لأن الواقع أكد صوابية بصر وبصيرة كل منصف، وكل غيور على أمته العربية، وكل أمين على صالحها ومصالحها، ولأن الله كان حاميا لسورية من كل مغرض لئيم، وكل حاقد أثيم، يجب اليوم على جماهير الموالاة في لبنان أن يفتحوا آذانهم للنصيحة، وأن يتضرعوا إلى الله حتى يجعلهم (ممن يسمعون القول ويتبعون أحسنه).
عليهم أن ينتهزوا تلك الفرصة الذهبية التي أتاحها النجاح الباهر الذي سجلته القمة العربية التي قادتها سورية باقتدار وترأسها السيد الرئيس بشار الأسد بحنكة شهد لها العالم، ليلتقطوا أنفاسهم ويعيدوا تقويم الأوضاع لتمييز الأبيض من الأسود، والغث من السمين، والانتباه إلى الفشل الفضائحي الذي تنتهي إليه كل المؤامرات التي يتورط فيها رموزهم.
عليهم أن يدركوا (وإن كانوا قد تأخروا كثيرا) حجم وبشاعة السمسرة التي توظفهم فيها السلطة، خدمة لمشروع لايمكن لعاقل أو لنصف عاقل، أن يتوهم فيه فائدة أو مصلحة تذكر للبنانيين، اللهم إلا إذا قررنا بشكل جماعي أن ندخل في غيبوبة، أو إذا قررنا إعارة عقولنا للمنطق الشاذ الذي يروج منذ ثلاث
نوات لخرافة ولع وهيام الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني بلبنان، حتى بتنا قاب قوسين أو أدنى من الشك في الولاء الحقيقي للأميركان والصهاينة. انتصار إرادة الحق، وكنس دمشق لكل مشاريع التعمية على الحقائق، والتمييع وتضييع الوقت، يوجبان على كل ذي عقل أن يسأل نفسه، لماذا سَمَت دمشق، وهوى خصومها؟ لماذا بدت هادئة مطمئنة، وغلب على خصومها التوتر والعصبية؟
لماذا تجلت رزينة، وعقلانية، وموضوعية، على حين كان سعير الغل يحرق قلوب حسادها؟ وسوف يحمل مشوار الإجابة عن هذه الأسئلة فرض التمعن في تصريحات وأحاديث المسؤولين السوريين بشكل عام، ولغة ومنطق الرئيس بشار الأسد بشكل خاص، ويحتم عقد مقارنة هادئة، بين ما رأيناه وسمعناه في القمة، وكلام وسلوكيات رموز السلطة، الذين جردوا السياسة من الأخلاق، فزادوا منطلقاتهم بشاعة، ومنطقهم سقوطا، وأهدافهم افتضاحا، فأساؤوا بذلك إلى أنفسهم وإلى وطنهم، وبدت مواقفهم خالية تماما من السياسة ومن الاخلاق. ففي الأخلاق، خلا وفاضهم إلا من حرفة الردح التي لا تفرط في كتاب الابتذال من شيء، وتواصلت خصلة مقابلتهم للهدوء والعقل والحكمة بجوقات البذاءة، وبالشتائم وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، والتطاول المقيت على كل من ضحى ليس فقط في سبيل رفعة شأن لبنان، وإنما من ضحى في سبيل بقاء هذا البلد مدرجا على جدول أعمال التاريخ والجغرافيا.
وفي السياسة، تجلت أعراض الغيبوبة مرتين متتاليتين، الأولى لم تر في اجتماع وزراء الخارجية، وزراء خارجية، فطالبت باجتماع لوزراء الخارجية، والثانية لم تر في القمة قمة، فطالبت بعقد قمة!
وفي محاولة يائسة للفهم، نتذكر الوقائع بحذافيرها، ففي يوم الأربعاء الماضي، خرج أحدهم، أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب، ليطالب بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، أما يوم السبت، فكان مختلفا تماما، حيث طالب آخر، من بلاده بعقد قمة عربية، وذلك أثناء الجلسة الأولى للقمة العربية؟
على الجميع أن ينتبهوا إلى أن الحقائق تفرض نفسها، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح، وأن من أنصع ذلك الصحيح، وأكثره جلاء، هو أن العنوان الصحيح لحدث التاسع والعشرين والثلاثين من آذار 2008 كان كما توقعنا، حدث (سورية القمة) أكثر من كونه (قمة سورية) وأنه كسر ظهر كل من راهنوا على كسر سورية، وأن قضايا الأمة المصيرية باقية لمدة عام في يد رئاسة ليست مستعدة للرضوخ ولا للمساومة، على حقوق هذه الامة، وأن من خدعوا جماهيرهم، بأن الصاع سوف يرد لدمشق بعد عام، تلقوا لطمة لا يستهان بها، بقرار عقد القمة القادمة في الدوحة.
على المضللين من جماهير موالاة البيت الأبيض ورعاياه، وعلى كل من يهمه الأمر أن يعوا أن ما حدث ويحدث، يعيد في حقيقة الأمر تشخيص الأزمة التي أدخلنا فيها منطق الكيدية، الذي لا يمانع أصحابه في وضع الأمة وقضاياها في كفة، ووضع ذواتهم في الكفة الأخرى مع حكم مسبق الصياغة والإعداد بتغليب الثانية مهما تضاءلت، على الأولى مهما عظمت، لذلك لا يمكن أن يرف لهؤلاء جفن، أو تدمع لهم عين، ولو تعرضت مصالح أوطانهم للضياع، وداهم حاضرهم خطر التدمير، وتربصت بمستقبلهم مشاريع النفي والإلغاء. إنها نصيحة صادقة لوجه اللـه تعالى، لكن أمدها لا يبدو طويلا، لأن ما بعد القمة، سيكون مختلفا عما قبلها.
