إنهم الأخيار منا قد اصطفاهم ربهم ليكونوا جوار عرشه المتين في جنات النعيم، لأنه عنوان البندقية الشريفة المقاتلة والمظفرة، ترجل فارسكم رضوان الأحرار بغدر من جبان طاغ ماكر قاتل، فيا نصر الله ، لا تحزن...
نحن الحكام العاربة نقر ونعترف بأن سماء بلادنا مرتع لغربانهم منذ نصف قرن وأكثر ولا نستطيع حماية أمن شعوبنا في بيوتهم الآمنة فلا مأمن من طائراتهم، من جواسيسهم، من خداعهم من تقنياتهم فقد وقعنا عهودا لهم بألا نبتاع منظومات دفاع جوية متطورة نغطى بها سمائنا ونحمى أطفالنا ونسائنا وشبابنا وكهولنا وعرضنا وحرماتنا من حر قذائفهم وبرودة أعصابهم تجاه دمائنا فاتورة ندفعها بلا صكوك ثمنا لبقائنا ، فلا تحزن...
نحن شعوب العرب العاربة ننتظر قمحهم عبر بواخرهم الراسيات في عرض البحر لنصنع منه خبز عيشنا ولم نجزع ولم نعترض ولم ننتفض واكتفينا بزراعة الخيار والبطيخ ؟ فلا تحزن...
في تل أبيب كان لا بد من ثمن لتقرير حربهم الخاسرة فكان البطل هدفهم ليرفعوا من معنوياتهم التى تدحرجت كحبات الخرز متفتتة على صخر الجنوب الأبي المنتصر فكان الغدر منهم واليهم فلا تحزن...
بغداد أصبحت خرابا ينعق فيها البوم وتتكاثر فيها الغربان وقد سبقتها بيروت وما زالت في مرمى الخطر وتونس وطرابلس والخرطوم وها هي غزة هاشم تحتضر قهرا بصمت المجهول وستائر تخفى خلفها من ليسو بحضر! فلا تحزن...
غزة يا سيد المقاومة أصبح كل شيء فيها قد تحول إلى ظلام حيث الخفافيش والضباع ودماء تستباح بالليل والنهار وأصبحت وجبات أكلنا وشرابنا شعارات جوفاء وفاكهتنا حصار ظالم وأشعارنا متاريس بين الأشقاء وقصائدنا تتغزل في مديح الغنم والدسم وردود أفعالنا تسبح بمهارة فائقة في بحر من الفضائيات وبنادقنا ترتد إلى نحورنا ، فلا تحزن...
يا سيد المقاومة ناجيناك منذ زمن الحلم الجميل بأننا نحبك في فلسطين ونكررها وليسمع العالم بأننا نعشق بنادق الأحرار والثوار اللذين يبتغون فضل الله ورضوان، اللذين يبتغون العزة والكرامة للأمة، اللذين تحزبوا لله وللشهادة ورفعوا لواء الحرية والنصر للأوطان ، فلا تحزن...
قلنا وتساءلنا سابقا لماذا نحبك في فلسطين ونجدد إجابتنا: لأنك من نصب الخيام محتجا وجعلت السيف في غمده فلم تشهره إلى صدر شعبك وأنت الأقدر،لأنك ما تقول تفعل ، ولأن قولك قليل وفعلك أكبر فلم تخون الأمانة ولم تحنث بقدسية القسم ، ولم تختال وتتكبر ، فلا تحزن...
لأنك تحذر من الفتن والمؤامرات وتجهضها في مهدها ولا تنساق وراء شياطين الثأر من البشر فأنت عنوان الثائر الأسمر في زمن الخوف والله وفلسطين في قلبك قد تعمر ، تذكرنا بأبَ الثوار فارسنا صاحب الكوفية الأسمر فهو أيضا قد ترجل بفعل غدرهم المعهود ، فلا تحزن...
لهذا صدقكم الله القول فأنتم مِن مَن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، إن الله معكم، فلا تحزن...