من سَبَقَ الآخر:"إجتياح" الكويت.. أم استدعاء الأميركان للأرض الحرام؟

الوثائق الرسمية تفضح آخر أكاذيب المخابرات الاميركية على لسان عميلها "المحقّق" جورج بيرو.. وتردّ على السؤال
نبيل أبو جعفر
يبدو أن حنفيّة تلفيق المعلومات بلسان "المحقق" اللبناني المرتزق جورج بيرو، الذي استحصل على الجنسية الأميركية بين غمضة عين وفتحتها، وأصبح عميلاً لمكتب التحقيق الفيدرالي "الإف بي آي" لن تتوقّف.
 
بيرو الذي يدّعي أنه حقّق مع الرئيس صدام في زنزانته بتكليف من إدارته لا يتجاوز الثلاثينات من عمره، وقد أفرغ ما طُلب منه الإدلاء به إلى مؤلف كتاب "ذي تيرويست واتش"، لكن الذي يبدو أن الذين انتدبوه لهذه المهمة يريدون أن "يحلبوه" إلى أقصى حد في مسيرة الكذب والتلفيق، ويقوّلونه أكثر ممّا قال، فعاود الكلام بذمّة أوسع من السابق، وكان هذه المرة تحريفاً مفضوحاً للتاريخ فيما يتعلق بالأسباب الحقيقية التي أدّت الى "اجتياح" الكويت، والحرب الدولية التي تلتها ضد العراق. والأنكى من ذلك، أنه نسب هذه المعلومات الى الرئيس الشهيد، ألامر الذي يستدعي من كل شريف مطلع على الحقيقة أن يردّ بما لديه من معلومات حرصاً على وقائع التاريخ التي تُعتّم عليها وسائل إعلام "طوال العمر" والأنظمة السائرة في فلك خدمة "السي. آي. إيه"، وحتى لا تستمر مسيرة الكذب التي مارستها إدارة بوش دون فضح موثق، خصوصاً بعد أن أحصتها مؤسسة أميركية تُدعى "مركز السلامة العامة" بـ 935 كذبة، حسبما أوردت ذلك "خدمة نيويورك تايمز" بتاريخ 21 كانون الثاني/يناير 2008، ونقلتها عنها سائر الصحف ووكالات الاعلام.
 
إثباتاً للحقيقة نسجّل ما يلي معززاً بالوثائق الرسمية التي لا يستطيع أن يدحضها أحد.
 
"أكاذيب تكشفها حقائق"
  
منذ مطلع تسعينات القرن الماضي وحتى اليوم، طَلَعتْ علينا الإدارات الاميركية المتعاقبة بأسباب لا تُحصى للحرب الدولية التي شنّتها ضد العراق لـ "تحرير" الكويت. ومن يومها لليوم، لم تأتِ على ذكر السبب الأساسي والحقيقي لذلك، لأنه نفس السبب الذي قادها إلى شن حرب أخرى ضده في العام 2003 وأدّت الى احتلاله.
 
آخر هذه "الطلعات" جاءت للمرة الثانية خلال شهرين فقط على لسان العميل بيرو في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي. بي. إس"، تضمنت تلفيقات لا تنطلي على أقل الناس وعيّاً، كقوله على لسان الرئيس الشهيد أن السبب الأول الذي دعاه الى دخول الكويت يعود الى إقدام أميرها السابق جابر الصباح على التفوّه بعبارات نابية بحقّ العراقيات، رداً على مطالبة العراقيين للكويت بحقوقهم من عائدات النفط التي تمّت سرقتها إبان فترة انشغالهم في الحرب مع إيران!
 
وحتى لا يمّر كلام هذا العميل الذي امتطاه الأميركان بغية "استهبالنا" بلسان عربي، لا بدّ من الإشارة السريعة لأبرز التلفيقات التي وردت فيه، قبل الرّد على قصّة الاجتياح وسبب الحرب.
 
يقول بيرو أن الرئيس "أسَر" له بأنه أخطأ في حساباته حول استعداد جورج بوش لغزو العراق، وأنه أَوْهَمَ العالم بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل لإخافة الايرانيين. وانه كان يتوقع هجوماً أميركياً جوياً لعدة أيام فقط، على غرار ما حصل أيام كلينتون، وليس حرباً شاملة بقصد الاحتلال"!".
 
الحقائق التي لمسها العالم والتي لا تحتاج الى أدلّة وبراهين أنه منذ أن خرج الرئيس صدام أواخر ثمانينات القرن الماضي وهو يتحدث من على شاشة التلفزيون عن "الكيماوي المزدوج" وبيده الصاعق الذي أُثيرت ضجّة حول تهريبه الى العراق، لم يُدلِ بعدها بأي إشارة أو تهديد حول امتلاك أسلحة الدمار، بل كان ينفي ذلك باستمرار حتى عشية شن العدوان الاحتلالي الأخيرة. وما زال المتابعون يتذكّرون ما قاله في أحد أحاديثه: "عندما يقول صدام إننا لا نمتلك أسلحة الدمار، فهذا يعني أننا لا نمتلك".
 
