.
رئيس المركز العربي للدراسات المستقبلية

السفير الأميركي يبشر المصريين: "حكم" الإخوان مستبعد ومبارك قد يخوض الانتخابات القادمة

 كشف السفير الأمريكي السابق لدى مصر فرانسيس ريتشاردوني، أن الحكومة المصرية لجأت إلى الحكومة الأمريكية لطلب النصيحة منها في صياغة عدة قوانين، منها قانون الإرهاب القادم وقانون آخر خاص بالإنترنت، وأشار في ذات الوقت إلى أن خلافة الرئيس المصري  حسني مبارك ما زالت هي الموضوع السياسي الأول في مصر، مستبعدا في الوقت ذاته وصول "الإخوان المسلمين" للحكم حتى لو جرت انتخابات حرة.
تصريحات ريتشاردوني، التي تطرق خلالها إلى العلاقات المصرية – الأمريكية، بعد انتهاء فترة عمله في مصر في أبريل جاءت في سياق مقابلة مطولة مع منشورة "ميدل إيست بروجرس" الأمريكية، التابعة لمركز أبحاث "أمريكان بروجرس سنتر"، المحسوب على التيار الديمقراطي في الولايات المتحدة.
وأثنى ريتشاردوني على سماح الحكومة المصرية للأمريكيين بالمشاركة في مناقشات داخل البرلمان، بينما لا تسمح الإدارة الأمريكية للأجانب بالمشاركة في النقاشات الجارية داخل الكونجرس.
وقال: "لدرجة مثيرة للإعجاب، يمكننا المساهمة بل ونساهم فعلا في النقاشات الداخلية المصرية. لكننا في بلدنا لا نرحب بدخول الأجانب الكونجرس عندنا ليتحدثوا عن قانون المواطنة (باتريوت اكت الخاص بمكافحة الإرهاب) أو عن كيفية معاملتنا مع معتقلي جوانتانامو وهكذا. لكن المصريين معتادون على ذلك".
وأضاف: "على سبيل المثال هم رحبوا بالمحادثات معنا عن كيفية التعامل مع الإنترنت، وعن "الباتريوت أكت" مقارنة بتشريعهم القادم لمكافحة الإرهاب... إنهم يقبلون مشاركتنا في تلك المحادثات".
مع ذلك، قال ريتشاردوني، إن هناك بعض الإحباطات في العلاقات المصرية - الأمريكية، جراء قيام الولايات المتحدة "بتشجيع الديمقراطية وحقوق الإنسان كجزء من الإستراتيجية الأمريكية العالمية"، وتابع: "أنا أعلم أنهم يشعرون بهذه الطريقة.. مبارك محبط منا، ولكن من خلال اتصالاتي معه فإنه يرى أهمية الدور الأمريكي في المنطقة، سواء أحب ما نقوم به أم لا".
لكنه أشار في المقابل إلى أهمية العلاقة بين البلدين، بقوله: "نحن مهمون بالنسبة لهم وهم مهمون بالنسبة لنا، وكلانا يعلم هذا، ولهذا فإن الجانبين يحكم بأن الأمر يستحق التغلب على الإحباطات المتبادلة".
من جهة أخرى، استبعد ريتشاردوني وصول "الإخوان المسلمين" في مصر الذين يمتلكون ثاني أكبر تمثيل في البرلمان المصري إلى سدة الحكم، رغم وصفهم بـأنهم "أفضل حركة أو تجمع سياسي منظم باستثناء الحزب الوطني الديمقراطي"، وأشار إلى أنهم "يتجنبون بشكل متعمد تمثيل تهديد حقيقي للحزب الحاكم، ولا أتنبأ، حاليا وعلى المدى القصير، أنهم يمكن أن يصلوا إلى حكم مصر حتى ولو في عملية انتخابات ديمقراطية وعادلة وحرة تماما".
وأشار إلى الأثر الذي أحدثه وجود أعضاء من "الإخوان" في البرلمان في حالة الحراك السياسي في مصر، فقال "إن بعض الأشخاص في الحزب الحاكم حتى يعترفون لنا أنه منذ دخول الإخوان المسلمين البرلمان في ٢٠٠٥ فإنهم أجبروا الحزب الحاكم على أن يكون متيقظا للغاية، أو أن يقف على أطراف أصابعه".
وجدد ريتشاردوني دعم بلاده لمن وصفهم "بالأصوات العلمانية الليبرالية" في مصر الذين قال عنهم إنهم ما زالوا "أقلية صغيرة للغاية، ويرسمون صورة جميلة للطريق الذي ينبغي أن تسير فيه مصر، وهو الطريق الذي يعجبنا، لكنه ليس من الواضح بالنسبة لي أن لديهم الكثير من الأنصار في الداخل".
وطالب بمنح الليبراليين مساحة من الحرية للعمل السياسي، وأضاف: "نحن لا نفهم جيدا لماذا لا تعطي الدولة المصرية للأصوات الديمقراطية العلمانية المزيد من المساحة، بدلا من وضع ما نراه خيارا ثنائيا مصطنعا بين الحزب الحاكم في مقابل الإخوان المسلمين".
وانتقد ريتشاردوني أحزاب المعارضة المصرية ووصفها بأنها ضعيفة فقال: "باستثناء الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، فإن الأحزاب الأخرى المعترف بها قانونيا في مصر هي أحزاب ضعيفة ولا ليس لها تواجد في عرض وطول البلاد".
وسمى السفير الأمريكي حزب "الوفد" تحديدا، قائلا إن له وجودا فقط في القاهرة والإسكندرية وبعض المدن الإقليمية الأخرى، "لكنه لا يشكل تهديدا حقيقيا كحزب معترف به على المستوى القومي للحزب الحاكم"، وأشار إلى أن الأمر نفسه ينطبق على الأحزاب اليسارية التي قال إنها "ليست شعبية جماهيرية".
وتطرق السفير الأمريكي السابق إلى الأوضاع الاجتماعية في مصر، ملخصا هموم المصريين بالترتيب في "الوظائف، التعليم، الرعاية الصحية، المرور وبالطبع أسعار الغذاء المرتفعة"، وقال إن هم الكثير من المصريين هو تأمين الغذاء لأولادهم لمدة يوم واحد أو لمدة أسبوع قبل ان يفكروا في هموم أخرى.
وأشار إلى أنه نتيجة "نقص التعليم الحكومي" فإنه حتى الفقراء من المصريين يضطرون لإنفاق الكثير على الدروس الخصوصية من أجل أن ينجح أولادهم في الامتحانات القومية.
وتحدث ريتشاردوني عن قضية حكم مصر بعد مبارك، وقال إن هذا الأمر هي "الموضوع السياسي الأول" في مصر، وأن المصريين الواعيين سياسيا أو المنخرطين في السياسة قلقون فعليا بشأن هذه القضية"، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك أتم الثمانين عاما في الرابع من مايو الجاري.
لكنه قال إنه "لا توجد إجابة سهلة" بشأن موضوع خلافة الرئيس مبارك، لافتا إلى قول الرئيس مبارك "عدة مرات بعد كل مرة من مرات انتخابه العديدة السابقة... إنه واجه إغراء شديدا بعدم الترشح مجددا، لكنه شعر أنه مضطر لهذا باعتباره قدرا له تجاه بلده".
وألمح إلى إمكانية خوضه الانتخابات المقررة في 2011، وتساءل: "من يدري إذا كان سيصل إلى هذه النتيجة مجددا في ٢٠١١ أم لا؟".
وفي سؤال عن الدور المصري في سياق السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، قال ريتشاردوني: "إن مصر دولة محورية من عدة جوانب، وهي واحدة من عدد من دول العالم التي يؤثر نجاحها أو فشلها أو اختيارها لطريقها على خيارات شعوب أخرى في المنطقة".
وتابع: "وفوق هذا، وبافتراض جغرافي بسيط، فإن مصر مهمة إستراتيجيا طالما كنا نخطط لنفوذ عسكري واقتصادي وسياسي حول العالم".

