الموساد ولجنة أمريكية في لبنان وراء اغتيال الحريري

 
يثير الكاتب والمحلل الفرنسي المعروف "تيري ميسون" من جديد التساؤلات حول الجهة التي تقف وراء جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، وهي الجريمة التي كانت زلزالا حقيقيا غير مجرى الأوضاع ليس في لبنان وحدها وإنما في كامل الشرق الأوسط. وقد أصدر هذا الفرنسي كتابا سماه "الكذبة الكبرى 2"، شكك في الرواية التي قدمت حتى الآن حول تلك الجريمة، مستشهدا في تساؤلاته بالعديد من الوقائع وخاصة بالتقرير الأخير للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري والذي عرض يوم السابع والعشرين من مارس الماضي أمام مجلس الأمن الدولي.
 
 وقد استبعد التقرير الأممي الذي قدمه الرئيس الجديد للجنة التحقيق القاضي الكندي "دانيال بيلمار" فرضية تورط سوريا التي قال أن تعاونها كان "مرضيا بشكل عام"، واتهم في المقابل أفراد "شبكة إجرامية" بتنفيذ تلك الجريمة دون أن يذكر أي اسم.وفي محاضرة نظمها مؤخرا في بيروت بحضور العديد من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية حول كتابه "الكذبة الكبرى 2"، يقول "تيري ميسون" أن دراسته للإمبراطورية الأمريكية التي بسطت هيمنتها على العالم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 قادته إلى الاهتمام بالحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006 وبالتالي تأليف هذا الكتاب الذي اعتمد فيه على متابعته للوقائع والأحداث الجارية في هذا البلد من خلال التأثيرات الخارجية. ويقول المؤلف، وهو صاحب كتاب "الخديعة الكبرى" حول هجمات سبتمبر، أنه توصل إلى قناعة مفادها أنه فوق أرض لبنان تجري لعبة المستقبل، أي المشروع الامبريالي الأمريكي. لماذا لبنان وليس فلسطين أو العراق؟ لأن الامبريالية الأمريكية ـ يجيب الكاتب ـ "هي نتاج تزاوج بين مصالح اقتصادية وإيديولوجية، بين السيطرة على النفط والصهيونية، لأن المشروع الأمريكي يمر عبر السيطرة على شعوب الشرق الأوسط، وهي الممثلة أحسن تمثيل في لبنان وليس في مكان آخر.. كسر المقاومة في لبنان هو كسرها في كل المنطقة..".ويقول هذا الكاتب أنه اعتمد في كتابه "الكذبة الكبرى 2" على إعادة كتابة وقراءة الأحداث الجديدة، سلسلة الجرائم السياسية والاعتداءات الإسرائيلية، ودراسة الهيئات العليا، أي بما معنى موقع الصهيونية داخل الإمبراطورية وداخل الخطط العسكرية لمن يهيمنون على مصادر الطاقة. ويؤكد تيري ميسون أنه غداة حرب 2006 على لبنان أثير تساؤلان رئيسيان هما: "لماذا اغتالوا رفيق الحريري؟ و لماذا هاجمت إسرائيل لبنان، هل كان ذلك ردا على حزب الله كما أعلن، أم لأسباب إستراتيجية إقليمية؟"، واستنادا إلى وثائق البنتاغون الأمريكي ومراكز في الولايات المتحدة، فإن العدوان الإسرائيلي كان قد خطط له منذ تاريخ طويل مع تصور مسبق لرحيل القوات السورية بالمرة من لبنان حتى يبقى هذا البلد بدون دفاع وأيضا غياب رفيق الحريري من أجل إبعاد النفوذ الفرنسي.ويواصل الكاتب الفرنسي في سرده للوقائع بالقول أن فرنسا وبطلب من القضاء اللبناني وبمبادرة من الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس اعتقلت محمد الصديق، الشاهد الرئيسي على تورط سوريا في جريمة اغتيال الحريري، وهو الشاهد الذي كان قد اتهم كل من الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس لبنان السابق اميل لحود بالوقوف وراء الجريمة، ولكن هذا الاتهام اتضح أنه كان مبنيا على أكاذيب، كما يقول تيري ميسون. وبناء على تلك الاتهامات، أوقف الضباط اللبنانيون الأربعة ومايزالون رهن الاعتقال، رغم أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اعترف بأن هذا الاعتقال - الذي جاء بطلب من ديتليف ميليس سياسيا - وينتهك الأعراف الدولية. والضباط الأربعة هم: المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، والمدير العام السابق لجهاز الاستخبارات في الجيش اللبناني ريمون عازار، والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج، ورئيس لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان.و تجدر الإشارة إلى أن وزير خارجية فرنسا برنار كوشنار الذي كان قد أبدى تأييده لاتهام سوريا بالتورط في اغتيال الحريري أعلن منذ أيام أن محمد الصديق "اختفى" منذ 13 مارس الماضي وأنه لا يعلم مكانه.ويتوصل تيري ميسون في كتابه "الكذبة الكبرى 2"، إلى بعض الحقائق المذهلة، حيث يؤكد أنه يمكن القول: أولا، أن جريمة اغتيال الحريري استفادت منها كل من إسرائيل والولايات المتحدة، وثانيا أن مجموعة مقربة من وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي .أي .ايه" تسمى "لجنة أمريكية من أجل لبنان حر" كانت على علم مسبق بالجريمة.. ويشير الكاتب في مؤلفه إلى أن الحرب كانت مقررة في خريف 2006 ولكن تم تنفيذها على عجل بذريعة قيام حزب الله بأسر جنديين اسرائيليين، وهو ما أكده التقرير الإسرائيلي "لجنة فينوغراد" على كل حال. وفي رأي الكاتب الفرنسي، فإن هذا التسرع الإسرائيلي في شن الحرب استهدف بالدرجة الأولى عرقلة التحقيق الجاري حول "شبكة إجرامية" لبنانية وضعها الموساد الإسرائيلي والتي تكون قد شاركت في عملية اغتيال الحريري، وهو ما أشار إليه القاضي بيلمار، الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية، وكذلك التقرير الذي عرض على مجلس الأمن الأسبوع الماضي عندما أكد أن عناصر "شبكة إجرامية" هي التي نفذت جريمة اغتيال الحريري. وبالتالي فهدف الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 كان وقف الدعوى القضائية التي رفعها لبنان إلى مجلس الأمن حول تلك الجريمة وليس ردا على أي عمل عسكري من حزب الله، يقول تيري ميسون.ويشير الكاتب الفرنسي في ختام محاضرته إلى أن الحرب التي شنتها إسرائيل لم تكن ضد حزب الله، ولو أن هذا الأخير قاوم حتى النصر، وإنما كانت حربا ضد لبنان، والتي من خلالها تدور حرب الولايات المتحدة ضد العالم العربي.كما يعترف تيري ميسون بأن كتاب "الكذبة الكبرى 2" واجه حصارا كبيرا من طرف الموزعين ووسائل الإعلام في بلاده فرنسا. 
ليلى لعلالي

الطائفة السعودية تنضم الي طوائف لبنان السبع عشرة


 
د. مضاوي الرشيد
ليست المرة الاولي التي يجتمع فيها العاهل السعودي الملك عبد الله بالرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ ولكن من المستغرب ان تصبح قضية لبنان وكرسي رئاستها الفارغ منذ اشهر قضيتهما الاولي المصيرية والتي علي خلفيتها قاطعا القمة العربية في دمشق وحرضا الاخرين علي مقاطعتها.
 
بالطبع نقدر ونحترم مشاعر القلق العربية الجياشة علي ديمقراطية الطوائف اللبنانية ومنظومة المحاصصة المتبعة علي ارضها وخوف الاثنين علي مستقبل الطائفة المسيحية وعدم تمثيلها في الدولة بغياب رئيس ماروني، اذ ان هذا الامر علي ما يبدو يؤرق مضاجع المجتمعين في شرم الشيخ مما اضطرهم الي تنسيق المواقف والتعبير عن امتعاضهم من حالة الفراغ الدستورية اللبنانية. فلا قضية جياع مصر ولا التضخم السعودي يستحقان اجتماعا لتنسيق المواقف العربية من اجل مواجهة وضع اجتماعي مزر وامن غذائي مفقود ولا قضية حصار اكثر من مليون غزاوي او احتلال اجنبي في بلد مجاور منذ اكثر من خمسة اعوام تتطلب مثل هذه القمة الثنائية في منتجع شرم الشيخ.
 
