إعلامي بريطاني:سورية تحملت أكبر قسط من معاناة العراقيين !

أكد الإعلامي البريطاني جون سنو أن سورية ومن بين الدول المجاورة للعراق كافة تحملت أكبر قسط من عبء معاناة العراقيين الذين فروا من بلادهم بحثاً عن الأمان بعد الغزو والاحتلال الأمريكي وذلك باستضافتها مليون لاجئ عراقي.

وأوضح سنو خلال حديثه في بث مباشر من دمشق عبر برنامج للقناة الرابعة في التلفزيون البريطاني أمس حيث يقوم حالياً بجولة في المنطقة بمناسبة الذكرى الخامسة لغزو العراق مدى المبالغة في التقارير التي راجت مؤخراً وتحدثت عن تحسن الأوضاع في العراق بما يسمح بعودة اللاجئين إليه.

من جهته نوه لورنس جوليس ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في دمشق بالطريقة التي تعاملت بها سورية مع اللاجئين العراقيين.

وقال جوليس أثناء حوار أجراه سنو معه بأن سورية أبقت حدودها مفتوحة أمام اللاجئين العراقيين من دون أي قيود حتى تشرين الأول الماضي وتم استيعابهم في البلاد بروح رفيعة من التضامن وهو ما لم تفعله أي دولة أخرى.

وأكد جوليس أن المفوضية الأوروبية لا تستطيع الآن أن تنصح بعودة اللاجئين إلى العراق بسبب الوضع الأمني مشيراً إلى أنه من ضمن واجباتها أن تبدأ بالعمل في العراق للإعداد لعودتهم في المستقبل.

وكانت القناة البريطانية قد عرضت برنامجاً خاصاً أعده سنو أثناء زيارته للعراق وأظهر الوضع المتردي أمنيا ومعيشياً والدمار الهائل الذي تعرض له العراق منذ الغزو والأهوال والمآسي التي تسحق العراقيين وافتقار غالبية العراقيين للحاجات الضرورية والخدمات الأساسية.

وتحدث سنو مع الكثير من المواطنين العراقيين الذي رووا قصصاً مفزعة عن عمليات القتل والاعتقال والتعذيب التي قامت بها قوات الاحتلال وأكدوا رفضهم لتواجد هذه القوات وتصميمهم على طردها مؤكدين أن الاحتلال لم يجلب لهم سوى القتل والمعاناة والإذلال ومعربين عن أحزانهم لما حل ببلادهم التي تمزقها الصراعات التي ولدها الاحتلال وتقسمها الجدران التي أقامها وعن مخاوفهم من المستقبل الغامض الذي ينتظرهم.

اجتماع الدول المضيفة للمهجرين العراقيين يدعو الى دعم الدول المضيفة

في سياق متصل دعا المشاركون في الاجتماع الثامن للدول المضيفة للعراقيين الذي اختتم أعماله في العاصمة الأردنية عمان أمس الهيئات الدولية ذات العلاقة إلى دعم الدول المضيفة على تحمل الأعباء على قطاعاتها الخدمية وتحديداً البنى التحتية والمياه بتقديم المساعدات لهذه الدول.


وجدد المشاركون في بيانهم الختامي تأكيدهم على أن الحل الحقيقي والفعلي لمشكلة العراقيين في الدول المضيفة هو عودتهم إلى بلدهم العراق من خلال توفير البيئة السياسية الملائمة التي تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة.

وأشار البيان إلى أن آثار استضافة العراقيين تتعدى قطاعي التعليم والصحة إلى قطاعات أخرى وفي المقدمة المياه والطاقة والنقل والبنى التحتية فضلاً عن الأعباء المادية المترتبة على الاستمرار في تقديم هذه الخدمات.

من جهته حمل رئيس الوفد السوري إلى اجتماع الدول المضيفة ميلاد عطية مدير دائرة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية في الكلمة التي ألقاها في الاجتماع الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن الأوضاع السائدة في العراق والتداعيات الناجمة عنها داعياً إلى ضرورة انخراط الأطراف الدولية وبخاصة الولايات المتحدة في تقديم مساعدات جدية وحقيقية إلى حكومات الدول المضيفة للمهجرين العراقيين وإلى المهجرين أنفسهم.

وأكد عطية ضرورة وفاء الحكومة العراقية والدول المانحة بتعهداتها التي أطلقتها في مؤتمر جنيف الدولي في نيسان 2007 لمعالجة الاحتياجات الإنسانية للاجئين العراقيين والمهجرين داخل العراق وفي دول الجوار.

وقال عطية إن الحكومة الأمريكية ترصد 600 مليار دولار لدعم حربها العدوانية على العراق وأفغانستان فيما لا تخصص سوى بضعة ملايين من الدولارات لدعم حاجات المهجرين العراقيين في دول جوار العراق مطالباً بدعم جهود الحكومة السورية في إصلاح وترميم وتوسعة البنى التحتية التي تأثرت سلباً من الازدياد السريع لأعداد العراقيين.

وقد شاركت في الاجتماع الدول المحيطة للعراق والمضيفة للمهجرين العراقيين فضلاً عن المنظمات الدولية ذات الصلة بالشأن العراقي