عن جون ماكين ووليد معلوف !



عن جون ماكين ووليد معلوف اللذان يريدان إخراج حزب الله من لبنان
بقلم خضر عواركة
في بداية الغزو الأوروبي للقارة الأميركية، خرج من بين السكان الأصليين من حاول التشبه بالغزاة، فقدموا لهم الخدمات، وسهلوا لهم الإستيطان، وعملوا في خدمتهم على بناء القلاع والحصون ، مقابل هدايا غالبا ما كانت أطعمة وأدوات زينة وألبسة ، إضافة إلى بعض البنادق التي أهديت للمتشبهين بالغزاة، دون أن يتم تزويدها بالذخائر والبارود.
 
وبعد أن وطد الأوروبيون قوتهم، وأصبحوا قادرين على الفعل والإبادة، إشتعلت مجزرة بشرية بحق الأميركيين الأصليين ، فسارع المتشبهون بالغزاة، إلى حماية أنفسهم من القتل، بإرتداء الملابس الأوروبية.
طبعا لم يحمي التشبه بالأوروبي أحدا وقتل من قتل وشرد من شرد ولم يفرق الغزاة بين هذا وذاك .
 
وليد معلوف وأشباه الرجال من المتأمركين من أمثاله، يعتقدون اليوم ، بأن سابقة أرنولد شوارزينغر ستتكرر معهم، متناسين بأنهم مهما فعلوا ومهما كانت ديانتهم فهم بالنسبة للرجل الأبيض ، عرب عرب عرب .
عملاء هم أجل ، موظفون كبارا في الإدارة نعم ، ولكنهم لن يصلوا إلى أي مكان أبعد من مناصب يوضعون فيها لأجل إستخدام معرفتهم الوثيقة بالدول العربية، وخصوصا معرفتهم بشؤون  لبنان والعراق وفلسطين ، لكي يعيدوا لعب الدور الذي لعبه العملاء من شعوب أبيدت ولم تبقى إلا ذكراها وبضع قبائل للزينة.
 
أما جون ماكين، الذي عربد وفجر على الصعيد الشخصي، ووفق المعيار الأخلاقي المحافظ للشعب  الأميركي طوال حياته، فهو لم يتذكر الرب يهوه  إلا بعد أن عزم على الترشح إلى الإنتخابات الرئاسية، فسارع في العام 2005 إلى التذلل بالمعنى الفعلي للكلمة أمام  القس المقبور جيري فولويل، زعيم التحالف المسيحي القوي إنتخابيا، وحليف إسرائيل الأول في الولايات المتحد، ة لكي يعلن التوبة على يديه، ولكي يقدم سبت اليهود على أحد المسيحيين، ولكي يعلن إنتمائه دينيا إلى  مجموعات إنتخابية إنجيلية أثبتت الأحداث حاجة أي مرشح جمهوري لدعمها لكي يصل إلى سدة الرئاسة الأميركية. فتمت عمادة جون ماكين (بعد شيبة مشينة) على يد القس فولويل، وسجلت شهادته أمام الآلاف من قيادات الإنجيليين الصهاينة في قاعة المسرح في جامعة ليبرتي التي كان يملكها ويديرها القس الصهيوني جيري فولويل نفسه.
 
الوكالات العالمية للأنباء نقلت يوم أمس عن الخائن لوطنه الأصلي لبنان (والذي رقص بعض أبنائه الدبكة بالسيف والترس بين يدي وليد معلوف حين زار لبنان العام الماضي ) قوله بأنه سمع من جون ماكين تصريحا يؤكد على أن الأخير سيخرج حزب الله من لبنان فور وصوله للرئاسة .
 
هذا القول على ما فيه من جهل بلبنان ، وعلى ما فيه من إثبات على أن الصفة التي سيحملها الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأميركية جون ماكين ( وأراهنكم بعمري على أنه سيكون هو الرئيس المقبل) هي صفة " الرئيس الأحمق "  بعد أن حمل جورج بوش عن إستحقاق لقب " الرئيس الغبي" .
 
إن بعض اللبنانيين ، خصوصا في اوساط المعارضة  يراهنون منذ سنوات على رحيل جورج بوش ، وهم قد يكونون قد بنوا بعض إستراتيجيتهم على مقولة " إن أي رئيس أميركي هو أفضل من جورج بوش للمنطقة " متجاهلين بأن لا رئيس أميركي جديد ، إلا وكان أسواء بدرجة أو بدرجات ممن سبقوه حين يتعلق الأمر بقضايا العرب والمسلمين . لأن الأمور في الولايات المتحدة وبكل بساطة، لا تدار من قبل الرئيس ولا من قبل الكونغرس المنتخبين (....) بل من قبل مؤسسة "  النفوذ وإستثماره " .
 
