الغبــــــاء و الإستحمـــار .. 2 !!

كما توقعت مسبقاً و كما حصل قبل عامين مع نفس المقال .. جاءت ردود بعض السادة القراء لتعبر عن كل كلمة كتبتها في الجزء الأول من المقال عن طريقة تفكير بعض العرب و المسلمين و طريقة تعاملهم مع الأخر .. و كالعادة لم يناقشني أحد في أي كلمة كتبتها .. لم يقرأ أحداً منهم مقدمة المقال ولم يحاول أن يبذل أدنى مجهود ذهني و يفكر في ما تعنيه وما يربطها بالمقال .. الكل كلف نفسه عناء الكتابة و الرد على المقال ليشتم ويسب الكاتب فقط .. و لا أدري في أي جزء من المقال قد يفهم أي كائن حي يعرف القراءة أنني أسأت للإسلام أو النبي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم .. و يتأكد لي مجدداً أننا قد أنهينا عصر الغباء و الحمد لله دخلنا عصر الإستحمار.. و أنه لا داعي من التوجيه ولا إسداء النصيحة حتى .. فأنا و غيري .. نؤذن في مالطة.

لمن لا يعرف ديانتي ( أستغرب كيف لم يعرفوا ديانتي إن كان أحدهم قرأ المقال أصلاً ) فأنا مسلم و موحد بالله الذي لا إله إلا هو .. و لا أدري ماعلاقة ديانتي بتوجيه النصيحة .. وهل المسلم لا يتقبل النصيحة من غير المسلمين ؟.. يعني مثلاً لو تاه أحد العرب المسلمين في شوارع الصين و هو يبحث عن عنوان مسجد ما .. أنه لن يسأل شخص صيني بوذي ليرشده على الطريق ؟.. ماعلاقة الديانة بتوجيه المعلومة حتى تسألني عن ديانتي لتقرر إن كنت تقبلها او ترفضها و تسبني في النهاية كالعادة.

و مع ذلك لن أتبع ذلك الخيط الواهن في الحوار .. و سأدخل لما أردت كتابته لباقي القراء الذين يؤمنون بأن الله تعالى جل شأنه لم ينسى أن يخلق لنا عقل في لب الرأس ... و أننا معشر البشر قد كرمنا الله على سائر المخلوقات بالعقل .. و لذا وجب علينا طاعة الله في إستخدام هذا العقل كما أمرنا سبحانه و تعالى .

فيما يتعلق بردة الفعل على الرسوم المسيئة التي إبتدعها الغرب ليثير عاطفة العرب و المسلمين و ذلك لجرهم لحرب إعلامية دولية مفتوحة لهم فيها الغلبة .. في محاولة منهم لإظهار صورة الإسلام على انه دين معادي للأخر و أنه دين لا يسمح بالحريات و هذه الإسطوانة المشروخة .

في هذا الصدد نقول أن هذا الإدعاء المتعلق بالسماح بالحريات مردود عليه بالنص القرآني الذي هو كتاب المسلمين المقدس (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف-29.. و قال ( لكم دينكم و لي دين ) الكافرون-6 .. و في هاتين الآيتين تتجلى أعظم صور الحريات .. بل و ممارسة ما يخالف الدين الإسلامي نفسه إن أراد الإنسان ذلك .. وله مطلق الحرية في أن يعتقد ما يشاء ..و لو أن الإسلام دين يصادر الحريات و لا يتعاطى مع الأخر ماكان سمح لأحد أن يبقى غير مسلم في دولة الإسلام على مر العصور.. و ماكان دفع صلاح الدين الأيوبي سلطان المسلمين من ماله الخاص الجزية عن غير المسلمين لضيق حالهم و كان الأولى به أن يرغمهم على الدخول في الإسلام لكنه لم يفعل.. و نرى أن مصر التي بها أعلى مؤسسة تعليمية إرشادية إسلامية في العالم ( الأزهر الشريف ) نفس مصر بها مقر باباوية البطريركية الكرازة المرقسية في مصر و سائر بلاد المهجر بالرغم من أنها بلد إسلامي .. بل والأكبر من ذلك أن المملكة العربية السعودية التي تمثل الرمز الأكبر للدين الإسلامي في العالم - لما بها من مقدسات إسلامية- تحوي بين أبنائها المسلمين ملايين من المسيحيين و البوذيين و اليهود وعبدة الخشب .. و مع كل ذلك لا يستطيع مسلم أن يعيش في دولة الفاتيكان التي هي رمز المسيحية في العالم .. ولا يستطيع مسلم أن يحصل على الجنسية الإسرائيلية – إسرائيل هي رمز اليهودية في العالم - جنسية كاملة أي يتساوى مع اليهودي في الحقوق و الواجبات .. أي أن الإسلام يمنح الحرية في أخطر المسائل و أكبرها على الإطلاق و هي العقيدة .. في حين أن الغرب نفسه يصادر تلك الحرية .. فهل بعد ذلك نقول أن الإسلام معادي للحريات ؟؟ الحمد لله أننا مازلنا بعقولنا و لن نقولها أبداً .

أما ما صدر من المسلمين في العالم ( برغم إختلافي الكامل معه ) إلا أنه أمر طبيعي على ما بدر من الغرب .. لأن الغرب لم يستخدم حرية التعبير حينما نشر هذه البذاءات .. و إنما إستخدم الهمجية و البدائية و الأمية إن صح التعبير .. إن جاءني شخص غير مسلم – و هذا يحدث معي كثيرا – و قد سمع شيئاً مغلوطاً عن الإسلام ليحاورني فيما سمع و يحاول أن يعرف الحقيقة بإسلوب إنساني متحضر حتى و إن كان ما جاءني فيه على النقيض من إيمانه هو .. أحاوره بكل عقل و هدوء و أوضح له حقيقة الإسلام مما سمع و أترك له الحكم في النهاية .. وهذا ما يُعرف بالحرية و إحترام الأخر .. لكن أن يأتيني ساخراً من ديني و رسولي و ربي و يطلب مني أن أكون متحضراً معه .. هنا أقول له عذراً .. أنت لم تسمع عن الحريات ولا عن إحترام الأخر .. فلا تطالبني بهما .. و إن أنت بدأت بالهمجية فتقبل ردة فعلي كما هي مهما بلغت .

أسأل دعاة إحترام حرية التعبير في الغرب .. هل محرقة اليهود أمر مقدس لدرجة أن التعرض لها يؤدي لدخول السجن في حين عقيدة بليون و نصف البليون شخص ليست على نفس الدرجة من القداسة ؟؟ هل الفعل البشري مقدس قداسة أكبر من الإيمان الروحاني والعقائدي ؟؟ هل هدم تماثيل بوذا أكثر قداسة من التعرض لشخص نبي مقدس عند ربع سكان الأرض حتى ينتفض العالم للأولى و يعتبر الثانية حرية تعبير؟ هل التعرض لسياسة الصهاينة في محارقهم في غزة أكثر قداسة من التعرض لقدوة كافة المسلمين حتى يعاقب مَن تعرض لتلك السياسات للطرد من منصبه كما حدث مؤخراً في فرنسا ؟؟ بأي مكيال تكيلون يا دعاة الحرية .. بل إسمحوا لي ان أقول لكم بأنكم دعاة للهمجية و لسياسة البقاء للأقوى كما تنص شريعة الغاب.

و أقول لكم .. إذا كنتم أنتم تخاطبون الرب بإسلوب دنيوي ساذج يفتقر للإحترام كأن تسخروا منه أو تمازحوه و تشربوا الخمر في صحته .. او تتهجمون عليه في ساعات الغضب .. نظراً لإيمانكم بأن الرب كان بشراً يمشي على الأرض يأكل و يشرب و ينام مثل سائر البشر .. إن كان هذا اسلوبكم مع ربكم فأقول لكم نحن المسلمون نؤمن بأن الله تعالى أكبر من كل شئ فهو الذي خلق كل شئ .. و لذلك حينما نخاطب ربنا لابد لنا من التطهر من قذارة الدنيا فعلاً و قولاً حتى نكون على مستوى الخطاب .. كتاب القرأن الكريم الذي يحوي كلام الله لا يمسه إلا المطهرون .. حينما نذكر نبينا الكريم لابد و أن نكون أكثر تأدباً و ان نكون مهذبين مع أنفسنا و مع سيرته العطرة التي أخرجت البشرية من الظلمات إلى النور .. لابد و أن نحترم نبي الله من فرط حبنا و إحترامنا لله .. و هذا ما يفرض علينا إلتزام الأدب حين الحديث عن أي نبي من أنبياء الله و رسله سلام الله عليهم جميعاً .. نحن لا نذكر إسم أي نبي من دون لقب نبجله به و نرتفع به عن مستوى البشر العاديين .. و أعتقد أن هذا هو الفرق بين المسلم و غير المسلم في فهمه لدينه و رسوله و ربه .. و بالتالي لابد ان يختلف رد فعل المسلم عن غيره إذا ما تعرض أحد لمقدساته .. قبل أن تلوم المسلم على ردة فعله إنظر لنفسك أولاً لترى ما اقترفت من فعل تجاه هذا المسلم أوجب عليه أن يفعل أي شئ لحفظ مقدساته من تهجمك الأعمى هذا .. لا تكن همجياً و تطلب من المسلم ان يكون متحضراً معك .

