العراق المهدد والمستقبل المجهول..

غالب حسن محمد
خمس سنوات مرت على الاحتلال الأنكلو أميركي للعراق ومع ذلك وكلما جاء نيسان... هذا الشهر الجميل.. كلما حمل إلينا ذكريات ما قبله... وكلما احتار المرء من أين يبدأ في المسألة العراقية والموضوع العراقي..?

لا يختلف اثنان عاقلان منصفان أن الاحتلال الأميركي للعراق هو سبب كل المآسي والمصائب التي يعيشها العراق حالياً ويبدو أن هذا الاحتلال اللئيم لم يتعلم حتى اليوم العبر والدروس عبر السنوات الخمس التي مرت والتي كلفته وكلفت العراق ثمناً باهظاً, عسكرياً, واقتصادياً- سياسياً, اجتماعياً. والأرقام تعكس حقيقة ما نقول وقد سبق ذكرها في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ولا داعي لتكرارها..‏

وربما كان الدرس الوحيد الذي تعلمه الأميركان وشركاؤهم في غزو العراق أنهم (لم يتعلموا شيئاً أبداً).‏

أسئلة كثيرة يطرحها الغربيون خاصة الإنكليز - حول مجريات الحرب والانخراط فيها,وتدور حلقات النقاش حول ما إذا كان هذا الانخراط في الحرب خطأ أم صواباً..?. ولو كان هذا الأمر خطأ, فلماذا لم يتحرك الناس وينهض هؤلاء النبلاء الشعبيون الرومانيون, الديمقراطيون في هذا العالم المعاصر والمتحضر - ثائرين, عندما قيلت لهم الأكاذيب عن أسلحة الدمار الشامل, وعن صلات النظام العراقي بتنظيم القاعدة. وتعود الأسئلة من جديد لماذا حدث ذلك..? ولماذا لم يخطط المسؤولون عن الحرب لفترة ما بعدها..?‏

إن هؤلاء لم يقرؤوا التاريخ جيداً وإلا لما تجاهلوا ثورة عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني ولما تجاهلوا محاولات استيطان تشرشل الفظ والوحشي في العراق. ولو قرؤوا التاريخ جيداً لتذكروا - كراسوس, القائد الروماني الأغنى في يمين جنرالات الرومان في تلك الفترة, والذي طالب وبعد غزوه لمقدونيا بإقامة امبراطورية جديدة كيف أن أسلاف العراقيين المقاومين الحاليين قد دمروا فيالق كراسوس وكيف قطعوا رأسه بالقرب من نهر الفرات وأرسلوه إلى روما ولو كان اليوم لصوروه على شريط فيديو.‏

لكن من المفارقات الرهيبة في زماننا أن أكثر المتعطشين للدماء من رجالات كراسوس في القرن الحادي والعشرين (جورج بوش ,تشيني, رامسفيلد وولفوفيتز) - إما أنهم لم يسمعوا صوت طلقة نارية تطلق غضباً, أو أنهم ضمنوا أنه لم يتوجب عليهم أن يقاتلوا من أجل وطنهم عندما واتتهم الفرصة لفعل ذلك, والأهم بالنسبة لهم هو مدى خبرتهم في الصراعات البشرية ,والشيء نفسه ينطبق بالطبع على - بلير وأعوانه.‏

هنا نعود إلى السؤال الذي يطرحه أو يجب أن يطرحه الأميركيون ماذا علينا أن نفعل...?هل نحن في العراق من أجل النفط..? أم من أجل إرساء الديمقراطية..? أم من أجل (إسرائيل) وأمنها..? أم من أجل تخليص البلاد من أسلحة الدمار الشامل..? أم هو الخوف من المد الإسلامي..?‏

إن الجواب على الشرفاء من المقاومين والمثقفين وغيرهم.. هو أنكم هناك من أجل النفط أولاً ومن أجل (إسرائيل) ثانياً وخوفاً من صحوة الإسلام ثالثاً..‏

بعد خمس سنوات على غزو العراق واحتلاله ونهب ثرواته وقتل أبنائه وتشريد شعبه واستباحة حرماته وتدمير بناه التحتية والفوقية والفكرية والثقافية وسرقة تراثه الحضاري, والاعتداء على أعراض حرائره وتعذيب واعتقال شرفائه, اثبت المستعمرون الجدد (النازيون) أن نزعة الهيمنة وروح الغزو هي الطاغية على فكر صناع الحرب والقتل والدمار.. وأنها للأسف - حرب صليبية جديدة وما على الشرفاء من أمتنا إلا مقاومة تلك الحرب حتى آخر رجل فينا...‏

لا شك أن واشنطن الغارقة في أوحال العراق, وربما سيحدثنا التاريخ عن غرق الامبراطورية الأميركية في مستنقع بلاد ما بين النهرين.. وستتكرر هزيمة أعتى الجيوش وأقواها وأعظمها على يد الثوار والمقاومين الأبطال تماماً كما حصل في أرض فيتنام.. والسبب هو غياب الأفق السياسي لدى هؤلاء المحافظين الجدد في البيت الأبيض.‏

ولم تكن جولة السيدة السمراء رايس ومشاركتها في المؤتمر الدولي الذي عقد بتاريخ 22/نيسان في الكويت لتعزيز العلاقات مع العراق على الصعيد الأمني والاقتصادي والدبلوماسي سوى تعبير صريح وواضح ً عن العهر السياسي لحكام البيت الأبيض.‏

وقد تجلى هذا العهر بإعلان السويد أنها ستستضيف مؤتمراً دولياً عن تنمية العراق - لاحظوا معي تنمية العراق - يوم 29/5/.2008‏

لاحظوا أن أغنى ثالث دولة في العالم- بسبب احتياطي النفط في باطن أرضه- العراق أصبح تحت رحمة هؤلاء القتلة والمجرمين ومصاصي دماء الشعوب.. إنها مهزلة.. أليس كذلك? حتماِ إن بغداد سوف تنهض وتنهض معها كل المدن الأصيلة في أرض الرافدين وما على تلك الأصوات التي تنعق ليل نهار على فضائيات أجيرة وعميلة إلا أن تخرس, فلقد انقضت كل الأكاذيب (الأسطورية) ومات من مات وفات من فات.. فمستقبل العراق الدولة والوطن هو الأهم وهو فوق كل الناعقين كذباً وزوراً وبهتاناً. نعم للعروبة ولا شيء غيرها في العراق الأبي عرباً وأكراداً.. وتركماناً.. وكلدانيين.. وآشوريين.. كلكم العراق..!!‏

قراءة في حوار السيد الرئيس مع صحيفة الوطن القطرية .

