الإعلام الأمريكي يشن حملة جديدة ضد سوريا !

تنوعت محاولات استهداف سوريا والنيل منها وأمام إفلاس المحاولات بدأت أطراف التآمر تواصل المراوحة والمراوغة بحيث تظهر كل يوم في مقالة جديدة في الصحافة الأمريكية تطرح فكرة جديدة تتضمن مقترحاً جديداً يصب في اتجاه وضع سوريا في قفص الاتهام.
* آخر الأفكار الجديدة:
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال، التابعة لجماعة المحافظين الجدد التي تعتبر من أكثر الصحف الأمريكية تعمداً في حملة بناء الذرائع ضد سوريا، تحليلاً أعده جاي سولومون، حمل عنوان «اتفاق الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية قد يركب المقصلة على سوريا»، أشار فيه إلى النقاط الآتية:
• تسعى إدارة بوش إلى إبرام وتثبيت صفقة نزع سلاح مع كوريا الشمالية.
• التساؤلات حول ماضي تعاون بيونغ يانغ الدفاعي مع سوريا أصبح يشكل حجر عثرة أمام الإكمال الناجح للاتفاق.
• تجاهلت كوريا الشمالية يوم 31 كانون الأول 2007م، باعتباره التاريخ النهائي، ولم تقم بالإعلان عن أنشطتها النووية وفقاً لما تم تحديده في فعملية تفاوض اللجنة التفاوضية المكونة من ستة بلدان (اللجنة السداسية)
• عبر المفاوضون الأمريكيون عن ثقتهم الحذرة إزاء الحصول في نهاية الأمر على إجابة واضحة من بيونغ يانغ حول جانبين رئيسيين يتعلقان ببرنامجها النووي، هما:
* عدد الأسلحة النووية التي تملكها باعتبارها تستطيع تخصيب اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي.
* المساعدات النووية التي قدمتها للبلدان الأخرى وعلى وجه الخصوص سوريا.
* ما زالت كوريا الشمالية تنكر أنها قدمت مساعدة نووية للحكومة السورية الحالية مع أن كوريا الشمالية لم تنكر دعمها في المجالات العسكرية التقليدية.
* المجتمع الدولي ما زال مختلفاً حول المدى الكامل للمساعدات العسكرية التي قدمتها بيونغ يانغ لدمشق خلال السنوات الأخيرة.
* قال أحد المسؤولين الأمريكيين في لجنة مفاوضات الأطراف الستة بأن مسألة دمشق هي التي تحتاج حقيقة إلى الدفع باتجاهها وهي الوحيدة التي لم تستطع حتى الآن إحراز أي تقدم فيها.
* الضربة الصاروخية الإسرائيلية داخل سوريا في أيلول 2007م الماضي لفتت الانتباه الدولي حول المساعدة النووية المحتملة بواسطة كوريا الشمالية، وقد رفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على الغارة، ونفت دمشق أنها تحاول تطوير القدرة النووية لا للأغراض المدنية ولا العسكرية.
* عدد من الخبراء الأمريكيين والأوروبيين المختصين في مجال المخابرات يعتقدون بأن إسرائيل قد دمرت مفاعلاً نووياً في طور البداية كانت سوريا تقوم بتطويره بمساعدة كوريا الشمالية، وقال هؤلاء الخبراء بأن الأقمار الصناعية قد اكتشفت العاملين الكوريين الشماليين وهم يظهرون بشكل منظم في الموقع الموجود في منطقة الفرات.
* الصور التي أخذت للمنشأة أوضحت بأن أبعادها وهيكلها يحمل تمثلات وتشابهات عديدة مع مفاعل بيونغ يانغ النووي الذي تقوم كوريا الشمالية حالياً بتعطيله عن العمل كجزء من اتفاق نزع السلاح الذي توصلت إليه مع أمريكا.
* أوضحت صور الأقمار الصناعية الأمريكية بلدوزراً سورياً وهو يقوم بتنظيف الموقع في الأيام التي أعقبت الغارة الإسرائيلية، وقد اعتبر بعض خبراء مكافحة التسلح بأن دمشق تسعى إلى إزالة الموقع.
* تحدث دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى مختص بشؤون الشرق الأوسط بأنه استعرض المعلومات الاستخبارية حول الضربة الإسرائيلية فقد توصل إلى أرضية مشتركة لوجود تعاون بين سوريا وكوريا الشمالية حول التطوير النووي.
