خمس سنوات موت !





بقلم صالح صلاح شبانة
قبل خمس سنوات ، كانت العراق ماجدة جميلة ثرية ، يحرسها فارس ونشامى وهبوا أعمارهم لها ولحمايتها ، والذود عن جمالها وثروتها ، في حين كان هناك من أبنائها من يحيكون المؤامرات والدسائس ، ويبحثون عن عوراتها لينفذ إليها الأوغاد ويقبضوا ثمن شرفها .....
وكانت الحرب سجالا ، وكان الزبون ينتظر الفرصة ، عندما يستقبله العاقون من أبنائها بالورد والياسمين .....
وأبى الفارس التفريط بشرف أمه الماجدة العراق ، لو كان الثمن مهما كان ، فقد خوّفوه بالمشتري الذي يملك السلاح والقوة ، وعليه أن يُسلِّم الماجدة للمشتري ......و..........إلآّ ...!!!!!!!!!!!!!
ورغم معرفة الفارس بخيانة أبناء الماجدة وعقوقهم ، فحليبها لم يثمر بهم ، ولا حتى جعل بينها وبينهم روابط عاطفية !! إلا أنه رفض وأبى بكبرياء الفارس أن يبيع الماجدة للمشتري ، أو يسمح ببيعها ، فهي أكبر من البيع ، وإذا باعوها فلن يعبر البائع إليها إلا عن دمه جثته ......!!
واستعان ألأبناء العاقين بالمشتري الذي كان يحمل اساطيلاً من الوعود وأدوات الموت ، وأسقط الفارس ، وداس الشرف ، ولوّث عِرض الماجدة ، وأبناؤها العاقون يرقبون المشهد !!
وصار كل مالها وثرواتها الهائلة وحضارتها الضاربة في عُمق التاريخ وجبة دسمة على مائدة الزبون ، وقد تكَرَّم مشكوراً برمي بعض الفتات والعظم الممصوص لأبنائها العاقين مكافأة لهم على صنيعهم !!!
وسمح لهم أن يبولوا على ثياب أمهم الماجدة واختلاق الروايات الكاذبة عنها لتبرير الخيانة والنذالة على أنها نصر من الله وفتح مبين ، وان الفارس كان ذيلاً لأعداء الماجدة وانه كان ظلامياً ، وجبته المفضلة لحم الأطفال وقدحه المهم الدم البشري !!!     
واغتالوا الفارس بأخس طريقة بعد أن حاكموه فحاكمهم ، وأرادوا نزع رداءه فنزع ثيابهم ، حتى من ورقة التوت ، وأبقاهم يوارون سوءاتهم ، فلا يستطيعون !!!
جاء الزبون الغاصب يحمل أحلاماً تملأ الأرض ، فإذا بها كلها أوهام كاذبة ، وأن دعاة الشمس والحرية ما هم إلا حفنة من الذئاب الغادرة الجائعة أتوا ليكملوا الحلم القديم تحت ذريعة الحرية ، بعد أن سقط حلم القبر المقدس ، وتحرير المسيحية العربية من ظلام الشرق ،بعد أن بينت ماجدة مسيحية عربية أن المسيحيين العرب هم في حرية ونور ، وأن القبر المقدس مصان وليسوا بحاجة لهذه الذريعة السمجة ، فتراجع الزبون ، وأعلن أن ما قاله هو زلة لسان !!!!!!!!
كان يوم التاسع من نيسان يوم شؤم وعار يندي وجوه أبناء الماجدة ( إن كانت تندي ) ، يوم ، أتموا بيعها بشعارات سخيفة ، وأحلام كاذبة تحولت إلى كوابيس مرعبة تنظر إليه ألأجيال القادمة كنظرتنا إلى ملوك الطوائف الذين باعوا أرضاً إسلامية وأسقطوا حلماً عربياًً ....
 منذ أن داست بساطير الزبون الغاصب الذي اشترى تاريخاً وحضارة ومنبع أمجاد وثروات هائلة بلا ثمن إلا اللهم من حرمان بني جلدتهم من التمتع بها ، إلا على مبدأ المثل القائل ( جكاره في الطهاره "......" في سروالي ) !!
خمس سنوات كئيبة تحمل الموت كل يوم وليلة ، مخضبة بالدم ، مكللة بالنعوش والتيتم والترمل والثكل ، شعارها البوم والغربان ، والسادية والتعذيب ، تسكن وجدان الماجدة بعد رحيل الفارس ، الذي يعيش كابوساً مرعباً في وجدان الأنذال أكثر مما كان حياً ، ففي حياته كان يسمح ويعفو ، لكن بعد رحيله ، من يملك العفو عنهم ؟؟؟
لقد هرب أبناء الماجدة الأنذال أمام هدير الثورة الهادر من لص البنوك إلى القاضي الببغاء الذي لقنوه الحكم على طريقة (انتهى ألدرس يا غبي ) ، وتركوا لهم عاراً سيرميهم في مزابل التاريخ  !! 
فويل للغزاة الذين يتجرأون على كشف عورات غيرهم ، وويل للأوغاد الذين يضعون ثياب أمهاتهم على رؤوسهن ، والمجد للماجدة العراق ، والموت والعار لمن لا يحمل السلاح ويضعه في نحر الزبون الذي لازال يشتري ويبيع !!!!!.
الداعي بالخير :صالح صلاح شبانة