سورية وعمى البصيرة في نظر عربان الحظيرة !!!

سيدي تم غنائي إنما عتبٌ صغيرْ
لما لم تجعل لبعض الناس أشكال الحميرْ!؟
أم تُرى أن المطايا سوف تحتج لهذا المصيرْ؟ ...مظفر النواب
 
هذه المقدمة الشعرية لشاعر عراقي مناضل ضرورية جداً لتناسب تماماً ما يقوم به بعض المتشدقين من بغايا الصحافة الذين يتكاثرون يوماً بعد يوم كالسرطانات القاتلة وخاصة في دول "الإعتدال التقحيبي " وصحافتها " اللاعقة لأقفية دافعي الدولار من حكام النفط المتكرشين"
يكفي عزيزي القارئ أن تفتح صفحة ( العربية نت ),وتقرأ أخبارها ونوعية التعليقات فيها لتجد وبسهولة كبيرة الاستنتاج البديهي بأن هناك حرباً إعلامية على سورية لا كنظام فحسب بل كطروحات سياسية مرتبطة بشكل جذري بالصراع مع إسرائيل والعلاقة مع أمريكا,
لن أدخل بتفاصيل ما تسوقه قناة العربية من رثاثتها الفاضحة عن سورية ,والدور القميء الذي تقوم به من خلال نشر تعليقات " مفبركة " خاصة باللعب على الوتر الطائفي بشكل متعمد و مقرف , ولكن سأنتقل لصحيفة الحياة اللندنية والتي لا تختلف بدورها كثيراً عن شقيقتها المرئية " العربية" وهنا سأضع بين أيديكم مقالاً ل (جميل الذيابي) وهو أحد المستعربين أو " المستبعرين" و كاتب لم أسمع باسمه من قبل ومحلل سياسي يخجل الأطفال من أن يقرأوا سفاسفه وأميته السياسية
فلقد طالعنا هذا المغوار الهمام بمقال وتحليل سياسي بعنوان " سورية وعمى البصيرة!" بتاريخ 3/3/2008 ,بادئاً إياه بطلب أن يعذره القارئ إذا رأى في مقاله تحاملاً على سورية فهو كما يقول ويدعي في بداية مقالته بأن ما كتبه " نتاج قراءة تحليلية «صرفة» تتعلق بسياسات دمشق «المتغيرة» وقراراتها «المتناقضة»."
إذن ما طالعنا به الكاتب العظيم هو ناتج قراءة تحليلية "صرفة" وهنا نؤكد لكم بأن ما كتبه بالمجمل بحاجة لأن يوضع في مجاري التصريف الصحي لأنها المكان المناسب لهكذا تحليلات وإليكم ما جاء في بداية هذه القراءة "التحللية والإنحلالية الصرفة" لصاحبنا "السعودية دولة مواقف مشهود لها عربياً ودولياً، ولا يمكن ان تنسى سورية مواقفها معها بعد ان سُجِّلَت تلك المواقف في السرّاء والضرّاء، ودولة تتألم لكل أذى يصيب بلداً عربياً كما لو أصابها............خلال «قمة الرياض» العام الماضي، بعثت السعودية برسائل سياسية «إيجابية»،...في «قمة الرياض» سُميت الأشياء بأسمائها، حتى ان العاهل السعودي سمَّى القوات الأميركية الموجودة في العراق بقوات الاحتلال،"
أي أن الكاتب يقود استنتاجات عظيمة بأن السعودية دولة ذات مواقف عروبية ولايمكن لسورية أن تنسى ذلك ,و يتابع المستكتب الجليل بأن السعودية بعثت في قمة الرياض رسائل إيجابية, ويضرب الأخ العروبي مثلاً على ذلك بأن ملك السعودية سمى القوات الأمريكية بقوات احتلال...!!! أي (وكأنها كانت قبل هذا التاريخ قوات صديقة أو محررة.!!) أو كأنه يحملنا جميل ملكه ويطلب منا تحمد الله بأن ملك السعودية سمى القوات الأمريكية في العراق بقوات احتلال ناسياً أن الأقوال غير الأفعال وأن "الحكي ما عليه جمرك" فصحيح أن الملك السعودي تعطف على الأمة العربية بعد أربع سنوات من الإحتلال الأمريكي للعراق و ماحملته معها من ويلات على شعب العراق والذي كلفته هذه الحرب مليون شهيد عراقي , وسمى القوات الأمريكية بقوات احتلال ولكنه تناسى بأن من يدفع لهذه القوات هي السعودية وشقيقاتها الخليجية ,وأن القوات المسلحة السعودية تجري مناورات استعراضية سنوية مع القوات الأمريكية المحتلة لبلد عربي باعه حكماء العرب من غير المغامرين و(الأنتي راديكاليين ),
يتابع المحلل المخضرم تحليلاته فيقول "السعودية ومصر ودول عربية أخرى تعتبر في القاموس السياسي دولاً معتدلة، والعُقلاء دائماً ما يتحملون مسؤولية تهدئة وتعديل سلوك المراهق الذي يعاني من انجذابات عاطفية واندفاعات «غير محسوبة» لأطراف أخرى على حساب المصلحة العربية، وهو ما يستدعي إعادة سورية إلى الحضن العربي واخضاعها لعلاج «إكلينيكي» لإزالة العوارض «الطارئة» وحالة العشق والهيام «الاستراتيجي» التي تعاني من أعراضها «المزمنة»."
