هل تسمحون لي أن أحب وطني

كنت احدق في الفراغ وصوت مذيع الجزيرة ينقل الاخبار ينقل ما يحدث في لبنان من تشويه من قتل من كره
تدور الدنيا بي وعندما استعيد بعضا من رباطة جاشي
يدورفي ذهني سؤال (هل تسمحون لي أن احب وطني )
أتسائل عن ان كان الحب جرم يقترفه الانسان بحق وطنه
او ان يكون الحب للوطن تهمة يستحق من اجلها الموت
حبي لوطني سورية لبنان العراق فلسطين الجزائر
والدي لم يعلمنا قط ان نحب وطن دون وطن والدي لم يعلمنا قط ان نتعامل مع الاخر على اساس انتمائ الطائفي او المذهبي كان يعلمنا ان نعامل ونتعامل مع الكل سواسية كاسنان المشط
يعلمنا ان نحب دين الاخر كديننا وكرس هذا الامر فينا فاصطحبنا الى الكنائس والجوامع ووووو
لكن الان لم يرفضون هذا العلم الذي اعتز به لما يحاربوننا من الداخل الى الخارج
ومن الخارج الى الداخل يذبحوننا يسمموننا ويقذفونا امتار وامتار الى الجهل
ونسيوا ان من شب على شيء شاب عليه
اسمحوا لي ايها العرب واللبنانيون بشكل خاص ان احب وطني وانتصر له ومن اجله وطني الذي لا ترونه الا من خلال عيونكم انتم
لا ترونه الا من خلال مسؤوليكم
وطني كضيعة صغيرة نبقى حتى النفس الاخير فينا ندللها ونغنجها ونحتمي بها ونحميها نكللها بالغار والياسمين
بالعنبر والفل
نكبر فيها لتكبر فينا
وطني الذي تحاولون بشتى الطرق ان تمحوه من قلوبنا لن تستطيعوا ولن تقدروا ان تجعلوني للحظة ان نكرهه من اجل كم شخصية تنهب وتسرق وترتشي
من اجل كم شخصية لا هم لها الا جمع المال والمجد الباطل
وطني باقي كوطنكم محترم كبير كوطنكم
وطني اجله كوطنكم فلا تعبثوا بمشاعرنا اكثر ولا تصبوا الزيت على النار اكثر
ولا تستهينوا بمحبتنا لكم لانها كالسيل
كالاعصار فخشوها لانها تحمل في احشائها الوجه الاخر للحب
الوجه الاخر الذي تحملونه الان لنا وتشنوا من خلاله ابشع الطرق للايذاء لتدمير محبتنا
شركم يغلبكم وخيركم يصارع مع من يحيا الحب في قلبه منا
اسمحوا لي ايها اللبنانيون الشرفاء ان احب وطنكم بكرامة بشرف لان وطني وضميري لا يقبلان غير هذا.
والسلام
 

إسرائيل ستدفع الثمن : مقالات مترجمة
السفير السوري في واشنطن، السيد عماد مصطفى، قدم تفسيراته حول الغارة الغامضة التي شنتها إسرائيل على سوريا وناقش احتمالات الرد السوري.

فرضت إسرائيل جواً صارماً من السرية العسكرية حول أنباء غارتها التي شنتها على الأراضي السورية. والمسؤولون الأمريكيون أكدوا أن تلك الغارة الجوية حدثت في السادس من شهر أيلول الحالي ولكنهم لم يقدوا أية تفاصيل أخرى. وهناك تقارير مغفلة المصدر تحمل أنباءً عن برنامج نووي بتعاون بين سوريا وكوريا الشمالية تناقلتها وسائل الإعلام. ما الذي لدى سوريا لتقوله حول هذه الأحداث؟
صحيفة النيوزوييك وحول هذا الموضوع بالذات أجرت حواراً مع السفير السوري في واشنطن السيد عماد مصطفى كي يقص لها روايته حول تلك الأحداث.

نيوزوييك: علمنا أن المكان الذي استهدفته إسرائيل يدعى دير الزور؟
مصطفى: لا، دير الزور مدينة رئيسية ولم يتم استهدافها. أما الطائرات الإسرائيلية فقد ألقت بذخائرها بالقرب من مدينة دير الزور، ولكن خارج المدينة، ومن ثم عادت أدراجها وألقت أثناء ذلك باحتياطيها من خزانات الوقود.
وبما أنهم كانوا يحلقون فوق الحدود السورية التركية فقد سقطت تلك الخزانات فوق الجانب التركي من الحدود. ولم يكن هناك أية أضرار.
نيوزوييك: وماذا فجروا هناك؟
مصطفى: لم يفجروا أي شيء. حالما قامت أجهزتنا الدفاعية بالتقاطهم بدءنا بمهاجمتهم لذا القوا بذخائرهم كي تصبح حركتهم أخف وأسرع، والقوا بخزانات الوقود تلك، التي لم تكن فارغة بالمناسبة، وعادوا أدراجهم وغادروا. يجب أن تعرفوا نقطة وهي أنهم كانوا يحلقون فوق الشمال الأقصى لسوريا أي فوق الحدود السورية التركية.
نيوزوييك: كم عدد القنابل التي قاموا بإسقاطها؟ وما هي الأهداف التي أسقطت عليها؟
مصطفى: لم يضربوا أية أهداف. كل ما اسقط كان على أرض جرداء.
نيوزوييك: إذاً لم يكن هناك أية إصابات؟
مصطفى: لا أبداً.
نيوزوييك: لم يكن هناك أية أضرار مادية بالأبنية أو البنى؟
مصطفى: لا. فقط الأرض القاحلة. وقد قامت تركيا بالاحتجاج على إسقاط خزانات الوقود التي وقعت فوق أراضيها.
نيوزوييك: هناك تقارير إخبارية أشارت إلى أن النقطة التي تم استهدافها كانتا مشروع نووي مشترك بين سوريا وكوريا الشمالية؟
مصطفى: هذه التقارير من أساسها سخيفة ومضحكة ولا أساس لها من الصحة إطلاقاً.
فليس من منشات نووية بتعاون بين سوريا وكوريا الشمالية في سوريا.... نحن نعرف هذه اللعبة جيداً. فبعد سقوط بغداد زعم البعض أنه تم تهريب أسلحة الدمار الشامل التي اتهم صدام حسين باقتنائها إلى سوريا... لذا هذه الرواية ليست جديدة علينا. واليوم نسمع عن مواد نووية تم نقلها الى سوريا.
نيوزوييك: كيف هي العلاقة بين سوريا وكوريا الشمالية؟ فقد لاحظنا أن كوريا الشمالية أصدرت على الفور تصريحاً يحمل استنكاراً وإدانة لذلك الاعتداء الإسرائيلي، وهذا يبدو غريباً نوعاً ما خاصة وأن كوريا الشمالية بعيدة آلاف الأميال عن سوريا؟
مصطفى: في هذه النقطة الناس انتقائيين. فالحكومة اللبنانية أصدرت مثل هذا التصريح، وتركيا أصدرت مثل هذا التصريح، اندونيسيا أيضاً أصدر مثل هذا التصريح. وكوريا الشمالية تتمتع بالقليل من الصداقات في العالم، ونحن من بين هؤلاء اللذين تجمعنا معها علاقات ودية.
نويزوييك: هل هناك علاقات تجارية بين سوريا وكوريا الشمالية؟
مصطفى: في الحقيقة قليل جداً، وجود العلاقات معها أمر واقعي ونحن لا ننكر ذلك. وليس لدينا ما نخفيه.
نيوزوييك: هل بينكم أيضاً علاقات تجارية في مجال الصواريخ، في الماضي مثلاً.
صواريخ سكود مثلاً؟
مصطفى: لست على اطلاع أو معرفة بالتفاصيل العسكرية. وأنا اترك ذلك للخبراء العسكريين. ولكن ما أقوله الآن هو الأتي: ليس بين سوريا وكوريا الشمالية ما هو شرير. والتحدث عن منشاة نووية بتعاون بين سوريا وكوريا الشمالية أمر يثير الاكتئاب فعلاً، لأن ذلك يذكرني بتلك القصص التي تم فبركتها هنا في الولايات المتحدة قبل احتلال العراق، تلك القصص التي كانت تحكي عن وجود أسلحة دمار شامل وأشياء كهذه. قد تعتقد بأن أمريكا قد تعلمت من ذلك الدرس، وأنها لن تستمع إلى مثل هذه القصص مجدداً، ولكنك تفاجأ عندما ترى وسائل الإعلام تنشر مثل هذه القصص.
نيوزوييك: هناك تقرير أخر غير مؤكد أيضاً يشير إلى أن النقطة التي تم استهدافها كانت منشاة صواريخ سورية إيرانية مشتركة؟
مصطفى: وكان هناك تقرير ثالث يقول بأنها كانت حافلات تنقل أسلحة لحزب الله.
هذه التقارير كلها سخيفة. هل يعقل أنهم رأوا حافلات تنقل أسلحة لحزب الله في الشمال السوري؟
نيوزوييك: إن السبب الذي يدعو وسائل الإعلام لنشر التنبؤات، حسب اعتقادي، هو أن الرقابة الإسرائيلية تفرض سيطرة صارمة على المعلومات والناس الذين يعرفون شيئاً ما عن الموضوع افترضوا أن تلك الغارة كانت شاناً كبيراً وأنه لا بد تم استهداف نقطة ما وأن ما تم استهدافه تم قصفه؟
مصطفى: إسرائيل تتفاخر دوماً وتتصرف بغطرسة. وعادة عندما تقوم بأي شيء تبدأ بالتفاخر به وبمدى روعة العلمية التي قامت بها، ومدى النجاح الذي حققته. وفي هذه المرة كان هناك فقط ربط هزيل هنا وهناك من قبل الناس الذين زعموا هذا أو ادعوا ذاك. وكوني أقول هذا فهذا لا يعني أنني اقلل من حجم ذلك الاستفزاز الإسرائيلي. فهذا الاستفزاز قلب الأوضاع بيننا رأساً على عقب. فقد كانوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية يبعثون لنا برسائل يقولون فيها أنهم لا يريدون تصعيد التوترات بين سوريا وإسرائيل، وأنهم ليس لديهم أي خطط عدوانية ضد سوريا.
وكانوا يقولون هذا علناً. ومن ثم يقومون بإرسال طائرات مقاتلة لاختراق الأجواء السورية. وهذا برأيي استفزاز خطير جداً.
نيوزوييك: حول هذه النقطة، قال نائب الرئيس السوري السيد فاروق الشرع لصحيفة ايطالية إن دمشق سترد على ذلك؟
مصطفى: لنكن صريحين مع بعضنا البعض. كل فعل على الكرة الأرضية يخلق رد فعل.
لذا إذا كان هناك من يتخيل بأن سوريا ستنظر إلى ما حدث وتقول "حسناً، لندع الأمور تمر". هذا الكلام غير واقعي. ولكن هذا لا يعني أيضاً أن سوريا ستنتقم فوراً بنفس الطريقة تماماً. نحن لدينا أولوياتنا الوطنية.... ولقد كانت سوريا واضحة جداً بشأن رغبتها بإنهاء النزاع في الشرق الأوسط من خلال المفاوضات والمقاربات السلمية المبنية على مبدأ الأرض مقابل السلام. ونحن ملتزمون بذلك.ك.
نيوزوييك: هل يمكنك أن تعطيني مثالين على ذلك؟
مصطفى: أنا لست خبيراً عسكرياً. ولكن أي شخص ملم بالوضع في الشرق الأوسط سيفهم ذلك. إنهم يريدون احتلال أراضينا، وسيدفعون ثمن ذلك.
نيوزوييك: اخبرنا عن الجهود الدبلوماسية المحيطة بهذه القضية. هل اتصل بك مسؤولون أمريكيون؟ هل اتصلت بمسؤولين أمريكيين؟
مصطفى: لا أبداً. الولايات المتحدة مستمرة في تقديم الغطاء لإسرائيل، أياً يكن ما تقوم به إسرائيل. وهي بطريقة أو بأخرى عبرت عن موافقتها الضمنية على ما قامت به إسرائيل. ولكن نحن قدمنا شكوى رسمية لمجلس الأمن في الأمم المتحدة. وأعلمنا جامعة الدول العربية، الدول الأوربية، روسيا، الصين.... وقلنا علناً أننا نحتفظ بحق الرد بالطريقة التي نريد.
نيوزوييك: هل قدمتم أي شكوى لواشنطن؟
مصطفى: سيكون ذلك مضيعة للوقت. ولا أعتقد بأن واشنطن تمتلك اليوم توجهات تمكنها من إدراك الكيفية التي تدفع فيها مثل هذه الأفعال السيئة إلى المزيد من التدهور في الشرق الأوسط.
نيوزوييك: كيف هو وضع العلاقات السورية الأمريكية اليوم؟ في الماضي كان هناك الكثير من التعاون الاستخباراتي، ومن ثم كان هناك فترة طويلة من الجمود، وبعد ذلك بدا وكأن هناك القليل من الانفتاح في الشتاء وربيعاً في هذا العام؟
مصطفى: للمرة الثانية نقول للولايات المتحدة أننا نؤمن بالتعاون. وبإمكاننا طرح هذه القضية، وإيجاد نقاط مشتركة والبحث والعثور على حلول خلاقة. ولكن اليوم ليس من حوار بين سوريا وأمريكا. وهذا لا يسرنا أبداً. فنحن نعتقد بأننا بحاجة لإقامة علاقات جيدة مع أمريكا. ولا يمكن أن يكون هناك حل للنزاع العربي الإسرائيلي دون تدخل مباشر وقوي من قبل الولايات المتحدة. وأريد ان أقول بأننا نعاني أيضاً من مشكلة العراق. والمساعدة في استقرار العراق يقع ضمن مصلحتنا الوطنية. هذا الوضع خطير جداً. وسوريا بالذات تزدحم بنحو 1.5 مليون لاجئ عراقي. لذا فالأزمة خطيرة جداً. وللمرة الثانية قلنا للولايات المتحدة أنه من الأفضل إيقاف هذه الحرب الدعائية والجلوس معنا ومراقبة كيف أنه بإمكاننا المساعدة في استقرار الوضع.
نيوزوييك: المشكلة الأخرى بين سوريا والولايات المتحدة هي لبنان؟
مصطفى: هل أنت متأكدة من أنها مشكلة بين سوريا والولايات المتحدة؟ أنا أعتقد أنها مشكلة لها علاقة بما تريده إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
نيوزوييك: ولكن المشكلة أن الكثير من معارضي السياسة السورية في لبنان قد تم اغتيالهم. مثل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري؟
مصطفى: هل تعتقدين بأن رفيق الحريري كان معارضاً لسوريا في لبنان؟ لقد كان رئيس الوزراء عندما كنا في لبنان. وجميع الأشخاص اللذين يشوهون سمعتنا اليوم كانوا حلفاء مقربين جداً لما يسمونه اليوم "الاحتلال السوري في لبنان" وهذا غير معقول أبداً.
نيوزوييك: هناك أشخاص تم اغتيالهم في لبنان بما فيهم صحفيين؟
مصطفى: هذه الاغتيالات هي جرائم مريعة. وهناك لجنة تحقيق دولية تحقق في هذه الجريمة. هذه قضايا جدية وخطيرة. وبالطبع نحن نقول "لا، نحن لم نفعل هذا" حاولوا أن تفهموا. هل يعقل أن يحدث اغتيال وبعد خمس دقائق تتوجه أصابع الاتهام إلينا. لقد تم إلحاق إضرار سياسية هائلة بنا. وبعد ذلك وبأسلوب غبي جداً يفترضون بأننا نقوم باغتيال شخصية اثر الأخرى؟ لماذا؟ هناك أمر غير منطقي في هذا الكلام. لنترك تحقيقات الأمم المتحدة لتقرر من هو الذي قتل كل هؤلاء الضحايا.
نيوزوييك: خلال فترة التوترات الأخيرة مع إسرائيل هل كان هناك وقت فكرت فيه الحكومة السورية بتوجيه رد عسكري ضد إسرائيل؟ إطلاق صواريخ مثلاً؟
مصطفى: نحن لم نخسر حقنا في الرد. ولكن وكما قلت، ليس بالضرورة أن نرد ونستخدم طريقة اسرائيل الهجومية ذاتها. وأنا لست على دراية تماماً بطبيعة الرد الذي ستتبناه سوريا. يمكن أن يكون هذا الرد بطرق مختلفة. يعني ما أريد أن أقوله هو التالي: نحن نعيش في حالة حرب مع إسرائيل. وهذا ليس أو فعل عدواني يحدث بين سوريا وإسرائيل... المشكلة هي أن تحركاً أحمق قد يتمخض عن عواقب وخيمة ورهيبة.
نيوزوييك: قبل هذا الاعتداء الأخير كان هناك بعض الدبلوماسية عندما كانت إسرائيل ترسل بمؤشرات أسمتها مؤشرات "تهدئة". كان هناك فترة من التوتر وتلتها فترة الهدوء تلك ومن ثم حدث ذلك الاعتداء. هل يمكنك أن تصف لي تلك الفترة التي سبقت الاعتداء؟
مصطفى: يمكنني أن أقول لك بأن إسرائيل تخلق جواً من التشويش في المنطقة(تستخدم أسلوبا للحصول على مكاسب سياسية من خلال التظاهر بأنها مستعدة للقيام بأمر جدّي. المترجم). في تلك الفترة كان هناك الكثير من المناورات (التي لم يسبق لها مثيل) في مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وبالطبع كان السوريون على دراية بها وكانوا على أهبة الاستعداد. وبعد ذلك قام الإسرائيليون، ايهود اولمرت شخصياً، بإرسال رسائل شخصية علنية للمسؤولين الأوربيين قال فيها إن سوريا يجب أن لا تقلق أبدا فإسرائيل لا تنوي استفزازها أو شن أي اعتداء عليها. ولكن سوريا ليست بلداً ساذجاً. وطالما أنه ليس هناك من اتفاق سلام بيننا، علينا أن نبقى مستعدين دوماً.
نيوزوييك: هل من الممكن أن ترى سوريا أن الرد على ذلك الاعتداء ليس ضمن مصلحتها الوطنية؟
مصطفى: عدم الرد لا يخدم مصلحتنا الوطنية وإنما يلحق الضرر بمصلحتنا الوطنية لأنه سيشجع إسرائيل على تكرار الاختراق ذاته والعمليات ذاتها. وكما قلت، كل فعل يخلق رد فعل. وإذا وضعت إسرائيل ذلك في حساباتها يمكنهم أن يفعلوا ما يحلو لهم، ولكنهم بذلك يرتكبون خطأً فادحاً. تماماً كالخطأ الذي ارتكبوه في الصيف الماضي عندما شنوا حربهم ضد حزب الله في لبنان.
نيوزوييك: اذاً، إذا كان عنوان هذا اللقاء "سوريا سوف ترد" سيكون عنوناً دقيقاً؟
مصطفى: لقد قلت بأن هذه حرب بعيدة المدى. والدول لديها مقاربات مختلفة للأمور. ولن يسمح لإسرائيل بالقيام بما تريد دون أن تدفع الثمن.
نيوزوييك: اذاً إسرائيل ستدفع الثمن؟
مصطفى: ستدفع الثمن. و دوماً سيكون هناك ثمن لكل شيء.