حماة الديار عليكم سلام


هوجة الهجوم على سماحة السيد حسن نصر الله ... !!!

بقلم/ د. رفعت سيد أحمد
فجأة، وكأنك أمام ماسورة (مجاري قديمة) في أحد شوارع مصر العتيقة انفجر في وجهنا سيل من المقالات والبرامج التلفزيونية في صحافة مصر (وطبعاً الخليج) ضد السيد حسن نصر الله، قائد المقاومة اللبنانية ضد العدو الصهيوني في زمن رقص الأمراء وقبلات الأميرات مع (بوش)!! فجأة خرج الجهلاء من جحورهم فهذا الذي سطا في غفلة من الزمان على مقعد رئيس تحرير الصحيفة العريقة يطالبه بأن يعود (بطلا) وذاك يهتف في ميوعة المخنثين (يسقط حسن نصر الله) والثالث ينعته (بالجبان أو الفارسي الإيراني) إلى آخر سيرك المهرجين والقابضين من مملكة النفط.. وفي حمأة الأحداث كبر الصغير من الصحفيين، وبات التطاول على (السيد) موضة، يعاقب من لم يسايرها في مصرنا الحبيبة التي كانت بالأمس (وستظل رغم ضغوط النفط والجهل والعاطفة المزورة) ترفع صور السيد الذي قدم ابنه (هادي) شهيداً في الوقت الذي يقدم لنا فيه رئيسنا ابنه وريثاً، وهو الذي صدر الرعب لإسرائيل في الوقت الذي يصدر فيه نظامنا الغاز لها (على حد التعبير البليغ لإبراهيم عيسى في صحيفة الدستور 12/5/2008).
دعونا نحكم العقل، ونبحث فيما وراء هذه الظاهرة عل ما نكتبه يفيد في إيقاظ النوم الهاجعين:
فأولاً: أغلب من كتب في صحافتنا الرسمية (أو شبه الرسمية) ضد حسن نصر الله متهماً إياه بأنه انحرف بسلاح المقاومة عن وجهته الأصلية وهي مقاومة العدو فوجهه إلى أهل بيروت الغربية، في تقديرنا من انطلق من هذه الحجة، إما جاهل (وهذا في أحسن التقديرات بحسن النية، أو مغرض يحركه النفط السعودي الذي ملأ الأفواه والجيوب والضمائر أو له علاقة ما بالمخطط الأمريكي الإسرائيلي ضد المقاومة ،والذي يعمل نظامنا العتيد خادماً لهذا المخطط بجدارة لماذا؟ ولأن الاثنين: الجاهل والمغرض، يقفزان عمداً إلى تقييم ومحاكمة (النتائج) دون النظر إلى (المقدمات) التي أدت إليها. لم يقف الجاهل أو المغرض أمام القرارات الأخيرة للحكومة الفاقدة للشرعية وفقاً للدستور اللبناني، والتي مثلت اعتداءً صريحاً على سلاح المقاومة التي حمتها (أي الحكومة) طيلة الربع قرن الماضي، لم يتوقف الجاهل أو المغرض إلى تركمات الأعوام الثلاثة الماضية والتي بح فيها صوت المعارضة واسعة الطيف السياسي (ميشيل عون ـ بري ـ نصر الله ـ وئام وهاب ـ طلال أرسلان ـ عمر كرامي ـ نجاح وكيم ـ فتحي يكن ـ أسامة سعد ـ ماهر حمود ـ كمال شاتيلا ـ الخ) من المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة واختيار رئيس لبناني توافقي، وقانون انتخاب عادل، كانت الحكومة ترفض وتستهين وتأخذ المواقف المعاكسة لصالح الأجندة الأمريكية/ الإسرائيلية في المنطقة، الأمر الذي أدى بالتراكم إلى شعور هذا الطيف الواسع من المعارضة بالغبن والإهانة، وازداد هذا الشعور رسوخاً عندما أفشلت الحكومة والثالوث الأمريكي بداخلها (الحريري ـ جعجع ـ جنبلاط) كل الوساطات العربية، وحرفوها، وتحدثوا بلغتين مع الرأي العام اللبناني والعربي، لم يتوقف الجاهل أو المغرض أمام مسلسل القتل والحصار الذي تعرضت له المعارضة (وفي قلبها حزب الله) من القناصة المرتزقة المقيمين في مقرات تيار المستقبل طيلة الأعوام الثلاثة السابقة (هل يتذكرون الشهداء السبعة من الشيعة الذين قتلوا على خطوط التماس مع الضاحية الجنوبية قبل عام مضى!!) وعشرات المواقف والخطوات المغرورة التي مارستها حكومة فاقدة للشرعية والدستورية (حيث وفقاً للدستور اللبناني تسقط الحكومة بمجرد انسحاب ممثلي طائفة منها وكما يعلم القارئ هناك طائفة منسحبة منذ عامين هي الطائفة الشيعية مع وزراء مسيحيين آخرين!!)
* كل هذه المقدمات قفز عليها الجاهل أو المغرض وذهب إلى النتائج ليحاكمها مباشرة، فكان منطقياً أن تنفجر في وجوهنا (ماسورة المجاري) كما بدأ في إعلامنا المصري الرسمي وشبه الرسمي وفي الإعلام السعودي داخل المملكة وخارجها!!
ثانياً: ومع ذلك دعونا نقيم معهم ليس (المقدمات) ولكن (النتائج) التي صدعوا رؤوسنا بالحديث عنها، مهولين ما جرى إلى حد اعتباره (انقلاباً)، ومزيفين الحقائق فيه إلى الحد الذي يهين عقل القارئ أو المشاهد.
(1) وفي البداية دعونا نعترف بأن سرعة حسم قوى المعارضة لمعركة بيروت كانت مذهلة وفقاً لقول سعد الحريري بسبب دقة وفاعلية وعدالة مطالب المعارضة وليس لأن الرجل لا يمتلك ميليشياته مثلما زعم وسرعان ما كذبته صحيفة لوس أنجلوس تايمز عندما قدمت بالوثائق أسماء الثلاثة آلاف (3000) عنصر مسلح تدربهم شركة سيكيور بلس لخدمات التسليح والحراسة.
(2) وفي طريقها لحسم معركة بيروت ضد مقرات (المرتزقة) من أنصار الحريري وجنبلاط (وفقاً لوصف الصحافة الغربية ذاتها) والذين كانوا يحصلون على 400 دولار في الشهر نظير القنص في المظاهرات وقطع الطرقات وإشعال الحرائق، كانت هناك ضحايا، وأخطاء، نرفضها ويرفضها كل عاقل، وكل كاتب حر يحترم نفسه وقلمه، ولكنها أيضاً كانت أخطاء مشتركة ومتبادلة نتيجة الشحن الإعلامي والطائفي والسياسي، فإذا تحدثنا عن القتل لا يمكن تبرير قتل أي (إنسان) في بيروت الغربية حتى لو كان مسلحاً، كما لا يمكن أيضاً تبرير قتل ثلاثة من شباب حزب الله في الجبل وتشويه جثثهم بالسكاكين من عناصر حزب جنبلاط وهو ما اعترف به جنبلاط نفسه، إذن القتل والأخطاء المرفوضة جملة وتفصيلاً، تمت من الجانبين فلماذا يغض (الجهلاء) و(المغرضون) الطرف عنها عندما تتصل بالمعارضة ويفتحون هذا الطرف ونيرانه الثقيلة عندما يتصل الأمر بالفريق الأمريكي في لبنان؟! هل هذه هي الأمانة الصحفية التي يتحدثون عنها ويعلموننا إياها!! أم هو (الهوى) والغرض الذي في النفوس!!
(3)ثم لماذا التهويل فيما جرى، إن الحقائق والتي اعترف بها الجيش اللبناني نفسه (وهو المفترض أنه القوة الوحيدة التي على الحياد في لبنان وتحوز احترام الجميع) هي أن المعارضة عندما طهرت مواقع المسلمين من ميليشيا المستقبل قامت بتسليم هذه المقرات ومعها العناصر المسلحة الباقية والتي تفر إلى الجيش ليتصرف بها ولم تتبق أي مظاهر مسلحة في شوارع بيروت الغربية، فلماذا تضخيم المشهد أمام القارئ، وتصويره وكأن ثمة احتلال دائم ومستمر ومقيم لهذه (المعارضة) بل لحزب الله تحديداً في تلك المقرات والشوارع، إنه مرة أخرى الغرض والهوى والمخطط المطلوب ترويجه لتشويه صورة المعارضة وفي قلبها المقاومة، إلا أن (بوش) في حواريه مع قناة (العبرية) أقصد العربية) والـ(بي بي سي) كفانا بؤتة البحث عن الأسباب، حين أعلن صراحة أ،ه لا يهتم في هذه المنطقة إلا برجلين: أولمرت والسنيورة، وأنه واشنطن وحلفائهما المعتدلين يقفون خلف كل هذه الحملات الإعلامية والسياسية سواء وعى أصحابها بذلك أم لا!! فأدى بهذه التصريحات خدمة جليلة للحقيقة المفقودة التي حاول الجاهل أو المغرض تزويرها في إعلامنا طيلة الأيام التالية على انتفاضة المعارضة!!
(4) ثم دعونا نستغرب قليلاً، عندما نجد وليد جنبلاط وسعد الحريري والسنيورة يعترفون علناً بأنهم قد أخطأوا عندما أصدروا قرار (شبكة الاتصالات السلكية الخاصة بالمقاومة) والتي تمثل 70% من أسباب النصر على العدو الذي لا يحترمهم يومياً، وعندما يعلنون تراجعهم عن هذا القرار، هل يجوز أن يزايد عليهم (الجاهل) أو (المغرض) فيدعي أن ردة فعل حزب الله غير مبررة، وأن الحكومة لم تخطئ وأنها تمارس السيادة على الأرض (أين كانت هذه السيادة أثناء العدوان ولماذا لا تذكر هذه السيادة إلا عندما يأتي ذكر حزب الله وتذكر بنفس المصطلحات التي يستخدمها أولمرت وصحافته؟، ثم دعونا نستغرب أيضاً، عندما يلح هذا اللوبي من (الجهلاء والمغرضين) أو من سموا سلفاً بالمارينز العرب، على حكاية إيران والمخطط السوري الإيراني، و(حزب الله) الفارسي إلى أخر هذه الترهات، متناسين أن حزب الله وقوى المعارضة واسعة الطيف أكثر عراقة ولبنانية من سعد الحريري ذاته وليبحثوا جيداً في كتب التاريخ اللبناني ليكتشفوا هذه الحقيقة، أما عن المخطط السوري الإيراني فيما جرى فهذه فرية لا تليق لكتاب يحترمون أنفسهم، فصحيح لإيران وسوريا مصالح إقليمية في دعم قوى المقاومة في فلسطين ولبنان تماماً مثلما للعربية السعودية ولمصر والأردن ولأمريكا ولإسرائيل مصالح في دعم قوى الهيمنة والاحتلال أيضاً في المنطقة ومن المعيب ذكر فريق أو دولة دون الحديث عن الفريق أو الدولة الأخرى، إلا أن الصحيح أكثر من كل هذا هو أن ما جرى في لبنان يوم (8/5/2008) كانت دوافعه وأهدافه وآليات تنفيذه بالأساس لبنانية ومن يقفز على هذه الحقيقة محاولاً تصوير الصراع على أنه صراع مذهبي أو إقليمي خاطئ، ولن يمكن حله أو الوصول إلى مائدة حوار حقيقية بين الفرقاء في لبنان وهو ما نتمناه وندعو له دونما الانطلاق من تلك الحقيقة: لبنانية القضية.
ختاماً: إن ما جرى في الأيام الماضية من (هوجة) إعلامية زائفة للهجوم على المقاومة وزعيمها ولتصوير ما جرى في لبنان على غير حقيقته لن يمكث في الأرض ولن ينفع الناس وهو مزايدة رخيصة حتى على وليد جنبلاط ذاته الذي اعترف بالخطيئة علناً، ولقد آن للجاهل أو المغرض أن يرحمنا بجهله وبغرضه ،وأن يخرج من عقله ، وضميره ذلك النفط الذي أفسده.
(وربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا)
صدق الله العظيم

