الجامعة العربية: إسرائيل تدمر فرص السلام
ألقى السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية, كلمة هنأ في مستهلها السيد الرئيس بشار الأسد بمناسبة تبوئه مقعد رئاسة القمة العربية متمنيا له التوفيق في قيادة عمل عربي جاد وراسخ ومنتج.
وقال.. أهنئ سورية وأتمنى بل واثق ان القمة ستكون رسالة تجمع وتوفق.. وقمة تصلح وتتصالح.. واجتماعا يهدف إلى تضميد الجراح في الجسد العربي الدامي.
وأضاف: إن القمة تنعقد والغيوم تملأ الجو العربي الذي أصبحت قتامته مضرب الأمثال..
وباتت سلبياته تضرب في جذور النظام العربي وتخلق حالة من الالتباس السياسي والارتباك في الأولويات والاضطراب في العلاقات العربية وتكبيل الحركة الجماعية نحو المستقبل.
وقد صاحب ذلك اضطراب مواز في العلاقة العربية الجماعية مع الغرب الذي استغرقته أو جزءا كبيرا منه نظرية صراع الحضارات التي ترجمت في موجات من العداء إلى العرب والمسلمين والشك في ثقافتهم ومقاصدهم والرغبة في استثارتهم وإشغالهم وربما اهانتهم وتجاهل حقوقهم واستهداف هزيمتهم.
وأشار موسى إلى أن هذا الأمر أدى إلى حالة غير مسبوقة من الخلل في الوضع الإقليمي وهو خلل تعاني منه المنطقة العربية على وجه الخصوص.
وقال: إذا نحن راجعنا موقف المشاكل السياسية والأمنية التي تشغلنا أو وضع عملية التطوير والتحديث التي نشعر جميعا بضرورتها أو مدى التقدم الذي أحرزناه في مضمار التنمية الاقتصادية والاجتماعية ,فإن النتيجة في عمومها غير مرضية رغم نبضات من الإنجاز هنا وهناك.. وهو ما أعرضه على مقامكم في إطار التقرير الذي قدمته بعنوان تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك منذ قمة الرياض في العام الماضي وحتى اليوم في دمشق وفصلت فيه الوضع المتعلق بالأمور السياسية وتطورات مشاكلنا المعقدة.
وأضاف موسى.. اليوم وبمناسبة انعقاد قمة دمشق وتعلق عيون العرب وآذانهم بما يمكن ان يتم في إطار هذه القمة والحال في العالم العربي هو ما تعلمونه.. فاسمحوا لي أن أمضي في الحديث بكل صراحة لأقول إننا نعاني أزمة ثقة فينا وفيما بيننا.. ولقد وصل الأمر إلى درجة غير مقبولة من الاضطراب في العلاقات العربية.. كما وصل إلى درجة غير مسبوقة في تلاعب قوى دولية بقضايانا وعلى رأسها القضية الفلسطينية.. وربما استخفافا برد الفعل العربي أو توقعا له ردا مضطربا متفاوتا بين المعلن والخفي وبين الحاسم والمتردد.. ما أوقعنا في لجة من التناقضات والمتناقضات.
واستعرض موسى الموقف الراهن خلال مجموعة عناصر هي..
أولا.. إن احد التحديات الكبرى أمامنا هو المواجهة التي أدت إلى سياسات مبنية على الشك والكراهية إزاء العالم الإسلامي وإلى قلبه في العالم العربي.. وهو ما يضع على عاتقنا مسؤولية الدفاع عن ثقافتنا وهويتنا العامة وضرورة الارتفاع إلى مستوى المسؤولية.
ثانيا.. اتصالا بذلك وبنفس القدر من الأهمية يأتي بطء عملية التطوير والتحديث في العالم العربي.. ان تحديات القرن الحادي والعشرين تحديات من نوع جديد.. ان هناك عولمة ناشطة للاقتصاد والعلوم والثقافة والتخلف عنها أو محاولة التصدي لها كما تدعو تيارات فكرية عاتية في العالم العربي هو من قبيل العبث السياسي الذي يجب ان يتوقف.. ومن ثمة ان قضايا إصلاح التعليم والتوجه إلى منطق العلم وتطبيقاته وإلى البحث العلمي وابداعاته والتعاون في مواجهة القضايا الجديدة وعلى رأسها تغير المناخ ومشاكل البيئة وتأييد مسيرة الديمقراطية والشفافية واحترام حقوق الإنسان ومكافحة الفساد ومواجهة الفقر وتنمية دور المرأة وتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
ثالثا.. في هذا فإن خلق وتنمية وتجذير المصلحة المشتركة واستثمار القواسم المشتركة بين المجتمعات العربية دولا وقطاعات اقتصادية وتنموية يعتبر أمرا حيويا وواجبا أساسيا.