تدخل اليوم السعودية الي الساحة اللبنانية ليس كدولة شقيقة كما فعلت سورية خلال العقود الثلاثة الماضية تحت هذا المصطلح والمسمي المعهود ولا كأم حنون كما دخلت فرنسا في بداية القرن العشرين وانما تدخله كطائفة جديدة تنضم الي موزاييك الطوائف اللبنانية. لقد تعودت السعودية ان يكون لها تمثيل واضح في التركيبة اللبنانية من خلال رئاسة الوزراء اللبنانية وربما فترة وزارة العويني ومن بعدها الحريري قد ضمنت للسعودية مثل هذا التمثيل من قبل لبنانيين متسعودين بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان تتعلق بالجنسية والروابط الاقتصادية والسياسية وان لم يتواجد متسعود جديد فالطموح السعودي يتكرس بشخصيات مرتبطة اما بعلاقات النسب والزيجات الماضية او بأشخاص حاليين تساندهم القيادة السعودية وتدعمهم دوليا وماليا ومعنويا. ولكن يبدو ان الطائفة السعودية لا تكتفي بهذا فحسب بل هي اليوم تطمح لان تدخل في لعبة الرئاسة لجمهورية الطوائف وتأمل ان تكون ممثلة علي مستويين: مستوي رئاسة الجمهورية والوزارة. ولا بد ان نتساءل لماذا هذا الاهتمام السعودي المتزايد بجمهورية الطوائف وماذا يقدم لبنان للسعودية في المقابل لنبرر الاهتمام المتزايد والمتصاعد في دولة صغيرة كلبنان. لا نعتقد انه النفوذ الايراني حيث انه موجود في العراق ولم يشغل القيادة السعودية كما يشغلها الشأن اللبناني الحالي. ولا هو مخطط امريكي تنفذه السعودية بالنيابة وتحت غطاء الشرعية العربية المفقودة منذ زمن. ولا هو شعارات النخوة والحمية تجاه هواء لبنان العليل.
 
كان لبنان وما زال نقطة مهمة في قاموس السعودية لأسباب متعددة، اهمها انه الوسيط الذي تعتمد عليه السعودية وتتخفي خلفه في مجالات مختلفة ولا يستطيع اي بلد عربي آخر ان يلعب هذا الدور صغيرا كان ام كبيرا. يلعب لبنان دولة وشعبا دور الوساطة علي مستويات مختلفة منها الثقافي والاعلامي والسياسي والاقتصادي وحتي الديني.
 
ثقافيا تجد السعودية في لبنان متنفسا يمرر خطابها الثقافي الي مجالات واسعة لا تستطيع السعودية ان تصلها وحدها وبدون الوسيط اللبناني. فمن كتب التاريخ التي وفرتها اقلام مؤرخين سابقين كأمين الريحاني وغيره الي رؤساء تحرير وصحافيين لبنانيين حاليين تجد السعودية مساحة واسعة مستعدة لأن تتبني الخطاب الرسمي وتروجه عالميا وعربيا وبلغات متعددة، اهمها الفرنسية والانكليزية. فمن خلال الوسيط اللبناني تخاطب السعودية شريحة كبيرة متخفية خلف قلم الوسيط ومهارته الاعلامية والثقافية. يلبس الوسيط اللبناني السعودية حلة زاهية ملائمة لجمهور اكبر بكثير من ذلك الذي يخاطبه السعودي ذاته. ومؤخرا من خلال الفضائيات والاعلام المرئي يستطيع الوسيط اللبناني ان يمرر المشروع السعودي ايا كان وفي مجالات متعددة لا تستطيع السعودية ذاتها ان تمرره داخليا. فان ارادت السعودية ان تجدد دينها وتطوره وتنتقد مؤسساتها الدينية وترفع من شأن نسائها وتظهرهن بزي جديد فستجد في المحاور الوسيط خير جليس يناقش بحرية وينتقد حتي اصبحت البرامج المتعاطية بالشأن السعودي الداخلي من اختصاص اللبناني اكثر مما هي من اختصاص السعودي المغيب والذي تغيبه دولته كمحرك للحوار. يأتي هذا السعودي للفسحة الاعلامية المتوفرة والمملوكة سعوديا الي اللبناني المناقش فيحمل همومه ويفضفض عن خصوصياته واسرار مجتمعه وخفاياه علي شاشات تظهر وكأنها لبنانية ولكنها بالواقع سعودية الهوي والملكية.
 
تعتمد السعودية علي لبنان كوسيط ثقافي واعلامي وتتستر خلفه وهي بذلك تتنصل من المواجهة المكشوفة وتختبيء خلف اللبناني. اما اقتصاديا فتعتمد السعودية كذلك علي اللبناني كواجهة لاستثماراتها ليس في لبنان وحسب بل في العالم ايضا. فمن مستشار اقتصادي الي شركات استثمار تستطيع السعودية ان تدخل اسواقا جديدة وتقتحم اكثر الحدود مشقة. بمهارة اللبناني التجارية واللغوية حلقت السعودية في مجالات واسعة وتخفت تحت ستارة لبنانية بل حتي انها استطاعت ان تضمن الهيمنة الاقتصادية والاحتكار ولم يستطع اي عربي آخر ان ينافس اللبناني في مزاجه ومرونته ووساطته وولائه للسعودية المطلق وثرواتها الكبيرة.
 
اما سياسيا فكان اللبناني وما زال مرنا ولينا وقادرا علي لعب دور الوساطة لصالح السعودية. فان ارادته السعودية قوميا عروبيا فلها ما تريد وان ارادته متأسلما او طائفيا فهو كذلك وان ارادته رجعيا متخلفا او ليبراليا متحررا فستجد السعودية فيه ارضا خصبة تنمو فيها الافكار والولاءات والايديولوجيات من مختلف الالوان والاشكال والاحجام.
 
مرونة الوسيط وبهلوانيته السياسية خصلة اساسية تعتمد عليها السعودية خاصة وانها لا تستطيع التغلب العلني والمكشوف بالسرعة ذاتها. لقد اتقن الوسيط ابجديات اللعبة السياسية السعودية وتمرس في تطبيقها وتبنيها حتي اصبح مفتاحا تفتح به السعودية ابوابا مغلقة محليا وافكارا محرمة داخليا فتعبر من خلاله الي آفاق بعيدة دون ان تظهر وكأنها مسؤولة او محاسبة من قبل مجتمعها.
 
بالاضافة الي الاعلام والثقافة والاقتصاد والسياسة يوفر لبنان للسعودية فضاء اجتماعيا وترفيهيا وسيطا بين الانغلاق السعودي الداخلي والانفتاح الغربي الخارجي. لبنان يقدم شيئا من الشرق ممزوجا بالغرب تجد فيه السعودية مرتعا خصبا ومعبدا تحج اليه رغم توفر المنافذ القريبة الخليجية او العربية الاخري. فدخلت الكبة والحمص الي قلب السعودي قبل ان يدخل الكسكسي المغربي، وما زال هذا السعودي يطرب لسماع تكرم عينك اكثر مما يطربه وخا سيدي وخا رغم انتشار ظاهرة القصور السعودية في المغرب العربي وانعدامها في السواحل اللبنانية او الاستعاضة عنها بناطحات سحاب علي الشواطيء اللبنانية.
 
الوساطة اللبنانية المتعددة الوجوه تتطلب زيارة الي شرم الشيخ وصعود القضية اللبنانية الي اعلي هرم القضايا السعودية ودخول السعودية كطائفة جديدة وربما تكشف الاشهر القادمة ما اذا كانت الطائفة السعودية هي الطائفة المنصورة في لبنان.

أخي جاوز "مبارك" المدى!

محمد الوليدي
جوعت مصر في عهده بلا حدود ، وهي من اغنى بلاد الله ؛ عقولا وأرضا وهمة ، فقد خافها أعداء الأمة، فأرادوا لها الجوع حتى لا تفكر بأبعد من لقمة العيش ، وحتى لقمة العيش خطفها مبارك وزبانيته من إيديهم الآن، فيبدو أن مبارك أراد ان يكون عبدا مطيعا، وعميلا شكورا ، فذهب الى أبعد ما طلب منه ، مع أن هذا لا يصب في مصلحة الأعداء، فالأعداء أشد حرصا أن لا تصل سياسات التجويع الى حد الإنفجار، حتى لا ينتج عن ذلك الإضرار بعميلهم أو مخططاتهم.
 