بوش محبط ومرعوب من "سيناريو القيامة" اذا فاز ديمقراطي

 
كشف (جورج بوش) عن "حالة إحباط" تلازمه من متغيرات الحرب في العراق إذا ما انتهت انتخابات الخريف الرئاسية في الولايات المتحدة الى خريف أشد لعنة بعد سحب القوات الأميركية من العراق. ويمارس (بوش) هذا الترهيب الفكري ليحرّض مواطنيه ضد المرشحين الديمقراطيين وينتصر لـ "سميّه" و"رفيق حزبه" وربما "الأشد فتكاً منه" السيناتور (جون مكين). لكنّ العارفين بأحوال السياسات الخارجية الأميركية في واشنطن يقولون إن (مكين) مهما كانت سياساته فلن تكون أشد لعنة من سياسات أي رئيس ديمقراطي لأن الحزب الديمقراطي "متشدد" جداً في تعاطفه مع اسرائيل.
 
وعبّر الرئيس الأميركي عن إحباطه النفسي عندما كان خائفاً مما أسماه "الخرْق الاستخباري" قبل غزو العراق، وقال إنه خائف جداً من أن يفوز ديمقراطي بالرئاسة في شهر تشرين الثاني المقبل، فيسحب القوات الأميركية من العراق قبل الأوان مما قد يقود في النهاية –حسب تخوفات بوش- الى هجمات أخرى ضد الولايات المتحدة أي كهجمة الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001.
 