 مازن يوسف صباغ
نشرت صحيفة(الوطن) الصادرة في الدوحة - قطر يوم الأحد 27 نيسان (أبريل) حواراً مع السيد الرئيس بشار الأسد أجراه السيد (أحمد علي) مدير عام ورئيس تحرير الصحيفة,

ونشرته بالتزامن وسائل الإعلام السورية والعديد من الصحف اللبنانية والعربية, وقد حظي هذا اللقاء باهتمام عربي وعالمي كبير منذ بدأت صحيفة الوطن بنشر مقتطفات منه يومي الخميس والجمعة قبل أن تنشره كاملاً يوم الأحد.‏

وقد تطرق الحوار الصحفي للسيد الرئيس لأغلب مواضيع الساعة وقضايا المنطقة .‏

> لبنان والمحكمة الدولية: أكد السيد الرئيس في بداية اللقاء أنه فيما يخص عقد صفقة بين سورية والولايات المتحدة الدولة رفض سورية (أن يكون هناك أي صفقة بأي موضوع ليس من عاداتنا أن نقيم صفقات بالسياسة فالقضية ليست عملية بيع وشراء لبضائع القضية قضية حقوق ومبادئ ومصالح دول), وأكد سيادته وجود محاولات لعقد مثل هذه الصفقة وأن الرد كان دائماً (نحن لا نقيم صفقات وموضوع المحكمة لا يعني سورية), ونفى السيد الرئيس وجود أي قلق في سورية من إنشاء محكمة دولية من أجل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مذكراً أن سورية تعاونت مع التحقيق الدولي تعاوناً كاملاً وأن القلق يأتي من تحول المحكمة من أداة لمعرفة الحقيقة إلى أداة سياسية و(هذا سيضر بلبنان قبل أن يضر بسورية و يأتي قلقنا في سورية من أي خلل في لبنان وليس من المحكمة).‏

وبشأن جرائم الاغتيال التي حصلت في لبنان في الأعوام القليلة الماضية ومحاولة البعض تصويرها بأنها عملية انتقام سورية فقد قال السيد الرئيس.‏

السؤال البديهي في هذه الحالة أين مصلحة سورية لكي تقوم بهذا العمل في السياسة لا يوجد انتقام, السياسي الأحمق هو الذي ينتقم في السياسة هناك مصالح لا يوجد عواطف في السياسة علينا أن نفكر ما الذي يحقق مصلحتنا, هذه الأعمال ضد مصلحة سورية أولاً لأن سورية تتهم بها ثانياً لان خلخلة الاستقرار وهو طبعاً الموضوع الأهم سينعكس علينا ونحن سوف ندفع ثمنه).‏

وعن الفراغ الرئاسي في لبنان وعدم انعقاد جلسة لانتخاب رئيس لبناني جديد قال السيد الرئيس المشكلة ليست انتخاب الرئيس ,هي جزء من مشكلة أكبر لها علاقة بانعدام الثقة بين الأطراف اللبنانية والثقة إنما تضمنها المؤسسات والالتزامات المختلفة منها رئاسة الجمهورية ومنها الحكومة ومجلس النواب وقوانين الانتخاب, وبالتالي فالمشكلة في لبنان اليوم ليست مشكلة فراغ رئاسي بل هي مشكلة انعدام الثقة بين الأطراف اللبنانيين.‏

وعن مطالبة سورية بممارسة ضغوطات في لبنان لفرض حل للأزمة أكد السيد الرئيس أن سورية لا تقبل بمبدأ الضغط في تعاملنا مع الأطراف المختلفة لا في لبنان ولا في غيرها .‏

وبخصوص إنشاء علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية أكد السيد الرئيس أنه هو )من طرح هذا الموضوع وليس اللبنانيين أنا طرحته في عام 2005 في الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى السوري -اللبناني عندما كان الرئيس لحود والرئيس كرامي والرئيس بري في اليوم الذي وقعنا فيه على انسحاب القوات السورية في آذار قلت لهم أنا أسمع أنه يطرح أحياناً موضوع السفارات الآن القوات السورية ستنسحب قريباً إذا كنتم تعتقدون أن موضوع السفارة ضروري للعلاقة بين سورية ولبنان, فأخبرونا لاحقاً ونحن لا يوجد لدينا مشكلة في هذا الموضوع هكذا بدأ )الموضوع وأشار سيادته أن ما يمنع فتح سفارة سورية في بيروت اليوم هو الحاجة إلى علاقات جيدة بين حكومتين على أساسها يعلن تمثيل دبلوماسي وتفتح السفارة, وبشكل طبيعي إذا كان لديك علاقات سيئة مع دولة تغلق السفارة فكيف تفتح سفارة والعلاقة غير جيدة( وليس كما يدعي البعض بأن سورية لا تعترف بوجود لبنان واستقلاله, وذكر سيادته أن سورية لا تملك سفارات في كثير من دول العالم وهذا لا يعني أنها لا تعترف بوجودها وأنه (عندما تكون هناك حكومة وحدة وطنية وحكومة تسعى لعلاقة جيدة مع سورية تصبح السفارة شيئا طبيعياً وبديهياً بين أي بلدين).‏

وعن حملة التصريحات المسمومة التي تسعى لتشويه صورة سورية لدى الرأي العام اللبناني والعربي أعرب السيد الرئيس عن اعتقاده (أن جزءاً كبيراً من الرأي العام العربي بعد ثلاث سنوات لم يعد مقتنعا بهذا الكلام, والوضع يختلف مع الرأي العام اللبناني فسورية تعاملت بحذر شديد تجاه حملة التحريض والشحن ضدها من قبل البعض للشعب اللبناني وتعاملت مع الواقع بنظرة ترى )أن ما يحصل هو مؤقت ,سورية ولبنان يعيشان إلى جانب بعضهما البعض في السياسة علينا أن ننظر نظرة أبعد عندما تمر هذه الغيمة العابرة إذا قمنا بعملية رد فعل سيكون من الصعب أن تعود الأمور إلى طبيعتها بين الشعبين ربما لجيل كامل فعلينا أن نستوعب كل هذه الأمور).‏

