فتاوى وهابية متطرفة بررت الاحتلال الأمريكي، وكفرت من يقاوم!!


* ابن باز يبرر الاحتلال الأمريكي ويكفر صدام وابن جبريل يكفر حزب الله ويحرم الدعاء له، وآل الشيخ يكفر الدولة الفاطمية ومن يدعو لها؟
 
دراسة بقلم د.رفعت سيد أحمد
لم يتوقف الدور السعودي في إشعال الحرائق في المنطقة عند السياسة فحسب، بل إتجه إلى استخدام الدين والفتاوى وبإفراط شديد من خلال المؤسسة الوهابية التي مثلت الجناح الديني للحكم منذ نشأة المملكة عام 1932، والتي رغم كثرة فتاويها التكفيرية خاصة تجاه القوميين نخبة أو قادة سياسيين (جمال عبد الناصر-القذافي-صدام حسين) أو تجاه الإسلاميين (سواء من الشيعة أو القرآنيين أو الفرق الإسلامية الأخرى من غير السلفية الوهابية المنغلقة) لم تجرؤ هذه المؤسسة على الإفتاء بشأن الوجود الدنس للقوات الأمريكية في المملكة والخليج، أو صفقات السلاح ورشاويها الشهيرة والتي أبرزها (صفقة اليمامة وصفقات بوش وساركوزي الأخيرة والتي تصل مجتمعة لقرابة المائة مليار دولار،لسلاح لا يستخدم بل أحياناً لا يصل إلى المملكة بل يترك في مخازنه حتى يصدأ).هؤلاء الشيوخ ومؤسساتهم الدينية وقيادتهم السياسية أضروا بالإسلام ولا يزالون يسببون له الأضرار ومن خلال فتاويهم وتلاميذهم وسماسرتهم الصغار في إعلامنا وفضائيتنا، يزداد خطرهم، ولنتأمل أنهار الدم الطاهر في الجزائر والعراق، ومن قبل في مصر، هذه الدماء معلقة في رقاب من أصدروا مثل هذه الفتاوى، التي تبيح الاحتلال وتكفر المقاومة، والتي تزين للحكام الجهلة والظلمة، حكمهم الفاسد وتكفر من يظهر لهؤلاء الحكام سوءاتهم. إننا نحاول هنا أن نقدم بالتدليل على ما نقول نماذج من فتاوى هذه المؤسسة الوهابية التكفيرية النموذج الأول يقدمه عالمهم الراحل أبن باز عندما برز استعانة السعودية والكويت بقوات أجنبية لطرد صدام حسين، بعد أن قام بتكفيره، والثاني هو قيام خلفه أبن جبرين بإصدار فتواه الشهيرة التي كفر فيها حزب الله وحرم مساندته أو حتى الدعاء له لأنه حزب كافر من وجهة نظر الشيخ المحترم(!!)، رغم أن حسن نصر الله يصلي ويصوم ويقدم أولاده للشهادة، وليس لخدمة السلطان الجائر كما فعل هذا الشيخ (غفر الله له!!)، ثم نموذج ثالث وهو ما قام به الشيخ (عبد العزيز آل الشيخ) المفتي السعودي الحالي حين وجد أنهم قد شبعوا تكفير لجميع خلق الله فقام بإصدار فتواه الشهيرة التي كفر فيها الدولة الفاطمية ومن يدعو لها رغم أن هذه الدولة المسلمة والتي حكمت مصر أكثر من 260 عام، تبعد عن زماننا حوالي ألف عام. على أية حال: لنتأمل هذه الفتاوى ولتترك للأمة بعلمائها المستقلين غير الخاضعين لهوى الحكام، الحكم عليها: يقول ابن باز في نص فتواه: "وأما ما حصل من الحكومة السعودية لأسباب هذه الحوادث المترتبة على الظلم الصادر من رئيس دولة العراق لدولة الكويت من استعانتها بجملة من الجيوش التي حصلت من جنسيات متعددة من المسلمين وغيرهم لصد العدوان وللدفاع عن البلاد ـ فذلك أمر جائز بل تحتمه وتوجبه الضرورة وأن على المملكة أن تقوم بهذا الواجب، لأن الدفاع عن الإسلام والمسلمين وعن حرمة البلاد وأهلها لازم بل متحتم فهي معذورة في ذلك ومشكورة على مبادرتها لهذا الاحتياط والحرص على حماية البلاد من الشر وأهله والدفاع عنها من عدوان متوقع قد يقوم به رئيس دولة العراق. لأنه لا يؤمن بسبب ما حدث منه مع دولة الكويت فخيانته متوقعة، فقد قال الله تعالى: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) والمقصود أن الدولة في هذه الحالة قد اضطرت إلى أن تستعين ببعض الدول غير المسلمة على هذا الظالم الغاشم، لأن خطره كبير، ولأن لديه أعواناً آخرين، لو انتصر لظهروا وعظم شرهم، فلهذا رأت حكومات دول الخليج أنه لا بد من دول قوية تقابل هذا العدو الملحد الظالم، وتعين على صده وكشف شره وإزالة ظلمه" انظروا كيف يحرف الشيخ ابن باز كلام الله عن موضعه!! وهو ذاته المفتي الذي سبق وأن طبل وزمر للمهيب الركن صدام حسين أيام حربه مع البلاد.
وعندما سئل الشيخ ابن باز عن القتال تحت راية دول غير مسلمة كما جرى في حرب الخليج الثانية (1990) أجاب: بأن الجيوش المسلمة ليست تحت راية الكفرة بل كل جيش تحت قيادة قائده فكل جيش يقاتل تحت راية دولته وبقيادة حاكمه، ولن يكون بينهم تفاق على التنظيم ولا بد منه ودلل على ذلك قول الله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فلا بد من التنظيم والتعاون بين الجميع حتى لا يحدث الفشل وحتى لا يطمع العدو، وتوالت فتاوى بن باز الداعمة للموقف السعودي الموالي للأمريكان نذكر منها:
السؤال:
تراكض البعض في مبايعة طاغية العراق (ويقصد صدام حسين عام 1990) لمجرد أنه رفع بعض الشعارات الإسلامية، بالرغم من ماضيه القبيح في حربه للإسلام وفتكه بالمسلمين، (الآن أصبحت إيران من وجهة نظر أتباع الشيخ من المسلمين سبحان مغير الأحوال) وبالرغم من استمرار حاضره على منواله المعروف، فهل تقبل الشريعة الإسلامية مبايعة طاغية سفاح يعلن الكفر منهجاً له لمجرد مدحه لبعض شعارات الإسلام؟ وما رأي الشريعة فيمن بايع أو أيد أو ناصر هذا الطاغوت؟
الجواب:
لا ريب في أن مبايعة مثل هذا الطاغوت ومناصرته من أعظم الجرائم، ومن أعظم الجناية على المسلمين وإدخال الضرر عليهم [الشيخ ينسى هنا موقف آل سعود من مساندة صدام بالمال والسلاح في حربه ضد إيران لمدة ثماني سنوات (1980- 1988)]،لأن من شرط البيعة أن يكون المبايع مسلماً ينفع المسلمين ولا يضرهم. أما حاكم العراق فهو بعثي ملحد قد أضر المسلمين بأنواع من الضرر في بلاده ثم اعتدى على جيرانه، فجمع من أنواع الظلم علاوة على ما هو عليه من العقيدة الباطلة البعثية، ولو أظهر بعض الشعارات الإسلامية، فالمنافقون يصلون مع الناس ويتظاهرون بالإسلام وذلك لا ينفعهم لفساد عقيدتهم، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه العظيم بصفاتهم الذميمة وأخلاقهم المنكرة. وأخبر أن مصيرهم الدرك الأسفل من النار يوم القيامة.
ترى هل بعد هذه الفتوى نلوم الأمريكان المجرمين على غزوهم للعراق أو للبلاد المسلمين وقتلهم مع عملائهم لصدام حسين الذي قتلته فتوى ابن باز أولاً وقبل شنقه بـ17 عاماً.
* * * *
أما الفتوى الثانية فهي فتوى ابن جبرين ضد حزب الله والتي جاءت نصاً كالتالي:
السؤال:
بدأ في الآونة الأخيرة ظهور بعض المنادين بنصرة حزب الله اللبناني، هذا الحزب رافضي موال لإيران؟ وسؤالنا: هل يجوز نصرة حزب الله الرافضي؟ هل يجوز الانضواء تحت إمرتهم؟ وهل يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين؟ وما نصيحتكم للمخدوعين بهم من أهل السنة؟
الإجابة:
لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي ولا يجوز الانضواء تحت إمرتهم ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين ونصيحتنا لأهل السنة أن يتبرءوا منهم وأن يخذلوا من ينضمون إليهم وأن يبينوا عداوتهم للإسلام والمسلمين وضررهم قديماً وحديثاً على أهل السنة، فإن الرافضة دائماً يضمرون العداء لأهل السنة ويحاولون بقدر الاستطاعة إظهار عيوب أهل السنة والطعن فيهم والمكر بهم، وإذا كان كذلك فإن كل من والاهم دخل في حكم لقول الله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم).
* * * *
* بعد تقديمنا لنماذج من فتاوى التكفير والتي تضم مجلدات لدى المؤسسة الوهابية المتسعودة نسأل: هل يجوز عقلاً، وشرعاً، ومصلحة أن يتولى أمثال هؤلاء رعاية الأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة المنورة وهي الأماكن التي تخص جميع المسلمين، بكافة مذاهبهم وفرقهم وهل أمثال هؤلاء يؤتمنوا على شبابنا الذي خُدع البعض منه، فيهم، فشرع يطلق اللحى ويقصر الثوب ويرفض الصلاة في مساجد بها قبور ويكفر الناس صباح مساء بنفس السهولة التي يخرج بها الزفير والشهيق، ثم بعدها مباشرة يشهر السلاح في وجوهنا، كما حدث وسيحدث قريباً في غالب بلادنا العربية والإسلامية بما فيها السعودية نفسها، إن لم نتدارك الأمر، ونكشف أبعاده، والمسكوت عنه.
* إن هؤلاء وتلاميذهم ينتشرون الآن كالجراد في صحافة وإعلام وفضايئات مصر وغالب بلادنا العربية، بفضل المال السعودي ويكفي أن نشر هنا إلى أنه وفق أحدث تقرير صادر عن وزارة الإعلام السعودية فإن المملكة قد أنفقت 85 مليار دولار على نشر الوهابية وفتاويها في الربع قرن الأخير فقط، إن المواجهة تتطلب عقولاً شجاعة، وقلوباً مؤمنة بالإسلام الصحيح القادر على مواجهة هذا العدوان الوهابي عليه، والذي كاد أن يقدم نفسه باعتباره (ديناً جديداً) مختلفاً كلية عن دين محمد (صلى الله عليه وسلم)، فمن لهذه المواجهة... ومتى؟
والله أعلم،،،
 
 من سَبَقَ الآخر:"إجتياح" الكويت.. أم استدعاء الأميركان للأرض الحرام؟

الوثائق الرسمية تفضح آخر أكاذيب المخابرات الاميركية على لسان عميلها "المحقّق" جورج بيرو.. وتردّ على السؤال
نبيل أبو جعفر
يبدو أن حنفيّة تلفيق المعلومات بلسان "المحقق" اللبناني المرتزق جورج بيرو، الذي استحصل على الجنسية الأميركية بين غمضة عين وفتحتها، وأصبح عميلاً لمكتب التحقيق الفيدرالي "الإف بي آي" لن تتوقّف.
 
بيرو الذي يدّعي أنه حقّق مع الرئيس صدام في زنزانته بتكليف من إدارته لا يتجاوز الثلاثينات من عمره، وقد أفرغ ما طُلب منه الإدلاء به إلى مؤلف كتاب "ذي تيرويست واتش"، لكن الذي يبدو أن الذين انتدبوه لهذه المهمة يريدون أن "يحلبوه" إلى أقصى حد في مسيرة الكذب والتلفيق، ويقوّلونه أكثر ممّا قال، فعاود الكلام بذمّة أوسع من السابق، وكان هذه المرة تحريفاً مفضوحاً للتاريخ فيما يتعلق بالأسباب الحقيقية التي أدّت الى "اجتياح" الكويت، والحرب الدولية التي تلتها ضد العراق. والأنكى من ذلك، أنه نسب هذه المعلومات الى الرئيس الشهيد، ألامر الذي يستدعي من كل شريف مطلع على الحقيقة أن يردّ بما لديه من معلومات حرصاً على وقائع التاريخ التي تُعتّم عليها وسائل إعلام "طوال العمر" والأنظمة السائرة في فلك خدمة "السي. آي. إيه"، وحتى لا تستمر مسيرة الكذب التي مارستها إدارة بوش دون فضح موثق، خصوصاً بعد أن أحصتها مؤسسة أميركية تُدعى "مركز السلامة العامة" بـ 935 كذبة، حسبما أوردت ذلك "خدمة نيويورك تايمز" بتاريخ 21 كانون الثاني/يناير 2008، ونقلتها عنها سائر الصحف ووكالات الاعلام.
 
إثباتاً للحقيقة نسجّل ما يلي معززاً بالوثائق الرسمية التي لا يستطيع أن يدحضها أحد.
 
"أكاذيب تكشفها حقائق"
  
منذ مطلع تسعينات القرن الماضي وحتى اليوم، طَلَعتْ علينا الإدارات الاميركية المتعاقبة بأسباب لا تُحصى للحرب الدولية التي شنّتها ضد العراق لـ "تحرير" الكويت. ومن يومها لليوم، لم تأتِ على ذكر السبب الأساسي والحقيقي لذلك، لأنه نفس السبب الذي قادها إلى شن حرب أخرى ضده في العام 2003 وأدّت الى احتلاله.
 
آخر هذه "الطلعات" جاءت للمرة الثانية خلال شهرين فقط على لسان العميل بيرو في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي. بي. إس"، تضمنت تلفيقات لا تنطلي على أقل الناس وعيّاً، كقوله على لسان الرئيس الشهيد أن السبب الأول الذي دعاه الى دخول الكويت يعود الى إقدام أميرها السابق جابر الصباح على التفوّه بعبارات نابية بحقّ العراقيات، رداً على مطالبة العراقيين للكويت بحقوقهم من عائدات النفط التي تمّت سرقتها إبان فترة انشغالهم في الحرب مع إيران!
 
وحتى لا يمّر كلام هذا العميل الذي امتطاه الأميركان بغية "استهبالنا" بلسان عربي، لا بدّ من الإشارة السريعة لأبرز التلفيقات التي وردت فيه، قبل الرّد على قصّة الاجتياح وسبب الحرب.
 
يقول بيرو أن الرئيس "أسَر" له بأنه أخطأ في حساباته حول استعداد جورج بوش لغزو العراق، وأنه أَوْهَمَ العالم بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل لإخافة الايرانيين. وانه كان يتوقع هجوماً أميركياً جوياً لعدة أيام فقط، على غرار ما حصل أيام كلينتون، وليس حرباً شاملة بقصد الاحتلال"!".
 
الحقائق التي لمسها العالم والتي لا تحتاج الى أدلّة وبراهين أنه منذ أن خرج الرئيس صدام أواخر ثمانينات القرن الماضي وهو يتحدث من على شاشة التلفزيون عن "الكيماوي المزدوج" وبيده الصاعق الذي أُثيرت ضجّة حول تهريبه الى العراق، لم يُدلِ بعدها بأي إشارة أو تهديد حول امتلاك أسلحة الدمار، بل كان ينفي ذلك باستمرار حتى عشية شن العدوان الاحتلالي الأخيرة. وما زال المتابعون يتذكّرون ما قاله في أحد أحاديثه: "عندما يقول صدام إننا لا نمتلك أسلحة الدمار، فهذا يعني أننا لا نمتلك".
 
أمّا فيما يتعلق بخطأ حساباته وعدم توقّعه الحرب، فلا أحد ينسى أيضاً قوله قبل شن الحرب.. "إن الأميركان سينتحرون على "أبواب بغداد". ولم يقل "أجواء بغداد" حتى يمكن التلفيق على لسانه بأنه كان يتوقعّها هجمات جوّية.. لا أكثر!!

من سبق الآخر: "الاجتياح.. أم الاميركان"
 
وبالعودة للتلفيق الأساس حول أسباب ما حدث. نرانا مضطرين إلى استحضار ما ردّده بعض المسؤولين والإعلاميين العرب من أن الرئيس صدام هو المسؤول عن إحضار القوات الاميركية للخليج من خلال اجتياحه للكويت، لكي نتساءل بهدف الحصول على الجواب الموثّق والدقيق: .. وماذا لو أثبتنا أن هذه القوات قد استُدعيت وحضرت فعلاً قبل "اجتياح" الكويت، ثم لماذا تمّ في الحقيقة والاساس هذا الاجتياح؟
 
وفي معرض إجابتنا على ذلك لا بدّ أن نتساءل في المقابل: هل كانت إمارة الكويت مسالمة، طيبة، وهل حقاً أنها بريئة من تهمة استغلال انشغال العراق بالحرب لتحقيق منافع إقليمية تمثّلت بالتوسع على الأرض، ونهب الثروة النفطية والتآمر مع المعادين على العراق؟
 
إذا كان الأمر كذلك، لماذا اضطر العراق الى فعل ما فعل، هل طمعاً في ثروة الكويت وأرضها – مع أنها أرضه وثروته – أم أن ذلك كان الحل الوحيد المتاح أمامه؟
 
في اجابتنا على ذلك سنعمد الى استطلاع وثائق كل من الطرفين، بعد استعراض سريع للجوّ الذي ادّى الى الانفجار.
 
في اجتماع جدّة الذي عقد للتباحث في الخلاف الحاصل بين البلدين بوجود السعودية – كوسيط – ممثلة بوزير خارجيتها سعود الفيصل، أقرّت الكويت بمسؤوليتها في "أخذ جزء من حق العراق"، عندما وافقت على دفع ستة مليارات دولار كتعويض له.
 
يومها أصرّ العراق على أخذ حقّه المعترف به كاملاً – كمبدأ – وهو سبعة مليارات دولار، ولم تتجاوب الكويت، فتدخّل سعود الفيصل معلناً استعداد المملكة لدفع المليار المختلف عليه – نيابة عن الكويت -، وانفضّ الإجتماع ظهراً على أن يجري توثيق مضمونه والتوقيع عليه في المساء، وكانت المفاجأة بعد ذلك في عودة الوفد الكويتي عن موقفه ورفض الإقرار بما وافق عليه في الصباح وتفوّه رئيسه بكلام تهديدي في وجه الوفد العراقي كان أكبر بكثير من حجم الكويت وقوتّها وقوة كامل مجلس التعاون الخليجي أيضاً!
 
