القمم العربية ...!!!

أمّرهم.. فأطاعوه..!!

 
*تنفيذاً لطلب ديك تشيني السعودية: لا تحضر القمة وتعمل بكل         قوتهاعلى إفشالها*
بقلم/ د. رفعت سيد أحمد
كما هي عادتهم دائماً، وكما هو خُلقهم، يلعبون بخبث اليهود لمصلحتهم، ولمصلحة من يحمي عرشهم، خرج آل سعود على الأمة، وشعوبها بقرارهم السفيه المتمثل في تخفيض مستوى تمثيلهم لحضور القمة إلى مستوى مندوبهم في الجامعة العربية المدعو (أحمد عبد العزيز قطان)، وهو الأسلوب غير المعتاد في الدبلوماسية العربية إجمالاً، إلا في أوقات الأزمات الطاحنة، وهو قرار هدفه الرئيسي كما هو واضح للكافة إفشال هذه القمة تنفيذاً للمخطط الأمريكي والإسرائيلي، كما أكد الأمريكان أنفسهم. الطريف في الأمر أن مندوبهم في الجامعة (قطان) يتذاكى على الرأي العام قائلاً (لا يستطيع كائن من كان أن يملأ الفراغ الذي سيتركه غياب خادم الحرمين الشريفين عن القمة لكن في الوقت ذاته يستطيع من يختاره خادم الحرمين بكل ثقة وجدارة أن يمثله خير تمثيل وأن ينطق باسمه ولديه كل الصلاحيات لاتخاذ القرارات المهمة) الحياة 25/2/2008.
أنظروا إلى كم الأكاذيب و(الاستهبال) التي يمتلأ به هذا التصريح، فالرجل يعلم أولاً أن من يسميه بخادم الحرمين لم يحضر القمة ليس بسبب قراره الشخصي بل بأوامر من واشنطن وكان أخر من حمل إليه الأوامر هو ديك تشيني في زيارته الأخيرة وأن ادعائه ـ ثانياً ـ أن غياب هذا الملك سيترك فراغاً في القمة العربية، فهذه نكتة لأن من يسمى بخادم الحرمين (وهما حرمان شريفان بريئان من هذا الخادم الذي يرقص بالسيف مع قاتل المسلمين بوش ويعقد صفقات الأسلحة ذات الرشاوى الحرام مع لندن وباريس وواشنطن) لا يترك أي فراغ سواء حضر أو غاب عن هذه القمة أو عن غيرها، فالرجل (عبد المأمور) لأسياده في واشنطن أو لرجالهم المباشرين في الرياض (رجال المخابرات أو السديرين السبعة أو الستة (بعد رحيل فهد) أوبندر وتركي ومن لف لفهم). أما كونه (أي أحمد قطان) أنه قادر على تمثيل خادم الأمريكيين أقصد (الحرمين) بجدارة وثقة، (ولديه كل الصلاحيات لاتخاذ القرارات المهمة). فهذا هو الهزل بعينه في موضع كان ينبغي أن يكون فيه جدي، لأنه مجرد موظف مطيع، إمعة، لا قيمة له في هكذا مؤتمرات.
على أية حال وبعيداً عن التصريحات، فإن تعمد السعودية ومعها رؤساء مصر والأردن (أي ذيول واشنطن في المنطقة) عدم الحضور بمستوى رؤساء الدول لهذه القمة (القمة العشرين)، المقصود منه وببساطة إفشال القمة بدون حاجة إلى تبريرات تفاهة عن لبنان أو الدور الإيراني تخرج من حكام الرياض أو عبر سفرائهم أو غيرها من الترهات التي تحدث عنها الحكام أتباع واشنطن. إن الهدف بصراحة هو السعي الحثيث لتحطيم قمة دمشق، والعمل بدأب من أجل ذلك مع واشنطن التي أعلنت بوضوح عبر كونداليزا رايس وديك تشيني وفيلتمان أنهم يسعون لإفشال هذه القمة، والهدف الثاني هو محاصرة حركات وثقافة المقاومة في بلادنا العربية (العراق ـ لبنان ـ فلسطين) وحكام الرياض يعلموا أن مجرد التواجد في قمة دمشق هو اعتراف ضمني بهذه المقاومة وبانتصارها على مشروع الحصار والذبح الذي تقوده واشنطن وتل أبيب في المنطقة، ولكن كل هذا لن يحدث وستكون السعودية ومن مشى معها على ذات الطريق خاصة الحكومة الذيلية في لبنان ومصر والأردن هي الخاسرة. إن (العار) في تقديري هو الكلمة المناسبة لهذه المؤامرات الرخيصة ـ لإحباط الشعوب وقوى المقاومة، في أمتنا، وهي شعوب تستطيع أن تميز الخبيث من الطيب في هذه القمة أو في غيرها، و(العار) ليس جديداً على من كانت جذورهم يهودية ثم دخلوا في الإسلام نفاقاً، ولم يؤمنوا كما أمرهم الله، نحسب أن الأيام القادمة سوف تكشف أكثر هذا النفاق السياسي والتاريخي الذي يمتاز به آل سعود دوناً عن باقي حكام المنطقة، فقط هو يحتاج إلى أقلام حرة وضمائر سياسية لم تخضع لسحر الريال ولا لإغراءات البترودولار التي يتقنها حكام تلك المملكة الآيلة للسقوط.
وسيعلم ـ غداً ـ الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ولا حول ولا قوة إلا بالله

القذّافي نعى التجربة الجماهيرية ووضع المسؤولية على ظهر ...الجماهير!

آخر ما استقرّ عليه حتى الآن : الناس تقول ما تريد .. والقائد يفعل ما يريد
                                                                                                                                                         
 نبيل أبوجعفر*
لا يُوجَّه النقد عادة إلاّ إلى الذين يُرجى الأمل منهم – أو يتوقّع على الأقل – أما الذين ربطوا مواقفهم ومصيرهم تاريخياً مع أعداء أمتهم فلا أمل فيهم على الإطلاق .
 
من هذا المنطلق نلقي هذه النظرة على آخر المستجدات الليبية بإيجابياتها القليلة وسلبياتها الكثيرة ، ونرى من الضروري بداية أن نسجّل بتقدير عال – هذه المرة ـ تثمين كل عربي مهما اختلف مع ليبيا الرسمية، للموقف الإيجابي الذي اتخذته في مجلس الأمن الدولي ، بمنعها صدور أي إدانة ضد عملية القدس التي استهدفت اسرائيليين في مدرسة دينية، إذا لم يسبقها – في حالة الإصرار على ذلك – إصدار إدانة صريحة للمجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد أهلنا في قطاع غزة وجلّهم من المدنيين والأطفال.
 
هذا الموقف يُسجّّل في موازين تجربة العقيد القذافي الإيجابية، مهما بلغ حجم موازينها السلبية. نقول يُسجَّل له مع أنه واجب وطني وقومي، لأننا سمعنا ورأينا أصواتاً ومواقف عربية رسمية سارعت إلى إدانة هذه العماية من باب التملّق للصهاينة والأميركان ، مع أن مواقف بعض اليهود في أرجاء العالم كانت نقيض ذلك، ومنهم من تظاهر حتى بعد تنفيذ عملية القدس في شوارع أوروبا – كما حصل في العاصمة الفرنسية يوم السبت 8 آذار الجاري – تنديداً بجرائم اسرائيل في غزة. كما يُسجّل للقذافي أيضاً رفضه الإشتراك في مؤتمر البرلمانيين العرب الذي عقد بأربيل نظراً لوقوع العراق تحت الاحتلال.
 
نعود للمستجّد الطازج في المسلسل الجماهيري:
 
 
 
غضب أم مزاج أم... ماذا؟
 
في عزّ إنشغال الناس بما يجري على أرض غزة، وبما يُمارس من ابتزاز رسمي غير مسبوق ضد سورية في قضية انعقاد القمة، فضلاً عن متابعة فصول ملهاة الأفرقاء في لبنان ، طَلَعَ علينا العقيد معمّر القذافي بأعجوبة عجائبه كلها التي لم تتوقّف منذ انطلاق ثورة الفاتح من سبتمبر في العام 1969 وحتى اليوم، وكان من الطبيعي أن لا نُلفت انتباه غير الليبيين إلاّ بقدر محدود، وأن لا تأخذ حقّها في وسائل الإعلام الملهيّة بإرضاء الأميركان على أرضنا، مع أنها أثارت ضجّة داخلية غير مسبوقة في تاريخ الجماهيرية، وخلقت حالة من الهذيان الشعبي أدّت إلى إحجام موظفي المؤسسات العامة والخاصة، وعلى رأسهم أعضاء اللجان الثورية والشعبية، عن الذهاب إلى أعمالهم وخلّو مكاتبهم.
 