بقلم جيفري بارثوليت
ترجمة هدى شبطا

الرائد سمير شحادة يتهم المخابرات السعودية بقتل النقيب وسام عيد

في مقابلة تلفزيونية مع الرائد الهارب إلى تورنتو – كندا سمير شحادة الذي إشتهر بعلاقته بالتحقيقات الخاصة باغتيال رفيق الحريري وبالإتهامات التي طالته بفبركة الشهود وتزييف اقوالهم ، قال الرائد اللبناني الذي كان مواليا للحريري إنه يملك معطيات تجعله يتهم المخابرات السعودية بقيادة بندر بن سلطان بأغتيال الرائد وسام عيد يوم أول من أمس في بيروت .

الرائد اللبناني أضاف بأنه هو نفسه ترك لبنان وهرب إلى كندا لأن جماعة سعد الحريري شكته إلى المخابرات السعودية التي تدير شبكات معقدة من السلفيين القادرين لظنهم بأنهم إنما يخدمون القاعدة على تنفيذ عمليات معقدة وخطرة باسلوب محترف ولأسباب عدة .
أول تلك الأسباب أن السلطات اللبنانية المحكومة من فؤاد السنيورة تسهل عبر الاجهزة نشاطات القاعدة وتغطيها وأحيانا تمولها . ثم تتدخل مخابرات السعودية وتزود مجموعات التنفيذ وبطرق ملتوية بالمعلومات الخاصة اللازمة لعملياتهم الأرهابية معتقدين بأن من يزودهم بتلك المعلومات والمساعدات التقنية المتطورة (تحديد خط سير الهاتف من خلال هاتفه الخليوي مثلا) إنما هو زميلهم في القاعدة بينما هم يعملون جميعا عبر أمرائهم في خدمة المخططات السعودية دون أن يعلمون .

وأضاف الرائد شحادة بأنه هو نفسه تعرض لمحاولة إغتيال نفذتها المخابرات السعودية عبر أدواته السلفية وذلك بعد أن وقع الخلاف بينه وبين سعد الحريري على خلفية وجود ضباط إسرائيليين في حمايته في مربع قريطم الأمني داخل بيروت وبمعاونة المخابرات السعودية والأردنية .

تلك المعلومات كان قد وصل إليها ضباط المعلومات الموالين للحريري والمعادين لسوريا يضيف الرائد شحادة لتفلزيون " تي كيو سي " وقد أثارتهم لأنهم و إن كانوا ضد سوريا فأنهم ليسوا مع إسرائيل وعلى الأقل أنا يقول شحادة ووسام عيد وآخرين بينهم المقدم عبد البديع عيسى من المقربين من سعد الحريري رفضنا هذا الأمر فدفعت أنا ووسام عيد الثمن هو من حياته وأنا نفيا إلى كندا .

الصحافية سألت الرائد شحادة " ولكنهم يقولون أنك في كندا لحمايتك؟
قال " أنا من كنت يحميهم فهل يهرب حامي المسؤولين ؟
موضوع هربي من لبنان له علاقة بواقع مرير وهو أنه كان علي أن أقاتل على جبهتين إحداها في مواجهتي والثانية في ظهري ولا أعرف متى تغدر بي مرة أخرى لهذا رحلت .

وعن الإتهامات التي طالته " بتعذيب الشهود وفبركة بعضهم الآخر " أكد الرائد الهارب بأنه لم يعذب أحدا وأن من قام بفبركة الشهود وتعذيب بعضهم الآخر هو مسؤول الأمن الخاص بتيار المستقبل المدعو فارس خشان وهو صحافي ظاهرا ولكنه رجل الأمن الأول لدى سعد الحريري ومتدرب على الأعمال السرية مع المخابرات الألمانية التي جندته للعمل ضد السوريين منذ فترة طويلة جدا . مضيفا " مروان حمادة ووليد جنبلاط كانا يضعان السيناريوهات وفارس خشان هو من ينفذها ويجبر الشهود المزيفين على حفظها "

الرائد أكد بأن زميله وسام عيد تحدث معه قبل أيام وأخبره بأنه يحس بأنه مراقب من قبل السعوديين وأنهم لم يعودوا قادرين على تقبل تلاعبه بهم !!

الرائد شحادة قال أيضا بأن لا شك لديه بأن وسام عيد توصل إلى كيفية ربط الشبكات الأرهابية بالمخابرات السعودية فقتلوه بعد أن أوصل المعلومات تلك إلى لجنة التحقيق الدولية .
وهل ينوي الشهادة ضد سعد الحريري في المحكمة الدولية بتهمة فبركة الشهود، فأجاب الرائد سمير شحادة " المحكمة الدولية كذبة كبيرة ، ولن يتم كشف الحقيقة أبدا ، ما دام سعد الحريري يخدم الإسرائيليين فسيحمونه من كل التهم ، إنظروا ما الذي حصل مع براميرتس ..لقد أجبره الأميركيين على الإستقالة لأنه توصل بمعاونة وسام عيد إلى حقيقة العلاقة السعودية القاعدية بقضية إغتيال رفيق الحريري "
لماذا وافق على التحدث اليوم وليس في وقت سابق قال الرائد سمير شحادة " هل وليد جنبلاط وحده هو من له الحق بنزع الغشاوة عن عينيه ؟ أنا اليوم وبعد مقتل صديقي وزميلي نزعت الغشاوة نهائيا عن عيني ايضا "


 من يقتل لائحة المعارضة لقيادة الأجهزة الأمنية اللبنانية؟


خضر عواركة
سارع أعضاء التحالف الموالي لجورج بوش في لبنان ، بقيادة سعد الحريري وزميله عميل إسرائيل السابق والحالي سمير جعجع ، إضافة إلى الوزير الفرنسي الجنسية من أم صهيونية يهودية المدعو مروان حمادة (حامل وسام ديك تشيني لمعاونته إسرائيل على تحديد مكان إختباء حسن نصرالله في حرب تموز ) سارعوا جميعا إلى إستغلال دماء الضابط وسام عيد سياسيا وأعلنوا حكمهم المبرم بادانة سوريا (وليس إتهامها فقط) بصفتها الجهة التي نفذت عملية الإغتيال التي أودت بحياة النقيب وسام عيد.
 
لو إفترضنا أن قراقوشا يحكم في لبنان، وقيل له بأن عليه إصدار حكم إدانة على جهة ما ، مهما كان العداء والخصام بينه وبين تلك الجهة . افترض أنا، أن قراقوشا في تلك الحالة كان سيتمنع عن إصدار أي إدانة ضد أي جهة قبل إنتهاء التحقيقات .
علما بأن جماعة حاملي أوسمة ديك تشيني وإيهود أولمرت ومانحي وسام الأرز للمجرم الإرهابي جون بولتون (سعد الحريري أوفد مندوبين عنه 2006) اصدروا اليوم إدانتهم قبل أن ترفع جثة الفقيد من على الارض.
 
ليس هذا فقط ، بل أن التعسف والتعنت والفجور والعهر السياسي والإعلامي الموالي لإسرائيل ،والممول من سعد الحريري وسادته البدو من آل سعود (ممن يتصفون بأسوا ما في البدو ولا يتحلون بشهامة البدوي وكرمه)وصل إلى حد فاق كل الجرائم الأسرائيلية صلفا .
فأسرائيل عدو وما يحصل منها ضد العرب تحصيل حاصل بين عدوين . أما المجموعات التابعة لديك تشيني في لبنان، بقيادة السعودي سعد الحريري . فقد ارسلت فور وقوع عملية الأغتيال باصات فارغة وأكياس ملأى بالدولارات ، فجمعوا ما إستطاعوا في ساعات قليلة من رعاع وهمج ، ودفعوا بهم إلى الحدود اللبنانية السورية في الشمال ، فعاث الهمج فسادا وعدوانا ضد العابرين على الطريق الدولية، التي لها إمتداد في الداخل السوري . فجرحوا العشرات من سائقي العمومي والشاحنات السوريين ، وأهانوا بالكلمات النابية رموزا دينية وسياسية معارضة، ولم يتدخل لمنعهم لا جيش ولا من يحزنون .
 
ولأن الأعلام الموالي لاسرائيل وأميركا والسعودية في لبنان، يقوم على تكثيف بث الكذب والدجل والتلفيق ، فقد ضاعت الحقيقة حول الضابط المغتال وحول أسباب أغتياله المحتملة . هكذا اصبح الضابط وسام عيد مقربا من رفيق الحريري وشهيدا لثورة الأرز وعضوا في جماعة الرابع عشر من آذار .
 
أمام هذا الواقع الديماغوجي الذي فرضه إعلام عصابات ديك تشيني اللبنانية بقيادة السعودي سعد الحريري (المتهم في فرنسا بتسهيل دعارة قاصر مع الأمير عزوزي بن فهد بن عبدو عزيز)يعاونه المسؤول عن تنظيم زيارات الصحافيين والصحافيات الإسرائيليين والإسرائيليات إلى بيروت ،المدعو مروان حمادة، المزعوم لبنانيا رغم حمله لجواز سفر فرنسي والمدعو أرثوذكسيا درزيا رغم أنه بالولادة يهودي وبالسياسة صهيوني متطرف .
 
أمام هذا الواقع لا يسعنا إلا أن نفرد للعقل فسحة للتفكر في بعض الأسئلة المشروعة. علنا نصل إلى إستنتاجات تساعد على الوصول إلى القاتل أو على الأقل إلى المستفيد من عملية الأغتيال.
 
في المقام الأول :
إستنادا إلى ما عرف بالوساطة الفرنسية بين الأفرقاء اللبنانيين ، والتي إضطلع بها السيد كوشنير وزير خارجية فرنسا ، توصل السيدين مندوب المعارضة نبيه بري و المندوب السعودي سعد الحريري (على إعتبار أن لبنان منذ وفاة الحريري صار واحة للنفوذ السعودي المباشر) إلى إتفاق على حكومة وحدة وطنية بين الشرفاء والخونة (وهي بالمناسبة معادلة لا يمكن لها أن تحدث إلا في لبنان، على أساس أن نصف البلد موالي لإسرائيل. فكيف يمكن القضاء على مليوني مخبر لدى إسرائيل) وتمت الموافقة على نقاط وإختلف المجتمعون في حضور كوشنير على نقاط أخرى من النقاط التي إتفق الفريقان عليها :
ترئيس قائد الجيش ميشال سليمان
حكومة وحدة تضم ثلاثين وزيرا، خمسة منهم للرئيس وإحدى عشر وزيرا للمعارضة، واربعة عشر وزيرا يسميهم ديك تشيني أو من يمثله في السعودية أو في لبنان .
أما النقاط التي إختلف عليها المجتمعون ، فقد إنحصرت في اسماء قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية الذي سيحلون في مراكزهم فور إنتخاب الرئيس الجديد مكان القادة المنتهية مدة صلاحياتهم . وبالتحديد، قائد الجيش. وقد إقترح بري باسم المعارض العميد فرنسوا الحاج ، و لمركز قائد جهاز المعلومات التابع للداخلية، إقترح بري تعيين النقيب وسام عيد بعد ترفيعه إلى رتبة رائد . وكذلك أقترح بري أسماء لمراكز قائد الأمن العام ومدير المخابرات ومدير أمن الدولة ومدير الأمن الداخلي . وسوف أمتنع عن ذكر أسمائهم لأسباب أمنية.
 
