الغلو الديني والأنظمة ذات الوجهين !

بقلم/ د. رفعت سيد أحمد
نؤكد دوماً أن الغلو الديني القادم مع ثقافة النفط، لا يحرر أرضاً، ولا يعمر وطناً، بل هو أداة للهدم، ودوره دائماً مضر بالثقافة، وباستقرار المجتمعات، وبخاصة مجتمعنا المصري، ويزداد خطر هذا الفكر المتطرف عندما يُربط بالمصالح والاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة وعندئذٍ يكون دوره أخطر وأسوأ، وهو ما يجري الآن وبوضوح في العديد من البلاد العربية والإسلامية.
* والغريب في أمر هذا الفكر أن دعاته وأصحابه والدول التي ترعاه يمتلكون (سياسة ذات وجهين)، وجه أول يتمثل في حماية ونشر الفكر المتطرف والوجه الثاني عدم محاسبة ذوي السلطان وإن زنوا أو سرقوا كما هو حاصل فعلاً في مملكتهم.
وسنقدم نموذجاً على ذلك، هذه الواقعة الخطيرة التي تداولتها وسائل الإعلام الخليجية: والتي جاء فيها تحت عنوان السجن 8 أشهر و180 جلدة لأكاديمي سعودي اختلى بطالبته بمقهى ما يلي:
أصدرت المحكمة العامة في مكة المكرمة بالسعودية حكماً بسجن أكاديمي معروف 8 أشهر و180 جلدة لإدانته بخلوة غير شرعية مع طالبة، بعد القبض عليه وبرفقته الفتاة من قبل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مقهى بمكة المكرمة.
ورفض الأكاديمي الحكم، وقال إنه التقى الطالبة بناء على طلبها، حيث ذكرت له أن لديها مشكلة لا يمكن حلها إلا وجهاً لوجه، ولكنه أشترط عليها أن تحضر أخاها معها، ولكنه فوجئ بقدوم الطالبة وحدها.
وأضاف الأكاديمي أنه فوجئ بعد دقائق معدودة برجال الهيئة يحيطون به من جميع الجهات، ويتهمونه "بالخلوة بفتاة أجنبية"، حيث تم اقتيادهما إلى مركز الهيئة والتحقيق معهما، وبعد ذلك أحيلا إلى الشرطة التي أحالت القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.
وقال الرجل الذي لم يكشف عن أسمه "إن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين اعتقلوه "حاقدون" عليه لأنهم لم يحصلوا على درجات مناسبة في الاختبار ورسبوا، مشيراً إلى أنهم طلاب سابقون لديه.
وليس لنا من تعليق على هذا الخبر سوى السؤال: هل يجوز إسلامياً ما جرى مع الأستاذ الأكاديمي ولماذا في العديد من هذه البلاد الخليجية عندما يسرق الأمير أو الحاكم يتم العفو عنه في حين يعاقب من ليس له في السلطة (أي من ليس له ظهر).
وهل أمثال هؤلاء يؤتمنوا على دعوة الإسلام ورسالته ومقدساته التي يزعمون حمايتها!!
إننا نطالب العقلاء والحكماء والشرفاء من الكتاب والإسلاميين الإجابة لأن الصمت على مثل هذه السلوكيات يعد تواطؤاً مع فكر الغلو، وهو الفكر الذي تحول في بلادنا إلى قنابل متفجرة وعنف ضد الأبرياء وليس ضد إسرائيل أو أمريكا، فهاتان الدولتان صديقتان له وهو ما تؤكده يومياً الحقائق القادمة من بلادنا العربية التي ابتليت بهذا الفكر المتطرف.
والله أعلم،،،