ويقتضي الإنصاف هنا القول بأن الأغرب من أعجوبة عجائب العقيد قد تمثّلت – الى جانب ردود الفعل والهذيان – بحملة من الإعتراضات الشعبية الجارحة – لم يشهدها أي بلد عربي ضد سلطته، عكست هامشاً غير محدود في حرية التعبير الأكثر من لاذع، وأين؟ في الموقع الالكتروني العائد للعقيد نفسه المسمّى "الوطن"، وفي موقع إبنه سيف الاسلام المسمّى "ليبيا اليوم" بدرجة أقسى وأكثر فظاظة وهجوماً، وسنأتي على نقل نماذج منها بالنص الحرفي نظراً لما تعكسه من آراء الجماهير الليبية في تجربة جماهيريتهم وتجربة 40 سنة من حكم "عقيدهم".
 
بدأت "الحكاية" حسبما وصل إلينا عبر الأعين والآذان ، عندما وصل القذافي الى مدينة سرت مساء يوم السبت 2 آذار الجاري لإلقاء كلمته السنوية المعتادة أمام مؤتمر الشعب العام، وقد وصفها منذ البدء بأنها "وقفة تاريخية جادّة بمناسبة عيد اعلان سلطة الشعب".
 
منذ اللحظة الأولى لاعتلائه المنصّة ظهرت على وجهه علائم انفعال مكتوم، أو عدم ارتياح لشيء ما. وَجَالَ في نظره على الجالسين من أعضاء المؤتمر، وخصوصاً الذين يتربعون مقاعد الصف الأول أمامه. وقيل أنه استدعى أحد مرافقيه وطلب منه أن يبلّغ اثنين من الجالسين أمامه بالإنسحاب، وفي هذا الطلب إيذان مسبق باستبعادهم من المسؤولية من قبل المؤتمر ذاته، وهذا ما حصل!
 
كما قيل أيضاً أنه جاء في الأساس ممتعضاً من "إجراءات معّينة" طلب تنفيذها ولم تُنفّذ، أو نُفذّت على غير ما أراد. وزاد الطين بلّة بعد بدئه الحديث الملفت للإنتباه محاولة بعض كبار الجالسين في الصف الأوّل مقاطعته بآراء ومداخلات لم يستسغها.
 
 
 
إنقلاب على الذات.. والماضي
 
هذا الجو بخلفيّاته، دفع العقيد، حسب ما يُرجح أهل البيت الجماهيري، إلى تغيير لهجته في الكلام والبدء سريعاً بطرح مفاجأته الجديدة التي لم يسبق له أن طرحها بهذه الصيغة، لا سيما وأنها تتعلق بمسح أبرز ما أقرّه هو وروّج له طوال الأربعين عاماً – 39 بالتحديد – وهي عمر ثورة الفاتح. والإعتراف الصريح والجريء بفشل الدولة وأجهزتها، وشيوع المحسوبية والفساد في اللجان وبين المسؤولين، والتركيز على ظواهر السرقة التي استشرت بين المسؤولين، بينما الشعب محروم من ثروة بلده، كما قال!
 
طبعاً، جاء وقع هذا الكلام الحدّي والمباشر على رأس الحاضرين جميعاً كالصاعقة، وبدت وجوههم مكفهّرة – من على شاشة التلفزة التي تبثّ الخطاب مباشرة – وقد أصابهم الذهول الكامل، إلى درجة أن المشاهد لم يعد يرى ملامح انعكاسات ما يسترسل القذافي في قوله على وجوههم، وبدا واضحاً أن كلاً منهم دخل في غيبوبة التفكير بوضعه ومصيره الشخصي وكيف سيتصرف، أي فيما سيترتب على كلام العقيد، وليس في مضمونه من زاوية الطرح السياسي أو حتى الإنقلاب على الذات.
 
وباختصار، لم يعد أحد يهتم بأيّة تفاصيل بعد أن عُرف المكتوب من عنوانه حين قال القذافي بوضوح جارح إن خلاصة الأربعين عاماً الماضية قد أوصلته إلى قناعة أنه "لا بدّ أن تنتهي بقايا الدولة التقليدية المتمثلة في اخطبوط الجهاز الإداري الذي أثقل الميزانيات بطبيعته التقليدية، وتبيّن فشله في إدارة الميزانيات لحساب الشعب".
 
أما الحلّ في نظره فيتمثّل – وهنا كان الهبوط المدوّي لصاعقة العقيد – في العمل على توزيع دخل النفط الليبي شهرياً ومباشرة وبالتساوي على الليبيين الذين لم يأخذوا حصّتهم من هذه الثروة، وإعطائها لهم بأنفسهم (أي تسليم اليد) لكي يقوموا هم بتوفير حاجتهم، وإقامة أنشطة انتاجية وخدمية لصالح أنفسهم!
 
أما بالنسبة للدوائر الرسمية والمؤسسات وسائر الأجهزة الإدارية الأخرى فقد ارتأى القذافي أن تُسلّم الى العاملين فيها، لكي تجري إدارتها من قبلهم مجّاناً لصالح أنفسهم أيضاً، وهذا يعني إنهاء كل مظاهر الدولة الرسمية واستبدالها بالناس (كيفما اتفّق!).
 
.. ولكن الزعيم الليبي لم يتوقف عند هذا الحدّ، بل ذهب إلى أبعد منه حين قال: ... وهكذا "تنتهي الحاجة للجان الشعبية الحالية، باستثناء لجنة للدفاع وأخرى للأمن، وكذلك لجنة للمرافق تتولى مؤقتاً مسؤولية الخدمات والأشغال العامة التي لا يتمكن الناس من القيام بها في المستقبل القريب".
 
وفي رأي القذافي أن هذا الحلّ يضمن تولّي كل ليبي مسؤولية تدبير أموره العائلية لوحده وبشكل مباشر من خلال حقّه بالتصرّف في نصيبه من المال الذي سيأخذه دون وسيط (وقد حدّده بخمسة آلاف دولار لكل ليبي في الشهر)، "وستنتهي بذلك مظاهر الفساد والوساطة والمحسوبية والرشوة وكل أمراض الدولة التقليدية".
 
وفي توضيحه للفكرة وهدفها بتفصيل أكثر قال القذافي أنه أصبح "من الضروري أن يكون كل الليبيين أغنياء على حد سواء، وعدم القبول في بلد مثل ليبيا التي يمتلك فيها الشعب ثروة وحيدة هي النفط بوجود مواطن فقير أو محتاج أو خاضع للضمان الاجتماعي، أو يعيش على المعاش الأساسي، أو معتمد على التقاعد، أو على صدقة من ليبي آخر، بينما هناك مواطن ليبي آخر غني".
 
 
 
الحق على الجماهير!
 
وتدليلاً على تمسّكه بهذا التوجّه الجديد ودرءاً لمحاولات توجيه الانتقاد له ولطرحه الفجائي، لفت القذافي أنظار الحاضرين والمستمعين خارج القاعة إلى أن "كل الليبيين كانوا سيصبحون أغنياء جميعاً لو أنهم أخذوا برأيه الذي طرحه عليهم بشأن توزيع دخل النفط نقداً على العائلات الليبية".
 
الجملة الأخيرة تعني لمن يسمعها – إن كان جاهلاً – أن الزعيم الليبي كما لو كان في صفوف المعارضة، أو حاكماً رمزياً لا يمون على شيء مثله مثل ملكة بريطانيا، مع أنه الوحيد الذي يملك ناصية القرار والمسؤولية في بلده، إلى درجة ترداد معارضيه والموالين له طوال العقود الأربعة لحكمه انه لم تكن تدّبُّ نملة في ليبيا إلاّ بإذنه!
 
إستناذا لهذه الحقيقة، لم تدخل الجملة الأخيرة بشكل خاص عقول الحاضرين والمستمعين في الخارج على حدّ سواء، ولم تُقنع أحداً من الليبيين. وإذا كان ثمّة من يؤكّد بأن مثل هذه الأطروحات الغرائبية ليست غريبة على "القائد" طوال عهده الطويل، إلاّ أنها في الحقيقة أكثر من غريبة هذه المرة، سواء في تأثيرها الشمولي أو في نسفها لكامل تجارب الماضي، ثم في عودته بآخر خطابه إلى الإشارة لابنه سيف الاسلام وتزكيته أمام الحاضرين لاستلام دفّة المستقبل بالقول: "... سيف سيهتم بقضايا الشباب... وهذه مسؤولية"، أي سيهتم بكل هذه القضايا عملياً.
 