رفض المندوب السعودي سعد الحريري لائحة القادة، بحجة أنهم من المعارضين له والمعادين للسعودية ولأدارة ديك تشيني . ثم وبعد أن وصل المندوبان الأميركيان دايفيد وولش والصهيوني آليوت إبرامز إلى بيروت ، إنقلب المندوب السعودي سعد الحريري على الإتفاق ورفض الحل من أساسه، وعاد وجماعته للتصعيد .
 
هنا يطرح السؤال نفسه ، لماذا إغتيل الضابطين الذين إقترحهما بري ورفضهم المندوب السعودي سعد الحريري ؟ ومن قتلهما ، هل يعمل لمصلحة المعارضة التي إتكلت عليهما وعلى حيادهما لقيادة الأجهزة في المرحلة المقبلة، أم أن القاتل يعمل لمصلحة من رفض تعيينهم في مناصب حساسة رفضا مطلقا فكان أن تمت تصفيتهما جسديا ؟
 
في المقام الثاني :
 
يذكر اللبنانيون مقالا نشرته مجلة تابعة لتيار ديك تشيني السياسي في لبنان (منذ شهرين فقط)، بقيادة السعودي سعد الحريري، إسمها " الشراع" وفيه صورة لفرانسوا الحاج بوصفه مرشح الرئيس السوري لقيادة الجيش. ومع ذلك، لم تدّعي قيادة الجيش، ولا النيابة العامة على صاحب الشراع( المتعاون مع الأسرائيليين حسن صبرا ). ولم تطلبه النيابة للتحقيق معه بتهمة التحريض على القتل .علما بأن صحيفة السياسة الكويتية، ونقلا عن مجموعة لبنانية في أميركا مدعومة من أسرائيل إسمها المجلس العالمي لثورة الارز(عددهم عشرين منتفعا من إسرائيل ماليا) كانت قد نشرت على موقعها الألكتروني، لائحة بأسماء الضباط الموالين للأرهاب، كما قالت تلك الجماعة وكما رددت السياسة الكويتية من بعدها .
على رأس أولئك الضباط الارهابيين بحسب زعم السياسة ، ورد إسم فرنسوا الحاج ، فهل حققت اي جهة قضائية أو أمنية مع السياسة ومع مدير مكتبها في بيروت أو مع المجلس العالمي لثورة الارز أو مع مدير مكتبهم في بيروت توني نيسي ؟؟
 
في المقام الثالث:
 
ورد اليوم في مقام نعي الضابط الشهيد، خبر منقول عن لسان مدير عام قوى الأمن الداخلي وفيه " أن الضابط الشهيد كان قد أصيب في معارك تدمير مخيم نهر البارد (وتهريب فتح الإسلام ) .
ثم وفي نفس التصريح، يذكر المدير العام للأمن الداخلي أشرف ريفي، خبرا مناقضا إذ يقول " إن الضابط الشهيد هو ضابط تكنولوجي ومسؤول بصفته مهندسا معلوماتيا عن الفرع الفني في فرع المعلومات !!
 
السؤال أيضا يطرح نفسه ، إن كان الضابط الشهيد ضابط معلوماتية مسؤولا عن التنصت ، فكيف أصيب في معارك نهر البارد ؟؟ وهل كان يحمل جهاز لاب توب ويطلق منه الصورايخ؟
 
في المقام الرابع :
 
ذكرت معلومات مؤكدة منسوبة لضابط كبير في قوى الأمن الداخلي كما لمدير عام الأمن الداخلي بأن الضابط الشهيد تعرض في العام 2006 لمحاولة إغتيال في منزله ، وقد نجا منها .
 
والسؤال هو : إن كان الشهيد قد إستهدف سابقا ، فلماذا يقود سيارة مفضوحة وعليها رقم للأمن اللبناني؟ وهو كان محميا كما قالت الأنباء بمرافق واحد، رغم إعتراف الجميع اليوم، بأن الضابط وسام عيد، مسؤول عن إعتقال مجموعات إرهابية للقاعدة وللمخابرات السعودية تحت مسميات فتح الأسلام وجند الشام .
 
في الوقت الذي يعرف الجميع، بأن صحافيا تافها يعمل في صحيفة المستقبل الموالية لديك تشيني في بيروت وهو فارس خشان، يتنقل بست سيارات مصفحة ومعه خمسة عشر عنصرا من جهاز المعلومات !! يعني أن ضابطا مستهدفا كان متروكا بلا حماية، وصحافيا تافها يحميه فصيل عسكري؟!!
 
في المقام الخامس :
ذكرت معلومات صحافية أن الشهيد وسام عيد ، كان فعلا مسؤولا عن التنصت والتحليل ، ولكنه وفي اليوم الرابع لحرب تموز قام المدعو وسام الحسن مدير الفرع المعلوماتي إياه في الأمن الداخلي بتجميد عمل وسام عيد في التنصت، بحجة أن الجهاز الذي يعمل عليه حديث جدا وهو غير مؤهل لإدارته. فأستعان وسام الحسن بدلا عن وسام عيد، بضابط أردني مختص إسمه الوهمي رعد (نكاية بالمقاومة اللبنانية) . وهذا الأمر ثابت بدليل أن الضابط وسام عيد خاض معارك البارد وطرابلس ضد فتح الاسلام وأصيب مرتين وهذا باعتراف مديره العام . فهل يقاتل ضباط المعلوماتية أم يجلسون في مكاتبهم يحللون المعطيات ويفكون أسرار الإتصالات والتنقلات؟؟
 
في المقام السادس :
أكدت معلومات صحافية ومن مصدر أمني في مطار بيروت ، أن طائرة المندوب السعودي سعد الحريري الخاصة ، من طراز 777 بوينغ، طارت اليوم في الساعة الثانية عشرة ظهرا ، اي بعد عملية الأغتيال بساعات ، وهي كانت قد طارت أيضا في نفس يوم إغتيال العميد فرانسوا الحاج وفي كلتا الحالين، لم يكن سعد الحريري على متنها . المعلومات أكدت بأن الطائرة في الحالتين لم تقلع إلا بعد أن تم إستبدال طاقم برج المراقبة الرسمي اللبناني بطاقم أجنبي يعمل في جهاز أمن المندوب السعودي سعد الحريري . وهكذا يكون سعد هذا قد تملك المطار وكأنه ملك خاص لابوه ، دون أي مسوغ قانوني أو وظيفي. فما هو إلا نائب في البرلمان عن الثمانية عشرة بالمئة من أهل بيروت الذين إنتخبوا مقابل ثلاثمائة دولار للصوت الواحد . فهل له الحق بأن يستبدل على ذوقه موظفين رسميين بآخرين آجانب فقط لأنه ثري ولديه المال ؟ اليس هذ ا التصرف الأرعن خرقا أمنيا وقحا للاراضي وللسيادة اللبنانية؟ وما أدرانا من جاء ومن رحل على متن الطائرة غن كانت لا تفتش حمولتها البشرية ولا المادية ؟
 
الغريب أن الوزير الفرنسي من أم صهيونية مروان حمادة سأل اليوم " هل يمكن أن تمارس الأجهزة عملها وهناك مربع أمني خاص بجهة لبنانية؟؟
الأغرب أن السيد الوزير من أم يهودية لم يقل لنا هل يقصد مربع قريطم الأمني الممتد من بيت الحريري إلى البحر غربا وإلى نزلة السفير شرقا وهي مسافة تكاد تكون بمساحة دولة الفاتيكان.
 
أم أنه يقصد مربع المختارة الأمني الممتد على كامل جبل لبنان من المختارة إلى معراب ؟
 
أم أنه يقصد مربعه الأمني الخاص من البحر خلف الريفييرا في عين المريسة وحتى مكتبه الخاص في بئرحسن ومكتبه الثاني في الصنائع ؟
أخيرا هناك سؤال لا بد منه ، ما هي هذ ه المصادفة الغريبة العجيبة ، أنه في كل مرة تعلن المعارضة أنها قررت التحرك شعبيا لقلب الحكومة فورا نحصل عملية إغتيال تحرج المعارضة فتؤجل تحركها . اليس هذا ما حصل في ك1 عام 2006
الم تعلن المعارضة يومها عن تحركات في الشارع فتأجلت تلك التحركات بسبب مقتل بيار الجميل ؟ واليوم اهي مصادفة لمصلحة المعارضة أم لمصلحة التيار السعودي الأميركي أن يقتل ضابط
بعد يوم من إضراب نقابي إعتبر بروفة لتحركات المعارضة الشعبية المتوقعة بعد إجتكاع وزراء الخارجية العرب في القاهرة .
 
 
إنه العهر السياسي والأعلامي والمشكلة الكبرى، أن إعمال العقل في قضايا لبنان لا يمكن أن يوصل لنتيجة. لأن الناس إختاروا منذ زمن طويل أحكام الغريزة الطائفية .

قبل أن يصبح الجيش اللبناني فرق موت على الطريقة العراقية

كتب خضر عواركة
لماذا لم يدعي الجيش على صحيفة السياسة الكويتية ومجلة الشراع اللبنانية ؟
هاتان الوسيلتان الإعلاميتان الصفراوان والكاذبتان والمفبركتان للأخبار لصالح السعودية وإسرائيل والموالاة اللبنانية ، و اللتان وصفتا ضباطا في الجيش " بالإرهابيين الموالين لحزب الله وميشال عون" وعلى رأسهم الشهيد العميد فرانسوا الحاج في السادس والعشرين من شهر يناير الفين وسبعة؟

لماذا لم يدعي الجيش على وليد جنبلاط وعلى سمير جعجع اللذان وصفاه بالأداة في يد المعارضة في يوم التظاهرات والإحتجاج في 23-1- 2007 ؟
لماذا لم يلاحق الجيش مجلة الشراع التي نشرت قبل شهرين مقالا مصورا على غلافها بقلم المستكتب لدى إسرائيل حسن صبرا ، وكان العنوان لائحة بشار لحكم لبنان وفي الصور والمقال أسماء قائد الجيش والشهيد الحاج ، ومدير المخابرات جورج خوري ؟

لماذا لم يعتقل الجيش اللبناني إيلي حاكمة حين زار لبنان وتوني نيسي المقيم في لبنان وهما العضوان في الشبكة الموسادية المسماة المجلس العالمي لثورة الأرز – واشنطن . بقيادة كل من وليد فارس، جو بعيني، وقبلان فارس . هذه الشبكة المسؤولة عن تقرير أرسلته وعليه توقيع أعضائها المجنسين أميركيين إلى لجنة مكافحة الأرهاب في الكونغرس وإلى كافة الأجهزة الأمنية الأميركية وفيه لائحة بأسماء عشرات ضباط الجيش ممن أسمتهم تلك الشبكة بالأرهابيين الموالين لحزب الله ولميشال عون . وقد نشرت تلك الجماعة على موقعها اللائحة والتقرير في 26-11-
2007

الجواب ليس لغزا ، إنه مسايرة قائد الجيش وتعامله اللطيف وتغاضيه عن القيام بأي واجب وطني يستفز الأميركيين وعملائهم من أمثال جعجع – جنبلاط – أمين الحرامي الجميل سارق المليارات وبطل إختلاسات شراء طائرات البوما – وسعد الحريري ممثل الملك البدوي في باكستان .

ولأن الجيش ليس قائده وحسب من المفيد أن نوضح بأن كل المعارضة وكل جماهير المعارضة ، وحتى الساعة الراهنة ورغم جراح عدة منها تمنع قائد الجيش عن حفظ حق المعارضة بالثلث الضامن وتمنعه عن حماية قرار الرئيس السابق بأليف حكومة إنقاذ ، ورغم الإهانة التي قبل بها للرئيس لحود حين زار رئيس الأركان المعروف بموقفه السياسي الموالي لوليد جنبلاط ، قصر بعبدا وتفقده غرفه في سابقة إستفزازية جنبلاطية ضد المسيحيين . رغم كل هذه الآلام وأخرها سقوط ستة شهداء في مارمخايل وعشرات الجرحى ، رغم كل ما سبق لا تزال المعارضة والمقاومة تعتبران الجيش درة تاج الجمهورية اللبنانية و تؤام المقاومة . والمعارضة تتفهم ظروفه الصعبة والضغوطات التي يرزح تحتها لحماية الداخل وإن لم يكن قادرا بحكم الجفاف المالي واللوجستي الذي مرره فيه رفيق الحريري ووزير ماليته فؤاد السنيورة ( العميل الإسرائيلي نور كما كشف موقع فيلكا إسرائيل الشيوعي ) طوال خمسة عشر سنة ، على حماية لبنان من الغزو الخارجي .

حتى حرب تموز 2006 بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل ،كان الجيش اللبناني وقيادته يعتبران من أقوى الضمانات الداخلية للحفاظ على السلم الأهلي الذي إهتز على وقع الإجتياح السياسي والمخابراتي الأميركي للبنان. وصولا إلى السيطرة الأميركية (عبر أداتهم السنيورة وعبر المندوب السعودي سعد الحريري ) على مقاليد الحكم بالكامل إبتداء من 11 -11-2006 .

يومها إنسحبت المعارضة من الحكومة بغرض إسقاطها، ولفرض الذهاب إلى إنتخابات مبكرة. بعد أن خدع تيار الحريري والسعوديين كل من بري ونصرالله وميشال عون، كل على حدة بالإيحاء لكل منهم بأنهم طلاب سلام داخلي، وطلاب توافق سياسي. فكان أن أعطيت أصوات حزب الله وأمل للموالين لأميركا أغلبية النواب. على أمل تفادي حرب أهلية بين السنة والشيعة كما حدث في العراق . و وفقا لإتفاق سياسي ينص على عروبة لبنان ، وعلى دعم المقاومة لحماية لبنان من الغدر الإسرائيلي، وعلى عدم العداء لسوريا مع الإصرار على كشف حقيقة إغتيال رفيق الجريري .

فتدخل الأميركيون وكشفوا عن إختراقهم الأمني لوزراء المعارضة، عبر وزراء يمثلون الرئيس السابق إميل لحود ، بينهم صهره الياس المر. الذي شاركت نانسي عجرم وكوندليسا رايس وديتيليف ميليس، في عملية إستقطابه كل من جهته ، الأولى بالغرام، فسحبته من زوجته إبنة الرئيس وأم أولاده، والثانية وعدته بالمن والسلوى الأميركية، والثالث هدده بكشف علاقته بتبييض الأموال وبالتالي بتمويل عملية إغتيال رفيق الحريري .

