"يوسف" هو الأخر أبصر النور رغم عتمة الزنازين الإسرائيلية !

غزة- كتب سامي جادا لله
لم تتوقع الأسيرة فاطمة في يوم من الأيام أن تنجب ابنها يوسف داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي ولم تتوقع فاطمة أصلا أن تدخل السجون الإسرائيلية طيلة فترة الحمل وتعاني الأمرين هناك , لكن هكذا كانت الأقدار فها هي ترضع رضيعها يوسف داخل زنازين وسجون الاحتلال الإسرائيلي , يبكي الرضيع مرات ومرات ولكن أمه تهدئ من بكاؤه , "يوسف " يهدأ قليلا ثم يبكي في حضن أمه التي تبكي أيضا فهما يبكيان معا يبكيان ويبكيان , ولا احد يتحرك أو يتكلم , وهذا السجان الإسرائيلي يقف بكل جبروت ويراقب عن كثب وهدفه تضييق الخناق ولو يأتي الأمر بيده لقتل الرضيع وأمه إلا انه يرغب في كل الأحوال قتلهم تدريجيا وببطيء من خلال الاستمرار في سجنهم لأنه لو يوجد ذرة من الشفقة في قلبه لما كان قد سمح لتلك المرأة الحامل أن تمكث في السجن ولو لدقيقة واحدة
قصة الأسيرة فاطمة الزق من مدينة غزة والتي أنجبت داخل السجن هي بحد ذاتها قصة تحمل في طياتها الكثير من المعاناة فالأسيرة فاطمة البالغة من العمر أربعين عاما هي أم لثمانية أبناء بالإضافة للمولود الجديد حيث كانت قد اعتقلت على حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة  في العشرين من أيار الماضي، أثناء مرافقتها لابنة أختها روضة، وذلك أثناء توجهها لإجراء عملية جراحية في أحد المستشفيات الإسرائيلية
كانت الأسيرة فاطمة تبكي داخل السجن ولا احد يسمع لأنها تعرف أن الأمر ثقيل عليها فهي حامل ولا تعرف كيف تتصرف لكنها صبرت واحتسبت وتوكلت على الله وعرفت أن هذا قدرها , مرت الأيام و جاءها المخاض لكنها لم تسكت وأجبرت إدارة السجن على نقلها إلى المستشفى المجاور للسجن وفي طريقها للمستشفى تعرضت لمعاملة قاسية حيث كانت مكبلة بالسلاسل الحديدية دون مراعاة ظروفها واحتياجاتها وذلك كما يروي السيد عبد الناصر فروانه مدير الإحصاء في وزارة الأسرى الفلسطينية
فروانه يقول أيضا إن الأسيرة فاطمة كانت مرهقة جدا ومتعبة ولم يراعوا وضعاها الصحي كما إن إدارة السجن لم تسمح لأي فرد من عائلتها بالحضور والوقوف لجانبها في المستشفى أثناء المخاض للاطمئنان عليها بعد الولادة كما لم يسمح السجان لمحاميتها أو لمندوبي الوزارة بزيارتها والوقوف بجانبها.
هذا ويوضح مدير الإحصاء بوزارة الأسرى الفلسطينية أنه وبولادة الطفل يوسف ابن الأسيرة فاطمة  فانه يرتفع عدد الأطفال الذين ولدوا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى إلى أربعة وهم وائل ابن الأسيرة المحررة ميرفت طه ، ونور ابن الأسيرة المحررة منال غانم ، وبراء ابن الأسيرة المحررة سمر صبيح.
ويؤكد فروانه أن هؤلاء الأطفال الذين أبصروا النور، وأطلقوا صيحاتهم الأولي في سجون الاحتلال وعاشوا شهوراً وسنوات في السجن  مع أمهاتهم، لا بد وأن يتأثروا بالظروف المحيطة، هذه الظروف ستترك لا محالة آثارها السلبية على نشأتهم ونموهم وسلوكهم الآني والمستقبلي، لأن صور السجن والسجان والسلاسل والأقفال ستبقى في مخيلتهم.
الصحفي / سامي جاد الله - غزة
بريد إلكتروني: