الفساد الى اين ... !!!

مدير مؤسسة أدخل لخزينة الدولة مئات الملايين فهدد .. و كوفئ بالعزل من منصبه وتعيينه كـ " عامل عادي "

التفاصيل

مواطن سوري بامتياز .. وضع في منصب إداري فأخلص .. أدخل مئات الملايين التي كانت " تتوه " قبل استلامه للمنصب .. فوجد في طريقه من يقول له " مطلوب رأسك " .. وبالفعل وبقدرة قادر .. تحول من مدير للتأمينات الاجتماعية بحلب إلى عامل عادي في مخالفة واضحة لكل القوانين .. وإلى التفاصيل :

تكليف وعزل في خمسة أشهر دون أسباب واضحة 

بتاريخ  11 / 9 / 2007 تم تكليف " صلاح الراعي " مديرا للتأمينات الاجتماعية بحلب بناء على اقتراح المدير العام وموافقة الوزيرة ، وبعد حوالي خمسة أشهر فقط عزل من منصبه دون سبب واضح بعد عدد من التهديدات التي تلقاها من السيد " محمد بهاء بادنجكي " والذي تم تفريغه كعضو في قيادة فرع الحزب بحلب بعد أن حاول الجمع بين منصبه الحزبي و إدارة التأمينات الاجتماعية .

و لأن مديرا يرفع رصيد التأمينات لدى المصرف لـ " 600" مليون خلال شهرين فقط , أي أضعاف الأرصدة السابقة قبيل استلامه ( وهي مثبتة بأوراق رسمية ) أضيفت إلى خزينة الدولة , وكانت تضل طريقها قبل استلامه أثار العديد من الاسئلة حول الكيفية التي كانت تدار بها المؤسسة في وقت سابق  !!

مئات الملايين من الليرات السورية دخلت لخزينة الدولة بعد أن كانت " تتوه "

في بداية عمل المدير " صلاح الراعي " أنجز ما شهدت به صحيفة حلب المحلية " الجماهير " في عددها " 12534" في تسجيل أكثر من " 2500 " عامل جديد من القطاع الخاص في فترة زمنية تعتبر قصيرة أقل من شهرين بفضل الجولات التفتيشية المكثفة التي أثارت حفيظة البعض ممن تضررت مصالحهم من هذه الجولات .

وأيضا بالأرقام فان الوقائع تشير إلى  تضاعف رصيد فرع حلب لدى المصرف العقاري حيث بلغ بتاريخ  31 / 1 / 2008  الـ " 600 " مليون ليرة سورية وبالمقارنة مع الأشهر السابقة يتبين بأن هناك ارتفاع ملحوظ في الرصيد يستطيع أي مواطن بسيط لا يفقه شيئا في علوم الاقتصاد أن يكتشفه .

يقول صلاح : " كان هناك عجز في الرصيد أثناء دفع رواتب الموظفين حيث يتم سحب العجز من الخزينة لكن خلال شهر كانون الثاني دفعنا الرواتب وعززنا الرصيد كانجاز يحسب لنا "

صلاح الراعي لمن لا يعرفه هو من حملة درجة " الماجستير" في الاقتصاد وقد شغل منصبا مهما منذ العام / 1997 / هو رئاسة دائرة المعالجة الحاسوبية في المنطقة الشمالية لخبرته المشهود بها من الجميع بالمعلوماتية وربطها بالتأمين الاجتماعي ، حيث خضع لدورات عالية في شركة  " Ncr " الأمريكية المختصة في قواعد البيانات ، هذا المشروع الذي ساهم في أتمتتة التأمينات الاجتماعية في حلب .

بداية المشكلة .. مدير ولكن تحت " المشورة "

وتشير الوقائع إلى أن التكليف كان كبديل للسيد " محمد بهاء باذنجكي " والذي تم تفريغه كعضو في قيادة فرع الحزب بحلب ، وهي ليست المرة الأولى فقد سبق للسيد المدير " باذنجكي " أن تفرغ في دورة سابقة وتم تقديم شخص بديل له أيضا . 

ورغم رفض " صلاح " للمنصب لكن الإصرار والتشجيع الكبير من المدير العام والمدير " المفرغ " له جعله يقبل بما اعتبره هو" مهمة وطنية وليس حبا في المناصب والتفاخر بها " 

المشكلة بدأت عندما انقضى عامان على عمل بعض المفتشين في فرع حلب ، وهي المدة القانونية المحددة والتي من المفترض بعدها بأن يستبدل الــ  " 5 " القدماء وتطلب الأمر ترشيح بدلاء بشكل قانوني ممن يتميز بالنزاهة والإخلاص نظرا لحساسية المنصب الذي سوف يشغلونه .

