القمة العربية "بلا أمل" للاجئين الفلسطينيين !

رشا عبدالله سلامة
لم تفلح وعود القمة العربية، التي تقام اليوم وغداً في العاصمة السورية دمشق، في بث ولو قليل من الأمل في نفس علي صوان (65 عاما)، والذي يقطن في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين الذين يرى كثير من المراقبين أنهم يعبرون وغيرهم من اللاجئين في المخيمات عن النبض الفلسطيني في الشتات.
 
ويعلل صوان ذلك بأن "هذه القمة ستكون كغيرها، فأميركا هي المهيمنة وستمرر ما تريد وتعطل ما تريد من قرارات"، مضيفا "لو كان لدينا جامعة عربية فاعلة لكان الوضع مختلفا، وإلا فما علاقة أميركا أن تعطل المصالحة الفلسطينية مع التصريح علنا قبل أيام عن عدم رضاها عن هذه المصالحة".
 
الأمر نفسه يشير إليه أبو سالم (45 عاما)، إذ يقول "شو بدها تعمل القمة الجديدة؟ مثلها مثل باقي القمم اللي نتائجها مكتوبة ومطبوعة من قبل أسابيع من انعقادها"، بينما يمتعض طارق خضر (33 عاما) من "إعطاء الأولوية للملف اللبناني على حساب الفلسطيني بحسب تصريحات لزعماء عرب سبقت هذه القمة"، واصفا ذلك بـ"الخروج الكلي عن الخط الأساسي للعرب".
 
وكان قادة عرب أعلنوا عدم مشاركتهم في قمة دمشق وقرروا ايفاد وفود ذات مستوى تمثيل "متواضع" لتمثيل بلادهم في القمة، ومنهم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس المصري محمد حسني مبارك.
 
وسبق أن ربطت دول عربية بين مستوى مشاركتها في القمة وبين انتخاب رئيس لبناني، ملمحة بذلك إلى ضلوع سورية في إعاقة هذه الانتخاب.
 
من جهته، يقول أحمد إبراهيم (37 عاما) "كان الأجدر بأموال هذه القمة وباقي القمم السابقة أن تصرف لصالح الشعوب العربية المحتاجة"، ملمحا بذلك للأنباء التي ترددت عن بناء سورية 26 قصرا للزعماء المشاركين في القمة، إلى جانب توسعة مطار دمشق الدولي وإقامة استديوهات تلفزيونية لتغطية أخبار القمة.
 
وبمشاعر يحدوها الأمل، تقول محمدية لطفي (62 عاما) "يا رب يكون للقمة هاي دور ولو إنا تعبنا من زمان من القمم اللي ما من وراها فايدة، بس إن شا الله".
 
يشاركها في ذلك أبو غازي (67 عاما) والذي يقول "بتمنى يكون في نتائج ملموسة ولو إني ما بتوقع".
 
ويذهب نائل خالد (38 عاما) إلى ما هو أبعد من مجرد فقدان الأمل في القمة القادمة، إذ يرفض حتى متابعة نتائجها على شاشات التلفاز، معللاً ذلك "عين ما تشوف قلب ما يحزن".
 
بينما تقول حاجة عراقية، تفترش أحد أرصفة مخيم الوحدات لبيع العلكة، "إيش يهمني من القمة العربية وولدي مات بالحرب الطائفية في العراق؟ مات وتركلي يتامى. ما عدت أهتم لا بقمة ولا حرب ولا أي شي. خلاص كل اللي مالتي بهالدنيا راح".
 
وكان القادة العرب، الذين عقدوا قمتهم العربية الأولى في قصر أنشاص عام 1946، أكدوا أن تفعيل المبادرة العربية، التي أطلقوها في قمة بيروت عام 2002 والتي تنص على تطبيع دول المنطقة مع إسرائيل مقابل رجوعها لحدود عام 1967 والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وحق اللاجئين في العودة لديارهم التي هُجّروا منها إثر عدوانَي 1948 و1967، ستكون من أبرز المحاور التي سيتناولونها في قمتهم القادمة.
 
"عارفين من اليوم شو بدها تناقش القمة العربية. خذي عندك: بدها تشجب الإرهاب من دون توضيح أسبابه اللي منها العدوان الإسرائيلي على فلسطين والأميركي على العراق. وبدها تحذر القمة من الخطر الإيراني وتصوره إنه أخطر من إسرائيل"، بهذه الكلمات يستشرف جمال موسى (47 عاما) توصيات ونتائج القمة العربية المقبلة.
 
بينما تذهب أسمهان نايف (31 عاما) إلى احتمالية أن يختلف القادة العرب كما حدث في قمم سابقة، وأن "تفرط القمة".
 
وتنعقد القمة العربية الدورية العادية التي تحمل الرقم عشرين في دمشق وسط خلافات غربية عميقة وتحذيرات من تزايد حدة الانقسامات العربية. وسبقت قمة دمشق أخرى عقدت في الرياض عام 2007، على أنقاض إرث من التجارب القممية السابقة ومنها أكثر من مائتي قرار خلال السنوات الستين الماضية لم تفلح في دحر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولا حتى في الالتزام في سنوات سابقة بعقد القمة بشكل دوري، إذ عقد معظمها على ضوء أحداث طارئة منها احتلال عام 1967 وحرب 1973 وتوقيع مصر معاهدة سلام مع الإسرائيليين وانتفاضة الأقصى المستمرة.