منبر سوريا يا حبيبتي - زمن الواوا



انا بكتب من نبع فكري
تاعبر عن وضعي وفقري
ما كنت مهموم من قلة المال
همي بحور الأدب غدت عكري
وشو صار بالطرب كّكّا و ِواوا
ومغني اصطحب حمار كري
والفخذ سِلّم لحن موسيقى
والنهد ايقاع ونوتة (فنانة) جكري
والغنوّجة إبداع والطقطوقة نكري

وهز القفا خدر جماهير امتنا
ما هزها ضرب العراق شو السكرى.؟؟

ولا هزها جوع ابناء
نستهم على شط غزة بلا ذكرى

شو الحال؟؟ فرت حمام قفص السلام
هدت على شجرة
كان الخريف كله جفاف وسيولنا جفت

وجمالنا نخت تمام.. صارت نعام
وروسها طمت

وكل الشباب ديوك ..إن كانت الهجمة؟؟
ما بين اخ وأخ !!..
امّا اذا اللطمة من العدا والطخ؟؟
تلقى الشباب واوا
والبيبسي والكولا تتعمر سيوله
وفنانات النهد تبقى الطعم للفخ.
وللفضائيات الكل بيقول شكري.

والخير يجمعنا.

إيران تتهم استخبارات دولة عربية بالتورط في اغتيال مغنية


دعت وزارة الخارجية الكويتية المواطنين الكويتيين الى «التريث في السفر الى لبنان الشقيق، حرصاً على سلامتهم» بسبب «الظروف الراهنة التي يمر بها» هذا البلد، وذلك بعد ساعات من تلقي السفارة الكويتية في بيروت تهديدات بقصفها بالصواريخ، في حين استمرت تداعيات مجلس التأبين الذي اقامه نواب وناشطون شيعة في الكويت للقيادي في «حزب الله» اللبناني عماد مغنية وأثار احتجاجات غاضبة رسمية وشعبية.

في موازاة ذلك، اتهم مسؤول ايراني رفيع استخبارات دولة عربية لم يسمها بالتورط في اغتيال مغنية في دمشق في 12 شباط (فبراير) الحالي، بعدما كانت الاتهامات الايرانية تقتصر حتى الآن على اسرائيل.

وصرح «مصدر مسؤول» في وزارة الخارجية الكويتية بأنه «نظراً الى الظروف السياسية الراهنة التي يمر بها لبنان الشقيق فإن وزارة الخارجية وحرصاً منها على سلامة المواطنين فإنها ترى التريث في السفر الى لبنان في هذه الظروف».

وعاد النائبان الكويتيان عدنان عبدالصمد وأحمد لاري اللذان شاركا في تأبين مغنية السبت الماضي، الى الكويت امس حيث قد يواجهان اجراءات قضائية. وعلمت «الحياة» ان النائبين سيعقدان مؤتمراً صحافياً اليوم يوضحان فيه موقفهما ويردان على الاتهامات والانتقادات، لا سيما بعد صدور بيان عن الحكومة الكويتية يدين تصرفهما.

وناشد مراقب مجلس الأمة (البرلمان) النائب مبارك الخرينج عبدالصمد ولاري «ألا يحضرا الجلسات البرلمانية المقبلة حتى يتم الفصل في القضايا التي رفعت ضدهما في النيابة العامة»، وطالب وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بإبعاد كل الأجانب الذين شاركوا في التأبين.

وكانت الأوساط السياسية والأمنية في لبنان انشغلت بتلقي سفارة الكويت ووكالة أنباء أجنبية في بيروت، اتصالاً من مجهول قال فيه إن السفارة الكويتية ستقصف بصاروخين موجهين إليها. واتصل موظفو الوكالة بالسلطات الأمنية وأبلغوها بمضمون الاتصال، فأرسلت على الفور وحدات إلى مبنى السفارة الذي يخضع لعملية ترميم في محلة بئر حسن، وكذلك الى مقرها الموقت في محلة الصنائع، وأخلت العمال من الأول، والموظفين من الثاني، وعززت الإجراءات الأمنية، وفتشت المكاتب، مستعينة بكلاب لتقفي الأثر، ومبنى السفارة ومحيطه ولم تعثر على شيء، كما باشرت التحقيقات لمعرفة هوية المتصل.

وروى القائم بأعمال السفارة الكويتية في لبنان طارق الحمد لـ «الحياة» انه «ورد اتصال هاتفي الى السفارة في الصنائع من مجهول قال فيه كلاماً تهديدياً مختصراً جداً مفاده أن صاروخين سيطلقان على السفارة، ثم أقفل الخط ولم نعرف صاحب التهديد ولا إلى أي جهة ينتمي». وأضاف: «نظراً الى الظروف الراهنة كان لا بد من أن نأخذ التهديدات على محمل الجد، فأبلغنا السلطات اللبنانية والخارجية والسلطات الكويتية بمضمون الاتصال». وأضاف: «هذا التجاوب السريع من السلطات والأجهزة الأمنية اللبنانية أراحنا إضافة الى ما لمسناه من القادة السياسيين من استعداد للمساعدة».

وكان الحمد وجه نداء الى الرعايا الكويتيين في لبنان بأن «يتوخوا الحذر في تنقلاتهم والأماكن التي يرتادونها، وتجنب الخروج ليلاً». وقال: «هذه مجرد تدابير طبيعية لا أكثر ولا أقل». وتلقت السفارة اتصالات عديدة من شخصيات سياسية ابرزها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ والمسؤول عن العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي الذي استنكر «التهديدات التي وجهها مجهول الى السفارة الكويتية في بيروت». وأكد «أن أمن الإخوة في السفارة الكويتية هو من أمن لبنان واللبنانيين»، معتبراً أن «هذه التهديدات هي محاولة للإساءة الى الروابط الوثيقة بين الشعبين الشقيقين».

اتهام ايراني

وفي طهران (ا ف ب)، اتهم الجنرال يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي، أمس الخميس «الصهاينة» بالوقوف وراء اغتيال مغنية، فضلاً عن «أجهزة الأمن الارهابية الاميركية واستخبارات دولة عربية» لم يسمها. وهذا اول اتهام رسمي ايراني لدولة عربية، بعدما كانت الاتهامات توجه الى اسرائيل.

واعتبر صفوي، القائد السابق لقوات «الحرس الثوري» الايراني، ان اغتيال مغنية «سيؤدي الى موت محتم لدولة اسرائيل»، مضيفاً ان «دم الشهداء مثل مغنية أثار غضب آلاف من شباب حزب الله وهذا الغضب سيؤدي الى موت محتم للكيان الصهيوني».

فضيحة جديدة: جنود بريطانيون متورطون في إعدام وتعذيب عراقيين



اكد محاميان يمثلان خمسة عراقيين امس ان جنودا بريطانيين شاركوا في عمليات اعدام جماعية وتعذيب وطالبا الشرطة باجراء تحقيق مع الجيش البريطاني.

وذكرت رويترز ان المحاميين فيل شاينر ومارتن داي اللذين أقاما عدة دعاوي قضائية ضد الجيش البريطاني بسبب انتهاكاته في العراق قدما افادات من خمسة رجال يقولون ان القوات البريطانية احتجزتهم بعد معركة في جنوب العراق في ايار من عام 2004 وعمد الجنود الى وضع عصابات على أعين المعتقلين وكبلوهم و لجؤوا الى ضربهم مرارا واجبروهم على التجرد من ملابسهم. ‏

وقال المعتقلون الخمسة انهم سمعوا أثناء احتجازهم عمليات تعذيب منتظمة واعدام ما يصل الى عشرين محتجزا آخرين على ايدي الجنود البريطانيين. وقال داي في مؤتمر صحفي انه و استنادا الى الادلة المتاحة في الوقت الحالى فاننا نرى أن اتهامات موكلينا بأن البريطانيين مسؤولون عن تعذيب ومقتل ما يصل الى20 عراقيا قد تكون صحيحة تماما مضيفا: سواء كانت هناك أدلة كافية لمحاكمة جنود أم لا فإن هذا السؤال لن يجيب عنه سوي تحقيق عام وعلني. ‏

وبدأ في كانون الاول الماضي تحقيق آخر تجريه أيضا الشرطة العسكرية البريطانية بعد أن طالبت عائلات بعض الضحايا بتحقيق قضائي ولم يعرف متى سينتهي ذلك التحقيق. وبالاضافة الى افادات الشهود قدم شاينر وداي صورا فوتوغرافية ولقطات فيديو وشهادات وفاة وقعها أطباء عراقيون يقولون انها جميعا ترسم صورة للانتهاك العنيف والقاتل الذي ارتكبه جنود بريطانيون. ‏

وقالا ان هناك أدلة على اقتلاع أعين اثنين من المحتجزين وعن بتر العضو التناسلي لمحتجز آخر وكثيرين شنقوا أو بترت أطرافهم وبعضهم أطلق الرصاص على رؤوسهم من الخلف وجرى تكسير أجزاء من أجساد آخرين بطريقة منهجية. وقال شاينر ان ما حدث أثناء احتجاز القوات البريطانية لمدنيين عراقيين مشين ووصمة على جبين بريطانيا وتلويث مروع لسمعة الجيش البريطاني. ‏

واضاف المحاميان: هناك فجوة واسعة بين رواية الجيش البريطاني لما حدث وبين روايات الشهود وقال داي: اذا صدقت رواية العراقيين للاحداث فان جنود وضباط الجيش البريطاني يكونون قد تآمروا للتستر على واحدة من أبشع الحوادث في تاريخ الجيش البريطاني. وطالب المحاميان بأن تتولى الشرطة البريطانية العادية اجراء التحقيق العام وليس الشرطة العسكرية التي تجري تحقيقا خاصا بها. ‏

خطاب السيد حسن نصر الله في مهرجان الوفاء للقادة الشهداء


خطاب السيد حسن نصر الله في مهرجان الوفاء للقادة الشهداء

اطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد نصر الله في مهرجان الوفاء للقادة الشهداء السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية في ضاحية بيروت الجنوبية الذي بدأت مراسمه عند الثالثة عصرا بمشاركة عشرات الالوف في مجمع سيد الشهداء(ع) في الرويس والشوارع المحيطة. وعرض السيد نصر الله لأهمية  مسيرة القادة الشهداء وما اثارته شهادتهم من دفع في مسار المقاومة ، وصولا الى الحديث عن بعض من دور الشهيد القائد عماد مغنية في اثناء العمليات العدوانية الاسرائيلية ومواجهتها وفي النصر في حرب تموز وفي عمليات امنية منها عملية اسر العقيد الصهيوني الحنان تننباوم.
واكد السيد نصر الله ان استراتيجية المقاومة هي تحرير الارض والاسرى والدفاع عن لبنان بوجه الاعتداءات المستمرة. وقال ما زلنا ندعم ونؤيد أي حوار وطني يؤدي لاستراتيجة دفاع وطني تتحمل فيها الدولة واللبنانيون جميعا مسؤولية الدفاع عن لبنان. واضاف اما زوال اسرائيل من الوجود فان زوالها هي نتيجة حتمية وقانون تاريخي وسنة الهية لا مفر منها وهذا امر قطعي ونحن نتحدث عن مسار تاريخي في المنطقة، مبديا الاعتقاد ان هذا المسار سيصل الى نهايته خلال سنوات قليلة.
ووصف السيد نصر الله اغتيال القائد مغنية بأنه عملية استباقية لما تحضره اسرائيل للبنان والمنطقة وقال هم يتحدثون عن استراتيجية قطع الرؤوس بعد فشلهم في حرب تموز، وان هناك مجموعة قادة جهاديين شكلوا عنصر القوة الرئيسية لحزب الله في حرب تموز وعليهم ان يشطبوا هذا الجيل حتى اذا شنوا حربا جديدة يفقد حزب  الله والمقاومة القدرة على المواجهة والنصر مؤكدا ان الاغتيال جاء ل في سياق حرب مفتوحة وشاملة واسف من ان بعض احزاب السلطة عاد لنغمة تطمين القيادات ان هناك حربا ستقضي على حزب الله والمعارضة في نيسان او ايار او حزيران..
 وتوعد السيد نصر الله العدو بحرب غير مسبوقة اذا شن عدوانا جديدا على لبنان وقال اننا بكل فخر واعتزاز وثقة وبكل ايمان بتضحيات اخواننا وفي مقدمهم الحاج عماد مغنية مستعدون للمواجهة والدفاع وصنع نصر جديد. واضاف لن يستطيع احد ان يحمي كل الجبهة الداخلية الاسرائيلية من صواريخنا واما في الاجتياح البري فاخوانكم اخوان الحاج عماد ورفاقه الذين اصبحت عزيمتهم اقوى بشهادته سيقاتلون جيش الصهاينة عند كل واد وتل وعند كل طريق واقسم لهم ستحملون دباباتكم وضباطكم وجنودكم وسينهار جيشكم عند اقدام عماد مغنية.
واكد السيد نصر الله للعدو اننا سنقاتلكم في البر قتالا لم تشهدوه طوال تاريخكم وسيدمر جيشكم في الجنوب ودبابتكم وبقية ردعكم وستبقى اسرائيل بلا جيش وعندما تصبح اسرائيل بلا جيش لا تبقى وهنا ما قلته عن ان دم عماد سيخرج اسرائيل من الوجود.
وعن الرد على اغتيال مغنية اكد سماحته اننا لا يمكننا ان نسكت عل قتل احبائنا واعزائنا ولن نسمح للعدو بالتمادي في قتل قادتنا واحبائنا.