> القمة العربية: فيما يخص القمة العربية العشرين التي عقدت في دمشق 29-30 آذار 2008 أكد السيد الرئيس أن هذه القمة )أظهرت حقيقة الوضع العربي ,هذه الحقيقة لها جانبان سلبي وإيجابي السلبي هو ما رآه البعض من انقسام موجود ليس جديداً ولكنه أصبح أكثر وضوحاً ولكنها أظهرت جانبا إيجابياً أن هذه المشاركة العربية في هذا الظرف وعلى الرغم من كل هذه الضغوط جيدة هذا يعني أن الوضع العربي ليس سيئاً كما نتصور .‏

وأكد السيد الرئيس أن قمة دمشق كانت ناجحة بغض النظر عن كل الكلام الذي قيل عن ضعف التمثيل وما شاكل ذلك, فالقمة كانت ناجحة لأنه )كان ممنوعاً على العرب أن يلتقوا والتقوا فهذا نجاح, هل كان مطلوب من القمة أن تنفجر من الداخل?... لم تنفجر وهذا نجاح).‏

وكشف السيد الرئيس من خلال هذا الحوار عن كون سيادته سيقوم بجولة عربية من أجل متابعة قرارات القمة العربية وتفعيلها وأن هذه الجولة سيسعى أن تشمل تقريباً جميع الدول العربية دون استثناء بما في ذلك القاهرة والرياض حيث أكد سيادته أنه »لا توجد مشكلة بين سورية وبين الرياض وبين سورية و القاهرة هناك مشكلة من الطرف الآخر لديهم سوء فهم للموقف السوري أما سورية فليس لديها مطالب من هذه الدول نحن نعتبر أنه لا توجد مشكلة معهم هذا الموضوع يعتمد عليهم, أنا أريد أن أزور كل الدول العربية دون استثناء).‏

> مستقبل الحرب والسلام بين سورية وإسرائيل: تحدث السيد الرئيس عن الوساطة التركية بين سورية وإسرائيل, فالوساطة التركية هي جزء من العديد من الوساطات الموجودة منذ سنين, والوساطة التركية »استمرت من نيسان الماضي حتى نيسان الحالي لمدة عام كامل سعى بها الرئيس أردوغان تحديدا, ولاحقا الرئيس عبد الله غول وكنا نقول لهم نحن لدينا نقاط معينة يجب أن تكون واضحة, أولاً إعلان واضح من قبل أولمرت أنه يريد السلام ثانياً أن يطرح أولمرت مع الوسيط التركي وهو أردوغان بأنه مستعد لإعادة الجولان إن لم يكن مستعداً لإعادة الجولان فلا داعي للحديث عن هذا الموضوع, أتانا هذا الخبر منذ أسبوع عبر اتصال من رئيس الوزراء أردوغان أن أولمرت مستعد لإعادة الجولان, ولاحقاً سمعنا أن أولمرت يقول في تصريح نحن نعرف ماذا تريد سورية وسورية تعرف ماذا نريد).‏

وأكد سيادة الرئيس أن محادثات السلام على المسار السوري لا يمكن تطويرها اليوم بسبب الإدارة الأمريكية الحالية فالمفاوضات المباشرة بحاجة إلى دور راعٍ ولا يمكن أن يكون هذا الراعي سوى الولايات المتحدة, مع كل أسف ولكن هذا أمر واقع, هذه الإدارة لا تمتلك رؤية ولا إرادة لعملية السلام هذه الإدارة لا تمتلك شيئا .‏

وعن الاعتداء الإسرائيلي في شهر أيلول من العام الماضي أوضح السيد الرئيس أن » الغارة كانت على موقع عسكري قيد الإنشاء لماذا أغاروا عليه لا نعرف ما هي المعطيات التي كانت لديهم ولكن هم يعرفون ويرون بالأقمار الصناعية وأغاروا على موقع غير مكتمل ,لم يكن يوجد فيه لا عناصر ولا شيء أي أنه فعلياً فارغ), ونفى سيادته أن يكون هذا الموقع تابعاً لبرنامج نووي سوري متسائلاً: »هل من المعقول أن هناك موقعاً نووياً ليس فيه حماية وليس محمياً بالمضادات? موقع نووي تحت رؤية الأقمار الصناعية في وسط سورية في الصحراء وفي مكان مفتوح! كيف يكون موقعاًَ نووياً والأقمار الصناعية كل يوم ترى كل متر تبنيه وهو يبنى منذ سنوات?).‏

وعن احتمال قيام مقاومة في الجولان شبيهة بالمقاومة اللبنانية في جنوب لبنان قال السيد الرئيس: »إن المقاومة تنشأ عندما لا يكون هناك جيش ولا تقوم المقاومة عندما يكون هناك جيش قادر على الدفاع, في سورية لدينا جيش نظامي له مهمة محددة وهو محتشد بهذا الاتجاه وهو جيش يتطور باستمرار بهدف الدفاع عن الأراضي أو بهدف آخر تحرير الأرض في المستقبل ,فنحن لدينا هدف نقوم به أما الوضع في لبنان يختلف.‏

وعن احتمالات قيام حرب بين سورية وإسرائيل ومدى قدرة سورية على ردع أي عدوان إسرائيلي فقد أكد السيد الرئيس أن سورية لا تسعى للحرب طالما هي تسعى للسلام )وطالما أنه لدينا بعض الأمل في السلام فلا أحد يسعى للحرب.‏

وعن المناورات الإسرائيلية التي تمت مؤخراً قال السيد الرئيس » نحن كدولة ولو كان احتمال العدوان ضئيلاً فنحن نتعامل معه على أنه ربما يكون أمراً واقعاً ,وبالتالي من الطبيعي أن نحضر أنفسنا لعدوان من خلال معرفتنا بالسياسات العدوانية الإسرائيلية).‏

> السياسة الداخلية في سورية: أكد السيد الرئيس على تلازم مكافحة الفساد مع الإصلاح الإداريه فموضوع مكافحة الفساد »بحاجة لمنهجية ولا يتم بالاندفاع والحماس وقضية الفساد ليست ملاحقة الناس وإطلاق النار وإلى آخره, العملية معقدة ومتجذرة وبحاجة إلى معالجة عقلانية هذه المعالجة العقلانية تبدأ من إصلاح النظام الإداري في سورية.‏