وفي مقابلة أجرتها معه مجلة "بوليتيكو" Politico وبوابة الإنترنت ياهو the Internet portal Yahoo قال الرئيس الأميركي (جورج دبليو بوش) وهو يفكر بآخر أشهره في البيت الأبيض عشية التحضير لزيارة الشرق الأوسط حيث وصفه نائبه (ديك تشيني) بأنه "أفضل صديق لاسرائيل جاء الى رئاسة الولايات المتحدة حتى الآن"، قال إنه ترك لعبة الغولف سنة 2003 احتراماً لمقتل جنود أميركان خلال عملية حرب العراق المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات. 
 
ونقلت المجلة عن بوش تأكيد قوله: "أنا لم أرد لبعض الأمهات اللواتي قتل أبنائهن مؤخراً رؤية القائد العام للقوات المسلحة يلعب الغولف". وأضاف: "أشعر بأنني مدين لكل العوائل التي يجب أن أظهر أقصى ما أستطيع من التضامن معها. وأعتقد أن لعب الغولف خلال حرب قد تعطي رسالة خاطئة". وأوضح (بوش) أنه قرر ذلك خلال شهر آب من سنة 2003، وبالتحديد بعد تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد.
 
وسألت المجلة السياسية وبوابة ياهو الرئيس الأميركي بما يسأل عنه جمهور الإنترنت فيما إذا كان قد "استخدم التضليل" في اتخاذ قرار شن حرب العراق؟. فأجاب قائلاً: "التضليل كلمة قوية. فليست قيادة المخابرات الأميركية وحدها، إنما كل وحدات المخابرات التابعة لنا في العالم شاركتنا في هذا التقييم. ولذا أنا محبط بسبب الكيفية التي كانت قد كسرت فيها مخابراتنا".
 
وأضاف بوش قوله: "هل أعتقد أن شخصاً ما كذب عليَّ؟ لا، لا أعتقد ذلك. فكل ما حدث كما تعرفون، إنهم حللوا الحالة، ووصلوا الى نتائج خاطئة".
 
واعترف الرئيس الأميركي بقلقه المتزايد من ترك الحرب العراقية غير منتهية الى خليفة ديمقراطي يأتي بعده. ويشار الى أن (باراك أوباما) و(هيلاري كلنتون) كانا قد قالا كلاهما بأنهما سيسحبان القوات الأميركية من العراق إذا ما فازا.
 
وقال (بوش) إن سيناريو "القيامة" بالنسبة إليه يحدث عندما يُشجع المتطرفون في أنحاء الشرق الأوسط، لأن ذلك سيقود في النهاية بحسب رأيه إلى "هجمة إرهابية أخرى ضد الولايات المتحدة".
 
من جانب آخر أفضى بوش بأسرار أخرى قائلاً إن إيمانه المسيحي ازداد خلال وجوده في المكتب البيضوي، مشيراً الى أنه كان طوال الوقت يطلب فهم نقاط ضعفه، وكيف يحسن حالته النفسية ويكون قريباً من الرب". وانتقد (بوش) الرئيس الأميركي السابق (جيمي كارتر) بسبب تأكيده "أن اسرائيل وراء كل مشكلة" وعدّ ذلك "عقلية شرق أوسطية".
 
وقال الرئيس الأميركي إنه لن يكون قلقاً بشأن "الحوارات العنصرية" إذا ما فاز المرشح الديمقراطي أوباما. وأكد قوله: "أعتقد أن معظم الأميركان ناس منفتحون، وهم سيختارون من يستطيع أن يبقى أميركا أكثر أمناً، ويبقي الضرائب منخفضة. ولهذا أعتقد أن المفاهيم العنصرية ستكون حاضرة في الانتخابات إذا ما أثارتها الصحافة.

أخ مابنفع ... !!!

 
بقلم: صالح صلاح شبانة
في المثل الشعبي المأثور يقولون (أخ ما بنفع ، حُط في النعش وادفع)،أي أن وجود الأخ في الحياة هو لمنفعتك كما ينفع نفسه ،  لا أن يغرقك ليطفو على جثتك ، ولا أن يدوس على قامتك ليرتفع عليك ، ولا أن يكون مع عدوك ضدك ، ولا أن يبيعك في سوق النخاسة حتى يملأ جيوبه ، فإن كان أخوك خلاف ذلك فهو أخ غير نافع ، فلا تأخذك الحمية عليه ولا تنتصر له ظالماً ولا مظلوماً ، بل ضعه في النعش وادفعه للقبر ، لأنه : (أخ ما بنفع ، حُط في النعش وادفع) !! على رأي المثل !
لقد استفزني موقف الحكومة المصرية التي (تكب) الغاز المصري على العدو الصهيوني بكرم حاتمي ليس له مثيل منذ ذبح مبارك مصر جحشه وانتماؤه العربي لكل أعداء مصر والعروبة يوم قرر أن (اللي ما بخافش من أمريكا ما بخفش من ربنا) ، ففتح قلبه الكبير للعشيقة إسرائيل ، وقدم لها الغاز المصري لتضيء لياليها الحمراء ، وتدير مصانعها ، وغزة هاشم تقبع بالظلام ، وحتى لا نظلم الرجل فهو لا يمون على شيء وهو مجرد ( شرشوبة خُرُج) لا يملك من أمره شيئاً ، وهو ليس بأكثر من قائد مخفر تابع لكل الجهات التي تعادي مصر والعروبة !!!!!
فهو يمد الشعب المصري (فلقه من فلقات بدري بك أبو كلبشه) وعند ما يقف بين أيدي أسياده يرخي رأسه ذ ليلاً حتى يتلقى الأوامر ثم يؤدي تحية الطاعة والولاء ، ويمارس جبروته على إخوانه ، فهو في المحصلة النهائية موظف يمارس مهام وظيفته بكل الطاعة والإخلاص وهو (أخ ما بنفع ، حُط في النعش وادفع) .
وليس الحاكم المصري الذي يقوم مدير مخابراته بدور حمامة السلام ، هو الأخ الوحيد الذي لا ينفع ، بل هناك النفط السعودي الذي أدخل مليارات لا يستطيع عقلي المحدود المحشو بالتراث الشعبي والأمثال الشعبية أن يعرف أو يُقدر أعدادها الهائلة ، والتي صبت في جيوب أشخاص ولم تعد على الأمة العربية منها إلا الويل والثبور وعظائم الأمور ، وهذه الشعوب المسحوقة تعاني الأمرّين من مخرجاتها اللئيمة !!! فالسعودية مثل مصر مثل الخليج بكامله مثل العراق بعد الشهيد صدام رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، فهو قضى شهيداً بإذن الله تعالى وتركنا كالأيتام على موائد اللئام ، نموت جوعا وبرداً ، ولا نحصل على بقايا وفتات موائدهم !!!! فهل أولئك إخوة ؟؟؟؟
فإن كانوا كذلك ، فهم على مبدأ  (أخ ما بنفع ، حُط في النعش وادفع)!!
هذا الكلام المرير الذي أتفوهه ، هو من الوجع والألم الذي أصابنا في الشتاء الماضي ، وأصابني شخصياً ، حيث أنني أولا لا أخجل من فقري ، ولم أكن أملك ثمن الوقود ، واشتريت صوبة حطب ، ولا أذكر كم حذاء حرقت فيها وكم من ألأخشاب جمعتها ، ولولا رحمة الله لفقدت يدي اليمنى عندما كنت أقوم بكسر خشبة فارتدت إلى يدي وانغرز المسمار الصديء بها ، ولأكثر من شهر وأنا أتلقى العلاج المكثف حتى مَنّ الله علي بالشفاء ، عدا عن الجروح والخدوش والأصابات بوجهي والتي لا تزال ظاهرة ، بسبب إصابتي بالسكري وأستعمالي علاج مميع الدم لأنني أصلاً مصاب بمرض القلب وأجريت لي جراحة لزرع شرايين وصمّام .
وأنا بالنسبة لغيري سلطان زماني ، فأني أتقاضى راتبين ، ولو أنهما مثل سندويشات الهمبرغر لا تسمن ولا تغني من جوع ، وإنما المثل لتروا العاطلين عن العمل ويعيلون أُسرا تطحن الصوان وتبلع الزلط !!!!!
فهل أخوة العروبة أخوة يا ترى ؟؟؟  
إنهم من النوع العالمي طراز   (أخ ما بنفع ، حُط في النعش وادفع) !!!!لا أكثر الله منهم !!
 