يقول السيد " صلاح " : "  لقد أرسلت اقتراحاً بخمسة أسماء من المشهود لهم بالشرف والتفاني في العمل إلى الإدارة العامة في دمشق و "بشكل سري " ، عندها بدأت المشاكل وبدأت تردني اتصالات هاتفية مجهولة تخبرني بأن الكتاب المرفق بالأسماء مصيره الرفض ، ولم أعلم كيف علموا بالأسماء حينها شعرت بأن هناك من يلعب في الخفاء "

ويتابع : " بعد أيام قابلت المدير العام في دمشق والذي فاجئني بأنه رد الكتاب وبدأ يلومني لأنني لم أشاور المدير السابق " باذنجكي " ( والمفرغ حالياً كعضو قيادة فرع الحزب بحلب ) في الأسماء على الرغم أن الموضوع هو موضوع إداري بحت ، وأخبرته بأن من اخترتهم هم من أفضل العناصر لكنه طلب تنظيم لجنة لاختيار الأسماء رغم عدم وجود أي تعليمات بهكذا لجنة من قبل "

تهديدات من قبل " بادنجكي "

ويضيف " صلاح " : " بعد عقد اللجنة  تم تأكيد نفس الأسماء التي اقترحتها وأرسل كتاب جديد ، لكن الاتصالات عادت لتخبرني بأن مصير الكتاب الثاني سوف يلقي نفس مصير الأول وبالفعل لم يتم الإجابة ، وتلقيت اتصالا من السيد باذنجكي على شكل تأنيب شديد اللهجة لعدم مراجعته في أمور المديرية والأسماء التي تم رفعها إلى دمشق " .

والمفاجأة الكبرى والكلام ل" صلاح " هو تهديد السيد بادنجكي له بأنه سيلقى مصير " يحيى اليوسف " .

يذكر أن السيد " يحيى اليوسف " هو الشخص الذي كلف بإدارة نفس المؤسسة في فترة تكليف السيد بادنجكي بالعمل في الفرع في دورة سابقة .

حيث تعرض " اليوسف " للعديد من الإساءات منها تلقيه الضرب أمام مؤسسته , واخرها هو بعد عودة البادنجكي للمؤسسة حيث عزله من منصبه وعينه " عامل عادي " ( وهو نفس المصير الذي لاقاه صلاح الراعي فيما بعد ) 

مئات المؤسسات والشركات " متهربة " من تسجيل عمالها في التأمينات

ويشير  " صلاح " إلى : " أهمية عمل المفتشين وتسجيل العاملين بالقطاع الخاص جعلتني أعد خطة متكاملة مستندا على قواعد بيانات الشركات حيث فوجئت بأرقام خيالية لشركات ومؤسسات عددها بالمئات غير مسجل منها أي عامل مما يحجب عن خزينة الدولة المليارات  "

ويتابع " بداية الجولات التفتيشية كانت في المنطقة ( 18 ) وهي تشمل طريق الشام وطرق كفر حمرة وخان العسل ، وعدد من الشركات الغير مسجلة لأي عامل في التأمينات الاجتماعية حيث بلغ العدد حوالي 400 شركة وهذه المنطقة واحدة من " 19 " منطقة تأمينية "

وبعد جولات للسيد " صلاح " استمرت 4 أيام تم تسجيل " 1000 " عامل جديد ليصبح الرقم هو " 3500 " عامل  ، وهي الأيام الأخيرة لوجوده كمدير فلماذا يطلب " رأس " مدير ينهض بالعمل المكلف به !!
الأمر الذي دفع أمين فرع حلب للحزب بالثناء عليه وشكره على إنجازاته التي قدمها للوطن خلال فترة زمنية قياسية .

هل تعلم الوزيرة بما يجري في حلب 

وعلى الرغم أن محافظ حلب كان قد أشاد بما يقوم به السيد صلاح وعبر له عن رضاه لما يقوم به من تحسين الوضع العمالي لدى القطاع الخاص .

وعلى الرغم أيضاً من علمه بما آلت إليه مجريات الأحداث والحالة التي وصل إليها صلاح  كما تؤكد " الكتب " الموجهة له .

وعلى الرغم أيضاً وأيضاً أن المحافظ  كان يعد " صلاح" بحل مشكلته , لكنه حتى الان لم يرد على الشكوى التي قدمها له صلاح بتاريخ 22/11/2008 , والتي شرح له فيها كل ما سبق .

واليوم يمنع " المدير " صلاح " من إجازاته في محاولة لاعتباره " بحكم المستقيل " بعد أن عين كعامل عادي في " دائرة التدقيق " بعد أسبوع من عزله  في مخالفة واضحة لقانون العاملين والذي يحتاج نقل الموظف فيه من مرتبة أعلى إلى مرتبة دنيا لقرار محكمة مسلكية  بحق " المعاقب " وهو ما لم يحدث له .

كما تم نقل عددا من رؤساء الدوائر  ممن عملوا بإخلاص مع المدير " صلاح " و أدخلوا مئات الملايين لخزينة الدولة , من أماكن عملهم ,  ووضعهم كعمال عاديين في دوائر مختلفة انتقاماً منهم .

فهل تعلم الوزيرة حقا بما يحدث في حلب !!