وأشار السيد الرئيس إلى أن الفساد أيضاً ليس ثابتاً بل هو يتطور ولذلك فإن مكافحته لا تكون إلا عبر »نظام إداري متطور من الأتمتة إلى معايير اختيار الأشخاص المعايير بحد ذاتها هي علم الموارد البشرية وهو علم قائم بحد ذاته), كما أن عملية التحول الاقتصادي التي تحدث اليوم في سورية هي عامل مؤثر في انتشار ظاهرة الفساد فسورية تنتقل من نظام اقتصادي أو من توجهات اقتصادية عبر العقود الماضية إلى توجهات اقتصادية فرضتها الظروف الدولية الجديدة, بالنسبة لسورية لم يكن لدينا تسويق لم يكن لدينا تخطيط على مستوى المؤسسات في الدولة ولدينا قطاع عام كبير فلابد لهذه التراكمات مع انفتاح الاقتصاد أن تبرز الفساد), كما لا يمكن تجاهل العامل الإعلامي فالحديث في سورية وخاصة من قبل الإعلام - وأنا شجعت الإعلام على كشف هذا الموضوع - أيضاً أوضح الفساد الذي لم يكن واضحاً .‏

وختم السيد الرئيس حديثه عن الشأن الداخلي السوري بالقول: »إن طموحاتنا كبيرة, لا شك أن هناك تقصيراً ولكن لا شك أيضاً أن هناك إنجازاً, أما التقييم الحقيقي فيبقى دائما للمواطن لأنه هو من يعيش المشكلة وهو من تنعكس عليه المشكلة.‏

> الشأن الفلسطيني والخلاف بين السلطة الوطنية وحركة حماس: بشأن الخلاف بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس فالموقف السوري كما جاء على لسان السيد الرئيس: »نحن نحاول في هذا الموضوع أن نكون على مسافة واحدة من الطرفين لأنه لدينا قناعة أن الخلافات والانقسامات بينهما ستستفيد منها إسرائيل .‏

وعن الجهود التي تبذلها سورية كرئيسة للقمة العربية لحل الخلاف الفلسطيني الفلسطيني بالتعاون مع جمهورية اليمن أشار السيد الرئيس الشيء الرئيس هو عدم إضافة عناصر جديدة للخلاف ,ومن هنا كانت مبادرته إلى عدم إطلاق تسمية جديدة انقلاب أو غيره بل العودة إلى كلمة متفق عليها وهي مشكلة وفيما يتعلق ب »المبادرة اليمنية تحدثت عن مجموعة نقاط أبرزها وأهمها نقطتان تناولتا موضوع الحوار النقطة الأولى هي ما يتعلق بعودة الوضع إلى ما كان عليه والنقطة الثانية أنها قاعدة للحوار.‏

> الشأن العراقي: النقطة الأولى عند الحديث عن الشأن العراقي كانت محاولة الإدارة الأمريكية تصوير الوضع في العراق أنه ساحة صراع عربية إيرانية حيث أكد السيد الرئيس على ضرورة التفاهم العربي الإيراني لا الصراع فإيران دولة موجودة وهي ليست دولة مستجدة في المنطقة ,لها حضارة تقارب الحضارة العربية في العمق في هذه المنطقة وفيها تواصل وفيها فترات صراعات وتوافقات ولكن في الوقت نفسه كانوا معنا في الدول الإسلامية.‏

وأكد السيد الرئيس على حتمية وجود مصالح مشتركة بين العرب وإيران »فيجب علينا أن نبحث عن الأمور التي نتفق حولها ومن ثم نحل بقية المشكلات) ورفض سيادته المنطق الذي يستبدل إسرائيل بإيران كعدوة للعرب وإيران بالولايات المتحدة كسبب للفوضى القائمة في العراق حيث قال: »من المستحيل أن تكون دولة كإيران دولة عدوة وتختلف مصالحنا معها وإسرائيل ليست عدوة ,من المستحيل أن تكون إيران هي مشكلة في العراق وأمريكا هي الحل في العراق وهي أساس المشكلة فيه فهذا النقاش غير موضوعي), فعلى العرب أن يحددوا ماذا يريدون في العراق قبل أن يقولوا أنهم يختلفون مع إيران كما فعلت سورية .‏

وفي الموضوع النووي الإيراني جدد الرئيس بشار الاسد موقف سورية القائل : كل دول العالم لها الحق في الطاقة السلمية نحن ضد أسلحة الدمار الشامل.. نحن ضد أسلحة الدمار الشامل لا إيران ولا إسرائيل ولا غيرها).‏

وعن احتمالات تقسيم العراق وظهور نزعات انفصالية لدى الأكراد قال السيد الرئيس: » نحن ضد الانفصال بالمطلق نعتبره خطراً ليس فقط على العراق على كل المنطقة وعلى الأمن القومي ,في سورية و الشيء تنظر إليه تركيا و الشيء نفسه تراه إيران والدول العربية الأخرى المجاورة كل الدول تتخوف), وأشار سيادته أن هذا الموضوع غير موجود في سورية فالأكراد السوريون هم »وطنيون لا توجد لديهم هذه النزعة) والحديث إنما هو عن تقسيم العراق »بشكل عام سواء بدأت في الشمال أو الوسط أو الجنوب النتيجة واحدة).‏

> مؤتمر السلام في موسكو: أكد الرئيس أنه »لا نجاح في ظل التعنت الإسرائيلي) وأن المؤتمر تواجهه مصاعب إضافية من قبل الإدارة الأمريكية )فلذلك نحن حتى الان لا يوجد أمامنا شيء واضح لكي ندعى التفاؤل مع أننا دعمنا أي مؤتمر يتم في موسكو لمصداقية موسكو بالنسبة لقضية السلام مع العرب ولكن هل سيسمح لها بالنجاح. نحن لا نثق بالإسرائيلي ولا بالأمريكي).‏