عاد الوفد العراقي الى بغداد ونقل للمسؤولين في اجتماع طارىء دعا اليه الرئيس صدام ضمّ اعضاء مجلس قيادة الثورة وكلاً من قيادة الحزب والدولة تفاصيل ما دار في جدّة. فسمعوا كلاماً لم يخطر ببالهم يوماً امكانية التفوّه به من قبل المسؤولين الكويتيين. وبعد نقاش مستفيض، حسم الرئيس يومها الأمر بعد استطلاع رأي الحاضرين بالقول: هذا ليس كلام الكويتيين ولا الخليجيين. إنه يعكس مواقف وأهداف من هم وراءهم، ثم عاد ليسأل رأي الحاضرين بالحلّ المتوجّب اتخاذ قرار بشأنه يومها.. وكان ما كان.
 
ماذا تقول وثائق الطرفين؟
 
إذا عُدنا الى وثائق الكويتيين في هذا الشأن لن نجد فيها ورقة واحدة تتحدّث عن أن العراق قد نهب ثروتهم، أو أنه يريد "أكل حقهم"، وكل ما وجدناه – غير تحريض الاميركيين ضده وهذا ما سنأتي الى ذكره – وثائق ضمّها كتاب وزّعته السفارات الكويتية في الخارج يحمل عنوان "من يوميات المقاومة الكويتية"، يعرض نماذج لرسائل رسمية تمّت بيت القطاعات العسكرية والإدارية العراقية – قبل انسحابها، حول أمور تنظيمية وأمنية وحتى تموينية، ثم يتحدث عن تجاوزات لبعض عناصر الجيش والشرطة والجيش الشعبي أثناء تواجدها في الكويت.
 
الجدير أن مثل هذا الكلام الذي نُشر بعد سنة من انسحاب العراق، كان الرئيس صدام قد تحدّث حوله بحسم غير مرّة وكانت إحداها مع القائم بالأعمال الاميركي جو ويلسون بعد شهر من "اجتياح الكويت"، حيث قال بالنص الحرفي: "... أمس مرّ عليّ أحد الضباط وتحدّث عن عناصر تقوم بأعمال ضد الأمن وبسرقة بعض المخازن، "مَسَكوا" بعضهم وكانوا من جنسيّات مختلفة – يعني مواطنين، قد لا يكون لديهم قصد سوى السرقة. على أي حال، لو أن الجيش هو الذي قام بهذا سنقول ذلك، وسنقول هذا خطأ وما كان يجب أن يحصل وسنصحّحه".
 
هذا بالنسبة للوثائق الكويتية عن العراق، أما بالنسبة للوثائق العراقية عن الكويت التي توزن بالأطنان، وقد نُقلَ أبرزها وأكثرها خطراً الى بغداد ونشرت الصحف العراقية بعضها في حينه لا يمكن استعراضها في هذا المقال بالطبع، لكن ما يهمّنا في هذا السياق هو الاجابة على السؤال: هل تآمرت الكويت حقاً على العراق ونسّقت مع أعدائه قبل "الاجتياح" أم لا؟ ولهذا سنكتفي بأقل ما يمكن من الوثائق الرسمية الكويتية التي توصلنا إلى الإجابة، دون الذهاب بعيداً في التفاصيل والأسرار التي تطال جوانب شخصية جداً لرموز كبيرة لا بدّ من الترفّع عن ذكرها، خصوصاً وأن بعضها في غاية الإحراج بالنسبة لهم.
 
مخابرات الامارة في خدمة السي. آي. إيه
 
إحدى هذه الوثائق تعود الى العام 1989، وهي موجهة من مدير عام الادارة العامة لأمن الدولة العميد فهد أحمد الفهد الى وزير الداخلية "سعادة الشيخ سالم الصباح السالم الصباح الموقّر" بتاريخ 22/11/1989 وتحت رقم س/540 وقد أشير اليها بـ "سرّي للغاية وخاص"، ورد فيها بالنص الحرفي: ".. تنفيذاً لأمر سموكم الكريم أثناء اجتماعنا معكم بتاريخ 22 اكتوبر 1989 فقد قمنا والعقيد اسحق عبد الهادي عداد/مدير مباحث محافظة الأحمدي بزيارة الى مقر وكالة المخابرات الاميركية، حرص الجانب الاميركي على ان تكون سرّية للغاية حتى لا تُثير الحساسية لدى الاشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وايران والعراق خلال الفترة من 12 – 18 نوفمبر 1989.
 
- أُطلع سموّكم الموقّر على أهم ما تمّ الاتفاق عليه مع القاضي وليم وبستر مدير عام وكالة المخابرات الاميركية وذلك في خلال اجتماعي الخاص به يوم الثلاثاء 14 نوفمبر.
 
1. يتكفّل الجانب الاميركي بتدريب العناصر التي اختيرت كي تكون مسؤولة عن حماية سمو أمير البلاد وسمو الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح حفظهما الله.
 
2. اتفقنا والجانب الاميركي على تبادل الزيارات وعلى كافة المستويات بين إدارة أمن الدولة والمخابرات المركزية وتبادل المعلومات حول إيران والعراق في مجال التسليح والبنية الاجتماعية والسياسية.
 
3. الاستعانة بخبراء الوكالة للمساهمة في اعادة هيكلة الادارة العامة لأمن الدولة.
 
4. أبدى الجانب الاميركي استعداده التام لتلبية طلبنا في مجال تبادل المعلومات حول نشاط الجماعات المتطرفة في البلاد وبعض دول مجلس التعاون...
 
5. اتفقنا والجانب الاميركي على أهمية الاستفادة من الوضع الاقتصادي المتدهور في العراق للضغط على حكومته للعمل على ترسيم الحدود معها.
 
6. يرى الجانب الاميركي أن نبرمج علاقاتنا مع ايران بما يضمن تحاشيها من جهة والضغط عليها إقتصادياً قدر الامكان، وتحاشي الحديث عنها سلباً في وسائل الاعلام.
 
7. وضع الجانب الاميركي تحت تصرّفنا "هاتف خاص" لغرض التبادل السريع للمعلومات التي لا تتطلب اتصالات ورقية وهو هاتف خاص بالقاضي وبستر ورقمه (202659524..)، بانتظار توجيهات سموّكم حفظكم الله مع أطيب التمنيات.
 
.. ومن الأمير لبوش الأب!
 
كان هذا قبل عام من "الاجتياح" العراقي للكويت، ولكن، هل هذا كل ما أقدمت عليه الكويت؟
 
الوثائق الخارجة من مكتب الديوان الاميري تتضمن رسائل أخطر حول أهم ما تبادله "الشيخ جابر" مع المسؤولين الاميركيين وفي مقدمتهم بوش الأب، احداها ارسلت بتاريخ 19/8/1990، أي قبل الاجتياح باسبوعين، وإبان المفاوضات مع العراق بوجود السعوديين، وأثناء وعد الرئيس صدام للرئيس مبارك بعدم التحرّك قبل أن تأخذ الوساطة السعودية مداها في محاولة حل الإشكالات!
 
يقول أمير الكويت في رسالته لبوش الأب التي تحمل رقم التسجيل (الديوان 117/د. رقم الإرسال السرّي 28. الخارجية 19 تموز/يوليو 1990) ما يلي بالحرف، مع الاحتفاظ بأخطاء القواعد واللغة: "نقدم لفخامة الرئيس التحيات المعبّرة عن مشاعرنا الودّية والتقدير وبعد، ان الحكومة العراقية برئاسة صدام حسين تقوم بحملة إعلامية ضد الكويت وتحاول الضغط علينا لننصاع لإرادتها والسير في سياستها وإرغامنا على دفع مليارات الدولارات دون حق، واذا لم ننصاع لإرادة الحكومة العراقية وننفّذ مطالبها... فسوف تقوم بحملة عسكرية لا نستطيع مواجهتها دون مساعدة صديقتنا الولايات المتحدة. فنرجو من فخامة الرئيس المساعدة العسكرية لحماية الكويت وثروتها البترولية التي تموّن بها عالم الغرب، وعلى أميركا الدولة العظمى الداعمة للشعوب الضعيفة نعتمد لانقاذ دولتنا الصديقة الوفيّة والمخلصة بسياستها للولايات المتحدة التي عليها وحدها نعتمد، كما نلتزم بتنفيذ ما ترسمه لمنطقة الخليج.
 
ونخشى أن يهاجمنا العراق بقوات عسكرية يقوم بإعدادها، وعليه نكّرر الرجاء ونلتمس من فخامة الرئيس المساعدة العسكرية الفورية قبل أن نُباغت بهجوم قوة هائلة مزوّدة بمختلف الأسلحة الفتّاكة. وان الضمانة لحمايتنا مما يهددنا يكون بإرسال قوات أميركية لترابط في بلادنا ومنطقة الخليج حيث توجد المصالح الحيوية لصديقتنا الولايات المتحدة..، ونؤكد لفخامتكم استعدادنا لتلبية ما تطلبونه من التزامات وتقديم التسهيلات اللازمة للقوات التي سترابط في الأراضي الكويتية وحولها. وتفضلوا يا فخامة الرئيس بقبول مشاعر الودّ والاحترام.
 
المخلص/جابر الأحمد الصباح/أمير دولة الكويت
  
... وهكذا تمّ استقدام الاميركان 
يبقى القول أنه فور وصول هذه الرسالة الى بوش الأب كشف تقرير للمخابرات الاميركية – نشر لاحقاً – أن الجنرال برنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي قد اجتمع مع الأمير بندر في مقر إقامة الأمير خارج واشنطن، وأطلعه على تقرير رئيس المخابرات "وبستر" المستند الى معلومات مدير المخابرات الاميركية في الخليج وخلاصته ان القيادة العراقية تعدّ خطّة لتغيير خريطة المنطقة السياسية، والاستيلاء على آبار النفط في الكويت والمنطقة الشرقية للسعودية وأبو ظبي، وأكّد له أن لدى العراق من الإمكانات العسكرية ما يسمح له باجتياح المنطقة كلها في أربع ساعات! ثم زوّده بوثائق تدعم هذا الكلام، وطلب منه الاسراع بمفاتحة الملك فهد واقناعه بالخطر الداهم واخذ موافقته على ارسال قوات عسكرية الى المملكة، وفق خطة طوارىء وضعها البنتاغون للرّد على هذه الخطّة.
 
وهكذا طار بندر الى جدّة على الفور، وأخذ موافقة "طويل العمر" على استدعاء الاميركان للأرض الحرام، ثم عاد أدراجه الى واشنطن التي كانت قد أخذت بـ "رأي" المخلص لها "أمير دولة الكويت" وبدأت عملية التنفيذ!
 
هل ثمّة "نبّاح" في وسائل إعلام البراميل الخليجية يمكن أن يُنكر هذه الحقائق.. أو يكذّب الوثائق التي تؤكدها؟
 
 9 مليار جنيه على شرب الشاي والقهوة ؟ بالسم الهارى يا حكومة !!!!

فى الماضي كان اللص يسجن عند ارتكابه جريمة السرقة التى لم تتجاوز يوما رغيف من الخبز او قطعة غسيل وكان يطلق على هذا الأخير ( حرامي غسيل ) اى سارق الملابس المنشورة على حبال الغسيل ..فى الماضي كان اللص يتوارى خجلا عن أعين الناس حين تكتشف جريمته بين أهل الحي ويبتعد عنه القاصي والداني لان فى صحبة هذا اللص عار لايمحى وشبهة مسيئة لسمعة الشرفاء .. عالم الجريمة فى القرن الماضي كان عالم أكثر إنسانية بالمقارنة بعالم الجرائم اليوم .. حتى جرائم ريا وسكينة التى ارتكبت من اجل السطو على قطعة او فطعتين من الذهب ( المصاغ ) كانت اشد رحمة من جرائم يرتكبها اليوم لصوص شيك يرتدون البدل الأنيقة التى تخفى كروشهم الممتدة أمتار أمام أجسادهم القزمة ، وربطات العنق التى تزغلل العين بألوانها الجميلة التى تخفى سواد قلوبهم ، عمى بصائرهم وبصيرتهم لصوص اليوم تراهم بسياراتهم الفارهة تفتح لهم الأبواب وتكسر لهم الحواجز وتؤمن لهم الحراسة المشددة لحمايتهم ( ولا أدرى من يحمى من وممن ؟ ) وتسير لهم المواكب الصاخبة التى تغلق الشوارع والممرات أمام مواكبهم وتقف لهم عناصر الأمن لتعطى لهم التمام تحية إجلال وتقدير لمناصبهم الحساسة فى الدولة ، وتنحني لهم الهامات .. وزراء ، ورجال أعمال ، وساسة ، ورجال دولة أكابر (وعلى كل شكل و لون ياعرب ) .
روائح عطورهم الباريسية الفواحة لم تعد قادرة على إخفاء روائح فسادهم الكريهة النتنة .. واذا عددنا أشكال الفساد الذى انتشر فى أوطاننا العربية سنجد أننا بحاجة لآلاف الصفحات وبدون مبالغة ربما لا تكفى .. فالوزارات أصبحت بمثابة أوكار لهذا الفساد والكذب والنفاق والضحك على الشعوب التى تتضور جوعا داخل أوطانها وبات الفقر آفة المجتمعات يقضى على ثروة بشرية هائلة كان من الممكن الاستفادة منها فى شتى المجالات ولكن للأسف وجود حكومات الفشل بامتياز حال دون تحقيق ذلك .
 
** ومن الأخبار التى تستفز مشاعرك كانسان ينشد العدل والمساواة والخير لأمة طفح كيلها هو ما نشر فى صحيفة المصريون بتاريخ 5 - 2 – 2008م ( تواجه الحكومة اتهامًا هو الأحدث في سلسلة طويلة من الاتهامات المواجهة إليها بإهدار المال العام والفساد، يتمثل في إهدارها تسعة مليارات جنيه - دون أي مستندات أو فواتير - على الضيافة "الشاي والقهوة" ومهمات مكتبية صغيرة، رغم أنها تعتبر من النفقات المحظورة في الموازنة العامة للدولة،..)
فأضحكني الخبر ( وشر البلية ما يضحك ) وتساءلت 9 مليار جنيه شاى وقهوة تصرف على ضيوف الوزراء والوزراء ؟ فوجدت نفسي بلا اى تردد أقول بالسم الهارى يا حكومة !!! 9 مليار جنيه فقط للضيافة والحكومة تدعى كذبا ورياء إتباع سياسة ترشيد المصروفات والتقشف وتبحث فى جيوب الناس عن ما يسد عجزها ؟!!! وتخيلت هذه المليارات لو كانت بيدي ماذا يمكنني ان افعل بها ؟ وقلت لنفسى كنت هرولت فورا الى ملايين الأسر المشردة التى تتخذ مأواها فى أحضان المقابر لتشارك الموتى فى ديارهم وكأنهم ينتظرون دورهم لينتقلوا من اعلى سطح الأرض الى أسفلها ومن حفر مفتوحة أعلى الأرض الى حفر مغلقة تحت الأرض .. كنت سأهرول إليهم أبشرهم بديار تأويهم ينعمون بحياتهم ويعيشون حياة طبيعية كباقي البشر عندما تستخدم تلك الأموال لرفع معاناتهم وحل مشكلاتهم .. أو ربما فكرت فى استصلاح مئات الفدادين من الأرض لزراعتها ليأكل منها الآلاف الجوعى فى مصر المحروسة .. وربما كنت أقيم بها مشروعا صناعيا ضخما لتقليل عدد العاطلين عن العمل ويكون صرحا صناعيا كبيرا يكون البداية لمزيد من المشروعات الأخرى ونقطة ارتكاز لتطوير الصناعة فى مصر وانتشارها ..وربما قمت بإيداع هذا المبلغ الضخم فى احد البنوك الوطنية وتخصيص العائد منها لصالح الملايين من أطفال الشوارع المشردين بلا مأوى .. او لصالح الآلاف الأسر المتضررة من اعتقال ذويهم فى السجون المصرية ويعيشون بلا عائد مادى يؤمن لهم احتياجاتهم الخاصة ..او لصالح الآلاف من محدودي الدخل يساعدهم ولو قليلا على مواجهة موجة غلاء الأسعار التى سادت السوق المصري .. تسعة مليار جنيه يا حكومة مصر لضيافة الشاى والقهوة ؟ و ماذا عن المصاريف الأخرى كما يشير النائب محسن راضي في طلب إحاطة عاجل مقدم إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء نقلا عن تقرير صادر عن (اتحاد الصناعات حول مظاهر حالات الفساد الإداري بالوزارات المختلفة )، إن تكاليف تأسيس بعض المكاتب تصل إلى مليوني جنيه يتم إنفاقها على شراء أغلى أنواع السجاد والنجف والتكييف واختيار أفخر أنواع الخشب لتصنيع المكاتب، واختيار أنواع من الزيوت لاستخدامها في الديكورات باهظة التكاليف، وتركيب أكثر من جهاز تكييف للمكتب الواحد وخزينة حديد وأنتريه ومائدة اجتماعات.علاوة على قيام وكلاء الوزارات والسكرتارية بتأسيس مكاتبهم بمبالغ تصل إلى نصف مليون جنيه، وهو ما سبق أن نشرته "المصريون" في عددها الصادر بتاريخ 9/1/2008 تحت عنوان: "رغم دعوات الحكومة للتقشف.. الجهاز المركزي للمحاسبات: مكاتب بعض الوزراء تتكلف مليوني جنيه". كما يشير النائب إلى وقوع مخالفات جسيمة داخل شركة مصر للتجارة الخارجية، إحدى الشركات التابعة للقابضة للتجارة، منها إنفاق نحو 475 ألف جنيه لتجديد الدور السادس منها 95 ألف جنيه على تجهيز حمام و65 ألفًا على حمام آخر ؟!!!!! )
 