أما جماعة التهجم الجديدة و التي تنطق العربية و تقبض بالدولار و التي ركبت أمواج العداء للإسلام من أجل الحصول على جنسية أو إقامة دائمة في إحدى بلاد تصدير الحريات التي تقتل كل البشر خارج حدودها بدعوى نشر الحريات و الديمقراطيات .. أقول لهم عيب عليكم .. التاريخ يذكر لنا ان اول من يتخلص منهم الغازي هم العملاء و خونة بلادهم و ذويهم .. لأنه يعلم جيداً انك ان بعت ذويك بالمال اليوم فسوف تبيعه هو غداً بالمجان .. و التاريخ لا يحتفظ في ذاكرته بالحثالة .. بل ان التاريخ لا يمجد سوى العظماء و الشرفاء و المقاومين و المستبسلين في الدفاع عن أوطانهم و أهلهم و مبادئهم .. أما الخونة و العملاء فليس لهم سوى حافظة نفايات التاريخ التي تضم المستبدين و الظالمين .. إختاروا مكانكم اليوم حتى يعرفكم أبنائكم و احفادكم في المستقبل و انتم أصحاب الإختيار في ان تلبسوهم ثوب المجد او ثوب الخزي .. إنظروا للماضي القريب لتروا ماذا فعلت حاضنتكم أمريكا مع شاه إيران و مع صدام حسين و مع إيران نفسها اليوم بعدما كانت حليفة و مصدرة للسلاح للعراق و ايران في آن واحد في حربهما الضروس .. إنظروا لأمريكا في تبريرها لإدعائها الكاذب لغزو العراق عن الأسلحة .. كيف بررته .. ألم تلصقه بعميلها المخلص أحمد الجلبي و قالت ان معلوماته كانت مضلله .. لتلقى عارها التاريخي على أحد عملائها الذي لا يساوي في مقدارها دولاراً واحداً ؟ ثم ألم تفضح نفس الولايات المتحدة الأمريكية هذه عملائها من العرب في قائمة الواشنطن بوست منتصف السبعينيات من ملوك و رؤساء دول عربية ؟؟ ألم تلقي امريكا بالمعارضة الليبية في المراحيض بعد أن سلم القذافي برنامجه النووي و تصالح معها ؟ أعتقد ان هذه الأمثلة و غيرها الكثير تجعلكم تفكرون ألف مرة قبل أن تبيعوا أنفسكم لشيطان الحريات الجديدة.

و أقول لبعض مقدمي البرامج الحوارية ذائعة الصيت أمثال الدكتور فيصل القاسم .. لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين .. و مع انك على درجة عالية من الثقافة و النضوج الفكري .. و مع علمك المسبق بمن تسمى وفاء سلطان و التي لن اتطرق هنا للحديث عنها لأنها أقل من أن أضيع وقتي في الكتابة عنها .. اقول برغم علمك بتوجهاتها و اسلوبها المستفز المبني على جهل محدق بتفسير القرآن ..إلا إنك قمت بإستضافتها المرة تلو المرة .. و هذه المرة الأخيرة ليس لك فيها عذراً بأن تفرض على جمهورك هذه الكتلة من النفعية و الجهل و الحقد لتلوث أسماعنا بما فهمته هي من القرآن الكريم بعد الغرق في مستنقع الجهل و المصلحة الخاصة .. مع أنها لم تغير حرفاً واحداً مما ذكرته في الحلقتين السابقتين .. هي هي الآيات نفسها التي تكررها و تصر على أن توضح للمشاهد بأنها تجهل تفسير القرآن في تفسيرها و مفهموما للأيتين الكريمتين .. يا دكتور فيصل .. انت لم تعد ملك نفسك .. انت أصبحت شخصية عامة و برنامجك يقوم بجزء من عملية التوجيه للمواطن العربي .. أرجو أن ترتقي بمستوى ضيوفك و أن تنأى بنفسك عن الوقوع في هكذا مهاترات من شأنها أن تضر بك أكثر من الفرقعة الإعلامية .

إسمح لي عزيزي القارئ أن أقدم في المقال القادم رأيي الشخصي في عملية الرد على تلك الرسوم و غيرها من إساءات الغرب الموجهة للدين الإسلامي و التي تتزايد يوماً بعد يوم .

ماهر ذكي

وزيرة مغربية تطالب بمنع أذان الفجر!

 
 
أحمد حموش
طالبت وزيرة مغربية بمنع أذان الفجر بمساجد المملكة بدعوى تفادي تأثيره "السلبي" على السياحة، بحسب ما نقلت عنها صحف مغربية.
وذكرت صحيفة "الأسبوع"، من أعرق الصحف المغربية، أمس الجمعة أن نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية طلبت خلال اجتماع وزاري يوم 28 مارس الأخير من وزير الأوقاف والشئون الإسلامية أحمد التوفيق "البحث عن مبرر شرعي لمنع أذان صلاة الصبح لأن ذلك يقلق راحة السائحين".
 
وبحسب الصحيفة التي يديرها شيخ الصحفيين المغربيين مصطفى العلوي "فقد تعجب أغلب الوزراء بحكومة عباس الفاسي من جرأة الوزيرة العضو بالمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا) في الوقت الذي فضل فيه آخرون التزام الصمت".
 
 
 غير أن صحيفة "لو سوار" نقلت مزيدا من التفاصيل على لسان وزير الأوقاف، حيث قال إن الوزيرة نزهة سألت وزير الأوقاف عن توقيت الأذان (وبخاصة أذان الفجر) ومدته والقواعد التقنية المتعلقة به، وذلك بعد أن لاحظت تفاوتا بين مدد الأذان بين المساجد، وخاصة في أذان الفجر الذي يطول كثيرا وهو ما اعتبرته يمثل إزعاجا للسائحين مع تكرار الأذان في هذا التوقيت المبكر جدا.
 
وأجابها وزير الأوقاف بأنه يوجد اختلاف وتفاوت بين المناطق في ضبط مستوى صوت الأذان ولا توجد ضوابط وقواعد تقنية تحدد ذلك.
 
التهليل والأذان
 
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الحكومة على ما نشرته الصحف المغربية بشأن طلب الوزيرة نزهة خلال اجتماع الحكومة والذي كان اجتماعا مغلقا، وهو ما دفعها لاتهام وزير الأوقاف بتسريب ما جرى في اللقاء بينهما، بحسب "لوسوار".
 
وبدورها انتقدت صحيفة "التجديد" ذات المرجعية الإسلامية تصريحات الوزيرة المغربية في عددها اليوم السبت معتبرة أنه لا يوجد ما يربط وزارة التنمية الاجتماعية بقضية السياحة.
 
وكتبت الصحيفة اليوم السبت: "ما الذي يقلق الوزيرة في الأذان؟ وما يضرها في أن يكون الأذان في بعض المساجد يدوم خمس دقائق وفي بعضها الآخر يستغرق ثمان دقائق أو أقل من ذلك أو أكثر؟ وهل بلغ إلى علمها أن المغاربة يوما اشتكوا من الأذان ومن تعالي صوته؟ بل وهل تملك معطيات تشير إلى أن المقيمين والسياح في الإقامات والمركبات السياحية انزعجوا أصلا من تعالي صوت الأذان؟".
 
واستطردت الصحيفة: "المشكلة أن السيدة نزهة الصقلي لا تميز بين شعيرة الأذان، وما تعارف المغاربة تاريخيا على تسميته بـ(التهليل) والذي يكون عند صلاة الفجر، ولذلك أخطأت بسب خلطها بين الأذان و(التهليل) حين قالت: إن الأذان في بعض المساجد تصل مدته إلى ساعة!!".
 
واعتبرت التجديد أن "الخلفية من تحرك الوزيرة وهو طرح مدة الأذان والضوابط التقنية التي تحدد حجم الصوت فيه للنقاش؟ وخاصة أن المغاربة على مدار أربعة عشر قرنا لم يطرحوا هذا التساؤل، بل إن الأذان كشعيرة إسلامية كان يشكل بالنسبة إليهم مرجعية للتوقيت ليس فقط الشخصي، وإنما التوقيت الإداري والتعليمي، وكان في نفس الوقت محطة للتذوق الجمالي بالنسبة إلى كل السياح الذين يزرون المغرب".
 
تكريم دنماركي
 
يأتي ذلك فيما انتقدت صحف مغربية أيضا قبول الوزيرة المغربية المشاركة في مؤتمر عن المرأة في الدنمارك لتكريمها دون مراعاة لمشاعر الغضب والاحتجاجات في العالم الإسلامي ضد إعادة نشر الصحف الدنماركية الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
 
واختارت الدنمارك -بداية شهر إبريل الحالي- الوزيرة المغربية ضمن 12 سيدة على المستوى العالمي لتكريمهن نظرا لجهودهن في "الدفاع عن حريات المرأة".
 
وعلقت على ذلك يومية "المساء" المغربية بقولها في عدد أمس الجمعة: "أبسط شيء هو أن ترفض الوزيرة العرض احتجاجا على موقف حكومة الدنمارك الرسمي المشجع لنشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم".
 
ويتوفر حزب التقدم والاشتراكية على 17 مقعدا بالبرلمان المغربي من إجمالي 325، فيما يشارك عضوان منه بالحكومة.
 
فإلى جانب الصقلي، يشغل خالد الناصري منصب وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم حكومة الفاسي؛ وهي المناصب التي منحت للحزب منذ انطلاق مشاركته الحكومية عام 1997.
 
وحزب التقدم والاشتراكية أحد أكثر المتشبثين بتحالف الكتلة الديمقراطية الذي يضم إلى جانبه كلا من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاستقلال أعضاء بالائتلاف الحاكم.
 
وقد تأسس الحزب على يد ثلة من اليساريين بقيادة اليهودي ليون سلطان عام 1943، ليخلفه بعد ذلك علي يعتة حتى وفاته المفاجئة في حادثة سير مميتة عام 1997.
 
ويرأس الحزب حاليا إسماعيل العلوي الذي فشل في الحفاظ على منصبه النيابي خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
 
وبعيد استقلال المغرب، تم حل الحزب بسبب مخالفة الشيوعية لصريح الإسلام، فاضطر قياديوه لتغيير الاسم إلى "التحرر والاشتراكية" ثم "التقدم والاشتراكية" منتصف السبعينيات من القرن الماضي.

عن صحة السيد الرئيس !


