أنا و....


كل الجهات أنا !!!




نثرت على شرفة الغيم قلبي
وأطلقتْ الريح فيَّ يداً بعثرتني
فكل الجهات أنا
زمجرات البحار
خلاف النهار مع الليل
صوت ارتطام المشاعر ان سقطت من حطام التمني
انا قدر الاغنيات إذا عبثت بتفاصيلها حشرجات المغني
أنا دمع طفل يتيم تساقط ناراً
على عتبات التمني
أنا حزن عاشقة شاب ليل هواها انتظاراً
لمن لا يعودْ
فزفت له روحها كالصهيل الأخير
على نغمات القصيدْ
لقد أوجع الصمت روحي
و يوجعها الشعر أكثر و الأغنياتْ
فكيف افرّ إليها....و مني
و كيف أحارب بالأمنياتْ
جيوش التتار بعينين قد هزمتني
و كيف ارد النصال إذا ـ قبل بدء المعارك ـ
 قد مزقتني
أنا الجرح انزف شعراً لمن طعنتني 
أرى الصبح يغتالني
لم يعد كالصباحْ
وما أشرقت شمسه بل أطلتْ
كجنيةٍ سكنت في الرياحْ
أذاك أنا بين أنيابها
أم الموت لملم روحي
فاعتقها و استراحْ
ألا أيها السندباد المسافر بين القوافي
أرحني
و خذني معكْ
على موجةٍ من أقاحْ
و كفّنْ رفاتي بما يتبقى من الكلماتْ
وما يتسنى من الفاتناتْ
وسجل على شاهد القبر صوتي
" هنا يرقد الغيم والمستحيل
هنا يرقد الشعر واللحظات "
وحاذر بكاء الثكالى عليّ
فقد طفح اللّحد بالعبراتْ
" هنا من أحب الحياة بكل تفاصيلها
فاستدار على طعنة أفقدته الحياةْ "  

هابي بيرثدي !!!


هابي بيرثدي 

من حق هذا الرئيس الذي يتربع على عرش العالم أن يطفئ شموع حياته المليئة بقتل الأبرياء في فلسطين والعراق وافغانستان.. وقد قيل قديما أن عمر الانسان لا يحسب بعدد سنوات حياته بل بما قدمه بحياته.. ومما لا شك فيه أن التاريخ سيخلد جورج دبليو بوش كقاتل بامتياز.. قاتل عنيد يقتل بدون مبرر أو على الأقل بمبررات موجودة في عقله الأجوف وعقول العصابة اليمينية الصهيونية التي تحيط به.. فمبروك بلوغه الستين... ولا عزاء لكل ضحاياه!

المهنة الاكثر ربحاً في العراق !!

في عراق ثوار المنطقة الخضراء حالة غريبة هي ان الجميع يتحدث عن ( العملية السياسية ) حتى عامل النظافة تجده يتحدث عن ( عملية سياسية ) ثم تحول الهوى فجاة الى مصطلح جديد يسمى ( سيادة الدولة ) فيجد المتابع الجميع يتحدث عن ( سيادة !! رئيس الجمهورية ) و ( دولة رئيس الوزراء ) اما الحديث عن سيادة العراق فلاشك انها الاغنية التي يجيد الجميع غناؤها بدون ان يعوا ان في العراق الان لا سيادة ولا دولة ولا حكومة ولاهم يحزنون بل ان الموجود الان لا يتعدى عملية سرقة سياسية كبيرة يتم فيها ابتلاع المليارات من اموال الشعب العراقي عن طريق الشركات الامريكية وتحت انظار ( الحكومة ذات السيادة ) المزعومة وبتطبيل من مثقفين اضاعوا بوصلة الوطن بين مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة وبين العراق . لم يخجل إمعة مثل برهم صالح ان يتحدث عن مليارات منهوبة من العراق ايام النظام السابق وكأن التي يسرقها هو واقرانه دنانير قليلة وكأن المليارات التي تذوب كما يذوب الجليد تحت اشعة الشمس باسمه واسم حكومته المحاصرة في المنطقة الخضراء لم تعد ارقام فسادها تزكم الانوف ونحن جميعا نعلم ان المشكلة ليست في برهم صالح او في صولاغ وزير الفساد المالي ولكن فيمن يستمع اليهم ويصدق انهم حكومة ووزراء لا بل ولديهم خطط خمسية انفجارية لاعمار العراق المخّرب على ايديهم !!!
 
بين يديكم اليوم تقرير مطول كتبه .... ونشرته مجلة ( ريفيو الهولندية ) تتحدث عن جبل الفساد والنهب في العراق وقام المترجم بترجمة جزء بسيط منه.
  