** الحكومة المصرية المتهمة بإهدار المال العام على الشاى والقهوة ، والانتريهات والمكيفات ، وتجديد حمامات الوزراء الغزلان ، ومكاتب الفرسان الفخمة ، بينما الفقراء يتضورون جوعا ..من يحاسب هؤلاء الفجرة ؟ من يجبر هؤلاء اللصوص على رد أموال الشعب المنهوبة وممتلكاته المسلوبة ؟ وان كانت كل تلك التقارير خرجت لتستفز مشاعر الشعب المصري وتؤكد له أن السادة الوزراء ممن صدقوا أنفسهم أنهم أكابر البلد وعلية القوم المنزهون المعصومون من كل خطأ فأين محاسبة جهاز المحاسبات من تلك الجرائم التى ترتكب (على عينك يا تاجر ) والذي يكتفي بوضع التقارير دون تقديمها الى القضاء الجهة المخولة بإصدار الحكم على هؤلاء بالنفي او حتى الإعدام ؟ أين القضاء من محاكمة هؤلاء اللصوص ؟ وليس محاكمتهم فقط بل يتوجب علينا إجبارهم على رد كل تلك الأموال المنهوبة وتجريدهم من كل جنيه اخذ من المال العام بدون وجه حق .. أصبح واجب على كل مصري حر ان يعرف إن هؤلاء اللصوص هم أسباب فقره وجوعه ومعاناته وانتحاره نتيجة عجزه عن توفير أبسط متطلبات أسرته اليومية ودفعه للموت ( كما فعل عشرات المواطنين وأخرهم هذا المصري محمد احمد حسن الذى يعمل مدرسا يقيم بمحافظة الشرقية وفى الخامسة والأربعين من عمره دفعه الغلاء المعيشي والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الاستهلاكية إلى محاولة الانتحار عبر إشعال النيران في نفسه وشقته .) وكان الموت أصبح خيار الشعب المصري الوحيد بينما يصبح خيار الحكومة الوحيد هو التمادي في فسادها ونهبها لأموال شعب مقهور مغلوب على أمره دون محاسبة ودون اتخاذ اى إجراء لدفع اللص لرد مسروقاته .. فمتى بالله عليكم نغير خياراتنا ونختار الحياة بشرف وكرامة وإصرار تام على استرداد الحقوق مهما كلفنا الأمر وان كان الموت هو مصيرنا على يد تلك العصابات ألا بجدر بنا اختيار الموت دفاعا عن حق مسلوب بدلا من الموت انتحارا واستسلاما لواقع مهزوم ؟ ألا يحق لنا التصدي لطوفان الفساد ومحاسبة مرتكبيه بدلا من ترك اللص ينعم بما سلب وبما نهب من أموال لاحق له فيها ؟
 
** وهناأتقدم بتحية للنائب المستقل بمجلس الشعب المصري الدكتور جمال زهران الذى تقدم باقتراح مشروع قانون إلى الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب يسمح بمحاكمة شاغلي وظائف السلطة التنفيذية العليا في الدولة ويشمل رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الوزراء والوزراء ونوابهم ..بشرط ياسيادة النائب ان يشمل هذا القانون مصادرة أموال كل من تسول له نفسه بإهدار المال العام أو التصرف فى الممتلكات العامة أوالخاصة دون تفويض من الشعب المصرى .. وأتمنى ان يرى هذا القانون النور وألا يقف نواب اللاوطنى كحجر عثرة أمام صدوره .. أتمنى ان نرى يوما وزيرا واحدا فى مصر يحاسب على جرائمه وسوء استخدامه لسلطاته ، سوء إدارته لشؤون البلاد .. بل أتمنى ان يستطيع الشرفاء رد الأموال المنهوبة الى الشعب المصرى وتحسين أحوال البلاد والعباد .. وان يكون هناك رقابة مشددة لهؤلاء اللصوص ( بتوع الشاى والقهوة اللى ثمنها 9 مليار جنيه ) .
 
** 9 مليار جنيه ايها المدمنون للسرقة والفساد ؟!! كم أتمنى على الله ان أرى يوما هذا الحمام الفخم( ابو 95 الف جنيه ) ، ولا الآخر (أبو 65 آلف جنيه ) ، أو ينعم على ربى بزيارة مكاتب السادة الوزراء التى صرف عليها مليوني جنيه ، او حتى مكتب وكيل الوزارة الذى صرف عليه نصف مليون جنيه وأصبحت تستحق ان تحول الى متاحف تاريخية نادرة لمن يرغب زيارتها عليه دفع رسوم لا تقل عن ألف جنيه للفرد العادي ، او ألف دولار للأجانب والسياح ليروا انجازات حكوماتنا الغراء ، وتفوقها على حكومات العالم فى استحمار ،واستغباء ، واستهبال ، ومص دم الشعوب . وليعرف العالم ان احد أسباب ارتفاع نسبة الفقر فيكى يا مصر هو ارتفاع أسعار الشاى والقهوة وديكورات الحمامات .. وان أسباب انتحار رجالك على أسوارك وفى بحارك وأنهارك وعلى طرقاتك هو ارتفاع أسعار مكاتب وانتريهات ومكيفات الوزراء لأنهم أسمى من كل البشر لا يجلسون إلا فى مكاتب تتكلف الملايين حتى يتسنى لهم إدارة مصالح الشعب بهدوء وفى جو خيالى ومريح لا يعكر صفوهم صرخة جوعان او انين حالم برغيف الخبز معدته خاوية .. وليطلع العالم على أسباب صرخة المصريين عندما تعلو لتصل صداها الى السماء آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا بلد .. باعوكى وشربوا بثمنك شاي وقهوة .. بالسم الهارى ان شا الله تطفحوه !!!
 وفاء اسماعيل
 
 
 كتّاب الخارجية الصهيونية يستبشرون باستشهاد"مغنية"


د. عوض السليمان. دكتوراه في الإعلام – فرنسا
كتاب الخارجية الصهيونية عرب مثلنا، تاريخهم من تاريخنا ولكنهم باعوا ضمائرهم لعدونا فوجهوا أقلامهم نحو صدورنا، وطمعوا في كتابة مقالاتهم في المواقع الصهيونية فكان لهم ذلك. وهم اليوم يتشرفون بأن وزارة خارجية العدو تنشر لهم في موقعها وتستشهد "بآرائهم وتحليلاتهم".
 
لقد اصطاد هؤلاء الكتاب عصفورين بحجر واحد باستشهاد القائد العسكري "عماد مغنية". أما العصفور الأول فهو أن الاغتيال حدث في دمشق بالذات ، وأما الثاني فالشهيد هو "مغنية" الرجل الفذ والذراع الضاربة للمجاهدين، بما يعنيه ذلك من التخلص من خطر كبير على وزارة خارجية العدو، الوحيدة التي تمنّ على هؤلاء بقبول كتاباتهم في موقعها.
 
وعودة إلى مسألة اغتيال عماد مغنية في دمشق، فقد تغنى كتاب الخارجية الصهيونية بالاختراق الأمني للعاصمة السورية، وصهينوا وأمركوا بدلاً من كبروا وهللوا، لأن النظام في سورية غير قادر على حماية الناس ولا المواطنين، ولا حتى الأشخاص الذين يخدمون النظام ويتعاونون معه!!.
 
ولا أعرف على وجه التحديد كيف تستطيع دولة أن تحمي كل فرد فيها من القتل أو الاغتيال أو تحمي كل بيت فيها من السرقة مثلاً، اللهم إلا توفر الوازع الأخلاقي عند الناس، وهذا بالضبط ما تفتقر إليه الجهة التي قامت بالاغتيال وما يفتقر إليه أيضا السادة الذين لا يتورعون عن نشر مقالاتهم تحت ظلال العلم الصهيوني.
 
كيف، إذاً، اخترقت جماعات بسيطة لا تملك السلاح الكافي ولا العتاد اللازم دولاً عظمى ميزانية مخابراتها بحجم ميزانية سورية ألف مرة. ولا أدري إذا كان هؤلاء الكتاب، يتذكرون هجمات أيلول عام 2001 أم لا؟ ولماذا تمّ اختراق الجدر الأمنية للولايات المتحدة؟. ولربما نسي أصحابنا التفجيرات التي حدثت في بريطانيا، أو التي حدثت في إسبانيا، وفي كل نقطة من العالم. لقد نسي أحباب الوزارة المذكورة كل هذا وتذكروا اختراق العدو للتحصينات الأمنية لدمشق وفقط لدمشق، بل تناسوا أن حزب الله نفسه قد اختطف قبل عام ونيف جنديين صهيونيين، مع العلم أن الصهاينة كلهم بصغيرهم وكبيرهم أعضاء في سلك الأمن.
 
الغريب في هؤلاء المتذللين، أنهم فرحوا لاختراق الأمن السوري ولم يحزنوا والأصل في المسألة أن يتعاطفوا مع دمشق، فدمشق هذه عاصمة عربية، ويقطنها عرب إخوة في الدم والتاريخ، فبدلاً من الشماتة كان يتوجب عليهم الوقوف في صف سوريا ومؤازرتها والشد على يدها، فما يمس دمشق أو بغداد أو القاهرة، يمس لا ريب، كل مدينة عربية وكل مواطن عربي وإن قل شرفه أو باع جزءاً من كرامته، ولكن ماذا نقول لمن خسر كل ما يملك من عزة نفس، ولم يرفع رأسه منذ عشرين عاماً، وانخفض رأسه حتى اختفت رقبته.
 
أما العصفور الثاني، فقد رحب موظفو الخارجية الصهيونية بمقتل الشهيد، فهو "إرهابي" ومطلوب في عدة دول وهذا مصير الإرهابيين. طبعاً لا يتذكر هؤلاء الكتاب، أن القادة السياسيين فضلاً عن العسكريين، في الكيان الصهيوني هم الذين أشرفوا واستمتعوا بمذابح كفر قاسم ودير ياسين، وقانا وبيت حانون، ولا يزالون إلى اليوم يبدعون العمليات الإرهابية والإجرامية في كل مكان، فهم ينفذون جرائمهم في كل نقطة من سطح الكرة الأرضية، ونسي هؤلاء أن البيت الأبيض ربَّ نعمتهم قد مارس جرائمه وإرهابه، حتى على الأطفال في العراق، ولقد خرست أقلامهم عندما رفضت الإدارة الأمريكية الإفراج عن أطفال معتقلين في "غوانتنامو" حيث اعتزت هذه الإدارة الإرهابية بأنها ستحاسب هؤلاء الأطفال وتستمتع بتعذيبهم.
 
عندما قطّع صناع الموت الأمريكان أشلاء الرضع واغتصبوا النساء في "أبو غريب"، لم تتكلم أقلام الخارجية الصهيونية، فإن كلاب الحراسة لا تعض صاحبها. وهم اليوم يستبشرون باستشهاد رجل كان يدافع عنهم وكان من المفترض أن يرفعوا رؤوسهم به عالياً.
 
ويصمت هؤلاء الكتاب عندما يعتز الصهاينة بأنهم اغتالوا الشهيد أحمد ياسين المقعد، الذي كان سلاحه الكلمة والفكرة، ويعتزون بتصفية ياسر عرفات. فكيف تعلم كتاب الخارجية الصهيونية السكوت عن الحق والتبجح بالباطل، وأين تعلموا طأطأة الرأس تحت أقدام المعتدين.
 
هكذا تصمت هذه الأقلام عن جرائم أسيادهم في تل أبيب وواشنطن وتنبري للفرح والحديث بغبطة عن مقتل رجل بقائه واستشهاده شرف لنا سواء بسواء.
 
إن الشهيد عماد مغنية، قد مات مقتولاً بيد عدوه، فشرفه الله بالشهادة، وهو رجل بدأ طريقاً كان يعرف آخرها، ولو كان خائفاً من الموت وراكضاً خلف مقال في موقع الخارجية الصهيونية لما بدأ هذا الطريق أصلاً فمن يسلك طريق الجهاد ستكون عاقبته الشهادة.
 
لقد قام عماد مغنية بعمليات فذة، سيذكرها المجاهدون كل حين، وستستخلص منها العبر والدروس، وتزداد ذكراه حسناَ على حسن، فقد قتله عدوه، ولا يجمع الله المؤمن مع قاتله يوم القيامة.
 
ولهذا فلا شك أن المجاهدين اليوم يفرحون باستشهاد عماد مغنية ولا شك أنهم يحضرون غيره، ولا شك أيضاً أن الصهاينة سيدفعون ثمناً غالياً لاستشهاده عاجلاً أم آجلاً.
 
وإذا كان هذا حال "مغنية"، مات شهيداً مناضلاً قضى عمره يفكر بقتال الصهاينة والدفاع عن هذه الأمة، فما هو حال كتاب الخارجية الصهيونية، أين سيموتون؟؟ أمام شاشات "الواوا"، أو هزي يا نواعم، أو لربما أمام الخارجية الصهيونية التي ستتخلص منهم يوما ما؟؟.
 
أم سيموتون كما تموت العير، وأصر: العير بفتح العين..فلا نامت أعين الجبناء.
 
 المنظمة الوطنية في سوريا تتهم "اسرائيل" باغتيال مغنية :


اتهمت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا، اليوم الاربعاء، الكيان الإسرائيلي بالوقوف وراء اغتيال القيادي في حزب الله الشيعي اللبناني عماد مغنية امس في دمشق. وقالت المنظمة في بيان ان "اغتيال احد قيادي حزب الله المواطن اللبناني عماد فايز مغنية في حي كفرسوسة بدمشق اثر تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وقادة الاحزاب الاسرائيلية باغتيال قادة حزب الله وحركة حماس اينما وجدوا ليؤكد اصرار الحكومة الاسرائيلية على انتهاك القانون الدولي".
واضاف البيان الموقع من رئيس المنظمة عمار قربي ان "فعل الحكومة الاسرائيلية هذا يرقى الى مستوى ارهاب الدولة الذي تدينه القوانين والاعراف الدولية وشرعة حقوق الانسان".
وقال قربي ان "اسرائيل سبق واعترفت باغتيال المواطن الفلسطيني عز الدين صبحي شيخ خليل. احد قيادات حركة حماس الفلسطينية
 
 الشهيد مغنية ينضم لقافلة الشهداء القادة للمقاومة 13/02/2008


 المجاهد الشهيد القائد عماد مغنية شهيد آخر للبنان، استشهد على يد العدو الإسرائيلي غدراً بعد الشيخ راغب حرب، والسيد عباس الموسوي، والشهداء سعيد حرب، وأبو علي رضا ياسين، وأبو حسن سلامة، وعلي حسين صالح، وغالب عوالي.
ومما جاء في كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في تأبين الشهيد القائد المجاهد غالب عوالي في 19/7/2004 في مجمع سيد الشهداء: "اليوم يلتحق شهيدٌ قائد بقافلة الشهداء القادة والمجاهدين والاستشهاديين الابطال، الذين رسموا دربنا بدمائهم الزكية لتبقى معالم الطريق الى الل واضحة مشرقة بينة، قدّموا النموذج وانجزوا التحرير وما زالوا في مواقع الدفاع عن الوطن والمساندة للمقاومة في فلسطين، وما زالوا يرفعون الراية. هذه الراية التي عاهدنا الله سوياً، ومعنا غالب عوالي انها لن تسقط على الارض ابداً وانها ستنتقل من كفٍ الى كف ومن يدٍ الى يد ومن كتفٍ الى كتف حتى ترتفع في جبالنا وتلالنا وعلى قبة أقصانا وحتى لا يبقى في قرى وربوع أرضنا اللبنانية والفلسطينية والعربية والإسلامية أي محتل وأي غاصب".
 اذاً، هذه الراية التي تنتقل من يدٍ الى يد حملها في الثمانيينات شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب، وعليها شعار الموقف سلاح والمصافحة اعتراف، فأزعجت العدو الإسرائيلي، وبعد أن فشل الاحتلال  بإسكات صوته عبر الأسر اغتاله في السادس عشر من شهر شباط، في ليلة الجمعة من عام أربعة وثمانين، فرسمت دماؤه طريق المقاومة والجهاد. وفي مثل يوم شهادته من العام إثنين وتسعين سلّم شيخ الشهداء الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي راية الشهادة، وذلك عند مفترق تفاحتا القريبة من بلدة جبشيت بعد مشاركته في إحياء الذكرى الثامنة لاستشهاد الشيخ راغب حين استهدفت طائرات العدو بصواريخ عدة سيارة السيد عباس فاستشهد هو وزوجته وطفله حسين. وتظل وصيته الأساس حفظ المقاومة.
العدو الإسرائيلي واصل اعتداءاته فاغتال في شهر آذار من العام خمسة وتسعين المجاهد أبو علي رضا ياسين أحد قادة المقاومة، فكان الرد المباشر بقصف المستوطنات الصهوينية وبعد ثمانية أشهر اغتال المجاهد القائد سعيد حرب، بزرع عبوة ناسفة بسيارته، فردت المقاومة في اليوم نفسه بتنفيذ عمليتين عسكريتين ضد الاحتلال وقصف المستوطنات الصهيوينة بصورايخ الكاتيوشا. وفي شهر آب من العام تسعة وتسعين اغتال العدو الإسرائيلي القيادي في المقاومة الإسلامية علي حسن ديب أبو حسن سلامة بانفجار عبوة ناسفة على طريق عبرا الهلالية، وكان للعميل محمود رافع اليد الطولى فيها، وايضاً في اغتيال القيادي في المقاومة المجاهد علي حسين صالح بتفجير سيارته أمام منزله في محلة الكفاءات في الضاحية الجنوبية في آب 2003.
وبعد احد عشر شهراً اغتال العدو الإسرائيلي المجاهد غالب محمد عوالي بزرع عبوة متطورة في سيارته وتفجيرها عن بعد في منطقة معوض في الضاحية.  
 