وهذا يعني أيضاً أن "صاعقة" القذّافي لم تقف عند حدود إلغاء الماضي، بل توريث المستقبل لابنه في حياته، ولكن السؤال: أي مستقبل ستحمله الأيام لجماهيرية الإبن بعد الأب أو بوجوده؟
 
هنا يجدر التوقّف – رغم غرائبية مفاجآت وتقّلب مزاجه – أمام ظاهرة فريدة من نوعها في أقطارنا العربية كافة، وحتى في معظم دول العالم الأخرى، يمكن ادراجها في خانة إيجابية وتسجيلها لصالح العقيد ووريثه سيف حتى لو تحوّلت إلى فوضى وانفلات عام، وهي فتح مجال النقد الذي لا حدود له في موقعي القذافي وابنه لمن يريد أن يبدي رأيه، والسماح بنشر التعليقات التي تتضمن أقذع ما يمكن أن يُنشر في موقعٍ تابع لحاكم. لنقرأ بعضها بالنص الذي وردت فيه على سبيل المثال والاستمتاع في آن:
 
يقول ليبي يُدعى ابو سليم: "كفى ضحك على الذهون، يا جماعة، والله هذه خطة مدروسة لقد ضحك عليكم القذّافي وقاعدين تصفّقوا على دفنكم، ودفنتم أولادكم بالحياة".
 
ويقول ضرار القرقاشي: "سمعت ولكنني مع الأسف لم أفهم شيئاً.. إحنا ما نِبوّش فلوس في أيدينا، نِبوّا وطن يحمينا ونفتخر به وهذا ما لا يتحقّق إلاّ بوجود أولاد أصل ولاءهم للوطن مش للبطن".
 
وفي رأي لعبد النبي أبو سيف جاء بالحرف: "خطاب الأمس كان نعياً متأخراً جداً منك في وفاة تجربة استحوذ عليها اللصوص واللّقاقة منذ ولادتها، وآن لهذه الصفحة السوداء من تاريخنا أن تُطوى، لأن نفس اللّصوص سيتلاعبون وسينهبون بأسماء وهمية ما استطاعوا حتى خطاب غاضب آخر وقرار آخر غير مدروس. لقد شبع شعبنا من هكذا قرارات ارتجالية غاضبة وتجارب غير مدروسة وحالُهُ اليوم أعطب من الذي سبقه".
 
ورداً على رأي لأحد القراء اعتبر فيه توزيع خمسة آلاف دولار لكل ليبي فكرة جيدة، قال "تاكايا"، كما جاء في عنوان بريده الالكتروني: "أنا ما قاهرني شيء أكثر من اللي يقول الفكرة كويّسة. أين الفكرة...؟ فكرة تجويع وتقتيل الناس! بعد 38 سنة من الفشل والضياع ما زالوا يزمّروا ويطبّلوا. ربّي عارف بالنيّة عشان هيك الراجل ما زال قاعد، وأنا من عندي أقول: ربّي يهنّي سعيد بسعيدة ويخليلكم قائدكم!!!"
 
أما القارىء "الشيخي" فقد كان أقسى من الذين سبقوه حيث قال: "خلاصة 40 سنة من التدمير والتجهيل والتخويف والرعب الممنهج يعترف العقيد بالفشل الذريع، ها هو يعود ليؤسس لمرحلة جديدة من الفوضى والخراب الحاقد على هذا البلد وشعبه، الذي صاغه في كتابه اللاأخضر المتأثر ببروتوكولات حكماء صهيون في عموم الفوضى وتسلّط الغوغائية وكذلك فوضى كونداليزا. فمزيداً من الفوضى والإرباك و... و... وتقريب الهتّافين والمرتزقة الأغبياء الذين لا يجيدون سوى السرقة والهتاف الأجوف".
 
وعلى هذا المنوال تستمر "هايد بارك" العقيد وابنه، حيث يمكن أن يقرأ المتتبع تعليقات أكثر تجريحاً مما أسلفنا، كقول "ليبي لكن مش ساذج" كما سمّى نفسه: "سمعتوا كلامه؟ صدقتوه؟ واحد يقول أن الليبيّين دوّخُوه، وشوفو كيف أشار لسيف الاسلام يسلّمله الحكم. الحكاية وما فيها لا إصلاح ولا دياولوا. سيف: "هو ملّهي الشباب وآخذ "جوّ" معاهم، أو آخذين جو معاه! ديسكو وكريسمس وماشي الحال. لكن دولة: لا، لا، لا أظن. الرسالة وصلت من الطاغية الحاكم بأمره والشعب المسكين ما زال في نومه، ومع ذلك ما زلت آمل في انتفاضة شعبية غير محسوبة سيأتي موعدها..."
 
... وهكذا، رغم التفرّد والمزاجية وكل تقلبات القائد، ما زالت معركة التقاذف الجماهيري على أشدّها ضد العقيد وتجربته وابنه المسمّى وريثا منذ الآن.
 
الايجابية الوحيدة أن الناس أصبح بمقدورها ـ حسب الظاهر ـ أن تقول ما تريد... ولكن العقيد يفعل ما يريد... هذه هي آخر صور "الجماهيرية" في نظره ولو... إلى حين!

مشكلة الرئاسة اللبنانية...!

القمة العربية "بلا أمل" للاجئين الفلسطينيين !

رشا عبدالله سلامة
لم تفلح وعود القمة العربية، التي تقام اليوم وغداً في العاصمة السورية دمشق، في بث ولو قليل من الأمل في نفس علي صوان (65 عاما)، والذي يقطن في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين الذين يرى كثير من المراقبين أنهم يعبرون وغيرهم من اللاجئين في المخيمات عن النبض الفلسطيني في الشتات.
 
ويعلل صوان ذلك بأن "هذه القمة ستكون كغيرها، فأميركا هي المهيمنة وستمرر ما تريد وتعطل ما تريد من قرارات"، مضيفا "لو كان لدينا جامعة عربية فاعلة لكان الوضع مختلفا، وإلا فما علاقة أميركا أن تعطل المصالحة الفلسطينية مع التصريح علنا قبل أيام عن عدم رضاها عن هذه المصالحة".
 
الأمر نفسه يشير إليه أبو سالم (45 عاما)، إذ يقول "شو بدها تعمل القمة الجديدة؟ مثلها مثل باقي القمم اللي نتائجها مكتوبة ومطبوعة من قبل أسابيع من انعقادها"، بينما يمتعض طارق خضر (33 عاما) من "إعطاء الأولوية للملف اللبناني على حساب الفلسطيني بحسب تصريحات لزعماء عرب سبقت هذه القمة"، واصفا ذلك بـ"الخروج الكلي عن الخط الأساسي للعرب".
 
وكان قادة عرب أعلنوا عدم مشاركتهم في قمة دمشق وقرروا ايفاد وفود ذات مستوى تمثيل "متواضع" لتمثيل بلادهم في القمة، ومنهم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس المصري محمد حسني مبارك.
 
وسبق أن ربطت دول عربية بين مستوى مشاركتها في القمة وبين انتخاب رئيس لبناني، ملمحة بذلك إلى ضلوع سورية في إعاقة هذه الانتخاب.
 
من جهته، يقول أحمد إبراهيم (37 عاما) "كان الأجدر بأموال هذه القمة وباقي القمم السابقة أن تصرف لصالح الشعوب العربية المحتاجة"، ملمحا بذلك للأنباء التي ترددت عن بناء سورية 26 قصرا للزعماء المشاركين في القمة، إلى جانب توسعة مطار دمشق الدولي وإقامة استديوهات تلفزيونية لتغطية أخبار القمة.
 
وبمشاعر يحدوها الأمل، تقول محمدية لطفي (62 عاما) "يا رب يكون للقمة هاي دور ولو إنا تعبنا من زمان من القمم اللي ما من وراها فايدة، بس إن شا الله".
 
يشاركها في ذلك أبو غازي (67 عاما) والذي يقول "بتمنى يكون في نتائج ملموسة ولو إني ما بتوقع".
 
ويذهب نائل خالد (38 عاما) إلى ما هو أبعد من مجرد فقدان الأمل في القمة القادمة، إذ يرفض حتى متابعة نتائجها على شاشات التلفاز، معللاً ذلك "عين ما تشوف قلب ما يحزن".
 
بينما تقول حاجة عراقية، تفترش أحد أرصفة مخيم الوحدات لبيع العلكة، "إيش يهمني من القمة العربية وولدي مات بالحرب الطائفية في العراق؟ مات وتركلي يتامى. ما عدت أهتم لا بقمة ولا حرب ولا أي شي. خلاص كل اللي مالتي بهالدنيا راح".
 
