وقفة عز ايها المصريون !!!!

لا أبالغ إن قلت أن ما حدث لفلسطين منذ عام 1917 م وحتى يومنا هذا .. اى منذ وعد بلفور وحتى وعد ابومازن تلك الفترة التى اغتصبت فيها فلسطين بالكامل هو نفسه مايجرى فى مصر منذ عام 1979م وحتى يومنا هذا ..اى منذ توقيع كامب دافيد فى عهد السادات وحتى توقيع الكويز فى عهد مبارك .. الاحداث تتشابه فى نتائجها وتختلف كثيرا فى الوسائل فالصهاينة طوروا وسائلهم الإجرامية لتصبح وسائل وطرق اكثر اجراما واكثر تخفيا هدفها تحقيق ( حلم هرتزل فى إقامة دولة يهودية حدودها من النيل الى الفرات ) ولم يتبق لهم سوى الإعلان عن تلك الدولة المتسعة المترامية الأطراف والتى لا يمنع إعلانها سوى وجود تلك الشعوب العربية المزعجة للصهاينة التى تحتاج لوقت طويل لإبادتها إبادة كاملة ومحوها من الوجود .. فالأرض باتت ملكا للصهاينة بكل مافيها ومن عليها بدءا من العراق الى مصر ولم يتبق سوى تفريغ تلك الأرض من سكانها وجارى تنفيذ الهدف اما بالحصار كما فى غزة والضفة ، اوبتدمير الامن الغذائى لتجويع الشعوب واجبارها على الفرار كما فى مصر التى قاموا بتدمير الزراعة فيها والسيطرة على كل مفاصل الحياة الاقتصادية فى مصر من مؤسسات وبنوك ومصانع ومزارع وحتى المؤسسات التعليمية سيطرت عليها اليد الصهيونية .. وبات كل المصريين الان على قناعة تامة ان مصر كلها تم بيعها كما تم بيع فلسطين .. ماجعلنى اكتب فى هذا الامر هو سؤال احد المعلقين على كتاباتى واندهاشه من الكتابة فى الشأن الفلسطينى وتصنيفه لى على انى مصرية لايجوز الكتابة الا فيما يخص مصر فقط وان ادع للفلسطينيين امر الدفاع عن قضاياهم واتهامه لهم انهم هم من باعوا فلسطين وهم من يتقاتلون اليوم فيما بينهم صراعا على السلطة .. فأصابني الرعب من هكذا تفكير وتساءلت ماذا لو جاء يوما يتهم فيه المصرى بنفس الاتهام ويقال عنه انه باع أرضه ؟ ماذا لو وجه نفس الاتهام للأجيال القادمة بعد تشريدهم خارج مصر وباتوا لاجئين فى شتى بقاع الأرض لا يملكون من مصر سوى مفاتيح ديارهم وقرارات عقيمة من هيئة الأمم الامريكو- صهيونية لا تخدم سوى الصهاينة ؟ ماذا لو وجه نفس الاتهام لأهل العراق وقيل عنهم أنهم من باعوا العراق للصهاينة وبقيت الملايين مشردة خارج أوطانها ونحن نرى سياسة الإبادة الجماعية التى تبيد الشعب العراقي وتعمل على تفريغ العراق من أهله ؟ وهل الصدفة وحدها هى التى جعلتنا نربط بين مايحدث فى فلسطين وبين ما يحدث لمصر والعراق ام أنها بالفعل مؤامرة هدفها تحقيق الحلم الصهيونى فى دولة من النيل الى الفرات ؟
  
** المشروع الصهيونى ينفذ على الارض بدقة متناهية وبوتيرة متسارعة فى ظل شعوب مغيبة ومخدرة اما بفعل المخدرات التى تنشرها مافيا المنظمات الصهيونية فى بلداننا او عن طريق تجهيل الشعوب وتدمير أسس التعليم فى كافة ارجاء البلدان العربية والاسلامية ..وما تعليق هذا المعلق الا نموذج لهذا التجهيل ومحاولة عزل الشعوب عن بعضها وتكريس القطرية والطائفية والفئوية والحزبية بيننا .. ولكن مع ذلك فالوعى لا يحتاج لمدارس ولا جامعات .. بل يحتاج الى توعية وتنبيه لخطورة ما نحن مقدمين عليه بكل الطرق والوسائل وخطورة تحركات عصابات الصهاينة فى شتى المجالات من اجل تحقيق الحلم .. وبنظرة سريعة وفاحصة لما يحدث للعراق ، وما يحدث فى مصر ولشعب مصر ونقارن كل هذا بما حدث لشعب فلسطين ندرك اوجه التشابه وان اختلفت الوسائل :
  