أمّا فيما يتعلق بخطأ حساباته وعدم توقّعه الحرب، فلا أحد ينسى أيضاً قوله قبل شن الحرب.. "إن الأميركان سينتحرون على "أبواب بغداد". ولم يقل "أجواء بغداد" حتى يمكن التلفيق على لسانه بأنه كان يتوقعّها هجمات جوّية.. لا أكثر!!

من سبق الآخر: "الاجتياح.. أم الاميركان"
 
وبالعودة للتلفيق الأساس حول أسباب ما حدث. نرانا مضطرين إلى استحضار ما ردّده بعض المسؤولين والإعلاميين العرب من أن الرئيس صدام هو المسؤول عن إحضار القوات الاميركية للخليج من خلال اجتياحه للكويت، لكي نتساءل بهدف الحصول على الجواب الموثّق والدقيق: .. وماذا لو أثبتنا أن هذه القوات قد استُدعيت وحضرت فعلاً قبل "اجتياح" الكويت، ثم لماذا تمّ في الحقيقة والاساس هذا الاجتياح؟
 
وفي معرض إجابتنا على ذلك لا بدّ أن نتساءل في المقابل: هل كانت إمارة الكويت مسالمة، طيبة، وهل حقاً أنها بريئة من تهمة استغلال انشغال العراق بالحرب لتحقيق منافع إقليمية تمثّلت بالتوسع على الأرض، ونهب الثروة النفطية والتآمر مع المعادين على العراق؟
 
إذا كان الأمر كذلك، لماذا اضطر العراق الى فعل ما فعل، هل طمعاً في ثروة الكويت وأرضها – مع أنها أرضه وثروته – أم أن ذلك كان الحل الوحيد المتاح أمامه؟
 
في اجابتنا على ذلك سنعمد الى استطلاع وثائق كل من الطرفين، بعد استعراض سريع للجوّ الذي ادّى الى الانفجار.
 
في اجتماع جدّة الذي عقد للتباحث في الخلاف الحاصل بين البلدين بوجود السعودية – كوسيط – ممثلة بوزير خارجيتها سعود الفيصل، أقرّت الكويت بمسؤوليتها في "أخذ جزء من حق العراق"، عندما وافقت على دفع ستة مليارات دولار كتعويض له.
 
يومها أصرّ العراق على أخذ حقّه المعترف به كاملاً – كمبدأ – وهو سبعة مليارات دولار، ولم تتجاوب الكويت، فتدخّل سعود الفيصل معلناً استعداد المملكة لدفع المليار المختلف عليه – نيابة عن الكويت -، وانفضّ الإجتماع ظهراً على أن يجري توثيق مضمونه والتوقيع عليه في المساء، وكانت المفاجأة بعد ذلك في عودة الوفد الكويتي عن موقفه ورفض الإقرار بما وافق عليه في الصباح وتفوّه رئيسه بكلام تهديدي في وجه الوفد العراقي كان أكبر بكثير من حجم الكويت وقوتّها وقوة كامل مجلس التعاون الخليجي أيضاً!
 
عاد الوفد العراقي الى بغداد ونقل للمسؤولين في اجتماع طارىء دعا اليه الرئيس صدام ضمّ اعضاء مجلس قيادة الثورة وكلاً من قيادة الحزب والدولة تفاصيل ما دار في جدّة. فسمعوا كلاماً لم يخطر ببالهم يوماً امكانية التفوّه به من قبل المسؤولين الكويتيين. وبعد نقاش مستفيض، حسم الرئيس يومها الأمر بعد استطلاع رأي الحاضرين بالقول: هذا ليس كلام الكويتيين ولا الخليجيين. إنه يعكس مواقف وأهداف من هم وراءهم، ثم عاد ليسأل رأي الحاضرين بالحلّ المتوجّب اتخاذ قرار بشأنه يومها.. وكان ما كان.
 
ماذا تقول وثائق الطرفين؟
 
إذا عُدنا الى وثائق الكويتيين في هذا الشأن لن نجد فيها ورقة واحدة تتحدّث عن أن العراق قد نهب ثروتهم، أو أنه يريد "أكل حقهم"، وكل ما وجدناه – غير تحريض الاميركيين ضده وهذا ما سنأتي الى ذكره – وثائق ضمّها كتاب وزّعته السفارات الكويتية في الخارج يحمل عنوان "من يوميات المقاومة الكويتية"، يعرض نماذج لرسائل رسمية تمّت بيت القطاعات العسكرية والإدارية العراقية – قبل انسحابها، حول أمور تنظيمية وأمنية وحتى تموينية، ثم يتحدث عن تجاوزات لبعض عناصر الجيش والشرطة والجيش الشعبي أثناء تواجدها في الكويت.
 
