أمّرهم.. فأطاعوه..!!

 
*تنفيذاً لطلب ديك تشيني السعودية: لا تحضر القمة وتعمل بكل         قوتهاعلى إفشالها*
بقلم/ د. رفعت سيد أحمد
كما هي عادتهم دائماً، وكما هو خُلقهم، يلعبون بخبث اليهود لمصلحتهم، ولمصلحة من يحمي عرشهم، خرج آل سعود على الأمة، وشعوبها بقرارهم السفيه المتمثل في تخفيض مستوى تمثيلهم لحضور القمة إلى مستوى مندوبهم في الجامعة العربية المدعو (أحمد عبد العزيز قطان)، وهو الأسلوب غير المعتاد في الدبلوماسية العربية إجمالاً، إلا في أوقات الأزمات الطاحنة، وهو قرار هدفه الرئيسي كما هو واضح للكافة إفشال هذه القمة تنفيذاً للمخطط الأمريكي والإسرائيلي، كما أكد الأمريكان أنفسهم. الطريف في الأمر أن مندوبهم في الجامعة (قطان) يتذاكى على الرأي العام قائلاً (لا يستطيع كائن من كان أن يملأ الفراغ الذي سيتركه غياب خادم الحرمين الشريفين عن القمة لكن في الوقت ذاته يستطيع من يختاره خادم الحرمين بكل ثقة وجدارة أن يمثله خير تمثيل وأن ينطق باسمه ولديه كل الصلاحيات لاتخاذ القرارات المهمة) الحياة 25/2/2008.
أنظروا إلى كم الأكاذيب و(الاستهبال) التي يمتلأ به هذا التصريح، فالرجل يعلم أولاً أن من يسميه بخادم الحرمين لم يحضر القمة ليس بسبب قراره الشخصي بل بأوامر من واشنطن وكان أخر من حمل إليه الأوامر هو ديك تشيني في زيارته الأخيرة وأن ادعائه ـ ثانياً ـ أن غياب هذا الملك سيترك فراغاً في القمة العربية، فهذه نكتة لأن من يسمى بخادم الحرمين (وهما حرمان شريفان بريئان من هذا الخادم الذي يرقص بالسيف مع قاتل المسلمين بوش ويعقد صفقات الأسلحة ذات الرشاوى الحرام مع لندن وباريس وواشنطن) لا يترك أي فراغ سواء حضر أو غاب عن هذه القمة أو عن غيرها، فالرجل (عبد المأمور) لأسياده في واشنطن أو لرجالهم المباشرين في الرياض (رجال المخابرات أو السديرين السبعة أو الستة (بعد رحيل فهد) أوبندر وتركي ومن لف لفهم). أما كونه (أي أحمد قطان) أنه قادر على تمثيل خادم الأمريكيين أقصد (الحرمين) بجدارة وثقة، (ولديه كل الصلاحيات لاتخاذ القرارات المهمة). فهذا هو الهزل بعينه في موضع كان ينبغي أن يكون فيه جدي، لأنه مجرد موظف مطيع، إمعة، لا قيمة له في هكذا مؤتمرات.
على أية حال وبعيداً عن التصريحات، فإن تعمد السعودية ومعها رؤساء مصر والأردن (أي ذيول واشنطن في المنطقة) عدم الحضور بمستوى رؤساء الدول لهذه القمة (القمة العشرين)، المقصود منه وببساطة إفشال القمة بدون حاجة إلى تبريرات تفاهة عن لبنان أو الدور الإيراني تخرج من حكام الرياض أو عبر سفرائهم أو غيرها من الترهات التي تحدث عنها الحكام أتباع واشنطن. إن الهدف بصراحة هو السعي الحثيث لتحطيم قمة دمشق، والعمل بدأب من أجل ذلك مع واشنطن التي أعلنت بوضوح عبر كونداليزا رايس وديك تشيني وفيلتمان أنهم يسعون لإفشال هذه القمة، والهدف الثاني هو محاصرة حركات وثقافة المقاومة في بلادنا العربية (العراق ـ لبنان ـ فلسطين) وحكام الرياض يعلموا أن مجرد التواجد في قمة دمشق هو اعتراف ضمني بهذه المقاومة وبانتصارها على مشروع الحصار والذبح الذي تقوده واشنطن وتل أبيب في المنطقة، ولكن كل هذا لن يحدث وستكون السعودية ومن مشى معها على ذات الطريق خاصة الحكومة الذيلية في لبنان ومصر والأردن هي الخاسرة. إن (العار) في تقديري هو الكلمة المناسبة لهذه المؤامرات الرخيصة ـ لإحباط الشعوب وقوى المقاومة، في أمتنا، وهي شعوب تستطيع أن تميز الخبيث من الطيب في هذه القمة أو في غيرها، و(العار) ليس جديداً على من كانت جذورهم يهودية ثم دخلوا في الإسلام نفاقاً، ولم يؤمنوا كما أمرهم الله، نحسب أن الأيام القادمة سوف تكشف أكثر هذا النفاق السياسي والتاريخي الذي يمتاز به آل سعود دوناً عن باقي حكام المنطقة، فقط هو يحتاج إلى أقلام حرة وضمائر سياسية لم تخضع لسحر الريال ولا لإغراءات البترودولار التي يتقنها حكام تلك المملكة الآيلة للسقوط.
وسيعلم ـ غداً ـ الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ولا حول ولا قوة إلا بالله