 شلت يمين القتلة : عماد مغنية في ذمة الله  :

ترجل الفارس أخيراً ، ترجل البطل الوطني اللبناني عماد مغنية ( الحاج رضوان ) في اغتيال جبان بدمشق قامت به أجهزة المخابرات الصهيونية الأمريكية والتي أعلنت عن استهدافه منذ سنوات طويلة . الحاج رضوان القائد العسكري لحزب الله يمثل حالة نادرة من القيادات العسكرية الفذة والعبقرية ، ويعود الفضل في هزيمة إسرائيل تموز 2006 إلى هذا القائد الكبير . يتسم سلوك الرجل وتكتيكه العسكري في مواجهة العدو بذكاء ملفت ، كما أن سلوكه الشخصي كقائد يتميز بالنبل والتواضع والحكمة ، ولا شك أن فقد هذا الرجل يمثل خسارة فادحة لحزب الله وللمقاومة الوطنية والإسلامية عموماً .
هو من مواليد 7 ديسمبر عام 1962 وهو لبناني من أصل فلسطيني ومعروف بانتمائه لحركة المقاومة الفلسطينية سابقاً ويتهم من جانب العديد من الدول الغربية وخاصة أمريكا بتفجير العديد من مقرات القوات الغازية للبنان بعد عام 1982 ، كما يتهم بالعديد من العمليات خارج لبنان ضد مقرات إسرائيلية ، وأعلنت الولايات المتحدة عن جائزة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يرشدها إليه أو يغتاله . إن رحيل هذا القائد في هذا التوقيت وفي ظل التهديدات الإسرائيلية بالرد على هزيمتها والاحتقان الداخلي ربما تكون له تبعات خطيرة ودامية ، ولا أظن أن حزب الله سيقف مكتوف اليدين تجاه هذه الضربة الموجعة .
وفي المقابل فان نجاح العدو الصهيوني في الوصول للرجل وفي دمشق بالذات يدل على تخطيط وترصد طويل وعلى وجود مساعدة من الداخل كون الرجل شديد الحرص في تحركاته وغير معروف للكثير من الناس بما في ذلك أعضاء وكوادر حزب الله ، ولم يكن يعرف العديد منهم أن القائد الحاج رضوان هو ذاته عماد مغنية .
إن سقوط الشهداء لا يفت في عضد المناضلين أو حركات التحرر والأحزاب الثورية كحزب الله الذي بني على مؤسسات تنتظم بشكل محكم ومدروس ليس لمواجهة قوى داخلية بل لمواجهة إسرائيل القوة الأكبر في المنطقة حسب تعبير قيادات كثيرة من حزب الله .
إن الغضب الذي يجتاح النفس والعقل بعد سماع الخبر له ما يبرره ، ذلك أن أي نجاح للعدو في الغدر بمقاوم أو جهادي سواء كان قيادياً أو عادياً وفي عاصمة عربية يمثل ضربة موجعة لنا ودليل غير طيب على اختراقات يجب أن تعالج بسرعة ، ويكون الأمر أكثر سوءاً حين يكون المستهدف شخص بحجم ووزن القائد الكبير الشهيد عماد مغنية .
إننا نقدم العزاء لحزب الله ولقائده سماحة الشيخ حسن نصر الله كما العزاء والتبريك لكل الشعب اللبناني بكل طوائفه .
إن فقدان أمثال هذا القائد الكبير والشجاع سيقوي شوكة المقاومة وحزب الله وهو في الوقت الذي يؤلمنا ويحزننا فانه يعزز قناعات كل صاحب عقل ووجدان وطني بأهمية مواجهة العدو الصهيوني موحدين وأن اتجاه السهام والبنادق يجب أن يكون إلى صدر العدو ، كما يعزز قناعاتنا نحن المقتنعين بهذا أن المرونة مع عدونا والتساهل معه لا يقدم أي خدمة للمواجهة المحتدمة معه منذ عقود بل يزيده غطرسة وتوحشاً .
لروح الشهيد الحاج رضوان نستمطر شآبيب الرحمة وندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ، ولحزب الله ولذويه ولكل لبناني ، ولكل حر شريف في هذا العالم الصبر والسلوان بفقد هذا الرجل الكبير .
 
البعد السياسي ليهودية (إسرائيل)!


سليم عبود
الحديث عن يهودية إسرائيل ليس جديداً كما يبدو اليوم لكثيرين.. وليس عادياً كما ينظر إليه بشكل مسطح فهو يندرج في سياق مشروع مخطط له منذ السنوات الأخيرة للقرن التاسع عشر .. وهو الحلقة الأكثر خطورة في حلقات المشروع الصهيوني,وتتجاوز خطورته قيام (إسرائيل) نفسها.

وإذا كان الرئيس بوش, وهو من المتصهينين الجدد الذي مخرت العقائد الصهيونية دماغه,قد أعلن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل في القدس عن دعمه (ليهودية إسرائيل) متجاوزاً المشاعر العربية وما تعكسه تصريحاته من وضع خطير على مستقبل الفلسطينيين وعلى مستقبل الوجود العربي في المنطقة من النيل إلى الفرات (أرض الحلم الإسرائيلي) وعلى مجمل عملية الصراع العربي الإسرائيلي, وعلى مستقبل فلسطينيي الشتات كمشردين عن أرضهم وأحلامهم ووجودهم, فإن الغرب كله لا ينظر بجدية إلى مخاطر مشروع( يهودية إسرائيل) من مظهر عنصري عدواني وإذا كان بعض العرب غير مبالين إلى الآن بخطورة هذا المشروع الصهيوني الخطير, وبما تحمله تصريحات الرئيس من تحد للعرب ومن دعم لإسرائيل في إجرامها الذي لا يتوقف ونراه اليوم في غزة, فإن الشعوب العربية ستجد نفسها في مواجهة مشروع هو الأخطر عليهم.‏

فكرة (يهودية الدولة) قديمة تعود إلى مؤتمر بال الذي عقد في سويسرا عام ,1897 وفي هذا المؤتمر بدأت الحركة الصهيونية طرح مشروعها القومي وواكب ذلك محاولات من قبل قادة الحركة الصهيونية في تحريف واضح للنصوص التوراتية وللتقاليد اليهودية, وهذا يعني تحويل الديانة اليهودية إلى قضية سياسية في زمن كانت فيه كل دولة من دول أوروبا تؤكد هويتها القومية,ولكن في ضوء رؤية تتقاطع مع مصالحها الاستراتيجية, في هذه الفترة راحت الحركة الصهيونية تسعى إلى بناء كيان قومي بالرغم من غياب الأسس الموضوعية التي كانت تقوم عليها القوميات الأوروبية, وكان ذلك يحتاج إلى خلق تحولات خطيرة في التفكير اليهودي, ولعل من أهم هذه التحولات الانتقال بالميسانية (مفهوم خلاص البشر) إلى القومية, وما يعنيه ذلك من انتقال (للخلاص) من مجال الله إلى مجال النشاط السياسي,من أجل العمل على خلق وتأجيج الشعور القومي اليهودي.‏

ومن تلك التحولات أيضاً رفع شعارات جديدة تهدف إلى الربط العضوي بين مفهومي: اليهودية و(إسرائيل) وشعار تحرير اليهود ووجوب عودتهم من المنفى والتحرر من تبعيته إلى (أرض إسرائيل التاريخية) والتركيز على الربط بين اليهودية والعبرية والإسرائيلية كمحددات جديدة للهوية.‏

لذا عملت الصهيونية على خلق (ثقافة يهودية مشتركة) ولغة جديدة من خلال تحديث العبرية بدلاً من اليديشية كمستلزمات ضرورية للعقيدة اليهودية ولإيجاد الوطن (الإسرائيلي).‏

ركزت الصهيونية و(إسرائيل) (في بداية إنشائها) على استعمال الدولة العبرية كرديف لفظي ل (إسرائيل) كان الهدف القريب لهذه المسألة هو تعميم اللغة العبرية على كل المهاجرين الجدد إلى الدولة كقاسم مشترك لغوي للمستوطنين (الإسرائيليين).‏

أما الهدف الأبعد لاستعمال كلمة (العبرية) فيتلخص في أن هذه الكلمة هي الأضمن لربط التاريخ اليهودي بأقدم العصور, ولجعل عصر اليهود متصلاً بأقدم الأزمنة,وبذلك يتحول تاريخ فلسطين إلى تاريخ يهودي, ولهذا فإن (الباحثين الإسرائيليين) يتمسكون بكلمة (العبرية) ومصطلح العبرانية التوراتية كقرائن تربط بين اليهود والبعد التاريخي لهم في فلسطين وكاحتمال وحيد لإيجاد الروابط المفقودة بين اليهود في جميع المجالات, بالرغم من عدم توفر دليل واحد على أن الإسرائيليين كان لهم وجود رسمي كدولة في فلسطين وأن كل ما هو قائم الآن مجموعة من الأكاذيب التي تنتهجها الصهيونية ولا تمتلك دليلاًعليها, فلا الهيكل وجد بالرغم من البحث الدؤوب عنه, ولا الأساطير الإسرائيلية وجدت لها دليلاً في كل المدن القديمة في ذاك التاريخ, كما يشير الدكتور فايز رشيد في مقال له في هذا الصدد, إن إسرائيل التي احتلت الأرض لم تحاول قضم الأرض العربية قطعة قطعة وحسب, فهي تتوغل في الوجود العربي السياسي والجغرافي والثقافي خطوة خطوة, وها هي اليوم تقيم علاقات سياسية أو اقتصادية مع أطراف عربية متعددة وهذا ما يشجعها على أن تعلن عن مشروعها بجعل (إسرائيل) دولة يهودية, وهذا يعني تفريغ فلسطين عام 1948 من العرب الفلسطينيين ومنع عودة الفلسطينيين الذين طردوا عام 1948 من فلسطين إليها, و(لإسرائيل) أحلام توسعية في الأرض العربية, وهنا نجد أنفسنا كعرب أمام مشروع تصفوي لا يستهدف الأرض العربية وحسب وإنما يستهدف الوجود العربي كله,والغرب ليست لديه مشكلة في كل ذلك, ما زال الصوت العربي ضعيفاً لا يتجاوز حالة الأنين الخافت الذي يطلقه الأموات قبل رحيلهم عن الحياة.‏
 
تحالف بوتين وميدفيديف.. إلى أين?!

خولة غازي
يجمع المراقبون على أن نسخة 2008 من بوتين كرئيس للوزراء سوف تكون أقوى من نسخة 1999 عندما تسلم رئاسة الوزراء لشهور

أثناء حكم بوريس يلتسن, وهذا يعني أن الحاجة تنتفي إلى تغيير القوانين والدستور لتمكين بوتين من الاستمرار في الاضطلاع بدور اللاعب السياسي الرئيسي في البلاد,وذلك بعد القرار الذي اتخذه فلاديمير بوتين بشغل منصب رئيس الوزراء في حالة فوز مرشحه ديمتري ميدفيديف في الانتخابات الرئاسية الروسية القادمة.‏

وقد أفزعت مؤيديه فكرة مغادرته في آذار المقبل, فخرجت تظاهرات شملت غالبية المدن الروسية رفعت شعار (أنا مع بوتين) وظهرت منظمات وحركات اجتماعية توحدت جهودها خلف مطلب وحيد صيغ في عريضة سلمت إلى الرئيس مضمونها (لا ترحل) ويرى أحد مؤسسي الحركة, الفنان سيرغي بروخانوف, ضرورة تعديل الدستور, معتبراً أنه لا يجوز تحديد فترات الرئاسة لشخصية قيادية عظيمة يساندها الشعب.‏

يتمتع رئيس الدولة بصلاحيات شاملة حسب الدستور, وهذا في حد ذاته يشير إلى أن ميدفيديف سوف يكون رئيساً قوياً, فضلاً عن ذلك فمن المعروف عن ميدفيديف أنه رجل سياسة قوي العزيمة وإداري مخضرم عظيم الخبرة.‏

لكن بوتين سوف يكون رئيس وزراء قوياً, لمجرد كونه بوتين, وهو عاقد العزم على أن يظل الشخص الأكثر شهرة في روسيا لمدة طويلة مقبلة, وهذا يعني قيام نظام حكم يعتمد على مركزين على الأقل لاتخاذ القرار - ربما بالإضافة إلى روسيا الموحدة, الحزب الذي ينتمي إليه بوتين وميدفيديف, والذي فاز ب 64% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة, بعد أن فاز في انتخابات عام 2003 بنحو 37% من الأصوات, كل ذلك يشكل تقدماً واضحاً من وجهة نظر الفصل بين السلطات.‏

ربما يتمتع منصب رئيس الوزراء ببعض الأفضلية, فمن بين نقاط الضعف الرئيسية التي تعيب تصميم الدستور الروسي فصله للسلطة عن المسؤولية, فالرئيس يتمتع بأغلب السلطات, إلا أن الحكومة هي المسؤولة عن النتائج المترتبة على السياسات التي تنتهجها.‏

ومع ذلك يستخف العديد من المعلقين بسلطات رئيس الوزراء, فطبقاً للدستور, يتولى رئيس الوزارة قيادة الفرع التنفيذي, والحكومة مفوضة بنص الدستور باتخاذ القرار فيما يتصل بالاتجاه الرئيسي للسياسة الداخلية والسياسة الخارجية.‏

ويعتمد القدر الأعظم من الأمر على من هو رئيس الوزراء بالتحديد, إذ إن الساسة من ذوي الوزن الثقيل الذين يشغلون ذلك المنصب قادرون بحنكتهم ودهائهم على حجب دور رئيس الدولة تماماً, كما حدث مع يفغيني بريماكوف أو بوتين ذاته أثناء نهاية مدة الولاية الأخيرة للرئيس بوريس يلتسن, حين كان من الواضح بالنسبة للجميع أن رئيس الوزراء هو من يدير الدولة.‏

ويمكن القول إن النموذج الأميركي كما يرى محللون أكثر نجاحاً في هذا السياق, ذلك أن رئيس الدولة يتولى أيضاً زعامة الحكومة, رغم أن الموقف الجديد لا يعالج بالكامل عيوب التصميم حيث يتولى الشخص الأكثر قوة على الصعيد السياسي زعامة الفرع التنفيذي, إلا أنه سوف يسمح بالمزيد من الأداء الفعال من جانب الحكومة التي ما زالت تناضل من أجل استرداد عافيتها منذ الإصلاحات الإدارية التي طبقها بوتين أثناء عام .2004‏

بادر العديد من المعلقين إلى توبيخ بوتين بسبب استعداده لقبول منصب يزعمون أنه أقل من مستواه - فالتصدي للمسؤولية عن تعبيد الطرق, وإدارة الخدمات الاجتماعية,وعلاج التضخم والعديد من المشكلات الأخرى قد تضعف من شعبيته إلى حد كبير, ولكن كان من الواجب عليهم أن يشكروه بدلاً من أن يوبخوه.‏

ولكن ما مدى الاستقرار الذي قد ينعم به مثل هذا النظام المتعدد المراكز في الحكم? وإلى متى قد يظل ميدفيديف رئيساً للبلاد وبوتين رئيساً للوزراء? ماذا لو دب الخلاف بينهما?‏

إن الاستقرار يتطلب بطبيعة الحال الاتفاق بين اللاعبين الرئيسيين, ومن المؤكد كما يرى المتابعون أن الأمر سوف يشتمل على عدد وافر من الخصوم والحلفاء الذي سيحاولون إثارة المشكلات بينهما, ولكن ينبغي أن ندرك أن بوتين وميدفيديف عملا معاً لمدة تزيد على سبعة عشر عاماً من دون أن تنشأ بينهما صراعات خطيرة, فضلاً عن ذلك فإن بوتين لم يسبق له قط أن أخطأ في الحكم على ولاء الأشخاص الذين يرفعهم إلى جانبه.‏
 
الجولان في قلب الوطن :

خالد محمد خالد
ونحن اليوم نعيش ذكرى إعلان الإضراب العام والمفتوح الذي نفذه أهلنا في الجولان السوري المحتل ضد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي,

ضم الجولان وفرض الهوية الإسرائيلية, فإننا نستذكر وطنياً حراً وقائداً مطاعاً تميز بالحكمة وقام بواجب المسؤولية الملقاة على عاتقه مسجلاً أنصع آيات العزة والفخر والكبرياء, إنه الشيخ المرحوم سلمان طاهر أبو صالح رئيس الهيئة الدينية الروحية لطائفة الموحدين الذي افتقدته الأمة العربية بشكل عام والشعب السوري بشكل خاص الذي توفي يوم 2/2/2008 عن عمر ناهز 94 عاماً.‏

لقد كان موقفه حاسماً ومشرفاً في رفض الهوية الإسرائيلية, كذلك وقف ضد الحكم العسكري الإسرائيلي, كما يعد الشيخ الجليل من أبرز الشخصيات الدينية والسياسية في الجولان السوري المحتل. كان له باع طويل في مسيرة الكفاح الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي, فكان سنداً ونصيراً للحركة الوطنية السورية بالجولان. وعرف عنه دوره المركزي في المواجهات التي شهدتها قرى الجولان مع سلطات الاحتلال, كما أن الشيخ أبو صالح حظي بثقة كبيرة من أهلنا بالجولان ساعده ذلك في التصدي للمخططات الإسرائيلية, وله مواقف وطنية واضحة ومعروفة في الحفاظ على هوية الجولان أرضاً وشعباً والانتماء للوطن الأم سورية, ونظرا لمواقفه الوطنية فإن سورية بقيادتها الحكيمة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد قد كرمت الفقيد أبو صالح سواء في التعزية التي قدمها السيد الرئيس أو من خلال تكريمه في حفل التأبين من قبل أبناء الوطن كافة, ونحن إذ نستذكر الفقيد سلمان طاهر أبو صالح فلا بد أن نستذكر الأسرى والمعتقلين السوريين الذين يعانون جراء انتهاك سلطات الاحتلال الإسرائيلية والتي تتعارض والقانون الدولي ومبادىء الحق والعدالة وحقوق الإنسان, مستخدمة شتى أنواع الترهيب والتعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي المتعمد, حيث الإبقاء على الحالات المرضية التي يعاني منها الأسرى كما هي حالة الأسير بشر المقت وشقيقه صدقي المقت والأسير سيطان نمر الولي, ولا ننسى ونحن نعيش الذكرى السادسة والعشرين لانتفاضة الأهل والجولان أن ننحني إجلالاً لهؤلاء الأسرى والمعتقلين العرب في سجون الاحتلال, الصامدين خلف قضبان العدو متحدين عتمة الزنازين, وكذلك إلى شهداء الوطن وشهداء الجولان الذين قضوا دفاعاً عن تراب سورية. وبالعودة إلى موضوعنا الرئيسي فقد اتخذ الكنيست الإسرائيلي في 14 كانون الأول 1981 قراراً بضم الجولان السوري المحتل تحت اسم تطبيق القانون الإسرائيلي المدني على الجولان. وقد أبرز هذا القانون بشكل قاطع السياسية الإسرائيلية القائمة على التوسع والهيمنة, وقد استقبل سكان الجولان هذا القرار بالرفض التام والشامل, فطالبوا قوات الاحتلال الصهيوني بالتراجع والعدول عن قرارها, وإزاء إصرار إسرائيلي على قرارها, علق سكان الجولان الإضراب العام والمفتوح في كافة المجالات والمرافق والأعمال ابتداء من 14 شباط ,1982 حيث استمر الإضراب أكثر من خمسة أشهر تصاعد خلالها النضال الوطني كماً ونوعاً وكان من أهم مظاهره ازدياد تماسك الأهل بالجولان وتعميق وعيهم وانتمائهم للوطن الأم. وفي حينها أعلنت الحكومة السورية أن هذا القرار هو خرق للقانون الدولي القاضي بعدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة, وأصدر مجلس الأمن قراراً يرفض فيه القرار الإسرائيلي ويعتبره غير شرعي.‏

