لا تسقيني ماء الحياة بذلة..!

لا تسقيني ماء الحياة بذلة..


في هذا اليوم 02 فبراير 2008 تفضل وزير داخليتنا الذي زار وهران، عاصمة الغرب الجزائري، السيد نور الدين يزيد زرهوني ، ليبشرنا نحن الجزائريين بأنه لولا صندوق الاحتياط«احتياطي الصرف» الذي تجاوز 110 مليار دولار أمريكي ، لضربت الجزائر مجاعة لم تشهد مثيلا لها في تاريخها، فشكرا لك سيادة الوزير وشكرا لك أيتها الحكومة الراشدة التي ملأت بطوننا حتى التخمة.
سيدي وزير الداخلية المحترم، وأخي المجاهد، أظن أن الوقت قد حان لمصارحة الجزائريين بحقيقة أوضاعهم، فصندوق احتياطاتكم حتى لا أقول احتياطات الشعب، لا نعرف ليومنا هذا من هو الرقيب عليه، فقد كنت برلمانيا ورئيس مجموعة برلمانية بمجلس الأمة، وكنت أرى كيف تعدّون ميزانية الشعب، كنت أرى أسعار برميل النفط تتجاوز 40 دولارا وأنتم تضعون سعرا مرجعيا لا يتجاوز 16 دولارا، وهربت من مجلسكم وقد جاوزت أسعار النفط 110 دولارا وحكومتنا لا تزال تحدد سقف أسعار البترول ب 19 دولارا، أقل من سدس القيمة الحقيقية للسعر الحقيقي، وتقول حكومتنا اليوم أنها أنقذتنا من المجاعة، وهي لا تمكّننا حتى من سدس مداخيلنا، فأي منطق هذا؟ وبأي حق تغيّبون خمسة أسداس مداخيلنا عن رقابة الشعب وتتفضلون علينا بالفتات لتقولوا لنا نحن أنقذناكم من المجاعة.
من أي مجاعة أنقذتمونا وكل احتياطنا من العملة الصعبة وضعتموها في البنوك الأجنبية؟
هل صور الموت اليومي لشبابنا في عرض البحار لم تصلكم بعد؟ وهل صورة تلامذتنا الذين يتضورون جوعا لم تصلكم بعد هي الأخرى؟ فآباؤهم وأمهاتهم وبعد أن أثقلتم كاهلهم بالمصاريف الدراسية لم يجدوا من حل لضمان توازن ميزانية العائلة سوى تجويع هؤلاء، أنتم ربّما لا تحسّون بصغائر يومياتنا، فأبناؤكم ليسوا كأبنائنا، ويدرسون في مدارس ليست كمدارسنا، وفي دول ليست كدولتنا..
أقول لكم إن مصدر المجاعة والفقر هو سياسة هذه الحكومة الفاشلة، فنحن كوطنيين ومن سلالة الثوار، شعارنا ومبدأنا هو الحديث النبوي الشريف« تجوع الحرة ولا تأكل من ثديها» فمرحبا بالجوع مع العزة، ولا أهلا بالتخمة مع المذلة، ويحضرني هنا قول عنترة بن شداد
لا تسقيني ماء الحياة بذلة//واسقيني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم// وجهنم بالعز أطيب منزل
نحن يا سادة لا يخيفنا الجوع، ولا يرعبنا، فقد علمتنا ثورتنا المجيدة أن نتحمل إلى أقصى درجات التحمّل، لكنها علمتنا بالمقابل ألا نطأطئ رؤوسنا إلا لله عز وجل، فأنتم أيها السادة، تجهلون حقيقة شعبكم، فهو لا يخاف الجوع بقدر ما يخاف أن ترهنوا مستقبل البلاد...

جمال الدين حبيبي