من يقتل لائحة المعارضة لقيادة الأجهزة الأمنية اللبنانية؟


خضر عواركة
سارع أعضاء التحالف الموالي لجورج بوش في لبنان ، بقيادة سعد الحريري وزميله عميل إسرائيل السابق والحالي سمير جعجع ، إضافة إلى الوزير الفرنسي الجنسية من أم صهيونية يهودية المدعو مروان حمادة (حامل وسام ديك تشيني لمعاونته إسرائيل على تحديد مكان إختباء حسن نصرالله في حرب تموز ) سارعوا جميعا إلى إستغلال دماء الضابط وسام عيد سياسيا وأعلنوا حكمهم المبرم بادانة سوريا (وليس إتهامها فقط) بصفتها الجهة التي نفذت عملية الإغتيال التي أودت بحياة النقيب وسام عيد.
 
لو إفترضنا أن قراقوشا يحكم في لبنان، وقيل له بأن عليه إصدار حكم إدانة على جهة ما ، مهما كان العداء والخصام بينه وبين تلك الجهة . افترض أنا، أن قراقوشا في تلك الحالة كان سيتمنع عن إصدار أي إدانة ضد أي جهة قبل إنتهاء التحقيقات .
علما بأن جماعة حاملي أوسمة ديك تشيني وإيهود أولمرت ومانحي وسام الأرز للمجرم الإرهابي جون بولتون (سعد الحريري أوفد مندوبين عنه 2006) اصدروا اليوم إدانتهم قبل أن ترفع جثة الفقيد من على الارض.
 
ليس هذا فقط ، بل أن التعسف والتعنت والفجور والعهر السياسي والإعلامي الموالي لإسرائيل ،والممول من سعد الحريري وسادته البدو من آل سعود (ممن يتصفون بأسوا ما في البدو ولا يتحلون بشهامة البدوي وكرمه)وصل إلى حد فاق كل الجرائم الأسرائيلية صلفا .
فأسرائيل عدو وما يحصل منها ضد العرب تحصيل حاصل بين عدوين . أما المجموعات التابعة لديك تشيني في لبنان، بقيادة السعودي سعد الحريري . فقد ارسلت فور وقوع عملية الأغتيال باصات فارغة وأكياس ملأى بالدولارات ، فجمعوا ما إستطاعوا في ساعات قليلة من رعاع وهمج ، ودفعوا بهم إلى الحدود اللبنانية السورية في الشمال ، فعاث الهمج فسادا وعدوانا ضد العابرين على الطريق الدولية، التي لها إمتداد في الداخل السوري . فجرحوا العشرات من سائقي العمومي والشاحنات السوريين ، وأهانوا بالكلمات النابية رموزا دينية وسياسية معارضة، ولم يتدخل لمنعهم لا جيش ولا من يحزنون .
 
ولأن الأعلام الموالي لاسرائيل وأميركا والسعودية في لبنان، يقوم على تكثيف بث الكذب والدجل والتلفيق ، فقد ضاعت الحقيقة حول الضابط المغتال وحول أسباب أغتياله المحتملة . هكذا اصبح الضابط وسام عيد مقربا من رفيق الحريري وشهيدا لثورة الأرز وعضوا في جماعة الرابع عشر من آذار .
 
أمام هذا الواقع الديماغوجي الذي فرضه إعلام عصابات ديك تشيني اللبنانية بقيادة السعودي سعد الحريري (المتهم في فرنسا بتسهيل دعارة قاصر مع الأمير عزوزي بن فهد بن عبدو عزيز)يعاونه المسؤول عن تنظيم زيارات الصحافيين والصحافيات الإسرائيليين والإسرائيليات إلى بيروت ،المدعو مروان حمادة، المزعوم لبنانيا رغم حمله لجواز سفر فرنسي والمدعو أرثوذكسيا درزيا رغم أنه بالولادة يهودي وبالسياسة صهيوني متطرف .
 
أمام هذا الواقع لا يسعنا إلا أن نفرد للعقل فسحة للتفكر في بعض الأسئلة المشروعة. علنا نصل إلى إستنتاجات تساعد على الوصول إلى القاتل أو على الأقل إلى المستفيد من عملية الأغتيال.
 