وكان القادة العرب، الذين عقدوا قمتهم العربية الأولى في قصر أنشاص عام 1946، أكدوا أن تفعيل المبادرة العربية، التي أطلقوها في قمة بيروت عام 2002 والتي تنص على تطبيع دول المنطقة مع إسرائيل مقابل رجوعها لحدود عام 1967 والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وحق اللاجئين في العودة لديارهم التي هُجّروا منها إثر عدوانَي 1948 و1967، ستكون من أبرز المحاور التي سيتناولونها في قمتهم القادمة.
 
"عارفين من اليوم شو بدها تناقش القمة العربية. خذي عندك: بدها تشجب الإرهاب من دون توضيح أسبابه اللي منها العدوان الإسرائيلي على فلسطين والأميركي على العراق. وبدها تحذر القمة من الخطر الإيراني وتصوره إنه أخطر من إسرائيل"، بهذه الكلمات يستشرف جمال موسى (47 عاما) توصيات ونتائج القمة العربية المقبلة.
 
بينما تذهب أسمهان نايف (31 عاما) إلى احتمالية أن يختلف القادة العرب كما حدث في قمم سابقة، وأن "تفرط القمة".
 
وتنعقد القمة العربية الدورية العادية التي تحمل الرقم عشرين في دمشق وسط خلافات غربية عميقة وتحذيرات من تزايد حدة الانقسامات العربية. وسبقت قمة دمشق أخرى عقدت في الرياض عام 2007، على أنقاض إرث من التجارب القممية السابقة ومنها أكثر من مائتي قرار خلال السنوات الستين الماضية لم تفلح في دحر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولا حتى في الالتزام في سنوات سابقة بعقد القمة بشكل دوري، إذ عقد معظمها على ضوء أحداث طارئة منها احتلال عام 1967 وحرب 1973 وتوقيع مصر معاهدة سلام مع الإسرائيليين وانتفاضة الأقصى المستمرة.

في الانقسام الفلسطيني ... القمة العربية منحازة !

في الانقسام الفلسطيني ... القمة العربية منحازة !

بقلم نقولا ناصر*
لم يسبق في أي وقت ان ساور الوهم أي عربي فلسطيني لكي يعقد أي امل على مؤتمرات القمة العربية ، فكم بالحري اذا كانت قمة كهذه تنعقد والانقسام يكاد يكون عنوانا لها ، ناهيك عن عقد امل على قمة منقسمة لكي توحد انقساما فلسطينيا كانت القمم العربية ذاتها احد الاسباب الرئيسية فيه ولا يبدو ان قمة دمشق ستشذ عن ذلك كما اتضح من تجديد التزامها بمبادرة السلام العربية التي يختلف الفلسطينيون حولها حد الانقسام .
 
والياس الفلسطيني من قمم العرب ليس مقتصرا على عرب فلسطين بل يشاركهم فيه اشقاؤهم من شعوب الامة المنكوبة بقياداتها ولا يجد الرسميون العرب أي سبب لدحض هذه الحقيقة التي يعرفها القادة قبل شعوبهم . وربما كان احمد القطان ، السفير الدائم للعربية السعودية لدى جامعة الدول العربية الذي سيمثل بلاده في قمة دمشق ، وهي القمة العربية الاولى التي تستضيفها العاصمة العربية السورية ، معبرا عن "الياس الرسمي" عندما قال وهو يعلن التزام الرياض باي قرارات تصدر عن القمة ان "قرارات قمة دمشق والقمم السابقة سوف تظل حبرا على ورق" في غياب "الوحدة" بين العرب (اراب نيوز في 25 الجاري) ، بينما عبر مواطن عن "الياس الشعبي" عندما خاطب القادة العرب (الموقع الالكتروني لفضائية العربية) قائلا: "آمل في ان تحلوا ولو مشكلة عربية واحدة" !
 
لكن بالرغم من هذا الياس المطبق ما زال عرب فلسطين ، شعبا وقادة ، لا يجدون أي خيار بديل لهم سوى ان يستمروا في الامل بخير ياتيهم من القمم العربية ، لعل وعسى تحدث معجزة في زمن لم تعد غير الشعوب تصنع فيها معجزات ، لذلك يحرصون على المشاركة المنتظمة وعلى المستوى الارفع ، ولم تكن مشاركتهم في قمة دمشق استثناء ، غير ان هذه المشاركة في هذه المرة لا تبعث املا بقدر ما تفاقم الياس الوطني للاسباب التي حدت بالرئاسة الفلسطينية الى المشاركة .
 
والتصريحات الرسمية للرئيس محمود عباس وكبار مساعديه لم تخف انه يذهب الى دمشق من اجل تجديد "الشرعية العربية" للطريق المسدود الذي يواجه سياساته داخليا وخارجيا ، وللاسف ان كل الدلائل تشير الى انه سوف يحصل على هذه الشرعية ، وبالتالي فان القمة العربية الدورية العادية الجديدة لا تعد الشعب الفلسطيني بغير استمرار الوضع الراهن دون أي تغيير قد يمنحه ولو بصيص امل في حل لازمته الداخلية او انفراج في المفاوضات خارجيا او في دعم لمقاومته الوطنية تعزز صموده على الارض .
 
وتوجد على جدول اعمال القمة خمسة مواضيع فلسطينية هي مبادرة السلام العربية ومستجدات عملية السلام الفلسطينية والمبادرة اليمنية ودعم ميزانية حكومة سلطة الحكم الذاتي ومصير اكثر من الفي لاجئ عالقين منذ عامين على الحدود السورية العراقية وفي هذا الموضوع الاخير ليس من المتوقع ان تجد القمة مجتمعة حلا "عربيا" فشلت في ايجاده منفردة وهي على الارجح ستدعم الجهود الاممية لايجاد حلول "دولية" مجتزاة لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في العراق مما يصب عمليا في "تشتيت" تجمعهم غير الاختياري في سياقات سياسية "واقعية" تبحث عن تصفية لمشكلة اللاجئين بعامة باعتبارها "العقبة الرئيسية" في طريق السلام الاميركي الاسرائيلي .
 
ومن المرجح كذلك ان تواصل القمة كسابقاتها التعهد بالدعم العربي لميزانية حكومة السلطة وليس من المرجح ان تاخذ القمة في الاعتبار ان هذا الدعم في هذه المرة سوف يستخدم لتعزيز احد طرفي الانقسام الفلسطيني على حساب الطرف الاخر مما يعمق هذا الانقسام واقعيا على الارض ،وبالتالي فان هذا الدعم لن يجد طريقه الى "عموم" الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال بل ان حصة كبيرة منه ستذهب الى دعم التنسيق الامني مع دولة الاحتلال تنفيذا لخريطة الطريق التي فعلت طبقا لقرارات مؤتمر انابوليس في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي . والملاحظة الطريفة هنا ان ميزانية جامعة الدول العربية التي يطلب الفلسطيني دعما من قمتها بحاجة هي نفسها الى دعم اذ تعاني من عجز قدره (22) مليون دولار او حوالي (60%) من موازنتها السنوية البالغة (36) مليونا حيث تبلغ قيمة المساهمات المالية متاخرة الدفع (88) مليون دولار .
 
وفي مستجدات عملية السلام الفلسطينية فان الطريق المسدود الذي وصلت اليه عملية انابوليس غنية عن البيان لكن ما هو بحاجة الى كل البيان هو اصرار الرئاسة الفلسطينية على اقناع قمة دمشق بمواصلة دعمها لمواصلة هذه العملية العقيمة وهو التوجه العام لهذه القمة لدعمها فالقمة التي شاركت بضيوفها ومضيفيها في تلك القمة لا يسعها ولو ادبيا الا ذلك .
 
وربما يكون "اعلان صنعاء" والمبادرة اليمنية هما الموضوع الوحيد الذي قد تاتي رياح القمة بما لا تشتهيه سفن الرئاسة الفلسطينية غير ان توقع ان تحصل الرئاسة الفلسطينية على مبتغاها في المواضيع الاربعة الاخرى سوف يعزز موقفها لتجاهل أي قرار غير ايجابي ، من وجهة نظرها ، قد يصدر عن قمة دمشق لصالح تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية القائمة على اساس الشراكة .
 