 
 
 د/ نصار عبدالله
سؤالان هامان ما زالا إلى الآن يشغلان كثيرا من الأذهان حول الشائعة التى تداولها المصريون فى شهر أغسطس الماضى عن اعتلال صحة السيد الرئيس، تلك الشائعة التى سرت وقتها مسرى النار فى الهشيم ، وأصبحت على كل لسان، حتى قبل أن ينشرها كبش الفداء: إبراهيم عيسى!!( الذى هو لأسباب كثيرة كبش فداء مناسب تماما لمثل هذه المناسبة!) ... أماالسؤال الأول فهو: من الذى ـ بادىء ذى بدء ـ أطلق تلك الشائعة التى تلقفها بعد ذلك ونشرها عدد كبير من الصحفيين قبل أن يتم اختيار واحد منهم فى النهاية لكى يقدم إلى المحاكمة كبشا .. أما السؤال الثانى( الذى قد يكون مرتبطا بالأول) فهو: ما سر ذلك الإستياء، بل ما سر ذلك الفزع والغضب الشديد الذى أبدته دوائر مصرية معينة من شائعة ما حول مرض الرئيس، رغم أن المرض فى حد ذاته ليس عارا ينتقص من قدرصاحبه ، وليس أمرا يسىء إلى مكانته ؟ ...وهل صحيح أن الحرص على البورصة المصرية هو السر فى مثل ذلك الفزع ؟؟ ....وقد قيل وقتها ـ من بين ماقيل ـ فى معرض الإجابة على السؤال الأول أن مصدر الشائعة هو السفير الأمريكى فى القاهرة ، .. أنا شخصيا لا أستبعد أن يكون الأمر كذلك بالفعل (رغم أن السفارة الأمريكية قد نفت وقتها نفيا قاطعا أن تكون لها صلة من أى نوع بالشائعة)..وأما السبب فى عدم استبعادى لمثل هذا التفسير فهو اعتقادى أن الأمريكيين يعبرون بشائعاتهم عن جانب معين من أحلامهم ، ..وفيما أتصور فإن سياسات الرئيس مبارك وإن كانت فى مجملها موضع رضاء الأمريكيين إلا أن هناك من المواقف الخارجية والداخلية ما برهن بوضوح على أنهم كثيرا ما امتعضوا منه امتعاضا لم يحرصوا على إخفائه!! ، كما أن الرئيس مبارك من جانبه ليس راضيا كل الرضا فيما أتصور عن حلفائه وأصدقائه الأمريكيين ، ..إن كلا منهما فيما أعتقد يتقبل حليفه وصديقه على مضض! ، لكنه فى أعماق نفسه يتمنى صديقا أفضل !!... وكثيرا ما بدا الأمريكيون وكأنهم يراهنون على صعود شخصيات بديلة (لقى بعضها تأييدا وترويجا من جانب عدد لا يستهان به من المصريين، من بينهم الأستاذ إبراهيم عيسى نفسه ) ، لكن أصحاب تلك الشخصيات سرعان ما واجهوا ـ وهذا طبيعى ومتوقع ـ تنكيلا شديدا من جانب النظام القائم أدى إلى اختفائهم أو بالأحرى إلى إخفائهم تماما من ساحة العمل السياسى .. فإذا ما انتقلنا إلى السؤال الثانى عن سر الإستياء أو الفزع الشديد من تلك الشائعة الذى بلغ حد تقديم صحفى إلى المحاكمة بحجة أنه روج لشائعة أدت إلى هبوط أسعار البورصة ( الغريب أن البورصة المصرية التى يتباكون عليها قد تعرضت فى السنوات المصرية إلى تلاعبات من المضاربين الذين جنوا بغير شك مليارات الدولارات على حساب المستثمرين الصغار وعلى حساب السوق المالية بأكملها دون أن يتحرك أحد، ودون أن يتقدم أحد ببلاغ واحد إلى النيابة!! ) .. إذا ما انتقلنا إلى السؤال الثانى لوجدنا أن هناك كثيرا من الإجابات التى طرحت فى حينها، والتى حاولت أن تفسر لنا سر ذلك الغضب الغريب، ومن أهمها تلك الإجابة التى تقول بأن مثل هذه الشائعة تحاول أن تحرج النظام القائم وأن تضغط عليه فى اتجاه تعيين نائب لرئيس الجمهورية ، أو أنها تحاول أن تدفعه إلى التعجيل بنقل موقع الرئاسة إلى من هو أكثر شبابا، !! فى الوقت الذى مازال فيه النظام القائم يرفض النقل الإضطرارى لسلطة الرئاسة ، ويرى أن انتقال مثل هذا الموقع لم تنضج ظروفه الموضوعية بعد وأنه ما زال أمرا محفوفا بالمخاطر!! ، وربما كان فى مثل هذه الإجابة شىء ما من الحقيقة، غير أنى أحب أن أضيف سببا آخر يتعلق بالسيكولوجية المصرية ، سواء كانت سيكولوجية للحاكم أو للمحكوم ، وهذا السبب يكمن فى التطيّر .. فالمواطن المصرى .. والمواطن العربى عموما ..ما زال يحمل وجدانا متطيرا، أو قابلا للتطير!! .. أعنى أنه كثيرا ما يرى فى شىء ما نذير فأل سىء ، وأعتقد أن من يعنيهم الأمر فى هذه الشائعة والذين لا يتمثلون بالقطع فى الرئيس مبارك وحده ، أعتقد أن من يعنيهم الأمر قد تطيــّروا تطيـّرا شديدا .. وكان لا بد أن يفرغوا تطـّيرهم فى شخص ملموس .. فبادروا إلى تقديم بلاغ فى واحد من الصحفيين تم اختياره بعناية شديدة ... وهكذا فإذا بالكاتب الموهوب: "إبراهيم عيسى"، وقد أصبح
"إبراهيم الكبش"!!
 

الرياضيات الأحتلالية والرياضيات التحليلية.. ألغاز الأرقام في العراق المحتل !

علي الكاش - كاتب ومفكر عراقي
يحكى أن الرئيس بوش وبرفقته رئيس الوزراء السابق بلير لعنهما الله جلسا معا في مؤتمر صحفي، وهمس بوش في إذن بلير بأنه سيعمل مزحة، فصرح للصحفيين بأنه الحرب القادمة للولايات المتحدة سيموت فيها مليون جندي وطبيب واحد، وتساءل الصحفيون بعجب لماذا يموت طبيب واحد؟ عندئذ قال بوش لبلير: ألم أقول لك بأنهم سيهملون المليون جندي ويهتمون بالطبيب الواحد!
 
واعتقد أن هذه الطريفةة السمجة حري بأن تأخذ قسطاً وافرا من تفكير العراقيين حيث أصبحت لغة الملايين هي السائدة منذ الاحتلال ولغاية غروبه بأذن الله، لغة الملايين في العراق تختلف اصطلاحا ومفهوما عما هي عليه في بقية الأمم، إنها لا تتحدث عن ملايين النقود أو ملايين الزهور والكتب والسلع والطوائف والقوميات والأجناس وغيرها مما يحسب بالملايين، إنها بشكل مختصر تتحدث عن ملايين المآسي والجرائم والسرقات والقنابل التي سقطت على ممتلكات الشعب العراقي و رؤوس أبنائه بلا هوادة أو وازع ضمير.
 
حديث الملايين ذو سقطات قتلة وآلام موجعة وشجون مدمرة ودموع لا يمكن أن تكفكف لأنها نتيجة قتل وتخريب وحرائق وتدمير، إنها محصلة فوضى غير خلاقة جلبتها قوات الاحتلال من آخر العالم لتزرعها شتلة شائكة في العراق.
 
ولنلقي نظرة عن مفهوم المليون ألاحتلالي في العراق وفق احدث النظريات المعاصرة، فقد كشفت مركز استطلاعات الرأي(ORB) في لندن بأن حصيلة العراق منذ الاحتلال تجاوز المليون قتيل جراء أعمال العنف! وحسب ما ذكره المعهد فأن 17% من العراقيين فقدوا عضوا من عوائلهم نتيجة أعمال العنف منذ عام 2003، وهذا يعني أن حوالي (1) مليون عراقي قد قتلوا خلال ارع سنوات.ويتحدث المحلل السياسي روبرت فيسك بأن عدد الضحايا العراقيين يقترب من الضحايا المدنيين في الحرب العالمية الثانية، فإنه وحتى لو اعتمدنا الإحصاءات الرسمية وبحدها الأدنى، نجد أن الرقم يتراوح بين350 ألف إلى مليون ضحية " وللمقارنة فقط علينا أن نتذكر أن ضحايا القصف الألماني لبريطانيا خلال سنوات الحرب بلغ 6000 ضحية في لندن(و 60،595) ضحية في بريطانيا خلال خمس سنوات 1940 ـ 1945، مقابل(80،182) جريح وهذا يظهر أن ضحايا المدنيين في العراق قد تجاوز ما قدمه الغرب من ضحايا خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، وإذا ما قارنا ذلك بإحصائية أخرى، نجد الأرقام مخيفة، حيث أن الضحايا المدنيين في العراق قد تجاوز 6 إلى 7 أضعاف، الهجوم الذري الأمريكي على اليابان".
  
ورغم هول الرقم فقد مر بدون جاذبية كما مرت مليون بوش في مزاحه دون أن تلفت إليها أنظار الحكومة العراقية ومجلس النواب، هذا أمر طبيعي وغير مستغرب، ودون أن تثير فتنة المراجع الدينية بكل طوائفها ودون أن تثير الشعب العراقي نفسه وهذا أمر شاذ وغير طبيعي في كل لغات العالم وقيمها.
 
مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والنقابات المهنية تعاملت مع الخبر الصاعق كما تعاملت مع ملايين بوش، لم نسمع أصوات الاحتجاج والاستنكار من أي كان اللهم إلا بعض الأقلام الشريفة التي هزها هذا الرقم المخيف وأثار نخوتها فانعكس على بضعة مقالات لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة، لم نسمع وقع الحدث في خطب وعاظ السلاطين على منابرهم البريئة منهم والتي سبق أن صدحوا فيها بخطاباتهم الطائفية والتحريضية الرنانة التي فقست الفتنة الطائفية.
 
الجماهير غريبة في تصرفها وتثير الكثير من المخاوف والشكوك لقلة وعيها وسذاجة ردود أفعالها، ففي الوقت التي ذهبت بحجمها المليوني إلى كربلاء مشياً على ألأقدام معزية نفسها بذكرى موت سيد شباب الجنة ألإمام الحسين (ع)، لم تساعدها أقدامها على المشي ساعة واحدة في تظاهرة شعبية احتجاجية لتعزي نفسها بوطنها بلد المليون شهيد، أو تستلهم الدروس الرائعة من مأساة الإمام الشهيد وتطبقه على حاضرها المؤلم! إنها ترفض الظلم الذي وقع منذ حوالي(1330) عام ولكنها لا ترفض الظلم الذي يقع عليها في الوقت الحاضر! تلعن القوى العربية والمسلمة التي قاتلت الأمام وقتلته لكنها لا تلعن قوى الاحتلال الأجنبية والصهاينة الذين يسمونها العذاب كل دقيقة! تحيي ثورة الحسين وترفض الثورة على الاحتلال! تطلب الثأر من الجناة الأموات وتغض النظر عن الجناة الأحياء! تبكي على أهل الحسين(ع) من النساء والسبايا وتسكت عن السبايا العراقيات اللواتي يغتصبن على أيدي قوات الاحتلال وأذنابه من رجال الشرطة، كأنما سبايانا ليست حفيدات نساء الحسين(ع)! ما يصدق على المراجع الشيعية يصدق على المراجع الدينية من السنة والمسيحيين وبقية الطوائف فقد ألجمت قوات الاحتلال ألسنتهم فأصبحوا شياطين مردة وليس رجال دين! أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس؟ علام تثيرهم حالات فردية ولا تثيرهم حالات مليونية؟ فأي رجال دين هؤلاء؟ وأي عصبة شدت على أعينهم لتمنع عنهم وضوح الرؤيا؟
 
رجال السياسة في العراق ورؤساء الكتل السياسية بمختلف أطيافها وأطيانها الموحلة عافت نفوسها الموغلة في العمالة الخبر كما تعاف العين منظر النجاسة، وكأنما هي في تنافس محموم مع الجزائر التي احتكرت لقب " بلد المليون شهيد" فقرروا بهمة وعزيمة أن يكون العراق أيضا بلد المليون شهيد"! أليس كلا البلدين عربي ومسلم ليكن احدهما في غرب الوطن العربي والثاني في شرق الوطن العرب وبذلك تكتمل حدود ملايين الشهداء!
 
الصفر في العراق وفق منطوق الرياضيات الأحتلالية ليست له قيمة بغض النظر عن موقعه، فأن كانت الرياضيات التحليلية تنفي قيمته بوقوعه يسار أي رقم، وتضاعف قيمته بوقوعه يمين أي رقم، فأن هذه النظرية غير ذات قيمة حاليا حيث أن(1000000=0000001) لذلك تمر الملاين بسهولة كما يمر البعير في خرم إبرة!
 
ولننظر إلى تطبيقات هذه النظرية عسى أن نتمكن من إثباتها بالمنطق لمن غفي داخل الصف أو تغافل عن قصد أو بدون قصد، وسنستثني من اللوم والتقريع حكومتنا ومجلس النواب المنتخبين فالأمر خارج نطاق مسئوليتهما الوطنية والأخلاقية والدينية سيما أنهم قد حجوا أخيرا بشكل جماعي وبتأديتهم هذه الفريضة فأنهم طهروا أنفسهم من كل الذنوب والكبائر السابقة واللاحقة، ولكننا هذه المرة سنوجه لومنا إلى شعبنا الكريم وليعذرنا على جرأتنا فوقت المجاملات انتهى بلا رجعة وكذلك إلى رجال الدين نستميحهم عذرا لأن تعاليم الأرض لا تلغي تعاليم السماء! والأصول احكم من الفروع وان مواقفهم طفحت بالمهازل والمهانة والتخاذل! وكذلك ومؤسسات المجتمع المدني التي لم تكشف لنا لحد الآن أوجه نشاطاتها ولو نشاط واحد تدرع نفسها به ضد النقد الموجه لها!
 
تشير الإحصائيات الدولية إلى وجود (4) مليون عراقي لاجئ نصفهم داخل العراق والنصف الآخر خارج العراق، وهو أعلى رقم تجاوز عدد اللاجئين الفلسطينيين في نكبة عام 1948.
 
ذكرت منظمة الشفافية العالمية - وهي ليست لها علاقة بشفافية رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري- بأن العراق في المرتبة الثالثة في مستوى الفساد المالي والإداري، حيث تجاوزت قيمة الفساد(18) مليار دولار منذ الغزو اللعين.
 
وتشير إحصائية وزارة التخطيط العراقية الصادرة في مايس 2007 بأن هناك(9) ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر.
 
كما تشير نفس الإحصائيات إلى أن نسبة البطالة في العراق بلغت 60% من مجموع اليد العاملة العراقية، بما يعني (1) مليون عاطل.
 
كشفت هيئة النزاهة العراقية في 15-12-2007، عن وجود خمسة ملايين طفل عراقي يتيم حسب الإحصائيات الحكومية، وهي تتناسب مع إحصائيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في نيسان 2007 التي أشارت إلى وجود 4-5 ملايين يتيم في العراق. كما أن مكتب المنسق الإنساني للأمم المتحدة ذكر في تقريره في نيسان 2007 بأن (400) طفل يصبح يتيما كل يوم في بغداد وحدها بسبب أعمال العنف.
 
بالرغم من توجه(6) مليون طالب هذا العام للمدارس حسب إحصائيات وزارة التربية العراقية، إلا أن نصفهم أي حوالي(3) مليون يتسرب من الدراسة!
 
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية بأن عدد الأرامل والمطلقات في العراق بلغ(2) مليون امرأة.
 
بلغ عدد الأطفال المعوقين في العراق وفقا لإحصائيات المنظمة نفسها(900) ألف معوق!
 
قدرت منظمة(IR) بأن أكثر من 60% من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر، أي حوالي(13) مليون عراقي.
 
تشير إحصائيات الأمم المتحدة بأن 70%من العراقيين لا يحصلون على مياه صالحة للشرب أي حوالي(17) مليون عراقي.
 
ناهيك عن الكثير من الملايين الأخرى سواء تلك المتعلقة بملايين القنابل التي أمطرها الأمريكان على رؤوس العراقيين، أو ملايين الدولارات التي سرقت ونهبت أو حولت إلى أهالي المسئولين خارج العراق، وملايين البراميل التي سرقت من نفطنا على أيدي الميليشيات والعصابات الإجرامية والملايين من حبوب الهلوسة والمخدرات المعلبات الفاسدة التي دخلت العراق عبر تسهيلات حكومية وملايين أخرى لا حصر لها في عراقنا الجديد.
 
أظن أن الفرق أصبح واضحا بين الرياضيات التحليلية والرياضيات الأحتلالية أما الذي ما يزال مصراً على عدم فهمه الفرق متذرعا بشتى الأسباب فليس لنا سوى أن نردد المثل القائل " لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة فقد أعيت من يداويها".
 

ابحث لى ولك عن عنوان بقلم:خليل حسن !


1- أن تضيء شمعة صغيرة خير لك من أن تنفق عمرك تلعن الظلام
2- لا يحزنك إنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد
3- كلما ازدادت ثقافة المرء ازداد بؤسه
4- سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز
5- إن بيتا يخلو من كتاب هو بيت بلا روح
6- ليس القوي من يكسب الحرب دائما وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما
7- الألقاب ليست سوى وسام للحمقى والرجال العظام ليسوا بحاجة لغير اسمهم
8- من يحب الشجرة يحب أغصانها
9- نحن لا نحصل على السلام بالحرب وإنما بالتفاهم
10-إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان قيمة
11- ليست السعادة في أن تعمل دائما ماتريد بل في أن تريد ما تعمله
12- إن أسوأ ما يصيب الإنسان أن يكون بلا عمل أو حب
13- الحياء جمال في المرأة وفضيلة في الرجل
14- صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
15-الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
16- الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف
17- لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
18- من قنع من الدنيا باليسير هان عليه كل عسير
19- الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب
20- إذا ازداد الغرور..نقص السرور
21- الضمير المطمئن خير وسادة للراحة
22- من يزرع المعروف يحصد الشكر
23- البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
24-العمر هو الشئ الوحيد الذي كلما زاد نقص
25- القلوب أوعية والشفاه أقفالها والألسن مفاتيحها فليحفظ كل إنسان مفتاح سره

اصابة مساعد الوزير الاسرائيلي افي ديختر شرق خانيونس.. الوزير انبطح على الارض فنجا !

اتهمت مواقع عبرية مجموعة جيش الامة - باعتبارها مجموعة قريبة من منظمة القاعدة حسب مصادر في غزة - من توجيه نيرانها باتجاه موكب الوزير الاسرائيلي افي ديختر لدى قيامه بجولة قرب مستوطنة نير عام شرق خانيونس وسط قطاع غزة .
و أعلنت أربعة فصائل فلسطينية صباح اليوم الجمعة مسؤوليتها عن إصابة مساعد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أفي ديختر بجراح بالقرب من مستوطنة نير عام.

وأكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام مسؤولية كتائب القسام وحماة الأقصى المشتركة عن إصابة مساعد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي.

كما تبنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وجيش الأمة " بيت المقدس" مسؤوليتهما المشتركة عن قنص مساعد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي.

واعترفت اسرائيل بالعملية وقالت " اصيب مساعد وزير الامن الداخلي الاسرائيلي افي ديختر بجراح ما بين الخفيفة والمتوسطة جراء اطلاق الفلسطينين النار باتجاه موكب الوزير خلال زيارة قام بها لتلة " نزميت " بالقرب من كيبوتس نير عام شرق خان يونس .
واضافت المصادر الاسرائيلية ان الفلسطينين اطلقوا النار باتجاه حاشية ديختر ما ادى الى اصابة مساعده " ماتي غيل 30 عاما " بجراح متوسطة فيا استلقى الوزير الذي لم يصب على الارض تحاشيا لصليات النيران التي اطلقها فلسطيني باتجاه برج المراقبة في المنطقة .
وقال الوزير ديختر تعقيبا على العملية بان قوات الجيش تصرفت بشكل ممتاز وردت سريعا على مصادر النيران حتى اسكتتها ومن ثم تم استعداء سيارات الاسعاف التي نقلت مساعده الى مستشفى .
وقالت وكالة الانباء الفرنسية انه أصيب مدير مكتب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي افي ديختر بجروح طفيفة الجمعة 4-4-2008 على مشارف قطاع غزة برصاص سلاح آلي أطلق من القطاع، بحسب أجهزة الإغاثة الإسرائيلية.