بعد رفض إسرائيل القرارات الشرعية الدولية ورفضها للمطالب الشعبية واستمرارها في سياسة القمع والاعتقال والتهويد لأرض الجولان وإعلان حالة الطوارىء في قرى الجولان دعا أهل الجولان إلى اجتماع عام وطالبوا حكومة الاحتلال باحترام مشاعر السكان الوطنية والقومية والكف عن الممارسات الإجرامية والإرهابية التي تطول أبناء الجولان والإفراج عن كافة المعتقلين السوريين في سجون الاحتلال وإلغاء قرار الضم والإلحاق والكف عن محاولات تطبيق القانون الإسرائيلي وفرض الجنسية الإسرائيلية, إلا أن سلطات الاحتلال رفضت مطالب أبناء الجولان وردت عليها بالمزيد من الاعتقالات وتشديد القبضة الحديدية على الوطنيين وبعد أن اتضح لهم عدم جدوى التفاوض والحوار من قوات الاحتلال تقرر في اجتماع شعبي عام في 13/2/1982 حضره الآلاف من أبناء الجولان الإعلان عن إضراب مفتوح يشكل كافة المرافق الاقتصادية والتعليمية والتجارية ويمنع أي تعاون مع سلطات الاحتلال احتجاجاً على الممارسات التعسفية الرامية إلى تطبيق القرارات الدولية التي تضمن حق الشعوب التي ترزح تحت نير الاحتلال. ويمكن إجمال مطالب أبناء الجولان بما يلي:‏

- إلغاء قانون ضم الجولان, واعتبار الجولان منطقة محتلة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين , وإعادة الأراضي والأملاك المصادرة, ومعاملة سكان الجولان حسب المواثيق الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية.‏

كما سبق وأشرنا فقد استمر الإضراب نحو ستة أشهر متواصلة, عانى فيها السكان من النقص الشديد في الغذاء والدواء والعلاج فكان الجولان خلالها منطقة محاصرة ومشلولة ومعزولة تماماً, حيث ساءت الأوضاع المعيشية إلى حد لم تشهده قرى الجولان من قبل. وقد كان غزو لبنان من قبل الكيان الصهيوني أحد أسباب إنهاء الإضراب في 20 تموز ,1982 وقرار الإنهاء كان شعبياً أيضاً في إجماع عام استعرضت فيه النتائج التي أفرزتها وأهمها الامتناع عن فرض الجنسية الإسرائيلية على أبناء الجولان ومنع التجنيد الإجباري في جيش الاحتلال وإطلاق سراح كل المعتقلين السوريين والكف عن المضايقات التي تعرض لها أهالي الجولان.‏

لقد اصطدمت إسرائيل بصلابة وموقف الأهل بالجولان العزل, وأرغمت متقهقرة أمام عنفوان الصمود الذي لم يعبأ بالأثقال والآلام, وحول الجولان إلى قلعة تحطمت حولها قرارات الدولة الإسرائيلية وانهار أمامها التبجح بالعظمة والغرور, حتى إن قادتها أصيبوا بصدمة كبيرة نتيجة فشل مشروعهم القاضي بضم الجولان.‏

لقد كان أهل الجولان على قدر المسؤولية الوطنية والقومية الملقاة على عاتقهم, وواجهوا كل الممارسات الإسرائيلية بصلابة وقوة, وتمسكوا بعروبتهم وهويتهم السورية.‏

ونشير أخيراً إلى ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد وفي أكثر من مرة (إننا مع أهلنا في الجولان بقلوبنا وإمكاناتنا وإن الجولان هو في المركز دائماً لكي يعود إلى وطنه سورية في يوم آت لا ريب فيه) وأقول: إن مسألة استعادة الجولان هي مسألة وقت وهذا الوقت قريب جداً.‏

في ذكرى إنتفاضة الجولان المحتل.. متمسكون بوطنيتهم


 حسين صقر
 ( هضبة الجولان المحتلة هي جزء لايتجزأ من سورية العربية وإن الجنسية العربية صفة ملازمة لنا ولانعترف بأي قرار تصدره ( اسرائيل )

لجهة ضمان كيانها وكل من يتجنّس بالجنسية (الإسرائيلية) أو يخرج عن ذلك يكون مجحوداً أو مطروداً من ديننا ومن ترابطنا الاجتماعي ويحرّم التعامل معه أو مشاركته أفراحه أو أحزانه أو التزاوج معه ).‏

هذا ماجاء في مضمون الوثيقة الوطنية التي أصدرها وجهاء الجولان المحتل قبل 27 عاماً تعبيراً عن رفضهم القاطع لضم المنطقة إلى (اسرائيل) أو تطبيق القوانين الاسرائيلية عليها وتوّجوا ذلك بانتفاضة شعبية كبيرة ضمت جميع الفعاليات لإجهاض خطة اسرائيلية طرحتها حكومة مناحيم بيغن عام 1977 تدعو لفرض الهوية الاسرائيلية على أبناء الجولان, ماحدا بحكام اسرائيل لاتخاذ خطوات عدوانية جديدة تمثلت بإقرار الكنيست يوم 14/12/1981 قانوناً يقضي بضم الجولان إلى اسرائيل وتطبيق قوانينه عليه وجاء على لسان اسحق شامير وزير الخارجية حينذاك أن جميع الأحزاب الاسرائيلية بما فيها المعارضة تؤيد قانون ضم المرتفعات وسيعمل الجميع للتعبئة من أجل دعم موقف الحكومة هذا.‏

وبعد ثلاثة أيام من صدور القرار المذكور اتخذ مجلس الأمن الدولي بجلسته المنعقدة بتاريخ 17/21/1981 قراره رقم 497 مستنداً بذلك إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات المجلس المتعلقة بالأراضي العربية المحتلة والذي أكد فيه أن قرار اسرائيل هذا يعتبر لاغياً وباطلاً وطالب بإلغائه فوراً مضيفاً أن نصوص اتفاقية جنيف لعام 1949 المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب تستمر في انطباقها على الجولان وفي حال رفضت اسرائيل تنفيذ هذا القرار يجتمع مجلس الأمن بصورة عاجلة لاتحاذ التدابير اللازمة طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والصلاحيات المعطاة له واتخذت في اليوم نفسه الجمعية العامة قراراً مماثلاً لذلك تحت رقم 36/226 أعلنت فيه بطلان القرار الإسرائيلي وأن ليس له أي صحة قانونية وطالبت بإلغائه فوراً.‏

وأدرك عندها مواطنو الجولان خطورة السياسة الإسرائيلية الرامية إلى سلخهم عن انتمائهم الوطني والقومي وتجريدهم من جنسيتهم العربية السورية وأعلنوا رفضهم استلام الجنسية مهما كلفهم ذلك من تضحيات وقرروا مقاومة المشروع الصهيوني وأدواته وأعلنوا إضرابهم المفتوح الذي استمر 6 أشهر مؤكدين عدم اعترافهم بمثل هذه القرارات ولا بالمجالس المحلية والمذهبية التي يعينها الاحتلال ولم يتوقف هذا النضال بهدف إلغاء الإجراءات الجائرة والتصدي لها.‏

لقد كان احتلال الجولان أحد الأهداف الرئيسية للحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل في حزيران 1967 إذ تمكنت من احتلال مساحة 1250 كم2 من أصل 1860 كم2 بما فيها المنطقة المنزوعة السلاح التي تبلغ 100 كم2 وطردت أثناء وبعد العدوان 131 ألف نسمة من سكانه من أصل العدد البالغ قبل الاحتلال 152 ألفاً ليكون هذا الاحتلال تنفيذاً لمخطط صهيوني كان قد أوجزه أول رئيس وزراء اسرائيلي دافيد بن غوريون في العام 1918 حين حدد الدولة العبرية المزعومة من النقب برمته ويهودا والسامرة والجليل وسنجق حوران وسنجق الكرك معان والعقبة وجزء من سنجق دمشق أقضية القنيطرة ووادي عنجر وحاصبيا.‏

إذاً لم يكن قرار بيغن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك الخاص بعرض مشروع قانون ضم الجولان مفاجأة من ناحية مضمون القرار بل تمثلت المفاجأة بالنسبة للجميع سواء داخل اسرائيل أو خارجها بتوقيت الطرح والأسلوب الذي عرض فيه, حيث نصّت الفقرة الحادية عشرة من الخطوط الأساسية للحكومة على أن (اسرائيل) لن تتخلى عن الجولان ولن تزيل أية مستوطنة أقيمت فيه حتى لو تمت مفاوضات مع سورية وعلى الرغم من هذا الوضوح في نوايا الحكومة الإسرائيلية تجاه الجولان فإن بيغن فاجأ الجميع بصدمة التوقيت الذي اختاره لاتخاذ القرار مستغلاً اهتمام العالم بأحداث بولونيا بالطريقة التي عرض فيها المشروع أمام الكنيست مساء 14/12/1981 حيث تمت المصادقة عليه بالقرارات الأولى والثانية والثالثة بأغلبية 63 صوتاً مؤيداً ضد 21 صوتاً معارضاً وذلك خلال جلسة قصيرة استمرت ساعات معدودة ويحتوي قانون الجولان كما جاء في القرار على ثلاثة بنود يدعو الأول فيها إلى البدء بتطبيق القضاء والقانون والإدارة الإسرائيلية على الجولان ويحدد الثاني موعد البدء بتطبيق القانون بالساعة التي يصادق فيها الكنيست طيه أما الثالث فيعطي الصلاحيات لوزير الداخلية صلاحيات الأنظمة الضرورية لتطبيقه.‏

وهكذا تبيّن أن القرارات التعسفية والجائرة التي تصدرها سلطات الاحتلال لا تستند إلى أي شرعية دولية منذ إقامة هذا الكيان الذي وجد أصلاً بطريقة لا شرعية ليتأكد أن (اسرائيل) دولة عدوانية قائمة على الحروب والتوسع وترفض السلام العادل الذي يعيد الحقوق لأصحابها ومايزيدها إمعاناً في عدوانيتها وقوف الولايات المتحدة الأميركية إلى جانبها التي اكتفت في ذلك الوقت ولاتزال بالانتقاد الكلامي وذلك بهدف منع انضمامها إلى قرارات معاقبة (اسرائيل) في مجلس الأمن ويبدو أنها كانت تنفذ التزامات سابقة لربيبتها إزاء مصير الجولان حيث كشف في تعهد سابق قدمته إدارة الرئيس الأميركي جيرالد فورد إلى حكومة اسحق رابين بشأن دعم بقاء (اسرائيل) في الجولان في أية مفاوضات سلمية تتم بين اسرائيل وسورية وحصلت (اسرائيل) على هذا التعهد أثناء المفاوضات على فصل القوات في سيناء.‏

وبالنتيجة فالقرار الذي خلقته حكومة إرهابية لايمكنه أن يلغي تاريخاً كاملاً أو يغير الجغرافيا أو يسلب أصحاب الحقوق هويتهم وانتماءهم ولن يجعل السكان الذين أخرجوا بقوة الإرهاب على الرحيل من ديارهم بعيدين عن حلم العودة إلى المكان الذي ترعرعوا فيه وشربوا من مياهه العذبة لأنه بالنتيجة أي الجولان ليس مجرد قطعة أرض.. وليس هضبة أو مرتفعات.. إنه عنوان العزة الوطنية وجزء من الجسد السوري واسم لملحمة بطولية مستمرة عبر الأجيال.‏
 
 في ذكرى إنتفاضة الجولان المحتل.. المنية ولا الهوية الإسرائيلية :

بقلم د. فايز عز الدين
ست وعشرون عاماً مضت, ولا تزال الانتفاضة في الجولان تتجدد, ولا تزال وقفة الأهل في قرى مجدل شمس وبقعاتا, وعين قنية,

ومسعدة تتمسك بالهوية السورية, والثقافة والأصول العربية, وترفض الضم والهوية الاسرائيلية رغم كل ما حاوله العدو, ولا يزال لكي يكسر إرادة أولئك الصامدين, الصابرين الذين لم يستطولوا نضالهم نفاد صبر, بل رغبة جهاد, ومقاومة وكبرياء.‏

نعم منذ أن استدعى مناحيم بيغن- رئيس وزراء العدو الصهيوني- وزير دفاعه حينها آرئيل شارون, ووزير خارجيته اسحق شامير, وأبلغهما قراره بضم الجولان العربي السوري طالما أن سورية لن تسلم بوجود اسرائىل كما قال لهم, وتم إقرار قانون الضم في الكنيست الإسرائيلي بغالبية 63 صوتاً, وصدر بتوقيع رئيس الدولة اسحق نافون, وكتب تحته:أقرته الكنيست يوم 14/12/1981 لم تهدأ لأهلنا في الجولان المحتل مقاومة وهبوا هبة رجل واحد للذود عن حياض أرضهم, وتاريخهم, ووجودهم, وانتمائهم للوطن الأم سورية.‏

ومن المعروف أن سورية- في ذلك الزمان- قدمت لمجلس الأمن الدولي رسالتها التي ترفض فيها قرار الضم وتعتبره بكل مواثيق الأمم المتحدة, والقانون الدولي لاغياً, وباطلاً وهي مصرة على استرداد الجولان بكافة الوسائل الممكنة. وقد تبنى مجلس الأمن الدولي وجهة نظر سورية فصدر قراره رقم 497 بتاريخ 17-12-1981 الذي اعتبر بموجبه أن قرار إسرائيل بفرض قوانينها, وسلطاتها, وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة لاغياً, وباطلاً ومن دون فعالية على الصعيد الدولي وطالب اسرائىل بإلغائه فوراً, وتمسك بأحكام اتفاقية جنيف المعقودة بتاريخ 13-8-1949 والمتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب.‏

ومن المعروف أن هذا القرار لقي تجاهلاً من قبل اسرائىل أسوة بما سبقه من قرارات للجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. وكما أن قرار الضم الجائر هذا قد لقي قبولاً واسعاً لدى المستوطنين الصهاينة فقد لقي بالمقابل رفضاً واسعاً من عرب فلسطين, وتضامناً كاملاً مع نضال مواطني الجولان ضد التعسف الإسرائيلي وحصار أهلنا في القرى المذكورة بهدف ثنيهم عن عزومهم, مقولتهم الخالدة.. (المنية ولا الهوية).‏

وعلى الأثر ثارت انتفاضة الأهل بمقاومة شعبية حتى جعلت من اسرائىل تخافها وتحول الجولان بأكمله إلى سجن مغلق كبير, وصدرت ضد المقاومين الذين انتفضوا أحكام جائرة, وأودعوا سجون الاحتلال. وتحدياً لإجراءات العدو تداعى أبناء الجولان لعقد اجتماع حاشد لهم ضم كافة سكان القرى المنوه عنها, وأعلنوا إضراباً شاملاً ومفتوحاً يمنع أي تعاون مع سلطات الحكم الإسرائيلي تعبيراً عن رفضهم تطبيق القانون الإسرائيلي في الضم. وقد قدم المواطنون مطالبهم لقوات الاحتلال حيث كانت: -إطلاق سراح كافة المعتقلين- عدم تبديل الهوية, والكف عن مضايقة السكان, والمس بمصالحهم.‏

-إعادة الأراضي والأملاك المصادرة, والسماح باستخدام المياه- معاملة أبناء الجولان حسب المواثيق الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة, والمنظمات الدولية التابعة لها.‏

ومن المعروف أن أهل الجولان- حينها- قد نفذوا في يوم 14 شباط 1982 الإضراب العام الكبير وشمل قرى مجدل شمس, وبقعاتا, وعين قينة- ومسعدة, فرفعت الأعلام السورية, رغم أن عقوبة رفع العلم السوري تصل إلى حد السجن خمس سنوات.‏

ولكي تخفف حكومة العدو من أهمية هذا الإضراب العام الكبير قامت بفرض حصار شامل على القرى المضربة في 25-12-1982 ومنعت عنهم دعم إخوانهم من عرب فلسطين, وفي هذه الأثناء وقعت اشتباكات كثيرة مع قوات الاحتلال جدد فيها أهلنا روح حرب التحرير المجيدة, وأجبروا العدو على التراجع عما فرضته عليهم ولاسيما بعد أن حطموا سيارة شمعون بيرز وهو بداخلها. ووقتئذ دام هذا الإضراب 157 يوماً ليصبح أطول إضراب ضد الاستعمار في تاريخ سورية, حيث كان قد سبقه في زمن الاحتلال الفرنسي لسورية إضراب الستين يوماً في الثلاثينيات من القرن العشرين المنصرم.‏

وقد أصبح-منذئذ- يوم 14 شباط 1982 يوماً للاحتفال بذكراه, وتجديد الانتماء لسورية والعروبة من المواطنين الذين لم يجعلهم عسف الاحتلال متخلين عن هويتهم, أو ولائهم, أو ارتباطهم بخارطة الوطن العظيم وإزاء وقفة الصمود المشرفة هذه كرمت سورية القائد الخالد حافظ الأسد أهالي الجولان بكل ما يستحقون من رعايتهم, ورعاية أبنائهم حيث فتحت لهم بوابات الوطن لتعليم أبنائهم, وقدرات الوطن لتعزيز صمودهم ويقوم السيد الرئيس بشار الأسد برعايتهم كما تستوجب الرعاية الوطنية, ويكرمون حين تكون لهم زيارات سنوية إلى الوطن الأم, وقد أعلنها الرئيس في أكثر من مناسبة أن الجولان سيعود وأبدى سيادته تفاؤلاً مفعماً بالثقة بأن الجولان عائد إلى سورية, ولن تقوى اسرائيل على مواصلة احتلاله مهما بلغت غطرستها, ومهما كانت قوة داعميها فنحن أصحاب الأرض التاريخيون, والأرض لنا مهما جثم على ثراها الغاصبون.‏

وفي الذكرى السابعة والعشرين لانتفاضة أهلنا في الجولان المحتل نجدد العزم الوطني, والقومي على ألا تستكين لنا همة حتى يتم لنا تحريره.‏


سورية تدين العمل الإرهابي.. لبنان يشيع اليوم الشهيد المناضل مغنية


أعلن السيد وزير الداخلية أن التحقيقات الجارية حول انفجار السيارة المفخخة في حي كفر سوسة السكني ليل أمس الأول بينت أنه استهدف المناضل اللبناني عماد مغنية.