لكن تظل "مبادرة السلام العربية" هي الرصيد العربي الذي تسوغ الرئاسة الفلسطينية مواصلة نهجها داخليا وخارجيا بالاستناد اليه وحرصت على تكرار حث القمة على عدم سحبها او تعديلها وتستخدم الاجماع العربي عليها اداة في صراعها مع الطرف الآخر في الانقسام الوطني باستخدام تحفظات حماس عليها لتحريض العرب على حماس ، غير ان الاهم من كل ذلك هو ان الرئاسة الفلسطينية تستخدمها تكتيكيا كمسوغ لعملية انابوليس دون ان تكون المبادرة العربية "مرجعية" معتمدة لا في انابوليس ولا في المفاوضات الفلسطينية المنبثقة عنها وقد اعلنت الرئاسة تكرارا انها سوف تلجا الى العرب استنادا اليها للبحث عن بديل لانابوليس في حال فشل هذه الاخيرة .
 
فقمة دمشق حتى قبل ان يلتئم شمل قادتها جددت يوم الخميس الماضي بعد اجتماع وزراء خارجيتها التزامها بما يسمى "مبادرة السلام العربية" التي يجمع عليها المعتدلون والممانعون على حد سواء والتي نجحوا في اقناع المجتمع الدولي بها لكنهم فشلوا في اقناع "شريك السلام" الاميركي بممارسة نفوذه لدى دولة الاحتلال الاسرائيلي لكي تقبل بها دون شروطها لاجراء تعديلات عليها تفرغها من مضمونها ، في تجاهل كامل للتحفظات الوطنية الفلسطينية عليها ولحقيقة وصولها ، على علاتها ، الى طريق مسدود .
 
وفي معمعة السجال الدائر حول الازمة اللبنانية لا يفوت المراقب الفلسطيني ملاحظة مفارقتين تاريخيتين في قمة دمشق الاولى ان المقاطعين لها او المخفضين لمستوى مشاركتهم فيها بسبب ازمة لبنان او نتيجة لمضاعفاتها العربية ، بهدف حرمان اية قرارات تتخذها القمة حول هذه الازمة من الشرعية او في الاقل من المصداقية كما ياملون ، بسبب غياب لبنان نفسه عنها ، انما تغيب عنهم حقيقة ان "مبادرة السلام العربية" قد تبنتها قمة بيروت عام 2002 في غياب فعلي وان لم يكن شكليا لفلسطين اذ كان الراحل ياسر عرفات ، ممثل الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة وليس ممثل سلطة الحكم الذاتي وحكومتها فقط ، محاصرا في رام الله ولم يستطع ممثلو واحد وعشرين دولة عربية حتى تامين القاء خطابه لهم عن بعد بحيث وزع نص خطابه عليهم في اليوم التالي فقط !
 
أما المفارقة التاريخية الثانية فهي استبدال الازمة اللبنانية بالقضية الفلسطينية باعتبارها "القضية المركزية" للامة العربية التي تسوغ مقاطعة القمة حد التهديد بانقسام عربي طويل الامد بينما لم نر أي دولة عربية تقاطع أي قمة بسبب فلسطين بعامة او بسبب حرص على حل الازمة الداخلية الفلسطينية الراهنة يعادل الحرص على حل الازمة اللبنانية بخاصة .
 
وتكمن مفارقة ثالثة في تساؤل منطقي يفرض نفسه ، اذ كيف يستطيع عرب منقسمون على انفسهم المساهمة بمصداقية في انهاء الانقسام الفلسطيني ، خصوصا اذا كان موقفهم الاستراتيجي متطابقا مع موقف احد طرفي هذا الانقسام ومتعارضا مع موقف الطرف الاخر ؟

تحرير فلس.... غزة !

في غزة ..مستثمرون هربوا للخارج وعمال يعيشون مرارة البطالة !

غزة - سامي جادا لله
لم يجد المواطن محمد عمران من مدينة غزة سوى الجلوس في احد القهاوي ليبعد نفسه عن مشاكل وهموم الحياة التي بدأت تعصف به عقب أن فقد عمله الذي كان يوفر لقمة العيش له ولأطفاله , فالمواطن محمد كان يعمل في احد مصانع الخياطة في منطقة غزة الصناعية شمال قطاع غزة واليوم وبعد أن تم إحكام الحصار الإسرائيلي وإغلاق معابر قطاع غزة أغلقت هذه المصانع وأصبحت خاوية على عروشها خالية من العمال وخالية من الحركة والنشاط  , فالكثير من العمال الذين كانوا يعملون في هذه المصانع أمثال المواطن محمد عمران أصبحوا في الشوارع لايجدون من ينقذهم من شبح البطالة القاتل الذي اثر على حياتهم الطبيعية
ونفس الحال والقصة يشتكي المواطن امجد العلي من مخيم جبا ليا للاجئين من سوء الوضع الذي يعيشة بعد أن أصبح عاطلا عن العمل جراء إغلاق المصانع أبوابها , فيقول في هذا الصدد: انه كان يذهب كل يوم للعمل في مصنع للأثاث في منطقه غزة الصناعية وكان يعود في المساء لابناءة حاملا معه الأكل والشرب والملبس وما يحتاجونه , وأما اليوم وبعد إغلاق المصنع فأصبح ينتظر المساعدات والإغاثة من الجمعيات الخيرية , كما يشير المواطن امجد العلي إلى أن أصحاب المصانع التي أغلقت هجروا إلى الخارج ونقلوا استثماراتهم في الخارج وهذه مشكلة كبيرة تواجه العمال , مشيرا إلى أن الأمر الآن أصبح بالغ الخطورة ودرجة التفاؤل بحل الأزمة والمعاناة التي يعيشونها أصبحت ضئيلة خاصة وان هؤلاء المستثمرون كانوا من ابرز المنشطين للاقتصاد الفلسطيني بشكل عام
وفي هذا الإطار يعتبر وديع المصري مدير عام شركة فلسطين لإنشاء المدن والمناطق الصناعية أن هجرة الغالبية العظمى من أصحاب المصانع القائمة في منطقة غزة الصناعية إلى الخارج شكلت أبرز معالم الانتكاسة التي لحقت بقطاع الصناعات التصديرية في قطاع غزة.
ويشير المصري إلى أن عدداً كبيراً من أصحاب المصانع المتوقفة كلياً عن العمل منذ أكثر من تسعة أشهر في منطقة غزة الصناعية هاجروا إلى خارج القطاع، ومنهم من أنشأوا في الأردن ومصر مصانع، وآخرون ممن لم يتمكنوا من استنئاف نشاطهم الصناعي حظوا بفرص عمل لإدارة مصانع أقيمت في الصين بتمويل من المستورد السابق لمنتجاتهم.
وأوضح أن بعض المستوردين الإسرائيليين عملوا مؤخراً على إقامة مصانع في الصين وقاموا بتوظيف بعض أصحاب المصانع التي كانوا يستوردون منها المنتجات المختلفة التي كانت تنتج داخل منطقة غزة الصناعية.
وأكد المصري أن استمرار إغلاق معابر القطاع وفقدان المستورد الإسرائيلي الأمل في تنفيذ تعاقداته مع المنتجين المحليين دفعت بالطرف الأول إلى اللجوء إلى مصادر توريد بديلة عن المنتج الفلسطيني، منوهاً إلى أن بعض أصحاب المصانع تمكنوا مؤخراً من استئناف نشاطهم ورفد السوق الإسرائيلية بمنتجات مصانعهم الجديدة القائمة في مصر والأردن.
وبيّن أن كافة المصانع المقامة في المنطقة الصناعية التي يقدر عددها بنحو 40 مصنعاً توقفت كلياً عن العمل وعجز أصحابها عن نقل معدات وماكينات مصانعهم إلى مكان آخر بسبب ارتفاع كلفة نقل هذه المعدات أو توفير كلفة استئجار المكان المناسب للحفاظ عليها، الأمر الذي دفع بإدارة المنطقة الصناعية إلى تمكين هؤلاء المستثمرين من الإبقاء على مصانعهم وتكبدها المزيد من الخسارة الناجمة عن دفع نفقات الخدمات وأعمال الصيانة والحفاظ على مرافقها.
وأشار مدير عام شركة فلسطين لإنشاء المدن والمناطق الصناعية إلى أن كافة الصناعات القائمة في المنطقة الصناعية تعد من الصناعات الاستراتيجية، إذ تقدر قيمة أصول هذه المصانع بعشرات ملايين الدولارات،
لافتاً إلى أن من بين المصانع القائمة في المنطقة الصناعية 11 مصنعاً لإنتاج الملابس تعد الأكبر على مستوى الأراضي الفلسطينية، وسبعة مصانع من أكبر مصانع الأثاث، إضافة إلى وجود أكبر مصنع لإنتاج مواد البنية التحتية، وقد باتت جميعها معطلة عن العمل ويسعى أصحابها إلى بيع ما لديهم من منتجات بأقل الأثمان في السوق المحلية، لاسيما وأن معظم هذه المنتجات لا تتلاءم والذوق الاستهلاكي لسوق قطاع غزة.
وأوضح المصري أن الهدف كان عند إقامة منطقة غزة الصناعية تشغيل نحو 25 ألف عامل، في حين أن طبيعة الأوضاع التي سيطرت على أداء معابر القطاع طوال السنوات الماضية لم تسمح بتشغيل أكثر من ألفي عامل.
واستبعد المصري إمكانية عودة جميع أصحاب المصانع الذين هاجروا إلى القطاع للبدء مجدداً بإحياء صناعاتهم، طالما لم تتوفر لهم الضمانات اللازمة لتسويق منتجاتهم واستعادة عقود العمل التي فقدوها مع السوق الإسرائيلية، التي وجدت خلال الأشهر التسعة الماضية أكثر من بديل أمامها للاستغناء عن منتجات صناعات القطاع.