> العلاقات بين سورية وقطر: إن العلاقات السورية القطرية كانت لسنوات عديدة نموذجاً )للشكوك بين دولتين عربيتين كعلاقة مليئة بالشكوك غير المبنية على أي أساس مبنية على قيل وقال», لكن اللقاء الصريح والودي بين سيادة الرئيس بشار الأسد وصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة في النصف الثاني من عام 2003 في الدوحة والموقف الذي اتخذته قطر بعد الحرب على العراق وفي ذروة الضغوط على سورية قد ساعد في تغيير كلي لشكل العلاقة بين الدولتين.‏

ولكن هذا لا يعني كما يؤكد الرئيس بشار الأسد أن الدولتين متفقتان مئة بالمئة »بالعكس كثيراً ما نختلف ولكن الميزة في العلاقة بيننا وبين قطر أن قطر أولاً تتفهم موقف سورية,ما يهمني في الموضوع هل تسعى قطر في سياستها لمساعدتنا كدولة شقيقة هذا ما تقوم به قطر وهذا ما تقوم به سورية).‏

الجانب الثاني الذي يميز العلاقة بين الدولتين هو رفض سورية »منذ البداية التعامل مع قطر على أساس دولة كبرى ودولة صغرى , نحن لدينا مبدأ بأننا إن لم ننظر إلى بعض كدول عربية على أساس كلنا دول مستقلة وكل دولة لها أهميتها لا يمكن أن تتطور العلاقة).‏

وقد أكد السيد الرئيس أن هذا النوع من العلاقات القائمة على الصدق وتفهم الموقع السياسي والتاريخي للآخر التي تفرض مواقفه هو ما تسعى دمشق إلى تعميمه مع العواصم العربية الأخرى كالقاهرة والرياض وبيروت).‏

من جديد يؤكد الرئيس الأسد على مفاهيم التضامن.. التفاهم.. العمل العربي المشترك (ولاسيما أن سيادته يترأس القمة العربية) على أسس النقاش والحوار للوصول إلى تفاهم والسير على منهج يخدم بالمحصلة الشعوب العربية ومصالحها في الاقتصاد والصحة والثقافة والتعليم... والعيش الكريم‏

ماكين "ختيار" وهيلاري "كذابة" وأهلاً بأوباما

 
أظهر استطلاع للرأي أن أول ما يخطر ببال الامريكيين لدي ذكر مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين أنه متقدم جداً في السن والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أنها غير صادقة ، مقابل تغير النظرة إلي منافسها في الحزب باراك أوباما عما كانت عليه لدي بدء حملته الانتخابية.
ومن جهته نصح كارل روف، المرشد الروحي للحزب الجمهوري والمستشار السياسي السابق للرئيس الحالي جورج بوش، ماكين بأن يكون أكثر انفتاحاً بالنسبة لحياته الشخصية ويتحدث عن معاناته كأسير حرب في فيتنام إذا أراد الفوز بالرئاسة الامريكية.
وأعلن معهد غالوب ، الذي أجري الاستطلاع الخاص بالانطباعات الأولي للأمريكيين بشأن المرشحين الثلاثة للانتخابات الرئاسية الامريكية، أن الامريكيين يخلطون بين إيجابيات وسلبيات كل مرشح.
وأظهرت النتائج أن المستطلعين ولدي سؤالهم عما يخطر في البال عند الحديث عن المرشحين الثلاثة، فإن غالبيتهم اتفقت علي أن ماكين متقدم جداً في السن و رجل جيد .
وفي المقابل رأت الغالبية أن كلينتون غير صادقة لكنها مؤهلة وقادرة علي المنافسة للوصول إلي البيت الأبيض وتبوء الرئاسة. أما بالنسبة لأوباما فأجاب المستطلعون أنهم يعرفونه الآن بشكل أفضل مما كان الأمر عليه حين بدأت الانتخابات التمهيدية، لكنهم لفتوا إلي أن الصورة العامة عنه وهي أنه شاب وقليل الخبرة ووجهه نضر لم تتغير.
وعبرت نسبتان متساويتان عن حبهما وكرههما له.
وأشار غالوب إلي أن الاستطلاع جري عبر الهاتف بين 25 و27 نيسان (أبريل) الماضي وشملت 1008 أشخاص راشدين.
وفي سياق آخر، دعا روف في مقال افتتاحي بصحيفة وول ستريت جورنال أمس الاول مرشح الحزب الجمهوري لأن يكون أكثر انفتاحاً.
ووصف ماكين بأنه واحد من أكثر المرشحين خصوصية في تاريخ الانتخابات الرئاسية الامريكية .
ورأي روف أنه يجب علي ماكين أن يكشف المزيد عن حياته الشخصية وتحديداً عمله البطولي كسجين حرب سابق في فيتنام إذا كان يريد أن يصبح الرئيس الامريكي المقبل.
وأوضح روف أن الأشخاص الذين يحافظون علي الخصوصية مثل السيد ماكين نادرون في السياسة.. (لأن) المرشحين الذين لا يكونون مرتاحين في مشاركة حياتهم الشخصية يحدون من فرص القبول بهم .
وأردف لكن إذا أراد السيد ماكين الفوز بالانتخابات هذا الخريف، فعليه أن يبدي انفتاحاً .
وشدد روف علي أن سيناتور أريزونا يجب أن يلقي الضوء أكثر علي تبنيه وزوجته في العام 1991 طفلة بنغلاديشية مريضة تحولت لتصير ابنتهما بالتبني واسمها بريدجت .
ورأي أنه لا يمكن لماكين أن يقصر تاريخه علي ما يحصل معه في الحملة الانتخابية فقط، من دون أن يعني ذلك كشفه عن كل خصوصياته.
وقال روف في مقاله ما لم ينفتح (ماكين) أكثر فإن العديد من الناخبين لن يعرفوا أبداً الخبرات التي تعلمها في حياته وتظهر شخصيته وكرامته ولياقته الأساسية .
 