وأضاف ان التحقيقات مستمرة من قبل الجهات المختصة بحثاً عن الفاعلين وأن الجمهورية العربية السورية إذ تدين هذا العمل الإرهابي الجبان تعبر عن مواساتها للشعب اللبناني الشقيق ولأسرة الشهيد.‏

وعلمت الثورة في رصد الكتروني ومن معلومات من موقع الحدث.. أن الشهيد مغنية دخل سورية مؤخراً باسم آخر لايدل على اسمه الحقيقي واقام في هذا الحي السكني كمستأجر عادي . وليس في الموقع اي شيء يقتضي الحيطة أو الحذر . وقد آخّر ذلك في اكتشاف شخصية القتيل.‏

وفي قراءة للحدث ومقارنة له مع احداث مشابهة أخرى فإن كل الدلائل توصل الى الاصابع الاسرائيلية الارهابية.‏

هذا ويشيع حزب الله وجمهور المقاومة الوطنية اللبنانية واللبنانيون اليوم القيادي في حزب الله عماد مغنية الذي امتدت يد الغدر الصهيوني لاغتياله حيث وجهت قيادة حزب الله في بيان لها الاتهام لإسرائيل.‏

وكان حزب الله قد نعى امس الشهيد مغنية احد قادة المقاومة الوطنية في لبنان الذي استشهد إثر عملية ارهابية استهدفته ليلة امس الاول.‏

وقال الحزب في بيان له ان المناضل مغنية قضى شهيدا على يد الاسرائيليين ولطالما كان هدفا لاسرائيل وسعت للنيل منه خلال اكثر من عشرين عاما.‏

واضاف الحزب ان الاسرائيليين يعرفون ان معركتنا معهم طويلة جداً وان دماء الشهداء القادة كانت دائماً ترتقي بمقاومتنا الى مرحلة أعلى وأسمى وأقوى كما حصل سابقا مع الشهيدين القائدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب.‏

وعاهد حزب الله في بيانه على مواصلة طريق المقاومة حتى تحقيق النصر الكامل وتقدم الحزب من عائلة الشهيد بأحر التعازي.‏

من جهته أدان الرئيس اللبناني السابق إميل لحود جريمة اغتيال الشهيد عماد مغنية أحد قادة المقاومة الوطنية اللبنانية.‏

وقال لحود في بيان اصدره أمس ان الشهيد مغنية انضم الى قافلة الشهداء التي تقدمها المقاومة الوطنية اللبنانية في صراعها مع العدو الاسرائيلي بعد ان كانت قدمت الشهيد تلو الاخر وعلى المستويات كافة في سبيل رفعة لبنان وعزته وكرامته.‏

واوضح لحود ان اغتيال مغنية يشكل ردا اسرائيليا على الهزيمة النكراء التي ألحقتها المقاومة باسرائيل في حرب تموز من العام 2006 التي شنتها قوات العدو على لبنان مؤكدا ان هذا العمل الجبان لن يكون سوى حافزا اضافيا للمقاومة وللاستمرار في الوقوف سدا منيعا أمام الاطماع والاهداف الاسرائيلية تجاه لبنان وشعبه.‏

كما ادانت حركة أمل اللبنانية أمس جريمة اغتيال الشهيد عماد مغنية أحد قادة المقاومة الوطنية في لبنان مؤكدة ان اسرائيل تقف وراء هذه الجريمة.‏

ودعت الحركة في بيان لها اللبنانيين الى تمتين وحدتهم في مواجهة العدو الاسرائيلي والنهوض بمسؤولياتهم الوطنية.‏

بدوره استنكر نائب المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان جريمة الاغتيال وقال في بيان له ان الذين نفذوا هذه العملية جبناء ويخافون من المواجهة.‏

كذلك أدان رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق عمر كرامي بشدة اغتيال الشهيد مغنية ووصفه بالعمل الارهابي الجبان مؤكدا ان هذه العملية تأتي ردا على الهزيمة التي لحقت بقوات الاحتلال الاسرائيلي في تموز عام 2006 على يد المقاومة اللبنانية.‏

بدوره استنكر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص عملية الاغتيال وقال في برقية وجهها الى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ان ايادي الغدر التي امتدت لتنال من الشهيد مغنية لن تستطيع النيل من ارادة المقاومة والصمود والتصميم على مواجهة المشروع الصهيوني.‏

كما أدان الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر اغتيال الشهيد مغنية وقال ان المقاومة اللبنانية فقدت قائدا بارزا مضيفا ان استشهاده سيشكل اندفاعة للشعب ومقاومته من اجل مزيد من التوحد والتمسك بالقيم والمبادىء التي استشهد مغنية من اجلها.‏

بدوره أدان الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة جريمة الاغتيال مؤكدا ان اسرائيل تقف وراء هذه العملية الارهابية.‏

من جانبه استنكر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان الجريمة النكراء مؤكدا ان اسرائيل تقف وراء هذا العمل الارهابي.‏

كما أدانت جبهة العمل الاسلامي في لبنان اغتيال الشهيد مغنية أحد قادة المقاومة الوطنية اللبنانية في الجنوب.‏

من ناحيته رأى حزب الاتحاد اللبناني ان اغتيال الشهيد مغنية عملية يائسة تهدف الى زعزعة القدرة النضالىة للمقاومة التي قدمت قادة كبار في مسيرتها النضالىة التحررية.‏

وأدان النائب اللبناني اسامة سعد رئيس التنظيم الشعبي الناصري في صيدا جريمة الاغتيال مؤكدا ان استشهاد مغنية سيزيد اللبنانيين تصميما على متابعة الكفاح والتمسك بنهج المقاومة.‏

من جانبه استنكر التجمع الوطني لدعم خيار المقاومة في لبنان عملية الاغتيال مؤكدا ان هذه الجريمة تأتي محاولة من قوات الاحتلال الاسرائيلي للانتقام لهزيمتها النكراء في العام .2006‏

كما استنكر رئيس تجمع الاصلاح والتقدم خالد الداعوق عملية الاغتيال مؤكدا ان يد الغدر والاجرام التي طالت الشهيد مغنية لن تستطيع النيل من ارادة المقاومين وان هذا الاغتيال سيزيدهم اصرارا على اكمال النضال ومسيرة التحرير.‏

وندد الحزب الديمقراطي اللبناني باغتيال مغنية مؤكدا ان استشهاده يشكل خسارة كبيرة للبنان ومنعته.‏

من جهتها أكدت لجنة المتابعة للاحزاب والقوى والشخصيات اللبنانية ان اغتيال المقاوم مغنية في هذا التوقيت بالذات يحمل رسالة واضحة مضمونها ان اسرائيل تواصل حربها المفتوحة على لبنان وأن انكفاءها في حرب تموز عام 2006 أملته الهزيمة النكراء التي لحقت بها في هذه الحرب.‏

من جانبه أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي بشدة اغتيال مغنية وقال في بيان له ان اغتيال الشهيد مغنية يأتي في سياق الحرب الاسرائيلية المتواصلة ضد قوى المقاومة والممانعة الأمر الذي لن تقف حياله هذه القوى موقفاً عادياً .‏

بدوره ادان مؤتمر الشعب اللبناني بجريمة الاغتيال مؤكداً وقوف اسرائيل وراء هذا العمل الجبان.‏

وقال المؤتمر في بيان له ان هذا العمل الارهابي الجبان لن ينال من عزيمة المقاومة بل سيقوي من اصرارها وارادتها على مقارعة ومواجهة العدو الاسرائيلي والحاق الهزائم به.‏

و أدانت رابطة الحقوقيين السوريين بدمشق العمل الاجرامي الذي تم بالتعاون بين اسرائيل وعملائها واستهدف الشهيد عماد مغنية أحد قياديي المقاومة الوطنية اللبنانية مساء أمس الأول.‏

وقالت الرابطة في بيان أصدرته أمس ان هذا العمل الاجرامي يدل على الحقد الكامن في صدور الاعداء كما يدل على انهم ماضون في مخططاتهم الاجرامية في المنطقة مؤكداً ان هذه الجريمة تضاف الى بقية الجرائم المرتكبة ضد شعبنا وهي برهان اخر على نية العدو الاسرائيلي المبيتة ضد امتنا ووطننا.‏

كما ندد المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني بالعملية الارهابية التي اسفرت مساء امس الأول عن استشهاد عماد مغنية أحد قادة المقاومة الوطنية في لبنان ووصف هذه العملية بانها أنموذج صارخ آخر على ارهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الكيان الصهيوني.‏
  شرعية اعدام الإعلام... !!


بقلم: أنور مالك – كاتب صحفي مقيم بباريس
عندما قرعنا اجراس الخطر حول مخطط جهنمي لإستهداف الرأي الآخر، لم نكن أبدا مخطئين لأنها كانت الحقيقة بعينها، فوزراء الداخلية العرب اجتمعوا بتونس واتخذوا قرارات سابقة بتجريم ما سموه التحريض على الإرهاب، وطبعا كالمعتاد من دون اعطاء تفسير محدد ودقيق لهذا المصطلح الذي صار شماعة تعلق عليها جرائم ضد الإنسانية ترتكبها الدول العظمى وحتى الأنظمة الديكتاتورية خاصة العربية منها، فقرارات وزراء الإعلام العرب جاءت كتأكيد من أصحاب الشأن لوثيقة تبناها وزراء الداخلية سابقا، وكأن الوزراء الذين يمثلون ما يسمى عندهم بالإعلام مجرد شرطة في مخافر داخليات دأبت منذ عهود على شتى الإنتهاكات في حق الإنسان والإنسانية جمعاء...
 
الوثيقة هذه التي ابدعها وزراء الإعلام في حق الفضائيات يمكن ان نسميها وثيقة العار، جاءت مغلفة بأشياء يراد منها ابراز حرص هؤلاء الوزراء على القيم الحضارية للأمة، كتلك الممنوعات المتعلقة بمنع نشر ما يسيء للذات الإلهية والأديان السماوية والرسل والمذاهب والرموز الدينية والأخلاق، وطبعا سبق ذلك تحريم التعرض للزعماء العرب بالتجريح أو النقد، وهكذا صار "الزعماء العرب" حسب مذهب وزراء اعلامهم من المقدسات التي يحرم تحريما لا خلاف فيه بين جمهور الوزراء التعرض الى عارهم وشنارهم وظلمهم للناس وفسادهم وانتهاكاتهم المتواصلة لحقوق الناس بالسجن والتعذيب والنفي والقتل خارج أطر القانون ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه وإختلاس الأموال...
 
ان القنوات التي توصف بالجنسية والفنية والإباحية وهي طبعا كذلك، لأنها تنشر الرذيلة بين المجتمعات العربية والإسلامية وتشجع على الفسق والفجور والإنحراف، هي بالأصل تبث بدعم من مسؤولين ونافذين في الأنظمة العربية، والمطربات اللواتي ينشرن الانحلال الأخلاقي من خلال كليبات جنسية وعلى المباشر يستقبلن رسميا في الدول العربية استقبال الفاتحات واستقبال العالمات وهن عوالم وعاهرات يحرم على من له أدنى الشرف النظر اليهن، فيقدمن الحفلات وبالملايير وبحضور الزعماء والوزراء في أرقى الفنادق بالدول العربية، فهذه القنوات الإباحية تمون من طرف الزعماء العرب وتلقى منهم الدعم المالي المنقطع النظير، لأنه يراد منهن افساد الشباب وجعله يتخنث ويتشبب بقصص العشق والغرام وأجساد الفاتنات بدل أن يتطلع لمستقبله في بلده ويتشبب بقضايا الأمة من فلسطين الى العراق، هم يريدون الشباب يفتش عن أخبار هيفاء وهبي التي أمنوا على جسدها وبدعم الزعماء العرب بالملايين، وليس الأمر على هيفاء وحدها بل نذكر أيضا أو نانسي عجرم أو اليسا أو رولا سعد... ولكنهم لا يريدونه أن يتابع شبابنا أخبار أطفال غزة ونسائها اللواتي هن أشرف رجولة من أرجل الحكام العرب وان كان وجودهم مستحيلا... ان كانت القنوات الإباحية تشكل خطرا على أخلاق الناس وذوقهم وقد تفطن لذلك وزراء الاعلام العرب بعد سنوات صارت فيه هذه القنوات تعد بالمئات، حتى كادت أن تصل الى أن كل مطربة اغراء تملك قناة تتابع أكلها وشربها واستحمامها وعهرها وسهراتها الماجنة والبستها الداخلية، اليس ذلك دليل قاطع على نفاق هذه الثلة من المفسدين، الذين يريدون تحصين أنفسهم من الرأي الآخر الذي لم يجد مكانا يبلغ به رسالته لأمته سوى "الجزيرة" أو "المنار" أو "العالم" أو "الحوار"، وذلك بواسطة قرارات ووثائق نحن على يقين أنها ستطبق بسرعة رهيبة ومذهلة عكس تلك القرارات المختلفة التي خرجت بها ما يسمى تجاوزا "جامعة الدول العربية"، ولكنها ظلت مجرد وثائق عار تلاحقهم الى أبد الآبدين، لا لشيء سوى أنها تتعلق بربيبتهم إسرائيل، التي يزورها وزراء عرب تحت عناوين بارزة منها بحث قضية فلسطين وحصار غزة وغيرها وهم يزرونها لأجل الشرب والسهرات الماجنة مع عاهرات يتقن أولمرت استيرادهن من الدول العربية، وهكذا يلتقي العرب مع العربيات في أوضاع مخلة بالحياء والشرف والقومية والرجولة على سرير مجهز بمختلف وسائل التصوير والتسجيل والتصنت...
 
الفساد المستشري في الدول العربية يتورط فيه الحكام وأذنابهم، فهل عندما نتحدث نحن عن هذا الفساد والعهر العربي نكون قد خالفنا القانون واشدنا بالإرهاب؟
 
فعندما ننقل واقع الشباب العربي الذي يعيش الإقصاء والتهميش وتنخر أوصاله البطالة المقننة، ونتحدث عن الفقراء وما أكثرهم الذين رفضوا التسول اكراما لكرامتهم وراحوا يقتاتون من مزابل الأثرياء، أو أننا ندافع عن شباب يضحون بهم من اجل شهواتهم المجنونة بالحكم فتجدهم يقبعون بالسجون أو يهربون للجبال متمردين أو يرمون أنفسهم في قوراب موت ويصبحون لقمات سائغة في أعماق البحار، أو نكشف تورط مسؤول في صفقات مشبوهة أو عمالة ثابتة لدول تصنف في خانة العداء، أو نعري مشاريع وهمية تنفخ فيها أحزاب شكلت خصيصا لإحتواء اللعبة الديمقراطية في الدول العربية... حينها نكون أجرمنا في حق فضيلة الحاكم العربي وحينها يحق لهذا الحاكم اتهامنا ومتابعتنا بالتحريض على الإرهاب، هو صحيح أنه كل من يقرأ ويعرف ما يفعل بثروات الأمة لن يتأخر لحظة في أمتطاء سيارة ملغومة أو أن يتجند بحزام ناسف ويقتحم المناطق الخضراء في الوطن العربي وينسف الجميع، لأنه لا معنى للحياة وأبناء الفقراء يتضورون جوعا وبنات الحكام وعصاباتهم يقلمن أظفارهن في كبريات عواصم العالم وعلى حساب الدولة طبعا...
 
ان وزراء الاعلام الذين هبوا بهذه الوثيقة كانوا حينها لا يفكرون الا في هدف واحد الا وهو القنوات التي اعطت الفرصة للرأي الآخر سواء في "الاتجاه المعاكس" أو "أكثر من رأي" أو "بلا حدود"... أو حتى في نشرات الأخبار المختلفة، حتى يبوح بمكنوناته ويبلغها للرأي العربي، وهؤلاء الوزراء أدركوا مدى مصداقية المعارضة ومدى اقبال الناس عليها، لذلك لم يجدوا من بديل يحمي ظهرهم سوى محاصرة هذه القنوات، لتتحول بذلك الى قنوات رسمية تتابع رسائل الزعيم الى نظرائه وتزركش مسيرته المخزية ومواقفه التي لا تتعدى كلمات يكتبها له مستشاروه ثم يوقع عليها مدينا بها اسرائيل لأنها حاصرت غزة وقتلت شبابها وأطفالها من دون نيل المباركة من محمود عباس، ثم يمتطي طائرته في اتجاه البيت الأبيض لطلب الأعذار وتقديمها لسيده...
 
هل من الممكن ان يتخذ وزراء العرب موقفا من شبكة روتانا التي يملكها أمير سعودي ومن العائلة المالكة؟
 
لا أجيب على هذا السؤال الذي يبدو أحمقا في زمن حمق أناس ساقتهم اقدارهم واصبحوا يمثلون الإعلام العربي، وفي ظرف أقل ما يقال فيه أن الصراع الحضاري لأجل البقاء صار اعلاميا بدرجة كبيرة لا يمكن تجاوزها...
 
ان تحفظ قطر على الوثيقة لدليل قاطع على أن ما كان يدار بين رسل الزعماء العرب يستهدف مباشرة القناة القطرية التي احدثت طفرة كبرى ومنعطفا بارزا في تاريخ الإعلام العربي، أو ربما تبادل وزراء الإعلام لواعج الشكوى من هذه القناة التي عرت الحكام من زيف لبسوه لسنوات طويلة وبرقته وسائل اعلامهم الداخلية والرسمية، فالإعلام ما قبل "الجزيرة" كان مجرد بوق يزور الحقائق ويكذب على الناس، ويجعل من الباطل حقا ومن الحق باطلا، ويروج دوما للرؤية الرسمية التي لن تحيد عن تمجيد الحاكم وتأليه قراراته، ولكن بعد "الجزيرة" ما صارت تنطلي على أحد تلك الأكاذيب وتلك الصباغة المزيفة التي يكشفها المتابعون للشأن ويعرونها على مرأى الجميع... اليس هذا دليل قاطع على أن الحكام العرب يريدون تأميم الإعلام العربي وجعل الفضائيات برغم استقلاليتها مجرد أبواق تسوق ما يخدم مصالحهم ويطيل عمر بقائهم فوق اعناق شعوب ستدفعهم ظروفهم الإجتماعية الى الإنفجار بلا أدنى شك، وأنا على يقين أن هؤلاء سيجتمعون مرة أخرى ويؤمنون شبكة الأنترنيت ويضعون قيودا على مدونات أظهرت متمردين من أمثال الفرحان الذي صار غصة في عنق النظام السعودي... والأيام بيننا سجال.
  مظلة بوش السياسية حتى مغادرته !


