تقرير روسى سرى حذّر دمشق من عمليات أمريكية نوعية!

تقرير روسى سرى حذّر دمشق من عمليات أمريكية نوعية!

نشاط استخباراتى أمريكى إسرائيلى لاغتيال قيادات المقاومة

قالت تقارير إعلامية، فى بيروت، أياما قبل اغتيال عماد مغنية المسؤول العسكرى لحزب الله إن الإدارة الأمريكية فى حالة جنون، ويمكن أن تقوم بأى شيء، وهى ستقوم بأى شيء.

هذه العبارة قيلت قبل أيام فى تقرير خاص أكدت مصادر خاصة لـ"العرب أونلاين" أن موسكو بعثت به إلى عواصم معنية بالقوى المواجهة للاحتلال الأمريكى فى العراق ولإسرائيل، ومن بينها دمشق طبعا.

وهو كلام سبق أن شرحه الروس "كما أكدت المصادر" مباشرة لجهات معنية قبل مدة فى إطار الحديث عن استعداد أمريكى مفتوح لشنّ حروب أكبر فى المنطقة، وإن هاجس التخلص من إيران وسوريا وقوى المقاومة لم يعد هاجساً إسرائيلياً فحسب، بل هو هاجس أمريكى فى الأساس.

كما تسربت معلومات قبل أسبوع من اغتيال الشهيد عماد مغنية عن إنشاء لجنة أمريكية إسرائيلية تضم رؤساء أجهزة أمنية مركزية فى تل أبيب وواشنطن، ومستشارين سياسيين بينهم شخصيات رئيسية فى الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية.

وهذه اللجنة تعمل على إطلاق مرحلة متقدمة من مشروع مواجهة سوريا وإيران والمقاومة فى فلسطين ولبنان والعراق.

وتحدثت "التسريبات" عن برنامج عمل، على رأسه اغتيال شخصيات رئيسية، يعتقد الأمريكيون والإسرائيليون أن غيابها يسهل المراحل التالية من المشروع.

إلى ذلك، أضافت المصادر أنه، وقبل أسابيع، أوفدت دولة عربية "تضع أنفها" فى لبنان، شخصية أمنية دبلوماسية لاستطلاع الموقف، والتقت شخصيات رئيسية فى فريق السلطة، ثم اتصلت بقوى من المعارضة، وقبل مغادرتها طلبت الاجتماع إلى جهة غير لبنانية تربطها صلات بحزب الله لأجل تحقيق تواصل لم يتم.

وأصرت، هذه الشخصية، على نقل رسالة مقتضبة مفادها أن هناك قرارا كبيرا بتصفية عدد من الشخصيات الأساسية فى حزب الله وحماس والجهاد الإسلامى فى كل من بيروت ودمشق.

كما تحدثت "التسريبات" عن تفاصيل تتعلق بأعمال تدريب أمنى وعسكرى ناشطة فى بلد عربى مقرّب من الأمريكيين، وفيها معلومات عن أسماء لمعسكرات التدريب وأسماء الضباط المشاركين فى التدريبات التى ركزت على دروس ذات بعد أمني، وتقاطعت هذه المعلومات مع نتائج تحقيقات سابقة فى جرائم اغتيال تعرض لها مقاومون فلسطينيون فى سوريا، وأظهرت أسماء ضباط من هذا البلد الشهير بـ"ريادة" استخباراته متورطين فى جمع معلومات عن هؤلاء المقاومين.

كما كشفت "التسريبات" عن معلومات بخصوص استئناف الاتصالات بين جهة لبنانية وإسرائيل، وعن أن بعض الدعم اللوجستى بدأ يرد إلى هذه الجهة من طريق مناطق الحكم الذاتى الكردية فى العراق، وأن عدداً من العاملين فى الشركات الأمنية الأمريكية فى العراق باتوا يؤدون دوراً يتجاوز حدود المهام الموكلة إليهم هناك.