الداعي بالخير صالح صلاح شبانة

مرحبــــــــا بخازوق واشنطــــن!


وليد رباح
الخازوق الذي القمته واشنطن للسنيورة وشلة الحرامية في لبنان .. بدأ من الاست مرورا بالامعاء ثم خرج من الرأس فرحا مستبشرا. الامر الذي جعلني اطير برقيات التهنئة والتبريك للرئيس الامريكي الذي ملأ الدنيا ضجيجا وفحيحا بانه حامي الحمى .. وانه الاول والاخر والظاهر ( والباطل)  وأنه تأكيدا لكل ذلك فقد كلف وزير خارجية السعودية لكي يخرج الينا بكلمات اشبه بفحيح الافاعي وكأنه مصاب بالايدز لكي  يعطينا درسا في السياسة التي هي سياسة في كل الدنيا باستثناء السعودية فانها تياسه ..
والسعودية اجلها الله واكرمها وادام عز حكامها مدانة للبنان ( بالنسوان) .. فمعظم افراد العائلة المالكة ومن يمتلكون ملايين النفط  هناك متزوجون من لبنانيات معظمهن بل كلهن من احزاب الموالاة بدءا من الكتائب وانتهاء بحزب النوائب .. لذا فان وقوفها الى جانب الموالاة يعني رد الجميل الى الانسباء .. ومن هذا المنطلق فان التأييد لاولئك يعتبر من الواجبات وليس من السياسة في شىء .. والا ( طفشت ) النساء وعدن الى احضان آبائهن وترمل الامراء وأصبح الحب والغرام والهيام جزءا من الماضي . خاصة وان الخيار المطروح لهم ان يستبدلوا اللبنانيات بالفلبينيات .. وشتان ما بين هؤلاء واولئك. او الاتجاه الى زواج المسيار .. ولا يعني هذا اننا نقلل من شأن اخواتنا اللبنانيات الى اية مذاهب او اديان انتسبن .. ولكننا نقلل من شأن اولئك الذين يحملون على ظهورهم اسفارا ويفهمون في السياسة مثلما افهم انا في اسرار صناعة القنبلة الذرية .. ويتخذون قراراتهم السياسية في مطابخ بيوتهم بالقدر الذي يتذوقون فيه المازات اللبنانية مخلوطة بعرق ( ابو سعده ) لزوم التهريب والتخريب .. فالمنكر كما نعرف ممنوع في السعودية على الناس .. ولكنه مسموح للامراء والمقربين .
ولم يكن خازوق السنيورة بعيدا عن الخوازيق التي ( اطعمتها ) امريكا للرئيس المصري .. وصدام حسين .. ومشرف ومقرف .. وعباس بن فرناس .. ووليد جنبلاط .. والحريري .. بل وللكويت عندما ارسلت سفيرتها لكي تشجع الرئيس العراقي انذاك على اجتياح الكويت .. وشعارها في كل ذلك خرب خرب . فانك تكسب لكي تعمر ..  فعندما يهب الشعب عفويا ويختبىء الزعيم خلف رئيس الوزراء او وزير الداخلية والعسكر . يهرع الرئيس الامريكي ايضا الى مخبئه في البيت الابيض لكي يندد ويتوعد ويهدد .. في وقت هو فيه اعجز من ان يرسل جنديا واحدا الى ارجاء هذا العالم لكي يخرب مثلما خرب في العراق .. وجل ما يستطيعه ان ( يقحف ) جيوب الامريكيين لكي يرسل بضعة ملايين الى اولئك اللصوص الذين يتربعون على عرش السلطة او عروش الاحزاب المهترئة .. ومن يرى امريكا اليوم وهي ترجو وتتوسل وتنشر الاعلانات بملايين الدولارات لكي ينضم فرد الى الجيش الامريكي في العراق فانه يعرف طعم المأساة التي يعانيها الرئيس الامريكي الذي ( ولاول مرة في تاريخ امريكا)  اصبح الناس فيه يتركون سياراتهم على قارعة الطريق لانها فرغت من الوقود ويركبون الحافلات للوصول الى بيوتهم واعمالهم .
وبما اننا نعرف ان امريكا اذا قالت نعم فهذا يعني لا .. واذا قالت لا فمعنى ذلك بنعم .. ادركنا ان المتسلقين على ظهرها كقراد الخيل سوف يسبحون في بحر من العمالة ان عاجلا او آجلا .. ولسوف يحاسبهم الشعب ( اي شعب) على سوء افعالهم ان لم يكن اليوم فغدا .. وان لم يكن في الغد فبعد الغد .. فالشعوب لا تنسى  من يسىء اليها .. والسنيورة اساء الى شعب لبنان .. بقراراته المصنوعة في واشنطن .. والموضوع عليها ( ليبل) صنع في اسرائيل .. والموصى بها من عتاولة الاحزاب السياسية التي ترى في امريكا المخلص والملهم وصانعة الشرق الاوسط الجديد الذي (ان حدث لا سمح الله ) سوف يزيد ملايينهم ملايين اخرى ..  وسلاحهم سلاحا آخر .. وطائفيتهم عنصرية اخرى ..
وبما اننا ايضا نعرف أن لبنان لا يحكم الا بالتوافق .. ونعرف ايضا اننا اذا اردنا ان نعرف شيئا عن الارهاب فاننا يجب ان نعرف لماذا انتشر ..  كما نعرف أن أذناب امريكا منتشرون في الوطن العربي مثل البثور على الوجه الحسن .. ونعرف ان النظام في السعودية ومصر والاردن والكويت وقطر والبحرين وعمان وتونس والمغرب ومن لف لفهم هم السبب الرئيس في تخدير هذه الامة ووصولها الى الحال الذي وصلت اليه .. بما اننا نعرف ذلك .. ندرك تماما انهم سوف يؤولون الى زبالة التاريخ وتلعنهم الاجيال مثلما لعنت كل الذين مروا على الوطن العربي وارادوا تخريبه وخرجوا خائبين وظل الشعب العربي على حاله مذ خلق الله الارض ومن عليها ..
أما الهبة المفتعلة ضد ايران ومساعداتها لحزب الله فذلك موضوع آخر .. يا سادتي .. ما الذي يمنع حزب الله او غيره من اخذ المساعدات من ايران طالما انهم يأخذون فتاتا من امريكا وغيرها .. هل العيب ان تتعامل مع ايران ( المسلمة على الاقل) ولا عيب من التعامل مع امريكا التي تعتليهم قبل ان تعطيهم شيئا من الفتات .. وضمن شروط قذرة وغير انسانية .. ان حجة اولئك ان ايران تطمع في العالم العربي وتريد بسط سلطانها عليه .. هي حجة لاصحاب العقول الناقصة فقط .. من الذي بسط سلطانه على الامة العربية واراضيها .. الم تكن اسرائيل باحتلالها فلسطين وامريكابقواعدها المنتشرة في اكثر من مكان من الوطن العربي .. ام ان ايران تمتلك اكبر قاعدة جوية في العالم في اراضي قطر وما جورها ؟ اجيبونا ..
وفي كل ذلك .. نحن نرى ان حزب الله قد ارتكب خطأ باستخدامه سلاح المقاومة في داخل لبنان .. حتى لو وصل الامر به ان (ينفلق ) غيظا من اولئك اللصوص فلا يجب ان يقدم على ذلك .. ليس لاننانكره ذلك .. بل لانه سوف يفقد قاعدته الجماهيرية وقد بدأ فعلا بفقدانها .. واسرائيل تراهن بكل ما تمتلك من قوة الى ان يفقد حزب الله جماهيريته فتستفرد به .. خاصة بعد هزيمتها المنكرة على يد الحزب وجماهيره ..
مرحبا واشنطن .. مرحبا ايها الرئيس الامريكي .. فقد حققت الكثير للوطن العربي عندما دعمت صورا كرتونية عنترتها كلامية وافعالها توصم بالجبن والرذالة .. فهنيئا لك السعوديه .. وهنيئا لك السنيورة ولصوصه .. وهنيئا لك كل من تأمرهم ان ينبطحوا على ظهورهم لكي يعتليهم باعة المخدرات في الاسواق الامريكية .. وانا لله وانا اليه راجعون .  