وهنا نص الكلمة كاملة:
 
كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ذكرى اسبوع المقاومة الاسلامية
واسبوع الشهيد عماد مغنية في 22-2-2008
 
في البداية أتوجه باسمي وباسم عائلة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية وقيادة حزب الله وكل أخ وأخت في حزب الله وكل مجاهد في المقاومة الاسلامية أـوجه بالشكر إلى كل الذين باركوا لنا وقدموا لنا العزاء وعبروا عن مواساتهم باستشهاد القائد الكبير والأخ الحبيب الحاج عماد مغنية أتوجه بالشكر إلى مراجعنا العظام وإلى جميع المرجعيات الروحية المسيحية والاسلامية والسادة العلماء والأطر العلمائية المختلفة وإلى الرؤساء الحاليين والسابقين والوزراء الحاليين والسابقين والنواب الحاليين والسابقين والقيادات السياسية والحزبية والعسكرية والأمنية والشخصيات والأطر الإعلامية والنقابية والثقافية والاجتماعية في لبنان وعلى امتداد العالمين العربي والإسلامي وإلى كل اللذين أقاموا مجالس التبريك والعزاء في لبنان والعالمين العربي والإسلامي.
 
من واجبي أن أخص بالشكر سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي دام ظله الشريف لأبوته وعنايته الخاصة التي عبر عنها إن من خلال البرقية أو من خلال خطابه السياسي أو مجلس الفاتحة الذي أقامه في طهران أو المودة الكبيرة والمضمون العالي الذي عبر عنه في برقيته وخطابه وكذلك رئيس الجمهورية الاسلامية في إيران الدكتور أحمدي نجاد الذي أوفد إلى مجمعنا هذا في يوم التشييع وزير الخارجية الأخ الدكتور منوشهر متكي مع وفد رفيع المستوى يمثل مختلف المؤسسات والهيئات القيادية الكبرى في الجمهورية الاسلامية في ايران.
أتوجه بالشكر إلى عشرات الآلاف الذين شاركونا تشييع شهيدنا القائد تحت المطر او في الأجواء القاسية كما اتوجه إليكم أيها الإخوة والأخوات في هذا اليوم بالشكر والتقدير على حضوركم ومشاركتكم لنا في الذكرى السنوية لاستشهاد أميننا العام وقائدنا السيد عباس الموسوي وزوجته وطفله وفي الذكرى السنوية لاستشهاد شيخ شهداء المقاومة الاسلامية الشيخ راغب حرب وفي ذكرى اسبوع الرحيل والاستشهاد والغياب والفوز العظيم الذي من الله تعالى به على شهيدنا القائد عماد مغنية.
حضوركم ومشاركتكم اليوم تعنى لنا الكثير وتعنى لعدونا الكثير وهي تعبر بطبيعة الحال عن مدى الالتزام والموقف والصدق والوفاء للشهداء الذين يقدمون دماءهم من أجل أن نحيى جميعا بكرامة ومن أجل أن يبقى وطننا شامخا وأمتنا عزيزة.
 
نحن اليوم في محفل الشهداء القادة وكل واحد من هؤلاء القادة بات بفعل الجهاد والاستشهاد وبفعل التضحية ودم الشهادة رمزا وعنوانا لمرحلة معينة وان كان ما يجمع بين الشهداء القادة في مناسبتنا كثير وكثير، من الايمان الى الصدق والوفاء والاخلاص والتواضع والمحبة والى الأحاسيس الإنسانية الراقية المرهفة والعمل الدؤوب والجهاد الدامي والترفع والصدق الى محبة الناس والثبات الذي لا مثيل له .
 كل شهيد من هؤلاء القادة هو عنوان لمسيرتنا ومقاومتنا وتضحياتنا وكل شهدائنا ولكنه رمز لمرحلة محددة في مواجهة العدوان الصهيوني الدائم والمستمر، هذا العدوان الذي بدأ على لبنان منذ سقوط فلسطين واحتلال الصهاينة لفلسطين عام 1948. منذ ذلك اليوم، الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وعلى جنوب لبنان بالتحديد وعلى القرى الحدودية لم تتوقف وان كان في الواقع الحالي الكثير من اللبنانيين لا يعرفون تلك المرحلة او يغفلون عنها.  ولكن من المؤسف ان بعض من يدعون قادة سياسييون كبار ايضا يتجاهلون او يجهلون تلك المرحلة. وانا اذكر عندما كنا نناقش الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار الوطني وتحدثت عن الاعتداءات الاسرائيلية من العام 48 ولبداية السبعينات أي قبل مجيء الفصائل الفلسطينية الى جنوب لبنان احتج بعض الحاضرين وقال ان اسرائيل لم تعتد ولم تفعل شيئا خلال كل ذلك الزمان، وان مشكلة اسرائيل مع لبنان بدأت منذ مجيء الفصائل الفلسطينية الى لبنان وهذا جهل وغفلة، وفي نفس الجلسة احضر الموظفون في مجلس النواب من الارشيف خلاصة طويلة للاعتداءات الاسرائيلية منذ العام 48 وحتى السبعين .
 
هناك مجازر كبرى ارتكبت بعد العام 48 في جنوب لبنان وقراه وفي بعض هذه المجازر استشهد 150 و180 مواطنا لبنانيا. في تلك الاعتداءات كان يعتدى على مخافر قوى الامن الداخلي وكان يخطف عناصر قوى الامن الداخلي ثم يطلق سراحهم بعد التوسل والتذلل. الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان لم تتوقف منذ عام 1948 ولذلك ابدأ من هنا قبل ان اصل الى مرحلة الشيخ راغب ومرحلة السيد عباس ومرحلة الحاج عماد لأقول لكل المساكين في لبنان الذين يتحدثون عن قرار الحرب والسلم . ايها المساكين ان قرار الحرب والسلم ليس في ايديكم ولو كنتم حكومة، قرار الحرب والسلم هو في يد اسرائيل منذ 1948 . والقرار الذي نتخذه هو حقنا الشرعي والقانوني والطبيعي والانساني والاخلاقي في الدفاع عن شعبنا واهلنا وقرانا ووطننا عندما تتخلى عنه الدولة وعندما يتخلى عنه العالم .
 
 قرار الحرب والسلم اذا كنتم تريدون الحصول عليه وانتزاعه، عليكم ان تكونوا ابطالا واسودا لتنتزعوه من قلب اولمرت وباراك واسيادهم في واشنطن . هذه الحرب شنها الاسرائيلي واليوم دخلنا الى مصطلح جديد الحرب المفتوحة.
الحرب المفتوحة هي مفتوحة من العام 1948 وعندما فتحت لم اكن موجود ولا الحاج عماد كان موجود ولا السيد عباس ولا الشيخ راغب . هم الذين فتحوا هذه الحرب على فلسطين وعلى امتنا العربية والاسلامية وعلى لبنان، انتم تريدون ان تحيدوا انفسكم ولكن العدو يرفض ان يحيد هذا البلد ورفض ان يحيده . منذ العام 48 كان الامام السيد عبد الحسين شرف الدين يصرخ ويبرق ويخطب ويحمل الدولة المسؤولية ولا من يصغي . وبعد الامام السيد عبد الحسين شرف الدين كان الامام القائد والمؤسس للمقاومة الامام السيد موسى الصدر يخطب ويحمل المسؤولية اللبنانية والدول العربية المسؤولية والقوى السياسية المختلفة ويطالب الدولة اللبنانية بان ترسل الجيش الى الحدود ليدافع عن الوطن، ولكن الجيش في تلك المرحلة كان جيشا للنظام وليس جيشا للوطن جيشا لحماية الامتيازات وليس جيشا لحماية الجنوبيين فلم يصغ الى موسى الصدر . حتى وصل الامر ان الامام موسى الصدر دعى بنفسه الى شراء السلاح وهو كان يشتري السلاح . والى حمل السلاح والى تدريب الشباب على السلاح والى تحويل كل بلدة في جنوب لبنان وراشيا والبقاع الغربي الى قلعة حصينة قادرة ان تدافع عن نفسها في مواجهة أي عدوان اسرائيلي .
 
 هذا هو موسى الصدر اليوم من المضحك المبكي ان بعض قيادات فريق السلطة - وانا من اليوم وصاعدا لا اقول فريق الرابع عشر من شباط تنزيها لمناسبة 14 شباط ولذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري تنزيها للذكرى عن هذه القيادات ولغتها وشتائمها وانما اقول فريق السلطة وفريق الموالاة او أي تعبير اخر - ان تقف بعض قيادات فريق السلطة لتحتج علينا بالامام موسى الصدر، بذكر الامام موسى الصدر وخطه. جيّد، نحن نقبل هذا الاحتجاج وانا اقول لهم تعالوا طالما اننا اضعنا الكثير من المرجعيات التي نعود اليها في حسم خلافاتنا تعالوا لنعود جميعا كلبنانيين ما دمتم تعتبرون ان فكر السيد موسى الصدر هو فكر لبناني وليس فكرا ايرانيا تابعا لولاية الفقيه . تعالوا لنحتكم الى فكر الامام موسى الصدر في مسألة المقاومة والصراع العربي الاسرائيلي وكذلك في مسألة الوضع اللبناني والداخلي. وانا اقول باسم كل فرد من حزب الله وحركة امل اننا نقبل بكل حرف قاله الامام موسى الصدر في أي مسألة من المسائل .اذا كنتم تريدون الاحتجاج فنحن نقبل هذا الاحتجاج ونقبل هذه المرجعية الفكرية والسياسية .
 
استمر العدوان في ظل غياب الدولة وكان الاجتياح الاكبر عام 82 على لبنان والذي اريد من خلاله تغيير هوية لبنان وموقع لبنان ومعادلات المنطقة في ظل دعم دولي وسكوت عربي وتواطؤ داخلي، وسيطر جو قاتم من اليأس والاحساس بالعجز والضعف وايضا جو قاتل من مشاعر الخوف، حتى قيل اننا دخلنا في العصر الاسرائيلي ولم نخرج منه. هنا كانت المرحلة الاولى التي بات الشيخ راغب بشهادته ودمه عنوانا لها، وهذا لا يأخذ شيئا من جهاد البقية وعطاءاتهم، بجهاده ودمه الزكي بات رمزا للمرحلة من العام 82 الى العام 85 مرحلة استنهاض الناس وكسر الخوف بعث الامل الاحساس بالقوة والقدرة على التحرير والنصر واطلاق المقاومة الشعبية الى جانب المقاومة المسلحة، مقاومة الاعتصام والتظاهر والحجارة والزيت المغلي.
 
هذه المرحلة بات عنوانها ورمزها الشيخ راغب الذي كان يرفض أن يصافح (الجنود الصهاينة) لأنّ المصافحة اعتراف وكان يرفض أن يبتسم في وجه الجنود المحتلين وكان يرفض أن يستسلم ولو هدموا بيته على رأسه، وهو الذي تحمل عذاب السجن والتحقيق لأيام طويلة وخرج أشد عزيمة وأقوى إرادة. الشيخ راغب الذي كان ينتقل من بلدة إلى بلدة ومن مسجد إلى مسجد ومن حسينية إلى حسينية ليخاطب ويستنهض الناس ويبعث فيهم روح الشجاعة والثقة بالله والنفس ويبعث فيهم الأمل، وكانت المقاومة المسلحة العالية والمقاومة الشعبية الراقية التي ألحقت الهزيمة بالإحتلال الصهيوني في تلك المرحلة، جاء استشهاده ودمه ليعطيها دفعا قويا سريعا لتنجز المقاومة المسلحة والشعبية معا انتصارها الكبير عام 1985 بطرد الصهاينة من الجبل وبيروت والضواحي وصيدا وصور والنبطية ليختبئوا خلف التلال والجبال في الشريط الحدودي المحتل. كانت شهادة الشيخ راغب عنوانا لتلك المرحلة ودافعا قويا للإنتصار.
 
