أهلاً كارتر !

يقاوم الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر ضغوطا من جانب اسرائيل ومن واشنطن لثنيه عن اجتماعه المرتقب مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد خالد مشعل وهو اللقاء الذي قال كارتر انه يستهدف معرفة وجهة نظر حركة حماس حيال امكانية وقف الهجمات على إسرائيل والتعاون مع حركة فتح لتوحيد الصف الفلسطيني .

واعتبر كارتر ان إدراج حماس في العملية السلمية يعد أمرا جوهريا إذا كانت إسرائيل تريد سلاما عادلا مع أقرب جيرانها وهم الفلسطينيون, مشيرا الى أنه سيلتقي السوريين والمصريين والأردنيين والسعوديين وجميع الأشخاص الذين يمكن أن يلعبوا دورا حاسما في أي اتفاق سلام مستقبلي بالشرق الأوسط .‏

والرئيس كارتر ,الحائز على جائزة نوبل للسلام في 2002 والذي يعتبر بصفته رئيسا سابقا للولايات المتحدة, من المندوبين الكبار في المؤتمر الديمقراطي الذي سيعين رسميا مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية, كان نشر العام الماضي كتابا أثار جدلا في الولايات المتحدة بعنوان ( فلسطين: السلام لا الفصل العنصري) وجه فيه نقدا لاذعا لسياسة الفصل العنصري التي تنتهجها اسرائيل حيال الفلسطينيين.‏

كما انتقد كارتر بشدة ادارة جورج بوش التي أججت بحربها على العراق العداء العربي للولايات المتحدة, وحولت الوضع في الشرق الوسط إلى أسوأ ما وصل إليه على الإطلاق.‏

وقال كارتر ان هذه أول إدارة أميركية منذ إنشاء إسرائيل لم تقم بأي جهد حقيقي لإجراء مباحثات سلام ما ترك فراغا من الطبيعي أن يملأ بمزيد من العنف.‏

استنتاجات كارتر الجوهرية هذه طبعا ستكون مفيدة أكثر لو أنه توصل اليها خلال وجوده في البيت الابيض , وقد اهتدى اليها تقريبا الرئيس بيل كلينتون , وربما وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وغيرهم من المسؤولين السابقين .. فهل قدر العرب أن يستمتعوا بالكلام المنصف الصادرعن المسؤولين الاميركيين السابقين, بينما تحلبهم اسرائيل حتى آخر قطرة حينما يكونون على رأس السلطة ? .‏

عدنان علي*