السباق إلى البيت الأخضر ...وتداعيات نجاحات الرئيس بوش ...!!

خالد القره غولي
حسناً وهذه السنه الخامسة قد ذهبت من عمر الاحتلال البغيض على شعبنا الصامد البطل وهاهي السنه السادسة قد دخلت وهذا العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه الى غربه لم يتحقق فيه شيء.
وحالما أبطلت القوانين التي يرتكز عليها اتفاق الحلفاء الذين يخوضون غمار الحرب الطاحنة في العراق معا وحالما نسفت الأسس التي تراكمت عليها تعاليم السلم والأمان والحل العادل ..وحالما تلاشت روابط المصالح والمفاهيم الخلقية والسياسية التي يبررها خطر الاحتلال والقلق والتناقض بعد التطورات الأخيرة المفاجئة التي شهدتها بـــلاد الرافديــــن ورغم كل المعطيات التي يتوقف عليها حل مسالة تنظيم البلاد حلا عادلا وشاملا بان خطأها وظهر بطلانها جاءت خيبة آمل كبيرة حملتهم علي الكشف بان إستراتيجية بوش في العراق لم يتحقق لها النجاح كما وصفها الرئيس بوش خلال تصريحاته الأخيرة..  كما فشلت الخطة الأمنية للحكومة وعدم السيطرة علي البلاد وعدم فرض السيطرة علي الوضع العام في بغداد والمحافظات الاخرى وارتكبت قوات حفظ النظام افظع الاخطاء وحيكت في الخفاء المؤامرات الدنيئة من قبل القوات الامريكية والايرانية جرائم عدة ضد ابناء هذا الشعب المسكين وضد العدالة وضد الانسانية وضد الامن والاستقرار الذي تكرر يوميا انتهاكات كانت علي الشرف والكرامة وقتل الاب والابن ولا شيء يلوح في الافق فالحرب المرعبة ما تزال مستمرة والتميز والتدويل وتدنيس المعابد الدينية كافة في العراق مستمرة كل يوم هذا اكثر وحشية من الحرب نفسها في اشد الاحداث التي حصلت بعد الحرب هذه لنتساءل من المستفيد! العراقيون انفسهم ام الاحتلال ...الذي نواياه مفضوحة ومعروفة عند كل العراقيين وهم يجمعون بين الحقد والتمايز الطبقي وبين البقاء علي احتلال هذا البلد وسلب خيراته اما اذا كان الشعب العراقــــــي فهذا شيء عظيم ولا يغيب عن مسرح الاحداث ولكي يســــــــتطيع ان يتمم رسالتة الكاملة في لم شمل الوطن ومصالح الشــــــعب ترك الفتن وعدم اتباع سياسة فرق تسد ..
ان للوطن حقا علينا والدفاع او الموت شرف كبــــــير في ساحا ت الخطر هذا من جانب ومن جانب اخر يجب ان نتمسك بعـــــاداتنا السابقة وكل التقاليد ومن الواجــــــب ايضا اعطــــــاء اهمية خاصة لبلدنا ونسلط الضوء علي مسألة فضح المؤامرة الخبيثة التي تريدها أمريكا لحرب طائفية أهلية تشترك فيها جميع طوائف الشعب العراقي حتي يتمزق الجسد الواحــــــد ويتلوث الدم العراقي نحن شعب واع مدرك لكل الأمور المحيطة به ولنا ثقلــــــنا بين بلدان العـــــالم ينظرون لنا بنظرة اعجاب لاننا اصحاب رسالة هدفنا تحرير بلدنا من كل المارقين و الدخلاء لان الحقيقة علمتني ان اكرهها فما استطعت.