أين الحقوقيون المتبجحون ؟

 
قبل يوم العار، يوم الغزو والاحتلال في التاسع من نيسان 2003، كانت تخرج علينا ومن خلال شاشات التلفزة ومحطات الاذاعة وعلى الدوام، وبمناسبة وغير مناسية، من الجمعيات والمنظمات ذات الاسماء الرنانة التي يحتار المرء من فك الغازها اللغوية والقانونية والانسانية، كالجمعية العربية الامريكية للدفاع عن حقوق الانسان في العراق والجمعية العربية لحقوق الانسان والمنتدى العربي الفرنسي لمحاربة الظلم والاضطهاد في الوطن العربي والجمعية العراقية البريطانية لنصرة الشعب العراقي ضد الدكتاتورية وغيرذلك من عشرات الاسماء الاخرى من منتديات حقوق الانسان، زيادة ،الى اسماء شخصيات عراقية وعربية واجنبية كانت تتنقل من محطة تلفزيونية واذاعية الى اخرى. وفجأة وبسحر ساحر، وبعد تحــرير العراق توقفت انشطة هذه الجمعيات والشخصيات وكأن حقوق الانسان في العراق اصبحت على احسن ما يرام!؟ اين اختفوا هولاء السفلة من دعاة حقوق الانسان؟ اين هم الان من الجثث المقطوعة الرأس؟ اين هم ومنظماتهم من معاناة العراقيين المهجريين في داخل وخارج البلد؟ اين هم من معاناة عشرات الاف من السجناء ؟ واين هم من جزمة الغزاة وهي تدنس كل شبر من العــراق؟
وافضل جواب هو لا جواب!؟

الغاز المصري يتدفق إلى إسرائيل وزيت الفلافل إلى سيارات غزة

 
قالت شركة كهرباء اسرائيل ان الغاز الطبيعي المصري بدأ يتدفق إلى اسرائيل عبر خط أنابيب للمرة الاولى الخميس.
ويأتي ذلك في أعقاب توقيع اتفاق عام 2005 مع شركة غاز شرق المتوسط لتوريد 1.7 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي المصري لمدة 20 عاما.
 
 
وفي المرحلة الاولى سيسلم الغاز إلى محطات لتوليد الكهرباء في مدينتي تل أبيب وأشدود وسيتيح لشركة الكهرباء زيادة انتاجها من الكهرباء المولدة بالغاز الطبيعي والذي يبلغ 20 في المئة.
 
 
وقدرت شركة كهرباء اسرائيل ان أكثر من 20 في المئة من الكهرباء المنتجة في اسرائيل خلال العقد القادم ستعتمد على الغاز الطبيعي المصري.
 
 
وقامت شركة غاز شرق المتوسط ببناء خط أنابيب تحت الماء لنقل الغاز الطبيعي المصري إلى اسرائيل وتتولى إدارة الخط. والشركة مشروع مشترك من بين المستثمرين فيه رجل الاعمال المصري حسين سالم ورجل الاعمال الاسرائيلي يوسف ميمان.

بدون خوف.. وبعد أن «قبّعت» فعلا..

 
علي حتر - الأردن
بأسماء واضحة.. وبدون تستر.. وبلا خوف.. تتناقل الحمامات غير الزاجلة، عبر الإنترنت والخلويات، دعوات بالبريد الإلكتروني.. شعبية شعبية شعبية.. كما تصف نفسها، أي ليس وراءها قيادات تتقن المفاوضات.. والدعوة هي لإضراب حضاري بسيط لا يزيد عن «عدم الخروج من المنزل حتى الساعة الحادية عشرة يوم الأربعاء.. في الرابع من أيار القادم».. أي بعد أيام.. والمطالب الشعبية للإضراب:
 
- أن تبذل الحكومة جهودا حقيقية للحد من ارتفاع الأسعار
 
- تثبيت أسعار الغاز والكهرباء
 
- وقف بيع ممتلكات الوطن
 
- إنصاف موظفي القطاع الخاص ووضع ضوابط قانونية ملزمة للشركات لرفع رواتبهم
 
- ولعيون مصر .. تضامناً مع أنفسنا ومع أشقائنا المضربين في مصر...
 
الداعون يريدون فقط: لفت انتباه أولي الأمر، ولا يريدون مشاكل أمنية.. كما يقولون..
 
والسؤال موجه للحكومة: هل ستلجأ فقط للملاحقة والبحث عن كبش الفدا.. كعادتها.. وهو أفضل ما تتقن الحكومات المذنبة والعاجزة عن فعل شيء.. أم ستتعامل مع المسألة بحرص ومسؤولية؟
 
سأفترض أن الحكومة ستدرك ولو مرة واحدة، أنه لا حكمة في قمع التحرك.. رغم أن الداعين للإضراب يقولون في دعواتهم: «لا تقل لن ننجح، جرب أولا، لا تخف، فزمن الخوف انتهى، النتائج الكبيرة تبدأ من أفعال وأفكار صغيرة»..
 
لكنني لا بد أن أقول.. نحن جميعا نعرف أن الحكومات المتعاقبة هي التي أهملت إهمالا كاملا التراكمات وهي تنمو.. حذرنا من أنها ستوصل البلد إلى ما لا يمكن تقديره..
 
ولكنها وأخص الحكومتين الأخيرتين، برئاسة البخيت والذهبي، كانت لا تعير المطالب الشعبية أي أذن صاغية.. وكأنها تقول إن الخضوع وحده والقبول وحده والصمت والصبر هي الخيارات الوحيدة أمام الناس..
 
في مقال سابق حذرت من أن الناس بدأوا يستخدمون اصطلاحا جديدا في الشارع، وهو اصطلاح «قبعت»..!!
 
ولكن ردود الحكومة هي دائما.. فليقل الناس ما يقولون.. والحكومة ستفعل ما تريد..
 
أحد كبار المسؤولين في ندوة عن الديموقراطية في الأردن.. تكلم وبالغ عن الازدهار في البلد، فسألته «من أين جئت يا رجل؟ وهل تريد أن تحل مشاكلنا ببسكوتات ماري أنطوانيت؟».. نهض وغادر القاعة ولم يعد.. أمام ثلاثمائة من المدعوين للندوة..
 
يستطيع الناطق الرسمي للحكومة أن يصرح بما يريد.. ويستطيع كل وزير أن يقول ما يريد.. ولكن المسألة تراكمية.. ولم تولد في ليلة واحدة.. إنه حمل طويل.. ومخاض أطول من فترة الحمل.. حتى بدأت مثل هذه الولادة..
 
لقد حذر الحريصون على أمن البلد.. من المستقبل.. ولكن لا حياة لمن تنادي..
 
تناقلت الفضائيات ومواقع الإنترنت قبل فترة أن التوانسة وأهل اليمن السعيد.. حملوا لافتات رفضوا فيها أن يكونوا أردنيين.. عندما تظاهروا ضد الغلاء..
 
