الحكومة لن ترفع بنطلون الشعب في الاردن !

عماد شاهين
منذ ان سمع صديقي فلاح بان الحكومة جادة بمطاردة كل من يرتدي بنطالا ساحلا وهو مختف في منزله وداخل عشته في منطقة الاغوار الشمالية دون حراك وبخاصة ان الشائعات تتحدث ان الجهات الرسمية سوف ترغم كل مواطن يرتدي بنطالا ساحلا على دفع غرامة مالية.
فلاح قررعدم الخروج من عشته وبشكل نهائي بعد ان ادرك بان جميع البنطلونات التي يمتلكها قابلة للسحل وبخاصة انه اوشك على الموت جوعا وبطنه الفارغ وقلة حيلته جعلت منه انسانا على شكل هيكل عظمي. فلاح فهم ومن خلال قرار الحكومة انها تنوي القضاء على الفقراء لا الفقر سيما وانه لم يصل عمان الغربية من قبل ولا يعلم بان التقليعات الشبابية لابناء الاغنياء والذوات هي خصر البنطال الساحل.
الحكومة وان طبقت القانون سوف تجني ملايين الدنانير وبشكل جماعي ولكن بعكس المناطق التي كانت تتوقع فالخصر الساحل للمواطنين الجياع متوفر في العديد من القرى العشوائية حيث اصبح المواطن يعيش في بنطال ساحل ولا تستطيع جميع الاحزمة الالتفاف عليه من شدة نحولة وانكماشه التي تولدت من الجوع والضنك وقلة «الزفر».
عشرات الالاف من المواطنين يخشون بان تطبق الحكومة هذا القرار خشية منهم ان يكونوا مجبرين على دفع الضريبة المفروضة عليهم عنوة.
الا تعلم الحكومة بان عشرات الالاف من المواطنين اصبحوا بخصر ساحل ولا توجد بوادر امل لرفعه في ظل الزيادات اليومية على الاسعار والمواد الاستهلاكية، حتى اصبح «البنطلون» المكتمل عنوانا واشارة واضحة للحكوميين والمتنفذين واصحاب الملايين حيث تطبق هناك وهناك فقط البنطلونات على الكروش المكتزة بالشفط واللهط.
وعليه فقد قررت شخصيا عدم الخروج من بوابة الجريدة او المنزل الا في ساعات الليل المتأخرة لانني ارتدي بنطالا بخصر ساحل منذ ٣٠ عاما وقبل الموضات والتقليعات العصرية.
البنطال الساحل انواع متعددة يا حكومة وان كان في نيتكم رفع البنطلونات من على الخصور فلتكن جماعية وحيادية، لا ان تقتصر على ابناء الاغنياء فقط، بل يجب ان تشمل ابناء الفقراء ايضا فان لهم عورات وعليكم سترها.