الجدير أن مثل هذا الكلام الذي نُشر بعد سنة من انسحاب العراق، كان الرئيس صدام قد تحدّث حوله بحسم غير مرّة وكانت إحداها مع القائم بالأعمال الاميركي جو ويلسون بعد شهر من "اجتياح الكويت"، حيث قال بالنص الحرفي: "... أمس مرّ عليّ أحد الضباط وتحدّث عن عناصر تقوم بأعمال ضد الأمن وبسرقة بعض المخازن، "مَسَكوا" بعضهم وكانوا من جنسيّات مختلفة – يعني مواطنين، قد لا يكون لديهم قصد سوى السرقة. على أي حال، لو أن الجيش هو الذي قام بهذا سنقول ذلك، وسنقول هذا خطأ وما كان يجب أن يحصل وسنصحّحه".
 
هذا بالنسبة للوثائق الكويتية عن العراق، أما بالنسبة للوثائق العراقية عن الكويت التي توزن بالأطنان، وقد نُقلَ أبرزها وأكثرها خطراً الى بغداد ونشرت الصحف العراقية بعضها في حينه لا يمكن استعراضها في هذا المقال بالطبع، لكن ما يهمّنا في هذا السياق هو الاجابة على السؤال: هل تآمرت الكويت حقاً على العراق ونسّقت مع أعدائه قبل "الاجتياح" أم لا؟ ولهذا سنكتفي بأقل ما يمكن من الوثائق الرسمية الكويتية التي توصلنا إلى الإجابة، دون الذهاب بعيداً في التفاصيل والأسرار التي تطال جوانب شخصية جداً لرموز كبيرة لا بدّ من الترفّع عن ذكرها، خصوصاً وأن بعضها في غاية الإحراج بالنسبة لهم.
 
مخابرات الامارة في خدمة السي. آي. إيه
 
إحدى هذه الوثائق تعود الى العام 1989، وهي موجهة من مدير عام الادارة العامة لأمن الدولة العميد فهد أحمد الفهد الى وزير الداخلية "سعادة الشيخ سالم الصباح السالم الصباح الموقّر" بتاريخ 22/11/1989 وتحت رقم س/540 وقد أشير اليها بـ "سرّي للغاية وخاص"، ورد فيها بالنص الحرفي: ".. تنفيذاً لأمر سموكم الكريم أثناء اجتماعنا معكم بتاريخ 22 اكتوبر 1989 فقد قمنا والعقيد اسحق عبد الهادي عداد/مدير مباحث محافظة الأحمدي بزيارة الى مقر وكالة المخابرات الاميركية، حرص الجانب الاميركي على ان تكون سرّية للغاية حتى لا تُثير الحساسية لدى الاشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وايران والعراق خلال الفترة من 12 – 18 نوفمبر 1989.
 
- أُطلع سموّكم الموقّر على أهم ما تمّ الاتفاق عليه مع القاضي وليم وبستر مدير عام وكالة المخابرات الاميركية وذلك في خلال اجتماعي الخاص به يوم الثلاثاء 14 نوفمبر.
 
1. يتكفّل الجانب الاميركي بتدريب العناصر التي اختيرت كي تكون مسؤولة عن حماية سمو أمير البلاد وسمو الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح حفظهما الله.
 
2. اتفقنا والجانب الاميركي على تبادل الزيارات وعلى كافة المستويات بين إدارة أمن الدولة والمخابرات المركزية وتبادل المعلومات حول إيران والعراق في مجال التسليح والبنية الاجتماعية والسياسية.
 
3. الاستعانة بخبراء الوكالة للمساهمة في اعادة هيكلة الادارة العامة لأمن الدولة.
 
4. أبدى الجانب الاميركي استعداده التام لتلبية طلبنا في مجال تبادل المعلومات حول نشاط الجماعات المتطرفة في البلاد وبعض دول مجلس التعاون...
 
5. اتفقنا والجانب الاميركي على أهمية الاستفادة من الوضع الاقتصادي المتدهور في العراق للضغط على حكومته للعمل على ترسيم الحدود معها.
 
6. يرى الجانب الاميركي أن نبرمج علاقاتنا مع ايران بما يضمن تحاشيها من جهة والضغط عليها إقتصادياً قدر الامكان، وتحاشي الحديث عنها سلباً في وسائل الاعلام.
 
7. وضع الجانب الاميركي تحت تصرّفنا "هاتف خاص" لغرض التبادل السريع للمعلومات التي لا تتطلب اتصالات ورقية وهو هاتف خاص بالقاضي وبستر ورقمه (202659524..)، بانتظار توجيهات سموّكم حفظكم الله مع أطيب التمنيات.
 
