نحن امة العرب من أضعنا تاريخنا الماضي حاضرنا بائس ونغامر بمستقبلنا ، نحن امة التشتت امة الفرقة الأمة التي عبثت فيها الأيدي الخارجية ونالت منها كثيرا لا كما أراد المتربصون بل ما زاد عن رغبتهم الآلاف الدرجات، نحن الأمة التي تهاونت في مقتل زعمائها وقادتها وقابلت بؤس شعوبها ببسمة خافتة خجولة، نحن الأمة التي لا يجمع رؤساءها إلا قاعة، وسنقول يوما ما أكلنا يوم أكل الثور الأبيض فأمس عرفات الشهيد البطل وبعده صدام أسد العرب وغدا انتم أيها المجتمعون، وعن فلسطين لا تحدثني فأحدثك أنا فقد ضاعت. نعم أيها القذافي الواقعي فهذا هو الحال العربي الواهن لدرجة لم يشهدها التاريخ العربي مدى حياته، فالفرقة سادت العراق والتشرذم نال من لبنان والشتات غزا فلسطين، ولم يعد لأمة العرب كلمة تسمع إلا إعلاميا لكن الحقيقة أن القضايا العربية تقابل ببرود لا نظير له، ويسكن الخليج حقيقة كثيرا من الإيرانيين والحق أن إيران ليست هي الخطر الحقيقي الذي أحدق ويحدق بالعرب المسلمين فأعداء العروبة معروفين منذ زمن بعيد ومازالوا واضحي الأوجه وغير مقنعين إلا أن أنظارنا تتوجه إلى هنا وهناك وفق رغبة الخطر الأصلي مبتعدين عن من عادانا ومقتربين ممن نتوقع خطره. هي الحقيقة المرة التي يحياها العرب كافة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب فقد كثر أصدقاء أمريكا من العرب دون أن تنصفهم حتى في حقوقهم الطارئة وقضاياهم العادلة فما المنتظر منهم ومن إسرائيل؟.. على الساحة الفلسطينية يتلكأ الإسرائيليون في محادثات السلام ويتوسعون في استيطانهم ويكثرون من قتلهم لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل هذه إسرائيل وهذا السلام الذي تطبقه منذ احتلالها لفلسطين وكل هذا برفق وموافقة علنية وسرية أمريكية. ساحة لبنان باتت من الساحات الحمراء العربية والتي ينفذ على أرضها العديد من الأجندات الطاغية يوما تلو الآخر لتنشق هذه الساحة ويقاتل أهلها بعضهم بعضا وفي النهاية الرابح الوحيد كل متربص وطامع بلبنان وأرضها ووحدتها وشعبها ومع الأسف بات لبنان في فرقة لا يحسد عليها. ساحة العراق ساحة الدماء ساحة الظلم الواقع عنوة على أهلها ساحة الاستباحات والاستهانات بكل المعايير والقيم والمعاني الإنسانية ساحة استباحة الإنسان من قبل الغاصب كما لو انه جماد التقط عن الأرض أو حشرة تباد بلا عدد، انه البؤس والذل والوهن الذي أصاب العراق أصاب بوابة الشرق العربي فكشف امة العرب وأطاح بمقدرات هذا البلد إلى جانب شعبه. ساحة السودان وهي ساحة غير مستقرة تحيى كثيرا من الأزمات التي تصب في النهاية في جعبة من يمثلون زورا وكذبا بأنهم أصدقاء لكثير من العرب. أما باقي الساحات العربية فكل يستغل وفق ما أوتي من إمكانيات ومقدرات سواء أكانت إمكانيات بترولية أو مواقع جغرافي أو غيرها من الإمكانيات. لذا فالقذافي هو الأكثر جرأة الأكثر واقعية والأكثر تجردا من المجاملات التي لا تخدم إلا البرستيج الخارجي وفي النهاية تبقى الهموم العربية حبرا على ورق كتبت عليه سواء أكان في اجتماعات القمم العربية أو في الاتفاقيات الدولية التي ذهبت في مهب الريح في ظل تعنت الأقوياء ووهن الضعفاء. فنعم،،،، اليوم يجتمع الرؤساء لمعالجة الأزمات والمصائب الحالة على عدد من الدول العربية وفي القمة القادمة مصيبة جديدة في دولة عربية جديدة فأين القانون أين الإرادة أين العزيمة أين الدين واللغة الواحدة التي تجمع امة العرب والكفيلة بأن توحد الرؤية أين البترول أو الذهب الأسود والذي بات على مالكيه الوبال الأسود؟؟ أما من صحوة؟؟ أما من قمة تحمل قيمة فعلية؟؟ أما من قرار اتخذ ويستحق الاجتهاد لتطبيقه؟؟ أما آن لأمة العرب أن تتوحد وتكون مع من والاها وضد من عادها ولتعزق جانبا الأفكار الغربية والغريبة والمصالح الفردية الغازية لدولنا؟؟ خيريه رضوان يحيى |