رابعا.. ويتصل بالمصلحة العربية وتنميتها وصيانتها ضرورة التوقف عند العلاقات العربية العربية التي أصبحت مثالا لما يجب ألا تكون عليه العلاقات بين الدول خاصة عندما تصر على القول بأنها دول شقيقة.. ان الشعوب العربية تتوق إلى الاستقرار.. إلى الأمن وإلى الأمان.. تتوق إلى التواصل فيما بينها وترفض ان تعاني بسبب سوء العلاقات الرسمية.. ان شعوب الوطن العربي لا تؤيد أبدا ان تستشري الخلافات بين الدول لتصبح نمطا بين الدول العربية.. لتصبح نمطا هذا أمر هو الآخر يجب ان يتوقف.. ان مصلحة الوطن العربي الجماعية وأمنه المشترك يجب ان يتمتع بأولوية حقيقية.. هذا إذا كان لهذا التكتل.. أي التجمع العربي.. أي الجامعة العربية ان تستمر وان تزدهر.
خامسا.. إن الأمن الإقليمي مهدد ومعه الأمن العربي ويجب ألا نتسامح أو ندير ظهورنا لمشاكل كبرى تمس الكيان العربي ذاته دون وقفة أو وقفات حاسمة تنبني على مواقف إيجابية.. ان المواقف القوية لا يمكن ان تضر طالما كانت رصينة عاقلة والحفاظ على مصالحنا لا يصح ان يكون محل نقاش أو تردد.. وهنا أعطي المثال على مسار السلام العربي- الإسرائيلي فقد قبلنا الطرح الأميركي بعقد مؤتمر يطلق عملية سلام جديدة.. وجرت نقاشات وتفاهمات بشأنه.. وانعقد مؤتمر انابولس واليوم لا نرى نتيجة تذكر أو حركة تطمئن فالمفاوضات تراوح مكانها بالمعنى الصحيح للكلمة.. والوضع في الأراضي الفلسطينية في غاية السوء والأخطر من كل المقاييس هو استمرار سياسة الاستيطان والذي يهدف بالفعل إلى تغيير منظومة التركيبة السكانية في فلسطين المحتلة والتشكيل الجغرافي للأراضي المحتلة بما في ذلك القدس وهو ما يدمر فرص السلام تماما وكيف يمكن ان يسكت على ذلك وكيف يمكن ان نعطي الانطباع الكاذب بآفاق تقدم لا يحدث أو بالتقاط فتات لا يغني من جوع أو بالتعامل مع مناورات تهدف فقط إلى فتح الطريق إلى تطبيع مجاني ينتفع منه طرف دون ان يقدم أي دليل واحد على وجود إرادة للسلام لديه.
وأضاف موسى: إن موقفا حاسما من جانبنا في هذا الإطار لا يمكن ان يلومنا عليه احد وبالقطع لن يلومنا عليه التاريخ.. ونحن طلاب سلام وقد عرضنا السلام على إسرائيل فماذا كانت النتيجة... لا شيء.. ثم قالوا ان المطلوب الاعتدال والانشغال بالسلام فذهب الجميع والجامعة العربية معهم إلى انابوليس.. وماذا كانت النتيجة لا شيء.. ان الإرهاصات غير مطمئنة.. إذاً هل نفهم من ذلك ان عرض السلام العربي غير مقبول وان الاعتدال لا يفيد,هذا احتمال قائم وان حسن السياسة وحسن إدارة الأمور يقتضي الاستعداد والإعداد لتشكيل موقف تجاهه باعتبار ان القضية الفلسطينية هي قضية حقوق وضمير وأمن إقليمي شامل.
وأوضح موسى ان اجتماعا دوليا لتقييم الوضع بعد انابوليس بعد مضي فترة معقولة على انعقاده سيكون مهما حتى لا تضيع الأمور في متاهات الدعاية الكاذبة والمناورات المزورة ومن اجل هذا رحبت الدبلوماسية العربية بعرض روسيا الدعوة إلى مؤتمر يعقد في موسكو في الربيع القادم وخاصة ان تفهمات أكدت الدعم الدولي لإنهاء احتلال الجولان السوري ومناطق شبعا اللبنانية إضافة إلى الأراضي الفلسطينية.