امبراطورية المخدرات في الجزائر: بين مافيا السياسة والإرهاب وبارونات المال والفساد !


 
 
بقلـــم:أنور مالك – كاتب صحفي مقيم بباريس
الحلقة الثانية
هل الجزائر بلد مستهلك أم عبور أم منتج؟
الحقيقة ان الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى معطيات من الواقع وملموسة ودقيقة، وليس الى تصريحات سواء كانت صادرة من طرف السلطات الجزائرية التي دائما ما تقلل من شأن أحداث مختلفة وقضايا عويصة، وطبعا لأجل سمعة النظام سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وأيضا أن التقارير الرسمية الصادرة عن هيئات دولية أو حتى اعلامية أجنبية لا يمكن الإعتماد عليها بصفة مطلقة في الحكم على ما آل اليه وضع الجزائر، لأن غالبا ما تحكمها حيثيات وتستند لحسابات تجعل من تلك التقارير فاقدة لمصداقيتها الكاملة، وإن كانت البعض منها جاءت من طرف مؤسسات لها مكانتها في المحيط العالمي، ولكن هذا لا يعني أبدا تجاهلها لأن فيها من الحقيقة ما لا نجده في غيرها... 
 
 ففي اطار التقارير الدولية نذكر مثلا على سبيل المثال التقرير الأممي لعام 2003 حول المخدرات أشار الى أن "الجزائر يمكن أن تصبح نقطة عبور للكوكايين"، ومن ناحية السلطة الجزائرية نجد عبدالمالك السايح المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات في حوار أجرته معه يومية الخبر في عددها الصادر بتاريخ 06/02/2007، حيث أكد أن الجزائر صارت بلد عبور وأن المحاولات لجعله بلدا منتجا للمخدرات قد باءت بالفشل، ويوجد من جعلها بلدا مستهلكا وللعبور ونجد آخر التصريحات التي تصب في هذا المذهب ما صرح به وزير الصحة عمار تو في ملتقى تكويني حول التكفل بالإدمان على المخدرات الذي إنعقد في 10/02/2008 وبالتعاون مع مجموعة المجلس الأوروبي للتعاون في مجال مكافحة الإفراط في التجارة غير الشرعية للمخدرات "جورج بومبيدو" الفرنسية وشبكة "ماد نت" الأوروبية، وقد أكد الوزير أن شبكات التهريب تسعى لتحويل الجزائر إلى منطقة عبور تربط بين إفريقيا وأوروبا، ليوضح من أن الجزائر صارت تستهلك 50% من كمية المخدرات التي تعبرها، وأكثر من ذلك أنه قرع أجراس الخطر لأنه تم حجز 16.5 طن من المخدرات وكميات كبيرة من الأقراص المهلوسة خلال 2007 وهي زيادة كبيرة بالمقارنة مع 2006 التي حجزت فيها مصالح الأمن 9 أطنان، وقد تم تسجيل 27 الف مدمن خلال العشر سنوات الأخيرة، وفي سنة 2006 تم تسجيل 4346 حالة لتصل عام 2007 الى 5543 اي بزيادة 1243... تقرير آخر صدر حديثا عن الخارجية الأمريكية في 29/02/2008 حيث إعتبر الجزائر والمغرب أهم بوابة لنقل المخدرات لإسبانيا وتحديدا أخطر أنواعها والمتمثل في الكوكايين، وذهب أيضا إلى أن المخدرات يتم انتاجها في دول شمال إفريقيا (الجزائر – المغرب – تونس) إضافة لبعض الدول الإفريقية الأخرى، وهو ما أوصل إلى نتائج خطيرة حيث أن نسبة الإدمان في الإتحاد الأوروبي إرتفعت إلى درجة 3% ، مما يعني أن التقرير يحمل المسؤولية للدول المغاربية التي بسبب التهريب القادم منها والعابر لها أوصل لنتيجة أن واحد من خمسة مدمنين يتعاطون هذا الكوكايين القادم من شمال إفريقيا...
 
ومن اجل معرفة الإجابة عن هذا التساؤل فيجب ان نقف وقفة عن عمليات قامت بها مصالح الأمن الجزائرية، وصرحت بها سواء في تقارير امنية أو صحفية، فحيث يمكن تقسيمها الى ثلاثة أقسام مهمة:
  
من ناحية الإستهلاك:
 
نتعرض الى بعض التصريحات الرسمية المهمة، أو تلك الحالات التي تناولتها وسائل الإعلام، وهي التي تؤكد طبيعة الاستهلاك في الجزائر، ومستوياتها التي وصلت لدرجات تنذر بالخطر، بل تكشف بلا شك أن المخدرات تعرف انتشارا أكثر وأكثر من ذي قبل، والأمر يعود لعدة أسباب سوف نتعرض لها لا حقا من خلال هذه الدراسة.
 
في شهر سبتمبر:
 
تم توقيف 16 متهما خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الفارط بتهمة استهلاك وحيازة المخدرات والأقراص المهلوسة. (الشروق: 23/09/2007)، والقبض على تاجر مخدرات بسيدي موسى وبحوزته 100غ من الكيف المعالج (الشروق: 23/09/2007)، أيضا قبض على 3 عناصر من شبكة ترويج الكوكايين "140غ" في فيلا بشاطئ بوسفر ولاية وهران، وتوقيف 7 متهمين في ترويج المخدرات بعد الإفطار في حي تجديت بمستغانم، ليتم ايداع 7 اشخاص السجن بالمحمدية بتهمة حيازة المخدرات.
 
أيضا يمكن أن نذكر توقيف الشاب (ب – ر) وبحوزته 36 غ في نهاية سبتمبر 2007... هذه بعض الحالات التي تسجيلها، حجز 5.923 كغ من القنب الهندي بوسط جيجل معدة للترويج.
  
في شهر أكتوبر:
 
تم توقيف مروج بالطارف وبحوزته 17 غ وتوقيف آخر معه 13غ، حجز 3.788كغ بمنزل مروج لها ببشار، حجز ازيد من 100غ في منطقة شبيطة مختار بعنابة، حجز 286.8غ من المخدرات بسيدي لحين ولاية بلعباس لدى شبان يقومون ببيعها للمستهلكين، حجز 20غ لدى مروج ببراقي، مصادرة 8غ من الكيف المعالج و0.3غ من الكوكايين بفيلا بحي سان بيار بوهران وبحوزة شيخ عمره 62 عاما، حجز 600غ من الكيف المعالج ببوقاعة ولاية سطيف، حجز 1.6كغ من الكيف المعالج بمنطقة الفوجرول "قالمة" تورط في ترويجها البطل الوطني الافريقي في رياضة الكاراتيه، حجز 1كغ من الكيف ببوفاريك "البليدة"، حجز 6كغ ببوسعادة ولدى عائلة واحدة...
 
في شهر نوفمبر:
 
بالجزائر تم القبض على مروج المخدرات بحي 120 مسكن وبحوزته 350 غ من الكيف، حجز 1740 غ بالعطاف (عين الدفلي)، حجز 2.4 كغ من القنب الهندي بأدرار لدى شاب عمره 22 سنة يقوم بالترويج لها، حجز أزيد من 207 غ في منطقة بودغن الجبلية بتلمسان، حجز 30 صفيحة قدرت بـ 3 كغ من الكيف المعالج لدى شاب عمره 25 عاما بباتنة، حجز 500 غ من الكيف ببوقاعة وتوقيف 5 أشخاص، حجز 800 قرص مهلوس بدائرة المحمدية، وفي المكان نفسه تم حجز 1.250كغ من الكيف المعالج بحوزة (ق – م) برفقة شركاء اخرين...
 