12 مليار دولار تم شحنها من بغداد الى امريكا وكان قد تم العثور عليها في قصور الحكومة السابقة والمباني الحكومية على شكل صناديق خشبية تم اخفاؤها وهذه هي اكبر سرقة في التاريخ يقوم بها الجيش الامريكي وفي اثناء غزو العراق بالذات .
 
عندما تم اختيار ( بول بريمر ) الرئيس التنفيذي الاعلى ل (cpa)( مكتب مكافحة الارهاب ) في الكونغرس الامريكي لمنصب اول حاكم مدني للعراق بعد صدام حسين كان من أهم الاولويات بالنسبة لعمله استعادة الاموال المنهوبة من العراق والعثور على المليارات الضائعة .
 
في البداية كانت هذه الاموال مرصودة لصرف رواتب الموظفين والمتعاونين مع سلطات الاحتلال والادلاء الذين يقومون بارشاد الجيش الامريكي على الاماكن التي يختبأ فيها اعوان النظام المنهار ومن الواضح ان جبال الاموال الهائلة هذه اختفت وذابت مثلما تذوب جبال الجليد تحت اشعة شمس حارقة . حين بدأ محققوا الضرائب عملهم بالبحث عن تلك الاموال كان اليأس هو كل ماعندهم ولم يستطيعوا بالرغم من كل خبرتهم من العثور على اي اثر لـ 8,8 مليار دولار من اصل 12 مليار دولار .. اين ذهبت تلك المليارات ؟؟ الجزء الاكبر ذهب الى وظائف وهمية وتم ابتلاعه عن طريق الغش والخداع ، احدى الوزارات المهمة التي تستخدم 8206 حارس أمني ( ولست ادري اي نوع من الوزارات هذه التي تستخدم هذا العدد الهائل ) وتدفع رواتبهم تبين لاحقا ان الحراس هؤلاء لايتجاوز عددهم ال ( 602 ) يجلس اغلبهم في المقاهي بلا عمل حقيقي . كميات من الاموال تصل الى 200 مليون دولار تم العثور عليها في احد قصور صدام حسين تتم حراستها على يد بعض الجنود الامريكان ممن يضعون مفاتيح هذه الغرف المليئة بالاموال باهمال على ظهرهم حين يخرجون للتنزه او للغداء !
 
لاعقّّي الاموال
 
إحتلال بلد هو بلاشك عمل شاق ويجب على المحتل ان يستخدم كل انواع المساعدة التي تٌقدم له وهذا ما فعله الجيش الامريكي الذي لاقى صعوبة في ايجاد متعاونين مدنيين معه وفي التقديرات الان فان هناك حوالي 20 الف مدني امريكي يعملون في العراق لمساعدة الجيش الامريكي وكل هؤلاء المدنيون يجب دفع اموال هائلة كرواتب لهم وهذا ما يساعد على ظهور الغزو الامريكي كجبنة مليئة بالثقوب ، المؤسسات الكبيرة التي يعمل فيها عدد كبير من المدنيين يلعقون الاموال المتدفقة عليهم من العراق بسرعة كبيرة ولديهم كذلك علاقات سرية وشبكة اتصالات معقدة مع جماعات ضرائبية متنفذة لتسهيل طريقة عدم دفع اي مبلغ للضرائب .
 
بعد ان تم الاعلان عن المشاريع المزمع اقامتها في العراق تقدمت الكثير من الشركات بعطاءات خيالية والغريب انها كانت تخص المناطق الملتهبة بالقتال وبعد ان تمت الموافقة على تلك المشاريع وبعد ان تبين ان تكتم كبير كان يخص تفاصيل تلك المشاريع بدأت الطريقة المثلى لتبديد الاموال : الانتظار ومن ضمن التبريرات المقدمة من قبل تلك الشركات " ان المشروع لايمكن البدء به الان لان المنطقة تفتقد للامان " او التبرير الآخر " بنود العقد كانت غير جيدة وغير ملائمة لظروف مثل ظروف العراق " والمثير للسخرية ان الحكومة عليها ان تدفع كل التكاليف من سفر وسكن الى تكاليف وجبات غدائهم وكذلك تكاليف اقامة العاملين في المشروع على الرغم من انهم لم يفعلوا شيء البتة !!
 