إلى ذلك، قالت ذات المصادر إن شخصيات غادرت حديثاً مواقعها فى جهاز استخبارات غربية "تضع أنفها" فى لبنان، أبلغت جهات عربية نافذة معلومات عن تدهور مرتقب ومدروس للأوضاع فى لبنان، واحتمال حصول عمليات تفجير فى سوريا من النوع الذى يشيع مناخات من الفوضى والتململ وعدم الاستقرار.

وقالت هذه الشخصيات إن مشاريع قرارات بعقوبات متنوعة ضد سوريا سوف تكون جاهزة قريباً أمام مجلس الأمن الدولي، أو أمام دول أوروبية والولايات المتحدة، وإن الأشهر الستة المقبلة ستشهد سخونة ربما قلبت الأمور رأساً على عقب.

ويقول محللون إن كان اغتيال مغنية: "ليس الحدث عادياً، ولا هو متصل بصراع موضعى بين إسرائيل والمقاومة. صحيح أن مغنية هدف دائم، لكن التجربة تقول إن اغتيال قادة من مستوى معيّن لا يحتاج إلى مصادقة مسبقة، وفى حالة الحاج رضوان، هناك حاجة إلى مصادقة من المستوى السياسى وحتى إلى مشاورة الجانب الأمريكي، لا تحاشياً لردود الفعل فحسب، بل لوضع هذه العملية فى سياقها".

ويلفت المحللون إلى أن ما أعلنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال تشييع مغنية كان ضرورياً للفت العدو القريب والبعيد إلى أن تيار المقاومة يعرف فى أى سياق حصل اغتيال مغنية، وبالتالى فإن الرد سيكون فى السياق نفسه، بمعنى أن رد المقاومة لن يكون فى أى حال من الأحوال من النوع الذى ينتهى عند حدود الانتقام كما يفترض كثيرون، وذلك ربطاً بأمر استراتيجى يتعلق بتوازن الردع الذى قام لفترة طويلة بين المقاومة وإسرائيل.

ومثلما ترى إسرائيل أنها صاحبة الحق فى إعادة الاعتبار إلى مفهوم الردع من خلال معاقبة من تفترضه مسؤولاً عن أرقها وتعبها، فإن المقاومة معنية أكثر بكسر هذه القاعدة والقول بأن إنهاك العدو وإرباكه وتعطيل قدراته هو جزء من توازن الردع معه.

وبحسب المحللين، فإن صمت المقاومة يعنى تسليماً بقواعد جديدة تعنى عملياً شل قدرة المقاومة، وهو أمر لن يحصل لأسباب عدة أبرزها أن المعركة لم تتوقف، وعدم توقفها هو قرار إسرائيلى فى الأساس، وبالتالى سوف تكون المقاومة أمام مهمة تثبيت ما حققته من قواعد، حتى لو تطلّب ذلك أن تعمل بطريقة مختلفة عما تعوّده أهلها أو أعداؤها.

ويلفت المحللون إلى أمر جديد، هو أن الترابط والتواصل الكبيرين القائمين بين قوى المقاومة فى لبنان وفلسطين والعراق، والتحولات الجدية التى طرأت على سلوك القيادة العسكرية السورية بعد انتصار تموز 2006، كان سبباً رئيسياً فى قرار إسرائيل وأميركا تصفية الشهيد مغنية، وبالتالى فإن هذا التحالف يجد من الضرورى أن يكون رده موحداً، وضمن سياق متصل بحماية نتائج حرب تموز التى كان لها أثرها الكبير فى لبنان وفلسطين والعراق، وليس منطقياً توقع ردة فعل مختلفة من هذا التحالف، رغم التهويل الذى تقوم به حكومات وأجهزة ووسائل إعلام.

وفى رأى هؤلاء المحللين فإن المنطقة دخلت مرحلة جديدة، ويصعب من الآن توقع ما هو آتٍ فى القريب أو فى المدى المتوسط، لكن من المؤكد أن ما كان قبل اغتيال مغنية لن يشبه ما هو بعده.

يقول بعض المقربين إن حسن نصر الله توجه ليل الرابع عشر من شباط إلى روضة الشهيدين. جلس عند قبر عماد مغنية، قرأ الفاتحة وقال له: "لا تحتاج منى إلى قَسَم، لن نترك لهم مجالاً لكى يندموا على جريمتهم!".