كاظم محمد
أقترح وزير الدفاع الامريكي (غيتس) في المنامة ، عند حضوره المؤتمر الاقليمي لأمن الخليج ، والذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الأستراتيجية في 8-12-2007 ، اقترح اقامة مظلة صاروخية لحماية دول الخليج من امطار الصواريخ الايرانية القادمة ! .
ورغم ان هذا المقترح الامريكي ليس بجديد ، وهو تاكيد لموقف تقليدي امريكي ، مرتبط بمصالح شركات انتاج السلاح الامريكية ، وبطبيعة النهج المتغطرس لأدارة بوش ، إلا انه عكس قلق ادارة بوش من الاختراقات الدبلوماسية والسياسية الايرانية لدول الخليج العربي ، واستمرار تكريس النفوذ الايراني في الساحة العراقية ، والتي لا ترغب الادارة الامريكية في اثارة المواجهة مع ادواته العراقية ، على الاقل حاليآ ، وكذلك الدعوات الايرانية وعلى لسان الرئيس الايراني عند حضوره قمة التعاون لدول الخليج ، بأقامة نظام امني لدول المنطقة ، وتاسيس منظمة للتعاون الاقتصادي بين ضفتي الخليج.
لقد برر السيد غيتس مقترحه ، كون ايران اصبحت تشكل الخطر الاكبر، ليس لدول الخليج فحسب ، بل لجميع دول منطقة الشرق الاوسط مجتمعة ، وبنفس الوقت لم ينسى وزير الدفاع الامريكي إبعاد تهمة التهديد النووي الاسرائيلي لدول الخليج والمنطقة ، داعيا الى تعاون وثيق لتطويق هذ الخطر الداهم .
ولقد سبق لأدارة بوش بأن اعلنت تصميمها على نشر مظلة صاروخية في اوربا الشرقية ، وخاصة في بولندا والتشيك ، لحماية اوربا وامريكا من امطار الصواريخ القادمة من الدول المارقة ، والتي وجدت فيه روسيا ، اضافة لأقتراب حلف الناتو من حدودها ، وجدت فيه إخلالآ بالتوازن وبالأتفاقات السابقة ، والذي ادى الى تعليق روسيا العمل بمعاهدة الحد من الانتشار العسكري للقوى غير النوية في اوربا ، وكان هذا الرد الروسي ، رسالة واضحة وذات مغزى سياسي مهم في مواجهة المتعطشين من ارباب المجمع الصناعي العسكري الامريكي ، في اشغال الروس بسباق تسلح جديد ، ليس لأقتصادهم في طوره الحالي القدرة على تحمله ، رغم تآكيد الرئيس الروسي ، بان روسيا ستسعى لتحصين امنها الاستراتيجي ، وذلك في كلمته التي القاها في الاجتماع الموسع لمجلس الدولة ، من خلال اشارته إلى ضرورة تصنيع أنواع جديدة من الأسلحة باستخدام التكنولوجيات المتقدمة، وبأقل النفقات الممكنة.
 
ان الرغبة الامريكية في نشر المظلات الصاروخية ، هي الرغبة في محاولة تكريس الهيمنة السياسية التي فقدت الكثير من مقوماتها بسبب النهج الذي اغتطته الادارت الامريكية بعد انتهاء الحرب الباردة والتفرد في فرض ارادتها على المجتمع الدولي وعلى العديد من شعوب وبلدان العالم ، عبر الغزو والاحتلال والتهديد المباشر باستخدام القوة العسكرية ، وفي هذا السياق كانت ادارة بوش الابن ، من اشرس الادارات الامريكية في عنجهيتها وغطرستها ومن ثم في فشلها واستعراضيتها ومحاولة لملمة تداعيات اخفاقاتها ، بالاستمرار في صناعة اوهام التهويل والاكاذيب واختلاق الاخطار والاعداء ، لصالح خدمة ذات النهج الامبريالي الوحشي والاهداف التي سعت لتحقيقها في العراق وفلسطين ولبنان وسورية والصومال ومنطقة الخليج وفي مجابهة النهوض الوطني الروسي وبريقه الجديد تحت قيادة بوتين .
ففي زيارته الاخيرة لدول الخليج العربي ، ابتعد بوش في تصريحاته عن الاشارة الى مقترح وزير دفاعه بنشر مظلة صاروخية لحماية دول الخليج من الصواريخ الايرانية ، واستعاض عنها بتصريحات نارية وتحذيرية حول الخطر الايراني العالمي ، ووصفه لهذا الخطر بعبارات قاسية ، تصاعدت نبرتها وحدتها من الكويت حتى السعودية ، محطته الاخيرة في هذه الجولة ، والتي لخص من خلالها طبيعة بضاعته السياسية التي جاء ، ليس فقط للترويج لها ، بل لاقناع وفرض توجهاتها على حكام وانظمة هذه البلدان ، والذي برايه تتطلب حشد الجهود والطاقات والافعال تحت المظلة السياسية المناظرة لمظلة الصواريخ التي اقترحها وزير دفاعه ، مع تجاوزها بطبيعة اتجاهاتها ، في تصفية القضية الفلسطينية ، من خلال الغاء الدور الاممي والشرعية الدولية بقراراتها المعروفة ، عبر تحميل الامم المتحدة الفشل في حل القضية الفلسطينية ، واسقاطه لحق العودة لللاجئين الفلسطينين ، والطلب بشكل وقح وعلني بتوطينهم وتعويضهم ، اضافة لدعوته باعادة النظر باتفاقية الهدنة 1949 وهذا ما يعنيه من اسقاط لحق المطالبة بانسحاب اسرائيل لحدود 1967 ، ثم دعوته للاعتراف بيهودية اسرائيل ، وما يترتب على ذلك من امكانية هجرة فلسطينية ثالثة لعرب فلسطين .
لم يهمل بوش المبادرة العربية للسلام والتي اقترحتها السعودية ، بل اسقطها بكامل بنودها ، وليس هذا فقط بل دعا متبنيها من الدول العربية الى الاسراع بتطبيع علاقاتهم مع الكيان الصهيوني ، الذي تاخر كثيرا كما اشارت وزيرة خارجيته كوندليزا رايس ، والتي دعت العرب الى (تشجيع) اسرائيل للتفاوض مع الجانب الفلسطيني وعزل المتطرفين وتقديم الدعم اللازم للرئيس عباس في خطه (الاعتدالي) وسياسته .
لقد دعا بوش دول الخليج الى دعم وانجاح سياسة ادارته الاحتلالية في العراق ، وشجع بشكل علني وسري الجهود التي تبذلها دولآ مثل السعودية ومصر والاردن على اقناع ودفع المترددين والباحثين عن موقع سياسي وسلطوي من العراقيين في هذه البلدان ، على الانخراط في العملية السياسية وتسهيل (جهود المصالحة) التي تبذلها حكومة المالكي لخلق الاستقرار المطلوب امريكيا وتكتيكيآ ، لدواعي السياسة الداخلية في ابراز واعلان نجاح ما في القضية العراقية خدمة لمصالح الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية القادمة .
أن الآرباك العام للسياسة الامريكية في المنطقة وطبيعة التراجع النسبي لزخمها ، وانسداد الافق في مفاصلها الاقليمية ، استدعى كما يبدو حقننآ سياسيآ سريعآ طارئآ ، لكنه غير ملتبس لعقول المتابعين ، فكان مؤتمر انابوليس ببهرجته الاعلامية والسياسية ، وكانت الزيارات المكوكية لوزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس للمنطقة لرفع المعنويات للحلفاء المحليين ، اضافة الى تصريحات عنترية تهويشية ، تناول فيها اقطاب طغمة الحرب الامريكية ايران وسورية وحزب الله وحماس كونهم العائق والمعيق للسلام والاستقرار في المنطقة .
ان طبيعة هذه الحقن المقوية ، ارتبطت بأستراتيجية تعزيز جبهة (الاعتدال العربي) في مواجهة ايران واختراقاتها الاقليمية ، وخاصة في محاولة جر الدول الخليجية لتبني عناصر خطاب بوش ضد ايران ، والذي لم ينجح فيه بسبب القلق الواسع لهذه الدول من احتمال اي مواجهة عسكرية قادمة مع ايران ، وكان واضحا في هذا السياق ان السعودية خاصة ، لم تتقبل توظيف الرئيس الامريكي لزيارته لها في حرب ضد ايران ، حيث اشارت ( صحيفة الرياض) والتي تعبر عموما عن التوجه العام للسياسة السعودية "نرفض ان نكون اداة اشعال حروب او توترات مع ايران اذا كانت تسوية الامور بالقيم الدبلوماسية والحوارات اقرب من غيرها". واضافت الصحيفة " ان خطر ايران المفترض لا يقلل من خطر اسرائيل الحقيقي" .
ورغم النجاح النسبي له في تفعيل الضغوط السابقة بمحاصرة التعاملات البنكية والمالية الخليجية مع ايران ، إلا انه حقق نجاحآ واضحآ في جر انظمة الخليج عمومآ الى التماهي الكامل وشبه العلني مع توجهات ادارته واسرائيل في دعم شخوص بعينهم من الفلسطينين ، حيث قال بوش " الدول العربية والخليجية خصوصا تتحمل مسؤولية دعم الرئيس الفلسطيني( محمود عباس) ورئيس الوزراء (سلام فياض) وغيرهم من القادة الفلسطينيين خلال عملهم من اجل السلام، والعمل على مصالحة اوسع بين اسرائيل والعالم العربي." ، وهو بذلك يريد تكريس ليس الانقسام الفلسطيني فقط ، بل عزل حماس عربيآ واسقاطها حتى لو تطلب الامر ان تشترك كل انظمة الاعتدال في خنق قطاع غزة وتجويع ابنائه ، ليعود لسيطرة سلطة عباس ومجموعته في رام اللة .
ورغم ان ما حدث على الحدود المصرية الفلسطينية مع قطاع غزة ، من تدفق الالوف المؤلفة الى الحدود وكسرها ، قد شكل حالة شعبية جديدة ، اخافت واربكت خطط ابو مازن واسرائيل ، ووفرت امكانية الانفتاح علىخيارات اخرى بالنسبة لحماس ، إلا انها ، وخاصة في الايام الاخيرة فضحت الخنوع العربي الرسمي وخاصة المصري منه في الأمتثال لأهداف مؤتمر انابولس والخطط الامريكية الاسرائيلية ، وما تصريحات وزير الخارجية المصري (بتكسير ارجل الجياع الفلسطينين العابرين للحدود) واستهزائه بالصواريخ التي تطلقها حماس على اسرائيل ، إلا تعبير عن الموقف السياسي للنظام المصري ، بعد ان استلم التعنيف الامريكي والرد الاسرائيلي بضرورة عودة اوضاع الحدود لما كانت عليه واغلاق كافة المعابر .
ان النسخة الجديدة (لعملية السلام) الخاصة بالفلسطينين ، تتحدد كما ذكر بوش ، بأجراء "مصالحة " بين الفلسطينين والاسرائيلين ، تستند الى عناصر خطاب بوش في حل (مشكلة الفلسطينين) ، وتعتمد على البطانات الفلسطينية الجديدة المعتدلة من اليمين واليسار والمسمنة امريكيآ ، والمستعدة لتقديم التنازلات اللازمة لأستمرار دورها السلطوي في بعض المحميات على الارض الفلسطينية ، حتى لو تطلب الامر خنق وتجويع قطاع غزة واهله ، لأسقاط حماس ، او حتى لو تطلب الامر وبالتوافق مع قيادة ابومازن واسرائيل باعادة صياغة الحدود الادارية والعودة الى اتفاقية الهدنة قبل 1967 واعادة الحاق القطاع بمصر في مرحلة لاحقة ، ليجري اسقاط حماس سياسيا وعسكريا ، اذا فشلت اسرائيل من خلال اجتياحها القادم الذي يهدد به صقورها ، في اعادة القطاع لحضيرة ابو مازن ، عبر ترتيبات على شاكلة قوات دولية او مراقبين دوليين .
لذلك جاء مؤتمر انابوليس كغطاء لتصفية فعلية لقضية الشعب الفلسطيني ، وبأدواتٍ فلسطينية وعربية ، تخلت حتى عن مبادراتها الرسمية لهذه القضية ، واصبحت شريك فعال في تنفيذ استراتيجية تهشيم وتفتيت شعب وارض ، وتساهم اليوم ايضآ بتنفيذ الرغبة الامريكية في تجميد الحل التوافقي اللبناني ، وتمنع عبر تأثيراتها المالية والسياسية الى جانب اسرائيل في توصل الفرقاء اللبنانيين الى صيغة مقبولة من جميع الاطراف .
ان المهم وفي هذه المرحلة بالذات ، بالنسبة للادارة الامريكية ، هو تجميد الحالة اللبنانية وابقاء اللاحل هو سيد الموقف اذا لم تستطع قوى السلطة من فرض شروطها السياسية على المعارضة الوطنية ، وبنفس الوقت سد الطرق واسقاط اي مبادرة عربية ، تبغي المساعدة في خلق المناخ السياسي على طريق الحل الوطني المتوازن الذي يحفظ للبنان سيادته ومقاومته.
فكان واضحآ موقف ادارة بوش من مبادرة الجامعة العربية حين اعلانها ، وكان واضحآ اختلاف التفسيرات السعودية والمصرية لها من جهة والسورية من الجهة الاخرى ، بعد هذا الاعلان ، والذي يدخل في سياق التاثيرات الامريكية في متابعة هذه المبادرة وكيفية الالتفاف عليها عبر حلفاء امريكا في لبنان ، من خلال تداول تفاصيلها واليات تطبيقها ، حتى افشالها ، وافشال مهمة حاملها عمر موسى الامين العام لجامعة الدول العربية .
وهنا ايضآ لا يختلف الهدف الصهيوامريكي عن الساحة الفلسطينية ، بتكريس عناصر الفتنة الطائفية والاجتماعية ، وتعميق الاصطفافات المذهبية ، وخلق خطوط التماس المناطقية ، ودفع الانقسام السياسي لحالة العداء ، عبر خطاب سياسي مليشاوي ، يتعمد الاستفزاز والاساءة ، ويعبئ التابعين باتجاه الخطوات الاولى للفوضى المطلوبة ، والتي تعي الموالاة واطراف السلطة ان سقفها محدودآ في مدياته ، فيما اذا قررت اطراف المعارضة الوطنية حشرها في المساحة الضرورية سياسيا وعسكريا .
لقد كانت تصريحات سعد الحريري في 8/2 وكذلك الخطاب الناري لوليد جنبلاط في 10/2 ، تأكيد واضح على التناغم الكامل بين قوى السلطة في لبنان وطبيعة الهدف الامريكي والاسرائيلي ، خاصة وانها تزامنت مع مغادرة عمر موسى لبيروت دون تحقيق شيئ يذكر .
ان العديد من الاحداث التي حصلت خلال الاسابيع الماضية في بعض المناطق اللبنانية ، وخاصة الاغتيالات السياسية لضباط الجيش اللبناني وكذلك مجزرة الشياح التي قتل فيها عدد من الشباب اللبنانيين ، واطلاق النار على مجلس النواب اللبناني ، تحمل جميعها بصمات القوى الخفية والعلنية ، التي تخدم توجهات اطراف الموالاة في جر المعارضة لهستيريا الاجواء الساخنة المدبرة وربما لتفجير الوضع ، والذي من غير المضمون ان تسلم اسرائيل وحلفاء امريكا المحليين والعرب من تداعياته اللاحقة.
ان ادارة بوش ما بعد العراق وحرب لبنان ، ليست فقط اضعف ، بل وغير صادقة في صنع سلاما للفلسطينين وحل قضيتهم بشكل عادل يرتكز على قرارت مجلس الامن والامم المتحدة ، وهي إذ غيرت المسار هنا وهناك ، في محاولة بعدم المساس باستراتيجية اهدافها المتعثرة ، تحاول تهيأة ساحات المفاصل الاقليمية للتفكيك والتفتيت ولحرب الطوائف والامراء والعشائر، لأعادة التشكيل اللاحق لمحميات واقطاعيات وفدراليات وكانتونات تحكمها بطانات وامراء ولوردات الحروب ، الذي اصطدم ويصطدم برفض وممانعة ومقاومة ، تتعزز مع حافز الغليان الشعبي وافتضاح وافلاس حلفاء الغرب واتباع الاحتلال وليبراليه الجدد .
  أزمة انقطاع الإنترنت .. حرب خفية بعيدا عن الأنظار !


مــالك الجــزائــري *
قبل أسابيع تناقلت مختلف وسائل الإعلام خبرا عن أزمة انقطاع الإنترنت في بعض مناطق العالم بسبب أضرار وقعت لكابل الاتصالات (SeaWe- 4 - FLAG-Europe) في قاع البحر أدت إلى عطل جزئي وبطء كبير في شبكات الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط و دول جنوب آسيا .
 
ذكرت الرويات الرسمية أن أزمة انقطاع الإنترنت تعود لإستطدام سفينة مجهولة بخط النقل و الإتصالات في منطقة "الإسكندرية" بمصر في نهاية شهر كانون الثاني / يناير، مما أدى إلى إتلاف إثنين من الكابلات الرئيسية التي توفر خدمات الإنترنت في المنطقة. وبعد هذا الحادث بثماني و أربعين ساعة تعرض خط ثالث للإتصالات السلكية واللاسلكية (FALCOM) بدوره للتلف على بعد 56 كيلومتر قبالة ساحل دبي في الخليج الفارسي.
 
وفي وقت لاحق، وبعد مرور اثنتي عشرة ساعة فقط ، تعرض خط رابع يربط بين قطر ودولة الإمارات العربية للقطع بدوره في منطقة حساسة جدا باعتبارها ساحة معركة معرضة للإنفجار في حالة نشوب مواجهة عسكرية بين القوات الأمريكية و القوات الإيرانية، تبعه إنقطاع خط أخر و هذه المرة في منطقة جنوب آسيا قبالة ساحل بينانغ في ماليزيا .
 
وذهبت تحاليل الخبراء إلى القول بأن ا لمستفيد من أزمة انقطاع الإنترنت في هذه المناطق هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لعزل إيران على شبكة الإنترنت العالمية، والمثير للإستغراب أن مدونة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ظلت معروضة على الإنترنت طيلة مدة الإنقطاع.
 