عليهم أن ينتهزوا تلك الفرصة الذهبية التي أتاحها النجاح الباهر الذي سجلته القمة العربية التي قادتها سورية باقتدار وترأسها السيد الرئيس بشار الأسد بحنكة شهد لها العالم، ليلتقطوا أنفاسهم ويعيدوا تقويم الأوضاع لتمييز الأبيض من الأسود، والغث من السمين، والانتباه إلى الفشل الفضائحي الذي تنتهي إليه كل المؤامرات التي يتورط فيها رموزهم.
عليهم أن يدركوا (وإن كانوا قد تأخروا كثيرا) حجم وبشاعة السمسرة التي توظفهم فيها السلطة، خدمة لمشروع لايمكن لعاقل أو لنصف عاقل، أن يتوهم فيه فائدة أو مصلحة تذكر للبنانيين، اللهم إلا إذا قررنا بشكل جماعي أن ندخل في غيبوبة، أو إذا قررنا إعارة عقولنا للمنطق الشاذ الذي يروج منذ ثلاث
نوات لخرافة ولع وهيام الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني بلبنان، حتى بتنا قاب قوسين أو أدنى من الشك في الولاء الحقيقي للأميركان والصهاينة. انتصار إرادة الحق، وكنس دمشق لكل مشاريع التعمية على الحقائق، والتمييع وتضييع الوقت، يوجبان على كل ذي عقل أن يسأل نفسه، لماذا سَمَت دمشق، وهوى خصومها؟ لماذا بدت هادئة مطمئنة، وغلب على خصومها التوتر والعصبية؟
لماذا تجلت رزينة، وعقلانية، وموضوعية، على حين كان سعير الغل يحرق قلوب حسادها؟ وسوف يحمل مشوار الإجابة عن هذه الأسئلة فرض التمعن في تصريحات وأحاديث المسؤولين السوريين بشكل عام، ولغة ومنطق الرئيس بشار الأسد بشكل خاص، ويحتم عقد مقارنة هادئة، بين ما رأيناه وسمعناه في القمة، وكلام وسلوكيات رموز السلطة، الذين جردوا السياسة من الأخلاق، فزادوا منطلقاتهم بشاعة، ومنطقهم سقوطا، وأهدافهم افتضاحا، فأساؤوا بذلك إلى أنفسهم وإلى وطنهم، وبدت مواقفهم خالية تماما من السياسة ومن الاخلاق. ففي الأخلاق، خلا وفاضهم إلا من حرفة الردح التي لا تفرط في كتاب الابتذال من شيء، وتواصلت خصلة مقابلتهم للهدوء والعقل والحكمة بجوقات البذاءة، وبالشتائم وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، والتطاول المقيت على كل من ضحى ليس فقط في سبيل رفعة شأن لبنان، وإنما من ضحى في سبيل بقاء هذا البلد مدرجا على جدول أعمال التاريخ والجغرافيا.
وفي السياسة، تجلت أعراض الغيبوبة مرتين متتاليتين، الأولى لم تر في اجتماع وزراء الخارجية، وزراء خارجية، فطالبت باجتماع لوزراء الخارجية، والثانية لم تر في القمة قمة، فطالبت بعقد قمة!
وفي محاولة يائسة للفهم، نتذكر الوقائع بحذافيرها، ففي يوم الأربعاء الماضي، خرج أحدهم، أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب، ليطالب بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، أما يوم السبت، فكان مختلفا تماما، حيث طالب آخر، من بلاده بعقد قمة عربية، وذلك أثناء الجلسة الأولى للقمة العربية؟
على الجميع أن ينتبهوا إلى أن الحقائق تفرض نفسها، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح، وأن من أنصع ذلك الصحيح، وأكثره جلاء، هو أن العنوان الصحيح لحدث التاسع والعشرين والثلاثين من آذار 2008 كان كما توقعنا، حدث (سورية القمة) أكثر من كونه (قمة سورية) وأنه كسر ظهر كل من راهنوا على كسر سورية، وأن قضايا الأمة المصيرية باقية لمدة عام في يد رئاسة ليست مستعدة للرضوخ ولا للمساومة، على حقوق هذه الامة، وأن من خدعوا جماهيرهم، بأن الصاع سوف يرد لدمشق بعد عام، تلقوا لطمة لا يستهان بها، بقرار عقد القمة القادمة في الدوحة.
على المضللين من جماهير موالاة البيت الأبيض ورعاياه، وعلى كل من يهمه الأمر أن يعوا أن ما حدث ويحدث، يعيد في حقيقة الأمر تشخيص الأزمة التي أدخلنا فيها منطق الكيدية، الذي لا يمانع أصحابه في وضع الأمة وقضاياها في كفة، ووضع ذواتهم في الكفة الأخرى مع حكم مسبق الصياغة والإعداد بتغليب الثانية مهما تضاءلت، على الأولى مهما عظمت، لذلك لا يمكن أن يرف لهؤلاء جفن، أو تدمع لهم عين، ولو تعرضت مصالح أوطانهم للضياع، وداهم حاضرهم خطر التدمير، وتربصت بمستقبلهم مشاريع النفي والإلغاء. إنها نصيحة صادقة لوجه اللـه تعالى، لكن أمدها لا يبدو طويلا، لأن ما بعد القمة، سيكون مختلفا عما قبلها.
عمروناصيف*