بعد عام 1985 بدأت مرحلة جديدة دخلت فيها المقاومة العمل العسكري المسلح والمنظم والمركز وغابت فيها المقاومة الشعبية الواسعة بسبب طبيعة التركيبة والحضور في منطقة الشريط الحدودي الذي تعرض لموجة تهجير واسعة جدا ولقمع شديد وكبير. في تلك المرحلة كان قائدنا وأستاذنا وأميننا العام السيد عباس الموسوي الذي كان عضوا في قيادة حزب الله ولم يكن هناك منصب أمين عام ولكنه أصر أن يذهب إلى الجنوب وبيته في بعلبك، أن يذهب إلى الجنوب وأن يتولى مسؤولية حزب الله في الجنوب ليكون على مقربة من عمل المقاومة، وكان السيد عباس طوال سنوات في الجنوب في هذا الموقع يشرف على المقاومة ويشارك في التخطيط ويحضر في غرفة العمليات، يدير ويساعد في الإدارة، يودع المجاهدين ويستقبل العائدين ويزف الشهداء، ومع ذلك، كالشيخ راغب، ينتقل من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان، يحمل بحنجرته وصوته القوي نبض دماء الشهداء وعرق المجاهدين وأنفاسهم الزكية التي كان يتحسسها عن قرب في كل يوم وليلة.
 
السيد عباس أمضى السنوات الأخيرة من حياته يعيش في السيارة وليس في المنزل، حتى كان مزاحنا معه (بالقول): "أيّها السيد الذي بيته سيارته". السيد عباس كانت حياته وايامه ولياليه وكان فرحه وحزنه كله في المقاومة، وسعى السيد عباس لتكريس النهج المقاوم المسلح المنظم المركز وإعطائه الأولوية المطلقة في ثقافة وفكر وحركة وأداء وخطط وبرامج وسلوك حزب الله وبالأخص عندما تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الله، وجاء استشهاده ليكون عنوانا للمرحلة التي يثمر فيها جهاده ودمه، فانطلقت المقاومة في خط تصاعدي وليس في رد فعل انفعالي وإنما في حركة مدروسة ومخططة ودؤوبة ودقيقة في خطٍ بياني تصاعدي من 16 شباط 1992 إلى 25 أيار 2000 لتصنع الإنتصار في ذاك العام.
 
نحن صنعنا الإنتصار بدم السيد عباس الذي تراكم مع دم الشيخ راغب، دم السيد عباس أدخل المقاومة إلى كل بيت وإلى كل قلب وإلى كل وجدان في لبنان وعلى امتداد العالمين العربي والإسلامي، هذا الدخول إلى كل قلب وإلى كل بيت مكّن المقاومة من أن تتطوّر كيفاً وكماً ونوعاً، وهيّأ للمقاومة أوسع حاضنة شعبية لم تكن تحظى بها من قبل، فكان دمه المؤسس للمرحلة الثالثة.
 
في المرحلة الثالثة والتي أستطيع أن أقول اليوم بفخر واعتزاز أنّ عنوانها ورمزها القائد الشهيد الحاج عماد مغنية، وهنا نحاول أن ننصفه بعض الإنصاف وأن نعطيه بعض حقه. المرحلة الجديدة كانت تركز على تطوير عمل المقاومة : على المستوى النوعي فتح آفاق جديدة، على المستوى الكمي تكبير وتكثيف الإمكانيات المتاحة، تصعيد العمليات، تحول في استراتيجية المقاومة من حرب عصابات تقليدية إلى مدرسة قتالية جديدة لم يسبق لها مثيل تقع ما بين الجيش النظامي وحرب العصابات، تحول المقاومة إلى مؤسسة لا تتوقف لا في خططها ولا في برامجها ولا في يومياتها ولا في تكتيكها ولا في سيرها الإستراتيجي على شخص أو على قائد مهما علا شأنه.
 
مرحلة الإنتصارات والإنجازات وتوازن الرعب مع العدو، هذه المرحلة كان الحاج عماد مغنية أبرز قادتها إلى جانب إخوانه ونظرائه وأحبائه من القادة المجاهدين ومن المجاهدين الأبطال في المقاومة. يجب أن يعرف العالم كله وأؤلئك الذين يجهلون قدر الحاج عماد، أنه كان القائد الميداني للتحرير التاريخي في 25 ايار عام 2000، ولكنه بعد التحرير لم يعقد مؤتمرا صحافيا ولم يخرج إلى العلن ولم يقل أنا عماد مغنية، أنا القائد أنا صانع النصر أنا وأنا وأنا ... وأريد منكم جزاء أو شكورا، لأنّه ابن المدرسة التي تعطي لله وتجاهد لله وتعمل لله ولا تريد من أحد جزاء ولا شكورا.
 
الحاج عماد كان القائد لعملية الأسر الأولى بعد التحرير وللعملية المعقدة في أسر العقيد (ألحنان) تتنباوم والتي أدّت في نهاية المطاف إلى تحرير عدد كبير من أحبائنا وأعزائنا الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم. الحاج عماد منذ العام 2000 كان القائد للتحضير والجهوزية للدفاع عن لبنان أمام أي حرب محتملة. بعد النصر عام 2000 ابتهج الناس وعاشوا حياتهم الطبيعية حتّى في القرى الأمامية وكانت لهم حياتهم الهنيئة، أمّا الحاج عماد مغنية، ولا اقول الحاج رضوان فهذا الإسم كان للمرحلة السرية، كان يعمل ويصل الليل بالنهار من أجل اليوم الذي يعلم أنّ إسرائيل ستعتدي على لبنان لأنّه لا حدود لأطماعها، ولأنها ستثأر لذلها وهزيمتها في أيار عام 2000.
 
ثمّ جاءت حرب تموز وكان الإنتصار في حرب تموز وكان الحاج عماد من القادة الكبار في حرب تموز، قبل الحرب وفي الحرب كان كذلك. وهذه الحرب إنما انتصرنا فيها لأنّه كان لدينا الرجال والجهوزية والخطة والقادة الكبار وفي مقدمتهم الحاج عماد مغنية، لو أردت أن أطلق عليه وصفا بلا مجاملة ولأعطيه الحق، وأعتقد أنّ بقية إخوانه وشركائه في الجهاد وفي الإنجاز في المقاومة يشاركونني في أن نعطي الحاج عماد هذا الحق، أقول أنّ الحاج عماد من خلال موقعه في حزب الله هذا السيل البشري الهادر، من خلال موقعه الوارث لدماء الشهداء والوارث لدم السيد عباس والشيخ راغب، كان قائد الإنتصارين بحق، الإنتصار في 25 ايار عام 2000م والإنتصار في حرب تموز 2006م.
 
وبعد حرب تموز، عمل أيضا في الليل والنهار لأننا كنّا نؤمن أن العدو سيعد لحرب جديدة ولأنّ نتائج حرب تموز استراتيجية إن لم يتم تداركها ستودي بإسرائيل إلى الهاوية وإلى الزوال، فكان يعمل مع إخوانه. نحن أنجزنا تقييم حرب تموز قبل أن ينجزه العدو، نقاط القوة والضعف عندنا، ونقاط القوة والضعف عند العدو، وبدأ الحاج عماد مبكرا في تقوية عناصر القوة ومعالجة عناصر الخلل او الضعف عندنا. نعم لقد رحل الحاج عماد شهيدا وقد أنجز المهمة، لم يبقَ هناك شيء يحتاج إلى عماد مغنية لينجزه، عماد مغنية بخصوصياته وبشخصيته وبروحه المتواضعة ونفسيته المحببة وبعقله الألمعي أنجز ما عليه ورحل، وترك هذه الأمانة الكبيرة وأصبح عنوانا ورمزا لمرحلة متقدمة جدا من مراحل المقاومة وحضورها وتطورها وقدرتها على مواجهة الهجوم والعدوان.
 
وهنا ألفت إلى الفارق الإستراتيجي بين مقاومة تقاتل جيشا نظاميا يحتل الأرض فتشن عليه عمليات من داخل الأرض في حرب عصابات استنزافية، وبين مقاومة تقف في وجه عدوان يريد أن يحتل الأرض فتمنعه من الإحتلال وتلحق به الهزيمة، هناك فرق كبير بين النوعيّتين والكميّتين والقدرتين والمدرستين وهذا تطور وهذا الإنتقال بالمقاومة من مرحلة المقاومة الشعبية التي تقاتل في أرضها لتطرد الإحتلال إلى مقاومة شعبية تدفع العدوان وتمنع الإحتلال، (لذا) لا أظن أن لهذا (الأمر) نظير في العالم وفي التاريخ، فالمقاومات تحرر الأرض ولكن مقاومات تمنع عدوانا على بلد فهذا أمر جديد.
 
في هذا السياق، وفي ذكرى شهدائنا القادة وذكرى فَقْد هذا العزيز القائد أود أن أشير إلى بعض النقاط المرتبطة بمناسبة استشهاد الحاج عماد، أولا : جاء الإغتيال بعد 25 عاما بالتحديد من الملاحقة والمتابعة والتعاون الإستخباري الأمريكي الإسرائيلي في محاولة لخطف الحاج عماد أو قتل الحاج عماد. بعد 25 سنة وصلوا إليه، ولكن ما هو الفارق بين الحاج عماد وغيره من بعض المطلوبين؟ كان يمكن للحاج عماد أنّ يختبيء في مكان ويقيم مجموعة من الإجراءات الأمنية ويبتعد عن الناس وعن العمل. وأنا اؤكد لكم أنّهم ما كانوا لينالوا منه أبدا، وكان حينئذٍ من الطبيعي أنّ يعيش الحاج عماد الحياة الطبيعية المفترضة (المرتبطة بمشيئة الله) في أذهان الناس ويموت على فراشه ميتة طبيعية.
 
هم يعتبرون أنّ إنجازهم أنهم قتلوا الحاج عماد ونحن نعتبر أنّ إنجاز الحاج عماد أنّه بقي 25 سنة يقاتلهم، لم يختبيء في كهف وكان دائم الحضور وخصوصا في السنوات العشر الأخيرة، دائم الحضور في كل الساحات، يعمل في الليل والنهار، حركة اتصالات واسعة كان يقتضيها ويفرضها الموقع الجهادي، حضور في الجبهة وفي الخطوط الأمامية، لم يكن يظن الجنود الصهاينة قبل التحرير في العام 2000 وبعد التحرير أنّ مجموعة الشباب التي تقف على هذه التلة أو تلك التلة وتخطط لعملية ما، أنّ واحدا من هؤلاء الشباب هو عماد مغنية. الحاج عماد لم يكن مختبئا حتى نقول كيف نالوا منه، كان حاضرا متحركا نشيطا، أن يصمد ويبقى حيّا 25 عاما هو الإنجاز الكبير لمدرسة حزب الله الأمنية إن صح التعبير.
 
ثانيا، التحقيق في عملية الإغتيال في دمشق ما زال مستمرا ومتواصلا، بالتأكيد هو مسؤولية سورية بالكامل لأنّه حصل في دمشق، وكل ما قيل في وسائل الإعلام عن لجنة تحقيق إيرانية سورية مشتركة هو غير صحيح. بالنسبة إلينا بطبيعة الحال نحن نتعاون مع التحقيق السوري بما لدينا من معطيات ونتواصل بشكل دائم ولكن هم الذين يتحملون مسؤولية التحقيق ويقومون به. وأنا من خلال المتابعة اليومية لهذا الأمر أشهد بالجدية العالية جدا من قبل الإخوة السوريين في هذا المجال والعمل الكبير الذي يتم إنجازه على هذا الصعيد. وبمعزل عن كل الشائعات التي نشرت في وسائل الإعلام والتي تحاول أن تحرف التحقيق عن مساره الصحيح أؤكد لكم أنّ كل المعطيات التي توفرت حتى الآن من خلال التحقيق زادت قناعتنا بمسؤولية إسرائيل عن هذا الإغتيال.
 
ثالثا، نحن نعتبر أنّ إسرائيل هي العدو وأنّ إسرائيل هي الخصم وهي المسؤول عن الإغتيال وكنّا حازمين وواضحين في هذه المسألة، لكن هناك من يريد أيضا أن يحرف مسار المسؤولية باتجاه آخر وهذا ما نرفضه بشكل قطعي وأكيد. هنا من حقنا أن نستغرب ما قامت به بعض الدول الغربية من إغلاق مراكز ثقافية في صيدا أو طرابلس أو ما قامت به بعض الدول العربية من تحذير رعاياها من السفر  إلى لبنان، وكذلك فعلت بعض الدولة الغربية. إذا كان المقصود هو الحذر منّا فَعَدُوِّنَا وَخَصْمَنَا وَثَأْرَنَا عند الإسرائيلي، ونحن لم نوجّه إتهاما لأحد. وإذا كان المقصود هو الخشية أو الحذر مِمَّن قد يدخل على الخط فليعلنوا ذلك وليوضحوا ذلك ولا يتركوا الأمور ملتبسة، يجب على جميعنا أن يحذر من دخول أي طرف على الخط لأنّ هناك أطرافا لها مصلحة في توتير الأجواء في لبنان وإيجاد خضّات أمنية في لبنان ومخاطر جدية في لبنان.
 
نحن نطالب هذه الدول بأن تتصرف بشكل مسؤول وطبيعي إلآّ إذا كان هناك أيضا احتمال آخر لاستغلال هذه المناسبة لدفع الأمور إلى مزيد من التوتر والتشنج مع إسقاط المبادرة العربية للذهاب إلى التدويل وللقول أنّ لبنان على حافة الهاوية وعلى حافّة الحرب الأهلية وعلى حافّة الإنهيار الشامل فلنذهب إلى مجلس الأمن وليتحمل مسؤولية الوضع في لبنان، آمل أن لا يكون الوضع كذلك.
 