سادسا.. هنا يأتي الموقف الفلسطيني الذي انقسم فزاد الأمور ضعفا كما زادها في نفس الوقت تعقيدا وفي هذا أود أن أعرب عن الدعم والتقدير للجهود اليمنية في صدد تحقيق محاولة تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية تأكيدا لوحدة الوطن الفلسطيني أرضا وشعبا وسلطة واحدة.. وان انقسام الوضع الفلسطيني يجب أن ينتهي.. وقد وصلنا إلى المنعطف الذي يجدر بنا فيه أن نضع المبادرة اليمنية والتأييد العربي لها موضع التنفيذ وكذلك تنشيط الحوار الذي دعت إليه.
سابعا.. لا يمكننا التحدث عن مشاكل الأمن الإقليمي وعن الأمن العربي بمعزل عن الجهود المبذولة لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وهو أمر تعاملت معه قراراتكم المتكررة حيث تشير التطورات على الساحة الدولية إلى تراجع في التأييد لهذه الجهود أصاب محافل نزع السلاح الرئيسية سواء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو في مؤتمرات مراجعة معاهدة منع الانتشار.
ثامنا.. ان القضايا السياسية الكبرى التي تثقل كاهلنا تتطلب وضوحا كاملا في التعامل معها وانقاذا للأمن العربي من الانهيار.
وقال موسى إننا نتابع ما يجري في العراق بقلق كبير اذ يثار التساؤل هل عاد العراق إلى دائرة العنف الشديد والدماء الغزيرة التي تسيل على جوانب الطرق وفي أركان المدن.. ان تمهيد الطريق إلى قيام العراق المستقر لا يمكن ان يتم والوضع الآن يبدو وكأنه يراوح مكانه والشعور بالمواطنة الآمنة لا يزال شعورا مترددا خائفا.. ان العراق الجديد طبقا لما أجمعت عليه قراراتكم لن يقوم الا بان يكون العراق بلد كل مواطنيه.. لا فرق بين أطياف الشعب العراقي.. نعم لن يصح العراق إلا بوحدته أرضا وشعبا وان يتحرر من كل وجود أجنبي.
وفي لبنان توافقت آراء الجميع في الجامعة العربية على مبادرة واضحة تستهدف استقرار لبنان وحماية أمنه الاجتماعي ووحدته السياسية.
وقد حققت المهمة العربية القائمة على المبادرة العربية بعض عناصر التقدم.
وبشأن المسألة السودانية أوضح موسى لم تتوان الجامعة العربية عن العمل الفعال والسريع حماية للسودان بكافة مقوماته من سلام بين شماله وجنوبه إلى استقرار في شرقه إلى حل عاجل وسريع للوضع في دارفور وأود التأكيد ان الخط السياسي الذي سارت عليه الجامعة العربية هو مواجهة ووأد المحاولات الكثيرة التي جرت ولا تزال لدق إسفين بين العرب والأفارقة في إطار علاج مسألة دارفور بل وفي غيرها من الأطر المتعلقة بالمسألة السودانية.
وبالشأن الصومالي أكد موسى دعم الجامعة جهود المصالحة الوطنية التي لا تستثني ولا تستبعد وسوف نسهم في تنمية الصومال ليقوم دولة فتية ديمقراطية وعصرية.
وقال موسى ان السياسة العربية توجهت إلى دعم استقرار ووحدة جزر القمر وتنميتها وكلها مسؤولية عربية إفريقية.
وبشأن جزر الإمارات العربية المتحدة جدد موسى التأكيد على قرار القمة العربية التاسعة عشرة حولها.
وأكد موسى ان الجامعة العربية تعمل الآن بكفاءة أكثر وضوحا رغم التضييق على ميزانيتها فاجتماعات وزراء الخارجية واجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي واجتماعات المجالس الوزارية واللجان النوعية والخبراء أصبحت أسرع انعقادا وأكثر حضورا وبوتيرة تعكس الجدية والخبرة والاهتمام بالتوصل إلى مواقف عربية متناسقة وتحقيق مصالح مشتركة مشيرا إلى المفاوضات الجارية لعقد الدورة الثانية للقمة العربية الإفريقية والإعداد لعقد القمة العربية الأميركية الجنوبية الثانية في قطر.
وختم موسى بالقول ان اجتماعنا اليوم في دمشق يتطلب الصراحة في الطرح وخلق الفرص للتفاهم وتحمل المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتق الجميع.. تحملها معا وخاصة في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ المنطقة.
مفوضية الاتحاد الإفريقي: نتطلع لشراكة سياسية واقتصادية مع الأمة العربية
وألقى السيد الفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي كلمة حيا في مستهلها سورية لما قامت به من جهود حثيثة لعقد هذه القمة ولحسن الاستضافة وكرم الضيافة وقدم الشكر للسيد الرئيس بشار الأسد.
وأكد كوناري.. ان قمة دمشق ستكون قمة تاريخية.. وقال.. أود ان أوصل رسالة الأمة الإفريقية لأقول لكم انه بالنسبة لنا هذا اللقاء بين البلدان العربية والإفريقية هو لقاء أساسي هام لمستقبل شعوبنا.
وأضاف كوناري.. إفريقيا ليست قارة فقيرة والوضع فيها ليس ميئوسا منه ولدينا الوسائل لكي نغير التاريخ في إفريقيا التي لديها مصادر وموارد كبيرة ويجب ان يكون لإفريقيا دور هام وان تكون سيدة مصيرها.
وأشار إلى انه منذ عامين أسست الكثير من الشراكات الإفريقية سواء مع أميركا الجنوبية أو الصين أو الاتحاد الأوروبي وقال.. انه بعد عدة ايام ستعقد قمة مع الهند وأيضاً لقاءات مع تركيا واليابان وايران لكن كل هذه الشراكات لا تحل محل اللقاء الهام بيننا وبين العالم العربي وهنا لا نتحدث عن شراكة وانما عن أخوة إفريقية عربية.
وأكد كوناري ان السلام تحد مشترك بين البلدان العربية والإفريقية فالسلام في فلسطين والسودان والصومال معركة عربية إفريقية مشتركة وقال.. نحن نعمل معا كي نحافظ على وحدة وسيادة السودان ونأمل ان تبذل الجهود الكافية وان تتحقق الظروف اللازمة لتحقيق ذلك.
وحول الوضع في الصومال قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.. لقد التزمنا معا في الصومال بأن نقوي الحوار السياسي بيننا لانه لا يمكن ان يكون هناك حل عسكري للقضية الصومالية ويجب ان يكون هناك حوار دون أي تدخلات أجنبية.. وانا مقتنع انه في جزر القمر ستكون السلطات القمرية وبكل انفتاح وبكل الوعي السياسي قادرة على إدارة الحوار من اجل التحضير للمستقبل الأفضل فيما يتجاوز هذه التحديات.
واشار كوناري إلى ان التغير المناخي ونقص المياه يشكلان أيضاً تحديا مشتركا للعالم العربي ولإفريقيا وقال.. هناك أيضاً مشكلة الأمن الغذائي التي تظهر بشكل حاد اليوم وخصوصا مع ارتفاع أسعار الحبوب والبذار ولو كان هناك السلام الكامل في إفريقيا لكنا استطعنا ان ننتج كل شيء لشعوبنا.
وشدد كوناري على ضرورة رفض ومنع أي تدخل أجنبي بالشؤون الداخلية لبلداننا وقال.. يجب الا نقبل ان يملي علينا احد الأمور من الخارج.
وأكد كوناري ان إفريقيا والعالم العربي قوة اقتصادية كبرى تتوافر فيها كل المواد الأولية وقال.. نحن نمثل المستقبل لانه وبعد أربعين عاما ستشكل إفريقيا حوالي مليار وسبعمئة مليون مواطن وكل هذا يشكل أكبر سوق في العالم.
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي عن أمله ان تجمع بين الأمة العربية وإفريقيا أكبر شراكة اقتصادية وسياسية وقال.. يجب ان ننتهي من الأمور الشكلية والإجرائية وننتقل إلى العمل معا ويجب ان يكون هناك الية للتفكير الاستراتيجي المشترك.. لقد حان الوقت ليبدأ منتدى التطوير العربي الإفريقي وان ينشأ ويلد اليوم وان يكون القرار السياسي في تنظيم القمة الثانية في الخرطوم قريبا جدا.