وأصيب ماتي جيل في الخصر حين كان يزور "كيبوتز نير ام" المحاذي لشمال قطاع غزة، حسب المصدر ذاته، وتم نقله إلى مستشفى إسرائيلي في عسقلان في جنوب إسرائيل.

وكان ديختر يرافق وفدا من يهود أمريكا الشمالية قدموا للتعبير عن تضامنهم مع سكان بلدات إسرائيلية قريبة من حدود قطاع غزة تتعرض بانتظام لإطلاق قذائف فلسطينية.

وقال الشاهد موشي رونين للإذاعة الإسرائيلية "كنا مع ديشتر وكان يشرح لنا المشاكل التي تطرحها عمليات إطلاق القذائف حين حدث إطلاق نار فجأة وأصيب ماتي"، وأضاف "ودخل الجنود الإسرائيليون أثر ذلك قطاع غزة".

وأكد الجيش أن "مدنيا" إسرائيليا أصيب بجروح طفيفة في إطلاق نار من قطاع غزة وتم نقله إلى المستشفى، وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية دخول جنود إسرائيليين الأراضي الفلسطينية أثر إطلاق النار بحثا عن منفذيه، ولم يتم تبني إطلاق النار هذا على الفور.

أول مجندة عربية مسلمة في سلاح الجو الإسرائيلي !


قررت إحدى الفتيات المسلمات من قرية في المنطقة الشمالية التجند في صفوف الجيش الإسرائيلي وعن طريق الخطأ تم تعينها في وحدة الإنقاذ 669 التابع لسلاح الجو رغم التصنيف الأمني المنخفض الذي حازت عليه المجندة الجديدة .

وقالت صحيفة يديعوت احرونوت الصدارة اليوم الجمعة ان قائد الوحدة قرر الإبقاء على الفتاه المسلمة والسماح لها بالخدمة فيها لتتحول قريبا الى أول ممرضة عربية مسلمة طائرة .

وتعتبر وحدة الانقاذ 669 من أهم الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي وتعنى بانقاذ وعلاج الجرحى خلال العمليات العسكرية اضافة الى انقاذ مدنين في حالة الكوارث ولم تضم في تاريخها اي عربي سواء كمقاتل او حتى في الادارة والمكاتب .

وكون الوحدة تشترك بحكم عملها في كافة عمليات الجيش السرية والعلنية منها فلا يتجند الى صفوفها الى من حاز على تقييم امني عال جدا.

ليبيا تستعد لإطلاق أكبر تجمع لمن يحملون اسم محمد !


انشغل الرأي العام الليبي على مدى اليومين الماضيين بشائعة مثيرة للجدل تتحدث عن قرار رسمي اتخذته اللجنة الشعبية العامة (الحكومة الليبية) ويقضى بمنح كل مواطن ليبي يحمل اسم الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- مبلغ 500 دينار ليبي، وهذا ما نفته مصادر رسمية.

وذلك في الوقت الذي يعمل فيه ليبيون على إدخال اسم بلدهم في موسوعة جينيس الدولية للأرقام القياسية، عبر تنظيم أكبر تجمع لكل من يحمل اسم محمد في ليبيا.

وتلقت مكاتب السجل المدني في مختلف أنحاء ليبيا آلاف الاستفسارات بعدما روجت للشائعة مواقع إلكترونية محسوبة على المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ورئيس مؤسسة القذافي للتنمية.

نفى لشائعة الجائزة

لكن عبد المنعم اللموشي الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية نفى لـ"العربية.نت" صحة هذه الشائعة، مؤكدا أن اللجنة الشعبية العامة التي يترأسها د. البغدادي المحمودي لم تصدر أي قرار رسمي في هذا الشأن.

وقال مسؤول في أحد مكاتب السجل المدني في العاصمة الليبية طرابلس لـ"العربية.نت" عبر الهاتف "فوجئنا بانتشار هذه الشائعة وتلقينا آلاف الاستفسارات التليفونية والشخصية"، لافتا إلى أنه لا يوجد أي منشور رسمي بهذا الخصوص.

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم تعريفه لأنه ليس مخولا بالحديث للصحافة أن الشائعة ترددت بكثافة حتى صدقها الليبيون في ظل عدم وجود نفي رسمي لها، وأرجع سبب انتشار الشائعة إلى غضب الليبيين من استمرار الحملات المسيئة للإسلام وللرسول في عدة دول غربية.

أكبر تجمع لحملة اسم "محمد"

لكن للحكاية أصل كما تقول مصادر ليبية إعلامية؛ حيث يخطط البعض في مدينة الزاوية التي تعد رابع أكبر مدينة ليبية وتقع غربي العاصمة طرابلس على بعد حوالي 48 كيلو متر لإدخال اسم ليبيا لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، عبر تنظيم أكبر تجمع لكل من يحمل اسم محمد في ليبيا.

وقالت المصادر إن فكرة تجميع أكبر عدد من الأشخاص في مكان واحد يحملون نفس الاسم تستهدف تحطيم الرقم القياسي الذي سجل في مهرجان التسوق في دبي عام 2005 والبالغ 1096 شخص، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن تتم دعوة د. محمد ابن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والمطرب الليبي المعروف محمد حسن بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الليبية الوطنية التي تحمل اسم محمد.

ودخلت ليبيا مرتين هذه الموسوعة الدولية بمناسبة تسجيل أعلى درجة حرارة في العالم، وأطول لاعب كرة سلة في العالم.

وقالت المصادر إن الفكرة تحظى بتأييد السلطات الليبية على مستوى ما يعرف باسم القيادة الشعبية الاجتماعية التي يقودها اللواء سيد قذاف الدم ابن عم العقيد القذافي، وتم اختيار مدينة الزاوية المطلة على البحر المتوسط لسهولة الإجراءات وتعاون الجهات الرسمية، إضافة إلى قربها من مختلف المدن الليبية على حد تعبير المصادر

العملية مصورة :ألوية الناصر صلاح الدين وجيش الأمة يستهدفان وزير الأمن الاسرائيلي !


ضمن حملتنا لنصرة الرسول ورداً على العدوان
 
العملية مصورة :ألوية الناصر صلاح الدين وجيش الأمة يستهدفان وزير الأمن الصهيوني آفي ديختر ويصيبان مستشاره بجروح خطيرة ومستوطن آخر شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزة
 
فبفضل ومنة من الله تعالى على عباده المجاهدين الموحدين الواثقين بنصر الله تعالى تمكنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وجيش الأمة - بيت المقدس من قنص مجموعة من الجنود الصهاينة كانت تقوم بمهمة استطلاعية شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزة ومن ثم الاشتباك مع القوة الصهيونية الغازية وإيقاع إصابات مباشرة في صفوفها وذلك في تمام الساعة (09:20) من صباح اليوم الجمعة 4-4-2008م، 27 ربيع الأول 1429 هـ .

وقد اعترف العدو الصهيوني بإصابة مستشار وزير الأمن الصهيوني بجراح خطيرة , وإصابة أحد المغتصبين الصهاينة في المنطقة المستهدفة , وقد أصيب أحد المجاهدين بجراح متوسطة أثناء الاشتباك , وتمكن مجاهدونا من تصوير العملية والتي سنعرضها على وسائل الإعلام خلال الساعات القادمة .

وإننا في ألوية الناصر صلاح الدين وجيش الأمة بيت المقدس نؤكد أن هذه العملية جاءت نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورداً على العدوان الصهيوني المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية , وتمسكاً بنا بطريق الجهاد كسبيل أمثل لتحرير كامل أراضينا الفلسطينية المغتصبة من بحرها إلى نهرها .

الله أكبر والعزة لله ولرسوله والمؤمنين ..

الخزي والعار لمن استمرأ الذل والهزيمة ...

ألوية الناصر صلاح الدين , جيش الأمة – بيت المقدس

الجمعة 4-4-2008م، 27 ربيع الأول 1429 هـ

مصدر سوري ينفي استدعاء قوات احتياط : لا استعدادات إلا في ذهن من يحاول نسج مثل هذه القصص


نفى مصدر أمني سوري ما تناقلته وسائل إعلام أمس من قيام سوريا باستدعاء جزء من قوات الاحتياط استعداداً لمواجهة هجوم إسرائيلي قد يستهدفها مع حزب الله .
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن وكالة يونايتد برس إنترناشيونال قول المصدر أنّ : الوضع طبيعي جداً والحياة طبيعية، ولا يوجد أي شيء يستدعي حشد القوات العسكرية. وأضاف : لا استعدادات إلا في ذهن من يحاول نسج مثل هذه القصص . إنّ المؤسسة العسكرية السورية مؤسسة عالية التنظيم والالتزام، ولديها خطط عملها.
و كانت قد لجأت بعض وسائل الإعلام لتسخين الأجواء و تداولت أنباء عن دخول الجيش السوري في حالة تأهب تحسباً لنيّات عدوانية إسرائيلية، و بينما لم يخرج تعليق رسمي من إسرائيل ، اهتمت وسائل إعلامها بالخبر حيث حذرت من سوء تقدير للنوايا ربما يؤدي لتصعيد على الجبهة الشمالية.
و ذهب محلل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة الإسرائيلية، ألون بن دافيد، بعيداً في حديثه عن وجود تخوف من سيناريوهات للتصعيد على الجبهة الشمالية خلال هذه الفترة ،محذراً من توقع إسرائيلي لصيف ساخن على الحدود الشمالية .
و تزامنت التوقعات الإسرائيلية مع مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية أمس على إجراء أكبر مناورة للجبهة الداخلية في سياق استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية.
وتتضمن المناورة التدرب على سيناريوهات طوارئ عديدة، تشمل إطلاق صفارات الإنذار في جميع أرجاء إسرائيل وبدء وسائل الإعلام ببث رسائل خاصة من قيادة الجبهة الداخلية تعطي توجيهات للسكان للتكيف مع حالة الطوارئ.
كما سيتم إنزال طلاب المؤسسات التعليمية إلى الملاجئ، وافتتاح أقسام طوارئ في نحو 253 بلدية.

صورة نصر الله تستخدم دعاية مكافحة المخدرات في إسرائيل !