أزمة انقطاع الإنترنت تضررت منها البنوك والبورصات وشركات الأسهم وعمليات الحجز على الخطوط الجوية والقطارات والفنادق في دول الشرق الأوسط و الخليج بإستثناء إسرائيل و العراق التي تتوفر على أسلاك إتصالات مختلفة. كما عانت من هذه الإنقطاعات بشكل ملحوظ بلدان جنوب آسيا .. فدولة الهند مثلا فقدت 80 في المئة من قدرات الإتصالات وأداء البورصات في بومباي .
 
قد يقول قائل إن تعرض الخطوط و كابلات الإتصالات لمشاكل تقنية و إنقطاع مفاجئ و بالصدفة أمر وارد الحصول .. ونقول : هذا صحيح .. ولكن أن تتعرض خمسة خطوط توفر خدمات الإنترنت والإتصالات للتلف في نفس التوقيت و في ظرف عشرة أيام في منطقة جغرافية واحدة فهذا أمر جديد و نادر الحصول و لم يسبق أن حدث من قبل قط .. وهو ما يدفعنا لوضع علامة إستفهام كبيرة حول حقيقة ما وقع و الدوافع من وراء ذلك لا سيما وأن بيان وزارة النقل المصرية ألقى بظلال الشك على ما وقع حين أكد بإستناده لصور الأقمار الصناعية عدم وجود سفينة مجهولة في المنطقة (الإسكندرية) في وقت وقوع الحادث، وبذلك فند ما جاء في الرواية الرسمية التي تم تداولها لتفسير أزمة انقطاع الإنترنت .
 
والسؤال : إذا كان حدوث أزمة انقطاع الإنترنت لم يكن بسبب إصطدام السفينة المجهولة بكابلات الإتصالات تحت البحر.. فمن يقف وراء العملية ؟! و ماهي الوسائل التقنية المستعملة ؟ و من المستفيد من هذه العملية ؟
 
يرى المحللون أن الولايات المتحدة الأمريكية في إطار مواجهتها مع النظام الإيراني ومحاولة عزله عن بقية العالم هي المستفيد الأول .. بدليل أن قدرتها التقنية في هذا المجال موثقة بشكل جيد، ويكفي أن نذكر ما أشار إليه إثنان من رجال الإستخبارات المتخصصيين الأمريكيين ( Sherry Sontag و Christopher Drew ) فيما عرف باسم ( Blind Man's Bluff) عن تاريخ غواصة التجسس الأمريكية التي مارست في السابق عمليات تدخل وفي سرية تامة على عدد من الكابلات تحت البحر للتأكيد على أن الأيادي الأمريكية وراء العملية
 
قبل سنة في شباط / فبراير 2007 تعرض عدد من القنوات التي تبث على القمر الصناعي المصري "نايل سات" لإضطربات و إختلالات في برامجها.. وقتها تم تفسير الخلل بوجود عملية تشويش إرادية و مركزة باستخدام معدات متخصصة تستعمل تكنولوجيا و تقنية عالية جدا، وتم تحديد الولايات المتحدة الأمريكية بأنها الجهة التي تقف وراء العملية لوجود صلة بين عملية التشويش على القمر الصناعي "نايل سات" و قناة "الزوراء" العراقية التي رفعت شعار مساندة المقاومة السنية والتي كانت تبث برنامجها على نفس القمر الصناعي مع تركيز واضح على بث و توزيع أشرطة فيديو عمليات المقاومة ضد القوات الأمريكية في العراق . وتزامنت بداية عملية التشويش التكنولوجي مع طلب إغلاق قناة "الزوراء" تقدمت به الولايات المتحدة للإدارة المسئولة مباشرة على القمر الصناعي"نايل سات"، وهو الطلب الذي لقي الإستجابة بعد أن أثرت عملية التشويش على خدمة الإتصالات لعدة زبائن أخرين يتعاملون مع "نايل سايت" و منهم وكالات أنباء عالمية.
 
والواضح أنه إذا كانت السنة الماضية 2007 قد شهدت هجوما كاسحا على شبكة الإعلام الآلي في دولة "إستونيا " أثار إستياء الجارة روسيا وحصول إختراقات واسعة لأنظمة الإعلامي الآلي في بعض الإدارات الحكومية في بريطانيا وفرنسا و أمريكا اتهمت دولة الصين بالوقوف وراءها .. فإن بداية سنة الحالية 2008 قد عرفت أزمة انقطاع الإنترنت و إتلاف الكابلات تحت البحر ..
 
ويمكننا الجزم بأن ساحات معارك جديدة قد فتحت بالنظر لحدوث هذه العمليات المتزايدة في إطار حروب خفية غير معلنة تدور بعيدا عن الأنظار .
 
 
الدول العربية تتبني وثيقة لتكميم الفضائيات: اغلاق المكاتب عقوبة تجريح الزعماء

 
 القاهرة ـ ا ف ب: تبنت الدول العربية، بدفع من مصر والسعودية، امس الثلاثاء وثيقة تضيق هامش حرية القنوات الفضائية العربية وتنص علي عقوبات في حال تناول القادة والرموز الوطنية والدينية بالتجريح .
والوثيقة التي قدمت علي انها مباديء تنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية تم تبنيها من قبل 21 من 22 وزير اعلام في الدول الاعضاء في الجامعة العربية خلال اجتماع استثنائي عقد بمبادرة من مصر. والدولة الوحيدة التي صوتت ضد الوثيقة هي قطر التي تؤوي مقر قناة الجزيرة .
وأعدت الوثيقة اساسا بمبادرة من مصر وهي مقر العديد من القنوات الفضائية العربية التي تبث انطلاقا من المنطقة الحرة للاعلام .
وتنص الوثيقة بالخصوص علي عدم تناول قادتها (الدول العربية) او الرموز الوطنية والدينية بالتجريح .
وتشتكي القاهرة والرياض باستمرار من انتقادات لنظاميهما من خلال حوارات تبثها قنوات فضائية بينها بالخصوص الجزيرة و اوربت اللتين تحظيان بنسبة مشاهدة عالية.
وتمنح الوثيقة الدول الموقعة عليها حق سحب وتجميد وعدم تجديد تراخيص العمل الممنوحة لوسائل الاعلام التي تنتهك القواعد الواردة فيها.
وتمس الوثيقة التي يمكن ترجمة القواعد التي تتضمنها بطرق عدة، كافة المجالات.
ومن هذه القواعد ان القنوات الفضائية يجب الا تكون لبرامجها انعكاسات سلبية علي المستوي الاجتماعي او علي الوحدة الوطنية والنظام العام او العادات والتقاليد.
كما ينبغي ان تكون موادها الالتزام بالقيم الدينية والاخلاقية للمجتمع العربي ومراعاة بنيته الأسرية وترابطه الاجتماعي .
ويتوجب علي الفضائيات الامتناع عن بث كل ما يسيء الي الذات الالهية والاديان السماوية والرسل والمذاهب والرموز الدينية الخاصة بكل فئة .
كما يتعين عليها الامتناع عن بث وبرمجة المواد التي تحتوي علي مشاهد وحوارات اباحية او جنسية صريحة وايضا الامتناع عن بث المواد التي تشجع علي التدخين والمشروبات الكحولية .
وتؤكد الوثيقة ايضا ان علي الفضائيات الالتزام بصون الهوية العربية من التاثيرات السلبية للعولمة مع الحفاظ علي خصوصيات المجتمع العربي .
وفي اشارة الي حقوق البث الحصرية خصوصا في المجال الرياضي دعت الوثيقة الي ضمان حق المواطن العربي في متابعة الاحداث الوطنية والاقليمية والدولية الكبري التي تشارك فيها عناصر وطنية وذلك عبر اشارة مفتوحة وغير مشفرة ايا كان مالك حقوق هذه الاحداث الرياضية حصرية كانت او غير حصرية .
واكد وزير الاعلام المصري انس الفقي في مؤتمر صحافي ان بعض القنوات الفضائية انحرفت عن الصواب مؤكدا ان مصر ستكون اول بلد يطبق هذه الوثيقة .
واكدت قطر انها لا ترغب حاليا في تبني هذه الوثيقة وانها لا تزال تدرس محتواها للتثبت من انسجامه مع قوانينها، مشيرة الي ان معارضتها للوثيقة ليست سياسية وانما قانونية. 



بسم الله الرحمن الرحيم

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه
ومنهم من ينتظر
وما بدّلوا تبديلا"

صدق الله العليّ العظيم


بكل اعتزاز وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان بركب الشهداء الأبرار. فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والإنجازات، وفي شوق شديد للقاء الأحبة، قضى الأخ القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيدا على يد الإسرائيليين الصهاينة.

لطالما كان هذا الشهيد القائد رحمه الله هدفا للصهاينة والمستكبرين، ولطالما سعوا للنيل منه خلال أكثر من عشرين عاما إلى أن اختاره الله تعالى شهيدا على يد قتلة أنبيائه والمفسدين في أرضه الذين يعرفون أن معركتنا معهم طويلة جداً وأن دماء الشهداء القادة كانت دائما وأبدا ترتقي بمقاومتنا إلى مرحلة أعلى وأسمى وأقوى كما حصل سابقا مع الشهيدين القائدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب رضوان الله عليهما.

عند الله نحتسب شهيدنا الكبير ونعاهد روحه الطاهرة أننا سنواصل طريقه الجهادي حتى تحقيق النصر الكامل انشاء الله. كما نتقدم من عائلته الشريفة وإخوانه المجاهدين والمقاومين جميعا بالتبريك لنيله هذا الوسام الإلهي الرفيع وبالعزاء لفقد هذا القائد الحبيب والعزيز.

 
بعد مطاردة عشرون عاما اسرائيل تغتال عماد مغنية المسؤول العسكري لحزب الله :

السلامُ عليكَ مقاوماً، السلامُ عليكَ قائداً، السلامُ عليكَ شهيداً. ومتى كانَ السلامُ الحقُّ يَستوي الا بأخذِ السيوفِ البيضِ وأحمرِ الشهادة.
السلامُ عليكَ عماداً ما كان اقصرَ عمرَه لولا انهُ في ساحةِ الوغى مَعبرٌ الى جنةِ الرضوانِ وقنطرةٌ من الحياةِ الى الحياة .
السلامُ عليكَ وعلى شقيقيكَ الشهيدينِ فؤداً وجهاداً ، السلامُ عليكَ وعلى مَن سبقك ، وعلى من يلتحقُ بك ، فمَن تخلفَ عن الزحفِ لم يبلغ الفتحَ، السلامُ عليكَ وعلى السيدِ والشيخِ وقافلةٍ من نجيعِ الدمِ القاني مدَدناها الى السماءِ بسببٍ ، فقُلنا خُذ مِنا يا ربُ حتى ترضى ، خُذ ان شئتَ عباساً وراغباً وعلياً واحمدَ ، خُذ إن شئتَ صالحاً وهادياً ومحمّدَا، خُذ إن شئتَ ما شئتَ ، خُذ إن شئتَ عماداً حتى تَرضى ... حتى ترضى .
والسلامُ عليكَ من جنوبيٍ غفا ، الليلةَ فقط غفا ، منذُ سنينَ ما غفا ، ساهراً في بساتينِ انصاريه، وثغورِ صافي وشُجيراتِ شبعا، ومعسكراتِ جنتا.
الليلةَ، المجاهدونَ يفتقدونَ الأنيسَ، فالحزنُ مثواهُم، والدمعةُ شكواهُم .
الليلةَ ، الشهداءُ يستقبلونَ الرفيقَ ، فالفرحُ مبتغاهُم ، والبسمةُ مُحيّاهم .
عَبَثاً تقتلُ اسرائيلُ ، فالقتلُ لنا عادةٌ وكرامتُنا من اللِ الشهادة .
عَبَثاً تقتلُ اسرائيلُ فالنصرُ من فمِ النصرِ يولد .
قضَى عماد مغنية المجاهدُ البدرُ شهيداً كربلائياً عزَّ نظيرُه، المجاهدُ المؤمنُ العارفُ باللِه والواثقُ بوعدِه، القائدُ الكبيرُ في المقاومةِ الاسلاميةِ المتعددُ الادوارِ والمواهب، المجهولُ والمعلومُ ، الشبحُ الخفيُ الذي ارهقَ اسرائيلَ وغَيَّها ربعَ قرنٍ من الزمان، فأوقعَ فيها القتلَ والذلَ والهوان، فلا عجبَ اِن رحبت قوى الشرِ بقتلِهِ غيلةً، فهو الرجلُ الحرُ الذي أمضى عمرَه في سبيلِ بلدِه وامتِه وعزتها، فيما كانَ مصرَعُه الدامي خَسارةً لفلسطينَ واهلِها الاشراف.
رحلَ الحاج رضوان مكللاً بالغارينِ، غارِ النصرِ الإلهي في تموز، وغارِ الشهادةِ الغراء، المتلألأةِ في كلِ سماء، وغداً عندما تَكتبُ ذاكرةُ الاطفالِ وذاكرةُ الاوطانِ اسطورةَ تموزَ البهية، سيكونُ العمادُ هو الحرفَ والكلمةَ والعنوان، فيا أمةَ الشهداء ، الجرحُ بليغٌ  بلى، لكنَ الموعدَ غداً، وإنَ غداً لناظرِه قريب.
 
 
"حزب الله" يتهم إسرائيل باغتيال أحد أبرز قادته بتفجير في دمشق

 
أكد "حزب الله" اللبناني الأربعاء 13-2-2008، اغتيال عماد مغنية، أحد أبرز قادته العسكريين والأمنيين، في تفجير سيارة مفخخة وقع مساء الثلاثاء في قلب العاصمة السورية دمشق.

واتهم الحزب إسرائيل بالوقوف خلف الاغتيال، إلا أن الأخيرة امتنعت عن التعليق، وإن احتفت صحافتها بخبر "تصفية الحساب" مع مغنية، الذي وصفته بأنه "أخطر إرهابي في الشرق الأوسط منذ 30 عاماً".


وبدأ الحزب بتقبل التعازي باغتيال مغنية عند الساعة الثانية من بعد ظهر الأربعاء في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، على أن يتم التشييع في الوقت والمكان عينه بعد ظهر الخميس.

أما قرية طيردبا الجنوبية، مسقط رأس مغنية، فقد ارتدت ثوب الحداد، ورفعت الأعلام الصفراء الخاصة بحزب الله وصور امين عام الحزب حسن نصرالله في كل مكان, فيما سيطرت أجواء من الحزن والتوتر. وانصرف سكان البلدة إلى الاستماع إلى قناة "المنار" التابعة لحزب الله، زالتي تبث تكرارا بيان حزب الله وآيات قرآنية.

وقال رئيس بلدية طير دبا حسين سعد إن مغنية هو "أعلى قائد عسكري في حزب الله"، مشيرا إلى أن شقيقين له قتلا في السابق أيضا في عمليتي تفجير, وهما "فؤاد وجهاد في 1984".

بيان الحزب

وقال الحزب في البيان الذي بثّه تلفزيون "المنار" التابع له، ما نصّه "بكل اعتزاز وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان بركب الشهداء الأبرار. فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والإنجازات، وفي شوق شديد للقاء الأحبة، قضى الأخ القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيدا على يد الإسرائيليين الصهاينة".

وأضاف: "لطالما كان هذا الشهيد القائد رحمه الله هدفا للصهاينة والمستكبرين، ولطالما سعوا للنيل منه خلال أكثر من عشرين عاما إلى أن اختاره الله تعالى شهيدا على يد قتلة أنبيائه والمفسدين في أرضه الذين يعرفون أن معركتنا معهم طويلة جداً، وأن دماء الشهداء القادة كانت دائما وأبدا ترتقي بمقاومتنا إلى مرحلة أعلى وأسمى وأقوى كما حصل سابقا مع الشهيدين القائدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب رضوان الله عليهما".

وختم البيان "عند الله نحتسب شهيدنا الكبير ونعاهد روحه الطاهرة أننا سنواصل طريقه الجهادي حتى تحقيق النصر الكامل انشاء الله. كما نتقدم من عائلته الشريفة وإخوانه المجاهدين والمقاومين جميعا بالتبريك لنيله هذا الوسام الإلهي الرفيع وبالعزاء لفقد هذا القائد الحبيب والعزيز".

إسرائيل: لا تعليق

وامتنعت إسرائيل، التي اتهمها الحزب بالضلوع بالاغتيال، عن التعليق على الخبر، وقال مارك ريجيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت "لم نصدر بيانا حول هذا الأمر". كذلك رفضت أوساط وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الذي ينهي زيارة رسمية إلى تركيا, بدورها الادلاء باي تعليق حول اغتيال مغنية.

وفي إسرائيل قطعت محطات التلفزيون والإذاعة برامجها فور إعلان مقتل مغنية ووصفته بأنه "أخطر إرهابي في الشرق الأوسط منذ 30 سنة". وعنونت صحيفة يديعوت احرونوت الاوسع انتشارا في الدولة العبرية "تمت تصفية الحساب: عماد مغنية تمت تصفيته في دمشق".

وترى وسائل الإعلام الإسرائيلية بمجملها أن حزب الله قد يثأر لهذا الاغتيال. واشارت المحطة الثانية للتلفزيون الخاصة إلى أن التدابير الأمنية حول السفارات والقنصليات الإسرائيلية ستعزز خشية تعرضها لهجمات.

من هو مغنية؟

عماد مغنية، الملقب بالحاج رضوان، هو أحد أهم المسؤولين العسكريين والأمنيين، كما يرجح أن يكون مسؤولاً عن العمليات الخارجية في الحزب. وهو من مواليد 7 ديسمبر 1962، والتحق بالحزب عام 1983. ولا يُعرف الكثير عن مغنية،

خاصة وأنه يعيش متخفياً منذ الثمانينيات، لكونه مطلوب في 42 دولة. كما كان ملاحقاً من قبل الانتربول، للاشتباه بمشاركته في الهجوم على مركز يهودي في الارجنتين اوقع 85 قتيلا ونحو 300 جريح في يوليو 1994 في بوينس ايرس.

ويقول الإسرائيليون إنه متورط ايضا في خطف جنديين إسرائيليين في يوليو 2006.

وتتهمه وسائل الإعلام الغربية بأنه خطط ونفذ عمليات خطف طائرات ورهائن وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت في 1983. كما تتهمه واشنطن بخطف مسؤول الاستخبارات الأمريكية في بيروت وليام باكلي في 1984.

ويأتي اسم مغنية على رأس قائمة للمخابرات الأمريكية تضم 22 اسماً، مع جائزة بـ 25 مليون دولار لمن يدل عليه، وهي جائزة ارتفعت من 5 ملايين دولار بعد أحداث سبتمبر.