أما وزير العدل الموالي والصديق الشخصي للرئيس لحود، فقد قدمت له فرنسا وعدا بإنتخابه رئيسا للجمهورية وقدم له سعد الحريري طائرة خاصة هدية لإنقلابه على صديق عمره إميل لحود .

الوزير طارق متري المقرب من لحود ايضا، فقد قيل بأنه كان ولزمن طويل مضى، واحدا من رجال " السي أي إيه " السريين في عالم الساسة اللبنانيين. ولكن غطائه لم يكشف إلا بعد أن بدا يجند و بشكل علني، رجال دين شيعة وسنة و مسيحيين لصالح الأميركيين. بحكم علاقته بهم كعضو سابق في لجنة الحوار الإسلامي المسيحي .

في تلك المرحلة، إتجهت أنظار المعارضة إلى قائد الجيش العماد ميشال سليمان. و قد ساور بعض المعارضين شك مبرر في موقف الجنرال الماروني الطامح للرئاسة ، الذي عمل عن قرب مع المقاومة ومع سوريا قبل إنسحاب الأخيرة من لبنان ولكنه كان هو من مكن جماعات الموالاة للأميركيين من الإطاحة بحكومة عمر كرامي عام 2005.

الشك المبرر تحول إلى تخوف مع مصادرة الجيش لسلاح وصواريخ تنقلها شاحنات مموهة ومتخفية عن الطائرات الإسرائيلية، التي كانت تحلق في الجو ليل نهار خلال الحرب مع إسرائيل.

و كانت تلك الأسلحة والذخائر متجهة إلى الجنوب لرفد المقاومين الذين كانوا بأمس الحاجة إليها لصد الغزو الصهيوني .

ثم تعاظم الشك مع الإتصالات الأميركية المتكررة وعلى أعلى المستويات السياسية والأمنية والعسكرية مع العماد سليمان .
ثم تتالت أسئلة المعارضة الهامسة عن الموقف الحقيقي لقائد الجيش، بعد أن لاحظ المعارضون ودا سعوديا ملكيا وأميريا عبر الملك عبدالله وسلطان بن عبد العزيز معه .

وتسائل البعض ، ما الذي هو مشترك ، بين قائد جيش عقيدته مقاومة إسرائيل، وبين ملك الخيانة ونائبه وغريمه على كسب ود إسرائيل .

ثم جاءت تعيينات و تنقلات عسكرية داخل قطع الجيش ووحداته، أدت إلى سيطرة بعض الموالين لجعجع ولسعد الحريري على وحدات عسكرية مقاتلة . أهمها فوج التدخل السريع الرابع وزميله فوج التدخل الخامس، المسؤولان عن مجزرة الضاحية الجنوبية لبيروت يوم السابع والعشرين من يناير الحالي .
أما أخطر الإشارات التي عبرت عن الإختراق الأميركي الإسرائيلي للجيش اللبناني، فتمثل في تعيين أحد أخطر العملاء الأميركيين ويقال الإسرائيليين، في منصب كبير وهو العميد غسان. ب المعروف بتطرفه في معاداة المقاومة وبقربه من سعد الحريري .

وقد تفاجأ الجميع بنوعية الإعترافات المضحكة والتي تسخر من عقل الرأي العام اللبناني والتي أصدرها القضاء العدلي بقرار ظني بحق مجموعة سلفية خططت لأغتيال نصرالله بواسطة إنتحاري كان سيشارك في حفل خطابي لابسا ثياب رجل دين سني ليوقع الفتنة بين الطرفين . تحقيقات الجيش قالت بأنها لم تتوصل إلى أخذ إعتراف المجموعة وعددهم فوق العشرة ، عن مصدر تمويلهم ! وكتب المحقق في القرار الظني " لم تتوصل التحقيقات إلى معرفة الجهة الممولة " !! على اساس أن المحققين اللبنانيين المعروفين بممارستهم للتعذيب على نطاق المخافر المحلية كانوا مشغولين جدا لهذا جلب الجيش محققين من الحرس السويسري للفاتيكان . (...)


كذلك آخذت المعارضة على قائد الجيش، تغاضيه عن قيام العشرات من الضباط الموالين لسعد الحريري ولوليد جنبلاط، بتنظيم وتدريب وترؤوس الميليشيات المسلحة التابعة لهما. وعلى رأس هؤلاء الضباط الضابط الدرزي الأعلى رتبة في الجيش الموالي بتطرف لوليد جنبلاط . ومنهم أيضا قائد لواء هو العميد م –ج ، والمقدم الأمني ج. والمقدم الأمني ع. البديع ع. والأخيران مسؤولان عن ثكنات لميليشيا الحريري في الحمراء وفي الروشة أما الأول فمسؤول عن ثكنة عصابات الحريري في كاراج درويش في الطريق الجدية وإسمه الحركي " الحاج جهاد "

وهو بالمناسبة من يتهمه البعض بتنفيذ مجزرة جسر المطار في أوائل التسعينات ضد متظاهرين كانوا يحتجون على إتفاق أوسلو.

هؤلاء الضباط يقودون ميليشيات وعصابات مسلحة تابعة لأحزاب السلطة الموالية للأميركيين، وفي نفس الوقت، يتابعون عملهم بفعالية في صفوف الجيش.

أما اليوم، فيتهم بعض المعارضين، ضابطا كبيرا تابع للحريري سياسيا ، وآخر متوسط الرتبة هو المسؤول مباشرة عن المجزرة وهو معروف بولائه لسمير جعجع وقد تلقى فور تنفيذه المجزرة في حق المدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم السابع والعشرين من الشهر الحالي تهنئة الأكثرية بشخص رئيس الحكومة المزيف فؤاد السنيورة وسعد الحريري مع وعد منهما بحمايته من المحاكمة والحجة ستكون أنه اراد منع هجوم شيعي على عين الرمانة المسيحية (..) علما بأن اي من المتظاهرين لم يكن يحمل سلاحا وكان يكفي جلب مدفع ماء لتفريق المتظاهرين .

هل كان قائد الجيش وراء قرار إطلاق النار ؟ يقول القائد الكبير في المعارضة اللبنانية في ردعلى السؤال الذي وجهته له بالهاتف إلى بيروت :
" نحن نحمل مسؤولية الدماء التي سالت في شوارع الفقراء المحتجين على إنقطاع الكهرباء لأيام عدة لثلاثة أطراف ، الطرف الأول قائد الجيش ، والثاني سمير جعجع الذي شارك قناصة من ميليشياته في قتل المدنيين تحت نظر الجيش وأسماعه ، والطرف الثالث هو فؤاد السنيورة خصوصا وأعضاء حكومته ومن يدعمها في جماعة الرابع عشر من آذار .
القائد المعارض يتسائل ، نحن نعرف أن قائد الجيش ليس من مصلحته أن يتورط معنا في معركة مسلحة أو حتى غير مسلحة ولكن ، الا يستحق أهالي الضحايا إعتذارا علنيا من قائد الجيش ؟

مؤكدا أن الضاحية وأهاليها المليون لم ولن يتخلوا عن تمسكهم بالجيش كحامي للسلم الأهلي ولن يعتبروا الجيش ككل مسؤولا عن ضحاياهم ولكن الحساب يجب أن يطال من عمل على الأيقاع بين الأهالي وبين الجيش الذي سنحميه بأشفار عيوننا كما حميناه من قبل لأن عناصره وضباطه ابنائنا وأخوتنا ولكن حذار المندسين والعملاء في صفوف الجيش .

الم يحرق الغوغاء منطقة الأشرفية في 5 شباط 2006 بحجة الإحتجاج على رسومات الدانمارك المسيئة للرسول ؟ هل قتل احد يومها ؟ هل أطلق الجيش يومها النار على المتظاهرين ؟ إذا لماذا لا يقتل برصاص الجيش إلا مناصري المقاومة ؟ هل هو لأحراجها مع جماهيرها أم لمعاقبتها على كبح جماح الحرب الأهلية بدماء عناصرها ؟ في حي السلم قتلنا الجيش وسكتنا العام 2004 ولا تحقيق في العام ثلاثة وتسعين قتلنا الجيش وسكتنا ولا تحقيق ، في طريق المطار قتل الدرك طفلان بريئان بحجة مكافحة البناء الغير شرعي وسكتنا ولا تحقيق ، في الجامعة العربية قتل طلابنا وأطلقت النار من قناصة جنبلاط والحريري علينا وعلى الجيش ولا تحقيق ومن إعتقل من القناصة أطلقوا وسرحوا بلا محاكمات . ثم ماذا ؟ هذه المرة لن نسكت يقول القيادي المعارض ...فليس مؤيدينا عصافير تتساقط ولا من يحاسب قاتلهم . لدينا مسؤولية أخلاقية وأنسانية عن الشهداء والجرحى ومن يريد منع الحرب الأهلية مثلنا ليس عليه أن يموت ويفنى ليمنعها .

وأضاف القائد المعارض " سنصبر إلى حدود عشرة أيام ، لكي يأتينا قائد الجيش بجواب شافي عن نتائج التحقيق، فيمن يتحمل مسؤولية دماء الأبرياء التي سقطت . فأن فعل وحاسب وحاكم القضاء القتلة وإقتص منهم، وإلا فعلى السلام في لبنان السلام . فلا نحن ولا الجيش عندها يستطيع أن يمنع عمليات الإنتقام على طريقة آل شمص .

وإن لم يفعل، فسنخلي بينه وبين ضميره وبين أهالي المقتولين الذين لهم الحق في ملاحقته قانونا وسياسيا .

سألت القائد المعارض " ولكن الجيش قدم شهداء في حرب تموز " فقال :

ونحن نفتخر بالجيش وبشهدائه ولكن الجيش ليس كل ضابط خائن لقسمه العسكري مثل الضابط ف-ه المجرم الذي يقود الفوج الخامس للتدخل والذي يشكل فرقة موت تابعة لسعد الحريري ، ولا هو قائد الجيش كشخص له أهواءه في الرئاسة وقد يبيع كل تاريخه من أجلها وإلا ما الذي يدفعه لممالأة من قاتلوا الجيش (القوات الجعجعية والجنبلاطية ) ومن جوعوه ومنعوا عنه السلاح والذخيرة والعتاد (السنيورة وسعد الحريري) .
لقد أمر قائد الجيش وحداته بعد الأيام الأولى من القصف الإسرائيلي للبنان وللجيش أمر ميشال سليمان قواته بعدم الرد على القصف الإسرائيلي ، لأن السفير الأميركي طلب منه ذلك . متعهدا له بوقف إسرائيل لغاراتها على وحدات الجيش .
فتابعت المقاومة القتال لوحدها ولم يشاركها الجيش في شرف التلاحم مع العدو. رغم متابعة إسرائيل إستهدافها لوحداته وقتلها لجنوده دون أن يكون لديهم الأوامر ولا الوسائل المناسبة لحماية أنفسهم . وقد إختفطت إسرائيل خلال شهر واحد مؤخرا راعين لبنانيين على الحدود بعد أن عبرت قواتها الأراضي اللبنانية لمسافة طويلة ، وذلك بوجود خمسة عشرة الف جندي لبناني ومثلهم من الدوليين ، فلماذا لم يتحرك الجيش لمواجهة المعتدين ولماذا لم يختطف رعاة إسرائيليين ردا وإنتقاما ؟

أننا لا نتهم الجيش كله، ففيه ابناء لنا وإخوة سلاح ودم ، و إننا لا نتهم قائد الجيش حتى، بل نحمله المسؤولية المعنوية عن كشف الفاعلين لأن بعض جنوده هم من عاثوا فسادا وقتلا بالمواطنين العزل يوم أمس . مضيفا " نحن نطالب بمحاكمة من صعدوا بدباباتهم على سيارات المدنيين ومن أطلقوا رشاشاتهم عشوائيا على مئات العزل المدنيين بلا سبب وبلا ذنب "

مصادر أخرى في المعارضة، أخذت على قائد الجيش عدم مسارعته إلى تحمل المسؤولية عن دماء الشهداء ، وعن التناقض في تعامل جيشه مع قاطعي الطرق قبل يوم واحد في بلدة دير عمار على الحدود الشمالية مع سوريا. ممن ضربوا المسافرين وأطلقوا النار لساعات في الهواء، دون أن يقوم الجيش بقمعهم أو تفريقهم. بل وقف يتفرج على المسلحين وكانوا بالمئات . وهم من أنصار المندوب السعودي سعد الحريري .
فهل الجيش في الشمال عضو في منظمة غرين بيس وفي الضاحية وحش مستأسد؟

ختم القيادي المعارض قائلا " لدينا الحق بالشك، في أن يكون قائد الجيش قد تقدم كمرشح مدعوم من أميركا ودولها العربية المعتدلة، بتعهدات معينة لضرب المقاومة والمعارضة. وقد لاحظنا مثلا أنه لم يأمر بتأليف لجنة تحقيق في مقتل تسعة وجرح ستة وخمسين مواطنا مدنيا بعضهم ينازع الموت ، إلا بعد أن أبدى الرئيس بري غضبه الشديد مما جرى .
علما بأن هناك من تحدث يوم أمس ، عن أن الفاتورة الأولى قد وصلت إلى جورج بوش بدماء اللبنانيين المقتولين على يد الجيش في الضاحية، كعربون ولاء من ميشال سليمان (زائر جعجع والرافض لزيارة ميشال عون والمتمسك حتى النصر أو الشهادة بتوزير الخائن الوزير اللاشرعي الياس المر من جديد في حكومة ما بعد إنتخابه رئيسا ) إلى الإدارة الأميركية .

المصدر المعارض يؤكد على إستقلالية المعارضة عن سوريا رغم تحالفها معها على مواجهة أميركا وإسرائيل. مشيرا إلى إستمرار دعم سوريا للجنرال سليمان كمرشح للرئاسة . بينما علقت المعارضة دعمه منذ تخلى هو عن دعم مطلب المعارضة بالثلث المعطل .

تقرير خطير يقلب الشارع اللبناني: السنيورة قتل الحريري وتخابر لصالح الموساد 
 

نشرت صحيفة الشروق الجزائرية التقرير التالي:"قبيل ثلاثة أيام من صدور تقرير لجنة فينوغراد "الإسرائيلي"، ظهر تقرير فينوغراد اللبناني، الأول يتوقع منه الإطاحة بحكومة أولمرت، أما الثاني فإن صدقت المعلومات الواردة فيه .. فهذا يعني انقلاب السحر على الساحر واشتعال النار تحت أقدام المتآمرين على لبنان.

الجميع هنا في لبنان يتساءلون عن سر عودة معلومات خطيرة نشرت على موقع الكتروني صهيوني منذ قرابة الثلاثة أسابيع إلى الواجهة مرة أخرى؟ فما يتم تداوله الآن في الساحة الإعلامية والشارع اللبناني بشأن رئيس الوزراء "فؤاد السنيورة"، واتهامه بالعمالة لصالح الموساد الصهيوني وتورطه في مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، كلها أخبار تداولتها وسائل الإعلام العربية والعالمية استنادا لتقرير "إسرائيلي" لكن سرعان ما أغلق الملف، الذي عاد ليفتح مرة أخرى عقب اغتيال "وسام عيد" رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، وهو ما فسرته بعض جهات المعارضة بأنه "عمليات تصفية داخلية بين المتآمرين على لبنان متبوعة بانتقامات"، مضيفة أن "المتآمرين بدؤوا يفضحون مؤامراتهم ويكشفون مخططاتهم الدنيئة بأنفسهم".

