القدس اليتيمة يا وحدنا يا وحدنا !


في لقاء له على الفضائيات وجه الدكتور حسن الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات هجوم شديدا ولاذعاً لسلطة رام الله ولحكومتها كما سبق أن وجه نائب بلدية القدس وكذلك رئيس الغرفة التجارية انتقاد حاد يصل إلى حد اتهام السلطة أيضا ً في تقصيرها نحو القدس وقضاياها .

القدس التي تعاني إهمال لشؤونها من تلك السلطة ، لقد تحدث الأمين العام على المخاطر المتعددة من الاستيطان إلى شراء العقارات في القدس القديمة من قبل الدوائر الصهيونية وتحدث على أن القدس تعزل عمليا ً من الشمال والجنوب عن امتداداتها الاقليمية والعربية وتحدث أيضا ً عن باب المغاربة الذي هو في الأصل باب النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذي يسمى من قبل الصهاينة "حائط المبكى " وهو في الحقيقة حائط البراق وأصبح باب الرسول صلى الله عليه وسلم هو باب للعدوان على القدس والمسلمين فدخله محمد صلى الله عليه وسلم كمتعبد لله .

تلك المنطقة التي تسميها إسرائيل حائط المبكى "هم بصدد إقامة كنيس أزرق اللون بالقرب منها ويسيطر على المسجد الأقصى وساحته .

لم يقتصر نشاط العدو الصهيوني على اقامة الأنفاق تحت المسجد الأقصى بل توسعت نشاطاته في تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني داخل القدس القديمة بالإضافة إلى نشر الانحرافات والثقافات اللا أخلاقية بين الشباب الفلسطيني في القدس القديمة في محاولة لتغيير الثقافة العربية والإسلامية في تلك المدينة وكما تحدث الأمين العام أن هناك 14 نقطة تحرك المشروع الصهيوني وكل نقطة تشكل مشروع استيطاني وتحدث قائلا ً لا يوجد هناك أي آليات عمل للسلطة لحماية القدس ومواجهة مشاريع الاستيطان والتهويد بل هناك صور مشوشة ومربكة ولا يوجد لديهم سياسة واضحة .

والغريب أن الوفد الفلسطيني المفاوض بين الذهاب والإياب على ماذا لا ندري كثير من المتغيرات حدثت على القدس في السنوات القليلة الماضية ولو كان هناك موقف أخلاقي ووطني لحدثت متغيرات سياسية على القيادة الفلسطينية وعلى سلوكها مقابلة لتلك التغيرات الامتدادية التوسعية للعدو الصهيوني ولكن يبدو أن سلطة رام الله اقتنعت بأن تتقاسم في تقاسم غير عادل القدس وهذا ما تعمل عليه اسرائيل ، لقد ذكر الأمين العام المعاناة التي يعانيها خدمة المسجد الأقصى من سيطرة لرجال الامن والجيش الصهيوني موضحا ً أن ادارة المسجد الأقصى لا تستطيع مثلا ً تغيير أنابيب المياه أو الصرف.

حقيقة مؤلمة ذكرها الأخ الأمين العام تهز المشاعر والوجدان وترتعش منها الأطراف حينما قال لقد أصبحت باحات المسجد الأقصى مكان يتبول فيه المستوطنين ويشربون الخمر ؟؟!!.

أليس بعد ذلك ذل يا مسلمين ويا عرب ، عندما حرق المسجد الأقصى عام 1969 قالت رئيسة وزراء العدو الصهيوني " جولدا مائير " لم أنم في تلك الليلة وستكون الأمور صعبة على مستقبل إسرائيل ، واكتشفت في أقل من 24 ساعة أنها كانت سيئة الظن بنوايا العرب حيث العرب لم يحركوا ساكنا ً على المستوى العملي ، ومن هذا المشهد المأساوي للقدس وللشعب الفلسطيني الذي يواجه أعتى آلات التآمر الدولية عليه يحق للقدس أن تقول يا وحدنا يا وحدنا ويحق للقدس أن تسمى " القدس اليتيمة " لقد مات العرب ومات المسلمين وكما قالت قوات الغزو الصهيوني عندما احتلت غزة عام 1967 " محمد مات وخلف بنات " .

أي مستقبل ينتظر القدس بعد الصورة المظلمة وهي صورة ليست خيالا ً بل حقيقة تحدث عنها الأمين العام لنصرة القدس فلم يتبقى شيء في القدس إلا هود فماذا بعد أيها العرب وأيها المسلمين أقبلتم بذلك فإلى جهنم وبإسم المصير وسيكون المسجد الأقصى شاهد عليكم وعلى تخاذلكم ، أما حكومة رام الله التي تستمر في المفاوضات وتوفر ستارا ً زمنياً لعمليات التهويد الواسعة لن يغفر لها الله والشعب الفلسطيني وحتما ً أن فرسان الشعب الفلسطيني في الضفة سيتحركون لحماية الأقصى والضفة الغربية والخليل من المستوطنين وحماية الهوية الفلسطينية مقابل برنامج العولمة الذي يحمله فياض عماده الأمن للمستوطنين والخبز والوظيفة للشعب الفلسطيني هذا هو باراك عندما عرض على أبو عمار أنت لكم في القدس ما فوق الأرض أما ما تحت الأرض فهو شأن إسرائيلي ، هذا ما عرض على أبو عمار ورفض ويبدو أن أطماع إسرائيل تزايدت تدريجيا ً بناء على برنامج أوسلو وبرنامج حكومة فياض فأصبحت إسرائيل تمتلك ما فوق الأرض وما تحت الأرض .

لماذا لا توفر الدول العربية وتقتطع من أموالها الطائلة جزء لتكليف محاميين دوليين لإقامة دعوة قضائية ضد اجراءات إسرائيل في القدس والمسجد الأقصى لماذا حكومة رام الله لا تستجلب هؤلاء المحاميين للدفاع عن القدس ودفع الاموال المستحقة لهم بدل من أن تدفع الأموال الطائلة لخططها الأمنية التي تلاحق المقاومة والمقاومين في الضفة الغربية أسئلة تحتاج إلى اجابة ولكن من سيجيب مادامت القدس يتيمة .

بقلم. سميح خلف