في المقام الأول :
إستنادا إلى ما عرف بالوساطة الفرنسية بين الأفرقاء اللبنانيين ، والتي إضطلع بها السيد كوشنير وزير خارجية فرنسا ، توصل السيدين مندوب المعارضة نبيه بري و المندوب السعودي سعد الحريري (على إعتبار أن لبنان منذ وفاة الحريري صار واحة للنفوذ السعودي المباشر) إلى إتفاق على حكومة وحدة وطنية بين الشرفاء والخونة (وهي بالمناسبة معادلة لا يمكن لها أن تحدث إلا في لبنان، على أساس أن نصف البلد موالي لإسرائيل. فكيف يمكن القضاء على مليوني مخبر لدى إسرائيل) وتمت الموافقة على نقاط وإختلف المجتمعون في حضور كوشنير على نقاط أخرى من النقاط التي إتفق الفريقان عليها :
ترئيس قائد الجيش ميشال سليمان
حكومة وحدة تضم ثلاثين وزيرا، خمسة منهم للرئيس وإحدى عشر وزيرا للمعارضة، واربعة عشر وزيرا يسميهم ديك تشيني أو من يمثله في السعودية أو في لبنان .
أما النقاط التي إختلف عليها المجتمعون ، فقد إنحصرت في اسماء قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية الذي سيحلون في مراكزهم فور إنتخاب الرئيس الجديد مكان القادة المنتهية مدة صلاحياتهم . وبالتحديد، قائد الجيش. وقد إقترح بري باسم المعارض العميد فرنسوا الحاج ، و لمركز قائد جهاز المعلومات التابع للداخلية، إقترح بري تعيين النقيب وسام عيد بعد ترفيعه إلى رتبة رائد . وكذلك أقترح بري أسماء لمراكز قائد الأمن العام ومدير المخابرات ومدير أمن الدولة ومدير الأمن الداخلي . وسوف أمتنع عن ذكر أسمائهم لأسباب أمنية.
 
رفض المندوب السعودي سعد الحريري لائحة القادة، بحجة أنهم من المعارضين له والمعادين للسعودية ولأدارة ديك تشيني . ثم وبعد أن وصل المندوبان الأميركيان دايفيد وولش والصهيوني آليوت إبرامز إلى بيروت ، إنقلب المندوب السعودي سعد الحريري على الإتفاق ورفض الحل من أساسه، وعاد وجماعته للتصعيد .
 
هنا يطرح السؤال نفسه ، لماذا إغتيل الضابطين الذين إقترحهما بري ورفضهم المندوب السعودي سعد الحريري ؟ ومن قتلهما ، هل يعمل لمصلحة المعارضة التي إتكلت عليهما وعلى حيادهما لقيادة الأجهزة في المرحلة المقبلة، أم أن القاتل يعمل لمصلحة من رفض تعيينهم في مناصب حساسة رفضا مطلقا فكان أن تمت تصفيتهما جسديا ؟
 
في المقام الثاني :
 
يذكر اللبنانيون مقالا نشرته مجلة تابعة لتيار ديك تشيني السياسي في لبنان (منذ شهرين فقط)، بقيادة السعودي سعد الحريري، إسمها " الشراع" وفيه صورة لفرانسوا الحاج بوصفه مرشح الرئيس السوري لقيادة الجيش. ومع ذلك، لم تدّعي قيادة الجيش، ولا النيابة العامة على صاحب الشراع( المتعاون مع الأسرائيليين حسن صبرا ). ولم تطلبه النيابة للتحقيق معه بتهمة التحريض على القتل .علما بأن صحيفة السياسة الكويتية، ونقلا عن مجموعة لبنانية في أميركا مدعومة من أسرائيل إسمها المجلس العالمي لثورة الارز(عددهم عشرين منتفعا من إسرائيل ماليا) كانت قد نشرت على موقعها الألكتروني، لائحة بأسماء الضباط الموالين للأرهاب، كما قالت تلك الجماعة وكما رددت السياسة الكويتية من بعدها .
على رأس أولئك الضباط الارهابيين بحسب زعم السياسة ، ورد إسم فرنسوا الحاج ، فهل حققت اي جهة قضائية أو أمنية مع السياسة ومع مدير مكتبها في بيروت أو مع المجلس العالمي لثورة الارز أو مع مدير مكتبهم في بيروت توني نيسي ؟؟
 
في المقام الثالث:
 
ورد اليوم في مقام نعي الضابط الشهيد، خبر منقول عن لسان مدير عام قوى الأمن الداخلي وفيه " أن الضابط الشهيد كان قد أصيب في معارك تدمير مخيم نهر البارد (وتهريب فتح الإسلام ) .
ثم وفي نفس التصريح، يذكر المدير العام للأمن الداخلي أشرف ريفي، خبرا مناقضا إذ يقول " إن الضابط الشهيد هو ضابط تكنولوجي ومسؤول بصفته مهندسا معلوماتيا عن الفرع الفني في فرع المعلومات !!
 
السؤال أيضا يطرح نفسه ، إن كان الضابط الشهيد ضابط معلوماتية مسؤولا عن التنصت ، فكيف أصيب في معارك نهر البارد ؟؟ وهل كان يحمل جهاز لاب توب ويطلق منه الصورايخ؟
 
في المقام الرابع :
 
ذكرت معلومات مؤكدة منسوبة لضابط كبير في قوى الأمن الداخلي كما لمدير عام الأمن الداخلي بأن الضابط الشهيد تعرض في العام 2006 لمحاولة إغتيال في منزله ، وقد نجا منها .
 
والسؤال هو : إن كان الشهيد قد إستهدف سابقا ، فلماذا يقود سيارة مفضوحة وعليها رقم للأمن اللبناني؟ وهو كان محميا كما قالت الأنباء بمرافق واحد، رغم إعتراف الجميع اليوم، بأن الضابط وسام عيد، مسؤول عن إعتقال مجموعات إرهابية للقاعدة وللمخابرات السعودية تحت مسميات فتح الأسلام وجند الشام .
 