* البحث عن توضيح لأنشطة كوريا الشمالية داخل سوريا يظل العقبة الرئيسية أمام الولايات المتحدة والبلدان الأخرى التي تحاول التوصل إلى اتفاق نووي نهائي مع بيونغ يانغ.
* ليست لسوريا ولا لإسرائيل أي رغبة في تقديم المعلومات لوكالة الطاقة الذرية العالمية حول الموقع الذي استهدفه الإسرائيليون داخل سوريا.
* داخل الحكومة الأمريكية ما تزال المعلومات حول الإجراء العسكري الإسرائيلي تخضع للتكتم التام ويفرض عليها القيود المشددة بواسطة عدد قليل من كبار المسؤولين.
* النتيجة الحالية تتمثل في وجود افتقار للإجماع بين البلدان الخمسة التي تتفاوض مع كوريا الشمالية، فالبعض يعتقد بأن ما تردد وقيل حول سوريا هو أمر خطير ونووي ولكن لا يوجد قبول شامل إزاء الموافقة على ذلك.
* ماذا وراء الكواليس:
سبق أن نشر الصحفي الأمريكي سيمور هيرش تقريراً أكد فيه على أن سوريا تسعى إلى بناء القدرات الصاروخية وليس النووية، أما جاي سولومون فقد أكد على أن سوريا تسعى إلى بناء القدرات النووية، ومشكلة سولومون تتمثل في أنه:
• لم ينف ما أكد عليه سيمور هيرش.
• أكد على أن لجنة المفاوضات السداسية مع كوريا الشمالية يقودها الأمريكيون.
• كشف أن صقور الإدارة الأمريكية يريدون من كوريا أن تقول بأنها قدمت المساعدات لسوريا.
تقول تعليقات المحلل الأمريكي جوشوا لانديز الخبير في الشؤون السورية، بأن كوريا الشمالية ملزمة بالتفاوض حول معطيات أنشطتها النووية ضمن اللجنة السداسية، ولا يوجد أي شيء يلزمها بأن تتطرق إلى تعاونها في الأسلحة التقليدية والصاروخية مع البلدان الأخرى.
كذلك ليس من حق اللجنة السداسية التطرق إلى أي موضوع خارج إطار التفاوض حول الأنشطة النووية الكورية. وتقول التكهنات بأن الأمريكيين يريدون الضغط على كوريا الشمالية من أجل:
• الحصول على معلومات حول أي سابقة لتعاون نووي سوري – كوري شمالي، وهو أمر ضعيف الاحتمال.
• الحصول على معلومات حول التعاون الصاروخي السوري – الكوري الشمالي، وذلك من أجل تعزيز قدرة الأمريكيين في التعرف على القدرات الصاروخية السورية.
محاولة أن يقوم المفاوضون الأمريكيون باستغلال الضغط على كوريا الشمالية حول مزاعم تعاونها النووي مع سوريا من أجل تحقيق هدف غير مباشر هو الحصول على معلومات حول القدرات الصاروخية السورية، هي محاولة سبق أن لمح إليها السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون عندما قال:
• إن تقديم التكنولوجيا الصاروخية المتطورة إلى سوريا وإيران يمثل أمراً خطيراً تماماً مثله مثل تقديم التكنولوجيا النووية.
• يجب الربط بين مزاعم التعاون النووي السوري – الكوري الشمالي ومزاعم التعاون الصاروخي السوري – الكوري الشمالي ضمن ملف واحد في الأجندة الأمريكية المدرجة في مفاوضات اللجنة السداسية بشأن الملف النووي الكوري الشمالي.
الجهود الأمريكية لاستخدام الدبلوماسية في استهداف سوريا لا تنحصر فقط في مزاعم وجود تعاون نووي سوري – كوري شمالي وإنما تمتد لمجالات أخرى متعددة وتقول المعلومات بأن الرئيس بوش قد شدد على ضرورة أن تهتم أمريكا ببرامج بيونغ يانغ الصاروخية البالستية والكيميائية والبيولوجية، وما قد يترتب على ذلك لجهة التأكيد على صلة القدرات الصاروخية وطبيعة الرؤوس الحربية التقليدية وغير التقليدية التي تحملها.
مفاوضات اللجنة السداسية لن يتركها الأمريكيون والإسرائيليون لكي تصل إلى حل تفاض مع كوريا الشمالية وذلك لأن محاولة بناء ملف سوري للتسلح الغير تقليدي هو أكثر أهمية للأمريكيين والإسرائيليين من مجرد القيام بنزع أسلحة بيونغ يانغ النووية.