وختم كوناري كلمته بالقول.. يجب ان يتم وضع هذا القرار التاريخي موضع التنفيذ وانا لا أشك أنكم ستأخذون هذا القرار وانا مقتنع ان الدول الإفريقية ستدعم ذلك.
منظمة المؤتمر الإسلامي: التكامل والتضامن بين العالمين العربي والإسلامي
وأعرب اكمل الدين احسان اوغلو الأمين العام لمنظمة الدول الإسلامية عن شكره لسورية رئيسا وحكومة وشعبا على حسن الضيافة والترحاب.
وقال اوغلو في كلمة له أمام القمة ان من شأن العمل العربي والإسلامي ان يكمل كل منهما الآخر وخلق وضع سياسي لقضايا العرب والمسلمين على مستوى العالم وتقديم سند كبير ومؤثر لقضايا العالم العربي مؤكدا ان العالمين الإسلامي والعربي يقفان اليوم كما كان شأنهما في الماضي يدا في يد في مواجهة المشاكل العديدة التي تواجههما.
وأضاف اوغلو من يطلع على القرارات والتوصيات التي أقرتها القمة الإسلامية الحادية عشرة التي عقدت في مدينة داكار قبل اسبوعين يدرك عمق الترابط الإسلامي ومتانة التضامن ووحدة الأهداف بين الطرفين وهذا ما يدعوني مجددا إلى تأكيد الأهمية الاستراتيجية للتكامل والتضامن بين العالمين وضرورة خلق آليات جديدة لتفعيله وتنويعه في هذه الظروف الصعبة.
وقال اوغلو ان جرح الأمتين العربية والإسلامية الدامي في فلسطين يقلق ضمائر العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم والأوضاع المأساوية التي يخلقها العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني الصامد يسعى من خلاله إلى تكريس الاحتلال غير المشروع للأراضي الفلسطينية وعرقلة مساعي السلام التي يقدمها المجتمع الدولي مؤكدا أهمية توثيق الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والمتمثلة في القتل العشوائي والحصار التي تدخل في نطاق جرائم الحرب ويجب تقديم مرتكبيها إلى المحاكم الدولية المختصة وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية التي أنشئت خصيصا لردع مثل هذه التجاوزات.
ولفت اوغلو إلى ان المنظمة ناشدت الدول الأعضاء في المنظمة لإعانة الشعب العراقي على تخطي هذه المرحلة الدقيقة والخطرة لضمان استعادة سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وانها ناشدت الشعب العراقي الشقيق بضرورة الالتزام بمضمون وثيقة مكة المكرمة التي تمت برعاية منظمة المؤتمر الإسلامي في شهر تشرين الأول 2006 وقال.. ان المنظمة تعمل الآن على استكمال الإجراءات الفنية لافتتاح مكتب لها في بغداد للقيام بدور أكبر في الشأن العراقي.
وقال.. لقد ناشدنا الصوماليين بضرورة العمل على فض الخلافات بينهم ووضع حد للتسيب الراهن الذي يوقع عشرات القتلى وفتح الطريق أمام تسوية تعيد للشعب الصومالي الهدوء والاستقرار والأمن.
وقال اوغلو لقد تنامت في العقود الأخيرة ظاهرة تمييزية ضد الإسلام والمسلمين في الغرب مستمدة من اعتبارات تاريخية عفا عليها الزمن وتشير التقارير الأوروبية الرسمية إلى ان انتشار ظاهرة ما يسمى الإسلامفوبيا قد نفذ إلى أجهزة الإعلام وإلى الكتب المدرسية وبحوث المفكرين والسياسيين بما يوحي بوجود مد عدائي منظم من شأنه ان يضر ضررا كبيرا بالمصالح العربية والإسلامية ونتطلع في هذا المجال إلى دعم العالم العربي للجهود المختلفة التي تبذلها المنظمة لمواجهة هذا المد بالنظر إلى ضخامة العمل الذي ينبغي ان يوصد بمجابهة هذا التوجه العدائي للإسلام والمسلمين.
وأوضح اوغلو فيما يتعلق بالفيلم الذي أعده نائب هولندي لتشويه القران الكريم وتقديمه على أنه كتاب يحض على العنف والإرهاب بأن المنظمة كانت على اتصال دائم ومازالت مع الحكومة الهولندية التي أكدت انها تنأى بنفسها عن هذا العمل المعادي للإسلام والمسلمين مؤكدا أهمية التعاون بين المنظمتين والعالمين العربي والإسلامي لتحرك سريع على المستوى الثنائي وعلى مستوى المحافل الدولية لوضع حد لهذه الحملة المغرضة والمتصاعدة المعادية للإسلام.