بدأت «السلطة الوطنية لمكافحة المخدرات في اسرائيل»، حملة دعائية واسعة لها لمحاربة هذه الآفة، واختارت صورة الشيخ حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في مركز ملصقاتها واعلاناتها الدعائية في الصحف وفي اعلانات الشوارع الضخمة.

ونشرت هذه الدعاية تحت عنوان: «الأمل المنشود عنده هو تدميرنا من الداخل»، ثم جاء في نص الكلام: «لحزب الله هدف واضح هو أن يغرق اسرائيل بالمخدرات. ان المخدرات تشكل تهديدا استراتيجيا لاسرائيل. ومن يتعاطى المخدرات يعطي يده للعملية التفجيرية المقبلة».

وكانت هذه المؤسسة الحكومية الرسمية قد اعتمدت في دعايتها على الدعوى المرفوعة في المحكمة المركزية في تل أبيب ضد ضابط في الجيش الاسرائيلي وعدة تجار مخدرات متهمين بالخيانة والتجسس لصالح حزب الله، مقابل الحصول على المخدرات الثقيلة (هيروين) والحشيش. وعقبت المخابرات الاسرائيلية على ذلك بالقول، ان حزب الله يريد اغراق اسرائيل بالمخدرات لتدميرها من الداخل. وراحت بعض الأصوات تؤلب العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48) على حزب الله، باعتبار ان نسبة عالية جدا من متعاطي المخدرات في اسرائيل، هم من الشباب العرب.

وتوجهت تلك المؤسسة، في اعلاناتها، بالشكر الى وحدات الجيش الاسرائيلي العاملة على الحدود مع لبنان والى الشرطة، «اللتين تحاربان ليل نهار تجار المخدرات الذين يدخلون كميات كبيرة منها لاسرائيل، بالتعاون مع حزب الله، لقاء معلومات استخبارية وتجنيد خلايا لحزب الله في اسرائيل».

جدير بالذكر ان الضابط المذكور، ويدعى لؤي بلوط، وهو عربي من قرية فسوطة في الجليل، تطوع للعمل في الجيش منذ 17 سنة، ادعى في المحكمة ان جهات في الاستخبارات العسكرية دفعته الى اقامة العلاقات مع حزب الله، وان غرضه لم يكن الاتجار بالمخدرات انما التجسس. وراح يتحدث في المحكمة عن دوره في محاربة حزب الله في الحرب الأخيرة، وكيف أنقذ عددا من الجنود. واثار تصريحه عن الاستخبارات غضب الجيش. واصدرت شعبة الاستخبارات العسكرية «امان» بيانا تنفي فيه صحة ما يقول.

خطيب مسجد يشبه المحافظ بالرسول !


قالت صحيفة الجمهورية المصرية ان الشيخ عبدالشافي عبدالباسط وكيل وزارة الأوقاف تسبب بدمياط في إثارة استياء وغضب أهالي المحافظة عندما ساوي بين الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمحافظ د. فتحي البرادعي وذلك في احتفالية المولد النبوي الشريف التي أقامتها مديرية الأوقاف بمسجد البحر بدمياط.
فوجيء الحاضرون بالاحتفال بوكيل الوزارة وهو يعدد صفات الرسول ومنها التواضع والصدق والأمانة وحل المشاكل بطرق غير تقليدية، مؤكدا ان هذه الصفات تنطبق علي خلق المحافظ الذي ظهرت عليه علامات التبرم والضيق مما قاله الشيخ، أجمع الحاضرون في الاحتفال ان النفاق والمديح لا يصلان إلي هذه الدرجة! .

عرض أزياء ... !


خادم الحرمين على اجساد عارضات الأزياء
خادم الحرمين على اجساد عارضات الأزياء
آخر الصرعات السعودية...!!
أثواب نسائية مزينة بصور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز
أما صاحبة العرض فهي مصممة الأزياء السعودية غاده صيرفي.. وأما المكان فهو بيروت، فعرض الأزياء بالعربية السعودية محرم.. كما أن كتاب التوحيد للإمام محمد عبد الوهاب يحرم أيضا الصور واقتنائها.. لكن صور الملوك والأمراء حلال زلال.. وخصوصاً اذا كانت على أجساد النساء وعارضات الأزياء..



هل يا ترى يتنال المصمة السعودية جائزة ملكية على ابتكارها هذا؟ ربما! فالحكومة السعودية تنتهج الاصلاح.. وهو اصلاح سنرى من ورائه العجب العجاب

التحليل القيمي لسلوك الأنتحاري !

 مهند حبيب السماوي*
لاتخلو الساحة الفكرية على أختلاف مدارسها الأيديولوجية وتوجهاتها المتنوعة من بحوث ودراسات عديدة وفي اكثر من لغة تتناول موضوع الأرهاب الذي
تفتك آفته العدمية بالكثير من دول العالم وتحرق الأخضر واليابس على
حد سواء , فالبحوث والدراسات حول هذا الموضوع أكثر من ان تحصى, وهي متنوعة تناولت وجوه وأبعاد ظاهرة الأرهاب وتاريخيتها وكل مايتعلق بأسبابها والعوامل التي شكلت النسغ التي تتغذى منه هذا الظاهرة فضلاً عن
نتائجها وآثارها المدمرة على العالم الغربي بشكل عام والعالم العربي والأسلامي بشكل خاص, لذلك لايبدو غريباً أن كتب أحدهم حول هذا الموضوع خصوصاً وكل فترة يحدث تفجير هنا أو هناك يؤدي بحياة الكثير ويُشعل عشرات الأسئلة
النارية والمقالات والبحوث التي تكون بمثابة صدى للحدث الأرهابي الذي
يذهب ضحيته دائماً الأبرياء ممن لاعلاقة لهم بالصراع بين طرفي الحرب .
وقد لاحظت في الواقع ومن خلال أستقرار ومراجعة بسيطة لما كُتب عن هذا الموضوع ان البحوث والمقالات التي كُتبت حوله  لم تتناول الجانب الفلسفي في الأرهاب أو بمعنى أكثر دقة ومنسجمة مع بحثي , لم نر بحث يتناول
بالتحليل والدراسة سلوك الأنتحاري من الناحية القيمية الفلسفية !!! كما سأتناوله
هنا في هذا البحث, وهو جانب مهم وضروري فيه يتم تسليط الضوء
على قيمة الفعل الأنتحاري والروئ الثلاثة التي تتحكم بهذه القيمة كما سأمر
عليها تفصيلاً بعد قليل.     
وقبل الدخول في أتون هذا الموضوع لابد لي أولاً  من تذكير
القارئ الكريم_ من أجل الأيضاح _ بمجموعة من الحقائق التالية:
  
الأولى:
أن ظاهرة التفجيرات الأنتحارية ليست جديدة من الناحية التاريخية ولكن أنتشارها الأن قد أصبح أوضح بفعل الصراعات السياسية والاجتماعية والأقتصادية والتأويل الخاطئ للدين فضلاً عن تطور وسائل الأعلام الذي تحول
العالم  بواسطتها الى قرية صغيرة.
الثانية:
أن الحضارات والثقافات الأنسانية على أختلاف منطلقاتها واشكالها تُمجد وتحترم وتُقدر التضحيات التي يقدمها الأشخاص من أجل وطنهم ودينهم .
الثالثة:
أن هنالك أجماع عقلاني عالمي على رفض قيام الأنسان بقتل نفسه وقتل الأخرين الأبرياء معه لأي سبب كان.
الرابعة:
أن هذه الظاهرة لاتختص بالمسلمين فقط بل أنها قديمة وقديمة جداً حيث أشار تقرير مذهل منشور في " الأورينت برس " عنوانه " العمليات الأنتحارية بدأها اليهود ولم تُختم بالكاميكاز " بتاريخ 26/5/2007 , الى انه في العهد القديم قد ورد ذكر عملية انتحارية حين  قام '' شمشون '' بإزاحة أعمدة المعبد الفلسطيني بقوته  فوقع عليه وعلى مَن فيه من العموريين الذين حاربوا اليهود وهي أولى العمليات الأنتحارية, ويرى بعض المؤرخين أنّ العمليات الانتحارية بدأت في أثناء الحملات الصليبية عندما قامت سفينة صليبية تحمل فرساناً أطلق عليهم
تسمية " فرسان المعبد " بالأصطدام عمداً بسفينة للعرب المسلمين فغرق بسبب ذلك 140 فارساً من الصليبيين ومعهم آلاف المسلمين , كما قام بعض الجنود من كلا
البلدين في الحرب الفرنسية ـ الإسبانية المعروفة بحرب
البيرينيه (1793ـ 1795) بتنفيذ بعض العمليات الأنتحارية ، وفي الولايات المتحدة ، قام عدد من الأميركيين من بنسلفانيا وفيرجينيا وتكساس بعمليات أنتحارية ضد الجنود المكسيكيين في العام 1863 وكذلك فجّر بعض العساكر الأميركيين من أصل أفريقي أنفسهم في كارولينا الجنوبية في الولايات
المتحدة , وفي الحرب العالمية الأولى ، خاض الجنود الاستراليون الذين كانوا مع قوات الحلفاء هجوماً انتحارياً في مدينة جاليبولي التركية ضد القوات التركية , كما قام بالعمليات الأنتحارية الكاميكاز وهم مجموعة من الطياريين الأنتحاريين اليابانيين الذين يقومون باسقاط طائراتهم بأرادتهم فوق البوراج الأميريكية أواخر الحرب العالمية الثانية من أجل تدميرها , ولازال يقوم بهذه العمليات الأن نمور التاميل والغالبية العظمى منهم هندوس..
ونتيجة لهذا يُصبح الزعم القائل أنه قد بدأ بتنفيذ العمليات الأنتحارية المسلمون أو العرب هو أمر يخلو من الحقيقة وبعيد عن الصواب ويفتقر الى المصداقية وعاري عن الصحة , كما أنه يدل على جهل فاضح ومُخجل بالتاريخ وحقائقه التي ثبتت عبر العصور المختلفة التي شهدت هذه العمليات الأنتحارية.
الخامسة:
أن الأنتحاري الذي أقدم تحليلاً قيمياً له هو من يقوم بتفجير نفسه ليقتل المدنيين الذين ليس لهم علاقة بالصراع الدائر بينه أو بين من يحركه وبين
أعدائه , بل حتى " هو من يقتل أعدائه ويصيب ويقتل المدنيين معهم أيضاً ".
سأحاول في هذه المقالة _ كما أشرت _ دراسة الفعل الأنتحاري من الناحية القيمية ومحاولة مقاربة هذا السلوك من هذه الرؤية الأكسيولوجية مستفيداً من التحليل الفلسفي الذي قدمه جوستاس بوخلر وجون هرمان راندل , حيث أنطلق من التساؤلات التالية :
ماقيمة الفعل الذي يقوم به الأنتحاري ؟
وماهو الأساس الذي يعتمده الأنتحاري حينما يقوم بفعله التفجيري ؟
وكيف نستطيع نحن تقييم فعل الأنتحاري ؟
هنالك ثلاثة أجوبة يمكن ان تبين وتوضح لنا الأجوبة التي بحثت عنها الأسئلة أعلاه .
الجواب الاول:
أساس ذاتي.
 
