ماذا ينتظر القادم إلى البيت الأبيض?!

غالب حسن محمد
مع تزايد حدة الصراع والتنافس بين مرشحي الحزب الديمقراطي الأمريكي, باراك أوباما وهيلاري كلينتون- للفوز بترشيح الحزب للرئاسة المقبلة, أظهر استطلاع للرأي أن أربعة أخماس الأمريكيين يعتقدون أن الأمور في الولايات المتحدة تتحرك ( في المسار الخطأ)

بينما يمثل أكثر التوقعات تشاؤماً منذ نحو ربع قرن وقد أوضحت نتائج الاستطلاع الذي أجرته صحيفة (نيويورك تايمز) أن 81% ممن شاركوا فيه يشعرون أن ( الأمور أصبحت تتحرك بدرجة خطيرة في المسار الخطأ) وقالت الصحيفة إن أربعة في المئة فقط ممن شاركوا في الإستطلاع قالوا إن البلاد أصبحت في وضع أفضل مما كانت عليه قبل خمس سنوات ,بينما قال 78% إنها في وضع أسوأ ,وأضافت إن: الأمريكيين أصبحوا أكثر استياء من المسار الذي تسير فيه البلاد من أي وقت مضى منذ بدأت مثل هذه الاستطلاعات عام 1990 وبرز الاقتصاد كأكبر قضية في الحملة الانتخابية الأمريكية هذا العام ,في الوقت الذي تواجه فيه البلاد رهوناً عقارية ويتوقع كثير من الخبراء الاقتصاديين انزلاقها إلى الكساد. ويعاني أغلب الأمريكيين حسب الاستطلاع من شدة القلق بشأن وضعهم المالي والوضع المالي للبلاد بشكل عام.‏

وسط كل ذلك أعلن المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية المقبلة جون ماكين: أنه يفهم المسائل الاقتصادية أفضل من خصميه الديمقراطيين أوباما وكلينتون. وقد صرح المرشح الجمهوري بقلة خبرته السابقة ,وضعف فهمه للاقتصاد بسبب خدمته العسكرية في البحرية الأمريكية , إلا أنه يعتبر أنه وبعد عمله البرلماني أصبح لديه الوقت الكافي للتعويض عما فاته في مجال الاقتصاد. والقضايا الاقتصادية الإستراتيجيية.‏

وفي الوقت الذي يقول فيه إ مساعدوه إنه لا يحاول الإبتعاد عن الرئيس بوش,إلا أنه يعترف أن قائمة من المشكلات سوف يرثها الرئيس الأمريكي الجديد عن الرئيس الجمهور الحالي جورج بوش, وهناك حاجة ماسة لواشنطن لتوجه من جديد لحل الكثير من المشكلات, وقد جاء هذا الكلام في إطار جولة له تستمر اسبوعاً تحت شعار (خدمة الولايات المتحدة). ورغم أن الرئيس بوش حاول الاحتفاظ بشعبية بين الجمهوريين في عامه الأخير من الرئاسة, لكن المرشح الجمهوري بلا منازع ظهر وكأنه يثير بعض التساؤلات عن سياسة بوش في السنوات القليلة الماضية, وقال سيناتور أريزونا الجمهوري :(حتى نبقي على أمتنا مزدهرة وقوية ومنيعة, علينا أن نعيد التفكير ونصلح ونبتكر) , في حين عبر الديمقراطيون عن رأيهم بالمرشح الجمهوري. حيث قالوا: إن انتخاب ماكين سيكون بمثابة ( فترة ثالثة لجورج بوش) وفي نفس الوقت الذي يقول فيه ماكين :إنه يختلف مع الرئيس بوش في كثير من القضايا يقول : إنه يخوض حملته الانتخابية ببرنامجه الخاص لا ببرنامج بوش كما يتهمونه.‏

وفيما يتعلق بالعراق والتجارة الخارجية وقضايا عدة أخرى يصعب التفريق بين سياسة ماكين وبوش. حيث دعا ماكين إلى مراجعة شاملة للدفاع والأمن القومي الأمريكي ,وقال في إشارة إلى الخطر الذي يمثله (المتطرفون الإسلاميون):( حتى ندافع عن أنفسنا علينا أن نفعل كل شيء بشكل أفضل وبشكل أذكى عما فعلنا من قبل ) وأضاف (علينا أن نعيد التفكير ونجدد ونعيد بناء هيكل ومهمة جيشنا وقدراتنا الاستخباراتية وأهداف تحالفاتنا والمدى الذي تصل إليه دبلوماسيتنا).‏

وفي الوقت الذي أصبح فيه ماكين المرشح الأوحد بلا منازع عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في تشرين القادم, مازال المرشحان الديمقراطيان باراك أوباما- هيلاري كلينتون, يخوضان صراعاً عنيفاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض هذه الانتخابات ,ومن المرجح أن تمثل الانتخابات الأولية التي تجري في 22 نيسان الحالي في ولاية بنسلفانيا نقطة اختبار رئيسية في هذا السباق. وكان أوباما قد حقق انتصاراً جديداً حين أعلن أنه جمع أكثر من 40 مليون دولار لحملته خلال شهر آذار, أي ما يعادل ضعف ما جمعته هيلاري, ومازالت الأرقام القياسية تتحطم وسط الحملة الانتخابية المحتدمة والخاصة, بجمع التبرعات حيث قالت كلينتون للصحفيين في كاليفورنيا: إنها سوف تحصل على الأموال الكافية لمواصلة سباقها المحموم مع أوباما, وأضافت : (كلانا يجمع المبالغ الطائلة ,وأنا لدي المبالغ الكافية للمنافسة, أما فيما يتعلق بالسيناتور أوباما فلديه بوضوح أموال أكثر من كافية)‏

وقد حاول المتحدث باسم كلينتون التهوين من النصر الذي حققه أوباما في جمع الأموال قائلاً:( كنا نعرف أنه سيجمع أموالاً أكثر منا) ولكنه يضيف إن كلينتون لديها الموارد التي تحتاجها لعملية السباق. وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز, أظهر أن شعبية أوباما بين الديمقراطيين في الولايات المتحدة قد تراجعت خلال الشهر الأخير, الأمر الذي أدى إلى تراجع نقاطه وهبوطها سبع نقاط مئوية منذ الاستطلاع السابق في أواخر شباط ,ومعظم الانخفاض جاء بين الرجال وذوي الدخول المرتفعة. وقالت نيويورك تايمز: إن التفوق الكبير لأوباما على كلينتون بين الناخبيين من الرجال ,تلاشى أثناء الفترة ما بين الإستطلاعين.‏