الا إنه في تجربة مصر الآن لا تعرف الأسباب التي دعت الأمور ان تصل الى هذا الحد.
 
هل أرادوا التخلص من مبارك بعد ان اصبح عبئا عليهم؛ خاصة وأنه شاخ ومرض وأصبح مفضوحا ، ورأوا أن الطريقة المثلى في التخلص منه هي الطريقة الإسبانية في قتل الثور بعد الإنتهاء من الإستعراض به على مرأى من المشاهدين، أم ماذا؟
 أم هل أكتشفوا خور الأمة فأيقنوا أن الشعوب العربية لا حياة فيها وإنها لن تقم لها قائمة ولو فعلت فيها الأفعايل .
هل يخططون لإبادتنا جوعا ما دام الصمت سمتنا على كل الأحوال.
 
ومع ذلك لا زال هناك بصيص أمل؛ فأحرار المحلة أثبتوا أن الأمة لا زال فيها حياة ، وقد يأتي منهم ومن غيرهم الكثير ، بعد أن تجاوز هذا النظام الظالم كل حد ، وقد رأت الدنيا إلى أي مدى وصل جبن النظام عندما كبل أيدي الجرحى وهم على أسرتهم في المستشفيات.. سيسجلها التاريخ لك يا مبارك، بأنك حولت المشافي الى باستيلات.
فحتى شمس بدران وعصابته الذين طحنوا المئات من الأخوان المسلمين ونكلوا بالألوف منهم وأنتهكوا الأعراض في مجزرة السجن الحربي عام 1965 ؛ كانوا يخافون الأطباء، وكانوا يخفون أدوات التعذيب عندما يستدعون طبيبا لفحص المتهم الذي يحققون معه؛ ليعرفوا إن كان حيا أو ميتا.
لكن يبدو إنه في وقت مبارك الضائع صار التخبط سمة كل شيء .
 
ثم تأتي أحكام الظلم والجور التي صدرت بحق قيادات الإخوان المسلمين من أكبر الأدلة على تخبط هذا النظام ،الذي أتحد فيه قضاته مع الجلادين في مواجهة هذه الجماعة من الناس، ومع أن هذه الجماعة تتعرض دوما للظلم والتعسف والطغيان من قبل الدولة ، إلا إنه يشتد الخناق عليها عند كل مصيبة تحدق بالأمة ،فهل ما يجري الآن بحقهم ينببئ بخطر داهم؟!
أم أن شعب مصر كله هو المستهدف؟
 
أنه نظام البلطجة ، والخطف وقطع الطرق، كل أحرار المحلة الجرحى ، خطفوا دون ان يستكمل علاجهم الى مكان غير معلوم، وحرة مصر إسراء عبد الفتاح خطفها جلاوزة الدولة الى مكان غير معلوم، بعد أن أخلت النيابة سبيلها، وما أدرانا أن حبيب العادلي يجلدها الآن كما تجلد الرجال كما كان يفعل شمس بدران في زينب الغزالي رحمها الله..لا يستبعد هذا في دولة انتهك فيها كل شيء.
إن ما يجرى لشعب مصر الآن وبشكل عام يصعب إحتماله ،فقد (جاوز الظالمون المدى )، فلا بد من النهوض من أجل عزة مصر وأهلها ومن أجل إستعادة دورهها القيادي والطليعي، آن لمصر ان تقوم وآن لها ان ( تجرد حسامها) حتى تنتصر..تنتصر على من أغتصبوا الحكم فيها ظلما وبهتانا وتزويرا، وإلا فإنها لن تنتصر على عدو قط .

الأمم المتحدة كشفت لعبة تزوير الشهود فإختفى الصديق وطار المزور فارس خشان إلى المجهول ... بقلم خضر عواركة


الأمم المتحدة كشفت لعبة تزوير الشهود فإختفى الصديق وطار المزور فارس خشان إلى المجهول ... بقلم خضر عواركة
الأمم المتحدة كشفت لعبة تزوير الشهود فإختفى الصديق وطار المزور فارس خشان  إلى المجهول ... بقلم خضر عواركة

صدفة أم حدث ؟ صحيفة الفيغارو الفرنسية تؤكد بان سيرج براميرتس  الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية الخاصة بإغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري ، قد وضع يده على دلائل تثبت تورط شخصيات من جماعة  الرابع عشر من آذار، بينهم سعد الحريري في تضليل التحقيق، وإختلاق الأكاذيب ،وفبركة الشهود والروايات .  ثم وفي تتابع منطقي للأمور ، يؤكد السيد ميشال نيكولا المسؤول الأممي عن الشؤون القانونية بعدها بأسبوع، بأن الأمم المتحدة ستلاحق من فبركوا الشهود المزورين وتحاكمهم . فجأة يختفي الصديق بعد فترة زمنية قصيرة  على تلك التصريحات الخطيرة حول التحقيق، وفي نفس الفترة بالذات، (ويا لمحاسن الصدف) يختفي " كولومبو "  تيار المستقبل، ومسؤوله الأمني الأول، والعقل المدبر لتزوير الشهود، المدعو فارس خشان ، ويحط في مكان مجهول. ثم لا يظهر إلا بعد ظهور محمد زهير الصديق  الكاذب  والمفبرك مخابراتيا للتمويه، من على صفحات أكذب صحيفة يعرفها القاصي والداني، بأنها شتيمة تصدر يوميا بحق الصحافة، الرذيلة والصفراء.  فضلا عن الصحافة الحرة والمهنية ، عنيت جريدة أحمد الجارالله الموسادي المتعدد الولاءات المخابراتية والمالية، صاحب السياسة ذات الخط البياني  الإخباري الواضح ، الذي لم و لا يخدم حتى حيوانات الضب في الكويت، بل يخدم إسرائيل وأدوات إسرائيل اللبنانية  فقط لا غير . من يصدق أن كل المنابر أقفلت أمام محمد زهير الصديق، ولم يبقى إلا السياسة لكي يكشف لها عن مكانه السري المزعوم ، ومن سيصدق الأسباب التافهة التي ساقها المفبرك الكذاب فارس خشان عن سبب إختفائه عن شاشة تلفزيون المستقبل وعن صفحات صحيفة المستقبل (في مقابلة وهمية المكان ) نشرتها السياسة في السادس عشر من الشهر الحالي على لسان خشان. برايي وما أعرفه هو أن القصة الحقيقية لإختفاء الأفاق الصديق، والكذاب الخشان،  مرتبطة إرتباطا كليا بملف التحقيق . كيف ؟ فارس خشان هو الرابط ما بين تزوير شهادة هسام هسام وشهود آخرين غير معروفين للرأي العام حتى الآن، وما بين  سعد الحريري ووسام الحسن ووليد جنبلاط ومروان حمادة. إن صدقت الأمم المتحدة وأرادت بضغط من أعضاء مجلس الأمن المهتمين بمصداقية الأمم المتحدة ، مثل الصين وروسيا وجنوب افريقيا وليبيا ودول أخرى أعضاء ، فإن طريق مروان حمادة وسعد الحريري (وكل من ذكرتهم سابقا من جماعة الرابع عشر من آذار) إلى السجن ،  تمر حكما عبر محمد زهير الصديق ، فأخفوه أو قتلوه أو أحرقوه بالأسيد ، وتمر حكما عبر المزور والمفبرك فارس خشان فأخفوه ، وابعدوره مثل الكلب الجرب (حاشا الكلاب) عن قصر الحظوة وعن صالة  " الأتاري "  ذات الشاشة الضخمة التي يلاعب بها سعد الحريري ندماءه المياومين مثل بكاسيني و   عابس الضبع ..عفوا باسم السبع وهاني حمود وآخرين . هكذا وبرمشة عين، وفور وصول الموسى إلى ذقن سعد الحريري ، أمر الأخير فأُخرج فارس خشان من تلفزيون المستقبل في ليلة ليس فيها ضوء قمر ، فتاه الأخير في ملاهي  بيروت ، وحار ودار لمدة شهر على حافات البوابات المغلقة بوجهه ، فصار حتى حاجب مكتبه السابق يبصق عليه ويطرده طردا  كما نقل لي الصحافي (ف. ح . )وهو زميل خشان السابق في المستقبل. كيف لا  يطرد وقد  أعطى الأمر بذلك سعد الحريري الذي تقول وجهات نظر محترمة،  بأنه جهز دفاعه عن نفسه في وجه تهمة فبركة الشهود ورشوتهم، بتلبيس التهمة والفعل لعديدين، منهم فارس خشان، لا بل أن الأخير على رأس من قرر سعد الأتاري الحريري أن يضحي بهم . هكذا رمى  سعد الحريري من خدمه برمش عينيه (فارس خشان)  وسحب منه الحراسة والسيارات الفارهة والشقق الفاخرة وبطاقات الإعتماد الغير محدودة الصرف . فهل هناك من يعتبر من الخونة المحيطين بسعد الحريري؟ فارس خشان  الذي خدم برمش عينيه وبكل طاقته على الكذب والدجل والفبركة والإختلاق المخابراتي بإسم الصحافة،  آل الحريري ، يقف الآن وحيدا فريدا خائفا طريدا مطاردا من الأمم المتحدة بتهمة فبركة الشهود وبتهم أخرى ولا من معين .هكذا هي نهاية الخونة والعملاء الذين يخدمون المرتزقة الأكبر نفاقا منهم . ضاع فارس خشان وراح عمله النجس ضد وطنه هباء . وها هو الآن، يرفع سقف الإنتقاد من مخبأه الغير بعيد عن بيروت ، لأنه لم يعد يملك أو لم يترك له سعد الحريري شيئا يملكه، ولا حتى ثمن تذكرة طائرة تحمله إلى البعيد البعيد . فقط مراسل من آل مرعب (إن لم يكن إسما مفبركا ايضا كعادة جريدة السياسة في إختراع المراسلين) تحنن على فارس خشان فأعطاه أحمد الجارالله حيزا فرنسيا وهميا يتواجد به . لمن يحب الشماتة بالأنجاس والخونة والأفاقين . فارس خشان الذي تذلل يوما أمام ضابط مخابرات سوري لكي يساعده فرفض الأخير،  فأنحنى خشان  يريد تقبيل حذاء الضابط ، فرفض الأخير القبلة، ورفض طلب خشان، وهو الذي أراد يومها  أن  يخرج إبن شقيقه  (...)من السجن، بعد أن دخله بتهمة  قتل عشيقه(....) بسبب الغيرة (الموضوع نشر في الصحف ودخل المحاكم والقتيل هو إبن وزير سابق من آل شاوول) فارس خشان مفبرك الشهود ، مثال حي ،  على أن مصير العملاء واحد .......مزابل التاريخ والحاضر على السواء .