لاتفعل شيئ وعلى الرغم منذلك تحصل على اموال طائلة؟؟ نعم تستطيع ذلك في العراق الان بواسطة طرق ابتكرتها الشركات الامريكية على سبيل المثال بيع عقود المشاريع الى شركات اخرى ، في آذار /مارس عام 2004 حصلت شركة ( بارسونس ) على بضعة عشرات من ملايين الدولارات بهدف انشاء معسكر لاطفاء الحرائق في قرية (عينكاوه ) ذات الاغلبية المسيحية والواقعة في اكثر مناطق العراق اماناً شركة ( بارسونس ) عهدت بالعقد الى شركة اخرى لاتمام العمل وهذه بدورها عهدت بالعقد الى شركة عراقية وعندما قام المفتشون الحكوميون بعد مرور اكثر من عام ونصف بزيارة موقع المشروع لم يجدوا الا حفرة واحدة كان المزمع استخدامها كبئر وبضعة حفر كأساسات و بضعة جدران هنا وهناك كانت كلها مليئة بالاخطاء حتى صفوف الطابوق التي تم بناؤها كانت تحتوي على منافذ وثقوب تستطيع حتى القطط والكلاب المرور من خلالها مالحل ؟؟يجب على الشركة ( صاحبة العقد ) اعادة اصلاح الاخطاء وتقرير اعادة الاصلاح يبعث به المفتشون الى الجيش ويقوم الجيش بارساله الى شركة ( بارسونس ) التي ستقوم بارساله الى الشركة الاخرى وهكذا دواليك الى مالانهاية وهذا المثال كتبه السيد ( بارتاب جانتيري ) الذي قضى سنوات طويلة في منطقة الشرق الاوسط ملاحقا الفساد الامريكي من اجل اتمام العمل بكتابه الموسوم ( بونانزا بغداد )
 
ألعقود
 
الحصول على ملايين كثيرة لن يأتي بسهولة كما تتصور فالحصول على عقد في العراق يدفع بالشركات للحصول على موافقة وهذه الموافقة يتم الحصول عليها فقط بواسطة الحلقة المحيطة بالرئيس بوش وهذه بدورها لاتعطي( الهدايا العراقية) الى أي كان...!!فقط اولئك الجيدين والذين يشغلون مناصب معينة واختصاصات علمية جديرة يستطيعون الحصول على هذه الهدايا هكذا يقول المنطق الرسمي الامريكي ولكن لرجل بوش القوي ( جيم اوبراين ) المسؤول عن العقود وعن تعيين الموظفين الذاهبين الى العراق وهو مسؤول كذلك عن تعيين رجال الشركات الامنية له رأي آخر فهو يقول " لماذا ارسال الرجال الجيدين الى العراق اذا كنت تستطيع ارسال شاب ذو 24 عام دون خبرة اقتصادية بالطائرة الى العراق لزرع الاوهام هناك ؟؟" (اوبراين ) ومساعديه ارسلوا للعراق ايضا رجال امن تابعين لشركتي ( فانسكوت كوستر ) و( مايك باتلس ) وهما جمهوريان ذوو مصالح متقاطعة لم يستطيعا اخفاء تنافسهما والحرب بينهما تحت الطاولة بعيدا عن اقلام الصحافة و مايك باتلس نفسه كان احد اقطاب التنافس للسباق نحو مقعد في الكونغرس الامريكي " بهذه الوظيفة يستطيع ارسال مايشاء من الرجال والشركات الى العراق ) بحسب المحامي ( آلن كَاريسون ) الذي يدافع عن موقف شركة ( باتلس ) ،قبل ان تدخل شركة ( باتلس ) الى العراق كانت صغيرة نسبيا و راسمالها لايتجاوز المليون دولار والان يتحدث مالكها عن اسهم بمئات الملايين من الدولارات .
 
هل يمكن للمرء عّد العروض الجيدة والمغرية في العراق ؟؟ في بقية العالم الاعتيادي نعم ولكن في الايام الاولى لاحتلال العراق كان التنافس على اشده وتم التكتم على المشاريع وتفاصيل العقود حتى لايمكن لاي كان ولوقت طويل من التعرف على نوعية العقود ومعرفة ما اذا كانت تلك العقود تمت بصورة شرعية وتنافس شرعي .لذلك حصلت شركة ( كوستر باتلس ) الامنية على عقد تامين لحماية المطار المدني الرئيسي في العراق حيث تم التاكيد في بنود العقد المبرم معها ان يتم تامين حماية المطار من دون ان يؤثر ذلك على رحلات المسافرين او ان يتم الغاء اي منها وعلى اساس هذا العقد حصلت الشركة على عدة مئات من ملايين الدولارات لشراء جهاز اشعة لكشف الاسلحة وكذلك شراء كلاب مدربة تدريبا عاليا على كشف المتفجرات ، الاجهزة لم تُشترى ابدا اما عن الكلاب فيقول الكولنيل ( ريتشارد بالرد ) كبير مفتشي الجيش الامريكي " في النهاية تمكنت ان ارى كلبا واحدا فقط وتبين لي في النهاية انه كلب عادي وغير مدرب وفي وقت اختباره أخذ بالنوم امام العربة التي من المفترض انها مليئة بالمتفجرات "
 
