نقلها بوتفليقة لمبارك ..مبادرة تهدئة سوريّة لمصالحة مصر !

ذكرت مصادر مصرية وجزائرية متطابقة، إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة نقل إلى نظيره المصري حسني مبارك رسالة شفوية من نظيره السوري بشار الأسد تدعو إلى فتح حوار معمّق وجاد بين القاهرة ودمشق لشرح ما تراه دمشق "ضرورياً لانقشاع الغيمة" التي تسود الأجواء بين الطرفين.

وأكد الرئيس الجزائري خلال المحادثات على أهمية تضافر الجهود لتنقية العلاقات العربية, وإزالة ما علق بها من شوائب أسهمت بشكل كبير في مقاطعة عدد من الدول الفاعلة لقمة سوريا, في إشارة إلى السعودية ومصر.

وأوضحت المصادر لصحيفة "الأخبار" اللبنانية إن مضمون رسالة الأسد لمبارك تمحور حول نفي تدخل بلاده سلباً في ملف الأزمة اللبنانية، وأنها تبذل قصارى جهدها لمساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد.

كما نقلت المصادر عن الأسد قوله لمبارك، وفقاً للرسالة، إن "استمرار الخلافات بيننا ليس في مصلحة أيّ منّا، والأعداء فقط هم المستفيدون"، مشيراً إلى أن "ما بين القاهرة ودمشق يجب أن يكون أكبر من أي سوء فهم أو تفاهم عارض".

وقالت المصادر إن "الأسد عرض أيضاً عقد حوار مباشر بين القاهرة ودمشق على أي مستوى تريده، من دون أي شروط مسبقة، لشرح وتبادل وجهات النظر المختلف بشأنها، كما حثّ مبارك على أن يمد يده لمصالحة لا تستثني أحداً ولا تترك خلافاً أو ملفاً من دون مناقشته بصراحة ووضوح".

وأضافت التقارير إن مبارك رد على نظيره الجزائري بأن "المشكلة أساساً ليست بين القاهرة ودمشق، وأنه سعى في السابق لمساعدة السوريين على تجاوز خلافاتهم الطارئة مع السعودية، لكن بعض المحيطين بالرئيس السوري أساؤوا إلى السعودية، مما أدى إلى اندلاع حرب كلامية وإعلامية كان واجباً تجنّب التورّط فيها".

وقالت المصادر إن "مبارك ردّ مبدئياً بشكل إيجابي على عرض الوساطة الجزائري، لكنه اقترح في المقابل على بوتفليقة أن يسعى إلى إقناع السعوديين بقبول التحاور مجدداً، وعلى مستوى ثنائي ومباشر مع سوريا".

وفي نفس السياق، نقل مصدر دبلوماسي مصري في تصريح لجريدة "الوطن" السعودية عن بوتفليقة تفهمه للأسباب التي دعت مبارك إلى الامتناع عن حضور قمة دمشق، وقوله "كلنا يريد أن يلتزم اللبنانيون بالمبادرة العربية، وأن يتم تنصيب العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان، طالما أنه يحظى بتوافق وتأييد اللبنانيين".

وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، أعلن أمس في ختام القمة المصرية الجزائرية، إن مبارك ناقش مع بوتفليقة موضوع تحسين العلاقات العربية العربية، مؤكّداً من جديد أن "لبنان هو نقطة البداية" لتنقية العلاقات بين الدول العربية.

وقال عواد إن "مبارك أبدى اهتماماً خاصاً بالبند الخاص بالعلاقات العربية  العربية الذي طُرح خلال قمة دمشق، وأعرب عن أمله مجدداً أن تشهد العلاقات العربية انفراجاً يحاصر الخلافات ويزيد هذه العلاقات رسوخاً".

وأضاف عواد: "لا أستطيع تأكيد وجود رسالة من الرئيس الأسد, فالعلاقات العربية في قلب الرئيسين مبارك وبوتفليقة وغيرهما من القادة العرب الذين شاركوا في أعمال قمة دمشق، وحتى الذين لم يشاركوا فيها"، لافتا إلى أن الكلمة التي وجهها الرئيس مبارك للقمة تعكس حرصه الكبير على تنمية تلك العلاقات وإنهاء كل الخلافات والشوائب العالقة فيها.

من جانبه، شدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مقابلة مع قناة "إي إن بي"، على ضرورة تطبيق المبادرة العربية في ما يخص لبنان، إلا أنه أشار إلى أن "المبادرة العربية واضحة والمعارضة اللبنانية أبدت مرونة. لكن من يخرج عن المبادرة هو من يُفسّرها خطأً".

وأوضح أن التوافق على العماد ميشال سليمان رئيساً نقطة منتهية، مشدداً على ضرورة التوافق على أسس تأليف الحكومة لتأتي المرحلة الثانية، "التنفيذ" الذي يبدأ بانتخاب رئيس وتأليف الحكومة الوطنية.

ووصف المعلم المبادرة العربية بأنها خطة متكاملة، موضحاً أن لا أحد يحل محل اللبنانيين في حل خلافاتهم، وأن هناك سيادة واستقلالاً نحترمهما جميعنا. وما يتوافق عليه اللبنانيون في حوارهم سيلقى كل دعم، ولن نتدخل.

وأشار إلى أن المعارضة اللبنانية "لا تستمع إلى دمشق"، مشدّداً على أن سوريا "لن تسعى لأي اضطراب في البلد الشقيق".

وقال المعلم "نحن نربأ بأنفسنا وبمجلس الجامعة الحلول محل اللبنانيين في تقسيم الحقائب الوزارية". وأكد أن "التعاون السوري السعودي لا يهدف إلى الحلول محل اللبنانيين، بل لتشجيع كل طرف".