اللاجئين الفلسطينيين في تشيلي ؟؟!!


تسعة وعشرين ساعة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، الى اقصى نقطة بغرب الكرة الارضية، على شاطيء للمحيط الهادي في دولة تشيلي، وصل 39 لاجئا فلسطينيا، الاصل من حيفا، ثمانية عائلات هربت من مليشيات الموت، التي لاحقتهم بمدن وشوارع وازقة العراق، فبحثوا عن مأمن عسى ان يجدوه بدولة عربية, اغُلِقَتْ كل الابواب امامهم وليكتشفوا بعد سنوات القهروالظلم، ان تشيلي اكثر اخلاصا لفلسطين من إخوانها العرب، واكثر انسانية، احتضنتهم كما تحتضن الام ابنها الرضيع، ذرفت دموع التشيليين كما ذرفت دموع الفلسطينيين، فرحا ام حزنا لا اعرف، ولم تذرف دمعة حاكم عربي، هي المأساه، المأساة بكل ما بها من معاني، ماساة شعب فقط يبحث عن وطنه، الذي تامروا عليه اوروبيين، صهاينة وعربا.

لماذا يا حكام العرب لم توافقوا على استقبال اللاجئين الفلسطينيين؟ ولماذا لم تحتضنوهم كما احتضنتهم تشيلي؟ اللاجيء الفلسطيني هو ليس كاللاجيء العراقي الذي سيعود الى بلده، فهي مسألة وقت فقط، سيعود اكيد اللاجيء العراقي الى بلده حال انتهاء الاحتلال الامريكي، واستقرار الوضع بالعراق، وبسط سيادة عراقيه على ارضه، اما اللاجيء الفلسطيني اقتلعته مؤامرة غربية صهيونية من ارضه وطردته، وترفض عودته، تامرت عليه الامم المتحدة، وتامرت عليه الدول الغربية، تامرت عليه الحكومات العربية، وتامرت عليه الصهيونية، شركاء بالمؤامرة، شركاء بالمأساه، شركاء بالجريمة.

ثمانية عائلات فلسطينية لم تجد لها ثمانية بيوت بدولة عربية لتسكنها، ولم تجد لها ثمانية بيوت على مساحة عشرة ملايين كيلومتر مربع من الارض العربية، سبحان الله كم كانت ارضنا العربية صغيرة، سبحان الله، ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت ولم يجدوا الا تشيلي، فالكرم التشيلي كان ارقى بكثير من الكرم العربي الذي تدعونه .

لماذا نقلوهم الى تشيلي وقبلهم نقلوا اخوة لهم للبرازيل ؟ ليعودوا الى فلسطين ؟ من سيطالب بحقهم بالعودة ؟ ابحث عن الكلمات فلم اجد الا كلمات الالم والقهر والعذاب ؟
 
بالتاكيد الاخوة اللاجئين وصلوا الى تشيلي وهم يدركوا انهم تركوا وراءهم اخوة يعانوا نفس المعاناه، يدركوا جيدا اخوتنا اللاجئيين الجدد بتشيلي، ان اي ترحيل لهم او طرد ليس امامهم الا المحيط الهادي، وان عودتهم الى الخلف هي بمواجهة عدوهم، فمن سيسمح لهم بالعودة؟ هل شركة الطيران الفرنسية ستسمح لهم بالطيران على متن طائراتها لتعيدهم الى فلسطين؟ هل ستسمح لهم الدول العربية بالهبوط على اراضيها ؟ بالتاكيد لا يوجد امامهم وامام شعبنا الفلسطيني الا ارادة واحدة، ارادة النضال ومواجهة الاعداء مهما كثروا ومهما تآمروا ، ولن تكون وجهتهم إلاإلى فلسطين.
 
الشريف سامرالحسني*