إيران تتهم استخبارات دولة عربية بالتورط في اغتيال مغنية


دعت وزارة الخارجية الكويتية المواطنين الكويتيين الى «التريث في السفر الى لبنان الشقيق، حرصاً على سلامتهم» بسبب «الظروف الراهنة التي يمر بها» هذا البلد، وذلك بعد ساعات من تلقي السفارة الكويتية في بيروت تهديدات بقصفها بالصواريخ، في حين استمرت تداعيات مجلس التأبين الذي اقامه نواب وناشطون شيعة في الكويت للقيادي في «حزب الله» اللبناني عماد مغنية وأثار احتجاجات غاضبة رسمية وشعبية.

في موازاة ذلك، اتهم مسؤول ايراني رفيع استخبارات دولة عربية لم يسمها بالتورط في اغتيال مغنية في دمشق في 12 شباط (فبراير) الحالي، بعدما كانت الاتهامات الايرانية تقتصر حتى الآن على اسرائيل.

وصرح «مصدر مسؤول» في وزارة الخارجية الكويتية بأنه «نظراً الى الظروف السياسية الراهنة التي يمر بها لبنان الشقيق فإن وزارة الخارجية وحرصاً منها على سلامة المواطنين فإنها ترى التريث في السفر الى لبنان في هذه الظروف».

وعاد النائبان الكويتيان عدنان عبدالصمد وأحمد لاري اللذان شاركا في تأبين مغنية السبت الماضي، الى الكويت امس حيث قد يواجهان اجراءات قضائية. وعلمت «الحياة» ان النائبين سيعقدان مؤتمراً صحافياً اليوم يوضحان فيه موقفهما ويردان على الاتهامات والانتقادات، لا سيما بعد صدور بيان عن الحكومة الكويتية يدين تصرفهما.

وناشد مراقب مجلس الأمة (البرلمان) النائب مبارك الخرينج عبدالصمد ولاري «ألا يحضرا الجلسات البرلمانية المقبلة حتى يتم الفصل في القضايا التي رفعت ضدهما في النيابة العامة»، وطالب وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بإبعاد كل الأجانب الذين شاركوا في التأبين.

وكانت الأوساط السياسية والأمنية في لبنان انشغلت بتلقي سفارة الكويت ووكالة أنباء أجنبية في بيروت، اتصالاً من مجهول قال فيه إن السفارة الكويتية ستقصف بصاروخين موجهين إليها. واتصل موظفو الوكالة بالسلطات الأمنية وأبلغوها بمضمون الاتصال، فأرسلت على الفور وحدات إلى مبنى السفارة الذي يخضع لعملية ترميم في محلة بئر حسن، وكذلك الى مقرها الموقت في محلة الصنائع، وأخلت العمال من الأول، والموظفين من الثاني، وعززت الإجراءات الأمنية، وفتشت المكاتب، مستعينة بكلاب لتقفي الأثر، ومبنى السفارة ومحيطه ولم تعثر على شيء، كما باشرت التحقيقات لمعرفة هوية المتصل.

وروى القائم بأعمال السفارة الكويتية في لبنان طارق الحمد لـ «الحياة» انه «ورد اتصال هاتفي الى السفارة في الصنائع من مجهول قال فيه كلاماً تهديدياً مختصراً جداً مفاده أن صاروخين سيطلقان على السفارة، ثم أقفل الخط ولم نعرف صاحب التهديد ولا إلى أي جهة ينتمي». وأضاف: «نظراً الى الظروف الراهنة كان لا بد من أن نأخذ التهديدات على محمل الجد، فأبلغنا السلطات اللبنانية والخارجية والسلطات الكويتية بمضمون الاتصال». وأضاف: «هذا التجاوب السريع من السلطات والأجهزة الأمنية اللبنانية أراحنا إضافة الى ما لمسناه من القادة السياسيين من استعداد للمساعدة».

وكان الحمد وجه نداء الى الرعايا الكويتيين في لبنان بأن «يتوخوا الحذر في تنقلاتهم والأماكن التي يرتادونها، وتجنب الخروج ليلاً». وقال: «هذه مجرد تدابير طبيعية لا أكثر ولا أقل». وتلقت السفارة اتصالات عديدة من شخصيات سياسية ابرزها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ والمسؤول عن العلاقات الدولية في «حزب الله» نواف الموسوي الذي استنكر «التهديدات التي وجهها مجهول الى السفارة الكويتية في بيروت». وأكد «أن أمن الإخوة في السفارة الكويتية هو من أمن لبنان واللبنانيين»، معتبراً أن «هذه التهديدات هي محاولة للإساءة الى الروابط الوثيقة بين الشعبين الشقيقين».

اتهام ايراني

وفي طهران (ا ف ب)، اتهم الجنرال يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي، أمس الخميس «الصهاينة» بالوقوف وراء اغتيال مغنية، فضلاً عن «أجهزة الأمن الارهابية الاميركية واستخبارات دولة عربية» لم يسمها. وهذا اول اتهام رسمي ايراني لدولة عربية، بعدما كانت الاتهامات توجه الى اسرائيل.

واعتبر صفوي، القائد السابق لقوات «الحرس الثوري» الايراني، ان اغتيال مغنية «سيؤدي الى موت محتم لدولة اسرائيل»، مضيفاً ان «دم الشهداء مثل مغنية أثار غضب آلاف من شباب حزب الله وهذا الغضب سيؤدي الى موت محتم للكيان الصهيوني».