فتاوى وهابية متطرفة بررت الاحتلال الأمريكي، وكفرت من يقاوم!!


* ابن باز يبرر الاحتلال الأمريكي ويكفر صدام وابن جبريل يكفر حزب الله ويحرم الدعاء له، وآل الشيخ يكفر الدولة الفاطمية ومن يدعو لها؟
 
دراسة بقلم د.رفعت سيد أحمد
لم يتوقف الدور السعودي في إشعال الحرائق في المنطقة عند السياسة فحسب، بل إتجه إلى استخدام الدين والفتاوى وبإفراط شديد من خلال المؤسسة الوهابية التي مثلت الجناح الديني للحكم منذ نشأة المملكة عام 1932، والتي رغم كثرة فتاويها التكفيرية خاصة تجاه القوميين نخبة أو قادة سياسيين (جمال عبد الناصر-القذافي-صدام حسين) أو تجاه الإسلاميين (سواء من الشيعة أو القرآنيين أو الفرق الإسلامية الأخرى من غير السلفية الوهابية المنغلقة) لم تجرؤ هذه المؤسسة على الإفتاء بشأن الوجود الدنس للقوات الأمريكية في المملكة والخليج، أو صفقات السلاح ورشاويها الشهيرة والتي أبرزها (صفقة اليمامة وصفقات بوش وساركوزي الأخيرة والتي تصل مجتمعة لقرابة المائة مليار دولار،لسلاح لا يستخدم بل أحياناً لا يصل إلى المملكة بل يترك في مخازنه حتى يصدأ).هؤلاء الشيوخ ومؤسساتهم الدينية وقيادتهم السياسية أضروا بالإسلام ولا يزالون يسببون له الأضرار ومن خلال فتاويهم وتلاميذهم وسماسرتهم الصغار في إعلامنا وفضائيتنا، يزداد خطرهم، ولنتأمل أنهار الدم الطاهر في الجزائر والعراق، ومن قبل في مصر، هذه الدماء معلقة في رقاب من أصدروا مثل هذه الفتاوى، التي تبيح الاحتلال وتكفر المقاومة، والتي تزين للحكام الجهلة والظلمة، حكمهم الفاسد وتكفر من يظهر لهؤلاء الحكام سوءاتهم. إننا نحاول هنا أن نقدم بالتدليل على ما نقول نماذج من فتاوى هذه المؤسسة الوهابية التكفيرية النموذج الأول يقدمه عالمهم الراحل أبن باز عندما برز استعانة السعودية والكويت بقوات أجنبية لطرد صدام حسين، بعد أن قام بتكفيره، والثاني هو قيام خلفه أبن جبرين بإصدار فتواه الشهيرة التي كفر فيها حزب الله وحرم مساندته أو حتى الدعاء له لأنه حزب كافر من وجهة نظر الشيخ المحترم(!!)، رغم أن حسن نصر الله يصلي ويصوم ويقدم أولاده للشهادة، وليس لخدمة السلطان الجائر كما فعل هذا الشيخ (غفر الله له!!)، ثم نموذج ثالث وهو ما قام به الشيخ (عبد العزيز آل الشيخ) المفتي السعودي الحالي حين وجد أنهم قد شبعوا تكفير لجميع خلق الله فقام بإصدار فتواه الشهيرة التي كفر فيها الدولة الفاطمية ومن يدعو لها رغم أن هذه الدولة المسلمة والتي حكمت مصر أكثر من 260 عام، تبعد عن زماننا حوالي ألف عام. على أية حال: لنتأمل هذه الفتاوى ولتترك للأمة بعلمائها المستقلين غير الخاضعين لهوى الحكام، الحكم عليها: يقول ابن باز في نص فتواه: "وأما ما حصل من الحكومة السعودية لأسباب هذه الحوادث المترتبة على الظلم الصادر من رئيس دولة العراق لدولة الكويت من استعانتها بجملة من الجيوش التي حصلت من جنسيات متعددة من المسلمين وغيرهم لصد العدوان وللدفاع عن البلاد ـ فذلك أمر جائز بل تحتمه وتوجبه الضرورة وأن على المملكة أن تقوم بهذا الواجب، لأن الدفاع عن الإسلام والمسلمين وعن حرمة البلاد وأهلها لازم بل متحتم فهي معذورة في ذلك ومشكورة على مبادرتها لهذا الاحتياط والحرص على حماية البلاد من الشر وأهله والدفاع عنها من عدوان متوقع قد يقوم به رئيس دولة العراق. لأنه لا يؤمن بسبب ما حدث منه مع دولة الكويت فخيانته متوقعة، فقد قال الله تعالى: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) والمقصود أن الدولة في هذه الحالة قد اضطرت إلى أن تستعين ببعض الدول غير المسلمة على هذا الظالم الغاشم، لأن خطره كبير، ولأن لديه أعواناً آخرين، لو انتصر لظهروا وعظم شرهم، فلهذا رأت حكومات دول الخليج أنه لا بد من دول قوية تقابل هذا العدو الملحد الظالم، وتعين على صده وكشف شره وإزالة ظلمه" انظروا كيف يحرف الشيخ ابن باز كلام الله عن موضعه!! وهو ذاته المفتي الذي سبق وأن طبل وزمر للمهيب الركن صدام حسين أيام حربه مع البلاد.