بيريس يعترف في وارسو أمام العالم أن الصهيونية انتقمت من النازيين باغتصاب فلسطين

وقف بيريس رئيس دولة إسرائيل أول من أمس في إحدى ساحات وارسو وقال أمام رئيس دولة بولندا بحضور برنارد كوشنير وأمام عدسات قنوات التلفزيون العالمية التي سخرت نفسها لخدمة الإعلام الصهيوني قائلاً: «لقد سعينا حقاً للانتقام مما فعلته النازية باليهود وكان ثأرنا وانتقامنا اليهودي من نوع آخر وقد نفذناه بإنشاء دولة إسرائيل».

واللافت جداً في هذه التصريحات العلنية أن بيريس يعترف هنا أنه بدلاً من أن ينتقم من النازيين بسبب ما فعلوه في الحرب العالمية الثانية ضد الأوروبيين والعالم ومن ضمن ذلك يهود أوروبا توجه هو وحركته الصهيونية بالانتقام نحو الفلسطينيين في فلسطين وأنشأ دولة قامت على ارتكاب مجازر لا تقل وحشية عن مجازر النازيين ضد الأمة العربية والشعب الفلسطيني لاغتصاب وطن الفلسطينيين وإقامة إسرائيل.
وقد تزامن خطاب بيريس حول الحدث الذي تطرق إليه في بولندا وكان قد وقع في نيسان 1943 ضد عدد محدود من سكان الحي اليهودي في وارسو مع نيسان الذي ارتكبت فيه المنظمات الصهيونية المسلحة مذبحة ديرياسين عام 1948 التي تسببت بمقتل مايزيد على 250 من الأطفال والنساء والشيوخ العزل.
وحين كان بيريس يعلن عن هذا الانتقام من الشعب الفلسطيني بدلاً من أن ينتقم من النازية لم يكن العالم يتذكر المذابح التي كان هو أحد مرتكبيها إلى جانب ديفيد بن غوريون في ذلك الوقت فلا أحد يطالب بمحاكمة بيريس الذي كان وهو في سن العشرينيات يخدم في جيش ديفيد بن غوريون في الأربعينيات وما جرى فيها من مذابح ضد الفلسطينيين.
ففي عام 1947 كان بيريس أحد ضباط منظمة (الهاغاناة) وهي الجيش الرئيسي للحركة الصهيونية في فلسطين المحتلة من البريطانيين في ذلك الوقت وهو أحد المسؤولين مباشرة عن إدارة وزارة الدفاع الإسرائيلية حين كان مديراً لها منذ عام 1952 وما جرى في سيناء وقطاع غزة أثناء احتلال الجيش الإسرائيلي للقطاع عام 1956 من أعمال وحشية يتحمل بيريس مسؤولية فيه.
ويقول (بيريس) في وارسو على طريقة من يزيف التاريخ ويعيد كتابه فصوله بحسب مصالح الحركة الصهيونية وإسرائيل إن دول أوروبا لم تفتح أبوابها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على النازيين لليهود الأوروبيين الذين نجوا من النازية!؟ والحقيقة واضحة في دول الاتحاد السوفياتي وبولندا نفسها وبقية دول أوروبا الشرقية التي عاد إليها اليهود المواطنون من مختلف أرجاء أوروبا ثم قامت الحركة الصهيونية بتهجير عدد منهم في عام 1947-1948 أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بثلاث سنوات، ويضيف بيريس في خطابه:
«ولأن دول أوروبا والعالم لم تفتح أبوابها لهؤلاء اليهود فقد فتحت لهم الحركة الصهيونية الأبواب نحو فلسطين التي أنشأ اليهود فيها دولة إسرائيل» واعتبر أن تهجير هؤلاء اليهود إلى فلسطين في تلك السنوات كان أيضاً «شكلاً من أشكال الانتقام والثأر من النازيين»!؟
ثم حدد شكلاً آخر للانتقام من النازيين يتعلق بالعرب جميعاً هذه المرة فقال أمام معظم ممثلي دول أوروبا والعالم في وارسو أول من أمس: «وكان الانتقام من النازية قد تحقق أيضاً حين لم تسمح إسرائيل للعرب الذين شنوا خلال ستين عاماً سبع حروب ضدها بتحقيق النجاح في تصفيتها وبهذه الطريقة انتقمنا من النازيين»!؟
ثم أضاف متطرقاً إلى الانتقام الراهن الذي تريد إسرائيل تحقيقه ضد العرب باسم «الثأر من النازيين» قائلاً: «وما دامت إسرائيل ما تزال ترغب في تطبيع علاقات الدول العربية معها رغم الحروب والانتفاضات والتهديدات التي تشكلها عملية تخصيب اليورانيوم فإنها حين يتحقق لها ذلك تكون قد انتقمت أيضاً وانتصر ابناؤها أبناء النور على أبناء الظلام!؟»
فنحن العرب الذين يريد بيريس فرض تطبيع علاقاتنا مع دولته المغتصبة دولة الاحتلال والمجازر والتنكر لحقوقنا فوق ترابنا الوطني، يطلق علينا اسم «أبناء الظلام» أمام ممثلي دول أوروبا والعالم وكأننا نحن «النازيون» ولسنا ضحايا «الصهيونية» التي حلت محل النازيين بعد الحرب العالمية الثانية وارتكبت مجازرها بشكل أشد وحشية وبربرية.
لقد أنشأت إسرائيل والحركة الصهيونية في كل دولة أوروبية مؤسسات سياسية وإعلامية تفوق بدورها ومهامها سفارات إسرائيل كلها في تزييف تاريخ إسرائيل والحركة الصهيونية وفرضت على مؤسسات النشر والإعلام قيوداً تمنعها تحت طائلة المحاسبة والعقوبة من تفنيد مزاعم إسرائيل التي تستغل ما حدث في الحرب العالمية الثانية لتحقيق سيطرة ونفوذ في كل مكان.
فمن صناعة «المحرقة» إلى صناعة «الانتقام» تتواصل الحملة الإسرائيلية على جميع العرب الذين يطلق عليهم بيريس «أبناء الظلام» ويسعى من خلال الدعم الأميركي إلى فرض شروط الاستسلام على العرب. ويخطئ الكثيرون في النظام العربي الرسمي إذا ما اعتقدوا أن ما يسمى «السلام» واتفاقات «السلام» مع هذه الدولة أو تلك سيقتصر على علاقات دبلوماسية وعدم التدخل الإسرائيلي في كل شأن من شؤون تلك الدولة سياسياً وتربوياً ودينياً.
ولا يخفي عدد من المسؤولين في إسرائيل هذه الأهداف حين يطلب بعضهم من البرلمان الإسرائيلي مناقشة أفكار تظهر في كتب تصدر بالعربية داخل بعض الدول التي وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل لمطالبة هذه الدولة بمنع السماح بنشرها.
فقد جمع أعضاء في الكنيست الإسرائيلي بعض الكتب التي تتحدث عن الصهيونية وعلاقتها بالنازية لإعداد قائمة بأسماء وعناوين كتب وكتاب لا ينبغي أن تسمح بنشرها هذه الدولة أو تلك لأنها تتناقض مع تطبيع العلاقات!
وإذا ما استكان النظام العربي لمثل هذا الابتزاز الصهيوني وتزييف التاريخ، لا قدر الله، فسوف تتجرأ إسرائيل ذات يوم على مطالبة هذه الدولة أو تلك بعدم تسمية «المقاومة» بالمقاومة لأن ذلك لا يخدم «سياسة التطبيع»!؟

