خمس سنوات على غزو العراق: بوش غير نادم !

خمس سنوات على غزو العراق: بوش غير نادم

قال الرئيس الاميركي جورج بوش الأربعاء انه لا يشعر بأي ندم بشأن الحرب غير الشعبية في العراق رغم "التكلفة العالية في الارواح والمال" واعلن ان الولايات المتحدة على الطريق لتحقيق النصر، بينما نظمت تجمعات احتجاجية ضد الحرب في عدد من المدن الاميركية.

وبمناسبة الذكرى الخامسة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة أظهر بوش بعضا من الزهو الذي اظهره في وقت مبكر من الحرب وقال في كلمة في البنتاغون "النجاحات التي نراها في العراق لا يمكن إنكارها".

وخرجت احتجاجات متناثرة مناهضة للحرب في المدن الأميركية. وفي واشنطن ألقي القبض على 32 محتجا مناهضا للحرب بسبب عرقلة الدخول الى هيئة الايراد الداخلي. وفي سان فرانسيسكو اعتقل حوالي مئة آخرين من بين مئات تظاهروا في حي الاعمال بوسط المدينة.

ويسعى بوش لكسب التأييد للحرب التي أضرت بمصداقية الولايات المتحدة في الخارج وأثارت انقسامات في الداخل في حين لم يعد أمامه سوى أقل من 11 شهرا على انتهاء ولايته كما تدنت شعبيته الى ما يقرب من المستويات القياسية خلال رئاسته.

لكنه واجه تحديا جذب انتباه الأميركيين الذين اصبحوا اكثر انشغالا بالمشاكل الاقتصادية المتزايدة كما ازداد تركيزهم على السباق لاختيار خليفة بوش في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.

واستغل المنتقدون الديمقراطيون لبوش المناسبة كفرصة لتأكيد الاتهامات بأن بوش بدأ الغزو اعتمادا على معلومات استخبارية خاطئة وأساء ادارة الحرب وفشل في وضع استراتيجية خروج.

وقال بوش امام مستمعين من كبار ضباط الجيش وحوالي 200 من العاملين في وزارة الدفاع "بعد خمس سنوات من بدء المعركة يثور جدل مفهوم بشأن ما اذا كانت الحرب تستحق خوضها.. وما اذا كان القتال يستحق كسبه.. وما اذا كان باستطاعتنا ان نكسبه".

واضاف "الاجابات واضحة بالنسبة لي. الاطاحة بصدام حسين من السلطة كان القرار الصحيح.. وهذه معركة يمكن لأميركا ان تكسبها ويجب ان تفعل ذلك".

ورفض بوش الدعوات من المرشحين الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون وباراك اوباما لوضع جدول زمني لانسحاب مبكر للقوات. وعدد المكاسب الامنية من زيادة في القوات امر بها في وقت مبكر من العام الماضي وقال ان تلك المكاسب تحتاج لتعزيزها.

واكد ان "التراجع" الآن سيقوي شوكة القاعدة وإيران وسيعرض الولايات المتحدة للخطر.

وقال "لعبت الزيادة دورا أكبر من مجرد تحويل الموقف في العراق.. لقد فتحت الباب أمام نصر استراتيجي كبير في الحرب الاوسع على الارهاب" مشيرا الى تعاون متزايد من جانب العراقيين السنة في محاربة القاعدة.

لكن مثل هذا التأكيد قد يعود ليلاحق بوش اذا تدهور الوضع. وكان منتقدو الحرب سخروا بشدة من بوش بسبب اعلانه قبل الأوان في مايو/ايار 2003 ان "العمليات القتالية الرئيسية" في العراق انتهت بينما كان يقف على متن حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لينكولن تحت لافتة كتب عليها "المهمة أنجزت".

ولم يصل بوش الى حد الوعد بنصر صريح في العراق مثلما فعل في وقت سابق من الحرب قبل ان يدفع العنف الطائفي البلاد الى شفا حرب أهلية.

وقال "لا أحد يجادل بأن هذه الحرب لم تأت بتكلفة عالية في الأرواح والمال لكن هذه التكاليف ضرورية حين ننظر في تكلفة انتصار استراتيجي لاعدائنا في العراق".

لكن لم تكن كل التقييمات في ذكرى الحرب متفائلة مثل تقييم بوش.

واظهر استطلاع اجرته صحيفة واشنطن بوست ومحطة تلفزيون ايه.بي.سي نيوز أن ثلثي الأميركيين تقريبا يعتقدون ان الحرب لم تكن تستحق شنها.

وبسؤال محطة ايه.بي.سي لنائب الرئيس ديك تشيني عن نتيجة الاستطلاع لدى وجوده في سلطنة عمان بعد زيارة للعراق رد متسائلا "وماذا بعد؟". واضاف "اعتقد انه لا يمكن ان نخرج عن المسار بسبب التقلبات في استطلاعات الرأي العام".

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المنتمية للحزب الديمقراطي "تكلفة امننا القومي كانت هائلة. جيشنا مثقل بالاعباء وسمعتنا في العالم لحق بها الضرر. والآن، الحرب في العراق اصبحت تهدد اقتصادنا".

وكلفت الحرب الولايات المتحدة 500 مليار دولار. وقتل عشرات الآلاف من العراقيين وشرد الملايين. وقتل حوالي اربعة الاف جندي أميركي و175 جنديا بريطانيا و134 من دول اخرى.

وحظي بوش بدعم شعبي كبير بعد الهجمات التي شنت على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 . وهو يصف العراق منذ فترة طويلة بأنها جبهة مركزية في الحرب على المتطرفين الاسلاميين.

لكن الديمقراطيين يقولون ان اهتمام ادارته تحول عن صراع يعتبرونه أكثر أهمية في أفغانستان.

وأشاد بوش بالتعاون المتزايد من السنة العراقيين في التصدي لتنظيم القاعدة ووصف ذلك بأنه "أول انتفاضة عربية واسعة النطاق ضد أسامة بن لادن وأيديولوجيته المروعة وشبكته القاتلة".

وانضم عدد من زعماء العشائر السنية للمعركة ضد تنظيم القاعدة المسؤول عن كثير من اسوأ الهجمات. لكن التقدم تجاه رأب الصدع الطائفي على المستوى الوطني لا يزال بطيئا.

وغابت عن كلمة بوش اي اشارة الى سجل الحكومة العراقية بشأن المصالحة الوطنية. وكان من المفترض ان تتيح زيادة القوات مساحة حركة لتحقيق تلك المصالحة. لكن الحكومة العراقية لم تحقق سوى تقدم ضعيف في ذلك المجال.

وانحسر العنف في مختلف أنحاء العراق بنسبة 60 في المئة منذ نشر 30 ألف جندي أميركي اضافي بشكل كامل في يونيو/حزيران. لكن سلسلة من الهجمات وقعت في الآونة الاخيرة تظهر أن العراق مازال بعيدا عن بر الامان واشار بوش الى ان "المكاسب التي حققناها هشة ويمكن ان تضيع".

وخطاب بوش هو الثاني في الفترة السابقة على تقرير الحالة القادم الذي سيقدمه قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر الى الكونغرس اوائل ابريل/نيسان.

ويتحرك الجيش الأميركي نحو استكمال سحب نحو 20 ألف جندي بحلول يوليو/تموز مما يترك حوالي 140 ألفا بالعراق حسب تعليمات أصدرها بوش في سبتمبر/أيلول.

واكد بوش ان اي قرار يتعلق بإعادة مزيد من القوات لارض الوطن سيتوقف على توصيات القادة في الميدان.