تقرير ممنوع من النشر

تعود جذور الحكاية حين منعت الرقابة العسكرية الصهيونية نشر موضوع في صحيفة هاآرتس العبرية في يوم 08 جانفي الحالي، وهذا نصه:
"الضابط "الإسرائيلي" السابق أهارون غولدبرغ والمتهم بخيانة الدولة الإسرائيلية عبر بيعه لمعلومات فائقة السرية للمخابرات الروسية والمسجون حاليا في منشأة عسكرية بانتظار محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، يؤكد أنه وأثناء فترة عمله في الموساد بين عامي 1970-1989 كضابط عمليات ميداني، تمكن عبر طرف ثالث من تجنيد السيد فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني المدعوم من الإدارة الأمريكية".
ويضيف التقرير: "الضابط الإسرائيلي الرفيع المستوى كان قد سرح من الجيش بعد أن أدين بتهمة بيع السلاح والذخيرة لمافيا إسرائيلية يعتقد أن من زبائنها منظمات تخريبية تابعة لحركتي فتح وحماس الفلسطينيتين في إيهودا والسامرة، وبعد تسريحه من جيش الدفاع الإسرائيلي وبعد إتمامه مدة سجنه بشكل سري نظرا لمركزه العسكري والأمني السابق، فرض عليه النائب العام شروطا مشددة للخروج من إسرائيل، وعلى ما يبدو ووفقا للرواية التي سربها المحامي جلعاد لافين محامي الدفاع.
فقد عانى الجنرال السابق وعائلته من مصاعب مادية جمة ونكران شامل ومقاطعة محكمة من أصدقائه وجيرانه وأقاربه، فانعزل في قرية دوغميغال شمال تل أبيب مبتعدا عن الحياة العامة ما بين عامي 1994 و2003، قام بعدها بالتقدم من النائب العام بطلب سفر للسياحة إلى دولة ليتوانيا لزيارة ابنه الذي يملك مكتبا للتجارة هناك".

المخابرات الروسية و"الخيانة العظمى"

ويواصل التقرير سرد الحكاية فيورد: "المحامي يؤكد بأن الحالة النفسية التعيسة والضائقة المادية وفقدان الأصحاب والأصدقاء جعلت من الضابط الذي خدم في الموساد لسنوات طويلة رجلا حاقدا يبحث عن الانتقام، فاستغل فرصة خروجه من إسرائيل وحاول الاستقرار في ليتوانيا ولكن المخابرات الخارجية الروسية علمت بأمره، فاتصلت به وعملت على تجنيده وطلبت منه العودة للبلاد لكي يتم تنشيطه بعد فترة".
ويتابع محامي الدفاع في رواية قصة الضابط الرفيع المستوى الممنوع من الحديث مع الصحافة فيقول: لم يعترف الجنرال غولدبرغ بأي نشاط يمس بدولة إسرائيل بل عاد على الفور واتصل بزملائه وتلاميذه السابقين في الموساد لكي يبلغهم بما جرى له مع المخابرات الروسية، فما كان منهم إلا أن أحالوه على القضاء الذي أصدر أمرا للشرطة لاعتقاله بتهمة الخيانة العظمى بتهمة تمريره معلومات صحيحة عن عمله السابق في جيش الدفاع وفي الموساد للروسيين، علما بأن الجنرال غولدبرغ ودوما بحسب محاميه كان قد سرب معلومات صحيحة وغير مهمة للروس لإقناعهم بصدقه في تعاونه معهم، بينما يرى النائب العام بأن غولدبرغ تعاون بالفعل مع الروس، ثم عاد وندم على فعلته فحاول تغطيتها بالاتصال بالموساد وإبلاغهم بالأمر.
غولدبرغ يصر على براءته وكذلك يفعل محاميه الذي تلقى أمرا خطيا من النائب العام اليوم لوقف نقل رسائل الجنرال السابق إلى الصحافة تحت طائلة المسؤولية لأن ما ينقله يهدد أمن دولة إسرائيل.

تفاصيل عملية تجنيد الموساد للسنيورة

أما عن أهم وأخطر ما ورد في هذا التقرير المحظور فهو ما يتعلق برواية تجنيد رئيس الوزراء اللبناني "فؤاد السنيورة" لصالح الموساد في السبعينيات، فيقول التقرير على لسان المحامي نقلا عن موكله الجنرال السابق بأن "غولدبرغ عمل في شبابه ضابط عمليات مسؤول عن تدريب ومتابعة العاملين مع جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي الموساد في لبنان، وأن ملفا باسم "نور" يحمل الرقم 345548 سلم إليه لمتابعته وتدريبه، فانتقل إلى العاصمة بيروت عبر مطار باريس بجواز سفر فرنسي مزور وحجز لنفسه شقة مفروشة في منتزه عالية في جبل لبنان، ومن هناك اتصل بالعميل نور، واسمه الحقيقي فؤاد محمد السنيورة من مدينة صيدا، فقام بتدريبه على وسائل الاتصال والمراسلة الآمنة وعلى تقنية جمع المعلومات وتضليل المحققين".
ويضيف التقرير على لسان نفس المصدر: "كان ذاك في عام 1974 وقد رأى السنيورة السيد غولدبرغ مرتين بعد ذلك الأولى في إسرائيل بعد أن تم نقله إلى اليونان سرا ومنه إلى تل أبيب وكان ذلك في العام 1976، والثانية في باريس وأيضا بواسطة جواز سفر أردني مزور وجرت في العام 1977".
وفي الثلاث لقاءات كان الهدف من اللقاء هو تدريب نور ومتابعة تطوره في جمع المعلومات، خاصة وأن علاقاته بدأت تتوطد مع علية القوم من فلسطينيين ولبنانيين.

السنيورة "أهم عميل للكيان الصهيوني"

ويضيف التقرير في سياق سرده لتلك الرواية الخطيرة: "وعلى ما يبدو وبعد أن وصل السيد السنيورة إلى سدة الحكم في رئاسة لبنان، شاهد الجنرال غولدبرغ عميله السابق فؤاد السنيورة أو نور على شاشة التلفزيون فتذكره على الفور، خصوصا وأن الأخير كان يأتي على الدوام وبيده هدية لمدربه هي عبارة عن حلوى لبنانية شهيرة باسم عائلته وكان يصر بأنها من صنع يديه".
يضيف التقرير: "الجنرال غولدبرغ سيمنع من إضافة أي اتصال عبر محاميه بالصحافة، ويبدو بأن انتقامه من القاضي الذي يحاكمه لن يستمر وسيتوقف عند حدود كشف السنيورة كمجند لصالح دولة إسرائيل من عشرات السنين، وهو أمر قد لا يكون ضرره كبير، لأن ما فعله السيد سنيورة علنا في حرب لبنان الثانية التي شنها نصر الله وإيران على المدنيين في إسرائيل، وما فعله بعد الحرب من لقاءات شبه علنية في واشنطن وبيروت مع صحافيين وضباط ودبلوماسيين ووزراء إسرائيليين، وما فعله من وقوف علني ضد حزب الله وقائدها حسن نصرالله، كل تلك الأمور مجتمعة تشكل خدمات كبيرة لصالح دولة إسرائيل لا يمكن لمجند في الموساد مهما كان ومهما بلغت درجته أن يقدمها".

اغتيال الحريري على يد أقرب المقربين منه

موقع "فيلكا إسرائيل" الذي تحدث عن حكاية "تجنيد الموساد لفؤاد السنيورة منذ عام 1974"، نشر تقريرا أعده البروفيسور إيلياهو بنييمسون، المعروف بمعاداته للكيان الصهيوني ودعمه للفلسطينيين، بنيسيمون نقل هو الآخر عن غولدبرغ "تورط السنيورة في مقتل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري"، مشيرا بالقول: "كانت نقطة أساسية من جهود كشف قضية مقتل الحريري تقوم على محاولة معرفة من هو الشخص المقرب منه، مشيراً إلى السنيورة، الذي أعلم القتلة بخط سير موكبه، ومن هو الذي أعطى القتلة إشارة توجهه من البرلمان إلى منزله ساعة الاغتيال؟؟.. ، بعض الملاحظين اتهم مسؤول أمنه السابق الذي لم يغب عن الموكب إلا يوم الاغتيال، والمعروف باسم وسام الحسن، والذي كوفئ من قبل فؤاد السنيورة على تقصيره في حماية سيده رفيق الحريري بأن عينه مسؤولاً عن أكبر جهاز أمن في لبنان، وهو فرع المعلومات الذي دعمته وقوته ومولته ودربته أمريكا وفرنسا وبريطانيا وعدة دول عربية".

كشف أسرار خطيرة عن السنيورة

وفيما أسماه الكشف عن تاريخ السنيورة تحدث البروفسور بنيسيمون قائلا: "تعالوا نراجع تاريخ السنيورة العلني لنرى إن كانت أفعاله تتناسب وصفته المزعومة كمخبر سري بين النخبة اللبنانية للإسرائيليين أم لا: وصل فؤاد السنيورة في بداية ظهوره الاجتماعي وبسرعة إلى مكتب الرئيس سليم الحص، زعيم الطائفة السنية المتوج في بداية عهد الياس سركيس 76 وحتى وصول أموال ورشاوى رفيق الحريري إلى بيروت في العام 1982.
عمل السنيورة في مكتب الرئيس سليم الحص كمتدرب في مكتب رئيس الحكومة وهو المنصب الذي شغله سليم الحص لفترات عدة قبل وبعد ظهور رفيق الحريري على الساحة السياسية اللبنانية، لكن وفور بروز اسم رفيق الحريري مالياً وسياسياً، ترك فؤاد السنيورة عمله مع أستاذه السابق في‮ ‬الاقتصاد‮ ‬سليم‮ ‬الحص،‮ ‬وقفز‮ ‬إلى‮ ‬مركب‮ ‬الحريري‮ ‬الصاعد‮.‬
فكان أن عينه الأخير محاسباً رئيسياً لشركاته في لبنان، ومن ثم رئيساً لمجلس إدارة أحد بنوكه الكبرى في بيروت (بنك البحر الأبيض المتوسط) والذي ضارب عبره فؤاد السنيورة في أعوام 1987-1992 على الليرة اللبنانية، فسقط سعر صرفها مقابل الدولار من خمسين ليرة إلى ثلاثة‮ ‬آلاف‮ ‬ليرة‮ ‬مقابل‮ ‬الدولار‮ ‬الأمريكي‮ ‬الواحد‮.‬
وهكذا‮ ‬طارت‮ ‬مليارات‮ ‬اللبنانيين‮ ‬المودعة‮ ‬في‮ ‬البنوك‮ ‬ومن‮ ‬بينها‮ ‬أربعة‮ ‬بنوك‮ ‬يملكها‮ ‬بالكامل‮ ‬رفيق‮ ‬الحريري‮".‬
ويضيف البروفسور الإسرائيلي: "للذكرى فقط، الرئيس سليم الحص تعرض في العام 1984 لمحاولة تفجير بسيارة مفخخة والتي اتهم بها في ذلك الوقت، المدير السابق للمخابرات اللبنانية الموالي لإسرائيل، المدعو جوني عبدو، وهو مخترع صيغة العمالة العلنية لإسرائيل، ودليل ارئيل شارون‮ ‬في‮ ‬غزوه‮ ‬للبنان‮ ‬عام‮ ‬1982‮"‬،‮ ‬لافتاً‮ ‬أن‮ "‬جوني‮ ‬عبدو‮ ‬هو‮ ‬مستشار‮ ‬رفيق‮ ‬وسعد‮ ‬ونازك‮ ‬وفؤاد‮ ‬السنيورة‮ ‬الرئيسي‮ ‬السياسي‮ ‬والأمني‮ ‬والذي‮ ‬اصطف‮ ‬كما‮ ‬السنيورة‮ ‬مع‮ ‬رفيق‮ ‬الحريري‮ ‬بعد‮ ‬بروزه‮ ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬بيروت‮".‬
‭ ‬
الحلفاء‮ ‬يضربون‮ ‬بعضهم‮ ‬في‮ ‬اللحظات‮ ‬العصيبة

كما أشرنا في بداية المقال أن معظم هذه المعلومات تداولتها وسائل الإعلام اللبنانية منذ أيام ليست بالقليلة، فما هو السر من وراء ظهورها وبشكل أكبر اليومين الفارطين، خاصة وأن التسريبات في المرتين مصدرهما الإعلام الصهيوني؟، من الواضح أن حكومة أولمرت بدأت تستشعر أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وأن تقرير فينوغراد سوف يطيح بها لا محالة، وفي محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وخلق ما يمكن وصفه بأنه نجاح، فإن أولمرت يسعى حاليا لإضعاف حزب الله أو الزج به في حرب داخلية أو إحداث تكتل داخلي ودولي ضده يؤدي في النهاية لإضعافه ونزع سلاحه، وأن هذه المحاولات تتم منذ شهور وأكثر بالتعاون مع الفريق الحاكم في لبنان والذي تتفق مصالحه مع المصالح الصهيونية والأمريكية، ولكن وعلى ما يبدو أن الفشل الذي مني به هذا الفريق في ذلك المسعى، والذي توج بفشل العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت "وسام عيد" من تحقيق أهدافها فاختيار الشخصية المستهدفة والتوقيت كانا في غاية الغباء، ولم يحققا المطلوب سواء بتوريط سوريا وحلفائها اللبنانيين في العملية، أو في إشعال الجبهة الداخلية اللبنانية، الأمر الذي جعل الطرف الصهيوني في موقف حرج لا خلاص منه - حسب اعتقاده - سوى بالضغط‮ ‬على‮ ‬الحليف‮ ‬اللبناني‮ "‬فؤاد‮ ‬السنيورة‮" ‬كي‮ ‬يتحرك‮ ‬بصورة‮ ‬أكثر‮ ‬فاعلية‮ ‬من‮ ‬ذي‮ ‬قبل،‮ ‬لكن‮ ‬من‮ ‬الواضح‮ ‬أن‮ ‬جميع‮ ‬من‮ ‬تآمر‮ ‬على‮ ‬لبنان‮ ‬وشعبه‮ ‬يتخبطون‮ ‬في‮ ‬الظلمات‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬أفقدتهم‮ ‬الهزيمة‮ ‬توازنهم‮. ‬
*مراسل الشروق من بيروت: وليد عرفات

محاولة إغتيال الرئيس بشارالأسد !!!!

