الامير الوليد .. بين روتانا .. واليهود !


 
بقلم د.رفعت سيد أحمد
ربما لم يلتفت البعض لخبر غاية في الأهمية نشرته صحيفة (الميدان) المصرية في عددها ابتاريخ (12/3/2008)، وهو يتعلق بقيام الأمير السعودي (الوليد بن طلال بن عبد العزيز) ببيع أسم شركته روتانا لشركة الملياردير الأمريكي اليهودي روبير مردوخ، صاحب الإمبراطورية الإعلامية العالمية المنحازة بعنف ووقاحة للعدو الصهيوني؛ لقد استغرقنا نحن الإعلاميون والساسة في توافه الأمور الداخلية، وربما الخارجية ولم نتوقف كثيراً أمام مثل هذه الأخبار الخطيرة التي تتعلق بشركات الإعلام التي تشكل العقل والرأي العام العالمي، وتوجهه فيما يخدم مصالح قوى بعينها وسياسات بعينها يأتي العدو الصهيوني في مقدمتها.ولأن ما نشرته (الميدان) خطير، فدعونا نتوقف أمام دلالاته ونطالب الزملاء.بمتابعته والاهتمام به والاستمرار في كشف خفاياه وأسراره وآثاره الضارة على أمتنا وقضاياها المصيرية.
لقد أشار الخبر في البداية إلى المصدر الذي نقل عنه وهو صحيفة الشروق الجزائرية، والتي قالت بدورها وتحت عنوان مثير [إمبراطورية روبير مردوخ تزحف على شركة روتانا] وفي تفاصيل الخبر أن الوليد بن طلال الذي تخصص في مثل هذه القنوات التي حولت شبابنا إلى (رقاصات) و(مخنثين) كما هى عادة ال سعود ذوى الاصول اليهودية والسلوك الصهيونى ، قام ببيع الجزء الأكبر من أسهم شركته روتانا إلى شركات اليهودي المتصهين روبير مردوخ وأن هذا البيع قد جاء ضمن مخطط المد الإعلامي الكبير صهيونياً نحو المشرق بسبب الأحداث التي تسبب فيها الاحتلال الأمريكي للعراق واحتمالات ضرب إيران وسوريا وهي الأوضاع التي تتطلب أمريكياً هجوماً إعلامياً موازياً للهجوم المسلح، بهذا المعنى سعت (إمبراطورية مردوخ) إلى ابتلاع شركات الإعلام المحلية العربية بما فيها تلك الشركات أو الفضائيات الخليجية التي تبث ثقافة العري، والفضائح بين شبابنا وتدمره تدميراً؛ لقد أشار الخبر المنشور، أيضاً إلى سهولة توقيع الاتفاق بين (الوليد) واليهودي (مردوخ)، وأن هدف الطرف الأول كان هو المال ليس أكثر أما الثاني فكان هدفه السياسة والدور الأكثر خبثاً في نشر ثقافة الهزيمة والاختراق العقلي، ولم تكفه رسالة العري والرقص التي يمارسه هذا الامير الشاذ فالهدف أكبر خاصة في المرحلة المقبلة.
إن أهم دلالات هذه الصفقة ليس هذا السعي الصهيوني الأمريكي للهيمنة على إعلامنا، فهذا أمر بالنسبة لمصالحهم يعد مسألة طبيعية، ومنطقية، رغم عدائنا وكراهيتنا لهذه المصالح ولهذا الدور الأمريكي المجرم والتخريبي، لكن المؤلم والمثير للدهشة هو قيام هؤلاء (الأمراء) و(رجال الأعمال) وخاصة من هذة الاسرة السعودية التى تدعى حماية الحرمين الشريفين ، بتسهيل مهمة ذلك الاختراق الأمريكي اليهودي، وهيمنته على مقدساتنا الإعلامية والسياسية، هؤلاء يحتاجون إلى كشف وتعرية وفضح، لأنهم الأخطر على إسلامنا وعروبتنا من إسرائيل ذاتها، لأنهم يتحدثون لغتنا وينتسبون ـ للأسف ـ إلى ذات الدين، ويزعمون صباح مساء أنهم حماته ورعاة الإسلام ومقدساته وبخاصة مقدسات مكة والمدينة المنورة، فأي تناقض هذا؟
لقد قرآت شخصياً، منذ فترة عن صفقات (الوليد) مع رجال أعمال يهود، وأن بعض الأمراء من أقاربه قد وصل بهم الحال في مجال هذه الصفقات الحرام إلى حد بناء فندق عملاق في تل أبيب، وأن العلاقات والصفقات السرية المخالفة للمصالح العربية والفلسطينية تتم على قدم وساق بين هؤلاء الأمراء، وقادة الكيان الصهيوني، بل تحدث بعضها عن وجود رجال أعمال صهاينة في عواصم هؤلاء الأمراء منذ ثلاث سنوات يعقدون الصفقات، ويتخفون بالجنسية الأمريكية لمدارة جنسيتهم الإسرائيلية الحقيقة، وأن في العاصمة(الرياض) التي يزعم حكامها حماية المقدسات، توجد 15 شركة إسرائيلية تعمل في كافة المجالات، وبخاصة الإعلام، إن (الوليد بن طلال) إذن ليس وحده في هذه الطريق، وتلك الصفقات المهددة لأبسط الحقوق العربية، إنه جزء من منظومة سياسية واقتصادية خطيرة تعمل بتناغم كامل مع أدوات الهيمنة والاحتلال الأمريكي الصهيوني، ومن هنا تأتي أهمية الحذر وضرورة الكشف عن أسرار ودلالات هذه الصفقات، ومخاطرها على أمن هذه الأمة وثقافتها ومقدساتها التي تصرخ صباح مساء: أنقذونا .... ليس من اليهود والأمريكان، فحسب بل من سماسرة الإعلام أيضاً.(وربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء (والأمراء) منا.)
والله أعلم