الجواب الثاني:
أساس موضوعي.
الجواب الثالث:
أساس ناتج من تفاعل الذات والموضوع.
وساشرح هذه المعايير والأسس أدناه :
الأساس الذاتي:
هنا يكون للفعل قيمة ذاتية في نفسه دون النظر الى أثره الخارجي, فالقيمة هنا تخص الفعل نفسه من غير أي اعتبار لما يمكن أن يحدثه هذا الفعل من نتائج وآثار في الواقع الموضوعي , وهذا يعني أن قيمة أي فعل تستمد من صاحب الفعل نفسه وهي تختلف باختلاف الحضارات المتعددة والثقافات المتنوعة بل يختلف باختلاف الافراد أنفسهم وان كانوا ينتمون الى عين الفضاء الثقافي الذي يفكر الأنتحاري تحت أطاره.
أن الأنتحاري هنا لايعبأ بالآثار التي ترافق فعله ولا النتائج التي تتمخض
عنها , فلايعنيه تمزق أجساد الأطفال ولاهتك أعراض النساء ولا تطاير
اشلاء ضحاياه ....
وهو أيضاً لا يرى أي ضرر سايكولجي أو أجتماعي أو أخلاقي في عمليته الأنتحارية مهما كان هنالك ضرر واضح للعيان لكل امرئ حاول تقييم فعله الأنتحاري بصورة محايدة ونزيهة وموضوعية .
فالأنتحاري لايهتم ولاينظر لكل ذلك مادام يعد نفسه وذاته معياراً لكل نظرة اكسيولوجية ( قيمية ) لفعل معين.
هذا النظرة تعتمد على مبدأين:
مبدأ اللذة.
مبدأ الرغبة.
ولنبدأ بتحليل عميق لكل من المبدأين:
فبالنسبة للمبدأ الاول نجد أن الأنتحاري يجد لذة في فعله_ قبل الفعل
التفجيري طبعاً _ حتى وأن احترق جسده وتمزق قطعاً وأجزاءاً.
أذن القيمة هنا مرتبطة باللذة , وهي نظرية معروفة ومشهورة جداً في الحقل الاكسيولوجي القيمي , تنص على " ان الفعل الذي يزيد من لذة شخص ما هو شيء قيّم وجيد وعليه الأتيان به وأما الفعل الرديء فهو الذي يسبب للمرئ الماً وعليه تجنبه " .
ولكن دعنا ننقد هذه النظرية وهذا التبرير الذي يستخدمه الأنتحاري...
عندما يقول الأنتحاري أنه يلتذ بهذا الفعل !
 فمن أي ناحية تاتيه اللذة بالضبط ؟
أين يدخل عامل اللذة ؟
اذا كان فعل الأنتحار خير ويزيد من لذة الأنتحاري , فبأي معنى ذلك ؟
من جهة اولى , أن فعل الأنتحار أن كان خيراً للفرد المنتحر _ كما يظن هو ويعتقد _ فان القيمة التي تتواجد في هذا الفعل ترتبط بمعيار ذاتي فردي شخصي منفرد لاينظر الى ماحوله من شبكة أجتماعية يعيش فيها المنتحر قبل فعله الأنتحاري وأثناء ذلك ولا الى الضرر المهول المترتب على ذلك .
ومن جهة ثانية , أذا قلنا_ وفقاً لمبدأ اللذة الأول _ أن المنتحر يشعر بلذة فأننا هنا نستخدم مفهوم اللذة بمعنى واسع فضفاض بحيث لايمكن أن ينطبق عليه مفهوم اللذة الأعتيادي , فالمنتحر لايلتذ بذلك في العالم الواقعي , فهو يتمزق جسده ويتشظى اجزاء ويعاني من الم فوق الأحتمال ولذلك يسقط هنا مفهوم اللذة في فعله الأنتحاري بل حتى لو قيل وزعم البعض أن الأنتحاري يرضى بفعله , وهو قد قَبِل ذلك فهذا لايعني أن هذا القبول هو لذة .
ومن جهة ثالثة نرى أن اللذة لوحدها لايمكن أن تبرر وتسوق فعل أوسلوك ما كما لايمكن أن تكون معيار لفعل شيء ما , فالكثير من اللذات الوقتية تُخفي ورائها مصائب ومشكلات وآلام غير محتملة , ولعل التجارب الشخصية والتاريخية للانسان يمكن ان تؤكد ذلك بصورة لاشك فيها خصوصاً اذا سيطرت اللذة على سلوك الأنسان وغدا لايفكر الا بها وانزاح عقله بعيداً عن أداء واجبه الحقيقي بالنسبة للفرد .
أما بالنسبة للمبدأ الثاني الذي يعتمد عليه الأساس الذاتي , فهو مبدأ الرغبة وهو يعتمد على قاعدة فلسفية تقول: بأن الأشياء القيمة هي الأشياء التي نرغب فيها ونفضلها على غيرها , وفي هذا يقول الفيلسوف سبينوزا " نحن لانرغب في شيء لأنه قيم , بل أنه قيم لأننا نرغب فيه".
فالأنتحاري يقوم بتفجير نفسه لأنه يرغب بهذا الفعل سواء كانت هذه الرغبة أو القناعة مبنية ومستندة على أسس عقلية أو على أسس عاطفية , ولكن دعنا نسأل هذا السؤال المهم :
هل مبدأ الرغبة كافي لتبرير الفعل الأنتحاري ؟ وهل يتضمن هذا المبدأ بعض الثغرات والعيوب ؟
وسوف أقوم بتأجيل الجواب عن السؤال الأول حتى أفك قيود السؤال الثاني لأطلاق سراح جوابه الذي سوف يلقي بصيص من النور الكاشف حول كفاية أو عدم كفاية الرغبة لتبرير الفعل الانتحاري !
الا يمكن أن يرغب ألأنسان _ أي أنسان _ في شيء معين مع العلم أنه هذا الشيء ضار وغير نافع ؟
الجواب بسيط نعم , فالكثير يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات ويشرب السكائر مع مافي هذه الأمور من سلبيات وأضرار صحية على جسد الانسان وعقله أيضاً , بل ربما نقلب الموضوع ونقول الأيمكن أن لايرغب الأنسان بأشياء مع العلم انها جيدة ومفيدة ؟ فالدواء لايرغب فيه المريض ولايريد أن يتناوله مع مافيه فائدة يمكن ان تعود عليه من خلال تناوله وهذا يعني ان في مبدأ الرغبة ثغرات وعيوب كثير لاتسوّغ أو تبرر _ وهذا جواب السؤال الأول _ الفعل الأنتحاري.
بل يمكن النظر للمسألة من وجهة نظر أخرى مهمة تفضي الى عين النتيجة أعلاه حيث نلاحظ ان بعض الفلاسفة يميز بدقة بين الشيء الذي نرغب فيه وبين الشيء المرغوب فيه فهنالك فرق كبير وفجوة سحيقة بين شيء نرغب فيه وشيء مرغوب فيه , فالأول _ اي الشيء الذي نرغب به _ يعني شيء
يرغب فيه شخص بصورة فردية ذاتية شخصية في حين
الثاني_ أي الشيء المرغوب فيه_ هو الشيء الذي يرغب فيه المجموع ويكون محل اتفاق نسبي على الحاجة والرغبة فيه , وهذا الأتفاق نسبي كما أشرت  يختلف أستناداً الى تعدد الثقافات والحضارات والبلدان وتنوع العادات والتقاليد وأختلاف الازمنة بل حتى والأفراد انفسهم الذين يعيشون داخل حضارة او ثقافة او بلد واحد !!!
وهذا التمييز بين الشيء الذي نرغب فيه والشيء المرغوب فيه يؤدي بنا مرة أخرى الى رفض تبرير الفعل الانتحاري من حيث اعتبار قيمته مرتبطة بكونه فعل مرغوب فيه من قبل الفرد فقط لا المجتمع , فالفعل الأنتحاري مع نتائجه اللامعقولة المروعة هو فعل غير مرغوب فيه _ بلاشك _ خصوصاً في المجتمع الذي يقع ضحيتها ويحس بأوجاعه ويدرك ماساته كالعراق وباكستان وافغانستان والاردن ومصر والمملكة العربية السعودية.
 
الأساس الموضوعي:
 
لو كان الفعل الأنتحاري ذو اثار فردية فقط ولا يتعلق بالعالم الخارجي الذي يعيش فيه الفرد لأكتفينا بذلك ولما أحتجنا أن نضع أساس موضوعي له لكن للفعل الأنتحاري نتائج واقعية تتعدى عالمه السايكولوجي الضيق وتعبر رؤاه واحلامه وطموحاته واوهامه وهواجسه لتنتقل نحو عالم الواقع الخارجي الذي يضم هذه العوالم الحية التي نعيش معها .
هنا تقاس قيمة الفعل بامتداداته على ارض الواقع, فهي تكمن في موضوعه الذي وقع عليه الفعل ولاتتعلق بالذات الذي قامت بالفعل, لان الأخيرة _أي الرؤية الذاتية_ متغيرة ومتباينة ولايمكن ان تكون معياراً ومقياساً لمعرفة وادراك قيمة شيء ما .
هنا يحاول من يغسل عقل الأنتحاري اقناعه ان في تفجيره هذا انتصار للأسلام وللمسلمين وان العدو سوف يخافه وبالتالي سيتحقق النصر على العدو الذي يحارب الأسلام !! وهذا مايجيش له مشايخ التكفير والأرهاب حينما يمارسون غسل عقول هؤلاء الصبية.
وهذه حجة غريبة قد أثبتت فشلها المزري خلال هذه السنوات التي ضرب الارهاب فيها الكثير من المناطق , فالأنتحاري _ نتيجة التنويم الفكري _لايكترث برغم فداحة الاضرار الشنيعة التي نتجت عن فعله, والسمعة السيئة للمسلمين التي احدثتها هذه الاعمال, بل هل يعرف شيئاً اسمه المصالح والمفاسد كما يتساءل الشيخ البريك  ؟
فعلى الارض ومن ناحية واقعية وموضوعية نرى أن امريكا احتلت بعد هجمات سبتمبر الانتحارية اكثر من دولة اسلامية وعززت تواجدها العسكري في المنطقة العربية والأسلامية ,هذا يعني ان هذه التفجيرات قد فشلت في تحقيق مبتغاها من النصر المزعوم التي تدعيه القاعدة وتزعمه وتضحك به على عقول المغفلين والانتحاريين الذين يمارسون القتل والتفخيخ والذبح البهيمي البربري...
الانتحاري لكل اسف يكفر _ وان لم يشعر بذلك _ بالاية القرانية التي
 تقول " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"...
وهو هنا ايضا يتناسى قول الله سبحانه وتعالى " وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ".... فسبحانه وتعالى اوصى بقتال من يقاتلون المسلمين ويعتدون عليهم والرد عليهم حق مشروع ...وليس المدنين الأمنين في الشوارع...كما انه تعالى اوصى بعدم الاعتداء وسلب الحقوق وانتهاك الاعراض لأن الله تعالى لايحب المعتدين.... ثم ان لم يكن فعل الانتحاري الذي يقتل المدنين ويمزق اوصالهم ويثير كل هذه الفوضى ..أن لم يكن أعتداء ...فما هو الاعتداء بربكم؟
بل نجد في بعض الأحاديث النبوية مايشير الى ذلك بصورة لاريب فيها , فهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل المسلم , بل أن النبي الأعظم صلى الله عليه واله قد أكد ان من يعين على قتل امرئ مسلم بشطر كلمة  فانه سوف يأتي يوم القيامة مكتوب بين عينيه  آيس من رحمه الله !!! فما بالك بالأنتحاري الذي لايعين على قتل المسلم فقط بل يقتل بايديه وبارادته وبشعوره الكامل , والتاريخ الأسلامي يُحدثنا أن النبي مر في يوم من الأيام بقتيل فقال من به فلم يذكر له أحد فغضب ثم قال والذي نفسي بيده لو أشترك فيه أهل السماء وأهل الأرض لأكبهم الله في النار !
بل الأمر يصل الى أن فقتل المؤمن يعدل عند الله زوال الدنيا كما قال النبي الذي يبدو ان الأنتحاري لايسمعه ولايأخذ باحاديثه هنا ...
 
الاساس المعتمد على التفاعل بين الموضوع والذات
 
في الحقيقة هنالك معيار ثالث يحدد قيمة فعل ما _ ومنه الفعل الانتحاري_ حيث يمكن هنا ملاحظة أن الأساس القيمي بفعل معين لايرتبط بالذات كما تقول النظرة الذاتية , ولا بالموضوع الخارجي في حد ذاته كما تقول النظرة الموضوعية , بل أن الأمر يخضع لجانب العلاقة المركبة بين الذاتي والموضوعي في نفس الان.
فقيمة فعل ما هي قيمة علاقة بين الموضوع والذات في وقت ما , فمثلاً عندما يتيه شخص في صحراء أو غابة ويسعى جاهداً لمعرفة مكانه أو الاتجاهات حوله , فان هذا  الشخص لن يلقي بالاً أن وجد قطعة من الذهب بقدر مايهتم بوجود بوصلة تعينه على تحديد مكانه أو حتى هاتف نقال لكي يتصل بواسطته بمن يعرف من اجل أنقاذه ( بشرط أن لاتكون من شبكات الهاتف النقال العاملة في العراق والتي قدمت نموذجاً للفشل والاستهانة بالحكومة والشعب ).
نعم ربما في مكان اخر في المدينة سوف يكون لقطعة الذهب قيمة كبيرة تفوق قيمة البوصلة مرات عديدة ولكنه في ظرفه الحالي يفضل جهاز البوصلة على قطعة الذهب.
أذن هنا قيمة الفعل والشيء تتحدد وفق علاقة بين ذات معينة وموضوع ما في ظرف معين وفعل ما لايحمل قيمة في حد ذاته , بل أنه يحمل قيمة بالنسبة لشخص ما وفي ظرف معين بحيث لا تؤدي الى ضرر بالمجتمع وبالفرد.
وبالنسبة للفعل الأنتحاري فأنه قيمته تتحد هنا عن طريق العلاقة بين ذات الأنتحاري والموضوع الذي يقع فعل الأنتحار عليه , ولعل الواقع وماتفرضه معطياته وعلاقة هذا الواقع _ وهو ينتمي الى عالم الموضوع _ بالذات الأنتحارية التي فخخت نفسها وغدت هشيماً واجزاءاً يصعب جمعها !!! هذه العلاقة هي التي تحدد قيمة الفعل الأنتحاري , اي هي قيمة مقيدة ومحددة بفرد معين في ظرف معين كما أشرت اعلاه  , ولكن .... نره هنا ايضاً عدم مشروعية الفعل الأنتحاري من المنظور الديني والأنساني ...
المنظور الديني يرفض ذلك وقد مررنا على بعض الايات القرانية والاحاديث الشريفة واذا ما دخلنا في منظومة السلفية الذي تتحرك داخل اطارها أفكار الأنتحاري لرأينا كبار مشايخهم  لايؤيدون ذلك ويرفضونه بصورة قاطعة . فنجد التاكيد الشديد على رفض ذلك في أقوال مشايخ السلفية كأبن باز، وابن عثيمين، وآل الشيخ فضلا عن علماء الأزهر كشلتوت، وأبو زهرة، ود. طنطاوي ، فقد قال الشيخ  أبن عثيمين حين سُئل عن العمليات الانتحارية (انه قاتل لنفسه وأنه سيعذب في النار) وقال آل الشيخ عنها ايضاً (لا أعلم لها وجهاً شرعياً ) واكد الشيخ العبيكان (تسمية العمليات الانتحارية بالاستشهادية، خاطئة وهي محرمة) , وقال د. زقزوق - وزير الأوقاف المصري - (الانتحاريون ليسوا شهداء، بل يرتكبون جريمة مزدوجة، في حق الله واهب الحياة، وفي الاعتداء على الآخرين) كما ذكر ذلك واحصاها الكاتب عبد الحميد الانصاري .
ولكن وعلى الرغم من كل هذا الاجماع نلاحظ أن الأنتحاري يكتفي بما اقنعه به شيخه من ان العملية لخدمة المسلمين والأسلام , وشيخه طبعاً يسير وفقاً لرؤاه الفردية وتاويلاته الذاتية الخارجة عن أجماع علماء المسلمين الذي لديهم رأي مختلف ومتناقض مع ارائه الشاذه الارهابية , ولهذا ترى ان أسامة بن لادن لايخجل من أن يقول " ليست لفتوى أي عالم رسميقيمة عندي ".
أذن لا توجد مصلحة دينية في الفعل التفجيري , وحجة الأنتحاري ايضاً مردودة هنا فالأخير يرى _ أو هكذا اقنعوه مشايخ التكفير _ أن في تفجير نفسه أنتصار للأسلام ولحربه التي يخوضها كما تطرقت لها أعلاه , وان الرسول الأعظم صلى الله عليه واله سوف يكون بانتظاره على مأدبة من طعام الجنان لكي يأكل معه, في حين ان ثمرة ونتائج أعمال هؤلاء كانت ضد الاسلام والمسلمين في كافة أرجاء العالم بل لعبت دوراً سياسياً أيجابياً للاطراف التي تزعم تلك الجماعات أنها تحاربها , فالرئيس الامريكي جورج بوش قد استفاد في حملته الانتخابية الثانية من خطابات بن لادن والظواهري وتهديداتهم الفارغة , واستطاع أن يُقنع الناخب الامريكي ان الخطر الارهابي مازال حاضراً ولهذا عليه ان يستمر رئيساً لدورة انتخابية ثانية لكي يُكمل حربه ضد هؤلاء وفعلاً تم له ذلك والحال عينه عند بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق اذا ان تفجيرات لندن الارهابية الحمقاء قد غيرت وجهة نظر الناخب البريطاني ورفعت شعبية بلير بسرعة مذهلة.
المنظور الأنساني _ الذي ينطلق من المشتركات العقلية الواضحة البديهية العامة لبني البشر _ يرفض ويستنكر ويستهجن بشدة أي عمل يمكن ان يؤدي الى قتل انسان مدني بريء لادخل له في الصراعات والخلافات والحروب , أي عقل هذا الذي يسمح لشخص ان يفجر نفسه ويقتل العشرات من المدنيين الذين لا يختلفون معه في الانسانية , بل أحياناً حتى الذين يشتركون معه في نفس الديانة والمذهب والخط الفكري ؟
بل اي ظرف هذا الذي يسمح لك ايها الأنتحاري ان تبيح قتل طفل واختطاف حياته وأزهاقها كما تفعل احياناً في تفجيرك لنفسك ؟
كيف يمكن لأنسان ما أن يخطف حياة أخر لايعرفه ولم يسبب له أذى ؟
هل حياة الأخر الذي مزقته وقطعته اوصالاً تابعة لك وانت من وهبها له حتى يحق لك ان تسلبها ؟
أن الأسئلة التي تتفجر هنا حول هذا الموضوع تُربكني وتُشعرني بالأسى والحزن والغصة في آن واحد ... وتُجبرني على أنهاء المقال المطول هذا مكتفياً بهذا العرض البسيط الذي قد يتحول في المستقبل الى كتاب يتناول هذا الموضوع الشائك الذي جر على المسلمين الويلات والسمعة السيئة التي لن تُمحى بسهولة من الذاكرة الأنسانية.