وعندما واجه ( كوستر باتلس ) الاتهامات بتزويده الجيش العراقي الجديد بعربات تبين انها جميعا عاطلة تم الاتيان بها من مقبرة عجلات الجيش الامريكي مقابل اموال طائلة دافع عن هذا بقوله " ان العقد الذي وقعناه ينص على تزويد الجيش العراقي بعجلات ولم يحدد العقد ما اذا كانت العجلات صالحة للعمل ....!! "
 
على اية حال فان العجلات والشاحنات هي هدف مغري وسهل للشركات الباحثة عن الربح السريع والسهل فعندما كان فريق من الجنود في دورية عادية تعرض اطار العجلة الى عطل وليتبين للجنود ان شركة ( كيلوغ براون وروت ) صاحبة عقد العجلات لم تزود عجلاتها بالمفتاح الصالح لتبديل الاطارات عندها قرر الجنود بكل بساطة اضرام النار بالمركبة ...! هذا ما صرح به ريتشارد مورفي قائد القوات الامريكية سابقا وهي حسب قوله لم تكن الحالة الوحيدة .
 
من اجل التخلص من مسؤولية اهدار الاموال قامت احدى الشركات الامريكية بالتخلص من 25 الف كيلو من المسامير الحديدية وذلك بدفنها بالصحراء العراقية والسبب ؟؟ ان نوعية المسامير لن تكون جيدة في المستقبل في حال تم استعمالها !! والحكومة الامريكية لم تبذل اي جهد في ملاحقة الفساد في قضايا مشاريع اعمار العراق او في استرجاع الاموال المهدورة وعندما رفع موظفي الضرائب من نبرة تهديداتهم وارتفع صوت القضاء الامريكي شاكيا من فساد العقود المبرمة التي نفذها مثلا ( كوستر باتلس ) في محاولة لاسترجاع بعض مما بلعه لحساب الخزينة الامريكية كان رد فعل الحكومة الامريكية انها حاولت بشدة ايقاف المتابعات القضائية لهذه القضايا وحتى عندما نجح بعض المحققين في الحصول على موفقات لمحاسبة الشركة المذكورة قال صاحب الشركة في خضم دفاعه عن تهمة اهداره الاموال " ان شركته لم تسرق شيء لان كل الذي حصل كان بعلم الحكومة الامريكية وتم بموافقتها "
 
اثنان من موظفي الشركة الذي كان من المفترض ان يقدما شهادتهما ضد الشركة بقضية هدر امول العراق اختارا في النهاية الانسحاب من القضية خوفا من من التهديدات وكذلك خوفا من ان يفقدا الامتيازات والعقود المغرية التي تقدمها الحكومة الامريكية في المستقبل.
 
فقدان اسلحة :
 
هل من الممكن ان تدع عجلة دافع الضرائب الامريكي ان تدور من اجل اعادة صبغ رافعة شوكية هي بالاصل مسروقة وان تردد بانك تنفذ الاوامر لا اكثر ولا اقل ؟؟ هذا ممكن في ظل حكومة بوش الابن واذا كانت الارباح قليلة ف بالامكان دائما فرصة لربح المزيد ومن وراء ظهر الجنود الامريكان فحينما كانت امريكا تهدر المليارات من اجل تمزيق العراق يبدو ان تنظيم القاعدة واغتناماً منها للفوضى التي حصلت وجدت مصدر رئيسي لتمويلها وهو الضرائب التي تستوفيها من المقاولين لقاء عدم التعرض لهم او مهاجمة مواقعهم ومن الواضح ان هؤلاء بدأوا بالدفع منذ الايام الاولى للحرب لقاء حصولهم على الحماية والمفارقة ان شركات البناء ليست وحدها هي التي تدفع من اجل حمايتها بل حتى الشركات الامنية ايضا هي احدى زبائن تنظيم القاعدة !! وعلى هذا الاساس جاري البحث عن 190 الف قطعة سلاح مفقودة في العراق ثلثها تم ضياعه على ايدي القوات الامريكية وذهب الى الجهة الخطأ.
 
وعلى الرغم من كل هذا فان اصحاب الشركات والمقاولين يمتلكون قدرة لانهائية على ابتداع الطرق والاساليب المختلفة للتلاعب على الضرائب والتهرب من اكمال المشاريع الوهمية التي قبضوا اموال هائلة من اجل اتمامها ، الطريقة الاكثر غباءا والاكثر ربحا تبقى هي تلك القديمة التي كان يتبعها المقاولون الامريكيون والشركات الامريكية العاملة فعلى سبيل المثال تم تقديم عطاء لبناء مستشفى مختص بالاطفال الذين يعانون من ضيق التنفس في احدى ضواحي مدينة البصرة جنوب العراق ،تم صرف مبلغ 50 مليون دولار للشركة صاحبة العطاء بعد عام واحد ارتفعت التكاليف الى 169 مليون دولار بعدها تركت شركة ( بيكتل ) صاحبة المشروع العمل بالمستشفى وكان عدد الاسرة التي زوُدّت بها المستشفى : صفر لماذا تركت الشركة المستشفى قبل اكتمال البناء او حتى اكمل نصفه ؟ السبب كان واضح وبسيط انتهاء مدة العقد !! بمعنى آخر لم يحصل المكان الذي كان من المفترض ان يكون مستشفى على اعلى درجات التقدم وكلف الخزينة العراقية 169 مليون دولار لم يحصل بالنهاية حتى على سرير واحد .هذا كان بالظبط يشبه تلك العقود الخادعة التي كانت تحصل على الضوء الاخضر في الحرب العالمية الاولى وعقد المستشفى هذا يشبه عقد كلف العراقيون مئات الملايين من الدولارات لبناء محطة كهرباء تعمل بواسطة الغاز الطبيعي في منطقة لاتحتوي على متر مكعب واحد من الغاز!!
  
