اليمن :شيخ قبلي يدشن خطابات الرئيس صالح بالقصف المدفعي على رعاياه !

تقرير/ رداد السلامي
تظل المأساة هي المأساة ويظل الوطن هو المثخن بها، فيما الفوضى وحدها السائدة على المشهد اليمني بسخونة تحرق الأعصاب والقلب، فماء البحرين: "الأحمر والعربي الذي قال صالح في خطاب متشنج له في الحديدة- ان الذي لا يعجبه يشرب منهما- قد يكون الشرب منهما أهون من ذل جاثم يسوم الناس سوء الهوان فعلى الأقل لا يوجد في شريعة البحار طغيان أحد على الآخر فبينهما برزخ لا يبغيان كما هو حال وطن اليوم الذي تجبر عليه المتنفذون ونخره فساد الساسة.ما تنذر به الخطابات الرسمية المتشنجة يرتسم على الساحة اليمنية بتنام مخيف وعبر متنفذون طالما كانوا أعمدة بقاء النظام السياسي الحاكم ووسائلة التي ساس بها البلاد ردحا من الزمن.
 
ففي منطقة الجعاشن تتجلى ملامح الرعب اليومي لمشهد "فيلم مرعب" لم ينتج في مدينة هوليود السينمائية لأنه رعب حقيقي مخرجوه ينتمون إلى شعار :"يمن جديد .. مستقبل أفضل" وضحاياه مواطنون يمنيون من النساء والشيوخ والأطفال ..فما أن بردت فوهة الخطابات الرسمية من سخونة التبشير بالطوفان القادم حتى اجتاحت شيخ الجعاشن وشاعر الرئيس محمد أحمد منصور هيستيريا العبث والتنكيل برعاياه –إن جاز التعبير- ليمارس لعبته المعتادة كل يوم على مسمع الرموز السيادية في البلاد..
 
ففي رسالة كان وجهها أهالي عزلتي-العنسيين- من منطقة الجعاشن بناحية ذي السفال محافظة إب إلى رئيس مجلس النواب الجديد وأعضاء المجلس شرحوا فيها مآسي أفعال الشيخ أحمد منصور الذي قالوا أنه أعلن الحرب على المنطقة برمتها مستخدما مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة من رشاشات عيار 14,5 و23مضاد الطيران ومدفع 75 ومدافع الهاون!! وما أن كانت الشمس تعانق السماء وتتموضع في الكبد منها الأربعاء الفائت حتى شيخ الجعاشن قد أصدر أوامره لميليشياته بالإضافة إلى 15طقما عسكريا مسلحا بالرشاشات بحسب الرسالة بإطلاق النار على القرى والمنازل والجبال ومن ثم ترويع الناس والاعتداء بالضرب وإخراج النساء والأطفال من المنازل وتشريدهم ونهب أبقارهم وأغنامهم وما بحوزتهم من سلاح!!ولم يكتفي الشيخ بذلك لأن نصره كما تؤكد الرسالة على النساء والأطفال لك يكتمل فقد أقدم على هدم المنازل وكسر الأبواب والسطو على الأثاث ودباب الغاز والذهب وكل ما وقعت عليه عيون مليشياته وتكمن إشكالية ما أقدم عليه شيخ الجعاشن كما أوضحت الرسالة أن الشيخ قال أن رئيس الجمهورية أعطاه الإذن بذلك !! وهو ما اعتبره الأهالي المنكوبون كذبا على الرئيس إلا أن كان الخطاب الأخير الذي انذر من خلاله بالطوفان قد فهم خطأً من قبل الشيخ وبالتالي اعتبره بمثابة إعلان حرب وخطاً أخضر لتنفيذ عملياته المستمرة.
 
بطش وتنكيل، ظلم وتعسف، قمع وتشريد، بناء سجون إضافية ، سجن وغرامات ، هي المفردات التي تجلت على رسالة الأهالي في ظل غياب واع للدولة إن كان ثمة حديث عن دولة ،وكل تلك المآسي لم تحدث الا في في غزة لكن الفرق أن مرتكبوها مسلمون يمنيون وليسوا يهود إلا إن كان لهم عرق بقي ينبض بعد هجرتهم الأولى عام1948م إلى فلسطين.
 
*بسط على الأراضي وافتعال أزمات
  
وبحسب الرسالة فقد بسط الشيخ على أراضي المواطنيين وممتلكاتهم بالقوة وأجبرهم على بيعها له ودفع الاجارة، كما نهب وباع كل ما يملكه أي مواطن وتوجيه المليشيات التابعة له نحو زرع الفتن والقلاقل بين الناس وإثارة المشاكل الاجتماعية فيما بينهم كي يجعل من ذاته قاضيا وحكما يفصل بينهم مقابل أجر مدفوع الثمن وباهض الكلفة ليضطر المتخاصمون إلى بيع أراضيهم وبيوتهم كسداد له.الابقاء على نزاعات عمرها خمسون عاما كمصدر يدر عليه وعلى مليشياته بالعمل على اثارتها كل عامين ويفرض غرامات تصل منمليون إلى 2مليون ريال تدفع مقدما.
 
كما اقدم على تطويق المنطقة بسور من العساكر والمليشيات التابعة له بشكل دائري لمنع المواطنيين من الدخول أو الخروج من المنطقة "حصار"، وتحت دعوى تجريب الأسلحة التي بحوزته يقوم بترويع الأطفال والنساء بالقصف وإجبارهم على النزوح الجماعي..!!
 
التعليم في دولة الجعاشن أضحى بالغ الكلفة إذ يقوم الشيخ بفرض جبايات على طلاب المدارس من قبل وكلاءه منذ 27عاما كما قام بمصادرة المياة وخزانات الشرب وشكل لجنة من الوكلاء التابعين له للإشراف على المياة وأخذ أجره شهرية من المواطنين لقاء ذلك.
  
كل هذا يحدث في دولة تسمى الجمهورية اليمنية لها دستور ونظام وقانون يتحدث مسؤلوها ليل نهار عن الحرية والديمقراطية والاستقرار والامن والمستقبل الأفضل !!
  
إن ظاهرة الجعاشن وشيخها ليست بسيطة وتعامي الدولة عنها يعتبر جريمة وطنية وانسانية بكل المقاييس وبالتالي فإن عدم إيقاف هذا الشيخ وتقديمه للمحاكمة وتجريده من الأسلحة الثقيلة التي بحوزته سخلق فوضى عارمة وصعده جديدة إذ أن ظاهرة الجعاشن قد بدأ تتفشى في بعض المحافظات ففي محافظة صعدة أقدم شيخ على تشريد 40اسرة إلى شعاب مديرية دمت التابعة لمحافظة الضالع بسبب عدم تنفيذ رغبته في البسط على أراضيهم وإجبارهم على بيعها .
 
كما أن الوضع العام للبلاد وخصوصا الوضع الاقتصادي والاجتماعي لم يعد يحتمل المزيد وإلهاب جلود الناس بسياط المتنفذون إلى جانب جرع الجوع التي جعلت رغيف الخبز مطلب عسير المنال وما يعتمل في جنوب البلاد ويدور في صعدة ممارسات لم تعد تحتمل وربما زج البلاد في دوامة الطوفان الذي لن ينجو منه أحد وهناك ما هو أهم من التبشير بالموت حد تعبير الدكتور ياسين سعيد نعمان.