الإدارة الأمريكية.. وحديث الكذبة الجديدة..!

سليم عبود
يقول سياسي أمريكي: (عندما تتوقف إدارة بوش عن الكذب, يعني هذا أنها تكون قد غادرت البيت الأبيض).

إذا كانت هذه الإدارة مازالت تنتج الكذب, وإن كذبتها الجديدة كانت على سورية, نقول كما قال هذا السياسي الأمريكي إنها لم تغادر البيت الأبيض بعد... ونضيف إن الروح العدوانية الدموية في هذه الإدارة مازالت صارخة تطلب العدوان.‏

في أمريكا يوصف الرئيس بوش بالكذب الصريح, وأنه يتعمد تضليل الأمريكيين دائماً, لزجهم في حروب جديدة تستنزف أرواحهم ومقدراتهم الاقتصادية, كما فعل قبل غزو العراق, وكما يفعل تجاه كل القضايا الدولية, فهو رجل يصنع الأكاذيب ليصنع الأزمات.‏

إن اتهام الرئيس بوش بالكذب باتت مسألة عادية ومتفقاً عليها في أمريكا وبات التوصيف معمماً إلى خارج أمريكا, لكنني لست متأكداً أن بعض عواصم المنطقة قد أدركت وفهمت أن إدارة بوش مصنع للأكاذيب, لأن بعض هذه العواصم مازال يراهن على تلك الإدارة في إقامة سلام في المنطقة, وفي إقامةدولتين فلسطينية وإسرائيلية كما ادعى في أنابوليس وقبله وبعده, ولكن كيف وأين وضمن أي حدود... هذه مسائل لا تزال مجهولة جداً حتى لدى أصحاب الحظوة والرعاية لدى هذه الإدارة.‏

الرئيس بوش وأقطاب إدارته نشطون في هذه الأيام بإنتاج الأكاذيب, ولا سيما ماهو موجه منها إلى سورية واتهامها بالتدخل في الشأن اللبناني و العراقي والفلسطيني,وقد تطاولت تلك الأكاذيب لتطول الوضع الداخلي السوري... لماذا.... هل لأن هذه الإدارة تعيش العد التنازلي في البيت الأبيض أم لأن كل هذا الكذب المخبأ راح الزمن يستعجله.‏

الكذبة الجديدة وليست الأخيرة للرئيس بوش وإدارته جاءت باتهام سورية بمحاولتها امتلاك السلاح النووي بمساعدة كوريا الشمالية, وقد قامت الإدارة الأمريكية ببث أشرطة فيديو كما فعلت في الموضوع العراقي, والغاية تكمن في وجود نوايا سيئة لدى إدارة بوش, طبعاً... ليس لتسويغ الغارة الإسرائيلية على سورية لأن سورية تنوي امتلاك السلاح النووي, وإنما لأن سورية تمتلك سلاحاً شرعياً معلناً حقيقياً وقوياً وله تأثيره وأكد تأثيره ونجاعته وهو سلاح المقاومة والممانعة للمشروع الأمريكي الاسرائيلي في كل مكان, ولهذا كان لابد من إنتاج تلك الأكاذيب ضد سورية لتأليب المحيط الإقليمي والدولي علىها.و كان لابد لهذه الإدارة الأمريكية أن تكذب, ليس لأنها معتادة على صناعة الكذب, وإنما لأن شهيتها على شن الحروب متوقدة ومتعطشة للدم وللسيطرة على إرادة الشعوب وحريتها ومقدراتها الاقتصادية.‏

أعتقد أن العالم ينتظر رحيل هذه الإدارة بفارغ الصبر, وأن هذا العالم ينظر إلى الأشهر الباقية من عمر هذه الإدارة بقلق وحذر شديدين, فكل الاحتمالات متوقعة, ويقول مناهض للحرب (لا تدعوا قلوبكم تأنس لهذه الإدارة).‏

كل الإدارات الأمريكية السابقة لم تكن منصفة للعرب, وكما تلاحظون فالمتسابقون إلى البيت الأبيض حالياً سوء أكان جون ماكين الجمهوري, أم أوباما أم هيلاري كينتون الديمقراطيين, فهم يتبارون ويتسابقون في خطب ود إسرائيل وإطلاق تصريحات الدعم والتطمين لها.‏

وبالرغم من كل هذا التاريخ الطويل العريض لهذه الإدارات الأمريكية مع (إسرائيل), فإن إدارة بوش الأخطبوطية - أي المكونة من مجموعة رؤوس (بوش وديك تشيني ورايس), ورؤوس غير مرئية كمعهد أبحاث أمريكان أنتر برايز ومعاهد وشخصيات صهيونية - من أكثر الإدارات تعصباً لإسرائيل لأن معظم أبطالها من المتصهينين, فهي تجهد نفسها في تنفيذ أباطيلها لتمنحها مشروعية, لتسويقها إلى الأمريكيين و العرب.‏

كذبها في موضوع ( الملف السوري النووي يذكرنا بأكاذيب تينت ,وكولن باول قبل الحرب على العراق, وبالرغم من أن الرجلين اعتذرا وكذبا ما قالاه في الماضي في صحوة ضمير, فإن كثيرين ممن لهم باع طويل في موضوع التحقيق بالشأن النووي في العالم يرون أن الإدارة الأمريكية تكذب, فقد شكك كبير المفتشين السابق عن الأسلحة غير التقليدية المزعومة في العراق سكوت ريتر, بما قالت واشنطن إنها (أدلة) على أن الغارة (الإسرائيلية) على سورية في أيلول العام الماضي, استهدفت مفاعلاً نووياً وأشار إلى وجود أخطاء فادحة في (الأدلة) التي عرضتها الإدارة الأمريكية حول مفاعل نووي في سورية وهي, حسب ريتر عبارة عن صور (إسرائيلية) تحمل كتابات باللغة العبرية وقال: لانستطيع أن نربط بين الصور التي عرضت لما قيل إنه مفاعل نووي من الداخل, والصور الملتقطة خارجه, وبمشاهدة هذه الصور لا يمكن أن نؤكد أنها للشيء ذاته... الأمر الآخر, والكلام مازال لريتر, إن هذا الموقع إذا كان لمفاعل فهو صغير جداً ولا يتطابق مع النموذج الكوري الشمالي, وأضاف ريتر وعندما تقول المعلومات الاستخبارية إن هذا مفاعل كان على وشك الاكتمال فلا أدلة على ذلك, ويكون السؤال أي نوع من المفاعلات هذا إن كان على وشك الاكتمال, حيث سيكون في حاجة لما بين 15 -40 ألف رطل من الغرافيت وأين الوقود لهذا المفاعل?.‏