أيضا تم بحي العقيد عثمان بلدية عين الترك "وهران" حجز 30 غ من الكوكايين، حجز لدى شخص بحي زمالة "باتنة" وبحيازته 02.700كغ من الكيف المعالج و300غ عثر عليها ببيته مخبأة لتوزيعها على المستهلكين، وفي بجاية حجز 1.45كغ وبالضبط بمنطقة بيزيو بلدية أمالو، وبشلغوم العيد "ميلة" حجز 26 قرصا مهلوسا...
 
نسجل أيضا توقيف مصالح أمن دائرة حمر العين في تيبازة 6 أشخاص وكانت بحوزتهم مخدرات قدرت بـ 2.5 كغ، وكان من بين المتهمين أحد التائبين الذين إستفادوا من اجراءات العفو في الوئام المدني عام 2001، حيث يقومون بتوزيعها على زبائن معتادين على التعامل معهم لأجل الإستهلاك طبعا...
 
كذلك حجز 1 كغ من الكيف بعين تموشنت، ضبط 1.2 كغ من الكيف بقصر الشلالة "تيارت"، مصادرة 50غ كانت بحوزة 3 اشخاص ببلدية المراهنة "سوق اهراس"...
 
في شهر ديسمبر:
 
حجز 5.7 كغ من المخدرات في بيت معلم ابتدائي بالشلف وذلك بحي لالة عودة، في 15/12 تم حجز أكثر من 2كغ بقسنطينة كانت معدة للتوزيع بين المستهلكين، حجز 16 غ من الكيف بأولاد الكيحل ولاية عين تموشنت...
 
هذا البعض مما يمكن الإشارة إليه في جانب الإستهلاك، وسوف نعود بلا شك إلى لتقارير الرسمية وغير الرسمية التي صدرت حول المدمنين وإنتشار المخدرات بين الشباب، والملفات التي عولجت على مستوى القضاء.
 
من ناحية العبور:
 
نذكر بعض الحالات التي تحدثت عنها مصالح الأمن وتم تصنيفها في دائرة العبور:
 
في شهر سبتمبر:
 
تم حجز 15 كغ في مغنية، 102 كغ من الكيف المعالج بميناء بجاية، 2 كغ بفرناكة ولاية مستغانم، فضيحة تسويق أكثر من 4 ملايين قرص مهلوس من قسنطينة في اتجاه الغرب وتورط ديقروفارم وهي شركة تسويق تابعة للمخبر الصيدلاني الجزائري، استرجاع أكثر من 150 كغ من الكيف المعالج خلال 72 ساعة بالحدود الجزائرية المغربية وكانت قادمة من المغرب حسب مصادر امنية، حجز قنطار و20 كغ من المخدرات قادمة من المغرب أيضا قبل اذان الإفطار مساء يوم الأحد 22/09/07 وحسب مصادر امنية ان المهرب لاذ بالفرار نحو التراب المغربي تاركا وراءه الأكياس بعد مطاردته (البلاد: 26/09/2007)، حجز 2.32كغ من الكيف المعالج بشاطئ ساسل بعين تموشنت يوم 22/09/2007، ايقاف شخص وايداعه السجن بشبهة التورط في قضية 20 قنطار من الكيف التي حجزت في جوان 2007 ببلدية السانية بوهران وقد اعترف لمصالح الأمن بتمرير 15 قنطارا في شاحنة نقل البضائع، توقيف شبكة لتهريب المخدرات وبحوزتها 30 كغ عين الدفلى، الحجز على 6.690 كغ بحاسي مسعود، حجز 1.194 كغ بمرتفعات مزرعة محمد طهراوي ببلدية الحاجب ولاية بسكرة، حجز 10 كغ من الكيف بتلمسان وبمركز الجرف لحرس الحدود كانت قادمة من المغرب، حجز 10 كغ من الكيف في قرية المصامدة ولاية مغنية...
 
في شهر أكتوبر:
 
 تم حجز 4.2 كغ بالخطابية في قسنطينة، حجز 23.615 كغ من الكيف وسط مدينة بشار، القبض على بحار وابنه وصهره بالدواودة وبحوزتهم 30 كغ من الكوكايين وقدرت قيمة المحجوزات 20 مليار سنتيم وافادت مصالح الأمن أنه عثر عليها في عرض البحر مما يوحي انها كانت قادمة من الخارج، ثم راح يوزعها بين التجار والمروجين والمهربين...
 
 حجز 29.5 كغ من الكيف المعالج بالمنطقة الحدودية الدبداب ولاية اليزي في محاولة لتهريبها نحو ليبيا، حجزت مصالح الأمن العسكري 16 كغ من الكيف المعالج ببني ونيف قادمة من المغرب، توقيف مهرب وبحوزته 2500 علبة حبوب مهلوسة بمطار عنابة، حجز 7.5 كغ من الكيف بوادي جر ولاية البليدة، القبض على 6 أفراد تتراوح اعمارهم ما بين 20 و33 سنة وبحوزتهم ما يقارب 37 كغ من الكيف المعالج، حجز 19 كغ من الكوكايين قيمتها 26 مليار سنتيم حسب العميد بوعلام بلحسن وذلك في الديار الخمسة بالمحمدية، حجز 2.3 قنطار بعين تموشنت وذلك على مستوى الطريق الولائي رقم 26 على متن سيارة تحمل الترقيم الأجنبي وتمكن المهربون من الفرار، حجز 20 كغ من القنب بعين البنيان ذكرت بعض المصادرأنها معدة للتسويق نحو أوروبا، حجز اكثر من 3 كغ في مغنية لدى شخص يتحدر من بئر العاتر ولاية تبسة (الشرق الجزائري)، حجز 3 كغ من الكيف المعالج بمغنية...
 
 حجز 583كغ من الزطلة و500غ من الكيف يعتقد انها كانت في طريقها لليبيا وذلك في عملية تبادل بين طرفين في شبكة دولية مساء يوم 11 أكتوبر، وقد تمكن اباطرة الشحنات من الفرار، وحسب تقارير الدرك الوطني أن محور التهريب الجنوبي الجديد أكبر محور يفضله اباطرة المخدرات على طول المحور الرابط بين دول المغرب العربي انطلاقا من المغرب ووصلا لليبيا (الخبر 15/10/2007)...
 
كذلك تم حجز 2.550كغ من الكيف المعالج بسيدي بلعباس قادمة من الحدود الغربية، العثور على 14 كغ من الشيرة في بيت يقع بحي موسى ولاية جيجل...
 
 أيضا ضبطت فرقة درك بريان "550كم جنوب العاصمة" 3.8كغ من مادة تستعمل لتحضير الهروين قادمة من افغانستان لدى رعية نيجيري، والمادة عبارة عن عصارة نقية لبذرة الأفيون في شكل معجون، وقد فتحت الغرفة 2 بمحكمة غرداية (الخبر 18/10/2007)...
 
نسجل كذلك حجز 5كغ من الكيف ببلدية مزلوق ولاية سطيف وذلك يوم العيد وتم توقيف شبكة تتكون من 8 أشخاص، حجز 20كغ من المخدرات بحي القواطين "الوادي" معدة للتهريب نحو ليبيا، حجز أكثر من 3كغ من القنب الهندي بسيارة هوندا في سوق اهراس أكدت مصادر أمنية أنها كانت ستهرب لتونس، حجز اكثر من 19كغ من الكيف بوادي سوف.
 
 حجز 20 كغ من القنب الهندي أثناء محاولة تسليم على الحدود التونسية لتنكشف في ملف التحقيق خفايا شبكة دولية للتهريب (الخبر: 28/10/2007)...
 
 حجز 2كغ من الكيف المعالج في منطقة الجرف بمغنية، القبض على شبكة من 5 أشخاص بحي البريد في تبسة وبحوزتهم 14.7 كغ...
 
احباط محاولة تهريب مادة خام من الأفيون والهروين من الجزائر بإتجاه مالي والنيجر، وقد كانت نوعيتها من تلك التي تزرع في باكستان وأفغانستان والصين، وتغليفها حسب المصادر الأمنية كان مغربيا.
 
 قد تم أيضا حجز 3.8 كغ من المخدرات مغلفة بولاية غرداية الى جانب 40 كغ مادة خام من الأفيون و500 غ من الهروين.
 
في شهر نوفمبر:
 
خلال هذا الشهر فقد تم حجز 4.5 قنطار من المخدرات وتوفي المهرب أثناء المطاردة وذلك بمنطقة العثمانية (15 كم عن مغنية)، والكمية حجزت في سيارة من نوع بيجو 505 كانت قادمة من المغرب، وقد تم التعرف على صاحب الكمية ويتعلق الأمر بـ (ع – محمد) البالغ من العمر 30 سنة ويتحدر من منطقة الروبة "سيدي موسى" ولاية مغنية، أما الرأس المدبر (م – ن) فقد قبض عليه في فيفري 2008 وتم ايداعه الحبس...
 