وعندما سئل الشيخ ابن باز عن القتال تحت راية دول غير مسلمة كما جرى في حرب الخليج الثانية (1990) أجاب: بأن الجيوش المسلمة ليست تحت راية الكفرة بل كل جيش تحت قيادة قائده فكل جيش يقاتل تحت راية دولته وبقيادة حاكمه، ولن يكون بينهم تفاق على التنظيم ولا بد منه ودلل على ذلك قول الله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فلا بد من التنظيم والتعاون بين الجميع حتى لا يحدث الفشل وحتى لا يطمع العدو، وتوالت فتاوى بن باز الداعمة للموقف السعودي الموالي للأمريكان نذكر منها:
السؤال:
تراكض البعض في مبايعة طاغية العراق (ويقصد صدام حسين عام 1990) لمجرد أنه رفع بعض الشعارات الإسلامية، بالرغم من ماضيه القبيح في حربه للإسلام وفتكه بالمسلمين، (الآن أصبحت إيران من وجهة نظر أتباع الشيخ من المسلمين سبحان مغير الأحوال) وبالرغم من استمرار حاضره على منواله المعروف، فهل تقبل الشريعة الإسلامية مبايعة طاغية سفاح يعلن الكفر منهجاً له لمجرد مدحه لبعض شعارات الإسلام؟ وما رأي الشريعة فيمن بايع أو أيد أو ناصر هذا الطاغوت؟
الجواب:
لا ريب في أن مبايعة مثل هذا الطاغوت ومناصرته من أعظم الجرائم، ومن أعظم الجناية على المسلمين وإدخال الضرر عليهم [الشيخ ينسى هنا موقف آل سعود من مساندة صدام بالمال والسلاح في حربه ضد إيران لمدة ثماني سنوات (1980- 1988)]،لأن من شرط البيعة أن يكون المبايع مسلماً ينفع المسلمين ولا يضرهم. أما حاكم العراق فهو بعثي ملحد قد أضر المسلمين بأنواع من الضرر في بلاده ثم اعتدى على جيرانه، فجمع من أنواع الظلم علاوة على ما هو عليه من العقيدة الباطلة البعثية، ولو أظهر بعض الشعارات الإسلامية، فالمنافقون يصلون مع الناس ويتظاهرون بالإسلام وذلك لا ينفعهم لفساد عقيدتهم، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه العظيم بصفاتهم الذميمة وأخلاقهم المنكرة. وأخبر أن مصيرهم الدرك الأسفل من النار يوم القيامة.
ترى هل بعد هذه الفتوى نلوم الأمريكان المجرمين على غزوهم للعراق أو للبلاد المسلمين وقتلهم مع عملائهم لصدام حسين الذي قتلته فتوى ابن باز أولاً وقبل شنقه بـ17 عاماً.
* * * *
أما الفتوى الثانية فهي فتوى ابن جبرين ضد حزب الله والتي جاءت نصاً كالتالي:
السؤال:
بدأ في الآونة الأخيرة ظهور بعض المنادين بنصرة حزب الله اللبناني، هذا الحزب رافضي موال لإيران؟ وسؤالنا: هل يجوز نصرة حزب الله الرافضي؟ هل يجوز الانضواء تحت إمرتهم؟ وهل يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين؟ وما نصيحتكم للمخدوعين بهم من أهل السنة؟
الإجابة:
لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي ولا يجوز الانضواء تحت إمرتهم ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين ونصيحتنا لأهل السنة أن يتبرءوا منهم وأن يخذلوا من ينضمون إليهم وأن يبينوا عداوتهم للإسلام والمسلمين وضررهم قديماً وحديثاً على أهل السنة، فإن الرافضة دائماً يضمرون العداء لأهل السنة ويحاولون بقدر الاستطاعة إظهار عيوب أهل السنة والطعن فيهم والمكر بهم، وإذا كان كذلك فإن كل من والاهم دخل في حكم لقول الله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم).
* * * *
* بعد تقديمنا لنماذج من فتاوى التكفير والتي تضم مجلدات لدى المؤسسة الوهابية المتسعودة نسأل: هل يجوز عقلاً، وشرعاً، ومصلحة أن يتولى أمثال هؤلاء رعاية الأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة المنورة وهي الأماكن التي تخص جميع المسلمين، بكافة مذاهبهم وفرقهم وهل أمثال هؤلاء يؤتمنوا على شبابنا الذي خُدع البعض منه، فيهم، فشرع يطلق اللحى ويقصر الثوب ويرفض الصلاة في مساجد بها قبور ويكفر الناس صباح مساء بنفس السهولة التي يخرج بها الزفير والشهيق، ثم بعدها مباشرة يشهر السلاح في وجوهنا، كما حدث وسيحدث قريباً في غالب بلادنا العربية والإسلامية بما فيها السعودية نفسها، إن لم نتدارك الأمر، ونكشف أبعاده، والمسكوت عنه.
* إن هؤلاء وتلاميذهم ينتشرون الآن كالجراد في صحافة وإعلام وفضايئات مصر وغالب بلادنا العربية، بفضل المال السعودي ويكفي أن نشر هنا إلى أنه وفق أحدث تقرير صادر عن وزارة الإعلام السعودية فإن المملكة قد أنفقت 85 مليار دولار على نشر الوهابية وفتاويها في الربع قرن الأخير فقط، إن المواجهة تتطلب عقولاً شجاعة، وقلوباً مؤمنة بالإسلام الصحيح القادر على مواجهة هذا العدوان الوهابي عليه، والذي كاد أن يقدم نفسه باعتباره (ديناً جديداً) مختلفاً كلية عن دين محمد (صلى الله عليه وسلم)، فمن لهذه المواجهة... ومتى؟
والله أعلم،،،