القائد التاريخي حافظ الأسد


القائد التاريخي حافظ الأسد

حافظ الاسد (6 تشرين الأول 1930- 10 حزيران 2000): رئيس الجمهورية (1970-2000). ولد في بلدة القرداحة التابعة لمحافظة اللاذقية. درس في ثانوية اللاذقية، وترأس أول مؤتمر وطني لطلبة سوريا. انتسب إلى الجيش السوري وتلقى تدريبات عسكرية في الاتحاد السوفيتي. انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1946، وأصبح قائداً عاماً للقوى الجوية بعد وصول البعث إلى الحكم في ثورة الثامن من آذار 1963. عمل وزيراً للدفاع بين عامي 1966 و1970. في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1970 قاد الحركة التصحيحية، التي كانت بداية عهد جديد في تاريخ سوريا الحديث، حيث أعاد الأسد سوريا إلى محيطها العربي وبدأ بالإعداد معركة تحرير مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967. في آذار 1971، انتخب رئيساً للجمهورية بأغلبية ساحقة. أدخل إصلاحات سياسية تمثلت في إعادة تفعيل مجلس الشعب (البرلمان) وتشكيل الجبهة الوطنية التقدمية 1972 وإصدار دستور جديد للبلاد 1973. في تشرين الأول 1973 انضم الأسد إلى مصر في شن هجوم مباغت على القوات الإسرائيلية في الجولان وسيناء المصرية. كادت القوات السورية أن تحرر كامل الجولان لولا المساعدات الأميركية الكبيرة التي تدفقت على إسرائيل؛ وكانت الحرب، التي عرفت باسم حرب تشرين أو أكتوبر، نصراً معنوياً كبيراً للعرب بعد ست سنوات من هزيمتهم عام 1967. بعد حرب تشرين، استعادت سوريا شريطاً من الأراضي في الجولان تضمن مدينة القنيطرة، كبرى مدن المنطقة، وذلك وفقاً لاتفاقية فض الاشتباك مع الإسرائيليين. في عام 1976، أرسل الأسد القوات السورية إلى لبنان لإنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت هناك عام 1975. تصدت القوات السورية في لبنان للغزو الإسرائيلي عام 1982 ولعبت الدور الأكبر في إنهاء الحرب الأهلية في تشرين الأول (أكتوبر) 1990. كان الأسد من أشد معارضي السلام المنفرد الذي عقدته مصر مع إسرائيل عام 1978، خارجة عن وحدة الصف العربي، ورفض الدخول في مفاوضات سلام قبل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة. كان الأسد أيضاً معارضاً لحرب العراق ضد إيران التي أعلنها الرئيس العراقي صدام حسين عام 1980 ولغزو العراق للكويت عام 1990؛ وأرسلت سوريا حينئذ قوات للدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد أي هجوم عراقي. وافق الأسد على حضور سوريا لمؤتمر مدريد للسلام الذي عقد في تشرين الثاني (نوفمبر) 1991 بحضور كل أطراف النزاع في الشرق الأوسط، وخذله حلفاؤه العرب ثانية عندما وقع الفلسطينيون والأردنيون سلاماً منفرداً مع إسرائيل عامي 1993 و1994، وفي حين لم تسفر المفاوضات السورية-الإسرائيلية واللبنانية-الإسرائيلية عن أية نتيجة، فإن الأسد أكد على تلازم المسارين السوري واللبناني في عملية السلام، واستمر في دعم المقاومة اللبنانية المسلحة للاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، إلى أن نجحت هذه المقاومة في إجبار إسرائيل على الانسحاب من لبنان في أيار (مايو) 2000. في العاشر من حزيران (يونيو) توفي الرئيس الأسد بشكل مفاجئ، واختار السوريون ابنه بشار (34 عاماً) لخلافته.