مستقبل الحرية السياسية في العالم العربي

 أحمد شهاب
الأجدى من الحديث عن الحرية هو أن تمارس الحرية، وأن تعيش في دولة تتمايل الحريات مع أنفاس أهلها، فتحول خوفهم أمنا، وظلمهم عدلا، وهمسهم جهرا، ومشكلة العرب أنهم من رواد الحديث عن الحرية، يصفونها كامرأة حسناء لم تخطر على قلب بشر، ويتغنون بها كنشيد تعتق بحنين عشاق دجلة والفرات، لكنهم يرددونها بالموال العراقي المميز الذي يكتنفه حزن الرافدين من كل جانب، فلا تكاد تفرق بين أفراح العراقيين وأحزانهم، وهكذا هو حال المجتمعات العربية مع الحرية.

أن تعيش الحرية وتمارسها، يعني أن تحرث الأرض من أجل وطن آمن يزهو باستقراره السياسي والاجتماعي، وتختفي من لغته حروف القتل وحرفة الانتقام، يحكمه القانون الذي يفسح للجميع فرص التفكير بمستقبل زاهر، يحبو به الطفل الصغير من دون وجع الرصاص، وترسمه الفتاة اليافعة بحبر السلامة من قهر الفراق، ويقرأ فيه الرجل الناضج سورة التوحيد من أجل وطن واحد يحتضن الجميع دونما تمييز ضد فرقة أو طائفة.

لا اعرف إن كان القدر هو الذي يأخذ المجتمعات العربية من ألم إلى ألم، أو انه العدو الذي استجمع قواه على ضعفنا، وحوّل أمننا إلى خوف، لكن كل ما أعرفه أن الشعوب العربية استمرأت الظلم والهوان في الوقت الذي يضج ديوان أدبها بأشعار الحرية والكرامة، وتملأ مدوناتها التاريخية قصص العزة والأنفة، وتعلو فيها نصوص المنعة الذاتية «فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، و«أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر»، فيما ينافي الواقع تلك الحكايات والدعوات والنصوص، حتى لتبدو للناظر أقرب إلى العناوين منها إلى الأحلام، ولا أقول مجرد أوهام تجري على الأرض.

إرادة الإصلاح

بين الحديث عن الحرية، وممارسة الحرية، مسافة زمنية طويلة، عنوانها إرادة الإصلاح، التي إن توافرت لأمة من الأمم، نهضت من كبوتها، وقارعت الصعاب في سبيل تحقيق الحضور والتفوق، وإن غابت تلك الإرادة، انتقلت الأمة إلى واقعها القصصي التاريخي الذي يتغنى بالنصوص وحكايات الأجداد، بينما واقعها يحوم في دوامة التأخر الثقافي والسياسي والديني. وهذا التنازع بين الفكرة المثالية والواقع المتخلف، تحول من حدث طارئ إلى ثابت داخل المجتمعات العربية، حتى تحولت كل المشاريع النهضوية، أو التي استهدفت النهضة في العالم العربي إلى مشاريع هامشية أو معطلة.

إن النضال في سبيل بناء مجتمع متأسس على فكر سياسي يقوم على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتشتغل مؤسساته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية على تشكيل قفزة نوعية، سواء على صعيد الفكر السياسي النقدي، وبما يحقق الحرية، والعدالة، والمشاركة السياسية، وهي الأهداف التي تسعى إليها كل المجتمعات للخروج من ربقة التخلف التي تعيشها منذ أمد طويل، يستلزم الجرأة على فك التناقض القائم بين العالم المعنوي والعالم الحسي كما يقول أفلاطون، أو بين عالم الأفكار وعالم الأشياء على حد تعبير المرحوم مالك بن نبي.

مطلوب من الفكر السياسي العربي المعاصر اليوم أن ينتفض على ذاته انتفاضة حقيقية تعيد للسياسة العربية رشدها المفقود، وأحسب أن المعادلة لا تعود إلى رشدها، إلا في حالة انقياد السياسة إلى الفكر، لا كما هو حاصل اليوم، فالسياسة بما هي طبيعتها ومفهومها، تعنى بتحقيق المصلحة الجزئية للحزب، أو الطائفة، بغض النظر عن المصلحة الكلية التي تهتم بالوطن والمجتمع ككل، في حين ان الفكر يعمل على استنباط المصلحة العمومية من ضمن معيار الموضوعية، ولعل هيمنة السياسي على ما عداه في العالم العربي، هو ما وضع الفكر والثقافة في زنزانة المصالح الخاصة، وهو ما مهد الطريق أمام الممارسة السياسية لتدجين المفاهيم والأفكار.

ولهذا السبب اقترب واقع الدول والمجتمعات الغربية من بنيتها المعرفية والفكرية، بينما فقد الواقع العربي انسجامه مع تلك البنية، ولعل واقع ومفهوم الديمقراطية والحرية في البيئتين الغربية والعربية أبرز من أي حكمة أو مثال، فبينما استثمرت الدولة الغربية الديمقراطية كمدخل ومعبر لتحقيق الحداثة السياسية وتتويجا لها، واستطاعت من خلالها أن تحول الصراعات السياسية والاجتماعية الدائرة إلى مشروع إثراء أهلي ووطني، فإن الدولة العربية أخفقت، ولا تزال، في إنجاز مجتمعها السياسي الحديث، وظلت في حالة عداء مزمن مع تلك المفاهيم الحديثة.

بالنسبة إلى الحكومات العربية، فإن علاقتها بالديمقراطية اقتصرت على استثمارها في تخفيف حدة المطالبات الشعبية، فكأنما أصبحت الديمقراطية سيفا لقطع الطريق أمام ضغوطات الداخل والخارج، وأصبح الحديث عن ديمقراطية ضد الديمقراطية، وحرية تقتل الحرية، واقعا عربيا لا يمكن التستر عليه. إن مفهوم الديمقراطية في عرف الأنظمة السياسية العربية لا علاقة له من قريب أو بعيد بالواقع القائم، وعادة ما تحكم المصالح السياسية، لا الأفكار، درجة الانضباط بالمفهوم الديمقراطي، ولهذا السبب تبدو الحالة الديمقراطية في العالم العربي مهددة بصورة مستمرة.

أما القوى والجماعات السياسية العربية، فقد تعاملت مع الديمقراطية كسلاح ضد الحكومة، لكنها لم تعمد إلى ترسيخه كمفهوم غير قابل للتجزئة، ولا أدل على هذا الادعاء من غياب الديمقراطية في ممارساتها الداخلية، وهي في الغالب تطالب الدولة بالالتزام بالديمقراطية، وفسح المجال أمام الحريات السياسية، وتندد بالحكومة إذا تجاوزت خطوط الحريات الأساسية، لكنها تمارس عكس ذلك، ويشتكي المنضوون تحت راية الأحزاب والتكتلات السياسية العربية من استبداد شيوخ الحزب أو الجماعة، ومن رفض النقد الداخلي.