في الوقت الذي يعرف الجميع، بأن صحافيا تافها يعمل في صحيفة المستقبل الموالية لديك تشيني في بيروت وهو فارس خشان، يتنقل بست سيارات مصفحة ومعه خمسة عشر عنصرا من جهاز المعلومات !! يعني أن ضابطا مستهدفا كان متروكا بلا حماية، وصحافيا تافها يحميه فصيل عسكري؟!!
 
في المقام الخامس :
ذكرت معلومات صحافية أن الشهيد وسام عيد ، كان فعلا مسؤولا عن التنصت والتحليل ، ولكنه وفي اليوم الرابع لحرب تموز قام المدعو وسام الحسن مدير الفرع المعلوماتي إياه في الأمن الداخلي بتجميد عمل وسام عيد في التنصت، بحجة أن الجهاز الذي يعمل عليه حديث جدا وهو غير مؤهل لإدارته. فأستعان وسام الحسن بدلا عن وسام عيد، بضابط أردني مختص إسمه الوهمي رعد (نكاية بالمقاومة اللبنانية) . وهذا الأمر ثابت بدليل أن الضابط وسام عيد خاض معارك البارد وطرابلس ضد فتح الاسلام وأصيب مرتين وهذا باعتراف مديره العام . فهل يقاتل ضباط المعلوماتية أم يجلسون في مكاتبهم يحللون المعطيات ويفكون أسرار الإتصالات والتنقلات؟؟
 
في المقام السادس :
أكدت معلومات صحافية ومن مصدر أمني في مطار بيروت ، أن طائرة المندوب السعودي سعد الحريري الخاصة ، من طراز 777 بوينغ، طارت اليوم في الساعة الثانية عشرة ظهرا ، اي بعد عملية الأغتيال بساعات ، وهي كانت قد طارت أيضا في نفس يوم إغتيال العميد فرانسوا الحاج وفي كلتا الحالين، لم يكن سعد الحريري على متنها . المعلومات أكدت بأن الطائرة في الحالتين لم تقلع إلا بعد أن تم إستبدال طاقم برج المراقبة الرسمي اللبناني بطاقم أجنبي يعمل في جهاز أمن المندوب السعودي سعد الحريري . وهكذا يكون سعد هذا قد تملك المطار وكأنه ملك خاص لابوه ، دون أي مسوغ قانوني أو وظيفي. فما هو إلا نائب في البرلمان عن الثمانية عشرة بالمئة من أهل بيروت الذين إنتخبوا مقابل ثلاثمائة دولار للصوت الواحد . فهل له الحق بأن يستبدل على ذوقه موظفين رسميين بآخرين آجانب فقط لأنه ثري ولديه المال ؟ اليس هذ ا التصرف الأرعن خرقا أمنيا وقحا للاراضي وللسيادة اللبنانية؟ وما أدرانا من جاء ومن رحل على متن الطائرة غن كانت لا تفتش حمولتها البشرية ولا المادية ؟
 
الغريب أن الوزير الفرنسي من أم صهيونية مروان حمادة سأل اليوم " هل يمكن أن تمارس الأجهزة عملها وهناك مربع أمني خاص بجهة لبنانية؟؟
الأغرب أن السيد الوزير من أم يهودية لم يقل لنا هل يقصد مربع قريطم الأمني الممتد من بيت الحريري إلى البحر غربا وإلى نزلة السفير شرقا وهي مسافة تكاد تكون بمساحة دولة الفاتيكان.
 
أم أنه يقصد مربع المختارة الأمني الممتد على كامل جبل لبنان من المختارة إلى معراب ؟
 
أم أنه يقصد مربعه الأمني الخاص من البحر خلف الريفييرا في عين المريسة وحتى مكتبه الخاص في بئرحسن ومكتبه الثاني في الصنائع ؟
أخيرا هناك سؤال لا بد منه ، ما هي هذ ه المصادفة الغريبة العجيبة ، أنه في كل مرة تعلن المعارضة أنها قررت التحرك شعبيا لقلب الحكومة فورا نحصل عملية إغتيال تحرج المعارضة فتؤجل تحركها . اليس هذا ما حصل في ك1 عام 2006
الم تعلن المعارضة يومها عن تحركات في الشارع فتأجلت تلك التحركات بسبب مقتل بيار الجميل ؟ واليوم اهي مصادفة لمصلحة المعارضة أم لمصلحة التيار السعودي الأميركي أن يقتل ضابط
بعد يوم من إضراب نقابي إعتبر بروفة لتحركات المعارضة الشعبية المتوقعة بعد إجتكاع وزراء الخارجية العرب في القاهرة .
 
 
إنه العهر السياسي والأعلامي والمشكلة الكبرى، أن إعمال العقل في قضايا لبنان لا يمكن أن يوصل لنتيجة. لأن الناس إختاروا منذ زمن طويل أحكام الغريزة الطائفية .