هذه " المؤسسة "  تضم الأوساط الفاعلية إقتصاديا وماليا، والمرتبطة بلوبي المؤسسات المالية  و ولوبيات صناعتي السلاح والنفط .
 
 المواقع النفوذية هذه، هي من تملك المال الذي يتم التبرع به للمرشحين كافة ، وهي من تملك المال الذي يتم تقديمه إلى مراكز الأبحاث الإستراتيجية المختلفة ، وهذه المراكز هي من يستعين بها كافة المرشحين لكي يبنوا بواسطة المستشارين من أعضائها إستراتيجياتهم السياسية والداخلية والخارجية وتلك المتعلقة بالحملات الإنتخابية ..
 
اللوبي النفوذي المسيطر (المؤسسة) هي نفسها من تملك السيطرة على الإعلام ، بالإعلانات الهائلة المردود أولا وبملكية مباشرة للمؤسسات الإعلامية ثانيا ، كمثال ، فأنه من المعلن والمعروف بأن محطة الأي بي سي مملوكة لنفس الشركة الأم التي تملك " لوكهيد " لصناعة الطائرات الحربية .
إذا ، الرئيس الأميركي ، أي رئيس أميركي ، هو الأداة التنفيذية لسياسات  تتماشى ويتم وضعها لكي تخدم مصالح المؤسسة لا مصالح الشعب الأميركي وبالتالي، فإن الكونغرس نفسه في غالبية أعضائه لا يملك حرية قراره كما الإدارة التنفيذية للرئاسة، إلا بالمقدار الذي لا يعرض مصالح المؤسسة الداخلية والخارجية (المالية على الدوام ) للخطر . من هنا يمكننا أن نفهم كيف مرر بوش كل الميزانيات الحربية التي طلبها من الكونغرس لتمويل إستمرار إحتلاله للعراق ، رغم المعلقات الشعرية التي (رندحها) أعضاء الكونغرس من الحزب الدميقراطي ضد الحرب ورفضا لسياسات جورج بوش.
 
لهذا لم نرى أثرا لضمير حي في قلوب المسؤولين الأميركيين إلا بعد رحيلهم عن مواقعهم الرسمية ، كارتر – كلينتون – وحتى مادلين أولبرايت، لم يكن صدفة اننا إكتشفنا أن لديهم حسا إنسانيا إلا بعد تقاعدهم من المناصب الرسمية .
 
في المقابل ، لدينا نموذج المرشح للرئاسة باراك أوباما ، الذي يؤكد عارفوه وأصدقاءه في مدينة شيكاغو مسقط رأسه ، بأنه كان مؤيدا ونصيرا لقضايا الفلسطينيين ومتعاطفا مع معاناتهم إلى درجة كبيرة ، لم يكن ذلك في قبل عشرة أعوام ، بل قبل  أشهر ، وهو بقي وفيا لقضايا العدل والإنسانية حتى الليلة الأخيرة التي سبقت إعلانه العزم على خوض سباق الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي . حينها، أصبح كلبا حارسا للدفاع عن قطيع إسرائيل بوجه الذئاب الفلسطينية في غزة !
 
عودة إلى سوبر مان معلوف  والأحمق جون ماكين ، كيف سيخرجان حزب الله من لبنان ؟
 
ربما يظنان أنهما يقدران على تنفيذ ذلك بواسطة ميليشيا المستقبل وفهود السنيورة (...)
 
جون ماكين أيها الأحمق ....
 
حزب الله شعب وليس منظمة .......
 
حزب الله مئات آلاف المناصرين من اللبنانيين فإلى أين سيخرجون ؟
 
حزب الله أجبر إسرائيل لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي على إجراء مناورات شاملة أكدت بأنها لم تعد أرض اللبن والعسل و(التمردح) على شاطيء المتوسط تحت الشمس الساطعة . بل أصبحت من العقبة إلى الجليل ومن طبريا إلى البحر مرمى لنيران من يدعون الله شكرا في كل يوم لأنه " جعل أعدائهم من حمقى ".
 
وليد معلوف وجون ماكين، مهلكم على أتباع العم سام في لبنان ، فقد يصبحون فرق العملة في الرد على تهديداتكم 
 
ترجمي حرفيا من فضلك يا ندى يمين .