في المحصلة، فإن مفاهيم الحريات والديمقراطية في مجتمعاتنا العربية، لم تتحول إلى ثقافة راسخة تظهر في السلوك السياسي والاجتماعي، وإنما ظلت شعارا وعنوانا فضفاضا يستخدم عند الحاجة كمكمل سياسي، وهو الأمر الذي أغلق فرص تطوير الديمقراطية، وحوّلها إلى مفهوم غائم، وأعتقد أن الوقت قد حان، ومنذ زمن، لتوفير بيئة ملائمة قادرة على استيعاب المفاهيم الحديثة وتطويرها، والانتقال من الحديث عن الحريات السياسية إلى ممارستها، وترجمة قيمها على الأرض.

زاهر هاشم - قانا .. ذكرى الأمس واليوم


زاهر هاشم - قانا .. ذكرى الأمس واليوم

تمر اليوم الذكرى الثانية عشرة لمجزرة قانا التي ارتكبتها إسرائيل في الثامن عشر من نيسان 1996 وأدت إلى استشهاد  أكثر من 106 مدنيين وجرح المئات معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

في الثامن عشر من نيسان عام 1996م بعد الثانية ظهراً بقليل أطلقت المدفعية الإسرائيلية نيرانها على مجمع مقر الكتيبة (الفيجية) التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، الكتيبة التي التجأ إليها ما يزيد عن 800 من المدنيين الذين ظنوا أن مظلة المنظمة الدولية ستحميهم من ويلات "عناقيد الغضب"  العملية العسكرية الإسرائيلية التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان  بين الحادي عشر والسادس والعشرين من نيسان عام 1996م والتي استهدفت ضرب المقاومة اللبنانية بأسلوب الحرب عن بعد، حملة جوية شاملة وقصف من البر والبحر دون توغل بري، قَصفت مدن لبنان وقراها خلالها بما لا يقل عن 23 ألف قذيفة وانتهكت سماؤه بـ 523 غارة جوية حصيلتها خمس مجازر آخرها مجزرة قانا.

في تقريره بشأن قصف المجمع كتب المستشار العسكري للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة: "ذكر الضباط الإسرائيليون أن القوات الإسرائيلية لم تكن على علم وقت القصف بأن عدداً كبيراً من المدنيين اللبنانيين لجأوا إلى مجمع قانا، ولم أتابع هذه المسألة لأنني اعتبرتها غير ذات صلة، فمجمع الأمم المتحدة ليس هدفاً مشروعا سواء كان فيه مدنيون أم لم يكن، قانا كلمة تعني العش، إليه يلجأ الطير للأمان وإلى قانا كان يلجأ أهل القرى بها يحتمون وكم أخطأوا، أخطأوا، وما عرفوا أن شارب الدم لا يرتوي، وأن ما لا تردعه قوانين الأرض وشرائع السماء لا تردعه راية زرقاء ولا حرفان يدلان على كلمتين: الأمم المتحدة، وهذا الذي كان.."

في أجواء الذكرى ماتزال صور مجزرة قانا الثانية حاضرة في الأذهان، حين دمرت إسرائيل في 30/7/2006  خلال حربها الأخيرة على لبنان مبنىً سكنياً بحجة وجود مقاتلين من حزب الله ضمنه، وأدى انهيار المبنى على رؤوس ساكنيه إلى استشهاد أكثر من 55 مدنياُُ ثلاثون منهم من الأطفال والرضع.

الزمن وحده تغير بين قانا الأولى وقانا الثانية، وبقي  المجرم وأداة الجريمة والضحايا والشهود هم عناصر الجريمة الثابتة التي لم تتغير.

 

قانا 2006

أجواء الذكرى تمر أيضاً وفي غزة يستمر مسلسل الإجرام اليومي، في ظل حصار خانق وفي ظل صمت رسمي عربي ودولي  تستمر آلة الموت الصهيونية في حصد أرواح الأطفال والمدنيين الأبرياء، فمن لم يمت برصاصة أو قذيفة أو شظايا سيموت جوعاً وعطشاً، هكذا تريدها إسرائيل وهكذا قالتها علناً : "ستكون غزة محرقة القرن الحادي والعشرين"، وتمتد المحرقة لتصل أيضاً إلى سيارات الإسعاف وتقتل الصحفيين  وكل من كان شاهداً على جرائم "ضحايا النازية" كما يسمّون أنفسهم.

أجواء الذكرى تمر ونحن على أعتاب ستين عاماً من النكبة،  منذ أعلن الكيان الصهيوني دولته العنصرية على أرض فلسطين التاريخية، ستون عاماً من المجازر والقتل والتهجير والتدمير والاستيطان، وتزييف الحقائق والتاريخ.

قانا وأخواتها ستبقى شاهداً تاريخياً على جرائم إسرائيل وصمت العالم ، وتبقى الذكرى ، ذكرى تخاطب الضمائر، تخاطب الشرعية الدولية وأصحاب القرار، الذين عجزوا عن إدانة اسرائيل من كفر قاسم الأمس إلى غزة اليوم، وما بين الأمس واليوم ما زلنا ننتظر الحرية، التي كتبت بدماء أطفال قانا وغزة.

مظلات لحماية الرئيس الصهيوني خوفاً من رد حزب الله

رُفعت غابة من المظلات فوق رئيس كيان العدو  شمعون بيريز  تجنبا لاغتياله عبر قناصة قد يتواجدون في الابنية المحيطة بالمكان اثناء زيارته للعاصمة البولندي وارسو وذلك في اطار اجراءات الحماية المشددة للمسؤولين الاسرائيليين خوفا من رد حزب الله على اغتيال الشهيد عماد مغنية .
 
وقد يظن المشاهد ان المظلات التي ظللت رئيس كيان العدو شمعون بيريز للوقاية من الامطار او حر الصيف لكنها في الحقيقة خطوة متشددة ضمن  اجراءات الوقاية المكثفة التي لجأت اليها اجهزة الامن الاسرائيلية لحماية المسؤولين الاسرائيليين في الداخل والخارج خوفا من رد حزب الله على اغتيال الشهيد عماد مغنية .

فغابة المظلات التي رفعت فوق رأس بيريز هي لحمايته تجنبا لاغتياله عبر قناصة قد يتواجدون في الابنية المحيطة بالمكان وذلك اثناء زيارته للعاصمة البولندي وارسو.
 
وحول ذلك قال عميت سيغل مراسل القناة التلفزيونية الثانية في  وارسو "لننتبه الى الصورة التالية التي التقطناها في مراسم زيارة بيريز الى قبر الجندي المجهول في العاصمة البولندية حيث رافق بيريز الكثير من الحراس مع مظلات سوداء كبيرة وذلك من اجل اخفاءه من كل قناص محتمل في المباني المجاورة .وتعد هذه الزيارة الاكثر حماية لبيريز بسبب الخشية على حياته بعد اغتيال مغنية" .
 
تلفزيون العدو قال انه قد تم تشديد اجراءت الحماية على الشخصيات الاسرائيلية التي تسافر الى الخارج بشكل كبير واضاف ان مستوى التأهب المرتفع لمناسبة عيد الفصح يأتي على خلفية المخاوف الاسرائيلية من رد حزب الله على اغتيال مغنية . 

من جهة اخرى ابدت اسرائيل مخاوفها من ما وصفته بصفقة الصواريخ الكبرى المضادة للطائرات بين سوريا وروسيا وخشيتها الكبرى من وصول هذه الصواريخ ليد حزب الله .
 
المختص بالشؤون العربية عودد غرانوت قال "الحديث يدور عن صفقة بمليارين ونصف دولار تتعلق بتسلم سوريا اربعة وستين منظومة متنقلة تضم كل واحدة منها اثني عشر صاروخا مضاد للطائرات وهي للمدى القصير وعندما تصل هذه الصواريخ لسوريا في الوقت القريب فمن شأنها ان تصل ليد حزب الله في لبنان ما سينتج معادلة قاسية جدا امام سلاح الجو الاسرائيلي" .
 
يشار الى ان اسرائيل ابدت اعتراضها على عدة صفقات سلاح بين روسيا وسوريا وذلك تحت ذريعة الخشية من وصول هذه الاسلحة ليد حزب الله .
 

جعجع يحذر من محاولات لاغتيال فريق السلطة

كشف رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن معلومات متوفرة لديه تفيد عن وجود مجموعات تراقب فريق السلطة للقيام بعمليات الاغتيال، اضافة الى انعقاد اجتماعات للتحضير لهذه العمليات. وأيد وزير الاتصالات مروان حمادة كلام جعجع حول مواجهة قوى "14 آذار" لتهديدات أمنية، مشيرا الى وجود عقلية تريد التخلص من الأغلبية النيابية.

