حمد بن جاسم لليفني: أرجو ألا تتسببي بمشاكل أكثر فقد تلقيت 7 اعتذارات عن عدم حضور المنتدى !

لم تصبر وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مساء امس، على دورها في إلقاء كلمته على هامش فعاليات منتدى الدوحة الثامن للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة، بعدما تذاكى الإعلامي الشهير ريز خان، محاولاً تركها للأخير لكسب الحضور. وقبل أن يقوم خان بتعريف ثالث المتحدثين، انتفضت ليفني من مكانها بعدما كانت تتلهى بمداعبة شعرها الأشقر وتشيح بنظرها إلى الحاضرين، طالبة الحديث من المنصة التي وضُعت خصيصاً لها.
ليفني التي حضرت جلسة «الحوار الدولي والسلام العالمي»، استغربت اهتمام المصورين بها. وفي محاولة لزجرهم شقت طريقها بصعوبة بينهم قبل ان تدخل القاعة على وقع فلاشات المصورين... انتصبت بجسدها الممشوق، وتحدثت بلغة الواثق قبل أن تطلب الماء في منتصف كلمتها التي استهلتها قائلة: «الديموقراطية تعني أن إسرائيل ستناقش في اجتماعات أعمال منتدى الدوحة الثامن للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة، ولذلك أستغل الحديث للحوار عن الديموقراطية والحوار والصراع في الشرق الأوسط. أن أكون هنا ليس سهلا. فلدي أنا الاحترام كممثل لإسرائيل في زيارتي لدولة عربية لدينا معها علاقات ديبلوماسية في أصعب الظروف، وهذا فيه دلالة رمزية لما يمكن أن يكون مع الدول العربية الأخرى من علاقات مع إسرائيل رغم أن الأوضاع على الأرض صعبة. إننا نمد يدنا للصداقة مع الوطن العربي كله».
وتابعت ليفني: «المتطرفون لديهم قدرة على منع وحجب السلام، فإسرائيل لن تهدد أي سلام في المنطقة. نعم يوجد صراع فلسطيني - إسرائيلي، لكن يجب أن نفهم طبيعة التحديات التي نواجهها. إن التفهم والفهم لمفاهيم الصراع يجب ألا يكون فقط لما نواجهه من تحديات، بل أن نجد الإجابة لتلك التحديات».
وأوضحت أن «المتطرفين يدخلون إلى السلطة من خلال آلية الانتخابات فقط في العملية الديموقراطية، لكن جدولهم مختلف، فهم يستغلون النظام عندما يصلون إلى السلطة، وهذا موجود في لبنان والسلطة الفلسطينية، فهناك انتهاك للديموقراطية وحاجة إلى الاستقرار».
وانتهزت ليفني مناسبة إلقاء كلمتها بالتذكير بالجنود الإسرائيليين الثلاثة الاسرى لدى «حزب الله» و«حماس»، مطالبة بإطلاقهم.
وطالبت المجتمع الدولي بتبني معايير عالمية في ما يتعلق بالانتخابات والديموقراطية، «إذ يجب أن يوجد خيار قبل أن تجري الانتخابات من خلال السياسة لا الإرهاب السياسي».
واكدت ليفني انه «لا يوجد سلام أو أمن مع أولئك الذين يرفضون حق إسرائيل بالوجود (...) ليس لدينا أجندة خفية، فنحن نعمل من أجل تحقيق والسلام، رغم التحديات التي نواجهها من المتطرفين».
وشددت ليفني على دور العالم العربي والقادة المعتدلين في إيجاد التسوية والتنازلات، «إذ لا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تخطو خطوة من دون دعم العالم العربي».