رابعاً، استراتيجية المقاومة، للأسف في لبنان يوجد أناس لا يسمعوك ماذا تقول ويحاسبونك على ما في أذهانهم وإذا سمعوا ما تقوله يحرفون كلامك. استراتيجية المقاومة في لبنان كانت وما زالت هي تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة وأسرى في السجون والدفاع عن لبنان وحماية لبنان في مواجهة الاعتداءات الصهيونية الإسرائيلية والمتكررة والقائمة. نحن ما زلنا بالرغم من ألمنا الكبير بشهادة القائد الحاج عماد ما زلنا ندعم ونؤيد أي حوار وطني يؤدي إلى استراتيجية دفاع وطني حقيقية تتحمل فيها الدولة واللبنانيون جميعاً، يتحملون بالفعل مسؤولية الدفاع عن لبنان، ما زلنا ندعم هذا الخيار والاتجاه ونؤيده ونرى فيه مصلحة للبنان ولنا ولجنوب لبنان ولكل اللبنانيين.
 
أما زوال إسرائيل من الوجود.. أيها الأحبة يا أعداء إسرائيل أنتم الأحبة، وأنتم الموجودون في مكان آخر أصدقاء إسرائيل والمراهنون عليها، اسمعوا مني ما أقول: إن زوال إسرائيل من الوجود هو نتيجة حتمية قهرية هي قانون تاريخي هي سنة إلهية لا مفر منها، هذا أمر قطعي.
نحن نتحدث عن مسار تاريخي في المنطقة وأنا أعتقد أن هذا المسار التاريخي سيصل إلى نهايته خلال سنوات قليلة. هذا الأمر قهري وحتمي، لماذا ؟ لأسباب ذاتية وأسباب موضوعية: أولاً ، لأن إسرائيل وجود طارئ وغريب ولا يمكنها الاستمرار في المنطقة، هذا سبب ذاتي. لأن إسرائيل ليست موجودة بقوتها الذاتية وإنما موجودة بفعل الإرادة الدولية والواقع الدولي الذي سيتغير وخلال سنوات قليلة أيضاً. وثالثاً ، بسبب صمود الشعب الفلسطيني 60 عاماً والذي تحمل ما لا يطاق وما زال يتحمل، من القتل اليومي والحصار والتجويع ، من قتل القادة والكوادر والشباب والنساء والأطفال ويرفض أن يستسلم، يرفض أن يسلم القدس ويرفض أن يتخلى عن الأرض ويرفض أن يوطن في أي أرض غير أرض فلسطين الطاهرة والمقدسة. هذا ليس أمراً بسيطاً. أن يصمد شعب ما ستين عاماً في ظل كل هذه الظروف القاسية والمريرة والأليمة وخذلان العالم، هذا عامل من عوامل زوال إسرائيل الموجود وعدم وجود مستقبل لها. رابعاً الواقع الديموغرافي في فلسطين 48 والـ 67، حتى من الـ 48، وقد قلت سابقاً أن الإسرائيليين يخافون على وجودهم حتى لو لم يحمل الفلسطينيون السلاح ، لو لم يستخدم الفلسطينيون استراتيجية المقاومة المسلحة، وإنما استخدموا استراتيجية الزواج والإنجاب، إسرائيل هذه لا يمكنها أن تبقى. خامساً ، الممانعة العربية، بعض الدول العربية التي ما زالت ممانعة وفي مقدمتها سوريا والممانعة الشعبية الشاملة على امتداد العالم العربي وعلى امتداد العالم الإسلامي ومعرفة الصهاينة أنه قد يطبع معهم بعض الحكام ، ولكن شعوبنا على امتداد العالمين العربي والإسلامي، شعوبنا المخلصة، شعوبنا الوفية، شعوبنا المؤمنة، شعوبنا الصادقة لا يمكن أن تمد يد المسامحة على احتلال القدس وفلسطين. إذا كان بعض الحكام حاضر للمسامحة من أجل أن يحفظ عرشه فإن شعوبنا وأجيالنا لن تسامح أولئك الصهاينة الذين ارتكبوا المجازر لا في دير ياسين ولا في قانا، هذه الشعوب سوف تبقي إسرائيل محاصرة غريبة طارئة لا تملك إمكانية  الاستمرار والبقاء. سادساً، فقدان الزعامات السياسية والعسكرية الإسرائيلية. أنا أحمل مسؤولية بضعة كلمات قلتها قبل سنوات عدة عندما جاء شارون وبدءوا يخيفون منه، فقلت على مسؤوليتي، شارون هو آخر ملوك بني إسرائيل، هذه إسرائيل لن يأتيها ملك مجدداً، كلهم أقزام صغار. عندما جاء تقرير فينوغراد اعتبر بعض الناس بقاء أولمرت إنجازاً، واعتبروا أن هذا إخفاق للمقاومة .. على العكس، نحن فرحين أن يبقى أولمرت، بالنسبة لنا إذا خيرنا بين رئيس حكومة عدو قوي ولديه كاريزما ويستطيع أن يستنهض الواقع الإسرائيلي، وبين رئيس حكومة عاجز وفاشل وأحمق وغبي، الثاني أحسن لنا.. أنا رسمياً، أشكر السيد فينوغراد على عدم تحميله المسؤولية الشخصية لإيهود أولمرت. سابعاً، فقدان العقيدة، في المجتمع الصهيوني ، والذي تحدث عنه قبل سنوات قليلة نتنياهو عندما قال لقد انتهت العقيدة الصهيونية عند شعب إسرائيل وأصبح المشروع الصهيوني والفكر الصهيوني من مخلفات الماضي. اليوم، الثقافة في إسرائيل، لكن للأسف العرب لا يتابعون.. انظروا نسبة السرقة والجرائم نسبة المخدرات نسبة الخلل الأمني نسبة التفكك الاجتماعي والسياسي والحزبي والتناحر الداخلي، هذا المجتمع الذي يستبدل عقيدة كانت العصابات الأولى تضحي من أجلها بواقع مختلف، بشباب يرفضون الالتحاق بالجيش وبجنود في الجيش يرفضون الذهاب إلى الموت. ثامناً سقوط الجيش الإسرائيلي، سقوط الهيبة ، سقوط قدرة الردع، سقوط الثقة، ثقة الجنود بالضباط والضباط بالجنرالات وثقة الشعب بهذا الجيش وبهذه المؤسسة.. لا اقول أنا هذا ، اقرءوا ما يقولوه الصهاينة واستطلاعات الرأي في إسرائيل: هذه النتائج الأخيرة هي من آثار الانتصار في عام 2000 ومن آثار تصاعد الانتفاضة في فلسطين وعجز الصهاينة عن مواجهة الأخوة في المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها   ومن نتائج حرب تموز، ولذلك أنا استشهدت بما يقولوه مؤسسهم وخبيرهم بن غوريون عندما يقول أن "إسرائيل عندما تخسر أول حرب تؤول إلى السقوط، تسقط تنتهي" أنا أشرح للأمة هذا الأمر لتكون لها ثقة وأمل وأفق.
 في إسرائيل كان يدور نقاش إذا ما كانوا قد انهزموا في 73 أم لا ، ولكن في حرب تموز لا يوجد نقاش في إسرائيل بل يوجد نقاش في لبنان، طبعاً لأنه كان يوجد في لبنان  أناس مراهنون أن تنتصر إسرائيل لكن إسرائيل لم تنتصر فحزنوا . يوجد أناس في لبنان يخجلون أن يكون لبنان ساحة انتصار، لماذا ؟ عيب أن تكون هناك ساحة عربية ساحة انتصار! لأن هذا يحرج الكثير من إخواننا العرب! مواساة لمن يحرج يجب أن نهزم! في إسرائيل هناك إجماع على الهزيمة ، هناك إجماع على الخسارة ، أن إسرائيل خسرت أمام عدة آلاف من المقاتلين في لبنان. إذا أردنا أن نطبق كلام بن غوريون فهذا يعني أنه بدأت مرحلة سقوط إسرائيل ، عندما نتحدث عن حرب تموز وما بعد حرب تموز لا يمكن أن تتجاهل لا حضور عماد مغنية القيادي ولا حضور عماد مغنية الشهيد، وهذا ما قصدته عندما قلت أن دم عماد مغنية سيؤدي بإسرائيل إلى الزوال من الوجود لأنه تراكم عالي وكبير لدم الشيخ أحمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقي  والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب وكل الذين يقتلون ويستشهدون والذين سيقتلون ويستشهدون ويحملون راية المقاومة، يحملونها في لبنان لا يسمحون لها أن تسقط، ويحملونها في فلسطين ولا يسمحون لها أن تسقط ولو سقط كل العالم.
 