وأكد حمادة ان الحد من المخاطر يكون بانتخاب رئيس وتعيين حكومة جديدة وبعدها وضع قانون انتخاب جديد، مستبعدا انتخاب الرئيس في جلسة 22 ابريل / نيسان الجاري "إلا إذا اقتدى النواب بالنائب ميشال المر"، وانتقد وضع المعارضة لشروط على الانتخاب "وتكبيلها للمرشح التوافقي العماد ميشال سليمان" مذكرا بأن قوى "14 آذار" لم تضع أي شرط على انتخاب نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي. ورد حمادة على من يتهم قوى "14 آذار" بتلقي التعليمات من الخارج، معتبرا ان "من يتهمنا بتلقي تعليمات معتاد على تلقيها من أنظمته الديكتاتورية".

من جهة ثانية ، اتهم جعجع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالسعي لتحسين الوضع السوري في العالم العربي.

ورأى جعجع في حديث أدلى به إلى هيئة الإذاعة البريطانية أن المسؤولين السعوديين مستاؤون من تصرف بري بسبب تعطيل اجتماعات المجلس، معتبرا أنهم يرفضون إعطاء بري صك براءة ليصبح ما يقوم به مقبولا.

وعن دعوة بري إلى الحوار، اعتبر جعجع أن هناك انتخابات رئاسية معلقة وليس من المنطقي التحاور على كل أمور البلد توصلا إلى انتخاب الرئيس. ولفت جعجع إلى أن جلسة مجلس النواب المحددة في 22 من الشهر الحالي ستؤجل .

الهواتف النقالة قد تقتل أكثر من التدخين

يبدوا أن الهواتف المحمولة أو ما نعرفها بالموبايل قد باتت أكثر خطراً على الصحة من غالبية الأمراض الأشد فتكاً، وفي الوقت الذي تتناول فيه العديد من الدراسات والبحوث مخاطر أجهزة الهاتف المحمول، تتنافس الشركات في تطوير أجهزتها وتضمينها تقنيات حديثة تعتمد على الموجات اللاسلكية وهو الأمر الذي يزيدها خطورة. ويتهافت الناس على شراء تلك الأجهزة بطريقة متسارعة حتى باتت معدلات استخدامها مرتفعة جداً بالمقارنة مع الكثافة السكانية.

وفي أحدث دراسة طبية لتأثيرات استخدام الهواتف المحمولة قام بها الدكتور فيني كورانا الحاصل على جائزة خبراء علوم السرطان ونشرتها جريدة الاندبندنت البريطانية مطلع الشهر الجاري ووصفتها بالدراسة الأكثر اتهاماً وكشفاً لمخاطر الهواتف المحمولة، خلص الدكتور كورانا إلى تزايد مستويات تأثير الاشعاعات الصادرة من الهواتف المحمولة على الدماغ البشري مما يجعله أكثر عرضة للاصابة بمرض السرطان، وقد لاحظ الدكتور كورانا من خلال دراسته المستفيضة أن معدلات خطر الاصابة بسرطان الدماغ جراء التعرض المستمر للأشعة المنبعثة من الهواتف المحمولة أعلى من مخاطر الاصابة بالسرطان الذي يسببه التدخين. وخلص كذلك إلى أن عشر سنوات من التعرض المباشر للأشعة لمستخدم الهاتف المحمول كفيلة برفع معدل اصابته بسرطان الدماغ إلى مستويات خطيرة، إذ تحتاج الخلايا السرطانية تلك المدة لكي تتطور.

وأقر الدكتور كورانا بأهمية الهواتف المحمولة التي يمكن أن تنقذ الناس في حالات طارئة لكنه خلص بقوله إلى أن هناك أدلة قوية على وجود صلة وثيقة بين استخدام الهاتف المحمول وبين أورام الدماغ الخبيثة، مضيفاً إلى أن الأطباء والخبراء في مراكز علاج السرطان المتقدمة يعانون من مشكلة متفاقمة وتنذر بوضع خطير.

وحث الدكتور كورانا الحكومات وشركات تصنيع الهواتف المحمولة إلى اتخاذ اجراءات وخطوات جادة لمعالجة تلك المشكلة ومحاولة ايجاد الحلول والبدائل للتقليل من مخاطر الاشعاعات، كما نصح المستخدمين بتقليل استخدامهم للهواتف المحمولة قدر المستطاع لتقليل معدلات التعرض وبالتالي خفض معدلات الاصابة.

شقراوات روسيات يؤسسن حزبا سياسيا جديدا

للرد على المقولات الشائعة عن الشقراوات، والتي تتندر بقلة ذكائهن، قررت مجموعة من الشقراوات الروسيات، اللاتي يثير جمالهن الإعجاب خارج بلادهن، أن يشكلن حزبا سياسيا جديدا خاصا بهن، حسبما اوردت وكالة الانباء الالمانية، غير أن الحصول على عضوية الحزب الجديد لا يتطلب أن يكون العضو «من ذوي الشعر الأشقر»، ولكن أن يتمتع بـ«روح الشقراوات».
 
وقالت الأمين العام لحزب الشقراوات، مارينا فولوشينوفا (غير شقراء)، «إن تكوني شقراء فهذه حالة ذهنية. فقد تكونين شقراء من الخارج أو الداخل. الأمر يتعلق بأن تكوني متفائلة، ولا تأخذي الحياة بكثير من الجدية».وقد تحول الآن ما كان في الأصل عبارة عن ناد صغير لمحبي الشقراوات على الانترنت إلى تشكيل سياسي يسعى لتقديم مرشحة في الانتخابات الرئاسية المزمعة عام 2010 . وتشير فولوشينوفا إلى أن الحزب يضم خمسة آلاف عضو، ثلثهم من الرجال، وأن قائمة الانتظار لا تزال «طويلة».ورغم أن الاتحاد السوفياتي السابق كان واحدا من الدول الرائدة في إشراك المرأة في سوق العمل في النصف الأول من القرن الماضي، إلا أن الحركة النسائية في روسيا ما زالت في بدايتها.

مليار دولار غير كافية لدخول قائمة الاغنياء في روسيا

لم يعد مبلغ مليار دولار كافيا للظهور على قائمة أغنى اغنياء روسيا فقد فشل عشرة مليارديرات في دخول القائمة السنوية لمجلة فوربس لاغنى مئة روسي والتي يتصدرها من جمعوا ثرواتهم من الموارد المعدنية للبلاد.

ويتصدر قائمة هذا العام اولج ديريباسكا الذي يسيطر على شركة يونايتد كومباني روسال لانتاج الالومنيوم ومجموعة اخرى من الاصول في قطاعات البنية الاساسية والطاقة والقطاع المالي بثروة تقدر بنحو 28.6 مليار دولار بزيادة 11.8 مليار دولار عن حجمها العام الماضي. وحل ديريباسكا محل رومان ابراموفيتش صاحب نادي تشلسي لكرة القدم الذي تراجع الى المرتبة الثالثة. وجاء في المرتبة الثانية الكسي مورداشوف صاحب حصة الاغلبية في عدد من شركات الصلب الروسية.

وقال ماكسيم كاشولينسكي رئيس تحرير الطبعة الروسية من مجلة فوربس في بيان رافق صدور عدد مايو ايار من المجلة "بعد افلاس شركة يوكوس واحكام الدولة لقبضتها على قطاع الطاقة لم يعد عدد مليارديرات النفط والغاز يزيد عن عدد اصابع اليد الواحدة."

واضاف "الثروات تتركز الان في قطاعات المعادن والخدمات المالية والعقارات."

وكان مورداشوف اكبر رابح من بين أغنى اغنياء روسيا فزادت ثروته بمقدار 12.4 مليار دولار الى اكثر من مثليها لتبلغ 24.5 مليار دولار.

وبلغت ثروة ابراموفيتش الذي جاء في المرتبة الثالثة 24.3 مليار دولار. وجاء بعده فلاديمير ليسي أحد اباطرة الصلب كذلك بثروة قدرها 23.9 مليار دولار.

وقالت فوربس في بيان أن أغنى مئة روسي تبلغ ثرواتهم المجمعة 522 مليار دولار.

وفي روسيا الان 50 مليارديرا أكثر من العام الماضي فأصبح عددهم 110 مليارديرات بالمقارنة مع 60 العام الماضي. وهذا العام كان المبلغ المطلوب توافره لدخول القائمة 1.1 مليار دولار بالمقارنة مع 660 مليون دولار العام الماضي.