الفتنة: لعن الله من أيقظها.. و من سكت عنها أيضا !!

 
عبد الحق بوقلقول *
من المؤسف حقا أن تذهب كل التحاليل التي نشرها الإسلاميون بشكل خاص على وقع ما عاشه و يعيشه لبنان منذ نحو أسبوع حاليا، إلى اعتبار هذه التطورات تدخل في سياق الصراع المذهبي الذي بات واقعا حقيقيا أفرزه مناخ الاحتلال الأميركي للعراق و ساهم في تذكيته خصوصا و أن هذا الصراع هو وفقا لرأي الكثيرين من المراقبين، "حل سحري" فرض نفسه على ساحة الأحداث هناك و أضحى يمثل مخرجا أخلاقيا للولايات المتحدة على أساس أن هذه الأخيرة وجدت فيه مبررا لاستمرار الاحتلال خصوصا مقابل تزايد الأصوات في الداخل الأميركي نفسه المطالبة بتسريع عملية الانسحاب !
الصراع المذهبي: حرب أميركية بالوكالة !
مع ذلك، فإن هذا الواقع لم يعد يمثل حلا للأميركيين في العراق فحسب بل إنه قفز ليخلق مناخا من "الفوضى الخلاقة" التي تعلن الولايات المتحدة صراحة أنها تمثل قطب الرحى في إستراتيجيتها التي تسعى من خلالها إلى إعادة صياغة شكل المنطقة العربية و الإسلامية وفق أسس جديدة تراعي المصالح الأميركية بشكل خاص بما أن الخارطة الحالية قامت بناء على اتفاق الإمبراطورتين المندحرتين عن المنطقة: بريطانيا و فرنسا غداة تأكد نبأ وفاة الرجل المريض مثلما كانت تسمى الدولة العثمانية و هذا ما عرف تاريخيا باتفاقية سايكس بيكو التي ما كان العرب ليسمعوا بها لولا سقوط دولة القياصرة الروس في موسكو على يد الثوار البلاشفة و إقدام هؤلاء على كشف وثائق وزارة الخارجية في الدولة التي قوضوها !
على هذا الأساس يمكننا القول أن الصراع المذهبي بين المسلمين و إن كان اللاعبون الرئيسيون فيه هم من أهل القبلة، إلا أن الطرف الذي يرعاه و يستفيد بكل تأكيد من نتائجه و تبعاته هم الأميركيون فالتاريخ يعلمنا أن الحروب يستفيد منها دوما تجارها و الذين لا ينخرطون فيها و في هذا الإطار، نستطيع أن نلحظ حاليا أن أميركا مع استمرار معاناتها في العراق بدأت تطبيق عملية انسحاب من المواقع الحقيقية للقتال حيث أن القاعدة في بلاد الرافدين مثلا صارت هدفا لما يسمى بمجالس الصحوة التي هي تكرار حرفي لتجربة الفرنسيين في الجزائر مع اختلاف بسيط في التسمية لأن هذه الأخيرة كانت تسمي الذين تولوا مهمة القتال بالنيابة عنها: "الحركى" ما يعني أن التاريخ أيضا قد يكرر نفسه و يقع "الحركى" العراقيون فريسة لذات عمليات تصفية الحسابات الدموية التي عاشها أسلافهم بعيد خروج فرنسا من الجزائر !
و لكيلا نبتعد كثيرا فإنه في وسعنا هنا أن نضع ما جرى في لبنان في سياقه الإقليمي و لا نكتفي بمجرد تحليله على أسس عاطفية لأن حزب الله و إن كان قد تحرك وفقا لاعتبارات سياسية محلية يقول أنها فرضت عليه بسبب تطورات أمنية غير قابلة للتغاضي، إلا أنه من ناحية أخرى أيضا لاعب سياسي يجيد التحرك و قراءة المعطيات الجيوسياسية المحيطة به و هو في هذا الإطار، أثبت أكثر من مرة قدرته على الاستثمار في الواقع و حتى نفهم هذا الكلام فإنه يتعين علينا قراءة المشهد اللبناني بحيادية تامة حتى نفهم سبب وقوع ما وقع.
المشهد اللبناني: برميل بارود فوق بركان !
يعرف الكل أن هذا البلد العربي الجميل يعيش منذ أكثر من عام و نصف العام حاليا، أزمة سياسية عميقة هي في أساسها أزمة ثقة بين اللبنانيين أنفسهم بالعودة إلى الخلاف العميق بين هؤلاء حول طبيعة الدولة و دورها و نوعية علاقاتها الخارجية و تحالفاتها وصولا إلى طبيعة الدور اللبناني و موقعه من الصراعات الإقليمية خصوصا مع الدولة العبرية حيث لم يعد خافيا هنا أن هذا الشق الأخير بلغ حد الخلاف إلى درجة أن المواقف تراوحت بين يعلن عن عدائه للكيان الصهيوني و بين يقول صراحة أنه صديق لتل أبيب و عدو لدمشق بكل بساطة !
بالتالي فإن الخلاف ليس مجرد مشكلة تقنية حول شبكة اتصالات يملكها حزب الله و لكنه خلاف جوهري يتعلق بمدى مشروعية هذه المقاومة و الجهة التي من المفروض توجيه السلاح نحوها جنوبا أم شرقا و شمالا؟
طبيعي القول أن الحكومة التي يقودها الرئيس السنيورة و التي هي أصلا حكومة لا يؤمن عدد كبير من اللبنانيين بشرعيتها الدستورية –حتى لا نقول أكثر من هذا- كانت تدرك تمام الإدراك أنها و من خلال قرارها برفع الغطاء القانوني عن هذه الشبكة و "تقديم المسئولين عنها إلى القضاء" بهذا الشكل، بصدد إعلان قرار سوف تكون له تبعات أكيدة بدليل أنها لبثت مجتمعة ساعات طويلة فقط لأجل التأشير على نقطتين وحيدتين: شبكة الاتصالات و وضع الضابط المسئول عن أمن المطار الدولي ببيروت !
معنى ذلك أن الحكومة كانت تتوقع إقدام القوى الأمنية و الجيش تحديدا على تنفيذ المطلبين و بما أن هذا الأمر غير وارد فإنه كان في منطق الحكومة، كفيل بإشعال المواجهة بين الجيش و المقاومة بشكل يضمن ولاء الجيش أو أغلبه على الأقل مع استصحاب إمكانية تمرد العسكريين الشيعة من الجيش اللبناني.
إلا أن ما وقع مقابل هذا، كان العكس تماما حيث أن حزب الله استطاع استثمار دعوة النقابات العمالية إلى الإضراب ساعات قليلة بعد انقضاء اجتماع مجلس الوزراء و بشكل حوله الحزب إلى حالة بيروتية شاملة تلتها مباشرة خطوة سياسية لا تقل خطورة تمثلت بخروج أمينه العام حسن نصر الله في مؤتمر صحفي استغله ليضع قيادة الجيش أمام حقيقة أن المقاومة تعتبر هذا التطور بمثابة "إعلان حرب" بمعنى أنها سوف تتعامل بمنطق "لي الذراع" مع كل من يفكر في تطبيق القرار الحكومي.