شركة بلاك ووتر : الموت الاسود في العراق
 
العراق بكامله يحتاج الى شركات امنية ،شركة بلاك ووتر الامريكية المسؤولة الاولى عن حماية الدبلوماسيين الامريكان في العراق واحدة من هذه الشركات التي يعج بها العراق وهي احدى الشركات التي يمكن القول عنها انها " ان يدها فوق القانون " بعد حادث اطلاق النار في ساحة النسور وسط بغداد الذي اودى بحياة 17 مدنيا قررت الحكومة العراقية طرد هذه الشركة من الاراضي العراقي ولكن الشركة لازالت الى هذه اللحظة تعمل هناك والاكثر من هذا ان حادثة اطلاق النار هذه لم تكن الاولى ففي عام 2006 قُتل احد مُرافقي عادل عبد المهدي ( نائب الرئيس العراقي ) على يد احد قناصي شركة بلاك ووتر الذي تبين انه كان على درجة كبيرة من السكر تم بعدها طرد الموظف المذكور ولكنه حصل على شرط ان لاتتم ملحقته قضائيا مدى الحياة !! وحسب قناة الجزيرة الفضائية فان هذه الحادثة واحدة من اكثر من 200 حادثةموظفي بلاك ووتر منها اكثر من 80% وكانوا هم البادئين باطلاق النار وحسب تصريحات النائب الديمقراطي هنري واكسمان المسؤول عن العلاقات في الكونغرس الامريكي " ان التحقيقات اثبتت ان شركة بلاك ووتر حصلت على على اكثر من مليار دولار جراء تواجدها في العراق " ويُعتقد ان شركة بلاك ووتر ستقوم بتعديل تصرفات افرادها بالعراق بعد التعليمات المشددة التي صدرت لهم من وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس على ضوء حادثة اطلاق النار في ساحة النسور وسط بغداد .

اعادة اعمار علي عباس !!!


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 
ارفق لكم مقالة (اعادة اعمار علي عباس) وربما تتذكرون ان علي عباس هو الفتى ذو 12 سنة حين ضرب صاروخ امريكي بيتهم في بداية الغزو وقتل كل عائلته ودمر المنزل وفقد علي ذراعيه وكنت قد كتبت عنه مقالة في حينها بعنوان (وماذا تفعل بذراعين ياعلي) واعتبرته رمزا للعراق الجديد المعوق. وبعد خمس سنوات اكتب مرة اخرى عن علي عباس بعد ان اعادوا اعماره بنفس طريقة اعادة اعمار العراق.
 
بثينة الناصري
 

 
 
بقلم : بثينة الناصري
لعلكم ماتزالون تذكرون الفتى العراقي علي عباس الذي كان قد ولد مع اول ايام الحصار وكان له بيت وأبوان و أشقاء، وكان في البيت سيارة وكومبيوتر.. وكان علي يقضي سنوات حصاره يلعب العاب الكومبيوتر ويحلم بأن يعلمه أبوه قيادة السيارة حين يكبر.
 
 
 
"ولكن السيد بوش حين اراد ان ينزل علينا الحرية والديمقراطية، كان يرسم مستقبلا آخر للفتى علي.. ولهذا أرسل إليه لعبته المفضلة: قنبلة ذكية أحرقت البيت بكل عائلته، وتركت عليا مشبوحا بلا ذراعين وبجذع متفحم. كانت لحظة الخلاص التي وعد بها بوش العراقيين.
 
 
 
في لحظة «تغيير تاريخي» صار علي ابن عباس، حفيد الحسين الشهيد الذي وعد بوش بتحرير ملته... صليبا تنوء بحمله ضمائرنا.. وكان الجميع حاضرين في مشهد صلب علي عباس.. اليهود ويهوذا والمتفرجون.
 