هل كان آصف شوكت ضالعا في المحاولة !؟

اعتقال عناصر من الاستخبارات السعودية والسورية والأصوليين السوريين على اتصال بخدام والبيانوني حاولوا اغتيال الأسد قبل شهرين ، وساعدوا على اغتيال مغنية

سعود الفيصل زار سوريا سرا لإطلاق سراحهم مقابل حضور القمة لكنه عاد بخفي حنين

هيلين ( سوزان) بورجوا ، باريس ـ الحقيقة ( خاص) : كشف مصدر ديبلوماسي فرنسي في دمشق عن تعرض الرئيس السوري بشار الأسد لعملية اغتيال فاشلة على أيدي مجموعة أصولية مرتبطة بـ " الأخوان المسلمين " ونائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام تديرها المخابرات السعودية। وقال المصدر في حديث مع " الحقيقة " خلال زيارته باريس مؤخرا "إن مجموعة كوماندوز سعودية تابعة للأمير بندر بن سلطان ، رئيس مجلس القومي السعودي ، أوكلت لها تنفيذ خطة سعودية ـ أميركية لتفجير الأوضاع في سوريا عبر اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من رموز النظام المدنيين والعسكريين والأمنيين وإخراج الأمر على أنه صراع على السلطة" । وقال المصدر إن الضباط السعوديين المعتقلين " هم جزء من شبكة سعودية تضم ضباط مخابرات وأصوليين سوريين على صلة بتحاف خدام ـ البيانوني ، ومن جنسيات أخرى " । وأكد المصدر أن الخطة " كانت تقضي باغتيال الرئيس السوري خلال قيامه بزيارة خاصة لأحد الأماكن العامة ( يعتقد أنه آثار تدمر) بصحبة زوجته وأطفاله ، وهي نشاط اعتاد القيام به بشكل روتيني । إلا أن العملية فشلت وأدت لاعتقال عدد من عناصر الشبكة ، بينما تمكن الآخرون من الفرار ومغادرة الأراضي السورية ، لكن مجموعة أخرى من الشبكة نجحت لاحقا في المساعدة على اغتيال عماد مغنية ـ القائد العسكري لحزب الله". وكشف المصدر عن أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل زار دمشق سرا الأربعاء الماضي ، المصادف في 26 آذار / مارس ، في محاولة لإطلاق سراحهم مقابل موافقة السعودية على حضور مؤتمر القمة على مستوى عال ، لكنه فشل في مهمته وعاد بخفي حنين" . وألمح المصدر إلى " وجود شكوك لدى قيادة النظام السوري بضلوع الجنرال آصف شوكت ، رئيس المخابرات العسكرية ، بدور ما فيما كان يجري التخطيط له ، لكن ليس ثمة قرائن حتى الآن تؤكد تورطه " . وكان عبد الحليم خدام قد أثنى على شوكت في أكثر من مناسبة على مدى العامين الماضيين ، لعل أبرزها مقابلته مع مدير مكتب يونايتد برس أنترناشيونال (upi) في لندن ، بسام علوني ، امتدح خلالها " ذكاء " شوكت و " ثقافته " ، وحاول تقديمه فيها على أنه يتميز إيجابيا عن بقية أركان النظام ! هذا فضلا عن محاولاته المتكررة للعزف على " الانتماء السني لآصف شوكت ، بوصفه من عرب وادي خالد " (!!) كما أشار أكثر من مرة في أحاديثه الإعلامية . وفي آخر إثارة من قبله لموضوع شوكت ، أعلن خدام أمس أن شوكت " ربما كان ينتظره مصير غازي كنعان " !!

تبقى الإشارة إلى أن " الحقيقة " كانت كشفت في السادس من الشهر الماضي عن أن الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط ، الكسندر سلطانوف ، أطلع الرئيس السوري أواخر كانون الثاني / يناير الماضي على مضمون تقرير للمخابرات الروسية يتضمن معلومات وأدلة على وجود مخطط سعودي ـ أميركي لزعزع استقرار النظام السوري بطرق عنيفة خلال النصف الأول من هذا العام تحت إشراف الأمير بندر بن سلطان . وقد تضمن التقرير ، الذي جاء في مئة صفحة تحت عنوان Направления конфронтации между Сирией и США в 2008 ( اتجاهات المواجهة بين سوريا والولايات المتحدة خلال العام 2008 ) ، معلومات ووثائق تشير إلى اشتمال المخطط على اغتيالات سياسية تطاول كبار رموز النظام ، السياسيين والأمنيين والعسكريين ، وتفجيرات وعمليات تخريب تستهدف مراكز أمنية وعسكرية ومنشآت استراتيجية ، انطلاقا من لبنان وشمال العراق .

 يخيرون غزة ما بين الموت أو الكفر

هذا هو المطلوب من غزة الآن، في هذا الزمن العربي الجبان، الموت أو الكفر.
حوصرت وجوعت ، حتى حجيجها ما عادوا كما يعود عباد الله ، فقد كتب عليهم العذاب والشقاء حتى في بر وبحر العرب ، وها هم يغرقونها في الظلام ، غير آبهين بدمها ودمعها، لأنها ببساطة أول مدينة عربية تعلن حريتها منذ تسعين عاما، وأول مدينة عربية تلفظ سلطة عبيد العبيد والعملاء وترميهم الى مزابل التاريخ..
غزة لا تحتاج دموعا كاذبة ،ولا دعاء وصيام وقيام القاعدين ومن تولوا يوم الزحف،ومن أرتضوا الذلة فذلوا،إبقوا حيث أنتم فالدور قادم عليكم لا محاله.
 
في نهاية عام 1947 حذرت الدوائر الأمنية والأستخباراتية الأمريكية، الرئيس الأمريكي هاري ترومان من أن وقوفه مع الحركة الصهيونية بهذه الطريقة الفجة قد يعرض مصالح أمريكيا للخطر في العالم العربي، فقال لهم إصمتوا ،إن لي "كلاب حراسة" مهمتها الأولى مصالحنا.
وها هي كلاب الحراسة لا زالت تؤدي مهمتها على أكمل وجه.. ها هي تحاصر غزة يدا بيد مع الصهاينة ، بل أشد من الصهاينة في أحيان كثيرة كي يثبتوا إخلاصهم و ولاءهم لأسيادهم الذين تعهدوا بحماية كراسيهم من عدوهم الأول: الشعوب.
 
يستقبل بوش إستقبال الفاتحين في عواصم العرب وهو الذي ما كاد يخرج من فلسطين المحتلة حتى نفذت تعليماته والتي تقتضي أن تظل غزة تقطر دما ودمعا ،أستقبلته عواصم العرب بثروات شعوبها المسروقة لتحيي إقتصاد دولته المنهار، وفوق البيعة قدموا له من ضمن التشريفات التي لا شرف فيها،عرض عربية مسبي لتطبع قبلة على فم الجلاد أمام الدنيا.
أستكثروا على غزة ان تتنفس قليلا بعد ثمانية أشهر من الحصار،وها هم يجتمعون في القاهرة ليفتشوا لها عن وسائل شنق جديدة، للمزيد من حرمانها من كل مقومات الحياة حيث لا رحمة لمريض أو جريح انقطع عنه الدواء، لا رحمة للعجزة والأطفال والنساء أشد الناس تعرضا لمرارة الحصار..
يجتمعون في القاهرة ليكتبوا صحيفة مقاطعة جديدة، يعيدون فيها العصر الجاهلي في حصار بني هاشم ،لكن هذه المرة تجمتع العرب واليهود على مقاطعة غزة هاشم، حماس حسمت كل شيء عندما أرسلت بسيد من غزة كان للتو قد فرغ من دفن فلذة كبده الشهيد، حيث لا مجال حتى لإلتقاء النظرات ،إن كان عند الند ذرة كرامة،وحتما لا توجد، فالكل استمع لعباس وهو يضع شروطه مسبقا،وكأنه يتحدث بأسم الكيان الصهيوني في مواجهة غزة المنكوبة، وهو الذي يهمه أمن مستوطنة سديروت أكثر من حياة مليون ونصف فلسطيني .
 
آن للعرب أن تستيقظ ،فغزة آخر حصون العزة والكرامة ، لا تتركوه يسقط ، واعلموا أن شعب مصر الأبي هو الذي أجبر مبارك على عدم التعرض للعابرين من أبناء غزة نحو مصر ، فالأمور بأيديكم وما أكثر من ذلك.

 خضر عواركة يرد على عنصر ميليشيا لحد سابقا وعنصر جهاز 504 الحالي


إلى زميل قاتلي الفلسطينيين في مجزرة صبرا وشاتيلا المستكتب بالأجرة إيلي الحاج الإيلافي القواتي دام ظله.
نشرت وكالة وليد جنبلاط للأعلام اللاوطني خبرا عن " وطن دوت كوم" وعن خضر عواركة وفيه :
وطنية- 30/1/2008 (سياسة) جاءنا من الزميل إيلي الحاج ان لا علاقة له لا "من قريب ولا من بعيد بالحديث المختلق الذي نشره موقع "وطن دوت كوم" لصاحبه خضر العواركة عن لسان المقدم في قوى الامن الداخلي سمير شحادة، زاعما انه اجراه لمحطة تلفزيونية كندية".
 
واعتبر الحاج ان ايراد اسمه في الموضوع على انه مترجمه، والتعريف عنه تحديدا بانه احد اهم كتاب موقع "ايلاف" الالكتروني، "هو عمل مكشوف يرمي للاساءة اليه والى موقع "ايلاف".
إنتهى خبر وكالة وليد جنبلاط .
 
                                                الرد
 
أولا :
 
يهمني أنا المشحر خضر عواركة أن أعلن بأني وكما هو معروف وواضح لست سوى كاتب تنشر مقالاته وطن دوت كوم الأميركية المنشأ والإقامة والإستضافة .ولست بالتأكيد مالكها .
 
أما الموقع الذي أملكه فهو أخبار مونتريال .وجماعة الأربعة عشر مشمئز من أشلاء فينوغراد تعرفه جيدا.
ثانيا :
يهمني أنا الكاتب المشحر خضر عواركة أن أعلن بأن لا علاقة لي بالمقابلة التي أجراها أو لم يجريها الضابط الجبان،الهارب، الفاقد للشرف العسكري، المختبيء في حضن زوجته عن آداء واجبه ، المعروف لدى اللبنانيين الشرفاء لا (الحقيرين الخونة) بأنه مزور للشهود المدعو سمير شحادة .
 
وبالتالي، لا علاقة لي بترجمة أو نشر المقال المنشور عنه .
ومترجمه إسمه واضح ومنشور في صحف كثيرة نشرته قبل أن تنشره " وطن دوت كوم " و هو المدعو" إيلي الحاج " كما نشرت إسمه قبل وطن دوت كوم صحيفة " شباب مصر" التي نشرته صباحا بتوقيت القاهرة . ثم قرأناه جميعا في وطن مساء نفس اليوم بتوقيت شرق الولايات المتحدة . أي بعد ستة وثلاثين ساعة .
وشباب مصر هي صحيفة تابعة لحزب مرخص وعلني في القاهرة .
 
ثالثا:
أعلن بأني أقول وأتمنى لو أنه كان لي صلة بالمقابلة الصحافية مع السيد " بطل الهروب" سمير شحادة ، لكنت حققت سبقا صحافيا كبيرا ، لأن معظم الناس لا تعرف أنه هارب من لبنان .
 
رابعا :
يهمني أنا المشحر المواطن اللبناني أن أسأل :
 
" لماذا نفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيروت خبرا منسوبا لضابط هارب من الخدمة مختبيء في كندا!! ؟
وهل هو لا زال في الخدمة ولكنه يمارس مكافحة الجريمة والأرهاب في كندا ؟ أم أنه إستقال ولا زالت المديرية تعمل له بصفتها سكرتارية خاصة به ؟ أم أنه شاهد دولي وعضو في برنامج حماية الشهود؟
وبمالناسبة، لماذا إذا لا تحمون كل الشهود وعلى رأسهم الشاهد الشهيد الرائد وسام عيد ؟
 
أم إن ورود إسم رب الخونة اللبنانيين الأعلى ومالك حياتهم ومفنيها (بندر بن سلطان )
 
" جنن " المديرية العامة لقوى الحريري الداخلي ، فسارعت لنفي أصل وجود محطات تلفزيونية في كندا ، ثم نسبت الخبر إلى وطن " السورية " !!
مع أن رقم هاتف وطن دوت كوم واضح وسمعة الموقع أشهر من أن تخفى كموقع عربي أميركي إبن موقع عربي أميركي وهو تابع لأشهر صحيفة للجالية العربية في لوس أنجلوس !
 
((على وزن نشر خبر في صحيفة النهار اللبنانية الإنعزالية وفيه نبأ إقفال مكتب أخبار مونتريال في بيروت بوصفه مكتب سري لأخبار سوريا!! والهدف واضح، وهو هدف عاهر وطريقة العاهرات في إعلام تيار الحريري في محاربة منتقديهم. فإعلام الحريري يربط كل خصومه بسوريا وكأن سوريا تحتل كندا وشرق القطب الشمالي ))
 
خامسا :
يهمني أن أعلن بأن الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية المسيطر عليها من قبل غازي العريضي التقدمي سابقا الإشتراكي سابقا المأجور لتشيني وإبرامز ( حاليا ) . رفضت نشر ردي على إيلي الحاج الكاتب المعادي للبنان (الشعب ) ولفلسطين (الشعب ) ولسوريا(الشعب ) وللعرب (الشعب ) والموالي لأميركا (الإدارة والمخابرات) والموالي لأسرائيل(مخابرات ودولة وشعب ) والموالي لسمير جعجع (بحكم الزمالة في قتل وقتال الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا) والموالي بالأعارة لسعد الحريري (المحفظة النقدية أو الشيك البنكي ) .
 
سادسا :
 
يهمني أنا الكاتب المشحر أن أعلن بأن جماعة الرابع عشر من آذار تحاول أن تختلق الأكاذيب لتخيف مواقع الشرف والوفاء لأنها لا تسيطر عليها . وموقع وطن دوت كوم أشرفها وأوفاها .
 
لهذا هم يلصقون " وطن " بمقال منشور في الف ومئتي موقع عربي وفي عشرة آلاف موقع أجنبي عن مقابلة لا علاقة لها بإجرائها أو بترجمتها ولا علاقة لي ايضا بها ومترجمها شخص إسمه إيلي الحاج وقد قرأتها في مواقع عربية أخرى قبل أن تنشرها وطن دوت كوم فلماذا ركز العملاء على وطن ؟؟
 
الجواب هو أنهم يريدون إخافتها والسلام .
 
أما عن نفي إيلي الحاج الإيلافي لترجمة المقابلة ، فلربما هو نشرها ثم تاب مصحوبا بمبلغ محترم. أو أنهم طردوه من جدول الرواتب لعدم صلاحيته كمسيحي محروق بعمالته لإسرائيل ككل القوات اللبنانية التي ينتمي إليها . خصوصا لأن الموسم هو موسم العملاء الشيعة لا المسيحيين، ولربما ولا أجزم أنه نشر هذا المقال وترجمه عن مقابلة الهارب في كندا لكي يبنتزهم فيقبض فينفي والعلم عند الله .
 
