أخي جاوز "مبارك" المدى!

محمد الوليدي
جوعت مصر في عهده بلا حدود ، وهي من اغنى بلاد الله ؛ عقولا وأرضا وهمة ، فقد خافها أعداء الأمة، فأرادوا لها الجوع حتى لا تفكر بأبعد من لقمة العيش ، وحتى لقمة العيش خطفها مبارك وزبانيته من إيديهم الآن، فيبدو أن مبارك أراد ان يكون عبدا مطيعا، وعميلا شكورا ، فذهب الى أبعد ما طلب منه ، مع أن هذا لا يصب في مصلحة الأعداء، فالأعداء أشد حرصا أن لا تصل سياسات التجويع الى حد الإنفجار، حتى لا ينتج عن ذلك الإضرار بعميلهم أو مخططاتهم.
 
الا إنه في تجربة مصر الآن لا تعرف الأسباب التي دعت الأمور ان تصل الى هذا الحد.
 
هل أرادوا التخلص من مبارك بعد ان اصبح عبئا عليهم؛ خاصة وأنه شاخ ومرض وأصبح مفضوحا ، ورأوا أن الطريقة المثلى في التخلص منه هي الطريقة الإسبانية في قتل الثور بعد الإنتهاء من الإستعراض به على مرأى من المشاهدين، أم ماذا؟
 أم هل أكتشفوا خور الأمة فأيقنوا أن الشعوب العربية لا حياة فيها وإنها لن تقم لها قائمة ولو فعلت فيها الأفعايل .
هل يخططون لإبادتنا جوعا ما دام الصمت سمتنا على كل الأحوال.
 
ومع ذلك لا زال هناك بصيص أمل؛ فأحرار المحلة أثبتوا أن الأمة لا زال فيها حياة ، وقد يأتي منهم ومن غيرهم الكثير ، بعد أن تجاوز هذا النظام الظالم كل حد ، وقد رأت الدنيا إلى أي مدى وصل جبن النظام عندما كبل أيدي الجرحى وهم على أسرتهم في المستشفيات.. سيسجلها التاريخ لك يا مبارك، بأنك حولت المشافي الى باستيلات.
فحتى شمس بدران وعصابته الذين طحنوا المئات من الأخوان المسلمين ونكلوا بالألوف منهم وأنتهكوا الأعراض في مجزرة السجن الحربي عام 1965 ؛ كانوا يخافون الأطباء، وكانوا يخفون أدوات التعذيب عندما يستدعون طبيبا لفحص المتهم الذي يحققون معه؛ ليعرفوا إن كان حيا أو ميتا.
لكن يبدو إنه في وقت مبارك الضائع صار التخبط سمة كل شيء .
 
ثم تأتي أحكام الظلم والجور التي صدرت بحق قيادات الإخوان المسلمين من أكبر الأدلة على تخبط هذا النظام ،الذي أتحد فيه قضاته مع الجلادين في مواجهة هذه الجماعة من الناس، ومع أن هذه الجماعة تتعرض دوما للظلم والتعسف والطغيان من قبل الدولة ، إلا إنه يشتد الخناق عليها عند كل مصيبة تحدق بالأمة ،فهل ما يجري الآن بحقهم ينببئ بخطر داهم؟!
أم أن شعب مصر كله هو المستهدف؟
 
أنه نظام البلطجة ، والخطف وقطع الطرق، كل أحرار المحلة الجرحى ، خطفوا دون ان يستكمل علاجهم الى مكان غير معلوم، وحرة مصر إسراء عبد الفتاح خطفها جلاوزة الدولة الى مكان غير معلوم، بعد أن أخلت النيابة سبيلها، وما أدرانا أن حبيب العادلي يجلدها الآن كما تجلد الرجال كما كان يفعل شمس بدران في زينب الغزالي رحمها الله..لا يستبعد هذا في دولة انتهك فيها كل شيء.
إن ما يجرى لشعب مصر الآن وبشكل عام يصعب إحتماله ،فقد (جاوز الظالمون المدى )، فلا بد من النهوض من أجل عزة مصر وأهلها ومن أجل إستعادة دورهها القيادي والطليعي، آن لمصر ان تقوم وآن لها ان ( تجرد حسامها) حتى تنتصر..تنتصر على من أغتصبوا الحكم فيها ظلما وبهتانا وتزويرا، وإلا فإنها لن تنتصر على عدو قط .