 
 
ولأن عليا ظل يتأوه على الشاشات العربية وتطل عيناه العراقيتان على بعض صحف الغرب.. فقد تبرع أشقاؤنا في الجنوب باستضافته وعلاجه، وكان آخر ما سمعناه من علي قبل أن يدخل مضارب الأشقاء في الجنوب وتنقطع أخباره عنا تماما – تساؤلاته: لماذا قتل الأمريكيون جميع أهلي؟ وأين سأذهب عندما أعود إلى بغداد؟ وكيف سأقود سيارة أبي؟ وكيف العب العاب الكومبيوتر بدون أصابع؟ وهل ستزرعون لي ذراعين؟"
 
 
 
وكنت قد اجبتك يا علي وانت تهوم بين اليقظة والاغماء : وماذا تفعل بذراعين ياعلي؟ * وشرحت لك كيف كان السيد بوش رحيما بك :
 
"ان ما حدث لك شيء عظيم ورائع اسمه «حرية وديمقراطية». عليك أن تفخر أن السيد بوش رئيس اكبر دولة في العالم قد اختارك أنت دون سواك يا علي.. ليجعل منك أيقونة القرن الأمريكي الجديد. إلى كائن بدون ذراعين.. بجسد محترق.. ورأس كبيرة. أنت رمز العراق الحر..
 
لقد كان السيد بوش شديد الرحمة بك.. ينبغي أن تعترف بهذا. فقد وجد أباك يضيق عليك الخناق أحيانا.. فخلصك منه.. ووجد أمك تفرط في حمايتك دائما فخلصك منها.. ووجد أخاك الصغير ينازعك اللعب ويعبث بدفاترك.. فخلصك منه.. ووجد أن بيتك عتيق الطراز لا يناسب العهد الجديد.. فخلصك منه
 
ها أنت أخيرا.. مطلق الحرية.. فاقد الذاكرة.. لتبدأ حياة جديدة. لقد منحتك الحرية أسرة خيرا من أسرتك البائدة: عندك الآن العم جورج والعم ديك والجد دونالد والخالة كونداليزا والخال كولين.. وهم أناس مرحون وطيبون ومتحضرون.. ولهذا فقد تعهدوا أن يمنحوك حرية اختيار أي رصيف من أرصفة بغداد لتقيم فيه.. لتشم هواء الحرية الطلق.
 
 
 
واعود اليك ياعلي بعد خمس سنوات.. فقد تتبعت آثارك – في خضم تعمية اعلامية - حتى وجدتك وعرفت ماجرى معك في هذه السنوات الماضيات، والحمد لله ان قاتليك قد صدقوا في وعود رفاهيتك واعادة اعمارك بما لم يخطر على البال. ولنعد لنلتقط خيط الحكاية منذ ان اختفت اخبارك في مضارب اشقائنا في محمية الكويت.
 
 
 
ما أن اخذوك للكويت حتى بدأوا يجمعون لك تبرعات المحسنين، لاخفاء جريمة احتراقك، وما ان تم الترقيع وعوفيت، حتى هرول المحسنون الى تحويلك الى اعلان دعائي متحرك ارخص كثيرا من اعلانات التلفزيون. انهالت عليك طلبات ارتداء قمصان شركات المحمول. وتكتكت كاميرات المحسنين وهي تصورك، لأن مثل هذا الاعلان كما تعرف يا علي، يلفت فضول الجماهير فأي هاتف معجز هذا الذي سيمكّن الفتى علي الذي فقد امه واباه واخاه و13 فردا من عائلته كما فقد بيته، من التواصل السريع مع الاحبة الذين غابوا الى الابد؟ ومع منزله الذي اجتث من جذوره، واي هاتف معجز هذا الذي لايحتاج الفتى علي معه الى ذراعين لحمله او اصابع للنقر على ارقامه؟! فسبحان جورج بوش الذي خلصك من كل شيء ولكنه سخّر لك المحمول لقضاء حوائجك في فضاء الحرية الجديد.
 
 
 
أمامي صورك مرتديا قمصانا اعلانية حمراء وزرقاء وبيضاء، وصورتك مع رئيس وزراء محمية الكويت، واضعا يده الحانية القانية بدماء اهلك على المكان الذي كانت توجد فيه ذراعاك اللتان لم تعد في حاجة اليهما، وماحاجتك اليهما؟ طالما ان عمك بوش لديه ذراعان وعمك بلير خرج ايضا بذراعين وصاحب المحمية يحتفظ بذراعيه.
 