ملاحظة : أضحكتني كلمة " الإساءة إلى إيلاف " . أيها المستكتب ، إسم إيلاف وحده إهانة و مرادف للخيانة والعمالة والحقارة. فمن يستطيع الإساءة إلى من يجلسون على حد شفرة ملقاة على بلاط أملس ثم يتلاعبون بمرجحة اقدامهم من أمثالك وأمثال عثمان العمير؟

بشار الأسد - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ما رسخه حافظ الأسد جنى نتائجه بشار الأسد السياسة السورية ثوابت قومية ووقفات عز تاريخية .


منذ فجر الاستقلال في الشام ولبنان , كان الكيان اللبناني بفعل انقساماته الداخلية , طائفيا ومذهبيا وتوجها عربيا او انعزاليا , الخاصرة العربية الضعيفة التي تسمح لجميع اللاعبين باستخدامها بسبب المركز الإعلامي اللبناني المؤثر والفاعل في المنطقة العربية .
ذلك ان معظم المصطافين منذ أكثر من ستين عاما يؤمون لبنان وينخرطون في حياته السياسية بشكل غير مباشر فينقلون اهتمامهم به الى بلادهم العربية حتى صار معظم الناس فيها اكثر معرفة بالسياسة اللبنانية وفهما من السياسة المحلية لبلدهم او كيانهم .
ومن دون الدخول في التفاصيل التي أصبحت نتائجها شبه مسلمات , كان للجمهورية السورية على اختلاف الأنظمة الحاكمة فيها , الدور الرئيس في تقرير الكثير من المواقف السياسية في لبنان التي تتطلب " توافقا دوليا " . والأكثر بروزا لهذه الحالة كانت انتخابات رئاسة الجمهورية التي انحصر التأثير فيها بالبدايات بالبطريرك الماروني وفرنسا والشام .

ثم تحول دور فرنسا الى الولايات المتحدة منذ الثمانينات وعندما حاولت الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية ان تلغي الدور السوري لم تصل الى نتيجة ولم تستطع تأمين الاستقرار في لبنان واضطرت الى الاعتراف بالدور السوري .
قد يظن البعض ان سياسة الولايات المتحدة قد تبدلت وعادت الى محاولة الانفراد بالتأثير بالساحة اللبنانية وإقصاء الدور السوري . الا ان الحقيقة ليست كذلك أبدا فالولايات المتحدة تعرف انها لا يمكن لها ان تستفرد بالتحكيم بالوضع اللبناني للاسباب التالية :

1- ان ادواتها ليست لهم الفعالية الكافية على الارض ليؤمنوا لها ما تريده .
2- لان غاية الولايات المتحدة ومصالحها في لبنان تتضارب مع المصلحة اللبنانية . ومن هنا كان منشأ ضعف أدواتها في لبنان التي غالبا ما كانت محصورة بفئة مذهبية انعزالية التحقت فيها في السنوات الاخيرة فئة منشقة عن مذهبها ومصالحه الدينية والوطنية والقومية .
3- غالبا ما يصعب التفريق ما بين المصلحة الامريكية والمصلحة الاسرائيلية في توجيه السياسة اللبنانية بالاتجاه ذاته . ولذلك يعتبر هذا العامل عاملا اضافيا في اضعاف فعالية وتأثير الادوات الامريكية المتعددة الالوان والمواقف خلال فترات قصيرة من الزمن .
بينما يختلف الوضع السوري في لبنان عن الوضع الامريكي على الشكل التالي :
1- ان الفئات والجهات التي تعاونت ولا تزال تتعاون مع الشام تنطلق من وعي وادراك للمصلحة اللبنانية . التي غالبا ودائما ما تتضارب مع المصالح الامريكية المرتبطة مع المصالح الاسرائيلية .
فابدا هناك معاكسة بين المصالح اللبنانية والمصالح الاسرائيلية المرتبطة بالمصالح الامريكية . بينما السياسة السورية هي دائما في سبيل تعزيز ودعم المصالح اللبنانية .
2- ان الشام قدمت كل وسائل العون للبنان عندما كان لبنان على شفير الهاوية بل عندما وصل الى الهاوية ولم يجد من يمد له يد العون وينقذ اطفاله وشيوخه من مختلف الطوائف والمذاهب سوى سورية. بدليل ان كميل شمعون وحلفه الثلاثي شارك في مساعي دعوة سورية للعودة الى لبنان بعد انسحابها في الثمانينات لان جثث القتلى غطت الشوارع وليس من يجرؤ على رفعها .
وعندما اتصل الطرف الانعزالي او المنطقة الشرقية بالامريكان طالبين العون والمساعدة قدمت لهم الولايات المتحدة اسطولها للرحيل لمن يرغب في الهجرة الى كندا وامريكا .
3- قدمت سورية كل ما استطاعت واعادت الامن وسلحت الجيش وعززت قدراته . واذا كان هناك من اساء الى العلاقة بين الشام ولبنان فهم اشخاص لا مؤسسات سورية . والاساءة كانت مؤلفة من ادوات لبنانية اثبتت الايام ضلوعها مع اطراف العصابة من الطرف السوري المتمثل بالخائن عبد الحليم خدام واعوانه .
4- اصدقاء سورية في لبنان هم من المؤمنين بلبنان ومن العاملين للمصلحة اللبنانية المتعاكسة مع المصلحة الاسرائيلية المتبرقعة حينا والظاهرة احيانا بالمصلحة الاسرائيلية . وبالتالي فان علاقة هؤلاء الاصدقاء مع الشام هي علاقة مع المصلحة اللبنانية ذاتها ولصالحها وليس من اجل الاستقواء على فريق لبناني آخرهم على خلاف سياسي معه. حيث كان بامكان اصدقاء سورية لو كانوا مصلحجيين وانتهازيين ركوب الموجة الامريكية ومشاركة الادوات الامريكية المغانم والسلطان بدلا من المحاربة والاضطهاد .
الا ان من يحب لبنان ومن يسعى وراء الاستقرار ووراء العدالة والحقيقة لمعرفة قتلة الحريري لا يمكن ان يقبل بتسليم لبنان الى المجهول عبر محكمة ذات طابع دولي تتشكل وفق رغبات خارجية بعيدا عن المصلحة اللبنانية التي يجب ان يكون لها الاعتبار الاول في مبادئ وقانون تشكيل المحكمة .
5- لا يمكن لاي لبناني ان ينسى انه طوال الوجود العسكري الامني السوري في لبنان لم تتخل ولا وسيلة اعلامية عن مواقفها المعارضة للشام ولم يتعرض لها احد . وظلت المسرحيات الكوميدية تمارس ادائها في فردان وغيرها ( مسرح الساعة 10 ) وتنتقد سورية ورئيسها دون ان يعتدي عليها احد او يمنعها احد .
ان حرية الاعلام التي تباكوا عليها اثناء الوجود السوري كانت نوعا من التباكي والاحتجاج الاعلامي بقصد خلق جو عن تدخل سوري في الاعلام اللبناني . هل منع احد جريدة "النهار"من الصدور او قاضاها وهي لم تهادن الشام ولا يوما واحدا . وهل هناك مـــن عكر صفـــوال lbc المعادية لسياسة الشام بامتياز.؟ ( اما مشكلة الـ mtv فهي مشكلة لبنانية بحت ولاعلاقة لها بالموقف والوضع السوري في لبنان ).

منذ عام 2003 وبدايات الاستعداد للحرب بدأت الولايات المتحدة و" اسرائيل " محاولات الغاء الدور السوري لا من اجل تحقيق مصالح لبنانية من وجهة نظرها وانما من اجل تحقيق وخدمة مخططات ومشاريع تخدم المصلحة الامريكية واسرائيل بالمنطقة عبر احتلال العراق على اساس اعتقادها ان بقاء سورية في لبنان امر حيوي لها ولوعلى حساب ثوابتها القومية.
وانها بتنازلها عن دورها القومي في المنطقة تحمي " مكاسبها " الخاصة في لبنان . فاثبتت سورية ان علاقتها ووجودها بلبنان لا ينفصل عن المصلحة القومية المهددة باحتلال العراق وان تأييد هذا الاحتلال مقابل الاحتفاظ بلبنان هو خيانة للمصلحة القومية وتخلي عنها لا يلبث ان يقضي على سوريا وعلى لبنان معا . ( كما أُكل الثور الابيض ).

لذلك فان ما رسخه الر ئيس الراحل حافظ الاسد في السياسة السورية وخاصة لجهة عدم الفصل بينها وبين المصالح القومية العليا للعالم العربي ويشكل اكثر تحديدا للمنطقة السورية الطبيعية , هو الذي اثبت وجوده بما اكد عليه الرئيس بشار الاسد من الاستمرار بالتمسك بهذه الثوابت ومجابهة التحديات التي تحتاج الى صبر وثقة وايمان بحتمية النصر وبحتمية المستقبل .
اليوم يدرك الذين ارتجفت ركبهم من التهديدات الامريكية عند بدء التحقيقات في مصرع الحريري . وبالتهديدات بالمحكمة الدولية , وبالتهديدات بالمقاطعة الدولية والعقوبات الاقتصادية . ان الموقف السوري , موقف قوي وثابت لانه يتعامل مع الحقائق ومع الاستشرافات المبنية على الحساب الدقيق للمصالح القومية والوطنية لسورية ولبنان خاصة وبقية دول الكيانات السورية عامة بمواجهة المصالح والمطامع الاميريكوـ اسرائيلية .

ان الذين يعرفون طينة جنبلاط يعرفون ان زعيقه وجعيره سببه ما عرفه وادركه من فشل المخطط الامريكي لعزل سورية عن لبنان والعراق والمنطقة واستحالة الاحتفاظ بدور لجان بولاد المسعور بعد ان استعملته الولايات المتحدة فزيعة هو وشاحب ثورة " البرغل " لاخافة سورية ناسية ان الفزيعات تخيف الزرازير والغربان ولا تعلو الى مستوى النسور .

ان عناوين الاخبار السياسية في المنطقة وحدها التي تغطي الصفحات الاولى ومقدمات نشرات التلفزيونات اليوم تعطي الدليل الى اين انتهى مشروع عزل سورية والى اين انتهى وسينتهي غراب المختارة واحمق بزمار . حيث صارت وجوههم كالعصفر , من يوم بدأ
الطالباني اول زيارة رسمية لسورية ثم كرت المسبحة لتتوج وتأخذ الامور وضعها الطبيعي في القمة العربية بالرياض اواخر شهر آذار الحالي .

النعي الرسمي للرئيس حافظ الأسد


النعي الرسمي للرئيس حافظ الأسد



أذيع في في الساعة السادسة من مساء 10 حزيران (يونيو) 2000


بسم الله الرحمن الرحيم


"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم



أيها الأخوة المواطنون،


أيها العرب في كل مكان،


القيادتان القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، مجلس الشعب، مجلس الوزراء، القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، المنظمات الشعبية، النقابات المهنية، أبناء الراحل العظيم: بشار، ماهر، مجد، بشرى، آل الأسد ومخلوف ينعون إلى الأمة العربية والشعب العربي السوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس الجمهورية الرئيس القائد حافظ الأسد.


ففي صباح يوم الثامن من ربيع الأول 1421 الموافق للعاشر من حزيران 2000 ميلادية، قضى الله تعالى أمره، فغيّب الموت قائداً قل مثيله وحكيماً قل نظيره. اليوم أيها السوريون والعرب، غاب القائد الصامد دفاعاً عن حقوق الأمة والوطن.. غاب القائد الذي شمخ بقيمه ومثله وسياسته ونهجه، غاب القائد الذي كافح أكثر من نصف قرن من أجل عز العرب ووحدة العرب وحرية العرب وصيانة كرامتهم واستعادة حقوقهم.


غاب القائد الذي صارع الأعاصير الهوجاء، فما لانت قناعته ولا ضعفت شجاعته ولا ضاقت بصيرته ولا اهتزت قناعاته، فكان الأشجع باتخاذ القرار، والأقوى في مواجهة أعداء الأمة وخصومها، والأعطف في حب الناس.


اليوم هوى الكوكب الذي أنار سماء سوريا والعرب أكثر من ثلاثة عقود، فأعطى من عقله وجسده وقلبه، وكابد لترتفع راية الأمة، وجاهد وكافح وصبر وتحمل من أجل وطن آمن مزدهر عزيز وقوي.


كان حافظاً للعهد، عهد حب الوطن والكفاح من أجل استرداد حقوق الأمة... رفع شأنها وكان أسداً في مواجهة الملمات والصعاب والعواصف... كان جندياً مقاتلاً مؤمناً بأن لا قيمة للحياة دون وطن عزيز حر موحد، وكان رئيساً مدركاً مسؤولياته في بناء الوطن وتوفير متطلباته وتحرير أرضه المحتلة. كان أباً في حبه لمواطنيه، يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم.


فقدنا اليوم يا أخوتي الأخ والرفيق والصديق والأب والقائد والمعلم... فاليوم يوم الحزن والأسى في كل بيت، في كل مدرسة وجامعة ومصنع ومزرعة ومتجر... الحزن في كل قلب، قلب كل رجل وامرأة وطفل. وأما الذي غاب، فكان قطعة من الفؤاد، وسيبقى في تراثه وإنجازاته وفكره وسلوكه كوكباً يضيء، ليس لهذا الجيل فحسب، إنما للأجيال القادمة.



سلام عليك أيها الرئيس القائد.



سلام عليك أيها الرفيق المناضل.



سلام عليك أيها المثل في الصدق والوفاء والعمل والكفاح.



"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". صدق الله العظيم.



"إنا لله وإنا إليه راجعون".




