هذي دمشـــــق العزّ عِطـْرَا ً....!

 
آذار ينظم عقده زهرا لجيـــــــــــــد ْ
من غوطة غنّاء بالقطر المجيـــــــد ْ

قاسيون يرنو للصَّباح بحسنه
والسّحر في عينيه دوما والخلـــــود

غبش ٌ يحيط الفجر من ليل ٍ مضـى
والروح تهتف باسمها كلّ العهـــود

هذي دمشق العزّ عطرا في المــدى
يا سحرعينيها التي هي سرّ الوجـــودْ

هيمي دمشق بأضلعي يا حلوتـــي
وتراقصي بالوجد للقلب الوحيــــــد

ميلي بحسنك في رحاب ٍ نابــــــض ٍ
بَرَدَى شراب الروح بالغالي يجـــودْ

فيحاء أنت أصالة في شرقنـــــــــــا
قـِدَمُ الوجود حبيبتي سحر ٌ مَرِيـــــد ْ

هاتي يديك ولامسي وجعا ســــــرى
في أضلعي والعمر تضنيه الوعـــود

وجعي هنا في مهجتي يدمـــــــــــي
ومصائب الأيّام تعصف بالوريــــــد

سرقوا شعاع الحبِّ واجتاحوا المدى
سحلوا النساء مع الرضيع مع الوليدْ

الليل يهمي في سمائيَ والدّجــــــــى
يرمى سحائبه قتاما للصّعيـــــــــــــد

حبّي العتيق دمشق أنت ِ الموعــــدا
عادت إليك العُرْب َ يا أرض الجدودْ

عادوا إليك رسالة من أدمعــــــــــي
بيروت جرح الأمس بالهمّ الجديـــــدْ

جاؤوا عبيدك أمّتي بقيـــــــــــودهم ْ
ويل البلاد إذا تداعت للعبيــــــــــــد ْ

صبّي دمشق سلاف كأس ينسنــــــا
تلك الوجوه بداية الفشل الأكيـــــــــدْ

صبّي رحيقك ِ وارقصي يا زهرتـــي
عيناك تشفي الصّدر تبعث بالقصيــد ْ

هاتي جفونك وانثريني ها هنـــــــــا
كالنّجم أحيا عن سمائك لن أحيــــــدْ

جاءوا إليك تقاطروا كي يبحثـــــــوا
أملٌ تنادى في دمشقَ ولا جديـــــــدْ

لا خير يأتي ها هنا يا أمّتـــــــــــــي
من رحلة المجد المصّفد بالقيـــــــودْ

فيحاء جئتك شاكيا ما راعنــــــــــي
صدري به ِالأيّام تقصفُ كالرّعـــودْ

القدس نادت بالسّماءِ إلههـــــــــــــا
وبكت إليه حزينة عند السّجــــــــودْ

بيروت يا عينيك جفّت أدمعــــــــــــا
أنت الوحيدة حيّة رغم الجحـــــــــودْ