خامساً : الآن الإسرائيليون يهددون بالحرب وهم كانوا يهددون قبل اغتيال الحاج عماد ويهددون بعد اغتيال الحاج عماد. نحن ننظر إلى اغتيال الحاج عماد أنها عملية استباقية ليست مجرد ثأر ، ليست مجرد إزالة لتهديد يمثله عماد مغنية، وإنما هي عملية استباقية لما تحضره إسرائيل للبنان وللمنطقة، وهم الآن يتحدثون بصراحة أن هناك عدة رؤوس قيادية وجهادية في المقاومة يجب أن تشطب، هم يتحدثون عن استراتيجية قطع الرؤوس بالاستفادة من العبر والخلاصات التي توصلوا إليها بعد فشلهم في حرب تموز . هم يعتقدون ان هناك مجموعة من القادة  وعلى رأسهم الحاج عماد شكلوا عنصر القوة الرئيسية لحزب الله في حرب تموز، وعليهم أن يشطبوا هذا الجيل من القادة، حتى إذا ما شنوا حرباً جديدة على لبنان، يفقد حزب الله والمقاومة وأنصارها القدرة على المواجهة وعلى تحقيق النصر. إذاً، أيها الأخوة والأخوات، أيها اللبنانيون لقد قتل الحاج عماد مغنية في سياق حرب مفتوحة وشاملة وفي سياق عملية استباقية تحضر من خلالها إسرائيل لحرب جديدة . أنا لا أريد أن أخيف أحداً ، ولكنني أريد أن أنبه أن أحذر  أن أوقظ ، في النهاية قبلنا هذا الواقع أو وضعنا رأسنا في التراب، قرار الحرب والسلم عندهم هم يأخذونه.
يؤسفني أن أقول لكم أيضاً أنه في بعض الأحزاب في فريق السلطة عادت نغمة تطمين الكوادر والقيادات على أن هناك حرباً قريبة سوف تقضي على حزب الله وعلى المعارضة، وتحدثون عن نيسان أيار حزيران، وأنا ذكرت هذا الأمر سابقاً، ولذلك نرى أنهم غير مستعجلين وغير مستعدين لأي تسوية سياسية مهما تنازلت المعارضة وسيدهم الأميركي يعلن رفضه للمبادرة العربية وهم لا يعلقون ! لو أن الذي قالوه ساترفيلد قاله الوزير وليد المعلم لقامت الدنيا في لبنان ولم تقعد، أو لقاله  الوزير متكي! لا بأس ساترفيلد عزيزنا حبيبنا سيدنا لا يصح ( أن نرد عليه) . الأميركيون واضحون وليسوا خجلين ، هم يرفضون المبادرة العربية، هم يرفضون أي تسوية.
بعد احتفال 14 شباط في ساحة الشهداء ، خرج فريق السلطة ليقول : ما بعد 14 شباط غير ما قبل 14 شباط، للتنصل من كل شيء حصل في المفاوضات والاجتماعات الرباعية. لماذا ما بعد 14 شباط غير ما قبل 14 شباط ؟ لأنه يوجد مليون ونصف مليون نزلوا تحت الشتي على ساحة الشهداء، واعتبروا أن هذا استفتاء شعبي ، وهذا دليل أنهم هم الأكثرية. إذا كان هذا هو المقياس، عندي اقتراحين ، إذا تقبلون بهذا المعيار الذي تتحدثون به طيلة أسبوع، طيلة أسبوع وهم يقولون نحن الأكثرية اللبنانية " وحاطين حطاط العماد عون أنو هلق صاروا هني الأكثرية المسيحية وهني الأكثرية الشعبية الحقيقية وهن الشعب اللبناني ونحن هلق بدنا نروح نقدم طلبات تجنيس جديدة" لدي اقتراحين : الاقتراح الأول، أن نأخذ مهلة نحن وأنتم لمدة أسبوع أو عشرة أيام، وأنتم تدعون لمظاهرة ليس فيها الشهيد رفيق الحريري ونحن ندعو إلى مظاهرة ليس فيها شهيد من عندنا، نتحدث في السياسة ونطرح شعار سياسي وقضية سياسية، موالاة  ومعارضة ، ونقوم بالتعداد ونرى من أكثر مظاهرة الموالاة أم مظاهرة المعارضة، إذا كنتم تقبلون بهذا المقياس للأكثرية نحن موافقون.  وإذا كنتم تخافون، فأنا شخصياً أقبل، ولا أعرف إذا كانت بقية المعارضة  تقبل هذا التحدي أم لا. أنتم بقيتم شهراً إعلام ودعوات وندوات وملايين الدولارات حتى أتيتم بالجمهور الذي استقدمتموه إلى ساحة الشهداء والذين نحن نحترمهم ونجلهم هؤلاء لبنانيين ونحن نحترم خيارهم السياسي، لكن طبعاً لا نحترم الشتامين الذين وقفوا على المنابر يشتمون . نقبل ، هؤلاء أتيت بهم من كل لبنان، وقبل ذلك اليوم كان يوم عاشوراء، كان لدينا نحن وحركة أمل مظاهرات في مختلف المناطق اللبنانية ، مظاهرة الضاحية فقط الضاحية ، أنا أقبل أن تأتوا بجهة مستقلة ونجلب الأفلام ونعد واحد واحد ونقيس المسافات في شوارع الضاحية وفي ساحة الشهداء ، إذا أنتم كنتم في ساحة الشهداء كلكم سوا في لبنان أكثر من الذين كانوا في الضاحية في مسيرة يوم العاشر أنا أعترف لكم أنكم الأكثرية.
هذا الكلام على سبيل المحاججة، ولكن لا آذان تصغي ولا من يسمع، أقول هذا على سبيل المحاججة وإنما لأقول لكم أنهم اتخذوا الاحتفال في 14 شباط حجة ليعطلوا كل المفاوضات وليعطلوا كل أشكال الحوار وليقولوا نحن الأكثرية نحن الشعب اللبناني ونحن نريد أن نمشي في خياراتنا، بالنصف  + واحد أو بإعادة استكمال الحكومة ، وما الزيارات واللقاءات التي تحصل في عواصم العالم إلا على هذه القاعدة وانطلاقاً من هذه الرؤية . لو كانوا يريدون تسوية هم ليسوا بحاجة إلى كل هذه الزيارات المكوكية في العالم، التسوية تحصل في مجلس النواب بين ممثلي الموالاة والمعارضة وبحضور الأمين العام السيد عمر موسى، لكنهم لا يريدون ذلك، إذا ماذا يريدون؟ هم يحدثون كوادرهم وعناصرهم ويقولون لهم كما قال لهم الأميركي علينا أن نصمد أشهر قليلة فسيتغير الحال. لماذا؟ لأن هناك حرباً ستقوم في المنطقة أو حرباً على حزب الله في لبنان، سيدمر حزب الله وينتهي حزب الله وتنتهي معه المعارضة ويكون لبنان لهم. هذا الآن يقال، والإسرائيليون يتحدثون عن هذا وعن سيناريوهات إقليمية وداخلية! أقول هذا أولاً للتحذير الانتباه، وأقول ذلك أيضاً لتحديد الموقف، اسمعوني جيداً أيها الأخوة والأخوات ، يا شعب لبنان العظيم والوفي والأبي ويا كل المحبين في العالمين العربي والإسلامي ، يا من تنظرون إلينا وإلى ساحتنا على أنها مهددة بحرب من هذا النوع، أقول لكم ، وهل كانت حرب تموز إلا حرباً لإزالتنا وإبادتنا والقضاء علينا وإحداث تغيير ديموغرافي كبير في لبنان؟ وفشلت، وأخذوا العبرة. هناك إجماع إسرائيلي أن الخلل الرئيسي في حرب تموز هي عدم مبادرة الجيش الإسرائيلي إلى اجتياح بري سريع وواسع لجنوب لبنان إلى الأولي وليس فقط إلى الليطاني. وإذا كان من حرب جديدة، هم يعلمون أن سلاح الجو لا يستطيع أن يحسم معركة ، فقد استخدم أقصى طاقته وجهده وفشل، إذاً رهانهم المتبقي على اجتياح بري سريع وواسع لجنوب لبنان إذا فكروا بالحرب على جنوب لبنان. لكن في المقابل، هنا سأعود إلى الذي قلته في التشييع، في المقابل، بالنسبة لنا، نحن بكل فخر واعتزاز وثقة وإيمان بتضحيات إخواننا وفي مقدمهم الحاج عماد مغنية، نعم ، نحن مستعدون للمواجهة ومستعدون للدفاع ومستعدون لصنع نصر جديد إنشاء الله. لن يستطيع احد لا الصهاينة ولا عملاءهم ان يحمي الجبهة الداخلية، كل الجبهة الداخلية من صواريخنا.
 واما في الاجتياح البري فانا اقول لكم ايضا ومن موقع المعرفة والخبرة والمسؤولية ايضا واخوانكم ورفاق عماد مغنية الذين اصبحت عزيمتهم امضى واراداتهم  اقوى ودمهم اصفى بشهادته ودمه، هؤلاء المجاهدين الابطال سيقاتلون جيش الصهاينة ان فكر ان يدخل الى جنوب لبنان عند كل واد وطريق وتل.
 واقسم لهم، ستحملون دباباتكم وضباطكم وجنودكم وسينهار جيشكم عند اقدام عماد مغنية. ايها الصهاينة ايها القتلة ايها المغتصبون اقسم لكم اننا في اية حرب جديدة سنقاتلكم في الميدان وفي البر قتالا لم تشهدوه طوال تاريخكم وسيدمر (وهنا اقصد دم عماد مغنية سيزيل اسرائيل من الوجود) سيدمر جيشكم في الجنوب ودباباتكم ايضا، بقية هيبتكم وبقية ردعكم ستدمر هناك وتبقى اسرائيل بلا جيش وعندما تصبح اسرائيل بلا جيش فلا تبقى..
 
-"سادسا" عندما اتحدث ان استراتيجية المقاومة هي الدفاع عن لبنان هذا شيء، ولكن هناك شيء آخر، حقنا المشروع في الدفاع عن النفس. عندما نُقتل وخصوصا خارج حدود الوطن لا يمكننا ان نسكت على قتل احبائنا واعزتنا، ولا يمكننا ان نسمح للعدو ان يتمادى بقتل قادتنا واحبائنا  صناع النصر وصناع التحرير وحماة الوطن، هؤلا المجهولون في الارض هؤلاء الذين لا تعرفون صورهم ولا اسماءهم الا بعد استشهادهم نحن لن نسمح بذلك.
قيل لنا في الايام الماضية لماذا لا تلجأون الى مجلس الامن والمؤسسات الدولية, ماذا نقول هل نلجا الى مجلس الامن الذي يرفض ان يصدر بيان ادانة لقتل اطفال قانا الذين قتلوا في وضح النهار ولا يحتاجون إلى تحقيق ولا شيء, ومجلس الامن لم يصدر قرار ادانة للمجزرة، وايضا يقتل عماد مغنية ولا يصدر قرار ادانة.  ولكن أي حادثة اغتيال كانت تحصل في لبنان مباشرة يجتمع مجلس الامن ويصدر قرار ادانة لماذا؟ ألأن دمنا غير؟ وأطفالنا غير؟ وقادتنا غير؟ وشعبنا غير؟
يقولون لنا ارفعوا امركم الى المحكمة الدولية. أية محكمة دولية التي يوما يهدد فيها بوش ويوما ساركوزي؟
اسمحوا لي ان انزل قليلا بمستوى الخطاب المحكمة الدولية التي المدعي العام تبعها في معراب الذي يتحدث عن حزيران في بكاء واستقاط الاسنان لانه هو المدعي العام ويعرف من هم المتهمين، والاحسن من ذلك القاضي تبعها في كليمنصو الذي علق المشانق واصدر الاحكام وشمت بالامهات والزوجات والبنات. هذه المحكمة ستجلب العدل؟!
أم إلى من نلجا الى السلطة السياسية اللبنانية؟ التي تجاهلت صانع وقائد التحرير في العام 2000 وهم يعيشون على فتات موائد عماد مغنية, السلطة التي تخجل بانتصارنا، السلطة التي تتواطأ علينا؟! لا يجوز.
ام الى المجتمع الدولي وبمجمله الذي يعطي الحق لاسرائيل في تموز ان تهاجم لبنان وتدمر لبنان،  لماذا؟ لان المقاومة اسرت جنديين عن الحدود لتبادل فيهم اسرى، بينما بالنسبة لنا ممنوع ان  ندافع عن انفسنا ولو قتلنا غيلة,  وعندما ندافع عن انفسنا سنتهم بالارهاب.
 هل ترضون انتم في مجمع سيد الشهداء في كل الشوارع المحيطة انتم ايها الاحبة الكرام هل تقبلون بان  نرجع الى هؤلاء لنحتكم اليهم ليضيع دم قادتنا ودم اطفالنا ويضيع وطننا ومستقبلنا ومصيرنا.
 
 ايها الاخوة والاخوات نحن منذ البداية كنا هكذا وسنبقى هكذا. ليس لنا أي اهتمام في مجلس الامن ولا في مجتمع الدولي ولا بكل من يزهد فينا ومن لا يعنينا امره فضلا عن من يتآمر علينا. ومنذ البدايات حتى النهايات لنا الله وكفى بالله ناصرا ومعينا ومعزا. امنا به وجربناه ايضا طوال سنين المقاومة وفي حرب تموز وجدناه هاديا ومرشدا ومثبتا وناصرا ومعزا ومقويا ولنا بعد الله سواعد مجاهدينا وابطالنا  الشجعان  ليوث النهار ورهبان الليل انتم وامثالكم على امتداد الساحة اللبنانية, ولنا محبة اهلنا الصابرين الصادقين الثابتين المخلصين الاعزاء الذين تثبت الاحداث والمخاطر والتحديات يوما بعد يوم انكم بالفعل اشرف الناس واطهر الناس واكرم الناس. لان الله معنا ونؤمن به ونثق به  ولان عشرات الالاف من المجاهدين امثال عماد مغنية موجودون في الساحة ولان اهلنا على اعلى مستوى بهذا الشرف والكرم والثبات والصدق، لن نقبل الهوان ولا الذل ولن نستسلم ونحن من مدرسة هيهات منا الذلة.
  لذلك سندافع عن أنفسنا، في الطريقة التي نختارها،وفي الزمان الذي نختاره وفي المكان الذي نختاره، نختاره معاً بقرارنا  "ولما يتحدثون عن القرار الوطني المستقل"... نحن بقرارنا الوطني المستقل، بإرادتنا وعزيمتنا وشجاعتنا سندافع عن أنفسنا ودمائنا.
في أسبوعك يا عماد المقاومة، وأنت جدير بهذه الصفة، لانك كنت عمادها في الحياة وستبقى عمادها في الشهادة، وبين يدي سيد الشهداء الامين العام عباس الموسوي وشيخ الشهداء راغب حرب، اقول كلمة واحدة واختصر الموقف كما قلتها في يوم التشييع ولكن في تعبير اخر ...
"يا حاج عماد، أقسم بالله أن دمك لن يذهب هدرا ".... سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
لشهداؤنا القادة علو الدرجات ولعائلاتهم الشريفة المواساة والدعاء بالقبول والصبر والسلوان، ثبتنا الله واياكم على نهج هؤلا الشهداء القادة، ووفقنا لمواصلة طريقهم وتحقيق انتصاراتهم وانجاز اهدافهم التي كانت حياتهم، كل حياتهم من اجلها والتي كانت دماؤهم، كل دمائهم من اجلها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحجر
الحجر
أولئك الذين يظنون ان الغول قادر على ان يخرس الحجر.. هم واهمون.. الحجر لحامله، هو لغة تتناغم مع لغات هذا الكون.. أو قل هذا الكون لا يفهم الا ارادة الحجر. حجر واحد يكفي لتتساوى معه هذه الروح المثقلة بالقهر والتشرد،، حجر واحد كفيل بان يضيء ظلام الردهات التي يجتمعون فيها لنسج علاقات جديدة مع الهزيمة... حجر واحد فقط يستطيع ان يفجر اوزان شريعة الكون.. الشريعة التي خلقت لتقهر الشمس
بلبل الوطن


يحدث الآن في الجزائر:إحتيال سياسي عابر للقارات


 
 
بقلم: أنور مالك – كاتب صحفي - باريس
في هذا الصباح وكعادتي حيث ابحر بين الصحف الجزائرية والدولية، فقد إستوقفتني ثلاثة أخبار جزائرية وقادمة من عمق البلد الذي يحترق بين حرب اهلية اتخذت صورة اخرى الآن وبين واقع اجتماعي مزري ينذر بالشؤم، وبين المصيبتين المؤلمتين نجد حركة نسميها تجاوزا سياسية تتجه نحو إرساء ديكتاتورية واستبداد وفساد متواصل وعهر مشروع دستوريا، والمتمثل في الإحتيال الذي تمارسه "النخبة السياسية" على الشعب الجزائري، حيث هب هؤلاء الإنتهازيون والكذابون والفاسدون والمرتزقة لأجل تجنيد ما يطلق عليه في مثل هذه المناسبات "فعاليات المجتمع المدني" لأجل مبايعة الرئيس بوتفليقة مدى الحياة كملك جمهوري، والحقيقة أن هذه الفعاليات لا تمثل الا نفسها ولا إمتداد لها في الوسط الشعبي، لأنها معروفة محليا بأن الذين يقودونهم إنتهازيون ومنافقون وفيهم كل ما نعف ألستنا الآن منها وهي أوصاف قبيحة وألفاظ سوقية وكلام أبناء شوارع لا يليق بأي شخص فيه أدنى خلق وأدنى ثقافة وانسانية ودين أن يتركها تدور في مخيلته فضلا من ترديدها على مسامع قراء محترمين... نعم كل شيء وضعت له بوصلة نحو العهدة الثالثة، فلا الرئيس بريء في خرجاته ولا زعماء ما يسمى بدعا بالأحزاب أبرياء أيضا، فكلهم عصابة واحدة تسرق قوت الشعب لأجل إشباع نزواتهم وشذوذهم العابر للقارات، ولا هم لهم الآن إلا البقاء في كراسيهم مهما كلفهم الثمن.
 
نعود إلى الأخبار التي إستوقفتني صباح هذا الخميس 21/02/2008 الذي هو نهاية الأسبوع في الجزائر، مما يعني أنه حصاد اسبوعي مهم، وإن كنت أحبذ عدم الكتابة في مثل هذه المواضيع الخفيفة، وأنا من نذر نفسه لنشر ملفات مهمة وخطيرة وسرية فيها من المعلومات ما لا يمكن أن يتجاوزها أحد، وبالرغم من أنني مشغول بمؤلف أخذ كل جهدي، وفي الوقت نفسه أعد ملفا فاضحا في عالم سيكون مفاجأة للقراء وللجزائريين الذي يريدون معرفة حقيقة ما يجري في كواليس بلدهم الثري، لكن وجدت نفسي مجبرا أن لا تمر هذه الأخبار علي من دون أن أقول فيها كلمة حق وهي بلا شك في حضرة سلطان جائر، وفي الحقيقة هي بسيطة ولا تتعلق بالرئيس ولا العسكر ولا الجنرالات ولا الوزراء، إنما هي أخبار توزعت في زوايا مختلفة من صحف جزائرية صارت أغلبها إلا من رحم ربك تطبل لمملكة الجزائر القادمة في ثوب جمهورية لا علاقة لها بالديمقراطية ولا حكم الشعب ولا حتى بالأصالة الجزائرية، وإن كانت هذه الأخبار لها دلالات كبرى نكشفها وبعضنا قد يراها مجرد سطور عابرة عن واقع لا يختلف كثيرا عن بقية الدول الأخرى من القارة السمراء خاصة...
 
 
أحمد أويحيى يقتل البراءة
 
 الخبر الأول الذي ورد في سطور عابرة بصحيفة النهار الجزائرية، ويتمثل في دهس موكب أحمد أويحيى لطفلة في العاشرة من عمرها بالجلفة، وهو رئيس حكومات سابق وزعيم الحزب الوطني الديمقراطي، ذلك الحزب الذي حمل سفاحا ومن دون رباط شرعي ثم خرج للوجود بشنباته وصار يوما ما وفي ظرف قياسي يشبه المعجزة "حزب الأغلبية" عن طريق تزوير مباشر وعلني ويعاقب عليه القانون والمتهم الرئيسي هو رئيس الحكومة أحمد اويحيى هذا، لمن لا يعرف - وإن كان الكل يعرف - أنه يسمي نفسه علنا رجل المهمات القذرة، وقد صار من اصحاب المال والثراء والسلطان والجاه بين عشية وضحاها، من عجائب ومعجزات هذا الرجل الأسطورة أنه ظهر في برنامج تلفزيوني على قناة اليتيمة التي يملكها حمراوي حبيب شوقي وخاطب الشعب الجزائري الذي كان في تلك اللحظات موزع بين قنوات إخبارية عالمية كالجزيرة أو القنوات الأخرى الفنية والجنسية كتلك التي لا تتركك تقدر تغمض عينيك، قال أحمد أويحيى: (إن تعديل الدستور الذي يطالب به بلخادم هو بدعة سياسية لم يقم بها أي حزب في العالم حتى في السبعينات، في عهد الحزب الواحد لم تحدث هذه البدعة)، بسبب هذا التصريح قيل حينها أنه يصب في إطار رفض حزبه مساندة بوتفليقة للعهدة الثالثة، أو أنه سيطرح نفسه كبديل وبدعم من جهات ما، وإن كنت أراها مجرد تصريحات وخطرفات وهرطقات لا معنى لها لأنها صدرت من هذا الرجل الذي لا يملك مبادئ ولا قيم ولا رجولة، فقد كان بالأمس غير البعيد عراب الإستئصال والحل الأمني للحرب الأهلية، وعندما أراد رئيسه المصالحة صار يجوب البلاد من شرقها وغربها وهو يتبجح بالمصالحة والميثاق بل يردد آيات من القرآن الكريم وفمه يفوح خمرا وسيجارا، طبعا النصوص الدينية تلك التي تحث على الصلح والتسامح وطاعة أولي الأمر، ولكنه يتناسى الأخرى التي تحث على الأمانة والصدق والنبل والرحمة ونبذ الكبائر والغيرة على العرض، والدليل الأكثر الذي يكشف حقيقة هذا المغمور هو إنقلابه على عقبيه مباشرة بعد نهاية الربنامج في إقتراف هذه البدعة التي عاتب بها غيره، واعلن مساندته لبوتفليقة بلا أي شرط أو حتى طلب، ليكشف حقيقة "العهدة الثالثة" التي صارت قضاء مقضيا صنع في مخابر السلطة الموازية التي لا يمكن تجاوزها أبدا...
 
 ربما أجد نفسي هنا مجبرا على التأكيد من أن أهم سبب في سقوط بوتفليقة وفشل سياسته وأفول ميثاق السلم الذي طبل له وغنى ورقص في تجمعات شعبية وصرفت الملايير من أجل هذا الإستفتاء الذي جرى في 29 سبتمبر 2005، أن بطانته سيئة للغاية فكيف به رجل مصالحة وكل المقربين منه هم من الذين أشعلوا فتيل الحرب ورفضوا فرصا كثيرة كانت ستحل الأزمة الجزائرية في مهدها بدل تلك الخسائر الجمة في المال والنفس؟ فلا يمكن أبدا أن يجمع بين المتناقضات في نفسه وفي بطانته التي هي بطانة سوء حتما، حتى يحقق الحل لحرب أتت على الأخضر واليابس، مع العلم أن ميثاق السلم هو المشروع الوحيد الذي قدمه بوتفليقة منذ وصوله لسدة الحكم، فالوئام المدني قد أعطاه صبغته الرئاسية فقط بالتوقيع عليه، لأنه كان وئام العسكر وهدنة بين مؤسسة الجيش وكتائب مدني مزراق قبل التفكير وفي عز حكم اليمين زروال، وبلا شك أن الميثاق مني بالفشل الذريع ولم يحقق شيئا يمكن أن نتحدث عنه، لذلك عجزت السلطة أن تقدم حصيلته للشعب الجزائري، سوى بعض الوعود التي لم تقدم شيئا وإن جرت ستكون محشوة بالكذب والتلفيق والتزوير...
 
 نعود للطفلة التي ترقد بمستشفيات الجلفة وكانت ضحية لموكب هذا الزعيم، الذي سافر لإقامة مهرجان سياسي وطبعا يدخل في إطار العهدة الثالثة والتطبيل للرئيس، وكأن قدر الجزائريين أن يقتلهم الجوع والبرد والمبيت في العراء والبطالة والتفجيرات والحرقة والفقر والأمراض المختلفة بسبب السياسات الفاشلة التي يقودها هؤلاء الزنادقة منذ سنوات طويلة، ولا أحد حاسبهم على وعودهم التي حملوها للشعب في إستحقاقات إنتخابية كثيرة للغاية أتت على الأخضر واليابس من خيرات البلد، وصار اليوم يقتل أبناءه في مواكب رسمية لسياسيين يحاولون الظهور عبر القنوات التلفزيونية كملائكة نزلت من السماء لتفتح جنة في أرض الجزائر، وهم شياطين قد إستقال الشيطان من البلد لما عرف حقيقتهم على حد الشاعر الثائر أحمد مطر... أعرف أن أحمد أويحيى لا تهمه تلك الفتاة الفقيرة التي ساقتها أقدارها لتدهسها سيارة فارهة وغالية الثمن الذي دفع من خزانة الدولة وأموال الشعب، وطبعا هي أيضا من أصحاب هذا المال وهذه الخزينة التي تعج بالملايير أغلبها أودعت في بنوك أمريكية وتخسر منها الجزائر الكثير بسبب تقلبات الدولار والأورو، ولا يهمهم أبدا تلك الخسائر بقدر ما يهمهم البقاء في الحكم والخلود على راس الجزائريين للحفاظ على مكتسباتهم وريعهم، لأن أبناء أويحيى في مأمن يتوزع بين المنطقة الخضراء "نادي الصنوبر" في الجزائر العاصمة وجامعات لندن والأحياء الراقية بها... لم يقتصر دهس الأبرياء على أويحيى صاحب المال والسلطة وأبرز شركاء طحكوت إمبراطور المواصلات والنقل في الجزائر، الذي فاز بكل صفقات الخدمات الجامعية من دون مناقصة معلنة ولا أي شيء تمليه قوانين الصفقات، بل تحصل عليها بأوامر فوقية جعلت الملايير من خزينة الخدمات الجامعية تصب في جيبه وجيب شريكه أحمد أويحيى، بل طالته الفضائح في تضخيم الفواتير وتحت عيون القضاء، وكان من الممكن بدل تلك الأموال التي تصرف أن تشتري وزارة التعليم العالي حافلات وباصات تكون ملكا لها، وتصرف تلك الأموال على تحسين ظروف الطلبة والأحياء الجامعية التي تشبه لحد بعيد سجن الحراش وأجنحته القذرة، بل أن الأمر أيضا حدث مع موكب رئيس الحكومة عبدالعزيز بلخادم حيث دهس موكبه العام الماضي مواطنين أبرياء في ضواحي عين الدفلى الفقيرة، والكل يعرف أن الرجل صار من أقطاب نظام بوتفليقة، وهو الذي يسحب عربة وقاطرة العهدة الثالثة، ليس غريبا عنه أبدا فقد إنتشله بوتفليقة من الضياع لما كان بطالا بطالة مطلقة لم يجد من فضاء يظهره سوى تلك الجمعية التي أنشئت وعنوانها ضد التطبيع مع إسرائيل لكن أصلها مجرد جمعية ضد زيارة ماسياس للجزائر، ولا زلت أذكر تردده على فندق الهيلتون في عام 1997 لما كان ينزل به أعضاء مجلس الأمة الذي إستحدثه دستور الرئيس الأسبق اليمين زروال وعلى متن سيارة قديمة من نوع مرسيدس، وعلى ذكر اليمين زروال الذي صار راهبا في بيته بباتنة وطلق الأضواء والشهرة والمسؤولين وتفرغ لتربية أحفاده، فقد أعجبني موقفه الأخير من السيارات التي قدمها بوتفليقة لهؤلاء الذين يسمون رؤساء الجزائر السابقين وهي سيارات فارهة، أهديت للشاذلي بن جديد وأحمد بن بلة وعلي كافي، هذا الأخير الذي صار يحسب على رؤساء الجزائر وهو لا يحق له هذا الإسم بل كان رئيس المجلس الأعلى للدولة تلك الجمعية التي أنشئت من طرف العسكر لأجل إغراق الجزائر مدنيا في حرب أهلية يقودها الجنرالات، فهل أنتخب علي كافي من طرف الجزائريين حتى يكرم هذا الكرم ويحمل هذه التسمية أم هي تزكية من بوتفليقة لإنقلاب 1992 الذي إنتقده في بداية حكمه؟ أبدا لم ينتخب ولا أحدا إختاره من الشعب بل أكثر من ذلك أنه دهس إرادة الشعب في إختيار ممثليه... زروال رفض هدية بوتفليقة "المسمومة" بلباقة، والتي جاءت في وقت يريد فيه تجنيد الجميع لمساندته في مسعاه نحو عهدة ثالثة حسمت نتائجها، بل يوجد من صار يطبل لعهدة رابعة أمثال وزير التضامن جمال ولد عباس، فصارت نتائج الإستفتاء على الدستور محسومة لصالح بوتفليقة وبنتائج أعدت مسبقا، ولم يحتمل أي أحد أن يحدث له ما حدث لرئيس فنزويلا الذي رفض الشعب مسعاه في تعديل الدستور ورضخ للأمر بكل ديمقراطية تترك درسا لكل الحكام العرب الذين يتشببون دوما بالغرب وحكامه، نعم... لو طرحت التعديلات للإستفتاء وهو ما لا نستبعده أبدا، لأن الرئيس وعصابته يحتاجون إلى هذه المهرجانات كي يطبلون للرئاسيات وليس للتعديل، وسجلت المشاركة بنسبة لا تتجاوز 5% ونسبة التأييد بالغالبية المطلقة لكانت حكومة بلخادم تحتفل على أن نسبة التأييد قياسية وليست نسبة المشاركة، ولصار هذا الدستور يطبق على الأغلبية الرافضة، وتصبح الأقلية تحكم الأغلبية كما هو جاري الآن، فالمتتبع لما يحدث يدرك أن كل شيء حسم فيه مسبقا، فالدستور ومن دون أن يعرف أحد محتواه لحد اللحظة، قد نال ثقة الشعب بالأغلبية المطلقة وبمشاركة قياسية على عكس الإستحقاقات السابقة، ورئاسيات 2009 أيضا حسم فيها للرئيس بوتفليقة وهكذا، إنه والله إحتيال على الأمة لا شبيه له في التاريخ، وفي الوقت نفسه ورطة للمعارضة التي قد تضرب على قفاها لو رفض بوتفليقة الترشح أو لم يعدل المادة 74، بعدما هبوا يتخندقوا في بيانات رفض من دون معرفة الدستور الجديد ولا حقيقة ما يجري في الكواليس، والغريب أن نجد من أمثال بوعلام صنصال – وهو كاتب ظهر من العدم يمجد الإستعمار الفرنسي والصهيوني - في خندق الرافضين لبوتفليقة وكأن معارضته تتمثل في طائفة فرنكفونية معادية للمبادئ السامية لأمتنا، وهذه هي المؤامرة بعينها التي وجب أن يتفطن لها الجميع، ربما تورط فيها أطراف من خندق السلطة.
 