واستعرض اوغلو الجهود الخاصة التي تبذلها المنظمة في مجال العمل الإنساني والاغاثي لنجدة المنكوبين الذين يقعون ضحية للكوارث الطبيعية أو تلك الناجمة عن عمل الإنسان وأنها تمكنت في هذا الصدد من بذل كثير من المساعدات في اندونيسيا اثر احداث تسونامي.. وفي فلسطين في مناسبات كان اخرها اثناء حصار غزة وفي النيجر لمحاربة موجة المجاعة والجفاف والعديد من القضايا العربية.
وقال.. ان الامل معقود على زيادة هذا التعاون والتآزر والتضامن ما يعود على أمتينا بالخير والعزة والكرامة ووحدة الكلمة وأتمنى لمداولاتكم النجاح والتوفيق ولجهودكم السداد للوصول بهذه القمة إلى ما تتمنونه وما نتمناه جميعا من رص الصفوف واعلاء كلمة العرب والمسلمين.
حركة عدم الانحياز: دعم القضايا العربية العادلة
أكد فيليبي بيريس روكي وزير العلاقات الخارجية لجمهورية كوبا ان حركة بلدان عدم الانحياز أعطت تاريخيا أولوية كبرى في جدول أعمالها للمواضيع المرتبطة بالمنطقة وبشكل خاص نضال الشعب الفلسطيني في سبيل ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير وإقامة دولته السيادية والمستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإعادة كافة الأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 دون شروط حيث صارت راية كفاحية لبلدان عدم الانحياز.
وقال الوزير الكوبي.. لقد سمع صوت الحركة بقوة في كافة المحافل متعددة الأطراف التي عالجت هذا الموضوع.. بما فيها الجمعية العامة ومجلس الأمن التابعان للأمم المتحدة.. وقد طالبت الحركة بوقف فوري للعدوان العسكري والعقاب الجماعي والانتهاك الواسع لحقوق الإنسان الخاصة بالشعب الفلسطيني على يد إسرائيل.
وأوضح بيريس روكي انه منذ ايلول 2006 أصدر مكتب التنسيق لحركة بلدان عدم الانحياز في نيويورك حتى الآن تسعة بيانات حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. بما فيها القدس الشرقية.. ويضاف إليها بيان حول فلسطين.. صدقت عليه لجنة فلسطين التابعة لحركة بلدان عدم الانحياز.. وذلك في الاجتماع الوزاري الذي عقد في 25 ايلول .2007
البيان الأخير الذي صدر في 29 شباط 2008 يدين إسرائيل على اعتداءاتها الأخيرة.. ويعرب عن عميق قلقه إزاء التصعيد العسكري العنيف ضد الشعب الفلسطيني.. وإزاء التدهور الخطير للوضع الميداني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال بيريس روكي تؤكد رئاسة الحركة على ضرورة استئناف المفاوضات المباشرة والجدية بين الأطراف.. بغية التوصل إلى السلام العادل والشامل استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة الخاصة بهذا الشأن.. ووفقا لأصول ومبادئ القانون الدولي التي تؤازرها.
وأضاف.. ان حركة بلدان عدم الانحياز ما زالت على معارضتها الحازمة لتعديل الوضع الحقوقي والطبيعي والديمغرافي والبنية التأسيسية للجولان السوري المحتل منذ عام 1967 وكذلك معارضتها للإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى فرض سلطتها وإدارتها في تلك المنطقة.. في انتهاك سافر للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها.. لاسيما القرار رقم 497 / 1981 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وأكد الوزير الكوبي رفض التهديد بالعدوان على الأرض اللبنانية والمطالبة باحترام إسرائيل لوحدة أراضي وسيادة لبنان والسماح للبنانيين بحل مشاكلهم الداخلية دون تدخلات أجنبية مهما كان نوعها. وأوضح بيريس روكي أنه في ظل النظام السياسي والاقتصادي العالمي الظالم تجري محاولة تكريس مفاهيم مثل الحرب الوقائية وتغيير نظام وجميعها تنتهك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي فيما لا يدخر جهابذة المجابهة والحرب وقتا ولا موردا من اجل اختلاق أعداء في العالم الثالث.. ما يضع شعوبنا في حالة دائمة من الانكشاف والخطر.