وقالت فوربس ان من اسباب زيادة عدد الميارديرات المقومة ثرواتهم بالدولار كذلك هو تراجع قيمة العملة الامريكية.

الاتحاد الأوروبي: لا امتيازات لمسيحيي العراق في الحصول على اللجوء


رفضت الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الاوروبي، مقترحا تقدمت به ألمانيا يقضي بتسهيل حصول المسيحيين العراقيين بشكل خاص، على حق اللجوء السياسي في الدول الاوروبية. وعارضت الرئاسة السلوفينية الحالية للمجموعة الاوروبية الموحدة، المقترح خلال اجتماع لوزراء الداخلية والعدل انعقد امس في لوكسمبورغ. وقال وزير الداخلية السلوفيني الذي ترأس الاجتماع، إن الحصول على حق اللجوء، يعطى للجميع وبصرف النظر عن العقيدة او العنصر.

وجاءت تصريحات الوزير بعد ان تسربت أنباء من داخل الاجتماع، تفيد بأن وزير الداخلية الألماني ولفغانغ شخوبيل تقدم بمقترح ينص على موافقة اوروبية على اعطاء المسيحيين العراقيين أفضلية للحصول على حق اللجوء في أوروبا.

جنود إسرائيليون يكشفون تفاصيل مروعة عن ممارسات ضد أهالي الخليل


جنود إسرائيليون يكشفون تفاصيل مروعة عن ممارسات ضد أهالي الخليل


«قررنا التسلية بإجراء مسابقة بين الشبان الفلسطينيين الذين أوقفناهم على الحاجز. قلنا من سيصمد منكم أكثر من غيره سنعطيه جائزة ونطلق سراحه أسرع. وما هو الصمود المطلوب؟ يضع أحد الجنود يديه حول رقبة أحد المعتقلين ويبدأ بالضغط، ونحن ننظر الى الساعة. ويتم تكرار العملية على بقية الشبان، فمن يصمد أكثر من غيره نسرحه ونعطيه حبة حلوى. ماذا يحدث لهم؟ يغمى عليهم بالطبع. المهم من يصمد وقتا أطول قبل أن يغمى عليه»، هذه ليست قصة من الخيال، انما هي رواية حقيقية رواها أحد جنود الجيش الاسرائيلي عن فترة خدمته في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية. وهي واحدة فقط من 97 قصة لا تقل بشاعة، رواها الجنود ونشرتها مجموعة «يكسرون الصمت»، أمس، بهدف اطلاع المجتمع الاسرائيلي عما يفعله جنوده خلال خدمتهم العسكرية. وجاء في مقدمة التقرير الذي يمتد على 108 صفحات: «نحن مجموعة من الجنود والضباط الاسرائيليين الذين أخذوا على عاتقهم أن يكشفوا أمام الجمهور الاسرائيلي طبيعة الحياة اليومية لأبنائه في تلك المناطق، وهي حياة فظيعة مريعة لا تجد لها تعبيرا في وسائل الاعلام. ونحن نريد من ورائها إثارة نقاش بين الجمهور حتى نعرف ما هو الثمن الأخلاقي الذي يدفعه المجتمع الاسرائيلي بسبب وجودنا هناك».

وجمعية «يكسرون الصمت» تأسست عام 2004، بعد انتهاء الدورة الأولى من الجنود الذين خدموا في الجيش بعد اندلاع الانتفاضة الثانية. ومنذ تأسيسها أصدرت عدة تقارير وأقامت معرض صور وأجرت عشرات الندوات التي فضحت فيها جوانب عديدة من جرائم الاحتلال. وهي تقول بوضوح انها ليست منظمة يسارية، انما هي منظمة وطنية صرف هدفها منع التشوه الأخلاقي للجيل الصاعد جراء الاحتلال.

ومن بين عشرات الروايات التي اوردها التقرير الذي نشر، أمس، نقتطف الشهادات التالية:

> عندما تكون في بلدة فلسطينية مثل الخليل أو غيرها، تشعر بانك تمتلك قوة جبارة. فأنت موجود في منطقة معادية، لكنك تحمل السلاح ومعك رفاقك ولديك سيارة عسكرية مصفحة أو أكثر وهم عزل. هذه القوة تجعلك تتصرف، شئت أم أبيت، بطريقة عنيفة متغطرسة.

> لا أريد أن أتحدث عن قصة قتل رجال الشرطة الفلسطينيين بالقنص من بعيد، لأن هذه عملية فردية لا تحدث بكثرة. سأتحدث عن العمليات اليومية. نحن جاهلون في فهم الانسان الفلسطيني ولا نعرف كيف نفسر تصرفاته وردود فعله بشكل عام. هذا الجهل يجعلنا ننظر للأوامر المعطاة لنا كما لو انها التوراة. واستغرقت وقتا طويلا حتى أدركت ان الأوامر ليست مقدسة وان عليك الاعتراض على الخاطئ منها. أمرونا بإقامة حاجز عسكري مفاجئ والتدقيق ببطاقات المارة. ويعني ان توقف المرء وتتوجه الى مركز المخابرات وتعطي الرقم والاسم ليوجهونك إذا كان الشخص مطلوبا أم لا. ليس مهما كم من الوقت ينتظرون، وليس مهما ما يسببه تأخيرهم على الحواجز من أضرار لعملهم ولحياتهم، وفي بعض الأحيان لأوضاعهم الصحية. ومن يعترض منهم ويسأل الجندي «إلى متى»، يعرض نفسه للويلات.

> قالوا لنا أدخلوا الحي الفلاني واجروا مسحا. والمسح هو عملية اجتياح تفصيلي، أي ندخل عمارة عمارة وبيتا بيتا وغرفة غرفة، نحصي عدد سكان كل بيت بمن في ذلك النساء والأطفال. والغرض هو أن نعرف تفاصيل حياتهم من أجل المستقبل. المشكلة عندما يطلبون منك أن تقوم بهذه المهمة في المساء ويحددون لك ثماني ساعات متواصلة. هذا يعني ان تدخل البيت في منتصف الليل وحتى الساعة الثانية فجرا. فكيف تدخل بيتا في ساعة كهذه. كيف تدب الفزع في نفوس الأطفال. لقد اعترضت مرة وسألت لماذا لا نكمل المهمة في نهار اليوم التالي؟ فرفضوا قطعيا. > بمحاذاة بيوت المستوطنين في الخليل يوجد بيت عربي. الجيش أغلق شبابيك البيت الفلسطيني بصفائح الحديد حتى لا يروا ما يجري في الحي اليهودي. أما اليهود فهم أحرار. ذات يوم جاءني صاحب البيت الفلسطيني يشكو: «لقد فجروا لي البيت». لم أصدقه في البداية. لكن عندما تحريت وجدت فعلا ان جدار بيته كسر كما لو انه تعرض لقصف بالصاروخ. وتبين لاحقا ان المستوطنين دكوه بواسطة جهاز حفر كهربائي. وغضبت منهم فعلا. لكنهم ادعوا ان طفلا في الثالثة عشرة من عمره هو الذي فعل. ونحن لا نستطيع محاسبة الأطفال. فاستدعيت ضابط الأمن في الحي، وهو مندوب وزارة الدفاع، فقال انه ستصرف. وانتهى الأمر. لم يتصرف. > كان لدينا قائد مجنون. أمرنا بدخول احياء فلسطينية من دون سيارة. ففهمنا القصد. أوقفنا سيارة أجرة، وأمرنا صاحبها: خذنا الى أكثر حي في الخليل يكرهون فيه اليهود. اعترض، فأفهمناه أن بمقدورنا قتله. أخذنا الى أحد الأحياء. أوقفنا حركة السير ونصبنا حاجزا. اعترضنا طريق الكثيرين. ضربنا عددا من المارة. أحد الشبان الفلسطينيين اعترض، فأمسك به أحدنا وراح يبرحه ضربا ورفسا، ثم انقض على رقبته ليخنقه. لاحظنا أن لون بشرة الشاب يزرق. فخفنا أن يموت بين أيدينا. حاولنا أن نفسح بينهما. فلم نفلح. فقط بالقوة أزحناه. شاب ثان أمسك به من كف يده وظل يلوي به حتى شعر بأن يده انقطعت. ثم عدنا الى المعسكر، ليروي للجنود ما حصل وهو يتباهى.
*تقرير لمنظمة «يكسرون الصمت»