إلى حد ذلك الوقت، كان في الوسع أن يتم تلافي ما جرى لاحقا بمعنى أنه في الوسع تفادي المواجهة لو أن الحكومة راجعت حساباتها و انتبهت إلى حقيقة أن حزب الله لا يبدو عليه التردد في التصعيد إذ أن كل الدلائل تشير هنا إلى أن مجلس الوزراء لم يكن يضع في توقعاته إمكانية لجوء الحزب إلى إعلان التمرد و توظيف السلاح "للدفاع عن السلاح" و مع ذلك، خرج زعيم الأغلبية النيابية سعد الدين الحريري دقائق بعد انتهاء مؤتمر نصر الله، ليعلن رفض التراجع و يطرح حلولا لم تكن في مستوى الوضع بشكل جعل المراقبين يجمعون مباشرة على أن الصدام بين الجهتين صار أمرا لا مفر منه !
و لكن هذه المواجهة التي أضحت أكيدة، شكلت نتيجتها السريعة مفاجأة لن نجازف كثيرا حينما نقول أن المعارضة نفسها التي لم تكن تملك حلا غير السير في الحل الذي قرره حزب الله، تفاجأت بالسرعة القصوى التي أفرزت الحسم لصالحها في العاصمة بيروت التي عرفت انهيارا مريعا للمكاتب الأمنية لتيار المستقبل و إقدام أفراده على تسليم أسلحتهم بعد الهجوم الكاسح لأفراد المقاومة ثم بناء على طلب رسمي من قبل النائب الحريري الذي أمرهم بالإخلاء و وضع المكاتب تحت تصرف الجيش.
و مع أن السيد الحريري اعتبر هذا التصرف دليلا على أن تيار المستقبل لم يكن مسلحا، إلا أن الوقائع تثبت عكس هذا التفسير إذ لم يعد خافيا على المتتبعين للشأن اللبناني أن هذا البلد يعيش منذ أكثر من سنتين على الأقل، سباقا محموما على تكديس السلاح و تدريب العناصر الموالية في إطار شركات أمنية خاصة لعل أهمها هي تلك التي كشف عنها تقرير صحيفة اللوس أنجلس تايمز الأميركية قبل يومين حينما أوردت هذه الأخيرة تحقيقا مثيرا عن الطريقة التي تشكلت بها شركة "سيكيور بلوس" و في مقدور كل واحد هنا العودة إلى موقع الصحيفة و قراءة تلك التفاصيل المحيرة.
ثم إن حقيقة توزع السلاح بين مختلف أطياف الطبقة السياسية اللبنانية ليس سرا فالحزب التقدمي الإشتراكي الذي يقوده النائب وليد جنبلاط يملك ترسانة سلاح متوسط و خفيف و ربما ثقيل أيضا خصوصا و أن هذا الفصيل كان واحدا من أهم اللاعبين أيام الحرب الأهلية و أحد الذين رفضوا تسليم مخزونات السلاح لديهم على ضوء اتفاق الطائف كما هي حالة حليفه الآخر، حزب القوات اللبنانية الذي يقوده سمير جعجع المتهم أصلا بارتكاب جرائم حرب لا يمكن تناسيها بالتقادم فضلا على أن الرجل يفخر بها و يهدد بتجديدها في خطاباته الخاصة و التقارير التي خرجت مؤخرا لتفيد بأن هذا الحزب الذي يحمل اسما ميليشيويا صريحا شأنه في ذلك شأن حزب الكتائب الذي يقوده الرئيس السابق أمين الجميل، مستعد لتنفيذ عمليات أمنية ضد المعارضة و رموزها !
على ضوء هذا السرد المختصر، يمكننا ملاحظة أن السلاح و توزعه يعني أن الوضع مرشح للتصعيد ما يعني أن المعارضة التي حسمت الأمر في بيروت و توشك أن تفعل الشيء نفسه في منطقة الجبل و سهل البقاع، تواجه حاليا حقيقة عدم قدرتها على تحقيق ذات المطلب وفق ذات السرعة في الشمال الذي يسيطر عليه أنصار تيار المستقبل مع ملاحظة مهمة مفادها أن الطائفة المسيحية ما تزال حتى الساعة "مغيبة" عن هذه المواجهات بسبب إدراك الدكتور جعجع و حلفائه أنه في غير وسعهم اكتساح الشارع المسيحي أمام العماد ميشال عون في وسط و جنوب لبنان بالنظر إلى أن هذا الجنرال يقود تيارا يبدو متحالفا بشكل صلب مع حزب الله.
من هنا نستطيع أن نلحظ معطيين في غاية الأهمية:
أولهما ملخصه أن النزاع الدائر حاليا هو في جوهره نزاع ذا طابع سياسي يتمحور أساسا حول موقفين متناقضين من المشروعين المطروحين أمام لبنان و سياسته الداخلية و الخارجية و هما مشروعان يتعلقان تحديدا بموقع البلاد و علاقتها مع أميركا و إسرائيل أي بين من يعتبرها جزءا لا يتجزأ من المقاومة امتدادا للدور اللبناني على مر العقود الستة الأخيرة، و بين من يراها بلادا أصغر بكثير من أن تحتمل مزيدا من الحروب و مسرحا لعمليات "تصفية الحسابات الخارجية" و إن كان من بين هؤلاء الأخيرين من يرى أنها قد تصير جزءا من المحور المضاد تماما للمحور الأول، أي جزءا من المشروع الصهيو-أميركي في المنطقة في مواجهة سورية و إيران من ورائها مرورا بباقي فصائل المقاومة في فلسطين و العراق !
أما ثانيهما فمفاده أن هذا النزاع على استحالة حسمه داخليا بالنظر إلى التوزع الجغرافي أيضا للتيارات، هو أيضا نزاع إقليمي دولي بكل ما للكلمة من معنى إذ أنه من غير الممكن لأي طرف من الأطراف السابقة الاستسلام أمام خصومه بسبب الدعم الخارجي الذي يتلقاه كل طرف لأن المعارضة و إن كانت تبدو أكثر قوة و استعدادا على الاستمرار بالمعطيات الداخلية، إلا أنها أيضا أقل حضورا بالعودة إلى الدعم السياسي و الدبلوماسي و الإعلامي الكاسح الذي تحظى به الحكومة القائمة و أنصارها من قبل أغلب الأنظمة العربية القائمة و الدول الغربية و أميركا و رئيسها جورج بوش بشكل خاص الذي "تفضل" قبل يومين بوضع السيد السنيورة في ذات خانة موظفيه السامين من شاكلة قرضاي في كابول و المالكي في بغداد أو حتى أولمرت في القدس المحتلة !