لقد كان الشرق الأوسط وما زال ضحية للعدوان الامبريالي من اجل نهب موارده الطبيعية.. ما أدى إلى إزهاق أرواح مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء.. وتدمير ارث ثقافي ذي قيمة كونية.
وأكد الوزير الكوبي انه تقع على عاتق حركة بلدان عدم الانحياز.. مسؤولية تتمثل في الحفاظ على جبهة موحدة ومتضامنة في الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال... والسيادة وسلامة الأراضي.. دون أي تدخل خارجي.. وعن الحق في السلام والتنمية.. والدعوة إلى الدفاع عن مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.. وتمتين تعددية الأطراف .. والوحدة والتضامن بين أممنا.. في مواجهة الاستفراد ومحاولات ممارسة سيطرة مهيمنة في العلاقات الدولية.
ودعا إلى المطالبة بحق التنمية.. والعيش في عالم لا يكابد فيه أبناؤنا التهديد بسوء التغذية.. وبمعدلات عالية من الوفيات بين الأطفال.. والموت بسبب الجوع وأمراض يمكن الوقاية والشفاء منها.
وقال.. ليكرس البليون دولار الذي ينفق سنويا على الأسلحة في سبيل الدفع بحقنا في التنمية.. ولتتوقف محاولات فرض نماذج غريبة عن ثقافتنا وتقاليدنا علينا.. اننا بحاجة للتضامن من اجل تنميتنا.. وبحاجة إلى عالم يسوده التعايش بين الأمم.. والتفاهم المتبادل بينها.. واحترام التعددية الثقافية والحضارية.. فلنعمل معا من اجل انقاذ الجنس البشري.
وطالب الوزير الكوبي حركة بلدان عدم الانحياز.. والتي تشكل غالبية البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة بالعمل متحدة من اجل الدفاع عن مصالح أعضائها.
وأكد ان حركة بلدان عدم الانحياز ستعقد أو تشارك مؤتمرات خلال العام الحالي لمناقشة المشاكل الرئيسة التي تواجه بلدان عدم الانحياز.
وأعرب عن شكر كوبا العميق للدعم والتضامن الذي تلقته دائما من البلدان العربية.. في المعركة البطولية التي تخوضها في سبيل الحفاظ على سيادتها واستقلالها في مواجهة الحصار والعدوان الخارجي.
وفي الوقت ذاته بإمكان البلدان العربية ان تعول بثبات على تضامن كوبا ودعمها الصادق.
الرئيس الليبي: التمسك بالحد الأدنى من الوحدة العربية
أكد العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من ايلول الليبية في كلمة خلال القمة العربية العشرين في دمشق امس ضرورة التمسك بالحد الادنى من الوحدة العربية وهو التئام قمة سنوية على هذا المنوال مشيرا الى ان هذا يمثل الحد الادنى للوجود العربي .
وقال القذافي ..لا شك اننا في مفترق طرق مؤكدا ان العرب لا يمكن ان يثبتوا وجودهم الا في دولة عربية واحدة قادرة على لم شملهم مشيرا الى ان الوضع العربي الراهن يثير علامات استفهام كبيرة.
وأضاف القذافي .. بالنسبة للقضية المركزية فلسطين التي للاسف جرى التفريط بها مرحلة بعد أخرى حتى وصلنا الى ما نحن عليه الان اذ استغل عدونا ذلك وربح في حين خسرنا.. مؤكدا ضرورة أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية هي المظلة الوطنية للفلسطينيين التي تجمع كافة الفصائل الفلسطينية.
وبعد ان استعرض القذافي الاوضاع في الصومال والسودان وجزر القمر والذرائع التي سيقت لاحتلال العراق وثبت عدم صحتها تساءل لماذا لم يتم التحقيق في احتلال العراق واغتيال رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات?
وختم القذافي بالقول.. لن تستطيع أي دولة من دولنا العربية أن تعيش بمفردها الا من خلال فضاء كبير يحميها اقتصاديا وأمنيا وعسكريا واذا كنا فعلا مخلصين للمواطن العربي ولضمائرنا فيجب ان نفكر تفكيرا جديا بحل المشاكل الموجودة ونفكر في مصير هذه المجموعات العربية.