الحراقة في مزادات السلطة المتعفنة
 
 الخبر الثاني ويتعلق بالقروض التي سيبدأ تنفيذها وتعطى لكل الحراقة الذين ألقي عليهم القبض من طرف حراس السواحل، وقدرت ما بين 3 ملايين كحد أدنى وتصل قيمتها الى 40 مليون سنتيم، ونحن كنا نتابع من قبل تلك العقوبات الصارمة التي تسلطها المحاكم على الحراقة والمعاملات القاسية التي يتلقونها من طرف مصالح الأمن، لقد بلغ في السنة الماضية عددهم 1071 ممن قبض عليهم ومن دون أن نعرف عدد الذين طالهم حظ الوصول للضفة الأخرى، وان كانت مصادر ايطالية قدرتها بـ 12419 حراق نزلوا بالتراب الإيطالي كما نقلت ذلك صحيفة (سردينيا اليوم)، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح شديد لماذا هذا الوقت بالذات لمعالجة مشكلة الحراقة وبهذه الطريقة المهينة بلا أدنى شك لكل من في قلبه ذرة من الوطنية؟ طبعا الجواب يتعلق بالرئاسيات والتعديلات الدستورية، فكما تم إحتواء فضيحة المفقودين في ميثاق خداع وتلاعب ومكالحة، فقد وجدت الحكومة حلا ومن دون أن تدرس الواقع دراسة حقيقية ومن طرف خبراء ثقة، ومن دون أن يكلفها أدنى جهد، الحل يتمثل في هذا الإغراء الذي من خلاله يراد توقيف الحرقة بعض الوقت أو ما يمكن تسميته "تأجيل الحرقة"، والحكومة لا تريد أبدا أن تجد حلا جذريا ونهائيا للأمر، لأن فيه مراجعة كاملة للمنظومة السياسية الجزائرية التي خلفت واقعا إجتماعيا مزريا وأمنيا متفجرا ومستقبلا محفوفا بالمخاطر، فالحل ترقيعي وبه نية شراء ذمم هؤلاء المغامرين الذين سيفسدون حتما على السلطة أعراسها القادمة، وخاصة أن الصحف الإيطالية والأوروبية لا تسكت أبدا على نملة يلقى عليها القبض وقد تجاوزت الحدود، ولهذا فالسلطة تريد أن تطوي الملف بحل أحمق للغاية، فالمبالغ المقدمة وهي من الخزينة التي للجميع الحق فيها، أعطيت كمصروف جيب لهؤلاء الشباب حتى يؤجلوا الحرقة لما بعد تعديل الدستور على أقل أمل منتظر، أو ربما مساهمة من الدولة في تغطية مصاريف القوارب والمغامرة في الأيام القادمة، أما الترويج على أن هذه القروض لأجل الإستثمار وفتح مؤسسات مصغرة فهو كلام لا معنى له وبائد، ويعرفه الجميع بلا إستثناء من خلال الواقع الذي لا يكذبه أحد حتى من طرف النظام نفسه، لأنها فشلت مشاريع من قبل كتلك التي قدمت في اطار المؤسسات المصغرة أو تشغيل الشباب عن طريق دعم الدولة، فقد طالتها الرشوة وصار يدفع نصف المبلغ لمدراء البنوك حتى يوافقوا على القروض، وأكثر من ذلك أن فرص النجاح في ظل وضع إقتصادي منهار غير مضمونة أبدا، لذلك صار الشباب الذين يتحصلون على القروض وبنية عدم التسديد يسخرونها في شراء تأشيرات السفر للضفة الأخرى والهروب من جحيم البطالة والدين بعدها، فضلا من ذلك المحسوبية التي طالت المشاريع، فصارت القروض والمؤسسات تقدم لغير أهلها، وأنا بنفسي أعرف شقيق وزير الدولة بوقرة سلطاني تحصل على مغسل عمومي صار يحمل إسم (مغسل حلق الواد) بكامل تجهيزاته في ولاية تبسة وفي الوقت نفسه كان موظفا في بنك الخليفة بالعاصمة... الخ، إذا الحل الذي قدمته حكومة بلخادم بإيعاز من الرئيس بوتفليقة حل فاشل من كل النواحي، فأن تعطي شابا غامر بحياته في عمق البحر وكاد أن يعود جثة هامدة مبلغ 3 ملايين لا تشتري له هاتفا نقالا من النوعية الجيدة الذي يحلم بإقتناء أجود منه في الضفة الأوروبية، أقولها بصراحة أن حمى العهدة الثالثة ورئاسيات 2009 خلطت أوراق النظام وجعلته يهذي ويخرف ولا يدرك ما يفعل، حتى تمنيت أنه لا توجد هذه الثروة في خزانة الجزائر، حينها لست أدري ماذا سيفعل هؤلاء مع الحراقة، وإن كنت على يقين أن البنك الدولي دوما في إنتظارهم، ومرتزقة الشعارات هم دوما تحت الخدمة...
 
المهدي المنتظر يزيد زرهوني !!
 
 الخبر الثالث ويتعلق بوزارة الداخلية لصاحبها نورالدين يزيد زرهوني، الذي في شهر واحد أطل علينا بعدة أشياء كلها محل الشك والريب والإستغراب أيضا، ففي ظرف قياسي قبض على الخلية التي قيل أنها تورطت في تفجيرات 11 ديسمبر التي إستهدفت المجلس الدستوري والبعثة الأممية، وكادت أن تسبب في أزمة دبلوماسية بين الأمم المتحدة والنظام الجزائري، الذي رفض لجنة التحقيق المستقلة التي قررها بان كي مون على خلفية تلك التفجيرات التي اودت بحياة موظفي الهيئة الدولية، ولكن تراجعت في ما بعد وصارت مجرد لجنة تتعلق بأمن الموظفين الأمميين في كل أنحاء العالم، ولقد كان رفض السلطة الجزائرية بسبب خوفها من إحياء نظرية من يقتل من؟ التي سببت المتاعب الجمة لجنرالات الجيش وأقطاب الحرب الأهلية خاصة، ولكن السؤال الذي سيظل عالقا ماهو سبب تراجع الهيئة الأممية عن لجنة التحقيق؟ ولماذا تم إختيار الإبراهيمي وهو دبلوماسي جزائري لهذه المهمة التي تبدلت بين عشية وضحاها؟ ماهي الضمانات التي قدمتها السلطة الجزائرية دفعت بان كي مون للتراجع من دون توضيح يذكر بعد عاصفة إعلامية ودبلوماسية؟
 
ان كنا شككنا في هوية منفذي العملية في البداية بسبب تصريحات زرهوني نفسه وبعض الإعتبارات المرافقة للأحداث، لكن الآن خبر القبض على المتهمين المفترضين يزيدنا شكوكا أكثر إن لم تصل لدرجة اليقين، فقد عجزت الحكومة على أن تقدم لنا شيئا عن تفجيرات سابقة ومنها التفجير الكبير الذي إستهدف رئاسة الحكومة في 11 أفريل 2007، أليس الأولى أن يلقى القبض على من قوض سيادة الدولة في ضرب رمز من رموزها والمتمثل في مقر حكومتها وفي قلب العاصمة؟ أنا على يقين أن الذين قبض عليهم قد لفقت لهم كل التهم ولا علاقة لهم من قريب أو من بعيد بتلك التفجيرات، التي صرح زرهوني أن وزارته كانت على علم بها مسبقا كما هو معلوم، ربما قبض على المتهمين قبل العملية وزج بهم في زنازين حيدرة في إنتظار حدوث الجريمة ليتم محاكمتهم، ونحن نعرف أن العدالة الجزائرية في خدمة الجهاز التنفيذي وتشتغل تحت أوامره، فقد صودر حق الكثيرين ممن كان القضاء سيفرج عنهم في إطار ميثاق السلم والمصالحة، وبسبب أوامر الداخلية والمخابرات، فكيف لا يستطيعون أن يقبضوا على أبرياء ثم يروج لتصريحات وإعترافات على ألسنتهم من أجل تبييض وجه النظام أمام الهيئة الأممية والعالم؟
 
فالواجب الآن على الأمم المتحدة أن تطالب بتقديم هؤلاء "المتهمين" الذين فجروا مقرها إلى لجنة قضائية دولية ومستقلة، حتى تنكشف الحقائق علانية، ولا يمكن أبدا التضحية بالأبرياء لأجل أطماع سياسية ونزوات بعض الأنظمة العربية، فقد علمنا من مصادرنا أنهم تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب لذلك راحوا يوقعون على إعترافات لم يطلعوا على محتواها، فأغلب الأسماء الرئيسية قد قيل أنها قتلت، ولم تبق سوى اسماء قدمت الدعم حسب مصالح وزارة الداخلية، ومصيرها سيكون مشؤوما بلا شك ولا أحد يعرف الحقيقة سواهم، وليس غريبا على عدالة أدانت الطالب منصف فلاحي بغرامة لم يملك ثمنها في حياته لشعار حمله على صدره كبقية الجزائريين وحتى بعض الفرنسيين، في حين أن وزير المجاهدين صرح بشيء كاد أن يسبب في أزمة دبلوماسية دفعت بوتفليقة للإعتذار والتبرؤ منه، فهل تابع القضاء وزير المجاهدين؟ طبعا البسطاء يدفعون ثمن الحقيقة فقط، أما "الكبار" فهم فوق القانون وفوق الشعب.
 
أمر آخر ضروري أن نشير إليه ويتعلق بجدوى المصالحة هذه التي صرفت عليها الملايير لو إستغلت في مشاريع إجتماعية وتضامن ودعم للفقراء لعاد بالخير الوفير، ربما أمر مهم للغاية أن يعرفنا نظام بوتفليقة الذي يريد البقاء في الحكم ومن دون أن يحقق شيئا في السنوات التي مرت، عن فائدة المصالحة هذه مادامت الدولة والأجهزة الأمنية تستطيع القبض على كل من تسول له نفسه في الإعتداء أو إرتكاب عمليات إرهابية إنتحارية، ففي ظرف قياسي قبض على عدة شبكات سواء تلك التي تتعلق بتفجيرات الهيئة الأممية أو عملية بوشاوي، أليس هذا دليل قاطع على أن ما يقترف في حق الجزائريين لا يحتاج للجنة تحقيق أممية فقط، بل لجان ولا أعتقد أنها ستفك طلاسم هذا النظام المعقد بالفساد والجريمة المنظمة...
 