ولم تكترث الحكومة، وكأن هذا هو ما تراهن عليه.. أي الصبر غير المحدود، حتى أصبحنا مقياسا لخجل الآخرين منا..
 
لكن الحكومات المتعاقبة تعتقد أن الوعود وردود الناطق الرسمي حول المشاكل المختلفة كافية لحلها.. تماما مثل النعامة تدفن رأسها..
 
لا بد من محاسبة المسؤولين ومساءلتهم.. وليس تبرير تقاعسهم في أداء واجباتهم.. كما فعلت الحكومة الحالية عندما أصدرت تعليمات لمنع تسريب المعلومات حول التجاوزات المالية في مؤسسات الحكومة.. كما كتبنا قبل مدة..
 
إهمال الحكومة هو الذي أوصل الوضع إلى مستوى أن يتنادى الناس إلى إضراب..
 
وعلى المؤسسات الأمنية هذه المرة.. أن تدرك أن الناس يألمون.. وألا تبدأ بالبحث بينهم.. عن مثيري شغب وفتنة.. فهم لم يدعوا إلا للبقاء في البيت مدة ثلاث ساعات..
 
وعلى الأجهزة المسؤولة عن حماية البلد، هذه المرة، أن تبحث عن أسباب المسألة الحقيقية.. وهي ليست السفارة ولا مسيرة عودة ولا تأييد حماس وحزب الله والمقاومة العراقية.. وليست القاعدة ولا أبو سياف.. ولا حتى البيئة.. إنها ببساطة: لقمة العيش.. والحد الأدنى من الحياة الكريمة..
 
وعلى الحكومة أن تقلل من استخفافها بعقول الناس.. بالوعود التي لا تستطيع أن تحقق شيئا منها.. هذا إذا أرادت أصلا أن تحقق شيئا منها.. فالهموم تتراكم.. والفقر يزداد انتشارا بين الناس.. والأغنياء يزدادون غنى.. ومنهم.. والشواهد كثيرة.. متنفذو الحكومة.

من قتل رياض حماد في "أوسطن" ؟

 
 (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) - تثير قضية مقتل ناشط امريكي من اصل لبناني غرقا جدلا واسعا في الولايات المتحدة لارتباط الناشط بجمعية تساعد الاطفال الفلسطينيين وتعرضه لمضايقات وتحقيقات من المباحث الفيدرالية  الامريكية على غرار الكثير من النشطاء الذين يساعدون الفلسطينيين في الولايات المتحدة في نفس الوقت الذي تلقى فيها تهديدات بقتله. لكن السلطات المحلية تتجه لقيد الحادث على انه انتحار. 
 
هذا وقد وجد الناشط رياض حماد مقتولا في شهر ابريل/ نيسان غريقا في بحيرة ليدي بيرد بالقرب من فيستاقيل بيتش وهو معصوب العينين موثوق القدمين واليدين. وكانت عائلته قد قالت انه تلقى الكثير من التهديدات نتيجة نشاطه المناصر للقضية الفلسطينية في امريكا. .
 
وقد طالبت منظمات عربية واسلامية المباحث الفيدرالية بالتحقيق في الجريمة على انها جريمة كراهية محتملة نتيجة تلقي الناشط تهديدات لقيامه بدعم الاطفال الفلسطينيين عن طريق مؤسسة خيرية غير ربحية.
 
 هذا وكان حماد يعمل مدرسا للتكنولوجيا في مدرسة متوسطة اسمها كلينتون سمول. وكان يدير منظمة غير ربحية اسمها "صندوق مساعدة الاطفال الفلسطينيين" مما عرضه لحملة من المباحث الفيدرالية وهيئة الضرائب الامريكية بتهم تتعلق بغسيل الاموال وهو النمط الذي اشتد بعد احداث 11 سبتمبر / ايلول ضمن مجهودات الادارة ملاحقة عمليات تمويل الإرهابيين.
 
يذكر ان حماد، البالغ من العمر 55 عاما، قد ولد في لبنان وهاجر الى مدينة اوستن الامريكية في عام 1970 وحصل على ثلاث درجات للبكارليوس ثم اربع درجات ماجستير وكان يدرس للحصول على درجة الماجستير للمرة الخامسة.
 
وكان حماد قد قال في السابق انه تعرض للفصل من جامعة اوستن لانتقاده الحكومة الأمريكية. وقال حماد في مقابلات تليفزيونية ولقاءات أخرى انه تعرض لملاحقات من وزارة الأمن الداخلي الامريكية التي انشئت بعد احداث 11 سبتمبر/أيلول.
 
 كما قام موقع wearewideawake.org بنشر رسالة من حماد ارسلها لصديق له قال فيها ان المباحث الفيدرالية قامت بزيارة "غير سعيدة له...وخرجوا ومعهم 40 صندوقا من الأوراق وملفات الضرائب والوثائق والكتب والإعلانات والاسطوانات وهكذا".
 
وقال رياض حماد في رسالته :"يبدو ان كل هذا ينبع من قيام الحكومة بمراقبتي لمدة 35 عاما".
 
وفي يوم 6 ابريل/ نيسان أرسل حماد رسالة بريد اليكتروني لصديق له قال فيها انه نتيجة التحقيقات تلقى مكالمات هاتفية ليلا من احد الاشخاص ياهكم من ركوب الجنال في العالم العربي ويسأله :"اين جملك؟" وقال ان شخصا ما قد دق جرس منزله الساعة الواحدة والنصف ليلا وان كلاب الجيران نبحت عليه ولم يجد احد على الباب.
 
 غير ان المباحث الفيدرالية وهيئة الضرائب الأمريكية قالوا ان رياض حماد كان موضع شك في انه يقوم بغسيل اموال. كما نقلت وسائل اعلام محلية امريكية احتمالية الانتحار في الحادث نتيجة التحقيقات التي كانت تجري.
 
ونقلت محطة محلية أمريكية عن السلطات الفيدرالية قولهم ان رياض جمع تبرعان بقيمة 633 الف دولار وانه قد تم تحويل اكثر من 800 الف دولار لحسابه الشخصي الخاص وهو ما يجعله عرضة لتهمة غسيل الاموال لكن السلطات الفيدرالية لم توجه له تهم رسمية.
 
