في ذكرى الـ33: أمراء الظلام يقودون حرباً جديدة حتى الثمالة !


استعاد اللبنانيون الذكرى الثالثة والثلاثين للحرب من دون أن تتبدد الكثير من المخاوف التي تسري راهنا كالنار في الهشيم، وسط انعدام رؤى الحل في ضوء إصرار فريق الموالاة على كتم أي نقاط ضوء تلوح في أفق المساعي، وخصوصاً تلك التي يجهد في سبيلها رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وبدا المشهد السياسي موغلاً في الظلمة، مفسحاً المجال أمام هيئات المجتمع المدني الذي اجتمعت لاستذكار مآسي الحرب وأهوالها ولتقديم عبرة إلى من لم يعتبر بعد من ملوك هذه الحرب وأمراء الظلام فيها، والذين يقودون، بثمالة لم تروها الدماء المهروقة، حرباً من نوع جديدة.
وأكد قيادي بارز في قوى المعارضة الوطنية اللبنانية أن «الإرادة الشعبية لا تريد العودة إلى الحروب الداخلية»، مشيراً إلى أن «الأحداث الأخيرة برهنت أن اللبنانيين يدركون هذا الأمر». وأوضح أن «الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى الحل المنشود»، محملاً التدخلات الأجنبية مسؤولية الفراغ. ودعا كل الفرقاء إلى لبننة الأزمة وإلى العودة إلى البيت اللبناني حتى يتوصل الجميع إلى حل مناسب.
ورأى أن رئيس المجلس النيابي يحمل مشروع حل يحاول تحريكه في العواصم المؤثرة في الأزمة اللبنانية من أجل إيجاد حل للأزمة ومن أجل إنضاج ظرف خارجي يسمح لحوار اللبنانيين بالوصول إلى غاياته، في حين أن رئيس الحكومة اللاشرعية فؤاد السنيورة يحمل في خلال جولته العربية قرار اتهام يتضمن شكوى ضد سورية والمعارضة، ويردّ من عمّان بتلميحات إلى رهانات مستمرة على اجتماع مزعوم لوزراء الخارجية العرب، أو قمة مصغرة للبنان، أو اجتماع دولي ألمح إليه وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير تحت مسمى «دعم الحكومة اللبنانية»، وهو بمعنى أوضح لدعم استمرار فريق السلطة في مصادرة الحكم ونسف سبل الحوار وطرائقه، لملاقاة المشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة، وهو في جزء منه ورقة ضغط وابتزاز على دمشق.
وقال: إذا كان كوشنير يريد مساعدة لبنان فعلاً فعليه أن يعمد إلى تسليم الشاهد محمد زهير الصديق إلى لبنان ليساعد التحقيق الدولي في تحرياته الجارية حول ملابسات اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وأن يضغط أيضاً على إسرائيل لتسليم خرائط القنابل العنقودية التي ألقتها في حرب تموز 2006. واعتبر أن اغتيال الحريري كان مقدمة لتنفيذ مشروع التوطين في لبنان.
ولفت إلى أن مطلب المعارضة واحد وهو قانون الانتخاب، كإطار للتعبير عما يريده نبض الشارع، فيما تتعنت الموالاة في مطلبها رئاسة الجمهورية والحكومة، وسيلتين لممارسة السلطة. واستغرب أن يقوم السنيورة باتصالات من أجل عقد اجتماع عربي لدعم لبنان فيما كان باستطاعته «أن يكون بطلاً يحضر القمة العربية».

تفاهمات داخلية لا خارجية
وأشار قيادي آخر في القوى عينها إلى أن المعارضة اللبنانية تسعى إلى تكريس تفاهمات سياسية على حساب انتظار الحلول الخارجية»، مشدداً على «خطورة منع حل الأزمة اللبنانية الراهنة قبل حل المشاكل الإقليمية». واعتبر أن «تحركات المعارضة تدخل في سياق العمل بشكل منظم تحضيراً للاستحقاقات المقبلة، والسعي إلى التفاهمات الداخلية على المستوى السياسي يقرن القول بالفعل على صعيد التوافق اللبناني».
ورأى أن «ذهنية الموالاة بالتعويض عن الاتفاق مع نصف الشعب اللبناني بالدعم الدولي لن يجدي نفعاً لأن المشكلة الراهنة هي مشكلة شراكة»، مشيراً إلى أن «المجتمع الدولي يساعد في حل القضايا الإقليمية وليس المشاكل الداخلية».
وشدد على أن «لا مصلحة للمجتمع الدولي بالدخول فريقاً في الأزمة اللبنانية لأن أي قرار سوف يصدر في الخارج لن يحل الأزمة اللبنانية إذا لم يكن يمتلك الأرضية لذلك». ولفت إلى أن «هناك إصراراً في السلطة لإقحام الخارج في الأزمة اللبنانية عبر جولات البعض وعبر اتهام المعارضة بأن قرارها ليس في يدها».

بيروت - الوطن