هم العميان يا أبت !


 
  
أنا في الجبِّ منسيٌّ
وأنت عميتَ يا أبتي
وألقى أخوتي جسدي
نسوا روحي التي انطلقت إلى الأفلاك
ترسم وجه ملهمتي
نسوا طهري
فحدثْ عن مراودتي
وعن مصرَ التي دانت خزائنها لسيطرتي
هم العميان يا ابتي
هم العميان يا ابتي
غداً تأتيك مني العيرُ
حاملة أناشيدي
فغسّل وجهك النبويَّ بالكلمات
كي يرتد في عينيك نورهما
و يبرىُ من دمي ذئب
له نسبوا خطاياهم
فسامحْ مثلما سامحتُ قاتلتي
فليلى يا ابي امرأةٌ
من النسرين قد نبتتْ على شفتي
وليلى يا أبي نهرٌ
من الحناء يجري عبر أوردتي
 ****
أنا في الجبّ منسيٌ من الأزل
ولم أزل
وليلى توجتها الحور حاكمة
بأمر الشعرِ والغزلِ
فكم قتلتْ
وكم جبٍّ عيون دلالها حفرتْ
وكم ألقت
كما ألقيت من وجد
ـ وما علمتْ ـ
فلم تسل
فطر يا أيها النسيانُ فوق جناح آهاتي
وخذ قلبي
وأناتي
إلى عينيّْ معذبتي
وناشد باسم من قتلوا
وباسمي أن توافيني
على عجلِ
فتقتلني
لعل الروح إن صعدتْ
ستغدو مثل زنبقةٍ
فأبعث بين نهديها
فتقطفني
بعينيها
وتغفرُ لي
ألا يا أيها النسيانُ اني دونما أملٍ
فكن أملي
فكن أملي