مقابل هذا، تحرص جهات عربية كثيرة في سبيل التغطية على انخراطها غير المشروط في المشروع الصهيو-أميركي، على الدفع صوب الاعتقاد أن الصراع الدائر في لبنان هو باختصار شديد "جزء من المساعي الإيرانية للهيمنة على المنطقة" متناسية في هذا الإطار أنها بهذا الشكل و على فرض صحة هذا الطرح، تنفي وجود أي مشروع هيمنة آخر مع أن هذا يعني بكل وضوح، أن هذه الأنظمة تعتبر نفسها جزءا من المعسكر الأميركي و تسخر كل مقدراتها المالية و الإعلامية في سبيل محاربة المعسكر الآخر و باستعمال الأسلحة المذهبية التي لا تقل قذارة عن السلاح النووي لأن الفتنة الشيعية السنية في حال نجحت مساعي الذين يعملون في سبيل تأجيجها، سوف لن تدخر أي نقطة من المنطقة و ليس هنالك أي عاقل في كل المساحة الممتدة من مصر غربا إلى باكستان شرقا، يؤمن بأنه بعيد عنها و قادر على الانفلات من تبعاتها !
حينما يستنجد الأميركيون بالفتوى !
و لأنه من "أعضل المعضلات شرح الواضحات" فإنه سيكون لزاما علينا التذكير هنا أن هذه المواجهة لا يمكن اختزالها و لا نعتها بأنها صراع شيعي سني فحزب الله في لبنان لا يمثل كل الشيعة المتواجدين في العالم و لا حتى جميع أتباع هذا المذهب في لبنان حيث أن السيد علي الأمين مفتي هذه الطائفة في صور و جبل عامل و بالتالي كل مقلديه، هو أحد أقرب حلفاء فريق الموالاة مقابل أن تيار المستقبل و إن كان يقوم أساسا على أبناء الطائفة السنية، إلا أن هذا لا يعني تمثيله لهؤلاء فلماذا يجري تقديمه بهذا الشكل المذهبي و تجاهل أن الدكتور فتحي يكن الذي أحد الرموز التاريخية الحركية في تيار الإخوان المسلمين على المستوى العالمي، هو قطب من أقطاب المعارضة و أحد أقرب حلفاء حزب الله فضلا عن غيره من رموز الطائفة السنية كالشيخ ماهر حمود في صيدا أو حتى الشيخ بلال شعبان أمين عام حركة التوحيد الإسلامي في طرابلس ثم أليس سقوط مسلحي المستقبل في بيروت و استسلامهم في ست ساعات فقط هو أكبر دليل على أن هؤلاء أنفسهم غير مقتنعين أصلا بأنهم يدافعون عن أهل السنة و لا عن أي مذهب آخر؟
في عددها الصادر هذا الاثنين الأخير، نقلت صحيفة الواشنطن تايمز الأميركية المقربة من المحافظين الجدد، عن مستشار الأمن القومي الصهيوني سابقا جيورا إيلاند قوله: "لقد فشل المجتمع الدولي في الإصرار على دعم حكومة السنيورة في أن تقوم بمواجهة حزب الله منذ البداية، وها هو هذا المجتمع يدفع الثمن الآن" ليضيف أنه: "أصبح الاحتمال اليوم أقوى لأن يدخل الحزب في جولة جديدة من القتال مع إسرائيل بعد أن عزز موقعه في لبنان" بل: "إن الحزب لم يتحرك ضدنا خلال العامين الماضيين لانشغاله بتنظيم صفوفه وبعملية إعادة تسليح نفسه وتأكيد موقعه على الصعيد الداخلي في لبنان، لذا سيشعر الحزب الآن بحرية أكبر للعمل ضدنا... اعتقد أن السنوات الجميلة أصبحت وراءنا وعلينا الاستعداد للأسوأ بعد اليوم" ! و هذا الكلام لا يحتاج إلى أي تعليق.
ملخص الأمر إذن أن ما قام به حزب الله هو جزء من حراك إقليمي استراتيجي قررت حركات المقاومة في المنطقة المضي فيه استكمالا لما جرى في قطاع غزة قبل نحو عام من الآن ما يعني أن هذه الحركات المتحالفة مع التيار القومي العروبي، تتجه صوب تصفية حساباتها الداخلية ضد أنظمة تعتبرها مكشوفة حاليا بسبب انكسار الأميركيين في العراق و اندحار الحرب الصهيونية على لبنان مما يدفعنا مسبقا إلى التخمين أن المنطقة كلها قد تعيش أشكالا أخرى من التحرك الذي لن يكون مسلحا بالضرورة.
لقد تحرك الشارع المصري ضد نظام الرئيس مبارك و يبدو أن الأخوان المسلمين قرروا اللحاق بهذا القطار و كل المؤشرات تدفع لجهة الاعتقاد أن الوضع مرشح للتصعيد في الشهور القادمة و هو ذات ما قد يعيشه الأردن أيضا إذ أن إقدام جبهة العمل الإسلامي هناك و المرشد العام للأخوان في مصر محمد مهدي عاكف على الوقوف صراحة إلى جانب حزب الله، يعني أن الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط بهذا الشكل، تجاوزت مرحلة التجاذبات المذهبية و خوف كل معسكر من الآخر لأن الحديث عن السنة و مظلوميتهم في لبنان هو حديث سمج و لا معنى له على أرض الواقع و لا يجري التطرق إليه إلا حينما يكون في صالح السيد بوش و حلفائه من الغرب و الشرق خصوصا و أنه حديث مكروه إذا ما تعلق بوضع المحاصرين في غزة أو المسجونين في مصر و الأردن و باقي الدول !
صحيح أن إيران لعبت دورا سلبيا في العراق و لكن أنظمة عربية كثيرة أيضا لعبت دورا لا يقل سلبية عنها مما يعني أخيرا، أن الكل ملزم حاليا بمراجعة حساباته جيدا بما أن الأميركيين لا يملكون غير التلويح باستعمال قوة لم يعودوا يملكونها و لا يرسلون البوارج إلا لإجلاء رعاياهم في أحسن الأحوال فما هي مصلحة الذين يشحذون سيوف الطائفية و يعزفون على وتر المذهبية دفعا صوب الفتنة و تغطية على حقائق هي أوضح من الشمس في رابعة النهار اللهم إلا إن كان بعض هؤلاء بصدد الخروج علينا ذات صباح بفتوى "معلبة" تفيد بأن الميستر بوش هو أيضا أحد أبناء أهل السنة و الجماعة !!
 
صحفي و محلل سياسي من الجزائر، للتواصل: