الرئيس الأسد يتبادل التهاني بعيد المولد النبوي الشريف !

مفتي الجمهورية: تجاهدون لجمع الكلمة ووحدة الصف
وزير الأوقاف: أنتم الحصن المنيع لأمتكم وشعبكم

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تلقى السيد الرئيس بشار الاسد برقية تهنئة بهذه المناسبة المباركة من الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الاوقاف جاء فيها:

تظل أمة العروبة والاسلام مناسبة جليلة هي من اعظم المناسبات على قلوب وافئدة المؤمنين هي ذكرى ولادة خاتم النبيين محمد عليه وعلى آله وصحبه افضل الصلاة والسلام التي كانت ارهاصا لتاريخ عظيم ولحضارة امة اعتزت باصالتها وقيمها فكانت كما وصفها الله عز وجل خير امة أخرجت للناس, هذه الامة التي اشرقت بأنوار النبوة وتألقت باسلامها وارتقت بايمانها وسمت بوحدتها وتكاتفها وبدفاعها عن ارضها وكرامتها وصيانتها لحقوقها ومقدراتها فكانت لها القوة والمنعة, انها امة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رسول الانسانية ومنقذ البشرية من ضلالها واهوائها الذي اعاد للانسان قيمته وأعلى من شأنه وحرص عليه من الضياع, انه الصادق الامين الذي وضع بسنته الشريفة وسيرته العطرة منهج الوصول إلى التمكين في الارض وتحقيق مهمة الاستخلاف الانساني والعمران البشري في الدنيا والفوز والنجاة في الآخرة.‏

سيادة الرئيس‏

ان احتفال امتنا بذكرى المولد النبوي الشريف وما تحمله هذه الذكرى من دروس وعبر ومنهج قويم لامتنا ومن التزام بسيرته الخالدة والتأسي بمنهجه في كل ما جاء فيه من اقوال وافعال ومواقف كانت لخير البشرية وسعادتها يتزامن مع التحضيرات لانعقاد القمة العربية في دمشق وسط تطلعات الشعوب العربية إلى قمة عربية تتغلب على الازمات وتواجه التحديات التي تتعرض لها امتنا العربية والانقسامات الحادة التي يشهدها واقع العرب في هذه الظروف ولاسيما العدوان الصهيوني الوحشي على شعبنا الفلسطيني في غزة ما يستدعي ان تعمل الامة بسر نجاحها وهو الاعتصام بحبل الله المتين ورأب الصدع فيما بينها وتوحيد كلمتها ومتانة قرارها وان يكون المؤمنون فيما بينهم رحماء وعلى اعدائهم اشداء عملا بقوله تعالى: (أشداء على الكفار رحماء بينهم) وان الامة العربية والاسلامية تتطلع بعين الامل إلى نجاح اعمال القمة العربية التي ستتولون رئاستها وقيادتها إلى بر الامان وإلى وحدة الصف العربي وتغليب مصلحة الامة على المصالح الخاصة وهي تواجه من تحديات هي في غاية الخطورة والجسامة جراء سياسة الاستئثار والتفرد وسيطرة القطب الواحد واستفحال نزعة الهيمنة التي تنتهجها الادارة الاميركية الحالية المتحالفة في نزاعاتها ومطامعها مع الصهيونية العالمية على نحو بات يهدد امن شعوب العالم واستقرارها.‏

سيادة الرئيس‏

بهذه المناسبة المباركة التي ترقى فيها احتفالات امتنا تحت رعايتكم إلى جلال الذكرى بمولد النبي العربي الكريم يشرفني ان ارفع إلى سيادتكم باسمي وباسم السادة العلماء وارباب الشعائر الدينية والعاملين في وزارة الاوقاف اسمى آيات التهاني والتبريك واخلص معاني الوفاء وانتم الحصن المنيع لامتكم ولشعبكم على طريق العزة والتقدم والازدهار فقد اكرمكم الله سبحانه بالحكمة في الرأي والسداد في العمل وفي الثبات على الحق واليقين فأنتم ياسيادة الرئيس مصدر اعتزاز وفخر لشعبكم وجماهيركم في ثباتكم ونصحكم الامة ودعوتكم إلى جمع كلمتها وكنتم دائما المعبر عن ضمير الامة بتأكيدكم ان الامة العربية والاسلامية قادرة على العطاء والارتقاء وبأن تسمو بحضارتها وان تنتصر لارادتها وحقوقها واهدافها.‏

والله نسأل ان يحفظكم لشعبكم وامتكم وان يمدكم بالمزيد من العون والقوة وان يكتب للقمة العربية برئاستكم النجاح والتوفيق وتحقيق اماني الامة وتطلعاتها وان يعيد هذه الذكرى العطرة على سيادتكم بالخير والسؤدد والتوفيق وعلى الامة العربية والاسلامية وقد توحدت كلمتها واستردت عافيتها.‏

كما تلقى السيد الرئيس برقية تهنئة بهذه المناسبة العطرة من الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية رئيس مجلس الافتاء الاعلى جاء فيه:‏

ان العظماء عبر التاريخ والشخصيات الانسانية التي بنت الحضارة وأحيت الامة ينظر إلى أعمارهم من خلال العطاءات الكبيرة والانجازات الانسانية ويضاف إلى ذلك الهبة من الله عز وجل لهم, أنبياء ومرسلون وأتقياء ومصلحون وبهم تعرف الامم وتزدهر البلاد ويعلو قدر الشعب ارتباطا وانتماء وصلة وحبا.‏

ولم يعرف التاريخ شخصية أعظم من شخصية النبي العربي سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه والذي كان عنوان الانسانية الحقة ومعراج الرقي الحضاري الذي به تحول العرب من الجهل إلى العلم ومن الجاهلية إلى الحكمة ومن الظلمات إلى النور ومن قبائل متصارعة وفئات متناحرة إلى أمة نشرت نور الايمان في أرجاء المعمورة.‏

يحتفل العالم الاسلامي اليوم والامة العربية وسورية بوجه خاص بذكرى مولد رسول الانسانية وهادي البشرية سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وصحبه الذي ختم الله به رسالات السماء وجمع له كل الفضائل وأيده بنصره وأعز من اتبع هديه وسار على نهجه وفي ذلك دعوة لقراءة الذات ومراجعة المرحلة لنستزيد من الخير الذي بين أيدينا ونبعد الفساد عن أرضنا لنكون صفا واحدا ويدا متعاونة مع قيادتكم الحكيمة من خلال جهودكم المباركة التي تبذلونها لنهضة الامة العربية والاسلامية لاستعادة دورها الرائد في مسيرة الحضارة الانسانية.‏

فسورية بأبنائها وأطيافها هي طريق البناء الروحي الذي يغذي الثقافات فبالامس كانت حلب عاصمة الثقافة الاسلامية واليوم هذه دمشق تتألق عاصمة للثقافة العربية وهي تغذي أغصانها وثمارها بجذور تستقي نورها من رسالات السماء لتظل حاملة مشعل النور وجذوة الهداية كما كانت يوما حيث عاشت بأمن وأمان هي ومن حولها من دول العالم ببركة الرسالة السماوية السمحة وصدق توجه أبنائها في المحبة والاخاء.‏

السيد الرئيس القائد‏

في هذه المرحلة الاستثنائية والايام المهمة والذكرى العظيمة لمولد سيد الكائنات صلى الله عليه وآله وصحبه تعيش سورية لحظات تاريخية من خلال عقد القمة العربية في ظروف يحاول فيها أعداء الانسانية أن يزيدوا في شرخ الانشقاق بين أبناء الامة الواحدة التي جمع الله شملها بقوله: (وان هذه أمتكم أمة واحدة), المؤمنون 52 محاولة منهم للنيل من كرامة الانسان في المنطقة وزرع بذور التفرقة فيما بين ابناء الامة الواحدة عودة إلى جاهلية جهلاء لا هم لها الا المصالح الفردية والانانيات المفرطة.‏

وانتم ياسيادة الرئيس تجاهدون لجمع الكلمة ووحدة الصف وتآلف القلوب والموقف المشترك والعمل للهدف الاسمى والمقصد الأعلى ولكم في ذلك أسوة بصاحب الذكرى نبي الرحمة ورسول الخير سيدنا محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم.‏

فسيروا على بركة الله ترعاكم عناية الله وتكلؤكم عين الله وتحرسكم ملائكة الله مؤيدين مسددين منصورين بنصر من الله ودعاؤنا لسيادتكم في نجاح أعمال مؤتمر القمة العربية الذي تحتضنه دمشق عرين العروبة وشمس الاسلام سائلين المولى عز وجل ان يجمع الشمل على أيديكم ويرأب الصدع بمساعيكم.‏

السيد الرئيس‏

مع جمال الربيع, وجلال مناسبة عيد المولد النبوي الشريف, وذكرى رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء, منتصرا على من اراد له الموت, ومتألقا ومبشرا برسول يأتي من بعده اسمه احمد , أرفع لسيادتكم باسمي وباسم كل المؤمنين في وطننا الاغر أسمى وأعطر آيات التهنئة والتبريك والدعاء, محمولة بقلوب علماء المسلمين والعاملين في ادارة الافتاء العام والتدريس الديني, وكل القيادات الروحية الاسلامية والمسيحية في الجمهورية العربية السورية, سائلا المولى العلي القدير ان يحفظكم للوطن ذخرا, ويرعاكم قائدا, يبني للامة تاريخا مجيدا, ورفعة تبلغ المدى, ايمانا وعملا, وان يجمع شمل الامة على ايديكم لتعود إلى ريادتها التاريخية وتسهم في الحضارة الانسانية.‏

وقد هنأ السيد الرئيس بشار الاسد ملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية بمناسبة ذكرى عيد المولد النبوي الشريف, اعرب في برقياته لهم عن اخلص التهاني واطيب التمنيات, سائلا الله سبحانه وتعالى ان يثبت مسيرتنا والحفاظ على القيم السامية التي نعتبرها نبراسا للمسلمين في حياتهم وان يلهمنا التوفيق للنهوض باوضاع امتنا العربية والاسلامية.‏

كما تلقى السيد الرئيس بهذه المناسبة العطرة العديد من برقيات التهنئة, اعرب فيها مرسلوها عن اخلص التهاني واطيب التمنيات للسيد الرئيس وللشعب العربي السوري.