وختمت: «أنا أعرف أن إسرائيل، العدو الأول للعالم العربي والإسلامي، وأعلم وأفهم أنهم يقولون إن إسرائيل تهضم حق الشعب الفلسطيني، ولذلك يجب تغيير الأجواء والكلمات والرؤى المشتركة بيننا، وأود هنا (المطالبة) تغيير الكتب والمنهج والرسالة الإعلامية. إن الوضع معقد ولا أحاول أن أجعله أقل تعقيداً بالنسبة إلى فلسطين، لكن لا بد أن نعطي الفرصة للقادة المعتدلين للقيام بدور فعال، فنحن مستمرون في عملية خريطة الطريق من أجل خاطر الفلسطينيين والمنطقة».
النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، عقب على كلمة ليفني، قائلاً: «لو قدر لشخص أن يأتي من الفضاء ويستمع إلى كلمتك، لقال إن الفلسطينيين هم المحتلون والإسرائيليون هم الضحية. وأنا كممثل لعرب إسرائيل لا أرى في ما تقولينه أي حق في المساواة»، فردت: «قلت إنك تمثل 20 في المئة من العرب في الكنيست، وهذه هي الديموقراطية والمساواة».
ورداً على سؤال، متى يرفرف العلم الإسرائيلي في باقي الدول العربية وأنت تتحدثين عن الكراهية، فأجابت: «علينا أن نسير إلى الأمام، وعندما نتحدث عن المبادرة العربية للسلام ويضع لك الطرف المقابل على الطاولة أشياء ويقول خذها أو دعها، فهذا ليس حواراً. على العرب ألا ينتظروا السلام حتى يطبعوا علاقاتهم مع إسرائيل. يجب أن نسير خطوة خطوة وهذا لن يكون في مصلحة إسرائيل فقط، بل للفلسطينيين الذين يريدون السلام وكذلك بالنسبة إلى المعتدلين».
وكانت ليفني، أجرت في وقت سابق امس، محادثات مع نظيرها العماني يوسف بن علوي، في اول لقاء علني مع مسؤول عماني حسب الدولة العبرية، فيما استبعد بن علوي اعادة فتح المكتب التجاري لاسرائيل في مسقط، في المدى المنظور.
كما التقت ليفني (يو بي اي) امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء، وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم، الذي التقاها مرتين. ومازح وزير الخارجية القطري نظيرته الإسرائيلية، بحضور بن علوي، بالقول انه تلقى سبعة اعتذارات عن الحضور بسبب مشاركتها في المنتدى، مضيفاً «أرجو الا تتسببي بمشكلات أكثر من ذلك».
وذكر مساعد لليفني (ا ف ب)، ان اللقاء مع القيادة القطرية كان «مثمرا جدا». وتابع ان «ليفني تناولت طعام الغداء الى مائدة الشيخ حمد في قصره». وتابع ان «وزيرة الخارجية اطلعت الوزير العماني على تطورات المفاوضات مع الفلسطينيين». واضاف ان «الهدف الثاني لهذا اللقاء كان البحث في دور العالم العربي في عملية السلام».
لكن بن علوي اكد لـ «فرانس برس» انه «لم يتفق مع (اراء) اسرائيل حول عملية السلام وان اعادة فتح المكتب التجاري لاسرائيل في السلطنة ليس مطروحا قبل الاتفاق على دولة فلسطينية».
وفي موضوع مفاوضات السلام، قال: «نحن لا نوافق على الاراء التي يقولونها». وعن نتائج اللقاء مع ليفني، أوضح ان «الاجتماع ليس معدا لان يكون له نتيجة وانما نسمع منها وسمعت منا».
وأفاد بيان للخارجية الاسرائيلية بأن اللقاء بين ليفني وبن علوي تم في احد فنادق الدوحة، وهو اللقاء الرسمي العلني الاول بينهما.
وكانت سلطنة عمان اول دولة خليجية تفتتح في العام 1996 مكتبا تمثيليا لها في تل ابيب، الا انها استدعت ممثليها في اسرائيل بعد خمسة اشهر رابطة عودتهم بتسجيل تقدم حقيقي في عملية السلام. ثم اغلقت السلطنة، المكتب تماما في 2000، كما اغلفت مكتب اسرائيل التجاري في مسقط في اكتوبر 2000 عقب اندلاع الانتفاضة الثانية.