1 - فى الماضى تمكن اليهود فى ظل الانتداب البريطانى من الهجرة الى فلسطين ، ودفع السكان الأصليين من العرب للهجرة من اراضيهم اما باغرائهم بالمال او بإنهاكهم بالضرائب لدفعهم للتخلى عن أراضيهم او بمصادرتها ، او بمزيد من ارتكاب المجازر وإلقاء الرعب فى نفوس الفلسطينيين ، واليوم تطورت الاساليب مع الاحتفاظ بنفس التصرفات الإجرامية اللانسانية بل زادت مجازرهم وجرائمهم و اضيف اليها زرع ثلة العملاء وتنصيبهم فى شتى المجالات يعملون بوجه ولباس عربى من اجل تحقيق اهداف الصهاينة .. تراهم تجارا باسم رجال اعمال ، تراهم بعمائم باسم رجال دين ، تراهم كتابا واصحاب اقلام ، تراهم فى مجال الفن والاخراج المسرحى يروجون لفكرة التطبيع وقبول الاخر ، تراهم وزراء يفسدون الارض وينشرون البوار والخراب وحكاما يقمعون شعوبهم ويدفعوهم دفعا الى الهجرة خارج اوطانهم .. فكيف للعقل العربى استيعاب كل تلك الجيوش المجيشة لخدمة العدو ؟ وكيف تكون ملاحقة هؤلاء الا بالوعى والمتابعة والتصدى لهم فى كل مكان يتواجدون فيه ؟
 
2 - فى الماضى كان الصهاينة يستخدمون القوة لاجبار الشخص على بيع ارضه . اليوم تباع لهم بحجة تشجيع الاستثمار فى البلدان العربية واقامة المشروعات .. ولم تر الشعوب من هؤلاء المستثمرون الا سياسة مص الدماء واستنزاف الاموال لتصب فى جيوب هؤلاء .. دلونى يا قومى ويا امتى على مشروع قومى واحد اقامه مستثمر لصالح الشعوب .. دلونى على بلد عربية واحدة استطاع هؤلاء المستثمرون ايصال البلاد من حالة انهيار الاقتصادى وزيادة الاستيراد الى حالة الاكتفاء الذاتى فى سلعة ما او صناعة ما اللهم الا الاكتفاء الذاتى من الهامبورجر والبيبسى والهوت دوج والبيتزا هات والشيكولا والبونبون والحلوى المخلوطة بشتى المواد المسرطنة .. هل استطاع المستثمرون النهوض بالزراعة وتوفير القمح مثلا ؟ هل اقاموا المصانع الكبيرة وشيدوا صرحا واحدا للصناعات الثقيلة التى تعمل على تشغيل الايدى العاملة وتدريبها تدريبا يكسبها الخبرة ؟ انا لا ارى سوى مصانع الصناعات الهزيلة فى كل مكان .. ومصانع الحلوى التى تتفنن فى طرحها بما يحقق لها عائد مادى يستنزف اموال شعوبنا .. رغم ضررها على صحة اطفالنا .. ماهى انجازات هؤلاء على الارض ؟
  
** انهم يتاجرون بنا ويدفعوننا الى ترك الارض لهم .. فهل انتبهنا ؟ ان الفرصة سانحة للمصريين يوم 6 ابريل ليقفوا وقفة عز وشهامة ينقذوا ما يمكن انقاذه من وطن فى طريقه للضياع..فما اسوأ ان يفرط الانسان فى وطنه بصمت قاتل ويبخل على هذا الوطن بتحرك قوى وغضب عارم وهبة يقظة تنفض الغبار عن شعب عانى القهر والتجويع على مدى عقود من الزمان ..فهل نحن بالفعل جديرين بأرضنا نعمل على تطهيرها من الصهاينة والعملاء والمخربين ، المفسدين وعلى راسهم هذا النظام العفن ؟
 
وكما الموساد الصهيونى باتت اوكاره وعناصره تتحكم فى مفاصل العراق ومنتشرة فى كل مكان بارض الرافدين تحت اسم الشركات الامنية .. ايضا مصر باتت مستباحة ..والسفير الاسرائيلى فى مصر اصبح كما لو كان مندوب سامى قى مصر يتحرك بين محافظاتها بكل حرية ومؤخراعرض على اهالى "قرية دمتيوه " فى دمنهور محافظة البحيرة مبلغ خيالى لشراء الأرض التى تحيط بقبر ابو حصيرة المزعوم بحجة إقامة فنادق واستراحات لليهود الذين يأتون الى مصر كل عام للاحتفال بمولد ابو حصيرة .. واذا رفض الاهالى بيع أراضيهم اليوم فهل سيصمدون الى ما لانهاية فى ظل سياسة التجويع التى تنتهجها الحكومة المصرية والتى تدفع الكل للفرار من الجحيم الذى عايشوه فى مصر الى خارج أوطانهم والبحث عن وطن أكثر أمنا واستقرار يحقق لكل إنسان طموحاته واماله ؟ انتبهوا انها البداية لإقامة مستوطنات يهودية فى مصر كما يفعلون الان فى فلسطين والعراق ... ملايين المشردين من العراقيين ، كما هو الحال فى فلسطين .
 
الفلسطينى لم يقم ببيع ارضه بل اجبر على الخروج منها تحت تهديد السلاح والقتل وسفك الدماء وخداع الأنظمة العربية الذين تواطئوا فيها مع الصهاينة من اجل تفريغ الارض لهم . واليوم تنتهج الصهيونية اساليبا تحقق لهم الهدف ولكن عبر أسلوب التسلل والتوغل فى شتى المجالات ... فانتبه ايها المصرى حتى لا يقال عنك انك انت من بعت أرضك ، وانتبه ايها العراقى حتى لا تتهم بالتفريط فى ارضك .. انتبهوا جميعا الصهيونية بيننا ولم يبق لها الا الاعلان الصريح عن نفسها ولكن بعد تفريغ الارض منكم .. حينها سنبحث لنا عن وطن ولن نجد ... انتبهوا جميعا .
  
وفاء اسماعيل