القائد حافظ الأسد , رجل التاريخ في الزمن الصعب


القائد حافظ الأسد , رجل التاريخ في الزمن الصعب

تسلم الرئيس حافظ الأسد قيادة سورية وهي دولة منهكة حزبياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً.. فالحزب كانت تقوده عقلية مناورة وتتجاذبه تيارات متعددة.. والجيش منهك تماماً إثر هزيمة حزيران.. والواقع الاقتصادي مترد تماماً.. وعلاقات سورية العربية التقدمية في أدنى مستوياتها.. ومركز سورية العربي والدولي كان هامشياً والأحزاب القومية التقدمية كانت

مهمشة وخارج السلطة وخارج المسؤولية وخارج القرار فأراد القائد الأسد أن يكسر احتكار الحزب للسلطة فجعل هذه الأحزاب شركاء في السلطة وفي القرار.. وانتقل الرئيس الأسد في زمن قصير بسورية من بلد كان عبئاً على عملية الصراع العربي الإسرائيلي إلى بلد يشكل مفتاح القرار في المنطقة ومركز النبض القومي وحامل هموم الأمة وقضاياها المصيرية.. ومن بلد الهزيمة إلى بلد الانتصار على اليأس وعلى القوة العسكرية الإسرائيلية التي لا تقهر.. ومن سورية بلد الانقلابات بفعل التدخل الأجنبي إلى بلد التماسك والقوة والاستقرار. كان السيد الرئيس يرى أن كل طاقات الأمة يجب أن تزج لصالح التناقض الرئيسي مع إسرائيل من أجل ذلك دعا إلى وحدة موقف الأمة وتناسي خلافاتها.. لأن معركتنا مع إسرائيل معركة وجود وأن الصهيونية تستهدف الأمة كلها.. من أجل ذلك رأى في الحرب العراقية الإيرانية حرباً مجنونة تستنزف قدرات العراق وتستنزف قدرات إيران الثورية لأنه كان يرى في إيران بعداً إستراتيجياً للصراع العربي الإسرائيلي لأن ذهنه كان مشدوداً دائماً إلى هذا الصراع.. وقد أثبتت الأحداث اللاحقة صحة هذا الموقف وأدرك كل الذين وقفوا وجّرحوا الموقف السوري تجاه العراقية الايرانية أن موقف الرئيس كان صائباً. ووقف مع الكويت أثناء الغزو لأن هذه الوقفة تنطلق من موقف قومي.. فالمعركة في رأيه مع إسرائيل لا تمر من الكويت ولا من عمان ولا من بيروت وأن المعركة مع إسرائيل لا يمكن كسبها إلا بتضامن عربي، وبقرار عربي كما حدث في حرب تشرين. كان القائد حافظ الأسد قائداً استثنائياً بامتياز.. فهو عسكري ومفكر وسياسي وعقائدي يتسم بالهدوء والموضوعية ووضوح الرؤية.. وكان القائد حافظ الأسد يمتلك فهماً حقيقياً للتاريخ ويعيشه ويؤمن بالاستشهاد وبالأمثلة التاريخية وكانت لديه القدرة أن يستطرد بالواقعة التاريخية ويستنبط دلالاتها ثم يؤكد النتيجة التي سيصل إليها ويترك للمستمع الاستنتاج.. فعمل القائد الخالد حافظ الأسد كان في الحقيقة التاريخ.. وهذا أمر نادر في رجال السياسية يحيط به هاجس من موقع فهمه لحركة التاريخ.. وكان في حديثه مع زائريه من داخل القطر وخارجه ومن سياسيين وقادة عرب وأجانب يستشهد بالتاريخ ويحدثهم من الذاكرة.. وحافظ الأسد كان شديد التعلق بالذاكرة.. فالذاكرة هي المحرض على العمل النضالي لإزاحة الألم الذي تراكم قروناً على كاهل الجماهير وروحها وحياتها وعلى الوطن ومسيرته.. فالعلاقة بين الوطن والحزب والشعب كانت تشكل عنده أهم أقانيمه المقدسة، لأنها القادرة على تكوين تفاعل حقيقي لإيقاظ مجد الأمة لكتابة تاريخ جديد ولكن ما الذي سيكتبه التاريخ عن رجل التاريخ القائد حافظ الأسد.. سيكتب التاريخ أن القائد الخالد حافظ الأسد كان متعلقاً بالثوابت والتي تقوم على.. تحرير الأرض.. تعميق العلاقة بين الحزب والجماهير.. والتضامن العربي لمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني.. وتحقيق وحدة العرب لإعلاء كلمتهم بموقف قومي وإلغاء كافة التناقضات الثانوية بين الدول العربية لصالح التناقض الرئيسي مع العدو الصهيوني ومحاربة الفكر الرجعي والطائفي.. تدعيم دولة المؤسسات.. فهو عقائدي ابن مدرسة عقائدية نشأ فيها وكبر بها.. فتركيبته كاملة تركيبة عقائدية وإيمانه بالأمة إيمان قدري.. فلسطين ليست عنده أرض أخرى كأية أرض عربية وحسب فهي جنوب سورية، نشأ حافظ الأسد في ظل الإيمان المطلق بأن فلسطين جزء هام في الوطن العربي.. وفلسطين كلها مع الأقصى هي أولى القبلتين.. وفلسطين هي مركز الصراع بين الأمة وبين الصهيونية.. وأن فلسطين هي الامتداد الطبيعي لسورية.. من أجل ذلك ظلت فلسطين في عقله وذاكرته وفي دائرة إهتمامه.. وظلت المقاومة الفلسطينية محتضنه لديه ومدعمه ويرى فيها أملاً وقوة وطريقاً لتحرير الأرض.. حافظ الأسد كان عقائدياً من الطراز الأول وظل بعثياً حتى آخر أيامه.. لأنه الحل العلمي في رأيه لحسم كثير من المشكلات داخل الوطن ومنها الطائفية والمذهبية.. عقائدية الجيش.. فلسطين الإطار القومي السوري والحزب.. العدالة الاجتماعية.. فالحزب عنده كان رداً سياسياً وأخلاقياً ورداً حضارياً وقومياً للوقوف في وجه العنصرية والصهيونية وكان الرئيس الأسد يعتقد أن حزب البعث العربي الاشتراكي يمكن أن يشكل بتحالفه مع القوى القومية والتقدمية القوة المتوثبة لروح الأمة لوقف كل الانهيارات التي نراها في الأمة الآن.. كان الرئيس الأسد يتحسس من الموضوع الطائفي.. فكان دائم التركيز على الروح القومية وعلى قيم الأخلاق والعدالة والمحبة.. من هنا جاءت خشيته من الجرثومية الطائفية التي أرادت إسرائيل أن تزرعها في المنطقة وفي لبنان تحديداً من أجل أن يأخذ الصراع في لبنان وضعاً طائفياً وبالتالي هذا الوضع الطائفي يصب في مصلحة إسرائيل والغرب لمواجهة الأمة وبالتالي سورية من الخاصرة.. كان الهم اللبناني عند الرئيس حافظ الأسد ينطلق من خوفه أن تتحول لبنان إلى إسرائيل ثانية وإلى مركز غربي معاد للأمة. كان يرى في العلاقات السورية اللبنانية المميزة العلاقة الطبيعية أي أن تتوج العلاقة الرسمية والشعبية بين لبنان وسورية بعلاقة مميزة وطبيعية.. وكان الرئيس الأسد يدرك أهمية لبنان في حياة سورية وقوتها وأهميته في حياة الأمة العربية كجزء منها.. وكجزء هام قادر على أن يلعب دوراً في عملية الصراع مع إسرائيل. جاء شولتنز بعد اتفاق 17 أيار لمقابلة السيد الرئيس وقال له: هذا الاتفاق يؤيده 90% من الشعب اللبناني وأرجوك يا سيادة الرئيس ألا تضع العقبات أمامه.. لأن ذلك غير مجد على الإطلاق. فقال السيد الرئيس يا سيد شولتز هذا الاتفاق الذي يجعل من لبنان محمية إسرائيلية سيسقط لأن 90 لا بل 59% من الشعب اللبناني سيرفضه ولم يصدق شولتز أن الرئيس الأسد كان جاداً وسقط الاتفاق. وقرار الرئيس الأسد دخول لبنان كان قراراً تاريخياً.. لم يكن في ذاك الوقت قراراً شعبياً ولا دولياً ولا عربياً.. لكنه كان قراراً صائباً وحكيماً وشجاعاً.. رأى القائد الأسد فيه أبعد مما رآه الآخرون في الوطن العربي وفي الدول العظمى. جاء شولتز إلى الرئيس الأسد وقال له: أن الأسطول السادس الأمريكي في مواجهة الشواطئ اللبنانية ويمكن أن يتحول إلى الشواطئ السورية ويضرب أنى يشاء.. فقال له السيد الرئيس بهدوء ساخر: أعترف أن الأسطول السادس يمتلك كل إمكانات القوة.. ولكننا نمتلك كل الإيمان بالتضحية والاستشهاد.. ولدينا طيارون جاهزون للقيام بعمليات استشهادية. وبعدها سقط في بيروت 042 جندياً من قوات المارينز وخمسون جندياً من القوات الفرنسية ودمر تدميراً كاملاً موقع القيادة الإسرائيلية في صور. ظل القائد الخالد حافظ الأسد حريصاً على قرار عربي موحد لمواجهة المفاوضات وبخاصة دول الجوار المحيطة ورأى في خروج الفلسطينيين على القرار الموحد ضعفاً وتمزيقاً لقوة وحدة المسارات العربية وأن أمريكا هي التي عملت على تفكيك وحدة الموقف. كان يرى أن كل نقطة في اتفاق أوسلوا تحتاج إلى اتفاق وأثبتت الأيام فيما بعد أن كل تفصيل في هذا الاتفاق يحتاج إلى واري ريفير.. وكل تفسير يحتاج إلى جهد دولي ويؤدي إلى تنازلات جديدة. كانت مخاوف الرئيس الأسد على السلام نفسه تنبع من أن أية اتفاقية لا تأخذ بعين الاعتبار الحقوق كما الواجبات وتتجاهل الحقائق التاريخية والجغرافية والإنسانية ستؤدي في كل لحظة تنقلب فيها الموازين لصالح إسرائيل. لولا تلك العقائدية التي يمتلكها الرئيس الأسد ولولا تلك الحكمة التي يختزنها ولولا تلك المهارة العقائدية التي أظهرها في التعامل مع كل عنوان سياسي برز في وجهه لكانت ثمة متغيرات حدثت على الخارطة العربية سياسياً واقتصادياً.. ولكان الصمود العري تحول إلى نقطة الانكسار والاندفاع نحو عدد من الأطراف العربية وبخاصة بعد مؤتمر مدريد عام 1991.. ولكن أوقف كل ذلك.. واعتبر الرئيس الأسد أن أي سلام سياسي أو سلام تاريخي يجب أن يمر دون شك أولاً بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران والاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني بما فيها حقه في العودة إلى أرض وإقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس. نظرية الأمن القومي العربي في فكر حافظ الأسد ليست في اتفاقيات الدفاع المشترك وحسب وإنما في الاقتصاد أيضاً وفي السياسية والإعلام والثقافة.. فالأمن العربي وحدة لا تتجزأ كرد على واقع التجزئة وتأثيراته الضارة على مستقبل النظام الإقليمي العربي. وأن تهديد الأمن القومي العربي يأتي من خارج النظام القومي العربي لامن داخله إذ لا يعقل أن تقوم دولة عربية بالاعتداء على دولة عربية أخرى. وإسرائيل هي مصدر التهديد الأساسي للأمن القومي العربي.. وإن قضية فلسطين قضية قومية تطال تأثيراتها جميع الأقطار العربية ولو بدرجات مختلفة.. وتقع مسؤولية حلها على العرب جميعاً. يقول السيد الرئيس قضية فلسطين قضية عربية مصيرية والتضامن كما نراه فعل إيجابي دوره في السلم يماثل دوره في مرحلة التصدي للعدوان وهو في الحالين ضرورة قومية وحضارية وإنسانية. في العاشر من حزيران كان رحيل القائد التاريخي الاستثناء.. العظماء يرحلون ولا يموتون.. لأنهم يتركون في ذاكرتنا ووجداننا مجيد أعمالهم ووهج أفكارهم ونبل سيرتهم.. والرئيس الخالد حافظ الأسد ترك لنا قائداً تربى في مدرسته النضالية فاعتنق مبادئه، وحمل رايته.. وأبحر من مرافئه إلى شواطئ الوطن الواسع.. إنه الرئيس بشار الأسد الذي توجهت إليه قلوب الجماهير..وبايعته قبل أن تبايعه جهات القرار الرسمي.. فكان قرار مبايعته قراراً جماهيرياً ونضالياً أعلنه الوطن وفاء للقائد الراحل.. واقتناعاً بالرئيس الشاب بشار الأسد بأنه المؤهل نضالياً وأخلاقياً وعقائدياً للمضي نحو مرتسمات الأمة وثوابتها.‏‏

القائد التاريخي حافظ الأسد


القائد التاريخي حافظ الأسد

حافظ الاسد (6 تشرين الأول 1930- 10 حزيران 2000): رئيس الجمهورية (1970-2000). ولد في بلدة القرداحة التابعة لمحافظة اللاذقية. درس في ثانوية اللاذقية، وترأس أول مؤتمر وطني لطلبة سوريا. انتسب إلى الجيش السوري وتلقى تدريبات عسكرية في الاتحاد السوفيتي. انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1946، وأصبح قائداً عاماً للقوى الجوية بعد وصول البعث إلى الحكم في ثورة الثامن من آذار 1963. عمل وزيراً للدفاع بين عامي 1966 و1970. في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1970 قاد الحركة التصحيحية، التي كانت بداية عهد جديد في تاريخ سوريا الحديث، حيث أعاد الأسد سوريا إلى محيطها العربي وبدأ بالإعداد معركة تحرير مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967. في آذار 1971، انتخب رئيساً للجمهورية بأغلبية ساحقة. أدخل إصلاحات سياسية تمثلت في إعادة تفعيل مجلس الشعب (البرلمان) وتشكيل الجبهة الوطنية التقدمية 1972 وإصدار دستور جديد للبلاد 1973. في تشرين الأول 1973 انضم الأسد إلى مصر في شن هجوم مباغت على القوات الإسرائيلية في الجولان وسيناء المصرية. كادت القوات السورية أن تحرر كامل الجولان لولا المساعدات الأميركية الكبيرة التي تدفقت على إسرائيل؛ وكانت الحرب، التي عرفت باسم حرب تشرين أو أكتوبر، نصراً معنوياً كبيراً للعرب بعد ست سنوات من هزيمتهم عام 1967. بعد حرب تشرين، استعادت سوريا شريطاً من الأراضي في الجولان تضمن مدينة القنيطرة، كبرى مدن المنطقة، وذلك وفقاً لاتفاقية فض الاشتباك مع الإسرائيليين. في عام 1976، أرسل الأسد القوات السورية إلى لبنان لإنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت هناك عام 1975. تصدت القوات السورية في لبنان للغزو الإسرائيلي عام 1982 ولعبت الدور الأكبر في إنهاء الحرب الأهلية في تشرين الأول (أكتوبر) 1990. كان الأسد من أشد معارضي السلام المنفرد الذي عقدته مصر مع إسرائيل عام 1978، خارجة عن وحدة الصف العربي، ورفض الدخول في مفاوضات سلام قبل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة. كان الأسد أيضاً معارضاً لحرب العراق ضد إيران التي أعلنها الرئيس العراقي صدام حسين عام 1980 ولغزو العراق للكويت عام 1990؛ وأرسلت سوريا حينئذ قوات للدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد أي هجوم عراقي. وافق الأسد على حضور سوريا لمؤتمر مدريد للسلام الذي عقد في تشرين الثاني (نوفمبر) 1991 بحضور كل أطراف النزاع في الشرق الأوسط، وخذله حلفاؤه العرب ثانية عندما وقع الفلسطينيون والأردنيون سلاماً منفرداً مع إسرائيل عامي 1993 و1994، وفي حين لم تسفر المفاوضات السورية-الإسرائيلية واللبنانية-الإسرائيلية عن أية نتيجة، فإن الأسد أكد على تلازم المسارين السوري واللبناني في عملية السلام، واستمر في دعم المقاومة اللبنانية المسلحة للاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، إلى أن نجحت هذه المقاومة في إجبار إسرائيل على الانسحاب من لبنان في أيار (مايو) 2000. في العاشر من حزيران (يونيو) توفي الرئيس الأسد بشكل مفاجئ، واختار السوريون ابنه بشار (34 عاماً) لخلافته.