 حجز 18 كغ من الكيف المعالج بتلمسان يوم الأربعاء 07/11/2007 وذلك بمنطقة الشبيكة الواقعة على بعد 15 كم من الحدود المغربية، أيضا نذكر عملية العثور على 7 كغ من الكوكايين مخبأة في سيارة بيجو 206 بالقرب من بلدة حاسي منير (60 كم عن تندوف) بعد حادث سير...
 
حجز 11 كغ من الكيف المعالج بحوش الصغير في جسر قسنطينة (العاصمة)، حجز قرابة 6 كغ من الكيف ببوسعادة...
 
أيضا حجز 84 كغ من المخدرات بميناء سكيكدة كانت بصدد تهريبها الى فرنسا، وهي من نوع القنب الهندي وتم توقيف شخصين وهما من المهاجرين المتحدرين من عين مليلة (ولاية ام البواقي)...
 
حجز 12.5 كغ من الكيف بسيدي بلعباس على متن شاحنة كانت قادمة من عين تموشنت، بمنطقة الدار البيضاء...
 
 تم حجز 6 كغ من الكيف وبمنطقة الحمري "وهران"، أيضا حجز 32297 قرص مهلوس، وبمنطقة ساسل ولاية عين تموشنت مصادرة 9.5 كغ من الكيف المعالج، و20 كغ من الكيف المعالج بجنين ضيف الله ولاية بشار...
 
في شهر ديسبمبر:
 
تمت مصادرة 4 كغ من الكيف بمغنية وذلك بحرس الحدود "العقيد لطفي"، وحجز 750 كغ من الكوكايين على الحدود الجزائرية المالية وفي منطقة تين زواتني على بعد 200كم من منطقة كيدال المالية، قدرت قيمتها بـ 20 مليار فرنك مالي ما يعادل 45 مليون دولار...
 
من ناحية الإنتاج:
 
يعتبر من أخطر ما يمكن تسجيله في تطور ملف المخدرات في الجزائر، ومن دون أن نسترسل في الحديث عن ظاهرة الإنتاج نذكر ما تم تسجيله من حقوق للعفيون والخشخاش في الجزائر:
 
حيث نبدأ بعميلة حجز نباتات من القنب الهندي في بجاية، وذلك في منطقة بيزيو ببلدية أمالو في 10/11/2007 وزنها 1.45 كغ...
 
وفي ساعة مبكرة من صباح الإثنين 10 مارس الجاري إكتشف الدرك الوطني 10 حقول متخصصة في زراعة القنب الهندي والعفيون وذلك ببلدية أجدير (130 كم شمال ولاية أدرار)، وتقدر مساحتها بأكثر من 15 هكتارا، وقبض على 8 مزارعين، وفي العملية حجز الدرك أكثر من 2540 شجيرة من القنب الهندي، و11357 شجيرة من العفيون، و2134 نبتة كيف، ومصادرة 8 أكياس من العفيون المجفف يصل وزنها إلى حوالي 400 كغ، وتعتبر العملية الثانية بعد عملية منطقة يحيى وإدريس ببلدية طلمين العام الماضي حسب العقيد لزاهري قائد المجموعة الولائية للدرك بأدرار، وتتمثل في عشرة هكتارات وبها 4890 شجيرة من القنب الهندي ، المثير في ذلك أن أحد المزارعين المقبوض عليهم صرح بأنه تحصل على مبلغ 120 مليون سنتيم في إطار الدعم الفلاحي وإستغلها في زراعة هذه الحقول... مصالح الأمن تشتبه في وصول البذور من جنوب شرق المغرب وخاصة أن الكثير من المتهمين في شبكات التهريب هذه التي تنشط بالجنوب يتحدرون من أصول مغربية، وحسب مصالح الدرك دوما فإنه تم العام الماضي إتلاف ما لا يقل عن 42 الف نبتة من العفيون والقنب الهندي، وقرابة نصف طن من نبات المخدرات المجفف والمعد للتسويق، وتم إكتشاف هذه الحقول في الجنوب وبعدة ولايات.
 
ومن قبل صرح العقيد بليدي محمد الصالح قائد القيادة الجهوية الثلاثة ببشار، من أنه تم حجز 39 هكتار خصصت كحقول لزراعة القنب الهندي والخشخاش المنوم، وحجز 74224 نبتة من الأفيون، 13143 نبتة من القنب الهندي، 188.88 كغ من بذور الخشخاش، في حصيلة لعام 2007.
 
أيضا عثرت مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية أدرار ما بين 8 – 9 مارس على حقل جديد للعفيون مساحته أكثر 1800 متر مربع، بقصر أدغا الجهة الشمالية للولاية، وقبض على شيخ يبلغ من العمر 79 عاما الذي كان يشتغل بحقله المملوك له منذ اكثر من عشرين عاما، وتم خلال العملية مصادرة 179 قطعة مهيأة على شكل صفائح معدة للتسويق قدرت في مجملها بحوالي 23.445 كغ (الخبر: 15/03/2008).
 
كذلك تم صبيحة يوم الخميس 20/03/2008 عثرت فرقة مكافحة المخدرات التابعة للشرطة القضائية لولاية ادرار على 6 مزارع للقنب الهندي والعفيون، قدرت مساحتها الاجمالية بأكثر من هكتارين، وذلك بمنطقة اوقروت على بعد 130 كم شمالي ادرار، وتم احصاء 1187 شجيرة من مخدر العفيون و150 نبتة من القنب الهندي و400 غ من مسحوق القنب الهندي جاهز للإستهلاك، 230 ثمرة من العفيون الخام كان ينوي أصحاب المزارع تسويقها.
 
عملية أخرى تصب في هذا الإطار حيث تم يوم السبت 22 مارس في قصر برشيد ببلدية فنوغيل الواقعة على بعد 30 كم جنوبي أدرار اكتشاف حقلين، مساحة الحقل الأول 1167 متر مربع، والثاني حوالي الهكتار، وقبض على شيخ عمره 60 عاما كان يستغل الحقل، وحجزت 604 نبتة من القنب الهندي بالإضافة الى كمية من العفيون الخام، وفي اليوم نفسه بتيميمون تمكنت كتيبة الدرك من اكتشاف حقلين بقصر أولاد عيسى ببلدية شروين (150 كم شمالي ادرار)، تفوق مساحتها 400 متر مربع خصص لإنتاج الخشخاش المنوم وهو ما يعرف بثمرة العفيون المجفف للإستهلاك (الخبر: 24 مارس).
 
أيضا تم اكتشاف صبيحة الإثنين 24 مارس حقلين لزراعة العفيون بقصر كالي من طرف درك تيميمون وتم على اثرها حجز 1345 نبتة. (الخبر: 25 مارس).
 
وقد شهدت بلدية طلمين وأوقروي في ظرف قياسي لم يتعد السنة اكتشاف 40 حقلا مزروعة بالعفيون الهندي والخشخاش تجاوزت 50 هكتارا، مكنت على حجز حوالي 96 الف نبتة أغلبها من العفيون، وكذلك ما يقارب نصف طن مجففة داخل أكياس يتراوح وزنها بين 35 كغ و45 كغ موجهة للتسويق.
 
كذلك نسجل اكتشاف الدرك لدائرة تيميمون في 25 مارس 6 مزارع جديدة للعفيون، تقدر مساحتها بـ 1250 متر مربع بقصر الحاج بلدية اولاد سعيد على بعد 25 كم شمالي تيميمون، ومنذ بداية شهر مارس قامت مصالح الدرك بخمسة عمليات وصلت في مجموعها إلى حجز حوالي 9870 شجيرة من العفيون، 1980 شجيرة من القنب الهندي، 450 كغ من الكيف المعالج المعد للتسويق.
 
هذه بعض النماذج من عمليات الحجز التي صرحت بها مصالح الأمن الجزائرية بمختلف أنواعها، وقد تواصلت العمليات في التحري والبحث بالجنوب الجزائري، الذي تحول إلى مزارع للخشخاش والعفيون، بدل استغلالها في الفلاحة وأكثر من ذلك أن أموال الدعم الفلاحي التي تخصصها الدولة تستغل في هذه الزراعة، ومن دون أن نتكلم عن ملف الدعم الذي فيه خفايا كثيرة من الفساد والرشوة قد نعود له مستقبلا.