الأمر الآخر الذي يتعلق بوزارة الداخلية وهو إحصاء الشعب الذي يرافقه تسجيل النقائص التي تعاني منها كل العائلات، وكأن النظام لا يعرف ما ينقص الجزائريين، فهم يريدون العمل لأبنائهم المتخرجين من الجامعات ويريدون حقهم في ثروات بلادهم التي إستأثرت بها أقلية مفسدة في الأرض وفاسدة في خلقها، إنهم يريدون الخبز، يريدون الدواء، يريدون أن تعاد لهم كرامتهم المسلوبة، يريدون العمل، يريدون العلاج... لو ذهبنا إلى أي شخص في أي بلد وسألناه عن معاناة الجزائريين لحدثك وكأنه ابن البلد، لأن ما يحدث صار في حكم المعلوم ولا يحتاج إلى كل تلك الأموال التي خصصها زرهوني والمقدرة بـ 2.5 مليار دينار لإحصاء شعبه الجائع، والله أمر مضحك للغاية أن يأتي أعوان وظفوا لأجل العملية وقدرتهم مصادر الداخلية أنهم 70 ألف شخص، ويزورون أرياف وأحياء الجزائر الفقيرة ويسائلون العائلات عن مطالبهم والنقائص التي يعانون منها، وطبعا العون غالبا ما يكون بطالا أو ربما حراقا سابقا تمت الإستعانة بخبرته في إختراق أحراش وادغال البلاد، ثم في نهاية العملية تقوم لجنة تعينها وزارة الداخلية وبالتعاون مع وزارات أخرى لدراسة هذه المطالب كلها، ليتم البت فيها وتتحصل كل عائلة على ما تريد، والله لو أقدمت هذه الوزارة على تخصيص العملية لسكان الحراش لما حلت مشاكلهم لمدة 10 سنوات، فكيف يكون الحال لشعب كامل يغرق في الفقر والجوع والبطالة واللامن حد الذقن؟ هذا دليل آخر على الإحتيال السياسي الممارس على الشعب الجزائري، ويراد منه تجنيد الناس لتجاوز عنق الزجاجة ويتمثل في نيل صك الشرعية بتعديل دستوري يبرر بقاء بوتفليقة في الحكم، وبعدها سيجدون ألف حل لتجاوز ورطة عهودهم كما حدث من قبل، فالدولة التي عجزت عن تنظيف العاصمة من القاذورات التي هي ثالث أقذر عاصمة في العالم بعد بانجول في غامبيا وكيغالي في رواندا حسب مجموعة أوربان أونفير ونانت، فكيف ستنظف الجزائر العميقة كلها في ظرف قياسي من كل المشاكل الأخرى؟
 
أمر آخر يدخل في عجائب داخلية يزيد زرهوني ويتمثل في الأوامر التي وجهتها لرؤساء الدوائر لتوزيع السكنات الإجتماعية الجاهزة قبل شهر مارس، والتي قدرت حسب مصادر إعلامية بعشرين ألف سكن، والكل يعرف أنها جهزت منذ سنوات وبقيت حبيسة أدراج الإدارة للوقت المعلوم، وها قد جاء وقتها الآن والنظام مقبل على موعد حاسم، فأين كانت وزارة الداخلية من قبل؟ لماذا لم توزع هذه السكنات في حينها والشعب يبيت في العراء؟ لماذا تم إختيار شهر مارس بالضبط والكل يعلم أنه موعد قد تطرح فيه وثيقة الدستور وقد تستدعى فيه الهيئة الناخبة مباشرة لأنه لا يمكن أن تترك النسخة الدستورية للنقاش الطويل الذي قد يفقدها بريقها المرتبط بأشياء اخرى أو يكشف عيوبها التي لا تعد ولا تحصى؟
 
 وأين مشروع مليون سكن الذي وعد به بوتفليقة الجزائريين وقبل العهدة الثالثة مما يعني أن الوعد كان في العهدتين الماضيتين؟ أم أن الرجل كان في مخيلته عهدات مفتوحة وهو يعد الجزائريين الغلابى؟
 
لقد أعلنت الحرب على البيوت القصديرية ولا تزال في الجزائر أكثر من 500 الف بيت قصديري، وفي العاصمة وحدها 40 الف بيت قصديري يقطنها حوالي 200 الف مواطن، بعدما كانت عام 1966 وبعد أربع سنوات من الإستقلال 2000 بيت قصديري، الذين سيشملهم احصاء زرهوني وتعداد مشاكلهم، ومع مرور الوقت نجد هذه البيوت تتزايد في عددها وانتشارها، نذكر أنه في عام 1985 بلغت 25 الف عبر كامل التراب الوطني، 1998 إنخفضت الى 23 الف وطبعا حسب الإحصائيات الرسمية التي تقدمها السلطة وان كان الواقع غير ذلك بكثير، لأنها تخضع لحسابات النظام دوما الذي يريد إبراز ما يزين بها جلالته، فهل حققت الحكومات السابقة حلولا لهذه الأحياء الفقيرة التي يتخرج منها الحراقة والكاميكازات؟ الجواب لا يحتاج مني إجابة بل الواقع هو خير دليل، وكل جزائري ينظر إلى واقعه هو ويزيل الضبابة السوداء التي قد تغطي بصره وبصيرته بسبب هذا الإحتيال، حينها يستطيع أن يعرف الجواب الصواب، وإن كان واضحا بينا لا يحتاج مني إلى أدنى جهد، ولكن أتركه حتى لا يظل يردد على أنني أتحامل على الجزائر من بلاد الجن والملائكة...
 
لقد سجل البنك العالمي 400 الف وحدة سكنية غير لائقة والبيوت القصديرية تغطي 17 الف هكتار عبر كامل التراب الجزائري وذلك في تقييم شامل لوضعية السكن في الجزائر (الخبر: 07/02/2008)، فترى هل ستجد وزارة زرهوني حلولا لذلك والسكنات الإجتماعية لم توزع على عموم الشعب وان كانت تقدم لآخرين هم في غنى عنها يستعملونها للسهر والمجون والشذوذ والليالي الحمراء؟ وهل سيكون الأمر جادا حتى بعد أفريل 2009 أم مجرد هرج يسبق الموعد وحينها يعود كل واحد لجحره يستمتع بما جناه من التطبيل والتصفيق؟.
 
غربان تنعق في سماء الجزائر
 
 استأذن الدكتورة القديرة فيوليت داغر على أن أستعير منها عنوان مقالتها عن الغربان التي تنعق في سماء لبنان، لأن الوطن العربي واحد وما يحدث هنا يحدث هناك ولم يتغير سوى مكان المشهد والممثلون وربما الموسيقى التصويرية التي تحكمها أعراف وتقاليد... إنني على يقين أنها ستقدم الوعود الكثيرة خلال هذه الفترة بالذات كما قدمت من قبل، واعرف أن المسؤولين وزعماء الأحزاب سينفقون الكلام المباح كما فعلوا من قبل، وسيجدون ضالتهم خلال حملة الرئاسيات هذه التي لم تحدث من قبل أبدا وفي اي دولة، أن تنطلق بأكثر من سنة قبل موعدها ويختلط تعديل الدستور بمرشح السلطة ونتائج محسومة مسبقا ومن دون أن يعرف أي أحد برامج المرشحين الآخرين والمنافسين لبوتفليقة حتى وإن كانوا برتب الأرانب، لهي الكارثة بعينها ان على المستوى السياسي أو على هيبة الدولة وسلطة الشعب وحتى على الشرعية التي تعتبر الركيزة الفعلية للحكم الراشد وخيار الديمقراطية، سنجد الآن الوزراء يزوقون والإنتهازيون يزركشون والمرتزقة دجالون يوعدون شعبهم بالجنة، وتلفزيون حمراوي يعد البرامج الضخمة لإنجازات الرئيس، مع العلم فقط أن حمراوي حبيب شوقي خصص من ميزانية التلفزيون الذي غرق في الوحل لأجل التكفل بعلاج المطربة فلة عبابسة، بالرغم من أنها ليست موظفة عنده ولا علاقة لها بمؤسسته من قريب أو من بعيد، وهي امرأة ثرية تملك العقارات والفيلات الفاخرة التي تحصلت عليها في اطار التنازل عن أملاك الدولة، والفضل لعشيق الأمس الجنرال محمد بتشين، فبأي حق يقدم حمراوي على هذا ويوجد موظفون في التلفزيون لا يملكون سكنا يأوي صغارهم ولا يزالون يعيشون بغرف في فندق المنار؟؟ طبعا ليس غريبا على رجل أوصلته السيدة ليلى وإسمها الحقيقي خيرة برابح الى وزارة الاعلام وهو طالب جامعي لم يتحصل بعد على شهادته الجامعية أو حتى بطاقة الإعفاء من الخدمة الوطنية، ولا داعي للحديث عن الفرص المتاحة للشباب لأنه حديث للإستهلاك فقط والحقيقة واضحة للعيان...
 
كلام لابد منه
 
 ربما أجد نفسي أطلت بعض الشيء وأثقلت على القراء في حديثي عن هذا الإحتيال السياسي الذي يفضحه الواقع والممارس على الشعب الجزائري، وبدل ان يحاكم هؤلاء على وعودهم الكاذبة التي ذهبت مع الإستحقاقات السابقة يفتح لهم المجال للكذب مرة أخرى على شعبنا وبمساندة الرئيس بوتفليقة وبدعم من جهات أجنبية، إن الوصف الحقيقي الذي ينطبق على هؤلاء هو الإحتلال الداخلي ونعتذر لصديقنا الدكتور منصف المرزوقي على إستعارة هذا المصطلح منه والذي طالما وصف به ديكتاتورية الرئيس التونسي بن علي ونظامه الفاسد، الحل الحقيقي يكمن في محاكمة هؤلاء المجرمين فقد سرقوا المال ليلا ونهارا وللقضاء كل الحق والقانونية أن يتهمهم بالسرقة الموصوفة المقترنة بظروف الليل والتعدد، وقد قتلوا الناس ويحق للقضاء أن يتهمهم بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وقد إنتهكوا الأعراض ويحق للقضاء أن يتهمهم بالشذوذ والإغتصاب، وقد ظلوا يظهروا على التلفزيون الرسمي في صور لا تليق بالشعب الجزائري ويحق للقضاء أن يتهمهم بإنتهاك حرمات المنازل على أدنى تقدير، ولقد عذبوا الناس واحرقوا القتلى ويحق للقضاء أن يتابعهم بتهم التنكيل بالجثث، وقد رأوا بأم أعينهم جرائم كثيرة ويحق للقضاء أن يتابعهم بعدم التبليغ عن جناية أو إسعاف متضرر في حالة خطر، وقد قبضوا الرشوة وتلاعبوا بالمال العام ويحق للقضاء أن يتهمهم بالإختلاس والرشوة والتبديد، وقد إستولوا على ممتلكات الغير من عقارات واشياء أخرى ويحق للقضاء أن يتابعهم بتهمة الإستيلاء على ملك الغير بغير وجه حق، وقد إستأمنهم الشعب للحفاظ على ماله وشرفه وعرضه ونهبوه ويحق للقضاء أن يتهمهم بخيانة الأمانة وانتهاك عرض الغير، وقد تعاونوا مع العدو وكشفوا اسرار البلد وتلاعبوا بالأمن القومي ويحق للقضاء أن يتابعهم بتهمة الخيانة العظمى، وقد زوروا الإنتخابات وبدلوا الوثائق واعطوا تصريحات كاذبة فيحق للقضاء أن يتابعهم بتهم التزوير في محررات رسمية و التصريح الكاذب، وقد وعدوا الوعود لأجل الحصول على اصوات الناس وتزيين الربح الكبير المرتقب لهم ليستولوا على أصواتهم ودعمهم وما يملكون ويحق للقضاء أن يتابعهم بتهم النصب والإحتيال، وقد تطاولوا على الدين ومقومات الأمة ويحق للقضاء أن يتابعهم بتهمة المساس بالدين ومقدسات الوطن، وقد إغتصبوا فتيات في 16 من أعمارهن ويحق للقضاء أن يتابعهم بجناية إغتصاب قاصر وتحريضهن على الفسق والدعارة... نترك الأحكام التي سوف تطالهم على كل هذه القضايا الثابتة للقارئ الذي لن يستبعد أبدا الإعدام المتكرر وفي الساحات العمومية على مرأى الشهود والفضائيات التي أرادوا أن يخرصوها في إجتماع من يسمون بدعا وزراء الإعلام العرب، حتى يكمموا أفواهنا بعدما حرمونا من وطننا.
 
إنه لا يحق أبدا للقضاء أن يدعمهم في إجرامهم وتطاولهم على الأمة، وإعطائهم الغطاء القانوني والشرعي كي يتعدوا على الدستور كما يفعل تلفزيون حمراوي الذي يروج لتصريحات تطالب بالعهدة الثالثة ومن دون لفظ تعديل الدستور وهي دعوة صريحة لا لبس فيها يعاقب عليها القانون، ولا يجوز ابدا السماح لهم بمواصلة نهبهم للمال العام وسرقة أحلام الأجيال القادمة بشعارات براقة كاذبة وفاسدة لا أساس لها، فترى هل سيقف القضاء يوما ما موقفا يسجله التاريخ؟ أستبعد ذلك من قضاة أغلبهم غرقوا في الرشوة والظلم وإعطاء الحق لغير أهله، وتسللوا لمصادر القرار أما الشرفاء فطالهم التوقيف أو التأديب أو الإقصاء... أكيد أن الشعب الجزائري الذي وجب أن يحتكم لواقعه هو وحالته المزرية ولا ينظر أبدا لشعارات يروج لها المليونير بوقرة سلطاني أو الملياردير أحمد أويحيى أو الإنتهازي المتطفل بلخادم أو البليونير بوتفليقة على مرأى شعب فقير يقتات من المزابل ويلبس العراء... الحديث طويل وذي شجون قد نجد متسعا آخر في وقت لاحق لنغوص في عمقه من جديد وبحيثيات أخرى.