لنصحح للمخضرم تحليله فمصر والسعودية ودول عربية أخرى "بفتح الهمزة" تعتبر في القاموس السياسي الأمريكي (المحتل ) دولاً معتدلة , فهذه التسمية أطلقتها "كوندليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية بعد حرب تموز على لبنان وما رافقها من مواقف هذه الدول بعدم الإكتفاء بالتفرج على أشلاء أطفال قانا بل زادوا من عهرهم ليرفعوا الغطاء عن المقاومة ويتهمونها بالمغامرة أو أنها تخوض حرباً بالإنابة,وليعطوا المبررات لإسرائيل في عدوانها على لبنان , أما أمراض سورية ومراهقتها فهي شأن سوري لا يحق لمن لا يسمح لنسائه بقيادة سيارة ,والذي يعاني من غياب أبسط أشكال الحرية ,والذي يعاني بساسته من عقدة الدونية اتجاه الغرب عامة وأمريكا خاصةً بإعطائنا دروس بالعروبة ومعالجة أمراضنا القومجية وتهويماتنا الاستراتيجية العسكرتارية التولتارية ... الخ الخ الخ .
يكمل الكاتب تحليله وتحليقه على علو تمساحي فيقول في مقالته المدفوع ثمنها أخضراَ."سورية تذهب بعيداً عن العرب، ويبدو ان الكبرياء تمكن من ساستها، على رغم ان سيناريو ما حصل في العراق عند اسقاط نظام صدام من مخاطر ما زال يطوِّق خصر المنطقة، وما أشبه الليلة بالبارحة... آسف بـ «البارجة» بعد وصول «كول» إلى المنطقة"هنا ما المطلوب أن نفهمه؟؟ هل يذكرنا الأخ بما آل إليه العراق وعليه فإنه ينصحنا بعدم فتح فمنا ويطلب منا محاباة البابا (بوش) واسترضائه ,وهل يتفصحن علينا ويهددنا بالبارجة كول؟؟!! إذا كان كذلك والله أعلم ..!! سأسمح لنفسي بالرد عليه باقتباس كلامه فما أشبه الليلة بالبارحة ...آسف أقصد ب (البارجة) ولكم في نيوجرسي قصاص يا أولي الألباب فهل يتذكر معلاق الكاتب ماذا حل بنيوجرسي أو مقر المارينز في بيروت أم أنه كان رضيعاً وقت ذاك..!؟؟
يختم الكاتب مقاله العظيم باستنتاج عظيم – فهيم – سقيم
"«قمة دمشق»... ستكون رحلة سياحية لمن حضر، تبدأ بالاستقبالات والمصافحات والخطابات النارية وتنتهي بـ «لا شيء»، وهذا ما تريده سورية وحلفاؤها."
وهنا مربط (الجحش) أقصد "الفرس" فليقل لنا الكاتب ما أسفرت عنه قمة (الرياض) والقاهرة وعمان؟؟!!
ثم هل يقع على سورية وحدها مهمة اتخاذ قرارت القمم ومتابعة تطبيقها؟؟ لنكن عادلين ولنجري تقييم لمقررات القمم السابقة ..ترى من عطلها وغيبها؟؟ ألم تكن دول الإعتدال هي من أمن منزلاً (وهي المعروفة بكرمها) لجنود المارينز وأساطيل الجيش الأمريكي ليحتلوا بغداد ؟؟ ألم يقصف جسر المسيب ,وميسان والموصل من البحر الأحمر قبالة شرم الشيخ وسواحل السعودية , ألم تحتل أم القصر من بوابة الكويت...؟؟ كي لا ننسى أو نتناسى ما فعله صيصان بوش , بكتابات خنفشارية وتحليلات بهيمية في صحف وفضائيات (عربية..؟؟!).