لم تكتف الولايات المتحدة باعلان حربها علي العراق وافغانستان بل بدأت عملية تخبط تمثلت باطلاق صفة الارهاب علي الحركات الوطنية التي تناضل من أجل نيل حقوق شعبها المسلوبة والمغتصبة وعلي الحكومات التي لا تسير في فلكها ولا تنفذ أوامرها ولا تتجاوب مع سياساتها العدوانية القائمة علي استعباد الشعوب ونهب ثرواتها والتحكم في مقدراتها وسلب اراداتها وتنطلق الادارة الامريكية من مبدأ جديد اعتمدته في العلاقات الدولية يقوم من لم يكن معنا فهو مع الارهاب في عملية يقصد بها ارهاب الحكومات والحركات السياسية واجبارها علي تغيير مواقفها السياسية لتتطابق مع ما تريده واشنطن وهذا من السوابق الخطرة في العلاقات الدولية، فالولايات المتحدة تلوح بالعصا الغليظة تجاه الدول التي لا تقف معها وارهاب الحكام الضعفاء والخائفين علي كرسي الحكم. وتقول للساسيين العراقيين الجدد  اذا اردت ان تصل الى البيت الاخضر يجب عليك ان تنفذ كل مخططات الولايات المتحدة الامريكية...وان الولايات المتحدة لم تعتمد الارهاب تجاه الدول وشعوب العالم فحسب بل انها دمجت الارهاب بالعدوان العسكري والحرب المدمرة، فهي أول دولة في العالم استخدمت السلاح النووي المدمر ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية ولم يسبق لأية دولة ان استخدمت هذا السلاح قبلها وعملت علي التشجيع علي الحروب ما بين الشعوب بعضها وبين الشعب الواحد بل انها قطعت بقواتها عشرات الآلاف من الكيلومترات وعبرت المحيطات لتقاتل الشعوب والدول وعملت علي استعباد شعوب أمريكا اللاتينية ولم تبق دولة فيها إلا وخلقت لها المشاكل ضمن سياسة قوس الازمات ومبدأ من ليس معنا فهو ضدنا أو مع الارهاب وتنتهك واشنطن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يقضي بمنع التدخل في الشؤون الداخلية للغير إلا في حالة الدفاع عن النفس ولما كانت الحروب التي اشعلتها أمريكا كلها بقيام الأخيرة بجلب قواتها وقوات تحالف الدول الغربية عبر البحار والمحيطات لتحارب دولة مستقلة ذات سيادة لم تكن في نزاع معها بل ان الدول والشعوب ذاقت الويلات من السياسة العدوانية الامريكية خلافاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولكن السؤال المطروح أين أمريكا من ذلك كله. ومن المعروف ان تسوية النزاعات بين الدول يتم باعتماد المفاوضات المباشرة بين الدول المتخاصمة أو المختلفة وتبذل الممثليات الدبلوماسية جهودها السياسية لتحقيق ذلك انطلاقاً من حسن النيات أو القيام بمساع حميدة للوصول إلي ذلك إلا ان الملاحظ ان الولايات المتحدة بادرت في الاحداث والمشاكل التي خلقتها للغير من الدول لم تعتمد هذه المبادئ بل لجأت إلي القوة العسكرية الغاشمة لفرض موقفها علي الغير بل ان واشنطن لم تأخذ نصيحة أصدقائها ونظرت إليهم باستصغار وتؤمن ان علي دول العالم اجمع ان تنفذ أوامرها حتي وان كانت ذات مساس بسيادتها وبدلاً من لجوء الادارة الامريكية إلي الحكمة والعقل فرضت حرباً أعلنها بوش حرباً صليبية علي العراق بوصفها الجبهة الداخلية المركزية للارهاب. ان الحرب التي شنتها أمريكا وبريطانيا علي العراق تهدف إلي ضرب العراق ومقدراته الانسـانية مما زاد في غضب الشارع العراقي والعربي وقد خسرت أمريكا الكثير من هذه الشعوب وان الولايات المتحدة في حربها علي العراق لم تتمكن من تحقيق شيء علي الخريطة السياسية والجغرافية بل ان الاحداث عصفت بالمخطط الامريكي بجعل شعب العراق الصابر لثلاث أجزاء خارج الحدود أو تحت التراب أو خلف القضبان.. وأخيراً نقول نحن العراقيين للعالم أجمع ان أمريكا الآن قد غرقت ومعها قوات التخالف متعددت العصابات في وحل المستنقع العراقي حتى لا تتجرءأ هذه الدولة المعتوهة ان تقدم على احتلال دولة اخرى.