غير ان صديقا شخصيا للقتيل اسمه بول لارودي قال ان التهم ليس لها اساس وقال للمحطة الامريكية الداخلية ان رياض حماد كان حتى يتبرع بجزء من مرتبه الشخصي للاطفال الفلسطينيين.
 
هذا وتقول الحكومة الامريكية انها تعمل على عدم نقل اية اموال من امريكا الى منظمات ارهابية كما انها تدرج كثير من المنظمات الفلسطينية على انها ارهابية
 
يذكر ان ستيوارت ليفي، وكيل وزارة المالية الامريكية لشئون الإرهاب والاستخبارات المالية، قد صرح مؤخرا ان احد المجالات التي حققت فيها وزارة المالية "تقدما باهرا" هو محاربة إساءة استخدام الإرهابيين للجمعيات الخيرية.
 
وقال : "قبل 11/9 وحتى بعد ذلك التاريخ، سخر الإرهابيون الجمعيات الخيرية كونها وسائل سهلة ومأمونة لجمع ونقل مبالغ طائلة من الأموال."
 
ولفت الانتباه الى أن وزارة المالية أدرجت أسماء أكثر من 40 جمعية خيرية داعمة للإرهاب، ومن بينها عدة جمعيات اسلامية وعربية تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، مثل مؤسسة الأرض المقدسّة، ومؤسسة الإحسان العالمية، ومؤسسة الإغاثة العالمية، ومؤسسة الحرمين الإسلامية، ووكالة الغوث الإسلامية الإفريقية الأمريكية.
 
هذا وتقوم واشنطن بتدويل حربها على تمويل المنظمات الإسلامية كذلك حيث تبني مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1373 والتوصيات الخاصة الثماني المتعلقة بتمويل الإرهابيين التي قدمتها مجموعة المهمة الخاصة المالية المؤلفة من 33 عضوا المتعلقة بغسيل الأموال.
 
 كما لعبت هيئات دولية ومنظمات إقليمية أخرى تحت ضغوط امريكية أدوارا رئيسية في حشد الإرادة السياسية ومعالجة جوانب الخلل في الأنظمة القومية لمحاربة الإرهاب، ومن هذه الهيئات والمنظمات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة الدول السبع ومجموعة الدول الثماني ومجموعة الدول العشرين ومنتدى التعاون الإقتصادي لمنطقة المحيط الهاديء الآسيوي. وركزت مجموعة إيجمونت لوحدات الاستخبارات المالية، التي يقارب عددها الآن المائة حول العالم، على المشاركة في المعلومات المالية الخاصة بتمويل الإرهابيين.
 

مدير CIA يتوقع انتهاء السيطرة الأمريكية الأحادية على العالم

قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، مايكل هايدن، إن صعود الصين المتسارع وضعف العلاقات والروابط التي تجمع الولايات المتحدة بأوروبا والانفجار السكاني الذي تشهده الكرة الأرضية تمثل أكبر المخاطر الإستراتيجية التي تهدد أمريكا خلال القرن الـ21.
 
كما اعتبر هايدن أن معادلات مرحلة ما بعد الحرب الباردة، التي شهدت سيطرة أمريكية أحادية على العالم في كافة المجالات، قد انتهت مع صعود تأثير أطراف أخرى، ودعا إلى وقف فهم أفضل لحضارات وأديان شعوب العالم، وإنهاء النظر إلى العالم من منظور أمريكي.
 
وقال هايدن إن الازدياد الكبير في السكان، وخاصة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، سيصيب دولاً غير قادرة على تحمل أعباء هذا الوضع، الأمر الذي سينشر خطر العنف والحروب والتطرف، وتوقع أن تنجح بكين خلال القرن الجاري في التحول إلى قوة عظمى حقيقية.
 
وأضاف هايدن، الذي كان يتحدث أمام طلاب جامعة كانساس إن عدد سكان الأرض سيزداد بما يعادل 45 في المائة حتى منتصف القرن الـ21، بما سيرفع عدد البشر إلى تسعة مليارات شخص.
 
ولفت المسؤول الاستخباراتي الأمريكي إلى أن تلك الزيادة ستحصل في دول آسيوية أو أفريقية أو شرق أوسطية فقيرة، غير قادرة على التعامل مع الواقع الجديد، متوقعاً أن يؤدي ذلك أن ازدياد الهجرة نحو الغرب وتفاقم مشاكل استنزاف الموارد المحدودة وانتشار الصدامات والتطرف.
 
واستبعد هايدن أن يكون نمو القوة العسكرية الصينية يشكل خطراً على الولايات المتحدة، معتبراً أن بكين لا ترغب سوى في "استعراض قوتها" وإظهار موقعها "كقوة عظمى."
 
غير أن هايدن قال إن الصين تركز حالياً على أهدافها الذاتية، وأن ذلك قد يشكل تحدياً مستقبلياً للولايات المتحدة ما لم تقرر بكين اعتماد مقاربة أخرى للأوضاع، تلعب من خلالها دوراً بناء في السياسة الدولية.
 
وشدد مدير CIA على ضرورة أن تعمّق الولايات المتحدة الروابط التي تجمعها بأوروبا، والتي أقر أنها تعرضت لبعض الاهتزازات على خلفية الموقف من الحرب على الإرهاب والتدخل العسكري في العراق.
 
وقال هايدن إن الولايات المتحدة وأوروبا تتفقان على ضرورة مكافحة الإرهاب، لكن الفوارق الأساسية بينهما تكمن في رهان واشنطن على "الحرب العالمية ضد الإرهاب،" مقابل اعتبار أوروبا له "شأناً محلياً،" وتساءل حول ما إذا كان الطرفان سينجحان في بناء رؤية مشتركة للأمور خلال القرن الجاري كما فعلا خلال العقود الماضية.
 
واعتبر أن معادلات الحرب الباردة التي انتهت بسيطرة أمريكية أحادية على العالم اقتصادياً وسياسياً وعسكرية قد انتهت، متوقعاً صعود ادوار أطراف أخرى، سواء أكانت حكومات أم أطراف مستقلة، وازدياد تأثيرها على مسرح الأحداث العالمية.
 
وحذر هايدن بالتالي من النظر إلى العالم من منظور أمريكي بحت، مشدداً على أن الدور المستقبلي لأجهزة الاستخبارات يجب أن يتركز على تقديم فهم أفضل لثقافات وأديان وحضارات الشعوب الأخرى.