 
 
ثم تلقفك اعمامك الانجليز، وأقاموا لك اكثر من موقع على الانترنيت (لم يتم تحديثها منذ خمس سنوات) لجمع التبرعات لك من اجل صناعة اطراف صناعية (غالية الثمن) كما لم ينس مراسل التلغراف ان يشير. وانك تعيش الان في كنزنغتون في بيت خصص لك من احسان المحسنين وانك وضعت تحت رعاية وتوجيه مدير مدرسة خاصة اسمه تيم هوبز وهو الذي يتولى كما يبدو عملية نقلك من البداوة الى الحضارة وهو الذي يغسل لك دماغك وهو الذي يستلم التبرعات عنك حيث يوجه المحسنين الى عنوان مدرسته وليس المنزل الخيري الذي تعيش فيه مع عمك الاصلي العراقي. وانه حتى في المقابلة التي اجراها معك مراسل التلغراف في الذكرى الثالثة لمصيبتك عام 2006، كان اللقاء في مكتب هوبز هذا الذي كان يتدخل فيما تجيب ومالاتجيب عنه، فحين صيغت الاسئلة بحيث تستدعي اجابة تشتم فيها بلدك والعراقيين والمسلمين اتاح لك كل الوقت للاجابة وحين اردت ان تبدي كرهك لجورج بوش باعتباره قاتل امك وابيك واخيك، قاطعك هوبز قائلا " ربما لا تحب الحديث في هذا الموضوع. اذا تعبت من الاجابة على الاسئلة فليس عليك ان تجيب".
 
 
 
وحين يسأل المراسل ناظر المدرسة جوناثان وهو شقيق مستر هوبز اذا كان قد لاحظ ان علي يعاني من مشاكل نفسية، يجيب:
 
 
 
"قبل سنة، زرته في منزله. عرض عمه فيلم فيديو فيه كل الاخبار عن اصابة علي وعلاجه وصور كل عائلته الذين قتلوا وكان يتفرج على كل ذلك مبتسما. لقد تعجبت من انه لا يظهر اية علامات على الصدمة او الحزن على عائلته.لا توجد اية علامات ظاهرة للحزن".
 
 
 
يلتقط الحديث مستر هوبز "في رأيي ان هذا السلوك لا يتطابق مع ثقافة الشرق الاوسط حيث نرى الكثير من العويل والصراخ بعد هجمات القنابل هناك "(!!) يبدو ان علي تعود هنا على السلوك المتماسك. ولم اجد اية حاجة لعرضه على طبيب مختص. اذا كان يشكو من شيء فهو يشكو من الملل. ".
 
 
 
ولكن، يستدرك مدير المدرسة، لا تتنفسوا الصعداء وتنسوا التبرعات لأن علي مازال يحتاج الى استمرار التعليم والعلاج طوال حياته، ارسلوا التبرعات الى (عناية مستر هوبز مدرسة هول في ومبلدون، 17 شارع داونز، الخ).
 
 
 
علي يعيش في رفاهية وسعادة لا ينغص عليه فيهما الا (الملل)، فهو يظهر في كل الصور التي التقطت له خلال مسيرته من احضان القتلة في الكويت الى بريطانيا، مبتسما، سعيدا بكل ما جرى له.
 
 
 
مبتسما وهو يحول جذعه المبتور الى شاشة دعاية لشركات المحمول.
 
مبتسما وهو يرتدي قبعة رعاة البقر من تكساس بلد عمه بوش
 
مبتسما وهو يرتدي خوذة الشرطة البريطانية في بلد عمه بلير
 
مبتسما وهو يجلس في غرفة المستر هوبز.
 
 
 
ابتسم حتى تطلع الصورة حلوة. ويرتاح الناس لأن كل شيء على مايرام وانه ليس في الامكان احسن مما كان. وان اعادة اعمار علي عباس، مثل العراق، قد تمت بنجاح منقطع النظير.
 
 
 
ابتسم وانت تركب دراجة المعوقين ثلاثية العجلات "استمتع بركوبها. تعطيني نوعا من الاستقلال".
 
 
 
نعم يا علي.. هذا هو نوع الحرية التي وعدك بها بوش.
 
 
 
ويشرح لنا علي "استخدم بدال دراجتي بقدمي واقودها بكتفي. لا استطيع ان ارتدي ذراعي حين اركب الدراجة"
 
 
 
يقاطعه هوبز قائلا "تشاجر علي مع احد المارة مؤخرا. كان يركب دراجته فوق الرصيف. الشيء الذي يجب ان تفعله يا علي في هذه الحالة هو ان تقول آسف وليس ان تدخل في مشاجرة."
 
 
 
نعم يا علي..استمع الى راعيك هوبز. كان يجب ان تقول "آسف". هذا مايقوله العراقي بعد اعادة اعماره.
 
 
 
تقول : آسف.. لأن بيتك كان في طريق صاروخ العم بوش
 
تقول : آسف.. لأن امك الحامل وأبيك واخيك واختك و 13 آخرين من اهلك كانوا نائمين حين هبط الصاروخ ولم يهربوا فزعين، فأحرجوا عمك بوش وعمك بلير.
 
