أسعد عبود - ما بعد القمة.. ؟!


أسعد عبود -  ما بعد القمة.. ؟!

نخرج من القمة بجلاء حقائق وليس بحقائق جديدة, بدءاً من خرافة العزل وانتهاء بخرافة الاتهامات المسبقة , والمجانية.. المنطق الذي ساد حوارات القمة.. بما في ذلك المؤتمرات الصحفية, اعتمد الوضوح والدقة.. وانتصر رغم محاولات إعلامية لم تتوقف بعد..لكن..

نحن نعتقد أن فرص العمل باتجاه تحقيق هدف القمة المتثمل بالتضامن العربي هي الآن على الأقل تستطيع أن تتجاوز الدوران في الحلقة المفرغة, القائمة على الاتهامات ومحاولة إبعاد الطرف الآخر وإسقاط الحوار..‏

رئيس القمة السيد الرئيس بشار الأسد أكد أننا في قلب الخطر.. وأن الحوار هو الطريق الصحيح للتفاهمات العربية, وبهذه الرؤية القيادية ستستطيع الحياة السياسية العربية تحقيق خطوات فعلية خلال عام, يفصل بين قمتي دمشق والدوحة.‏

لكن.. دعوني أسأل باسم مواطن عربي ما.. في موقع عربي ما:‏

هل نؤجل قضايا الاقتصاد والتنمية في المجتمعات العربية ,لأن السياسة أولى أم لأن الاقتصاد أكثر إحراجاً?!‏

لقد استطاعت قمة دمشق أن تضيف جديداً إلى العمل السياسي العربي يقول: نستطيع رغم محاولات الإعاقة أن نحقق غاية نرسم لها.‏

هم وضعونا أمام تحدٍ, فاستنفرنا لمواجهته, وكانت فرصة أثبتت فيها سورية وأثبت العرب مقدرتهم على أن يلتقوا في ظروف صعبة, وبإرادة سياسية أنجزت القمة.‏

الآن .. نسأل:‏

هل يمكن أن يقف الواقع الاقتصادي حاجزاً في وجه الوصول إلى الأهداف السياسية التي رسمتها القمة?!‏

إذا كان الوضع السياسي العربي بما يحوي من إحراجات يتطلب همة العرب, وسرعة الأداء .. فإننا نرى أن الوضع الاقتصادي لا يقل إحراجاً أبداً عن الوضع السياسي .. بل على العكس من ذلك ثمة واقع في الشوارع والأسواق العربية لا يحرج وحسب, بل يهدد .. هناك مواطن عربي تحرجه الحياة إلى درجة الاستقتال للحصول على رغيف الخبز .. أو نشدان الهجرة لحلّ مشكلته .. فهل يمكن لمثل هذا أن يكون عماداً لتنفيذ ما ترسمه المرحلة من شروط للعمل السياسي.‏

لقد شهدت القمة بحث العلاقات العربية الاقتصادية .. ولقد جيّرت الهموم كثيراً إلى قمة الكويت في منتصف كانون الثاني القادم (القمة الاقتصادية)..‏

لكن ..‏

إن مواجهة الشأن الاقتصادي وتنمية المجتمعات العربية يستلزم من الجهد العربي أكثر بكثير من النظر إليه كمجال عمل بارد يأتي على هامش العمل السياسي..‏

ما بعد القمة .. ستكون الإدارة السورية للعمل العربي المشترك .. فهل يغيب عنها الاقتصاد والتنمية..?!‏

إن سورية القائدة للعمل العربي .. والكويت المضيفة للقمة الاقتصادية القادمة .. وكل الدول العربية تدرك جيداً أهمية المجال الاقتصادي التنموي للعمل في مرحلة ما بعد القمة .. ونعتقد أن العرب سيجدون أن المجال الاقتصادي التنموي أصعب إدارة. وهنا تماماً نحن في الخطر ولسنا على حافة الخطر.‏

أيها القائد العربي الذي رسمت لنا علامات التفاؤل السياسي في قمة دمشق.. سنتفاءل بعمل اقتصادي عربي مختلف.‏