.. ومن الأمير لبوش الأب!
 
كان هذا قبل عام من "الاجتياح" العراقي للكويت، ولكن، هل هذا كل ما أقدمت عليه الكويت؟
 
الوثائق الخارجة من مكتب الديوان الاميري تتضمن رسائل أخطر حول أهم ما تبادله "الشيخ جابر" مع المسؤولين الاميركيين وفي مقدمتهم بوش الأب، احداها ارسلت بتاريخ 19/8/1990، أي قبل الاجتياح باسبوعين، وإبان المفاوضات مع العراق بوجود السعوديين، وأثناء وعد الرئيس صدام للرئيس مبارك بعدم التحرّك قبل أن تأخذ الوساطة السعودية مداها في محاولة حل الإشكالات!
 
يقول أمير الكويت في رسالته لبوش الأب التي تحمل رقم التسجيل (الديوان 117/د. رقم الإرسال السرّي 28. الخارجية 19 تموز/يوليو 1990) ما يلي بالحرف، مع الاحتفاظ بأخطاء القواعد واللغة: "نقدم لفخامة الرئيس التحيات المعبّرة عن مشاعرنا الودّية والتقدير وبعد، ان الحكومة العراقية برئاسة صدام حسين تقوم بحملة إعلامية ضد الكويت وتحاول الضغط علينا لننصاع لإرادتها والسير في سياستها وإرغامنا على دفع مليارات الدولارات دون حق، واذا لم ننصاع لإرادة الحكومة العراقية وننفّذ مطالبها... فسوف تقوم بحملة عسكرية لا نستطيع مواجهتها دون مساعدة صديقتنا الولايات المتحدة. فنرجو من فخامة الرئيس المساعدة العسكرية لحماية الكويت وثروتها البترولية التي تموّن بها عالم الغرب، وعلى أميركا الدولة العظمى الداعمة للشعوب الضعيفة نعتمد لانقاذ دولتنا الصديقة الوفيّة والمخلصة بسياستها للولايات المتحدة التي عليها وحدها نعتمد، كما نلتزم بتنفيذ ما ترسمه لمنطقة الخليج.
 
ونخشى أن يهاجمنا العراق بقوات عسكرية يقوم بإعدادها، وعليه نكّرر الرجاء ونلتمس من فخامة الرئيس المساعدة العسكرية الفورية قبل أن نُباغت بهجوم قوة هائلة مزوّدة بمختلف الأسلحة الفتّاكة. وان الضمانة لحمايتنا مما يهددنا يكون بإرسال قوات أميركية لترابط في بلادنا ومنطقة الخليج حيث توجد المصالح الحيوية لصديقتنا الولايات المتحدة..، ونؤكد لفخامتكم استعدادنا لتلبية ما تطلبونه من التزامات وتقديم التسهيلات اللازمة للقوات التي سترابط في الأراضي الكويتية وحولها. وتفضلوا يا فخامة الرئيس بقبول مشاعر الودّ والاحترام.
 
المخلص/جابر الأحمد الصباح/أمير دولة الكويت
  
... وهكذا تمّ استقدام الاميركان 
يبقى القول أنه فور وصول هذه الرسالة الى بوش الأب كشف تقرير للمخابرات الاميركية – نشر لاحقاً – أن الجنرال برنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي قد اجتمع مع الأمير بندر في مقر إقامة الأمير خارج واشنطن، وأطلعه على تقرير رئيس المخابرات "وبستر" المستند الى معلومات مدير المخابرات الاميركية في الخليج وخلاصته ان القيادة العراقية تعدّ خطّة لتغيير خريطة المنطقة السياسية، والاستيلاء على آبار النفط في الكويت والمنطقة الشرقية للسعودية وأبو ظبي، وأكّد له أن لدى العراق من الإمكانات العسكرية ما يسمح له باجتياح المنطقة كلها في أربع ساعات! ثم زوّده بوثائق تدعم هذا الكلام، وطلب منه الاسراع بمفاتحة الملك فهد واقناعه بالخطر الداهم واخذ موافقته على ارسال قوات عسكرية الى المملكة، وفق خطة طوارىء وضعها البنتاغون للرّد على هذه الخطّة.
 
وهكذا طار بندر الى جدّة على الفور، وأخذ موافقة "طويل العمر" على استدعاء الاميركان للأرض الحرام، ثم عاد أدراجه الى واشنطن التي كانت قد أخذت بـ "رأي" المخلص لها "أمير دولة الكويت" وبدأت عملية التنفيذ!
 
هل ثمّة "نبّاح" في وسائل إعلام البراميل الخليجية يمكن أن يُنكر هذه الحقائق.. أو يكذّب الوثائق التي تؤكدها؟