تقول : آسف.. لأنك لم تمت وتنهي الحكاية. وبقيت شوكة في الضمير. شاهدا وشهيدا.
 
 
 
ماذا يقول الجنتلمان يا علي؟ ليس "آسف" فقط وانما تعلم كلمة اخرى "من فضلك".
 
 
 
تقول : من فضلك، وانت تطلب هامسا من صديق بجانبك اثناء المقابلة الصحفية " اخلع لي نظارتي ".
 
 
 
تقول : من فضلك فرّش لي اسناني
 
تقول: من فضلك اغسل لي وجهي
 
تقول : من فضلك ساعدني على دخول المرحاض
 
تقول : من فضلك، امسح لي دموعي.
 
 
 
ماذا تفعل بذراعيك، اذاً، ياعلي؟
 
 
 
"استطيع ان احركها حركة محدودة. الكف يمكن ان يغلق ويفتح. المرفق يمكن تحريكه في ثلاثة اوضاع. وحزام على الصدر يحرك المعصم.. لكني أكل وأرسم وأنقر على الكومبيوتر وألعب الكرة وأحرك الدراجة بأصابع قدميّ "
 
 
 
تقرير مراسل التلغراف "شاهدت علي وهو يلعب كرة قدم في فناء المدرسة بينما تتأرجح ذراعاه الصناعيتان الى جانبيه وبالنسبة له اسهل عليه ان يلعب بدونهما ولكنه يشعر بالاحراج اذا خلعهما وسط بقية الطلاب"
 
 
 
أين الذراعان البايونك السوبر التي نراها في افلام العم سام؟
 
 
 
أين وعد السيد بوش؟ لقد وعدك ببيت افضل من بيتك الذي مسحه من الوجود، وعائلة افضل من عائلتك التي مسحها من الوجود، وتاريخ افضل من تاريخك الذي مسحه من رأسك، وجسد افضل من الجسد الذي جبلك عليه الله، وعراق افضل من عراقك؟ وعيشة كريمة افضل مما كنت تعيش؟
 
 
 
لماذا، اذاً، ياعلي،أراك مجتث الجذور، يتيما، لاجئا، في بلاد غريبة، تعيش على صدقات المعلنين المحسنين التي لم توفر لك الا ذراعين لاتستطيع معها حتى ان تمسح دموعك؟ في حين وفرت لهم ملايين الدولارات وهم يسربلون عليك قمصانهم الدعائية، ويجني السياسيون اصواتا انتخابية جديدة وهم ويقفون الى جانبك يلقطون صورهم الباسمة، فخورين بإعادة اعمارك، مصرين على ان يصافحوا يدك الصناعية التي صممت على خدمة اهدافهم وليس اهدافك. فهي تنفتح لتصافح القتلة ولكن ليس لامساك قلم تكتب به او ريشة ترسم بها او ملعقة تأكل بها.
 
 
 
تصور يا علي، اني – قبل خمس سنوات - كتبت بحسن نية :
 
"لانقلق كثيرا لأن أبناء عمومتنا في الجنوب سوف يتكفلون بتركيب ذراعين جديدتين اكثر حضارة وتمدنا.. خطافين لامعين من معدن لا يصدأ.. ينتهي الخطاف اليمين بكلاب معقوف يمكن غرسه بسهولة في ساندويتش ماكدونالد، والخطاف الأيسر ينتهي بحلقة مقفلة تسمح بالقبض على زجاجة الكوكاكولا."
 
 
 
ولكن كما يبدو ان الذراعين السوبر اللتين حظيت بهما بعد خمس سنوات من اعادة اعمارك، لا تسمحان لك بامساك شيء غير اياديهم، وهم يقودونك الى المصير الذي رسموه لك.
 
 
 
ولكن اذا كانوا لم يركبوا لك ذراعا بأصابع تسمح لك ان تفعل بها ماتشاء، فقد بلغني انك استخدمت عبقرية اصابع قدميك التي خلقها الله لك من طين العراق، وانك بحثت في (جوجل ايرث) عن مكان بيتك الذي كان.
 
 
 
"وجدت بقعة بيضاء. كان لدينا خراف ودجاج".
 
وربما ابتسمت وانت تقول ذلك.. تلك الابتسامة التي ارتسمت على وجهك وانت تتفرج على صور امك وابيك واختك واخيك، ولم يفهمها مستر هوبز ومن على شاكلته، ولكننا، اهلك العراقيون، نعرف الشجن الذي يستدعي ابتسامة، ونستدعي الحنين لحضن الام بابتسامة، نعرف الكبرياء التي تغلفها – وسط الغرباء - ابتسامة، نعرف الحزن الذي نخفيه بابتسامة، اذا ما فقدنا الاصابع، ولم يكن معنا من لا نستحي ان نسأله "من فضلك امسح لي دموعي".